|
حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو
|
"القاهرة مرة أخرى" هكذا كنت افكر و أتشوّق و أنا اطأ أرض مطار الخرطوم نازلا من البص على بعد خطوات من طائرة الخطوط الجوية الأثيوبية. أخطو الخطوات الأخيرة على تراب الوطن (إن كان أسفلت مدرج المطار يمكن أن يسمى تراب الوطن ) لشهرين يتطاولان أمامي. فكرة السفر دوما تذهلني. الدخول الى أنبوب ضخم يربطونك في مقاعده بالحزام و يقدمون لك اللحمة الباردة و القهوة الماسخة ثم يطلقون سراحك و يفتحون الباب لتجد البشر قد تبدلوا باخرين و المشاهد غير المشاهد. السفر معجزة لا تعتادها .. و متعة لا تبلى.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
"القاهرة مرة أخرى" و للقاهرة في قلبي ذكريات و أشواق و أصدقاء و صديقات و حياة عشتها طولا و عرضا ،و ارتفاعا أيضا. ها أنا قادم يا صديقي طلعت باشا حرب و يا قهوة الفيشاوي و نادي الجزيرة و المنيل و ميدان الفلكي و ليالي القاهرة التي لها أول و ليس لها آخر. احسست أني محمد عادل من شدة نشوتي و تشوقي. لله الأمر من قبل و من بعد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
تراخيت في صعود سلم الطائرة كشأن كل معتاد على السفر لا يريد أن يظهر نشوته و يتقافز فرحا أمام الطائرة و يصرخ متقافزا " الطيارة .. الطيارة " كطفل سعيد. صعدت الدرجات في وقار يناسب السويتر الأسود الذي كنت أرتديه و رميت فتاة أثيوبية بنظرة ساحرة كتلك التي يجيدها عارضو اعلانات العطور ثم دلفت من باب الطائرة. مددت للشاب الأثيوبي بطاقة المقعد و أنا ابتسم في ثقة العارف فبادلني بابتسامة مرهقة عليها بقايا نوم و قال لي بانجليزية رشيقة "Free Seat" .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
نظرت اليه في بلاهة .. فنظر إليّ في رصانة. رمقته في دهشة .. فرمقني في تعب. أوليته نظرة تعجب .. فأولاني نظرة قرف. نظرت الى داخل الطائرة فوجدت الركاب (ذوي الخبرة كما يبدو ) يتسابقون على بقية المقاعد القليلة. لقد حجز الأوغاد كل المقاعد جوار النوافذ. تذكرت رحلة بورتسودان قبل أسابيع في ضيافة شركة دال حين وقفت و الصديقة سلمى داوود نتجاذب أطراف الحديث على أرض المطار و نتعجب من عجلة الركاب للتدافع الى الطائرة ليحجزوا لأنفسهم مقاعد بينما يحمل كل منا بطاقة صعود عليها رقم مقعده. فقط لنكتشف بعد ذلك أن الطائرة كباصات ود أب زيد يجلس فيها الناس كل حسب جهده. من الجدير بالذكر أن باصات ود أب زيد بعد أن تم استبدال البدفورد القديمة بباصات سياحية باتت تتعامل بتذاكر تحدد لك مقعدك بدقة. لكن طائرات الخطوط الجوية الأثيوبية لم تكن كذلك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
ما ضايقني في الرحلة كان أن كابتن الطائرة يخبرنا بالمستجدات بلغة أمهرية واضحة ثم يترجمها الى انجليزية ركيكة لا تكاد تفهم منها شيئا. و هو حقه طبعا باعتبار أن الطائرة لا تنتمي الى بلد تتحدث اللغة العربية. لكني اعتبرت ان من حقي أن أعرف ما يجري حولي. لم أكن سأحب أن أسمع عبارة أمهرية لا أفهمها ثم تترجم الى انجليزية غير واضحة فلا اتبينها لافاجأ بعد دقائق أن الكابتن كان يطلب منا الهروع الى مخرج الطوارئ أو يودعنا الوداع الأخير لأن الطائرة تهوى محترقة بينما أنا أجلس واثقا في مقعدي ابتسم كاحد اعلانات شركة زين. ذكروني أن لا أكرر هذه التجربة مرة اخرى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
Quote: سبب اخر يتعلق بلبس المضيفة لاسكيرت أزرق بينه و الربكة أميال من الأشواق. |
حمور سعدنا بلقاك امس في القهوة مع مهداوي وبها وحبيب نورة .
لكن ما تفتكر انو عندنا علاقة بالجميلة انسة قواعد زمان في مسلسل الاطفال العراقي ان صحت الذاكرة
بس شدة ما الموضوع دا لخبتنا لاني دخلت التجربة بتاعت الاثيوبية دي قلت نشوف الركبة البقت ربكة دا وصحي غزلان اثيوبيا ببقوا ربكة مع الركب جمع ركبة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
حينما حضر حمور زياده لرحلة بورداب القاهرة قلنا كما كنا نقول من قبل حينما نتعرف علي بوردابي لاول مرة فنقارن بين كتابته وبين شخصيته لكن حمور لم يتحها لنا فحينما حضر للرحلة سرعان ما غادرنا مأسوفا عليه قبل ان نعرفه واعتذر بلطف ولاحقا كتب حبيب نوره ان حمور مصاب بشد عضلي اجازة سعيده ياحمور وستعود لعمك الباشا طلعت حرب وهومؤسس بنك مصر وباني نهضتها الاقتصادية وكم كان دليلنا (اقصد تمثاله)فاقل لضيفي التمثال ايده اليمين توديك القهوة وايده الشمال للبار وعنقرته للفندق قصرت مع ضيفي يا اخوانا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
Quote: حينما حضر حمور زياده لرحلة بورداب القاهرة قلنا كما كنا نقول من قبل حينما نتعرف علي بوردابي لاول مرة فنقارن بين كتابته وبين شخصيته لكن حمور لم يتحها لنا فحينما حضر للرحلة سرعان ما غادرنا مأسوفا عليه قبل ان نعرفه واعتذر بلطف ولاحقا كتب حبيب نوره ان حمور مصاب بشد عضلي اجازة سعيده ياحمور وستعود لعمك الباشا طلعت حرب وهومؤسس بنك مصر وباني نهضتها الاقتصادية وكم كان دليلنا (اقصد تمثاله)فاقل لضيفي التمثال ايده اليمين توديك القهوة وايده الشمال للبار وعنقرته للفندق قصرت مع ضيفي يا اخوانا |
مطر أخوي .. حسستني إنو يا حليلي سافرت. انا لسه قاعد أخوي ما مشيت. دي مذكرات من الإيد للخشم طوالي. لايف يعني. امبارح كنت مع بهاء و مهداوي و حبيب نورة. نشوفك اللقاء الجايي باذن الله. و تسلم لتقريظك اللطيف.
ــــــــــــ ما تباري اشاعات حبيب نورة اعتذاري كان بسبب مواعيد في وسط البلد ما كان لي أن أتخلف عنها.و إلا فإن جلسة مثلكم لا تستبدل بغيرها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: baha eassa)
|
Quote: كانت المضيفة تطمئن كل قلق حتى فكرت في أن أبكي بحرقة علّها تخصني بمزيد من حنانها الدفاق لكني لم أفعل .. للأسف. |
( المدمنون ) على السفر يميزون مضيفات الأثيوبية بأنهنَ الأجمل ... عليه فلا كثرة المطبات ولا ركاكة الإنجليزية ستمنع من السفر بها .
________ أظن أن فوائد السفر أكثر من أن تُحصى . * شكرا حمور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: محمد سنى دفع الله)
|
مطار القاهرة فجر الأربعاء الساعة الثالثة و النصف صباحاً. تلقانا رجل صموت يغطي أنفه و فمه بكمامة بيضاء و قدم لنا ورقة بيضاء بها مجموعة من الاسئلة الطبية. هل تعاني من اسهال ؟ هل تعاني من صداع ؟ هل اصبت بفتور غير مبرر قريبا ؟ الخ.. من الأحمق الذي سيجيب على أي سؤال من هذه الاسئلة بنعم ؟ لو كنت انزف دما من فتحات جسدي التسعة و اسعل كجنريتر فلن تكون اجاباتي إلا بـ لا طبعا. ثم تجاوزته لاتقدم الى صف الجوازات لاكتشف ان الاستمارة التي قمت بملئها بعناية انما تخص المصريين لا الوافدين. و لم تكن تلك غلطتي انا. فقد قام طاقم الطائرة مشكورا بتوزيع استمارات تخص المصريين ( تمتاز بلون أخضر ) علينا جميعا دون استمارات الوافدين ذات اللون البمبي. يبدو أن شكلي مصريا جدا للاخوة الاثيوبيين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
بعد ان جاوزت مكتب الجوازات اتجهت لتحويل العملة و هي تواجه ممرا يقودك الى صالة الأسواق الحرة. و بينما كنت اقوم بمراجعة نقودي رأيت أخاً سودانياً فاضلاً يهرول خارجا من السوق الحر محتضناً زجاجتين ممشوقتي القوام يترقرق فيهما سائل ذهبي اللون كأنه عصير الشمس. و كان يضمهما الى صدره في وله أبوي حميم. أظنهما زجاجتي عصير تفاح و الله أعلم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
تناولت حقائبي و خرجت الى الشارع ابحث عن وسيلة نقل. اجتمع عليّ سائقوا الليموزين كذباب الصيف. و تجاهلتهم كذباب الصيف تماماً. بحثت عن تاكسي عادي .. بيجو أسود و أبيض و طلبت منه أن يحملني الى وسط البلد. أبدى كرما و ترحيبا حارا مصمما على أني "نورت مصر". و ما أن تحركت العربة في طريق صلاح سالم حتى مال عليّ سائلا : "انت منين حضرتك ؟ " اخبرته أن حضرتي من السودان الشقيق. فتراجع في انتصار و قال لي : "يرضيك اللي عملوه الجزائريين عندكو ده ؟ ".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
كنت تعبا ضجرا مرهقا مشتتا فاجبته في ضيق : انا ماليش ف الكوره كانت اجابتي كحذاء قديم يدفعه أحدهم في فمك فانقلب وجهه .. يبدو أنه تذوق طعم الحذاء فلم يعجبه. لكنه قرر أن ينتقم. فجأة انحرف عن الطريق و دخل الى متاهات مصر الجديدة. تحفزت حاسة الاتجاهات عندي فسألته الى أين يذهب ؟ فقال انه في طريقه الى وسط البلد. اكدت له انه قد فارق شارع صلاح سالم و ان هذا ليس الطريق الى وسط البلد. لكنه كان مصمما كالخرتيت انه لم يضل طريقه و لم يفارقه. بعد دوران امدت لاكثر من نصف ساعة و عمارت مررنا بها عدة مرات قررت أن اتخلى عن سكوني . التفت اليه في ضيق و قلت له : انت فكرني سايح وله إيه ؟ أنا مقيم هنا في القاهرة و شغال هنا بئالي سبع سنين. انت بتدور بيا و داخل على شارع عمر بن الخطاب. في إيه يا سيّد ؟ يبدو أني كنت مقنعا و حاسما أكثر مما اتخيل لأنه تخلى عن بروده سريعا و تحامى خلف اسلوب "الشحاتة " الشهير و اخذ يعتذر لي معددا ظروفه و أنه يريد أن ينزلني في فندق في مصر الجديدة حتى يتمكن من العودة الى المطار سريعا ليلحق بمشوار اخر و يعود الى زوجته في المطرية. لم يرق قلبي كثير لكني كنت قد بلغت من التعب مبلغه فاشرت الى اول فندق رأيته و قلت له اني سانزل هنا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
تمددت كبنطلون رماه صاحبه على السرير و غرقت في نوم عميق. ربما هي المرة الأولى التي انام بهذا العمق منذ بدأت مشاكلي في الخرطوم. لا أقدح في راحة بيت خالتي لكن هواجس المشاكل في الخرطوم لم تكن بالشئ الذي يساعدك على النوم المريح حتى و ان كانت خالتي تصر على أن تكرمني بالبرتقال كل يوم. لسبب ما كنت تظن أن أكل البرتقال قبل النوم مفيد و يساعد على تهدئة الأعصاب. و هي بهذا تنسى تأثير السوائل مع البرد و ما يتبعها من كثرة تردد على الحمام.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
في التاسعة صباحا كنت مستيقظا مشرقا كالمصيبة ( كما يحلو لدكتور أحمد خالد توفيق أن يشبه دائما ) و غادرت الفندق في طريقي الى وسط البلد بحثا عن شقة. و مرة اخرى كان مقدرا لي أن اخوض الحوار الممل الذي يبدأ بسؤال سائقي التاكسي : يرضيك اللي حصل عندكو في السودان ده ؟ يظن سائقوا التاكسي في مصر أن كل مواطن انما هو موظف في السلك الدبلوماسي السوداني مهمته أن يرد على اسئلتهم عن مباراة مصر و الجزائر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
Quote: حمور سعدنا بلقاك امس في القهوة مع مهداوي وبها وحبيب نورة .
لكن ما تفتكر انو عندنا علاقة بالجميلة انسة قواعد زمان في مسلسل الاطفال العراقي ان صحت الذاكرة
بس شدة ما الموضوع دا لخبتنا لاني دخلت التجربة بتاعت الاثيوبية دي قلت نشوف الركبة البقت ربكة دا وصحي غزلان اثيوبيا ببقوا ربكة مع الركب جمع ركبة. |
تحياتي يا الفاتح .. سعدت جدا باللقاء .. و شكرا للتنبيه .. أبت الربكة إلا أن تظهر حين استعادة الذكرى .. فتخيل كيف كانت اللحظة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
Quote: حمور ياصديقنا الذي يسافر بنا الى ممالك الجمال احكي لنا ومتعك الرحمن يالسعادة وانت مردف قمصانك كلهاوالسويتر الأسود تقاتل في البرد وحيدا لك امنياتي ومحبتي احكي |
استاذنا السني .. في الحقيقة انا مردف نصف قمصاني .. لأني عندي قميصين .. أحدهما هدية من صديقة كستنيه قبل السفر مشكورة. أما البرد .. فالحمد لله .. جنس برد هو. جزى الله السويتر الاسود خيرا .. كساني دفئا و شحما.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
حبيبنا الشيعي القمئ الأزهري2 كيف حالك في بلاد الوهابية ؟ أما إن دار محور سؤالكم عنا في بلاد الفاطميين المنتحلين للنسب الشريف فنحن بخير و حمد و نعمة بعد أن أزهق الله دولة الرافضة و أعز السنة و أهلها و أظهر سراجها و أبان طريقها. فالحمد لله على نعمائه .. و رحم الله مروان و معاوية و يزيد و عبد الملك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
سريعا اقتنيت شريحة موبينيل التي تؤكد اعلاناتها أن عملئها هم " أحسن ناس " كأن بقية الشركات تتعامل مع "أولاد كلب ". بمن أتصل الان ؟ لدي جهاز تلفون جديد بعد أن أضرب تلفوني القديم عن العمل و شريحة مصرية .. لابد أن أتصل بأحد. و كان طلال عفيفي الخيار الأول طبعا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
جرس .. جرس .. جرس .. ثم جرس. بعدها اتاني صوت طلال يسأل في شك "هالو ؟؟ ". حين اخبرته من انا تبدل صوته سعيدا و سألني في ربكة المفاجأة : "حمور !! يا زول انت وين ؟ في السودان وله هنا ؟ " كدت اخبره أن اتصالي من السودان برقم تابع لشركة موبينيل هو معجزة بلا شك ثم رأيت أن أكف عن التعليقات المتذاكية. وعدني أن نلتقي خلال نصف ساعة. و قد كان. التقينا فكان طلال – مشكورا – دليلي و مخفف وحشتي الأولى. الصديق الذي ترى في ملامحه ذكريات طفولة و زمن المدرسة الجميل و مثلك كان يُعجب بمس باربارا استاذة الأدب الانجليزي الأمريكية. شكرا عفيفي على كل شئ.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
التقيت لأول مرة بالود حبيب نورة وجها لوجه. اتصل بي هاتفيا بعد أن تحصل على رقمي من طلال عفيفي و واعدني باللقيا. شارع شريف جمب البنك الأهلي أنا بجيك مارق. لا يظن أحد أنه يعني أنه موجود داخل البنك الأهلي .. هو سيأتيني من قهوة تقع وراء البنك الأهلي. حين كنت اتسكع أمام البنك أنتظره و عسكري الحراسة ينظر نحوي دون أن ينتهرني أو يقول لي" في شنو يا زول ؟" كنت افكر أني في بلاد غير بلادي انتظر شخصا لم التقيه من قبل لكننا نوعا ما أصدقاء و أعرف عنه الكثير كما يعرف عني هو. إن عالم الانترنت عالم غريب. و من بعيد برز حبيب نورة (اللذي اكتشفت لاحقا أن اسمه يس ) ملوحاً.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
حبيب نورة شاب ربعة مفتول الساعدين. حباه الله نعمة الشِعر و شَعر الرأس . و قد حُرمت من كلتيهما فلك أن تعرف كم أغبطه. لكنه أكرم النعمة الأولى بالتجويد و أهان الثانية بالفلفة. و لا يجلس حبيب نورة متحدثا لدقائق إلا و يعبث في شعره بمزيد من الفلفة . و هو يحدثك شاردا دون أن ينظر إلى عينيك. و هو أمر مزعج لشخص مثلي يحرص حين يتحدث أن يغرز عينيه في عيني محدثه حتى يصيبه بالعمى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
مع حبيب نورة التقيت بالأخ جمال السنوسي. جمال بتاع البطيخاب كما سألت حبيب نورة عنه. اعترض جمال بشدة على قصري كل مساهماته في المنبر في نحته لمصطلح البطيخاب. و لم ارد أن احزنه بالسؤال عن البطيخاب هل يقصد بها الهلال ام المريخ ؟ لو كنت سألته فقد يصاب بالفالج. و جمال كنت قد قابلته سريعا في بيت بكري في كرامة البيت الجديد . ثم ترافقنا الى قندهار قبل أشهر عند زيارة الخال أمين محمد سليمان للسودان الشقيق. مما يجعل جمال قندهاري طبعا. لكني لم اقترب منه كما اقتربت في القاهرة في قهاويها و مجالسها. و قد فارقنا جمال و هو يلهج بوعود قرب العودة مرة اخرى. لا يفوتني أن اقول أن جمال السنوسي دخل قلبي من باب صلعته المميزة مما قارب بيني و بينه و جعلنا أصلعين في مواجهة فلفة حبيب نورة المستفزة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
أما اللقيا الأغرب فكانت حين كنت اهرول مع طلال عفيفي في زقاقات القاهرة و قرر طلال أنه يريد أن يتصل بمحسن. حسنا .. لم استغرب انه يريد أن يتصل بمحسن. من حقه ان يتصل بمحسن. كان لي صديق يتصل بحسن. هذا لا يبهرني باي حال من الأحوال. اتصل طلال بمحسن هذا و أخذ يتحدث و شغلت نفسي بالنظر الى الواجهات الزجاجية التي نمر بها. حين رأيت صفحة وجه تبدو خلف واجهة محل انترنت. هذا الوجه ليس غريبا عليّ. و أنا شخص لا يحفض الوجوه بسهولة و ينسى الأسماء بسرعة. لكن الوجه الذي لمحته سريعا بدا لي مألوفا. فتوقفت انظر. كان سودانيا يتحدث في التلفون و هو جالس أمام جهاز انترنت يطالع موقعا أصفر اللون يميل الى البني. فلتقطع ذراعي إن لم يكن هذا موقع سودانيز اون لاين. بل انه بوست ( ..... ). من هذا الشخص ؟ إنه .. هممم .. بتردد قلت له : محسن خالد ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
التفت نحوي و هز رأسه. و هو يواصل حديثه في التلفون. نظرت الى طلال الذي توقف على بعد امتار حين لاحظ اني لم أعد اتابعه و كدت اصرخ فيه : ألحق.. لقيت محسن خالد. انهى طلال محادثته و سار نحوي في نفس اللحظة التي اغلق فيها محسن تلفونه و تقدم إليّ مسلما. المفاجأة التي ليست مفاجأة ان طلال كان يحادث محسن. تخيل ؟ و أنا الذي ظننت أني جئت بالجديد . يا للاحراج.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
محسن خالد لمن لم يلتقيه شاب لطيف جدا. لا يتحدث بالطريقة التي يكتب بها في المنبر. تخيل اننا قضينا ساعات طويلة سويا و لم أسمعه يقول "اتوحشناك ". انه شاب سوداني لطيف آخر. لطيف لكنه صريح الى درجة موجعة. بعد يوم من اللقاء الأول كنا جلوسا في قهوة البستان نتجاذب أطراف الحديث و فجأة قال لي محسن : كلامك قبيل في الأول زهجني منك .. لكن هسه كلامك ده كويس. جرعت من زجاجة المياة المعدنية التي امامي لابتلع هذه الصراحة و ابتسمت له ابتسامة مريضة. ليلة البستان تلك كانت ليلة لطيفة. محسن خالد .. حسام هلالي .. حبيب نورة ..أميمة الفرجوني .. و عدد من الأصدقاء و الصديقات. لطيفة بكل تبعاتها حتى التي فوتها محسن.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: محمد كابيلا)
|
Quote: مع حبيب نورة التقيت بالأخ جمال السنوسي. جمال بتاع البطيخاب كما سألت حبيب نورة عنه. اعترض جمال بشدة على قصري كل مساهماته في المنبر في نحته لمصطلح البطيخاب. و لم ارد أن احزنه بالسؤال عن البطيخاب هل يقصد بها الهلال ام المريخ ؟ لو كنت سألته فقد يصاب بالفالج. و جمال كنت قد قابلته سريعا في بيت بكري في كرامة البيت الجديد . ثم ترافقنا الى قندهار قبل أشهر عند زيارة الخال أمين محمد سليمان للسودان الشقيق. مما يجعل جمال قندهاري طبعا. لكني لم اقترب منه كما اقتربت في القاهرة في قهاويها و مجالسها. و قد فارقنا جمال و هو يلهج بوعود قرب العودة مرة اخرى. لا يفوتني أن اقول أن جمال السنوسي دخل قلبي من باب صلعته المميزة مما قارب بيني و بينه و جعلنا أصلعين في مواجهة فلفة حبيب نورة المستفزة. |
اصبري لي يا سادومبا
بجيك صادي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: محمد كابيلا)
|
Quote: مع حبيب نورة التقيت بالأخ جمال السنوسي. جمال بتاع البطيخاب كما سألت حبيب نورة عنه. اعترض جمال بشدة على قصري كل مساهماته في المنبر في نحته لمصطلح البطيخاب. و لم ارد أن احزنه بالسؤال عن البطيخاب هل يقصد بها الهلال ام المريخ ؟ لو كنت سألته فقد يصاب بالفالج. و جمال كنت قد قابلته سريعا في بيت بكري في كرامة البيت الجديد . ثم ترافقنا الى قندهار قبل أشهر عند زيارة الخال أمين محمد سليمان للسودان الشقيق. مما يجعل جمال قندهاري طبعا. لكني لم اقترب منه كما اقتربت في القاهرة في قهاويها و مجالسها. و قد فارقنا جمال و هو يلهج بوعود قرب العودة مرة اخرى. لا يفوتني أن اقول أن جمال السنوسي دخل قلبي من باب صلعته المميزة مما قارب بيني و بينه و جعلنا أصلعين في مواجهة فلفة حبيب نورة المستفزة. |
اصبري لي يا سادومبا
بجيك صادي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: جمال السنوسي)
|
بعثة إنقاذ ولا هادم لذّات يا حمور، فى زول بنقذوه من هادى الحالة؟؟؟
هنيئاً لك القاهرة وصحبة القاهرة الودودة. لا تدخل هذه المدينة إلآ وتريك صحبة بهيجة جديدة، أوشخص حميم كان غائباً عنك زمناً. تحياتى لطلال وحسام هلالى، محمد آدم وعبده حمّاد، وحبيب نورة الذى إلتقيته على عجل، ولبهاء الذى لم ألتقيه إلآ من خلال كتابته وعين كاميراه (النجيضة). وللعذبة أميمة الفرجونى، ولبقية العقد النضيد.
محبتى لكم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
القاهرة مدينة ليلية جدا. ليلية لدرجة أن المغرب فيها يهبط من الساعة الخامسة. ليفسح لعشاق الليل مساحات أطول من اللقيا. و قد عرفتني ليالي القاهرة بشاذلي الفنوب. شاذلي شاب أصلع يرتدي نظارات به نحول كأنه أنا لولا قصر يعتريه عني و وسامتي التي لا يمكن أن يشبهنب فيها. و شاذلي عاش حياة الباحث في الشعر السوداني و الحقيبة حتى افسد ذلك صحبته. لو قلت لشاذلي صباح الخير لقال لك : مره انا مع ابوداوود زول قال ليهو صباح الخير ابو داوود قال ليو صباح النور. ثم يضحك في متعة و جذل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
تجلس الى شاذلي فيصمت و يكتفي بمتابعة حديثك مع الاخرين. تتحدث عن ماكدونالد فيقول فجأة (شاذلي لا ماكدونالد) : يا سلاااااام .. كلامك ده ذكرني شاعر البطانة الوصف القراصة و قال .. ثم يسكب عليك ابياتا من الدوبيت تحتار في فهمها و في الرابط بين قراصتها و ماكدونالد. هذا لا يعني أن صحبة شاذلي الفنوب غير ممتعة. العكس تماما. ان شاذلي فنطاز ممتلئ بالمعلومة. لكن ماسورته تحتاج الى جلدة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
لسبب ما ظنت صديقة مصرية أني مثقف شفيف يتذوق الفنون. فدعتني لحضور معرض تشيكلي. دخلت معها المعرض و تنقلت سريعا بين لوحات تبدو كرسومات الأطفال مر عليها دهّان أحوص فانسكب منه جردلي طلاء . اضطررت أن أقف أمام احدى اللوحات في معيتها و هي تشهق من شدة الإعجاب و أخذت أبحث عن ما تراه. حقا لا تبصر العين بل يبصر القلب. قلت كلمة او اثنتين مجاملا حتى لا ابدو مثل الخروف العيدأمام كل هذا الجمال المفترض الذي نراه فابتهجت و جذبت فتاة اوروبية لتقدمها لي باعتبارها الرسامة. كانت سويسرية تتحدث ألعن انجليزية سمعتها في حياتي. انجليزية بنكهة ألمانية مليئة بالحروف الخشنة و تمضغها في فمها قبل أن تبصقها في اذني بابتسامة مشرقة كأنها تتلو عليّ قصائد نزار قباني.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
تحدثت الرسامة مطولا عن لوحاتها و أنا اهز رأسي في هيام كأني ألتهم كل حرف تنطق به. الحقيقة أني كنت مشغولا بأمر هام اخر. فقد التصقت قطعة شوكولاتة تناولتها قبل قليل بسقف حلقي و ضايقتني جدا و كنت أفكر في انسب الطرق لادفع اصبعي في سقف حلقي لاسحبها خارجا. طبعا لم يكن ممكنا أن أفعل ذلك أمام الرسامة الحساسة و إلا لاصيبت بنوبة عصبية. فظللت اعاني الامرين من حديثها و من الشكولاتة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
أخيرا قررت الرسامة أن تصمت لكنها – الوغدة – صممت بعد أن قذفتني بسؤال. "ما رأيك في المعرض ؟ " ماذا أقول ؟ لا يمكن أن أقول لها أني لم أفهم منه شيئا. فكرت في شئ سريعا لابدو فاهما مستوعبا فقلت لها : الأخضر. رددت خلفي في غباء : الاخضر ؟ قلت لها بسرعة : نعم ! الأخضر. هناك كثير من الأخضر في لوحاتك. انت تحبين اللون الأخضر بلا شك. ثم نظرت الى ثيابها. و ابتسمت في عمق و قلت : حتى ثيابك خضراء. كانت ترتدي فستانا أخضر اللون تحته استريتش أسود ينتهي عند سمانتي ساقيها لتبرز عضلات يحسدها عليها أي لاعب كمال أجسام. ظهرت عليها خيبة أمل واضحة و هي تقول لي : ان الاخضر هو لون الأمل. حسنا .. هذه معلومة مهمة سأستفيد منها في مقبل أيامي باذن الله. الحمد لله أني لم أمت حتى أعرف أن الأخضر هو لون الأمل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
يبدو أني كنت مقنعا جدا في اصطناعي الاعجاب لأن صديقتي المصرية عرضت عليّ أن ننتقل من المعرض المقام بالمهندسين الى واحد آخر بوسط البلد. فكرت اني إن كنت سأقضي ليلتي متنقلا بين المعارض التشكيلية فإني لن ألبث أن أحتاج الى فلفة شعري .. و هو الأمر الذي لن استطيعه لظروف طبيعية. ففكرت أن يكون البديل هو أن أرتدي اساور بلاستيك و خيوط تتدلى منها أيقونات خشبية مع قميص أفريقي ضخم ( امتلك واحدا لحسن الحظ ) و حقيبة صغيرة اعلقها على كتفي كجربنديات الجيش. من معرض تشكيلي الى آخر. ناهيك عن الشكولاتة التي تقتلني في سقف حلقي. لن تنتهي هذه الليلة على خير.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
فكرت في مستقبلي لو تواصل هذا الاستلاب. لاشك أني سأرجع السودان و قد حلقت شنبي و تعلمت أن أحلف بـ " عهد الله " و "النعمة الطاهرة" و انادي الناس في الشارع بـ " يا كبتن " و أقول للنساء الكبار " طانط " . ترى هل هناك احتمال لأن ارجع و قد تعلمت البكاء في التلفزيون كمحمد فؤاد ايضا ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
لاقيت ليكم صبري الشريف. سيدنا صبري الشريف عدو الدولة الدينية الأول نزل بالقاهرة في رحلة عسله المكوكية. وجدته رجلا لطيفا حلو المعشر .. صاحب حكايات و قصص طريفة لا تنتهي ..يجرجر خلفه عروسه المسكينة عبر القارات. لا أدري حقيقة هل هذا اللطف هو طبعه الحقيقي أم ان زواجه له دور في هذا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات كايرو .. التوريك الدايرو و الما دايرو (Re: حمور زيادة)
|
صبري حين يقسم عليك يقول لك : عليك النبي. تخيل ؟ و هو سوداني كريم جدا .. كان مهووسا بأن يدعونا الى منزله بمصر الجديدة. و ألح أكثر من مرة على ذلك. و قد لبى الدعوة عدد من البورداب بينما حالت ظروفي دون ذلك و أنا في أشد الأسف. و قد اصر صبري على التقاط عدد من الصور التذكارية لنا سويا .. للتأكيد على أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.
| |
|
|
|
|
|
|
|