الأحباب الأعزاء تحياتي لمحت من على البعد قد أنتصبت مرة اخرى خيمة ودشنتير ويالها من روعة وإبداع بس أردت من هذا البوست التعريف بفن المسادير وأنواع المسادير وشعراء البطانة وفطالحتها وسوف أحاول جاهداً التوثيق لهذا الفن من خلال الكتابات والأشعار التي تهتم بفن المسادير والدوبيت وأبتدي بموضوع كتب عن فن المسادير سوف أقوم بإنزاله مجزاءً حتى تعم الفائدة وهو منقول
*كلمة المُسدار مشتقة من الفعل سدر بمعني ذهب او ورد ، وتحتمل هذه الكلمة عدة معاني مرتبطة بالاشتقاق الذي ذكرناه ، فالمسدار في البطانة " وسط السودان " يعني المرعى أو المورد الذي تتجه اليه البهائم . ولفروع وبطون القبائل المختلفة مسادير معلومة تسدر اليها مواشيهم طلباً للماء والكلأ , وقد استعمل عبد الله ابوسن شاعر قبيلة الشكرية كلمة مسدار في هذا المعنى حين قال : عنــــاق الاريل المسدارهـــــــــا جَبــرة تحدِّثنــــي حديثـــــــاً كُلــــــــّوْ عَبـــــرة أنا إن جَنَّيـــــت قط ما ظنَّـــــي بَبْــــــره واستعملت بعض القبائل الاخرى كلمة المسدار في هذا المعنى ، فقال ود ضحوية شاعر قبيلة الجعليين : مادام بت أم قجة* واردة وصادرة بي المسدار *وأم قجة هي الناقة. وكلمة مسدار تعني القصيدة ، واستعمل هذا المعنى في القصائد الغزلية من فن " الدوباي " أو الدوبيت وقصائد المدح النبوي . وقد وردت كلمة مسدار في هذا المعنى في بعض المدائح النبوية مثل قصيدة "حاج الماحي " "شوقك شوى الضمير " التي يقول فيها : الشمــــس في العِصيَر ردّاها وجات الــــعـِيـر يا اخواني بـــي تشمير* شيلو لِيْ المســــادير تشمير : شمر عن ساعده ، أي اجتهد . فالمسدار يمثل نوعاً معيناً من القصائد الشعبية التي تسير على نمط الرجز الرباعي، وهي شبيهة بالقصائد العربية القديمة ، وتعني بسرد ومتابعة رحلة الشاعر إلى ديار محبوبته . وقد تكون هذه الرحلة واقعية كما في مسدار " قوز رجب " للشاعر" الصادق حمد الحلال" ، أو خيالية كما هو الحال في كثير من المسادير . واحياناً تكون الرحلة مجرد رصد وتتبع لسير الحسان كما في " مسدار الصيد " للحاردلو . وفي بعض الاحيان تكون هذه الرحلات زمانية تعنى بتتبع منازل وفصول العام مع ذكر عواطف الشاعر المتأججة ولوعته لفراق محبوبته . يدل هذا النوع من المسادير على معرفة ودراية تامة بعلم الفلك والظواهر الطبيعية المختلفة التي تواكب الانواء و " المنازل " المختلفة للنجوم ، وخير مثال لهذا النوع مسدار الشاعر"عبد الله ود شوراني" الذي يستهله بقوله : غاب نجــــــــم النَطِح* والحر علينا إشتدَ ضَيـَّـقـْنـــــا وقِصــــــر لَيلُو ونهــــارُوْ إمتدَّ نَظِرة المنـــــــــــُّو للقانون بِقيـــت إتحدَّى فتحـــت عنــــــدي منطقـــة الغُنا الإنســَدَّ يخبرنا الشاعر عن غياب نجم النطح واشتداد الحر وقصر الليل، وكل هذه الدلالات الطبيعية تصاحب " عِينة " النطح وهي مؤشر لدخول فصل الصيف و النطح : اول " عينة " من " عين " الصيف .
06-27-2004, 01:54 PM
ebrahim_ali
ebrahim_ali
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 2968
*وكثيراً ما نجد أن المسادير تحكي قصة حول الشاعر وحبه ، وتصف محبوبته وكيفية الوصول اليها ، وعليه يمكن اعتبارها شعراً قصصياً . الا أن عناصر القصة لا تكتمل في جميع المسادير رغم تغلب الطابع السردي على جزء غير يسير منها . واذا اخذنا كلمة المسدار بمعناها الشائع ، أي" القصيدة التي تحكي رحلة الحب " زمانية كانت أو مكانية وتطرقنا للمعنى الآخر الذي يرمز للمرعى والمورد ، يتضح الارتباط الوثيق بين هذين المعنيين ، فالإبل يشتد بها الظمأ فتشتاق للمورد العذب ثم تسدر إليه . وفي الصورة الثانية نجد أن الشاعر يشتد هيامه بمحبوبته ويزداد شوقه إليها ، فيسعى نحو ديارها مدفوعاً بحرارة الشوق ، حتى يصل فيطفئ ظمأ اشواقه بلقياها . ففي كلا الحالين هنالك ظمأ وشوق وارتواء غير أن الصورة الاولى حسية والثانية تمثل صورة معنوية ، ويتضح مما سبق أن هنالك تداخل وترابط نفسي يقارب بين المعاني المختلفة لكلمة مسدار ، كما يقارب بين موضوعه ومضمونه والشخصيات التي يرتكز عليها . فالشاعر والمحبوبة ، والجمل والبيئة التي تتم فيها الرحلة ، كل هذه العناصر تكوّن وحدة نفسية متداخلة يحاول الشاعر الربط بينها ما وسعه ذلك ، فالشاعر عندما يتذكر ما سيجد من متعة ونشوة عند وصوله ديار المحبوبة يعلم أن جمله سيصادف مثل حظه من المتعة والراحة ، وهو لا يتوانى في أن يبشر الجمل بذلك ، فهاهو الشاعر " احمد عوض الكريم ابو سن " يحدثنا في مسدار " الصباغ " كيف أن محبوبته تأمر من يقوم على خدمتها بأن يعنى بأمر جمل الشاعر ويوفر له " العلوق " الكلأ : أرُبْطو الجـــــــــانا ضامر لا كَبد ولا كرشة سحّار الغروب جيب لي العلوق بي الورشة نفِّصــــــنْ المراتب ؤطرَّحن بــــــي الفُرشة داير يبــــــرى جرحاً في القلب مُــو خرشة وفي كثير من الاحيان لا تحتاج جِمال شعراء المسادير إلى التذكير بما ستجده من عناية عند ديار المحبوبة ، فهي لا تحتاج إلى من يحثها على السير إذ انها تتحرك بإيعاز داخلي ، فديار المحبوبة هي المرتع والمرعى الخصيب. ويصور شاعر " مسدار رفاعة " تلك الصورة تصويراً بارعا حين ما يحكي عن حال بعيره قائلاً : ضهــــر قلعة مبـــــارك جيتــــــو تلعب شد منعت اللســـــَّة* والكُرباج وقولة " هد "* علــــــى التالاك إحســـــــــــان رزقو ما بِنْعد يومك كُلـــــّو تمصع ما انلحـــــــــق اليك حد اللسة : تحريك الدابة للسير ، هد : لفظة تقال للإبل حثا على السير . تمصع : تجتر الطعام في ما يختص بتسمية المسادير التي تحكي الرحلات المكانية ، عادة ما يطلق اسم القرية او المدينة التي تبدأ منها الرحلة على المسدار ، ويتضح ذلك في كثير من المسادير مثل " مسدار رفاعة " و " مسدار ستيت " و " مسدار الصباع " . ويعتبر المسدار وثيقة هامة تبرز شتى العناصر الثقافية وتفيد كثيرا في دارسة تاريخ وتطور الادب السوداني وفي التغيرات الاجتماعية المختلفة التي تطرأ على البيئة السودانية . وكما اسلفنا يوجد نوعان من المسادير ، احدهما يصف الرحلة عبر المكان ، والآخر يهتم بالزمان :
يتبع
06-27-2004, 02:28 PM
ebrahim_ali
ebrahim_ali
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 2968
نواصل ما انقطع من حديث عن فن المسادير وللجزء الثالث
*المسدار المكاني : مسدار رفاعة : يهتم المسدار برسم خارطة الرحلة وبيان معالم الطرق مع ذكر وتوضيح القرى والمدن والجبال والوديان التي تقع بين بداية الرحلة ونهايتها ، واثبات هذه المواضع ومعالم الطريق لا يتم بطريقة عفوية ، بل يتبع الترتيب الطوبغرافي لهذه المعالم ، وهذه الخاصية من خواص المسدار تضع بين يدي المتلقي معلومات جغرافية متكاملة عن البيئة التي تدور فيها احداث المسدار. المسدار الزماني : مسدار النجوم لعبد الله ود شوراني : يمثل هذا النوع من المسادير سجلاً حافلاً بالظواهر الفلكية وما يرتبط بها من تغيرات في المناخ وطبيعة الارض وفقاً لتداول الايام والفصول ، هذه الثقافة البدوية التي يرصدها ويصورها المسدار الزماني خير تصوير ترتكز على التقسيم الفلكي الذي انتهجه العرب ، فالسنة تنقسم إلى اربعة فصول ينقسم كلٌ منها إلى سبع " عينات " وكل عينة تستمر حوالي ثلاثة عشر يوماً بالتقريب . ويكون تقسيمها كالأتي : "عين " الصيف هي : النطح ، البطين ، الثريا ، الدبران ، الهكعة ، الهنعة و الذراع . وتتكون " عين " الخريف من : النترة ، الطرفة ، الجبهة ، الخيرصان ، الصرفة ، العوا و السماك . "عين" الشتاء هي : عريج ، الغفر ، الزنبان ، الاكليل ، الشولة ، البُلد والنعايم . " عين " الربيع هي : سعد ذابح ، سعد السعود ، سعد الاخبية ، سعد بُلع ، الفرق المقدم ، الفرق المؤخ والحوت ومجمع هذه العين ثمان وعشرون . يتكون مسدار النجوم لعبدالله ود شوراني من ثمان وعشرين رباعية شعرية بحساب رباعية واحدة لكل " عينة " . يتتبع المسدار فصول السنة الاربعة ، ويعدد عين كل فصل من هذه الفصول مبيناً ما يصحبها من تغيرات مألوفة في بيئة الشاعر ، فإذا اخذنا الرباعية الاولى التي ورد ذكرها في السابق والتي يقول فيها الشاعر : غاب نـــــــــــــم النطح والحر علينا اشتدَّ ضيَّقنــــــا وقِصر ليلـــــــــــو نهارو إمتدَّ نظِرة المنو للقــــــــــــــانون بقيت إتحدّى فتحت عندي منطقـــــــــــــــة الغُنا الإنسدَّ يخبرنا الشاعر في هذا المقطع عن غياب نجم معلوم واشتداد الحر وقصر الليل وطول النهار ، وكل هذه الدلالات الطبيعية تصاحب " عينة " النطح وتنذر بدخول فصل الصيف . ويصف كل " عينة " يمر بها الشاعر في رحلته الزمانية ويعدد الظواهر التي تصاحب هذه العينة . وإذا كان المسدار الذي يصف الرحلة المكانية يعطي مسحاً جغرافياً لطبيعة الاقليم الذي تتم فيه الرحلة ، فالمسدار الزماني يعطي مسحاً مناخياً وفلكياً للعام الذي تتعاقب ايامه على الشاعر . تمثل الثقافة التي نجدها في المسادير نوعاً من المعرفة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالحياة فهي بمثابة الضرورة المعيشية ، فالمعلومات الفلكية والمناخية المتضمنة في " مسدار النجوم " توجه إلى مواعيد الزراعة والحصاد وغيرها من الاشياء التي ترتبط بحياة الناس . وكثيرا ما يتم التوجيه والتعريف بعلم الفلك على يد رجل عالم بأمر الفلك يسمونه " النَجّامي " في مثل هذه البيئة البدوية ، ولهذا العالم مرتبة ومكانة مرموقة بين الناس فهم يستشيرونه في مواعيد الزراعة والحصاد والزواج والاسفار وغيرها من الامور المتعلقة بالمناخ وظواهر الطبيعة ، فهو بمثابة ضابط الزمن بالنسبة للمجتمع البدوي الذي يحتاج لمن ينظم علاقته ومعاملاته مع الطبيعة . بعض المجتمعات البدوية تسمي هذا الفلكي " السوسي " ولعلها مشتقة من الفعل ساس ، أي قام بالأمر . في الرباعية التالية من شعر البوادرة تتضح وظيفة " السوسي " كضابط للزمن ومُوقِّع للمنازل . يقول الشاعر متغزلاً : أخبـــــــــار ذِكْركْ الفي خسوســــــــــــــي* وصلن عندي محفوظات بقن في الدوســي* القت سيف برنجو* ومحددنــــــو لبوســي خلن قلبـــــي يلعب زي نتيجة السوســـــي* خسوسي : أي التي تخصني ، الدوسي " الدوسيه " : الكلمة الفرنسية المعروفة وهي بمعنى سجل أو دفتر ، برنجو : لعلها من كلمة برنجي التركية الاصل ، وهي بمعنى ممتاز أو اول ، السوسي : الفلكي.
*يتبع بأشهر شعراء المسادير
06-28-2004, 08:53 AM
ebrahim_ali
ebrahim_ali
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 2968
شعراء المسادير : احمد عوض الكريم ابو سن : تاريخ الميلاد : 1908م مكان الميلاد : ريرة بالبطانة " وسط السودان " القبيلة : ينتمي إلى قبيلة الشكرية " فرع السناب " . الصادق حمد الحلال : لقب واشتهر ب" أب آمنة " مكان الميلاد : الصفيا بالبطانة " وسط السودان " القبيلة : ينتمي إلى قبيلة الشكرية . عبد الله حمد ود شوراني : مكان الميلاد : الفزاريات بالبطانة " وسط السودان " القبيلة : ينتمي إلى قبيلة المرغوماب فرع الناصحاب . العاقب عبد القادر موسى : مكان الميلاد : قيلي . القبيلة : ينتمي إلى قبيلة الشكرية . ابراهيم الفراش : تاريخ الميلاد : 1847 م مكان الميلاد : بربر " نهر النيل " القبيلة : هو من اصل مصري . عبد الله ابوسن : هو إبن شيخ الشكرية احمد بك عوض الكريم ابوسن الذي ولي حاكماً على مديرية الخرطوم والجزيرة ، وهو اول حاكم سوداني يتولى هذا المنصب ، ولد عبد الله ابان العهد التركي وعاش جزء غير يسير من حياته في عهد المهدية ، توفي في عام 1909م . البيئة والتشبيهات : يرتبط الشاعر الشعبي بالبيئة من حوله ارتباط وثيق ، ويتفاعل معها وينفعل بها ، فهو يعرف طيورها بأسمائها وخصائصها ويعرف زرعها في مراحل نموه المختلفة ، حيواناتها ووديانها .....الخ . فالعلاقة بين الشاعر وبيئة علاقة شبه انسانية تتسم بالتفاعل والحوار . فمثال لذلك العلاقة بين الشاعر وجمله ، فالشاعر يتغزل في جمله ، ويفتخر بأصالته ، ويتحدث إليه ، ويستمع إلى حدثه ، ويشكو اليه ، ويصغي إلى شكواه ، ويحزن لمرضه . يتضح مما تقدم انه قبل تفهم التشبيهات الصادرة عن البيئة لابد من فهم علاقة الانسان بالطبيعة في هذه البيئة ، فتذوق التشبيهات المتضمنة في شعر المسادير بكل ابعادها يستوجب في المكان الاول ادراك هذه الصلة التي تربط الطبيعة بالانسان والانسان بالطبيعة . التشبيهات التي ترد في المسادير هي في الغالب نفس التشبيهات الشعبية المتداولة بين العديد من القبائل وفي انماط مختلفة من الشعر الشعبي السوداني ، فالحس الشعبي متشابه وهو مستمد من بيئة تكاد تكون متشابهة ، ومن النادر أن تجد تشبيهاً يعتمد على الحس الفردي للشاعر ولا يستمد وجوده بطريق مباشر أو غير مباشر من الحس الشعبي . وحتى هذا النوع من التشبيهات تتبناه المجموعة وتعيد صياغته في قوالب مختلفة وبذا يخرج من الفردية ويتحول إلى نطاق الشعبية . هذا النوع من التشبيهات قليل في المسادير ونورد منه على سبيل المثال هذه الرباعية التي يشبه فيها الشاعر " احمد عوض الكريم ابو سن " جمله في سرعته بمن يقوم بعملية تهريب توقعه تحت طائلة القانون وتجعله يجتهد في الهرب والفكاك من السلطة : شَافْ ضَهَرْ أمْ سَريبة وسَوَّى قودُْوْ رحيحْ دَهْمــــــَانيتُوْ جَاهَا مطبــــــِّق المُرّيَــــــــح تَقول دِيكْ النِعـــــام الشاف بنات الريـــــِحْ ولاّ الهَرَّبْ الممنــــــوع بَلا تَسْريـــــــــــحْ التشبيهات التي نجدها في المسادير تتسم بالتكرار ، والاخيلة التي تستمد كيانها منها متقاربة ومتشابهة ، ومن الصور الشائعة تشبيه المرأة بالصيد والمهر والزرع في اطوار نموه المختلفة وبالحاكم والقائد ورائحتها بالمسك ونفسها بالدُعاش وهو رائحة المطر ، ويشبه الجمل في كثير من الاحيان بالنعام والسكران والسحاب . ومن تشبيهات المرأة : تشبه المرأة بـ " البُرّيبة " وهي الصيدة : طِريتْ بُرّيبــــــــة الوادي أب عَســـــــــَاين تَريع القَلبْ صحيـــــح وِكتينْ تعايـــــــــــن ومن تشبيهات المرأة بالزرع في مراحله المختلفة : شبهت المرأة بـ" اللتيبة " وهي القصبة المخضرة النادية : لتيبـــــــاً سيلُه يدلِق لي النهــار ما تْجاففْ وشبهت كذلك بـ " الفوسيب " الذي تسقيه السواقي التي يديرها الثور المتمرس : فوسيب السواقــــــي البي اللدوب شَرَبـــان كما شبهت بما يزرع في الارض القرير وهي اجود انواع الارض : مَسَاكْ شَتـــل القرِيرات العروقـــــــــو رَوايا وتشبيه المرأة بالمهرة ، وفي هذين البيتين يخاطب الشاعر جمله قائلاً : رُباط الشايــــــــــــــة والعيش العليهو مماقِر جابك بدري عند تابـــــرْ السبيكــــــــة وعاقر العاقر : أي التي لم تلد . وكذلك شبه شعراء المسادير المرأة بالقائد : عند القائد الصـــــــــــفَّّتْ جِنودوْ مِحاربــــــــة تَلقى التاج يلَصــــــــــــِّف والنياشين ضاربة . كما تشبه بالحاكم الذي يقضي ويصدر الاحكام : واغْل الاصدرت أمر القضــــــــــــــــــــا والإفتا وفي بعض الاحيان يوصف هذا الحاكم بانه جائر : الحاكِمنــــــا جَور من غير سُؤال وجنيـــــــــة مُهرة عِدة تقدل بي العنــــــــان مَتْنيـــــــــــــة وفي وصف الجمل نجد كذلك العديد من التشبيهات المتشابهة والمتكررة ، فتكثر صورة النعام الهارب أو الذي تطارده الوحوش أو تفزعه الاصوات . في الشطر التالي يشبه الشاعر جمله بالنعام الذي أفزعه صوت الطبول :سِوسيــــــــــــو* النِعام الزعزعنـــــــــــو شَرِاتي *سوسيو : لفظ دارجي يطلق على صغير الدجاج او النعام وفي البيت التالي يشبه الشاعر جمله بديك النعام المَسَّربْ أي المطارد أو الذي تطارده الخيول : تقول دِيك هِضْلِمــــــــــــاً بي الخيل مَســــــــرَّب وكذلك شبه الجمل بالسحاب وبـ " تيس الرواين " أي قائد الظباء ، ويكثر في المسادير تشبيه الجمل بالسكران ومثل قول ود الفراش : قَطَع دَنَّايْ ســــــــــــِرِىْ وفات العرايـــــــــــــش تقـــــــــــــول سكران يلـــــج في خَبُّو دايــــــش
الاستاذ الدكتور القاص أمير تاج سر تحياتي وعظيم امتناني وشكراً جزيلاً على هذا الحضور ونتمنى أن نكون دوماًَ عند حسن ظنكم . وأتمنى أن تكون هذه الواحة الظليلة دافعاً لك للكتابة والغور في أسبار البطانة وشخوصها مرة اخرى شكراً جزيلاً لك ياأستاذ
الأحباب الأعزاء زول واحد تحياتي ياملك وشكراص جزيلاً على المرور والتسجيل في دفتر الحضور
الحبيب الغالي تولوس شكراً لك يا إبن كسلا الوريفة الخضراء وشكراً جزيلاً كذلك على سماع صوتك الذي كنا في شوق له فلك الشكر والتقدير واتمنى أن يدوم بيننا التواصل .وسوف ارسل لك هواتف الأخوة الشباب التي طلبته أمس مع تحياتي للجميع
06-30-2004, 07:36 PM
تولوس
تولوس
تاريخ التسجيل: 06-06-2004
مجموع المشاركات: 4132
لكم جميعاً تحياتي واسف لعدم تمكني من الرد في الوقت المناسب لظروف خارجة عن الارادة وسوف نوافيكم لاحقاً بما انقطع عن حديث عن فن المسادير واتمنى من له اضافات لهذا الفن الثراتي الراقي ان لا يبخل علينا بذلك وان يمدنا بما لديه من معلومات او حتى ابيات شعر ودوبيت ومسادير
وجايكم تب صادي
07-14-2004, 03:03 AM
تولوس
تولوس
تاريخ التسجيل: 06-06-2004
مجموع المشاركات: 4132
لد ى تسا ل عن ا د ب ا لهمبا تة .ا لطيب ا لضر ير ..و و د ضحو ية و هو جعلى ..و و د ا لتر كا و ى ..و بقية ا هلنا الهمبا تة ..و ا لر بط بين ا لمسد ا ر من كل منا حى ا لحيا ة و ا لتو جة ا لذ ى ذ هبو ا فية .. ا ر جو ا ن يتضمن كتا بك جا نبا من هذ ا ..و و جا نب ا لخو ا لد ة و مسا د ير ة مع ا لنفصيل ا لحسى ا لقبلى ..لك ا لتو فيق و انا متا بع .. مع شكر ى
07-01-2004, 04:54 AM
bashir kurdufan
bashir kurdufan
تاريخ التسجيل: 12-10-2003
مجموع المشاركات: 514
الله يخليك, اعدت لنا حياة بأكملها وقلبت المواجع قال شاعرهم لجمله: اماتك مرابيت العنو البتقرجوا عوم بالراحة لا تعيق اللبيب في سرجو كرب القرمتيت رقق ضميرك درجو وانا واياك يخوي ضيقنا الله يفرجو
خالص تحياتي. واصل
بشير اسماعيل
07-01-2004, 09:07 AM
ابو يسرا
ابو يسرا
تاريخ التسجيل: 02-21-2002
مجموع المشاركات: 1837
(كان والدها لم يتم السنه عايزاه كلام ذى دا لا يذكره حكايه العرس)
ريّه : دا الأعوج ترا والشين نهاية حدّو
وان شاع دا الخبر يمل الفريق لآ حدو
يقولو اب كبس من دخل ودّ جدو
فرحوا وعرسوا لا من حزن ولا جدو
وان كان فى الفريق ماتت مرّيه ذليله
للحول يرفعوا العرس البختُ الليله
خليه أب كيس راس الرجال وقليه
لو كان بيقيله تعد تبقى قليله
خليه الكلام وعرسنا سيد الحال
من بالك أمرقُ محال والف محال
على ميتت أبوى الليله حول ما حال
نصبح بكرة ونسه ونشب بشاتين حال
طه: هأ الموت موشمت غايت البفوت والببرو
والجد والحزن ما جابو زول من قبلو
الزول فى الشدايد اول يلزم صبرو
بترج الكريم مولاه كسرو يجبرو
بنخاطر من الوجعه هيلنا برانا
نحن اهل المصاب الناس لُزم جابرانا
فى آخر المراح دايما تجى الفترانا
عات الحد ندوسه الناس عقب تبرانا
ريّه : الناس بالمكارم والفعال تتباها
وينشأ الزول فطرة حسب مرباهو
عادت جِدُ عادتو ومثل أباه نباهو
يلبس توب قبيلتو ان دار والله اباهو
من الليله حول نقضيه تانى اتكلم
الداير يتم رب العباد ان سلم
طه: تانى انا أقضى حول وانا بالحسار أتالم
علىّ حكمك صعب أنا قابلو ما بظلّم
لكن مشيتى للسنه قاسيه وصعبت علينا
ريّه: تمّ الاتفاق من الكلام خلينا
زي عادت البلد لازدنا لا قلينا
إنشاء الله السنه بخير عايده علينا
يا طه البهم قاربن راجوعت الراح
بنات واولاد هديل ناس فريقن الراح
تصبح سمعتها من الكبار الراح
قالوا العربى ما بنعز كما مراح
(هنا تخرج ريه ماشه ويظل طه يعاين ليها ويقول)
طه: آه يا ريت السعادة ان كان بقت بديه
كنت اعيش هنى فى الدنيا بالزنديه
علىّ حكمُ ناس الفيّ طلبوا الدِيه
الموت بالعطش والمويه بين إيدِيّه
ريّه علىّ قاسيه وجايرة فى التفنين
آه يا ربى أرحم صدرى أنس ضنين
يمحق دى السنه ربى الحليم وحنين
يخصم من حياتى رضيت بعشرة سنين
كيف أهن واعيش وانا صبرى ولاّ مودع
وسبب الدخرج المن مامتور مفدّع
جنيت وجنى جنّ وحالى اصلُ مبدّع
اهج فى الجيش اهج فاضلى تانى أجدع
( قامت ماشه على الفريق لاقوها جماعه كدا قدام الفريق بجمالن وبتاع-دا يعنى ملامح من الحلم تقريباً يعنى ديل نفس ود كين ومعاهو جماعه ماشين حِته اسمها ام شديده جات مارة كدا فوقهم ساكت فايته فوقهم ناقم واحد عربى مع شيخ العرب قاليهم)
العربى: بالضيفان تمرّ لا سلام ولا كلام
صدقوا اهل المثل توب العرب صُح لام
(هنا ريه تلتفت اليهم وتقول)
ريّه: حبابكم عشرة من دون كشرة والف سلام
يا وجوه العرب المتلى ما بتتلام
أنا بت الرجال اهل الحدق والسيف
بت الما بهم بحساب الخريف والصيف
بت البيحجزوا المرقوب البكرموا الضيف
انا ريّه ان كان شفتكم افوتكم كيف
العربى: من وين فى الأهل يا بنيه كفاك فخر
ريّه: أنا بنت البيوت المن بعيد معنيه
أنا بت أب كبس فى النسبه بطحانيه
(هنا شيخ العرب عرف زولتو الدايرة لانو قُبال كدا سمعان بيها ساكت ردّ عليها)
شيخ العرب: آآآهـ عبد الله اب كبس عز البطانه وفخرى
وفى رأس العرب بنعدو ما هو الوخرى
كريم وهميم وصميم وكان للقبائل دخرى
بت شيخ العرب هيلك صحيح تفتخرى
توقد نارو ديما الما بكوس الجمره
وفى ضيفان يمين وسكين دايما حمره
بكاس ما عبر لبن يجيك بالعمره
هيل الشكر..هيل الرّآس..هيلُ الأمره
المرحوم ابوك كان للقبيله قطاه
عزاك قديم حسين ابوطه
إنشاء الله يكون اخوك دى السكه ما تخطاه
(دايره تديه كلمه ناقصه فى ودعمها)
ريّه: كما بسد مكانو قدم ليه يطاه
لا يفوت ولا يموت السعى وت مغشيه
تُهابه الفريق يوقد صباح وعشيه
زايد فى الرجال طالق غفايه وغشيه
ضيوف الليل يكفيهم مرارة وشيه
شيخ العرب: مادخلت التراب البركه فى الزرّيه
والخلاك وراه ماهو المات يا ريّه
دايماً فى القبائل سيرت ابوك مطريّه
بيك وبأخوك تزيد ودى المحريه
(تانى العربى داك سأل)
العربى: ما بتسألى لا من وين ولا وين ترسو
ريّه: كيف العربى يسأل ضيفو كيف تنسو
اول بكرمو وبخابرو ساعه انسو
من مغلب حديث تعرف ابوه وجنسو
العربى: عملتى حسابو ضيفك وكرمو وجيتى
ويخجل كان سالتى واسمو ما عرفتى
واسم شيخ العرب سامعابو ما عرفتى
(داير يوريها بان حمد ودكين دا راجل غنى وراجل كذا وكذا..عشان تقبل بيه)
دا خريف البطانه الفيها ما لو مشارك
هيل السارحه...هيل الصاهله..هيل البارك
ماوقع ليك كلامى ساكت لشنو خبارك
فخرك ود دكين جاك فى فريقك زارك
ريه: مرحب بالعز وموهو كفايه
اب ناراً تولع للضيوف دفّايه
بشيخ العرب الافتخار ما كفايه
تابعو ان جانا نفخربو ونخدمو حفايه
شيخ العرب: بارك ربى فيك عقلك يدوم يا ريه
وكرمك موهو كُلفه دى طبعتك فطريه
إياك بت اب تروب والسمت فيك محريه
قديم فوت البطاحين عزّة للشكريه
(هنا فى المحل دا جاء طه ودعمها)
طه: سلام شيخ العرب مرحب خريفن الزارنا
مرحبتيت حبابك واشرفنبو ديارنا
مرحبتين حباب البيه كل مزارنا
تنزل فى الدرب ليه ماتت نارنا
شيخ العرب: حباب طه الضرس الفى الصهيباب راس
الجود والكرم هيلك قديم ميراس
نارك ما بتموت يا ولدة الحُراس
قاصدين أم شديدة ومعانا عوجة راس
طه: لعدوك العوجات فى الكبس سراى
راسك ما بدوس مليان رجاله وراى
باكر لأم شديدة بركب معاك براى
يا شيخ العرب لكن تختو كراى
(كراى دى لخمت شيخ العرب ما قدر يعرفها قال لطه)
شيخ العرب: هادى الشورة يا طه القلبنا دليلا
كل البنزلو فيك نلقاهو قليلا
طه: كراى الدايرو تبقوا ضيوفى انتو الليله
ترقدوا فى الفريق حتى ان عشاى بليله
شيخ العرب: مسكنا الدرب اسرع قوام ما تلعب
ودارك ديمة عامرة والسمح ما بتعب
بكفينا الوصف لا تشد جمل لا تتعب
وهدنا الطريق عقب الوصول ما يصعب
طه: يمين تخشوا الفريق بتفوتو نحن مغابر؟
شيخ العرب: ما تهدم فرحنا انشاء الله آمر واياك مرسى العابر
مشطوطين خلاس مسكن فى الزمل لزم خاف عوجة الطريق من للمغور خابر _________________________________________________________________________
07-03-2004, 06:49 PM
Shinteer
Shinteer
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 2525
الاحباب تحياتي وسلامي نواصل ما انقطع من حديث عن فن المسادير وأتمنى أن أجد الوقت الكافي لسرد بقية هذا الفن الراقي والذي يعبر بجلاء عن أصالة وتراث أهل البطانة فلهم وهم الآن يتنسمون بشاير الخريف وريحة الدعاش وصوت الرعد وشوفت البرق وشهفوفة المطر الكاب ديك ياسلااااااااااااااام عليك يابلادي تمرق قدام على البلدات تعرك المطر وتعرف بلاد من الروت وبلاد منو الكسرت ترسها وبلاد منو المطر فاتها ياسلاااااااام دي حاجات بالجد مفقودة في هذا الزمن الشين الذي تبدلت فيه حاجات وحاجات ودخلت فيهو موضات وموضات وبرضو في الاخير الرجوع لارض الحبايب هو المراد
*وهاكم من انقطع من حديث : وفي الاونة الاخيرة انبهر الشاعر الشعبي بالصورة الحضرية الوافدة اليه من المجتمع المدني وجعل منها مرتكزاً جديداً لتشبيهاته ، ويكثر هذا النوع من التشبيهات في مسادير المعاصرين من الشعراء امثال احمد عوض الكريم ابوسن والصادق حمد حلال ، ويشبه " ود حلال" جمله " القمري " بالقطار في سرعته حين يقول : تقــــــــول القمري الشايبة الفاجِر الهجلوبـــــــة ولاّ الطبَّ في الباقيــــــــر ؤوجَّه سوبـــــــــــــــا وشبهت حركة كف الجمل عند الإسراع في الجري بماكينة الخياطة ، يقول " ابراهيم الفراش" واصفاً سرعة جمله : عَتــــــــــــــُودْ الدْقَدقْ المـــــــــــــــــِنْ قَامْ نَشِيط عصـــــــــاقيلاً تَخَلِّي الكــــــــــــــــــــــــُور يعيِّط تقُولـــــــــبْ إيدك تقول مكنة مِخَيِّــــــــــــــــــط بلا سِـــــــــت ريدي ما أظِنـــــــــــَّك تَبَيِّــــــــــتْ وهنالك جانب آخر بلغ فيه شعراء المسادير غاية الابداع والروعة وهو تصوير الانفعالات وخلجات النفس ، ولاشك أن الخروج بالتشبيهات من طور تصوير المحسوسات إلى المعنويات يستلزم مقدرة فائقة ، وقد عمد بعض شعراء المسادير إلى خلق تمازج وانسجام تام بين عناصر الطبيعة والانسان ، وتمكنوا من خلال ذلك من تصوير انفعالاتهم من شوق ولهفة ورغبة ورهبة ، وفي هذه الابيات يشبه الشاعر شدة شوقه ولهفته عند رؤية محبوبته بالجمل قبل تقديم العلوق إليه ، فالجمل عند رؤيتة للعلوق يفقد صبره ويزداد تلهفه ويشرئب بعنقه فكأن الشاعر يحس وجدان الجمل : مشيت وجيت لقيت دَلُّو السلوقــــــــــيْ يجوني الناس يِعِجُّــــــــــــو يقيفُو فوقي شاكي الغَلبـــــة لاكين جَدَّ شوقــــــــــــي مِتِل جمل العَلـــــــــــوق كُل حين أهَوقِي تتسم التشبيهات في المسادير بوجه عام بأنها مستمدة من البيئة البدوية الرعوية نسبة لارتباط المسدار بالأسفار وحياة الترحال و" الشَيوم " نحو ديار المحبوبة ، وعادة ما تكون تلك الأسفار بالإبل فهي الوسيلة المتاحة للسفر ، ثم ارتباط الإبل بالحياة الرعوية البدوية جعل المسادير تدور في فلك البادية ، لذلك نجد أن الكثير من التشبيهات التي تعرضنا لها من صلب الحياة البدوية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة