دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
أوتار طنبور ثلاثة
|
مقدمة : جدتي لأمي الحاجة بتول بابكر الريح رحمها الله هي أول من وضعني على درب القص و الحكاية. ليلا في فناء منزلنا كنت أهرع نحوها و أرتمي جوارها على السرير و استنشق رائحة ام درمان و اقول في جشع : حجيني يمه. تضحك فتنير ظلام الفناء و ينزوي المصباح خجلا في حائطه معتصما بالعلو عبثا. و تشرع تحكي لي قصص فاطنة السمحة و محمد الشاطر .. جدتي كانت من أشرع أمامي ابواب الأحاجي السودانية. منها تعلمت كيف تكون الحبكة.. متى تطيل لتدخل السامع في جو القصة .. متى تسرع حدرا في الوصف فتملك أنفاس السامع و تجعلها تتوتر صعودا و نزولا مع احداث القصة .. متى تصمت لتنظر في عيني السامع مليا فتعلم أنك ملكته تماما و أنه لم يعد هنا بل صار هناك متماهيا بالكامل مع القصة .. كبرت و عرفت ألوانا من الأدب و الفنون .. قرأت .. كتبت .. جربت .. لكن أروع القصص ظلت تلك التي كانت تحكيها جدتي ليلا في فناء مظلم على سرير حديد. و كان لي حلم طالما راودني أن احرر من الأحاجي السودانية قصصا .. بذات البساطة و السذاجة .. فيها مباشرة الحدث و براءة الحبكة و فطرة العقدة.. لا أعلم هل هذا البوست هو بداية لتحقيق هذا الحلم أم لا. لكني فقط هنا آخذ واحدة من قصص الأحاجي السودانية التي وثقها لنا البروفيسور عبد الله الطيب في كتابه " الأحاجي السودانية " و أعيد تحريرها و صياغتها لأخرج منها قصة. الحجوة/القصة منشورة في الكتاب ص9 باسم " عرديب ساسو ". هي تجربة .. اتمنى أن تنجح .. و أتمنى أن أكررها ان نجحت .. و .. و أتمنى أن اصمت الأن لأبدأ القصة ..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
[1] كل ليلة يحمل محمد طنبوره و يجلس وحيدا في حجرته. يرسل بصره عبر النافذة مخترقا كتلة الليل الأسود الملتصق بها. يجتر أحزانه .. يتحرّق على نار ذكرياته .. و يداعب أوتار طنبوره الثلاثة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
[2] لكل وتر في طنبور محمد أغنية يغنيها ما أن يمسه محمد. بين صوت غليظ أجش وحشي و صوت ملتاع حنون و أخر حاد صيّاح. تختلط الأصوات و يسيل معها دمع محمد. ينساب على وجنتيه ثم يقطر من أسفل ذقنه. تتعاقب القطرات على الأرض مشكلة بركة مالحة. يسيل معها حزن محمد. و يسيل وعيه حتى يغيب عن عالمنا. يرحل الى عالم الأحلام طالباً سعادة لم يجدها هنا. لكن حسرته تلحق به فتضل قدمه عن أرض الأحلام ليتيه في بادية الكوابيس. الصياح .. الكثير منه .. الصراخ .. الكثير منه .. و ألم الغدر .. القليل منه مؤلم .. لكنه يأتي جملة كالطوفان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
[3] في ذات مساء قرر الغول أن يتحرك. آن له أن يغادر باحة الأمنيات لينفذ ما طال حلمه به. فرد ذراعيه فتقطر الرعب من حوله. فزعت الأطيار من أعشاشها و ذهلت عن صغارها. انحنت الأزهار على سوقها يابسة ما أن فتح باب وكره. عباءته السوداء ملأها الهواء فمات داخلها مختنقا. حين يخرج الغول من وكره ترتجف أشعة القمر و تجف الينابيع و يتجعد جلد الرضع من هول الرعب. تقدم مخترقا الغابة و هو يزأر. انه جائع .. يتضور في جشع للحم البشر. ان نوم السنوات السبعة لم يقلل جوعه و لا الاشتهاء المجنون الذي يتحرك داخله و يحركه. لحم بشر .. لحم بشر هو ما يطلب. و لحم بشر هو ما سيأكل. لم يكن يشتهي أي لحم بشري. رائحة بعينها كانت تؤرق نومه و تداعب أحلامه. تلك الرائحة التي كانت تخترقه كلما مر أمام منزل في طرف الغابة. كلما اقترب من المنزل أتاه صوت آدمي يغني مضمخا برائحة شهية. صبّر نفسه سنوات خوفا من أن يكتشف البشر مخبئه في قلب الغابة المظلمة. لكن الجوع الوحشي داخله الان كان أقوى من كل خوف. سيأكل وجبته التي اشتهى زمانا ثم يقرر ما يفعله بعد ذلك. الوحش داخله تغلب على أي عقل. لملم أطراف العباءة حوله و تقدم في بطء. يزوم .. يهر .. يقطر من عباءته الرعب .. خطواته تترك بقعا من الدم الأسود اللزج .. و يتقدم نحو كوخ محمد و أخته فاطمة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
[4]
اليتم علم محمد ما لم تعلمه له سنوات الدراسة في مدرسة القرية. انحنى كتفا محمد مبكرا من الحمل الثقيل الذي تركه له والداه. و تخضبت يداه بالدم قبل وقت خضابهما بحناء الزفاف بوقت طويل. أن تكون صيادا فقيرا مسئولا عن أخت هي الأجمل بين بنات القرية هو أمر عسير. لكن محمداً كان يغالب حمله بجد و جهد. ما كلّ و لا انكفأ يائسا يوما. كل عين امتدت الى أخته كان يطير بها عنقا فورا. كل لسان حمّل همسه كلمة عن أخته بتره في حينه. لم يعرف أهل القرية قط أن محمداً شرس هيّاج إلا حين ظنوا أن أخته صارت ثمرة تنتظر القطاف بعد رحيل والديهما. كان ذلك عسيرا عليه لكنه فعله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
[5]
في أول الأمر لم يحملوا ذلك الفتى الغرير على محمل الجد و هو يزأر في وسط الساحة مهددا من يجرؤ على النظر الى أخته. لكن حين طارت رأس النور ود العركي لتسقط على التراب و فمها مازال يحمل ضحكته عرفوا جميعا أن الفتى كان جادا. ربما جادا أكثر من اللازم. بعض الذين شهدوا سخرية النور ود العركي من محمد و سمعوا ضحكته على كلامه الذي تحدى به محمداً ثم رأوا الرأس يطير في الهواء و يسقط تحت حائط بيت التومة الدلالية أقسموا أن الرأس كان مازال يضحك و هو يطير. لقد مات النور ود العركي قبل أن يعرف أنه مات. البعض ظنها حمية عابرة لن تلبث أن تزول فحاولوا أن يجربوا حظهم. لم يختلف حظ اللاحقين عن حظ النور ود العركي كثيرا. فقط بعضهم لم يفقد عنقه لكن سيف محمد قسم جسده الى نصفين متساويين. بعدها مرت سنوات قبل أن يحاول أحد التعرض لفاطمة أو يفكر فيها بسوء. حين وقعت حادثة الخواض الجلابي قال أهل القرية كلهم أن أهل المدن لا يتعلمون من أخطاء أهل القرى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
[6]
الخواض كان تاجرا من أهل المدينة يزور القرى كل فترة ليشتري منها أشياء رخيصة يقوم ببيعها في المدينة بأضعاف أثمانها للأثرياء من أهل القرى نفسها. كان رجلا ضخما على جسده أوشام كثيرة باللون الأخضر جعلته أشبه بلوح في خلوة نشطة التلاميذ. في زيارته الأخيرة رأى الخواض فاطمة و هي تتهادى في طريق عودتها من البئر. كانت قد تكاملت جمالا و لينا. حسنها كان يدير الرؤوس. حين تراها تظن أن الشمس قد طلعت في غير أوانها و أنها لسبب ما قررت أن تسلط كل ضيائها على عينيك البائستين. نظرة واحدة من الخواض ثم أغشى لهيب الحسن بصره فغض فاغرا فاه. كل هذا الحسن هنا في قرية فقيرة يستطيع أن يشتريها كلها بعمدتها و كلابها بثمن اسورتين من تلك التي تغوص في شحم معصم زوجته. كل هذا الحسن يتوارى في قلب مقلب القمامة الضخم هذا الذي يحسبه أهله قرية . إنها الصفقة الأكثر ربحاً في حياته. صفقة كهذه يظل التاجر يبحث عنها حتى إذا أدركها صفى تجارته و استقال. إنها نهاية النهاية و غاية الغاية. حمل الخواض آماله و أكياس نقوده و تبع فاطمة. الذين رأوه يسرع مقتفيا خطواتها لم يروا ظلالة الموت التي كانت تظلله. قرشي صاحب المقهى لم يهتم بطلب حسابه منه معللا نفسه أن الجلابي الغني سرعان ما يعود و يدفع حساب القهوة التي طلبها ثم لم يشربها بعد ذلك. الخواض لم يشرب تلك القهوة و لم يدفع ثمنها أبداً. لأنه لم يعد. لا يعلم أحد من أهل القرية بدقة ما دار بينه و محمد. لكنهم جميعا عرفوا يقينا أنه انتهى في بطن كلاب محمد الثلاثة التي امتلكها و دربها منذ سنوات. ثلاثة كلاب يبلغ حجم الواحد منها حجم حصان فتيّ نشيط. سوداء كرؤية كفيف في ليلة كاسفة. عرديب .. ساسو .. و نمرة .. كلاب محمد مزقت الجلابي الخواض ثم أكلته على مهل بعد ذلك. لو لم تفعل فبماذا تفسر رؤية أهل القرية للكلب ساسو و هو يلوك ذراعا ضخمة عليها وشم ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
[7]
جَلَد محمد و شدته صاحبتهما رقة طبع في ما لا يمس فاطمة. كان كريما جوادا سريع النجدة و الإغاثة. مع خشيتهم له أكبره أهل القرية و أسموه محمدا الأرباب. و كان يعجبهم حين يخلوا الى مجالس الشباب ينادمهم و يغنيهم بصوته العذب كجرس لطيف تقرعه جنية الغابة. ذات الصوت الذي كان الغول يسمعه حين يدق محمدا باب البيت لتفتح له فاطمة. اعتاد محمد أن يقف جوار الباب و يغني لأخته :
فاطنة يا فاطنة افتحي الباب لمحمد الأرباب يعشيك و يغديك و يساري الليل يخليك
فتسرع فاطمة بفتح الباب لأخيها. يدخل حاملا صيده الذي أنهكه طوال الليل. لكن الطارق هذه المرة كان شيئاً أخر. ضخم تقطر عباءته رعباً. و صوته غليظ أجش وحشي. كعشرة شياطين تحترق في جهنم. و هو جائع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
اخي حمور.. سلامات وعوافي.... ممتع وبديع..واتابع باهتمام... و لكن..اعتقد..ان كان من الممكن..وضع الاحجيه الاصليه.. بجوار..ما تقوم بكتابته..!! فقط مجرد اقتراااح.. ولك الود هواري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
[8]
أمام الباب وقف الغول مهتاجاً .. مد يده المخلبية و حاول أن يطرق الباب. جاءت طرقاته داوية كأنها حجارة صلدة تقذف على خشب الباب. من الداخل جاءه صوت فاطمة تسبقه الرائحة الشهية تسأل عن الطارق. قال الغول :
فوطنة يا فوطنة أفتحي البوب لمحومد الأربوب يعشيك و يغديك و يسوري الليل يخليك
صوته كان كدوي الأشجار الضخمة و هي تهوي في الغابة المظلمة. يحمل عفن الظلام الذي منه جاء و عطن الأقبية المهجورة و صلصلة سلاسل جهنم. فزعت فاطمة .. ارتجف جسدها اللدن و تهاوت خصلة شعر مضفرة بعناية لتموت على جبينها الذي أطفأ الرعب نوره. قالت :
فوت.. حسك حس حمار و حس محمد أخوي جرساً نقار
لم تنطلي الخدعة على فاطمة الحسناء. ان الطعام يأبى أن يستجيب له. لكن الغول لم يكن فقط دميما مقيتا .. انه ذكي أيضا.. لذلك قرر أن يجرب حيلة أخرى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
[9] لم يكن جبريل الحداد في حكمة فاطمة حين سمع طرقات كحجارة صلدة تقذف على خشب باب بيته. هب فزعاً يجيب الطارق و قد استبد به الذعر. أو هكذا كان يظن حتى رأى الطارق. حين وقعت عيناه على وجه الغول عرف أنه لم يجرب الذعر من قبل. أحس الحياة تسحب منه. قلبه توقف عن النبض لبرهة. و رشح جلده بالعرق كأنه سعن ماء تم ثقبه بعناية. بحث عن صوته ليصرخ لكن الغول بادره بطلبه الغريب. احتاج جبريل الحداد الى وهلة قبل أن يصدق أن غولاً طرق بابه ليلا ليطلب منه أن يجعل أوتار صوته أرق مما هي عليه. و أمام عيني جبريل الجاحظتين أولج الغول مخالبه في عنقه و أخرج حنجرته يكسوها هلام لزج بلون الدم المتخثر .. مدها إليه و هو يصدر أشنع زمجرة سمعها جبريل في حياته. زمجرة غول أخرج حنجرته في التو لحداد ليرقق أوتار صوتها. ارتعد الحداد البائس .. حاصره الهول و اندفع المشهد ليزيح أبشع كوابيسه و يأخذ مكان الصدارة في وعيه. و بين قطرات الهلام المتساقطة على الأرض خر جبريل الحداد مغشيا عليه و هو يصرخ.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
الأستاذ الهواري .. مرحبا بك .. شكرا للمرور الكريم و المتابعة .. فكرة وضع الأحجية الأصلية في البداية أو في النهاية فكرة جيدة .. فات أوان وضعها في البدء و الله المستعان. و أتمنى أن استطيع وضعها في النهاية. مشكلتي أني كسول في النقل. هذا النص الأن أكتبه مباشرة على البداهة ما وسعني. و لا ادري هل انشط للطباعة نقلا عن كتاب البروفيسور رحمه الله أم لا انشط. اتمنى ان افعل. او بأضعف الجهد أن امسح الصفحات و انزلها كصور ثم يجتهد فيهن المجتهد. على كل كنت قد انتويت أن شير الى بعض ما ادخلته و عدلته في النص. و يمكن الاشارة هنا الى أن كل تاريخ محمد و فاطمة هذا مختلق من عندي. الاحجية اكتفت بأن تقول : " كان محمد الشاطر يسكن مع اخته فاطمة في الخلاء بعيدا عن الناس و كان يخرج في أول الصباح قبل الدجاج و يصطاد و يحضر ما اصطاده في منتصف النهار فيتغديان منه و أخته. ثم يرجع بعد الغداء و يصطاد و يأتي بهزيع من الليل فيتعشى ثم يرجع فيصطاد. ثم يأتي قبل الفجر فينام قليلا. " بعدها تلج الأحجية مباشرة الى أمر الغول و مقدمه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
Quote: الأستاذ الهواري .. مرحبا بك .. شكرا للمرور الكريم و المتابعة .. فكرة وضع الأحجية الأصلية في البداية أو في النهاية فكرة جيدة .. فات أوان وضعها في البدء و الله المستعان. و أتمنى أن استطيع وضعها في النهاية. مشكلتي أني كسول في النقل. هذا النص الأن أكتبه مباشرة على البداهة ما وسعني. و لا ادري هل انشط للطباعة نقلا عن كتاب البروفيسور رحمه الله أم لا انشط. اتمنى ان افعل. او بأضعف الجهد أن امسح الصفحات و انزلها كصور ثم يجتهد فيهن المجتهد. على كل كنت قد انتويت أن شير الى بعض ما ادخلته و عدلته في النص. و يمكن الاشارة هنا الى أن كل تاريخ محمد و فاطمة هذا مختلق من عندي. الاحجية اكتفت بأن تقول : " كان محمد الشاطر يسكن مع اخته فاطمة في الخلاء بعيدا عن الناس و كان يخرج في أول الصباح قبل الدجاج و يصطاد و يحضر ما اصطاده في منتصف النهار فيتغديان منه و أخته. ثم يرجع بعد الغداء و يصطاد و يأتي بهزيع من الليل فيتعشى ثم يرجع فيصطاد. ثم يأتي قبل الفجر فينام قليلا. " بعدها تلج الأحجية مباشرة الى أمر الغول و مقدمه. |
اخي \حمور... تحياتي و علك بالف خير.. شكرا للرد الضافي..والشرح الوافي.. وادري..انها عمليه صعبه للغايه..بان تنقل..وتلصق او حتي..تضع القصص موضوعه في شكل مصور.. ولكن قد بكون هنالك الكثير..من القراء..لم يطلعو علي كتاب الاحاجي السودانيه..وبذلك تكون قد ربطت..ما بين الاحجيه ما تفوم به من جهد و كتابه قصصيه رائعه.. وحتي لا يضيع جهدك..و انت تؤسس لمكتبتك في سودانييز اون لاين.. وايضا..حقك الادبي ..ككاتب وقاص..وانت تنتهج هذا ..النهج المميز من الكتابه.. و في الاحر هو اقتراح من قارئ..مدمن لكتاباتك.. لك كل الود يا استاذ حمور عفوا للاطاله.. دوما هواري .. .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
[11] زحف الغول في طريقه عائدا نحو بيت محمد عند أطراف القرية قرب الغابة. كان حذرا من أن يراه أحد فيفسد كل مكره و تخفيه طول السنين التي مضت. سيبادر بكشف نفسه بعد أن يأكل فاطمة و أخوها .. لكنه لا يريد أن يكشفه القرويون قبل أن يظفر بصيده. أما جبريل الحداد فأمره هين. لقد أفزعه حتى الموت. البائس كان موقنا بالهلاك و هو يعمل على أوتار حنجرة الغول. علم أن هذه ليلته الأخيرة في الحياة. سمعه الغول ينعى نفسه و حظه العاثر و هو ينوح. مع كل طرقة ينزلها بمطرقته الحديدية على أوتار الغول كان ينشج عاليا و يسب دنياه التي لم تمهله فغدرته فقيرا قبل أن ينال الغنى الذي يحلم به. لم يهتم الغول ببث الطمأنينة في قلب الحداد. بل ان الخوف الذي اشتم رائحته ألهب جوعه و جشعه للحم البشر. لكنه لم يكن ينوي قط إفساد حفل شوائه بأن يأكل هذا الحداد المتعفن بجلده الأسود من مقاربة الكير لسنوات. فقط بعد أن انتهى جبريل من عمله و اخذ الغول حنجرته و غرسها في مكانها مصدرة صوتاً لحمياً مقززا حذر الغول الحداد من البوح بسره و إلا كانت نهايته. و هو يخترقه بنظراته النارية أكد له أن القرويين الذين سيطاردونه ليقتلوه سيعثرون عليه هنا واقفا فوق جثته الممزقة إن هو أبلغ عنه. جبريل الذي وقف مرتعدا يسيل بوله البارد على ساقيه النحيلتين لم يكن يحتاج الى هذا التحذير. و كنوع من إظهار الولاء و التعاون نصح الغول بأن لا يأكل أي حشرة بهذه الحنجرة الجديدة و إلا سيعود الصوت البشع الى ما كان عليه. لكن الغول و هو يزحف نحو بيت عشائه عثر في خنفساء بدت له شهية كطبق مقبلات لامع يزحف أمامه. في لمحة من بصر سبقت غريزة الغول عقله و نصح الحداد فالتقط الخنفساء و ازدردها خطفاً. و على عتبة باب محمد الأرباب بصق ما علق بين أسنانه من الحشرة و استعد للغناء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
[12]
فوطنة يا فوطنة أفتحي البوب لمحومد الأربوب يعشيك و يغديك و يسوري الليل يخليك
ما أبشع الصوت الذي خرج من جوف الغول. لو كانت أشجار الغابة الخائفة القريبة تنطق لأخبرته أن صوته الآن صار أبشع من قبل. لو أن الباب المرتجف الذي طرقه كان ينطق لقال له أن صوته الان أمسى مريعاً بعد أن كان قبيحاً. لكنها جمادات لا تنطق. صوت تطرب له الخفافيش. تزغرد له الأشباح. و تحتفي به القبور التي يلهو فيها الدود. ما أجاب الغناء الفظيع كان صوت فاطمة الخائفة .. قالت :
فوت.. حسك حس حمار و حس محمد أخوي جرساً نقار
للمرة الثانية يفشل الغول في الوصول الى عشائه. استعر الغضب بداخله. زمجر في وحشية .. و التفت ينظر نحو القرية في غل. ان ليلة جبريل الحداد البائسة لم تنهي بعد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
[13] لم يكن الأمر أقل بشاعة على جبريل من المرة الأولى. ذات الخوف.. بل أكثر منه. ذات الرعب.. بل أكثر منه. ذات الاشمئزاز.. بل أكثر منه. لم يستطع أن يوبخ الغول أو يشمت فيه بحجة أنه نصحه من قبل. فالغول رجع إليه غاضبا حتى أنه حين مد إليه الحنجرة مرة أخرى لطمه على صدره في عنف. كان مهتاجا يزوم و هو يجول في أنحاء الحجرة مطيحا بكل ما يلاقيه في طريقه. رجفت يد جبريل و هي تطرق الحنجرة. احتاج الى وقت أطول من المرة الأولى ليعيد ترقيق الأوتار. كان يفكر أن الغول ان فشل هذه المرة أيضا فهو ميت لا محالة. لتكونن الغضبة القادمة أشد و أعتى من هذه. ستكون قوية لا تبقي و لا تذر. و ستحمله هو في طريقها أول ما تحمل. سيذروه الغول و ينثره كالهباء ان لم يكلل بالنجاح هذه المرة. رفع جبريل بصره الزائغ الى السماء و همس ملء خوفه داعيا أن ينجح الغول في مقصده. لم تتضمن أبشع كوابيسه في هذه الحياة أن ينتهي عشاءاً لغول جائع. لذلك أرسل الدعاء حارا و هو يأمل في استجابة السماء. لم يكن البائس يعلم أن الغول قد صمم على النجاح هذه المرة. ما كان الغول مستعدا للخيبة مرة أخرى. سيدخل المنزل على فاطمة حتى لو اضطر الى هدمه فوق رأسها الجميل. لن يكون طعمها سيئا حتى بعد أن يهشمها السقف.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
حمور زيادة..
أدخلتنا، سكارى، في غبطة الحكي العظيم، أحاجي، نسجت في حرير طفولتنا، ورود، وغول، وشعر طويل لفاطمة، وقد قديح.. ومحبة لجمال فاطنة، وشجاعة حسن.. وبغض الغول... وتلك (الواقعية)، السحرية، للسعلاة، وهي تطارد فاطنة، وبحر يظهر "فجأة" في اليابسة، وقرع يحكي، ويسير في سرب كالطيور..
متابعين، والشكر لتلك الغبطة، التي يوفرها الحكي، الحكي الحقيقي..
تسلم..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: عبدالغني كرم الله)
|
الاستاذ عبد الغني ..
شكرا لوجودك الفخم ..
Quote: وتلك (الواقعية)، السحرية، للسعلاة، وهي تطارد فاطنة، وبحر يظهر "فجأة" في اليابسة، وقرع يحكي، ويسير في سرب كالطيور..
|
طالما تمنيت أن نتعتني بالأحاجي السودانية .. ندونها كما هي اكمالا لما بدأه العلامة عبد الله الطيب رحمه الله. نحللها كمنتوج ثقافي شعبي للسودان. ندرسها كأساطير سودانية. نصيغها كروايات قديمة متجددة. نحررها لنكتب منها قصصا و مسرحيات و اشعار. لا اظن حكايات اطلس الذي يحمل العالم و سنووايت التي أكلت تفاحة فنامت و قبلها أمير فقامت أجمل من أحاجينا .. لكنها تلك فقط أشياء وجدت من يعتني بها و قعدنا نحن نجتر ما يلوكونه لنا. ليتك تدفع حلمي الى الأمام بضع خطوات بابداعك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
[14]
فاطمة كانت ترجف داخل البيت. تكورت على نفسها في وضع جنيني على سريرها و أخذت تنتفض كما شعلة الفانوس المعلق على الحائط. كانت خائفة جدا من هذا الشئ الذي وقف على عتبة بابها مرتين هذه الليلة يطلب الدخول. لقد جاء يريدها. لم تكن معتادة على مواجهة الرعب. اعتادت ان تحصد الإعجاب الهياب في كل العيون. يشتهيها الناس حين تمر عليهم. تتفتح الزهور عندما تشرق عليها. تأوي الفراشات الى ظلها. لكنها لم تعتاد الرعب. كان جسدها باردا مفككا حين سمعت الصوت يناديها من خلف الباب.
فاطنة يا فاطنة افتحي الباب لمحمد الأرباب يعشيك و يغديك و يساري الليل يخليك
هبت سريعا و قد عادت اليها الحياة. محمد هنا. محمد الأرباب. محمد القادر على حمايتها. محمد بسيفه و كلابه الثلاثة. لقد عاد من الصيد مبكراً ليحميها. حافية قفزت نحو الباب لتفتحه. و حين انساب الضوء من داخل البيت ليقع على وجه الطارق .. عرفت فاطمة أنها أخطأت خطأ عمرها. الخطأ الذي لا يكفي الاعتذار عنه لتداركه. كان الغول يقف هناك و على شفتيه أشنع ابتسامة نصر يمكن ان تراها. ابتسامة لزجة على شفتي الغول الذي نجح هذه المرة في تقليد صوت محمد. و خطى الغول داخلا الكوخ و هو يزمجر. انها ساعة العشاء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
[15]
فرد الغول ذراعيه و هو يتقدم نحو فاطمة .. قال لها :
أنا الغول الجلجول آكلك وله آكل أخوك تراجعت فاطمة المرعوبة و هي تتخبط .. فزعة مدت يديها أمامها محاولة حماية نفسها. قالت بين دموعها و هي تتبع أخر ضوء أمل يلوح في نهاية نفق الخوف :
يا عمي الغول الجلجول أكل محمد أخوي
توقف الغول من التقدم نحوها. نظر إليها مفكرا. هل تحاول خداعه هذه الفتاة الحسناء التي لا تصلح الا للمغازلة و الالتهام ؟ كرر سؤاله فأعادت ذات الإجابة. كانت فاطمة صادقة في عرضها لتنقذ حياتها. في حرارة أكدت للغول أنها مستعدة للتعاون معه لتنجو. ستخدع أخاها ليأكله الغول مقابل أن يهبها الحياة. فكرت سريعا أن موت محمد ربما لا يكون سيئا جدا. ستجد الفرصة لتتمتع بحياتها بعده. ستفتح نافذتها ليلا ليدخل منها العشاق الذين يتحاشونها الآن خوفا من سيف محمد الأرباب و كلابه. ستسعد برؤية تأثيرها على كل عين و تقرأ جمالها في كل وجه. لذلك كررت في حماس و قد أخذ خوفها يتلاشى :
يا عمي الغول الجلجول أكل محمد أخوي
و في رأسها تزاحمت الآمال بغد لا محمد فيه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
[16] خبأت فاطمة الغول داخل زير الماء . كانت تعلم أن محمدا اعتاد عند دخوله أن يقصد الزير ليروي عطشه الذي أهاجه العدو خلف الصيد في الغابة. جلست في هدوء قاتل تتمتم بأغنية تحبها و هي تنتظر مقدم محمد. الأرباب جاء في موعده. وقف خلف الباب مغنيا لأخته كما اعتاد. و ككل ليلة فتحت فاطمة الباب لأخيها. ككل ليلة استقبلته و حملت عنه صيده. و ككل ليلة حياها محمد بحب و اتجه نحو الزير ليشرب. الشئ الوحيد الجديد في هذه الليلة كان هو الغول المختبئ داخل الزير منتظرا فريسته. الفريسة الغافلة التي تتقدم نحو الزير و هي بتبسم لفاطمة الخائنة في ود.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
[17]
ما أن كشف محمد غطاء الزير حتى برز له الغول بغتة. أنشب مخالبه في كتفه و شل حركته. و الزبد يسيل من أشداقه قال الغول لمحمد في تشفي :
هم فيك .. أنا جيت آكلك
و رغم بصره الزائغ لمح محمد ابتسامة النصر على شفتي اخته فعرف أن الخيانة سبقته الى البيت هذه الليلة. رفع الغول يده عاليا و استعد أن يضرب بها محمد ليحطم عنقه. و رأي محمد الموت يبتسم له في تشف.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
[18] المكر .. المكر .. إن كان من مهرب فإن المكر سبيله لا غيره. قبل أن تهوي يد الغول على عنق محمد صرخ بسرعة سائلا الغول عن طعم الدموع المالح. توقف الغول متعجبا من السؤال و نظر الى محمد في دهشة. بأنفاس متلاحقة شرح له محمد أن طعم الدموع مالح جدا سيفسد عليه مذاق اللحم .. ثم و هو يرخي نظراته نحو الأرض في انكسار عرض على الغول أن يسمح له بثوان يرثي فيها نفسه فتذهب حسرته على روحه و تسيل دموعه فلا يفسد ملحها مذاقه. الغول نظر إليه مليا و هو يفكر. انه في يده و بين مخالبه. هناك احتمال أنه يكذب .. لكن لأي سبب ؟ و هناك احتمال أنه صادق .. ربما كان ذلك من شدة الفزع حتى فقد القدرة على التمييز فأصبح يعين قاتله عليه. على كل حال فان الأمر يستحق التجربة لا سيما أن المخاطرة شبه معدومة. انه بين براثنه بلا معين. فليسمح له أن يرثي نفسه فلا خطر من ذلك. ان طبق العشاء يستحق مجاملة كهذه. تنحنح محمد ليبدأ لكنه في أخر لحظة طلب أن تغادر فاطمة الحجرة. لا يسره أن تراه أخته يبكي حتى لو كانت خانته. نظر الغول نحو فاطمة و زمجر لها لتغادر الحجرة سريعا. يريد أن ينتهي من هذا الهراء لينعم بطعامه. أخذ محمد نفسا عميقا ثم شرع في الغناء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
[19]
خرج صوت محمد اسطوريا جميلا و هو يغني :
عرديب .. ساسو .. نمرة الليلة سيدكن أكلوه
خيل للغول أنه يسمع زمجرة من مكان بعيد.
عرديب .. ساسو .. نمرة قطاعة السلاسل الليلة سيدكن أكلوه
هل هذا صليل سلاسل تتخبط في جنون ؟ رفع الغول رأسه ليسمع الأصوات التي تأتي من بعيد. و من الحجرة الأخرى جاءت فاطمة تعدو و قد سمعت الغناء و قبل أن تصرخ منبه الغول كان محمدا قد غنى مرة اخرى :
عرديب .. ساسو .. نمرة قطاعة السبع سلاسل الليلة سيدكن أكلوه
و في ذات اللحظة التي كانت فاطمة تصرخ محذرة الغول من غناء محمد كانت الكلاب الثلاثة الضخمة تقتحم باب البيت و نباحها يصم الأذان. و في ثواني سادت الفوضى داخل البيت. و سمع أهل القرية صوت الصراخ الشيطاني الذي ارتفع من بيت محمد الأرباب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
[22] كل ليلة يحمل محمد طنبوره و يجلس وحيدا في حجرته. يرسل بصره عبر النافذة مخترقا كتلة الليل الأسود الملتصق بها. يجتر أحزانه .. يتحرّق على نار ذكرياته .. و يداعب أوتار طنبوره الثلاثة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
[23]
لكل وتر في طنبور محمد أغنية يغنيها ما أن يمسه محمد. بين صوت غليظ أجش وحشي و صوت ملتاع حنون و أخر حاد صيّاح. يداعب الوتر المصنوع من عصب الغول فيغني : جابتني الكتلة الشديدة كنت حاسبو لغف مديدة
تختلط الأصوات و يسيل معها دمع محمد حين يداعب الوتر المصنوع من عصب فاطمة فيغني: يا محمد شن سويت ؟ أت قت لي أحرسي البيت ينساب حزنه دمعا على وجنتيه ثم يقطر من أسفل ذقنه. تتعاقب القطرات على الأرض مشكلة بركة مالحة. يلمس وتر طنبوره الثالث المصنوع من عصب الحدأة فيقول : جيت اتفرج فرجوني قطعوا رويسي و حيروني يسيل وعي محمد مع دموعه حتى يغيب عن عالمنا. يرحل الى عالم الأحلام طالباً سعادة لم يجدها هنا. لكن حسرته تلحق به فتضل قدمه عن أرض الأحلام ليتيه في بادية الكوابيس. صياح الغول الوحشي و الكلاب تفترسه. صراخ الحدأة و هي تتلوى بين أنياب ساسو غدر فاطمة التي كانت له كل الدنيا. كل تلك الدماء التي سالت. الكوابيس .. الكوابيس .. انهن في انتظاره .. يسلم نفسه لشياطين الهلاوس ويدخل بادية الكوابيس.. يحمله الطوفان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
اولا متابع معاك شديد
ثانيا الشكر كتير يا حنين على الامانة الوصلتني مع ناصر
ثالثا كدي اسأل الناس الكبار شكلي كدة قريبك لانه زي ما قلت ليك امي ملخبتة الشوايقة بالبديرية ام امي اسمها فردوس الريح محمد الريح واسم حبوبتك دة ما غريب علي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: طارق جبريل)
|
Quote: اولا متابع معاك شديد
ثانيا الشكر كتير يا حنين على الامانة الوصلتني مع ناصر
ثالثا كدي اسأل الناس الكبار شكلي كدة قريبك لانه زي ما قلت ليك امي ملخبتة الشوايقة بالبديرية ام امي اسمها فردوس الريح محمد الريح واسم حبوبتك دة ما غريب علي |
الحبيب ود جبرين .. كيفنك اولا فخور بمتابعتك تانيا الحمد لله انو الامانة وصلت بنتظر رايك على احر من الجمر في الايميل (تلقاو في البروفايل ) تالت شي انا مخلوط .. جمبة البديرية دي حقت ابوي. اما حبوبتي فدي اللاماني مع المحس. بتول بابكر الريح حامد و نسبا بيصل للشيخ ارباب العقائد. ديل محس شمبات و توتي و حلة البشاقرة في الجزيرة. و لو عندك عرق مع العمراب برضو بتلقاو معاي في جدي ابو امي و عمراب الموردة.. بالجنبة دي انا حفيد الشيخ حامد اب عصا. عرق البديرية ده شوف لو والدتك عندها اي علاقة بناس اب دوم قشابي او العفاض او تنقسي الجزيرة او جزيرة حمور ريفي الدبة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: محمد على طه الملك)
|
Quote: حمور .. سلمات .. حجوتك ناقصه .. ما ختمتها .. أها تختمها والا أختمها عشان الناس دي تمشي ..
|
مرحب يا ملك الحجوة انتهت. لكن بكرة حاجاول انزل النص الأصلي زي ما اقنعني الهواري باذن الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
ثم ها أنا اعود لاحاول الوفاء بالوعد .. سأقوم بانزال النص الأصلي للحجوة نقلا عن كتاب بروفيسور عبد الله الطيب " الأحاجي السودانية " نشر دار جامعة الخرطوم - الطبعة الثالثة 2004 .. ارجو أن تكون الصور واضحة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
وردني هذا التعليق على القصة من الاستاذة تغريد عثمان على الايميل و طلبت نشره :
Quote: الأستاذ حمور زياده السلام عليكم و رحمه الله و بركاته انا من اكثر المتابعين لكتاباتك الرائعه على موقع سودانيزاون لاين دوت كوم و كنت سعيده الحظ فقرات كتابك الجميل السيره الامدرمانيه. لكن لم تعجبني قصتك الاخيره عن الاحجيات السودانيه حين حرفت الحجوه و ادخلت فيها اشياء غير بريئه و هو نفي الشيء الذي فعلته مع قصه سندريلا في كتباك . نحن يا استاذ حمور مجتمع محافظ فلماذا يحاول الكتاب دايما ان يحولو الاشياء الجمليه الى افكار جنسبه ؟؟ في قصه سندريلا علمت سندريلا فتاه هوى و في حجوه محمد و فاطمه عملت فاطمه بنت خفيفه تحب ان يعاكسها الناس. احاجي الحبوبات يا حمور فيها الخير و الجمال و التربيه. ليه تحولونها الى افكار سيئه مخجله ؟ ارجو ان تنشر راي هذا في الموقع لتعرض راي اخر غير راي الناس الذين اعجبهم تحريفك للحجوه. و حتى لو لم تنشره فراي في انك قلم واعد سيرفع اسم السودان في مجال الادب كما هو. شكرا جزيلا و اسمح لي بسؤال هل قصه سيره امدرمانيه دي قصه حقيقيه لانك وصفت الناس بالاسماء و حكيت حاجات كانها حقيقه. |
شكرا استاذة تغريد على تعليقك. لا اعرف كيف ادافع عن ما فعلت. انا لم احاول تلويث الاحاجي و لا زعمت انها محاولة لاعادة الكتابة لتحل محل الحجوة الاصلية. راجعي ردي للاستاذ عبد الغني كرم الله اعلاه. فان كان ذلك غير كاف و لازلت مسيئا في نظرك فلله الامر من قبل و من بعد. ان اصبت فالحمد لله. وان اخطأت فغفر الله لي. لكن على العموم أنا لست من هواة الكتابة الجنسية حتى لو وجدت في بعض قصصي. احاول دوما أن اتناول الجنس - ان دعى لذلك داع - بالفاظ غير فاضحة و بعيدا عن الوصف المسف. بخصوص قصة سيرة ام درمانية فهي كما كتب اعلاها .. بعض احداثها حقيقية و بعضها من نسج الخيال لذلك من الافضل ان تقرأ على انها قصة. و ليطمئن قلبك و قلب من سألني عن هذا الامر غيرك - و هم كثر - فالاسماء الواردة رغم انها وردت ثلاثية فهي غير حقيقية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: حمور زيادة)
|
مدهش يا حمور .. مدهش و ممتع و خلّاق .
كنت بدأت الكتابة حول الأحاجي في زمن قديم شوية .. تحديدا حول مفهوم البطولة في الحكاية الشعبية .. بحر يا صاحبي ما قدرت عليهو علي الرغم من إدعائي بأني تربية حبوبات .. و هو حقيقة أكثر منها ادعاء .. لكن الشغلة متشابكة و متقاطعة مع كم من الحيثيات الثقافية و الإجتماعية و الجغرافية و الإقتصادية و العقائدية و و و و .. و انا زول بالي ما طويل .. و لا عندي التلنت بتاع الباحثين و الأكاديميين و لا بالهم السلبة .. قمت فترت خليتها . عموما زي ما قلت ليك .. بحاول أنزل المفاهيم القيمية القامت الحكايات و الأحاجي بغزلها .. قاعد احاول استنزلها على واقعنا التعيس ده .. أهو نفخ في الجمرة دي يمكن تبُق .. مع إنو كل الشواهد و المعطيات بتقول الرماد كال حماد .. لكن أهو .. شعرة من ضنب الخنزير . آسف على الإطالة يا صاحبي .. دي واحدة من الحاجات النزلت زمان .. فيها ريحة أمي الزلال - الله يوسدها الباردة - Quote: حجتني الزلال بت ود حامد .. ( أمي أم أمي ) قالت : حجيتكم ما بجيتكم خيراً جانا وجاكم أكل عشاكم وراح خلاكم ، قالوا .. والله يكفينا شر قلنا وقالوا .. قالوا كان في كُدُندارة إسمها ( حَمْرَه قَرقَدانه) ، أها .. حمره قرقدانه دي راجلا كان إسمو ( أحمد ) .. يمرق أحمد من صباحات الله يلقط في رزقو .. وما يرجع إلا المغيرب ، حمره تقعد في بطن بيتا داك , تخدم خدمتها و تسوي ليهو غداهو وتقعد تنتظرو لامن يجي . ........... يداخلني الشتاء حينها .. في ( الحوش الجوّاني ) .. ملتصقا بها ويداها حولي زنار ( يدفع عني شر الوحشة ) .. يداخلني الشتاء في ليلة صيف , تحت سماء الديم .. ونجوم وبدر كبير ( ما زال لا يشبهه بدر ) , و كلابٌ نابحاتٌ في البعيد ، والدوي المكتوم لطائرة في المطار القريب ( أورثني رهاب السفر إلى يومي هذا ) ، وبردٌ لذيذ .. لاسع .. لا يدفأه إلا رائحتها ( أمي الزلال ) .. : رائحة هي خليط بين رائحة الطفل الرضيع .. وعبق الضريح الكبير طرف البلد .. ( كما حكى الطيب صالح ). ............ قالت ( أمي الزلال ) : أها .. يوم من الأيام ( حمره قرقدانه ) إتدخنت ، وسوت غداها لي راجلها , وقالت تمرق كدي علي الجيران داب ما ( أحمد ) يرجع من شغلو ، أها .. قامت علقت غدا ( أحمد ) في المشلعيب المعلق فوق حفرة الدخان .. ومرقت . يومو داك .. ( أحمد ) علي شقاوتو يرجع البيت بدري قبال مواعيدو .. و جيعااااااااان ، مد أيدو على المشلعيب وما ختّ بالو من حفرة الدخان الموقده تحتو .. أها المسيكين من طولو داك يقع في الحفرة بردلب .. زول جاب خبرو مافي لامن رجعت ( حمره ) من الجيران ، لقت أحمد ميت جوه الحفره ، وقالت كدي تكورك وتسكّل وتعزي . أها في الوكت داك جَنْ طويرات زرازير .. ركّن فوق الراكوبه .. شافنها تبكي ، قالن لها .. : مالك يا ( حمره قرقدانه ) ؟ . قالت لهن : شِن ( حمره قرقدانه ) أم طمبرة مَلانه .. عقيرب سِلي سلي .. ( أحمد ) وقع مات . أها قامن الطويرات من بكانن داك زعلانات بالحيل علي ( أحمد ) إتنفضن و حتن ريشن عدمنو الريشه .. قعدن جلد ساااااكت ، وفرررررر طارن بي دمعتن ..... ............. : عماد ؟ : آآآي يُمّه .. : نمت ؟ : لأ .. : سمح .. غتّي كريعاتك ديل . ............ أها .. الطويرات ديك منتفات نتيفن داك طارن مشن ركن فوق الشدرات آخر الحلة ، الشدرات إستغربن .. قالن للطويرات : مالكن يا شِنقِرش بلا ريش ؟ قالن لهن : شن شنقيرش بلا ريش .. حمره قرقدانه .. أم طمبرةً ملانه ... عقيرب سلي سلي .. أحمد وقع مات . قالن كدي الشدرات من الزعل علي ( أحمد ) حتن صفقن داك وقفن عود بس .. يابساااات . جَن الغنيمات بعد داك يرعن تحت الشدرات ديك ، شافن الشدر واقف حطب .. قالن لو .. : مالك يا شدرنا حيتتون ؟ قال لهن : شن شدركن حيتتون .. شِنقِرش بلا ريش .. حمره قرقدانه .. أم طمبرةً ملانه .. عقيرب سلي سلي .. أحمد وقع مات . في بكانن داك .. الغنيمات مسكن لك قريناتن ديك ووقعن فيهن كع كع كع .. كسرنهن ما فضلن قرن فيهن من الزعل علي ( أحمد ) , و مشن البحر يشربن . أها البحر شافن مكسرات قريناتن قال لهن : : مالكن يا بنات عِسِّي بلا قرون ؟ قالن لو : شن بنات عسي بلا قرون .. شدرنا حيتتون .. شنقرش بلا ريش .. حمره قرقدانه أم طمبرةً ملانه .. عقيرب سلي سلي .. أحمد وقع مات . البحر من الزعل علي ( أحمد ) قام شرد بقي جديول صغيرووون في النُص هنااااك .. جات البنيه شايله برمتها واردة البحر فيشان تشيل المويه .. لقت البحر شرد مشى هنوووك غادي .. قالت لو : مالك يا بحرنا شيردون ؟ قال لها : شن بحركم شيردون بنات عسي بلا قرون .. شدرنا حيتتون .. شنقرش بلا ريش .. حمره قرقدانه أم طمبرةً ملانه .. عقيرب سلي سلي .. أحمد وقع مات . إنتي يا البنية تشيلي برمتك ديك و من الزعل علي ( أحمد ) كششششش تكسرها .. ........... : عماد ؟ : آآي يُمه . : نمت ؟ : لا لأ .. : نان مالك قاطع الحركة ؟ : ساكت بس ( .. والدفء الشتوي يدغدغني .. ) : سمح . .............. قالت ( أمي الزلال ) : أها .. البنيه رجعت للبيت لقاها أبوها في الدرب .. قال لها : مالك يا بنيتنا كبيرون ؟ قالت لو : شن بنيتكم كبيرون .. برمتنا كيسرون .. بحرنا شيردون .. بنات عسي بلا قرون .. شدرنا حيتتون .. شنقرش بلا ريش .. حمره قرقدانه .. أم طمبرةً ملانه .. عقيرب سلي سلي .. أحمد وقع مات . تقوم يا الراجل تشيلك حجر و تقع في سنيناتك ديك كج كج كج .. كسرن بقاهن نامه ، وقال كدي دخل علي مرتو ، المره شافت الراجل عدمان السنينه قالت لو : : مالك يا راجلنا فليجون ؟ قال لها : - شن راجلكم فليجون بنيتنا كبيرون .. برمتنا كيسرون .. بحرنا شيردون .. بنات عسي بلا قرون .. شدرنا حيتتون .. شنقرش بلا ريش .. حمره قرقدانه .. أم طمبرةً ملانه .. عقيرب سلي سلي .. أحمد وقع مات . أها المره كانت قاعده تفرك في ملاح أخدر .. شالت مفراكتا ديك و ......... ............ : عماد ؟ .. عماد ؟؟؟ ( دفء الشتاء و .. حزن ما .. يصمتانني ) : يا حليلو وليدي , نام المسيكين .. ( ثم ضامةً راحتي يدها متجهةً إلى السماء ) : رقدنا في أمانك وفي ضمانك وركنين من أركانك .. يا رب تغتي علينا و علي وليداتنا و أمة محمد يا حافض يا حفيض , بركة اللانام لا اكل الطعام , بركة الليل الامسى و الأوكات الخمسة , بركة من صلى و قال يا الله , تصبحنا بي خير و علي خير , بي جاه نبيك يا ربي .. آية الكرسي كُرُبْ فينا . |
شكرا يا صاحب علي هذي القراءة فيك يا هذا السفر الإنساني الجميل .. خلينا نفتح السحارة دي .. يمكن ربك رب الخير يمرق لينا منها مسعود خادم المصباح .. بعد ما مرقت نفسنا من أي معجزات تعيد لينا حبة رَشد لحال حالنا المايل . قول يا لطيف ..
مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أوتار طنبور ثلاثة (Re: Emad Abdulla)
|
عماد يا صديقي الفنان .. تعرف يا جميل كلامنا القلناهو امبارح في التلفون هسه بيتأكد لي تماما انو الاحاجي عندها اكتر من نسخه و اكتر من رواية.. هسه الحجوه المبدعه الانت جننتها جن دي برضو من مرويات حبوبتي بتول بابكر .. لكن كانت عن النمير الطمبجاني و زوجتو قرينة أم بشر. و بتتسلسل الحجوه بتيمه مشابهه لحدي ما تصل لحتة : مرتك بعورتو و امي بحجرتو و اختي بخبزتو و قرون بقر ابوي مكوسره و شراك الحوت منوطر و البحر حاش و ناش و شجرة الرقوص لا جريد لا خوص و قرينة ام بشر محلوقة الشعر .. النمير الطمبجاني مات. و بعدها طبعا الزوج بيطلق زوجتو القدت عينا دي حزنا على النمير. دي زي حجوه عرديب ساسو دي في حكمة عدم التحشر بتاعة الغراب الجا يتفرج فرجوهو. بالجد احاجينا محتاجه زول يهتم بيها و يجمعا مواصلة لمجهود ابونا و شيخنا عبد الله الطيب ( طارق جبريل لو جا قال انو لاقاهو و قعد معاو و مسجل ليو برصصو .. كفاية الطيب صالح ياخ ).
| |
|
|
|
|
|
|
|