أبو الطيب .. و من مثل ابي الطيب ؟؟ شاعر العربية الذي لا يجارى .. عبقريها الذي تفاخر به اذا افتخر اقوام ببودليرهم و دافنشيهم .. أحمد بن الحسين الكندي ..
10-27-2008, 09:27 AM
حمور زيادة حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
" ليس بملك و لا أمير و لا قائد و لا صاحب جاه و لكنه فخر العرب و ترجمان حكمتهم و الرجل الفرد الذي نظم في ديوان واحد ما نثرته الحياة في سائر دواوين التجارب و العظات . فكان كلامها كلامه و حقائقها حقائقه و ساغ له ان يحتجن لنفسه ما هو من حصة الناس جميعاً أو حصة العرب من تجارب الحياة و وقائع الايام ، اذا استكثرنا نصيب الانسانية كلها على رجل واحد . فأي كلام أمير منالامراء او عاهل منالعواهل كانت له هذه الرعاية و الصيانة ؟؟ و اي كلمة مسموعة تتخطى الايام و القرون و تسمع من وراء القصر و القبر كما تسمع كلمات المتنبي "
10-27-2008, 09:31 AM
حمور زيادة حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
"و الحق أن العميد ( يعني طه حسين ) رغم علمه و ريادته و نظرته الثاقبة لم يغن كثير غنى في كتابه "مع المتنبي" . ذلك لانه صحب الشاعر على نفور و قلة ود ، كما اعترف هو نفسه . فلا عجب أنه لم يظفر منه بطائل ، فالمتنبي شاعر اما ان تحبه و تتحمس له و اما ان تتركه و شأنه . أحسن النقد ما يكتب عن محبة لأن المحبة تفتح البصيرة و تزيل الحجب التي تقوم بين ما يرمي اليه الشاعر و بين فؤاد المتلقي "
فان كنت كذلك فتعال معي و ان لم تكن كذلك فغفر الله لك
10-27-2008, 09:37 AM
حمور زيادة حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
دالية المتنبي في هجاء كافوراً الاخشيدي حاكم مصر احدى اشهر الهجائيات في الشعر العربي ان لم تكن اشهرها .. و جمالها و حكمتها بينة لمن يحسن تقديرها .. لكننا جيل نشأ في غمرة فوضى الادب و أدب الفوضى كماقال شيخنا محمود محمد شاكر .. فقنعنا من الاشياء بظواهرها .. وغنمنا العجلة و سرعة النظر الى الاشياء .. فكم هاج للقصيدة ذام لها حرمه الله من تأمل حسنها و تدبر جميل معانيها .. و القصيدة عندي - و الله المستعان - احدى اجمل قصائد المتنبي لا يكاد يبلغها عجب و لا تنقضي لها لذة
فان كنت من محبي ابي الطيب او عاشقي الادب العربي فاني اشركك معي في متعة التبحر في معاني القصيدة المعجزة كمعجزات ابي الطيب ..
هات حسن الذوق و سلامة الطوية و اقترب .. فان لأبي الطيب حديثا ماتعاً
10-27-2008, 09:39 AM
حمور زيادة حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد أما الأحبة فالبيداء دونهم فليت دونك بيداً دونها بيد لولا العلى لم تجب بي ما أجوب بها وجناء حرف ولا جرداء قيدود وكان أطيب من سيفي معانقة أشباه رونقه الغيد الأماليد لم يترك الدهر من قلبي ولا كبدي شيئاً تتيمه عين ولا جيد يا ساقيي أخمر في كؤوسكما أم في كؤوسكما هم وتسهيد أصخرة أنا ما لي لا تحركني هذي المدام ولا هذي الأغاريد إذا أردت كميت اللون صافية وجدتها وحبيب النفس مفقود ماذا لقيت من الدنيا وأعجبه أني بما أنا شاك منه محسود أمسيت أروح مثر خازنا ويداً أنا الغني وأموالي المواعيد إني نزلت بكذابين ضيفهم عن القرى وعن الترحال محدود جود الرجال من الأيدي وجودهم من اللسان فلا كانوا ولا الجود ما يقبض الموت نفساً من نفوسهم إلا وفي يده من نتنها عود أكلما اغتال عبد السوء سيده أو خانه فله في مصر تمهيد صار الخصي إمام الآبقين بها فالحر مستعبد والعبد معبود نامت نواطير مصر عن ثعالبها فقد بشمن وما تفنى العناقيد العبد ليس لحر صالح بأخ لو أنه في ثياب الحر مولود لا تشتر العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد ما كنت أحسبني أحيا إلى زمن يسيء بي فيه عبد وهو محمود ولا توهمت أن الناس قد فقدوا وأن مثل أبي البيضاء موجود وأن ذا الأسود المثقوب مشفره تطيعه ذي العضاريط الرعاديد جوعان يأكل من زادي ويمسكني لكي يقال عظيم القدر مقصود ويلمها خطة ويلم قابلها لمثلها خلق المهرية القود وعندها لذ طعم الموت شاربه إن المنية عند الذل قنديد من علم الأسود المخصي مكرمة أقومه البيض أم آباؤه الصيد أم أذنه في يد النخاس دامية أم قدره وهو بالفلسين مردود أولى اللئام كويفير بمعذرة في كل لؤم وبعض العذر تفنيد وذاك أن الفحول البيض عاجزة عن الجميل فكيف الخصيةالسود
10-27-2008, 09:47 AM
حمور زيادة حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
Quote: عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد أما الأحبة فالبيداء دونهم فليت دونك بيداً دونها بيد
قوله عيد خبر لمبتدأ محذوف .. و الجملة هذا عيد .. عبارة تنبيه افتتاحية ينبه بها السامع في اشارة لليوم الذي هم فيه ثم يقول مخاطباً العيد : بأي حال عدت ايها العيد ؟ ابحالك القديم ام حدث فيك أمر جديد ؟ و العيد لغة هو اليوم الذي يعود.. و هو ما يعاودك من هم او غيره .. و لفظ العيدان في الاسلام للاضحية و الفطر .. و القصيدة قيلت في عيد الاضحية
و قوله بيد هو جمع بيداء و هي الفلاة و الارض الخلاء .. و هو هنا يخبر العيد متشكيا انه لم يسر لقدومه لأنه يتأسف على احبته .. فيتمنى ان يكون حاله مع العيد كحاله مع الاحبة البعيدين فهو يقول له باي شئ اسر بك و الاحبة بعيدون فلا هلا بمقدمك و لا مرحبا و ليت بيني و بينك ضعف ما بيني و الاحبة
10-27-2008, 09:55 AM
حمور زيادة حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
Quote: لولا العلى لم تجب بي ما أجوب بها وجناء حرف ولا جرداء قيدود وكان أطيب من سيفي معانقة أشباه رونقه الغيد الأماليد لم يترك الدهر من قلبي ولا كبدي شيئاً تتيمه عين ولا جيد
ثم يبرز لنا ابو الطيب بشخصه و طبيعته هنا فيقول لولا حبي للسيادة و تطلعي الى العلا لما ركبت فرسا و لا قطعت ارضا و لكنت هانئا قانعا في نعيم العيش
و قوله تجوب اي تقطع و اجوب اي اقطع و الوجناء هي الناقة عظيمة الوجنات و الحرف الناقة الظامرة و الجرداء الفرس اجرد الشعر قصيره و القيدود اي الطويلة
و يقول ان اطيب ( اي خير و انعم ) من مضاجعة سيفه مضاجة النساء الحسان اللائي يشبهن سيفه في بياضهن و نقائهن ( اشباه رونقه ) و الغيد جمع غيداء و هي المرأة الناعمة و كذلك الاملود
فانظر رعاك لله لجمال التشبيه و جذالة اللفظ في هذا البيت
ثم يؤكد لنا بؤسه بقوله ان الزمان لم يترك في قلبه شيئأ يتيمه ( و هو تذلل الحب ) عين حوراء و لا عنق حسناء هذا رجل فارق الغزل و حب النساء لأن همته في ما هو ارفع من ذلك
10-27-2008, 10:11 AM
حمور زيادة حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
Quote: يا ساقيي أخمر في كؤوسكما أم في كؤوسكما هم وتسهيد أصخرة أنا ما لي لا تحركني هذي المدام ولا هذي الأغاريد إذا أردت كميت اللون صافية وجدتها وحبيب النفس مفقود
ثم على طريقة الشعراء الجاهليين يخاطب المتنبي صاحبيه و هما هنا ساقيين يسقيانه خمرا فيسألهما متعجبا .. أهذا الذي تسقياني خمر ينبغي ان يزيل الهم و يفرح النفس ؟ام هو هم وسهر ؟ و من احوال الخمر - ان كنت جاهلا - انها تذهل المرء عن شأنه .. و من لطيف ما قيل فيها ما رواه الاصفهاني في اغانيه عن امرأة من البادية سقاها شبان من الكوفة شيئاً من نبيذ ( و هو اخف من الخمر و اصفى ) فذهلت و سألتهم: ايشرب نساؤكم من هذا ؟ فقالوا نعم قالت : زنين و رب الكعبة و الله ما فيكم من يعرف اباه فالمتنبي يتعجب اهو صخر ام بشر ؟ كيف لا تؤثر فيه و تحركه ( و في رواية : تغيرني ) الخمر و لا الاغاني
و ما هذا الا لغلبة الهم عليه و بؤس حاله في نفسه المتطلعة الى العلا الذي يراوغه ثم يعود يشكو بعد احبته عنه فيقول انه وجد لذة العيش و الخمر الجيد لكنه لم يجد حبيب النفس
هل ورى المتنبي هنا عن اطماعه في الرئاسة بجعلها حبيبة غائبة ؟
10-27-2008, 10:21 AM
حمور زيادة حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
Quote: ماذا لقيت من الدنيا وأعجبه أني بما أنا شاك منه محسود
و هذا بيت معجز نسيج وحده جمع القول فأوجز يصور ابو الطيب هنا حاله مع غيره من الشعراء في مدخل هادئ الى حاله مع كافور
فيبدأ بالسؤال الذي هو تساؤل .. ماذا لقيت من هذه الدنيا يا ابا الطيب ؟ ثم يواصل ان اعجب ما لقي في هذه الدنيا هو ان ما يبكيه و يحزنه انما هو ذات ما يحسده عليه الناس يعني مكانته من كافور فهو هنا يبدأ القول في كافور باشارة هامة ان الامور ليست كظواهرها و ان حاله مع كافور ليس كما يظنه الناس و يحسدونه عليه
وللحسد في حياة ابي الطيب مكانة عالية تأمل دلالتها في تسمية ابنه محسد يقول العملاق العقاد عن هذه التمسية :
" فيدلنا ذلك على ما لقيه الرجل من محنة الحسد و نكاية المنافسين و انه قد اصابة من هذا الاذى ما لم يصب احداً من الشعراء "
10-27-2008, 10:31 AM
حمور زيادة حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
Quote: أمسيت أروح مثر خازنا ويداً أنا الغني وأموالي المواعيد إني نزلت بكذابين ضيفهم عن القرى وعن الترحال محدود جود الرجال من الأيدي وجودهم من اللسان فلا كانوا ولا الجود
ثم بعد أن نبهنا ابو الطيب الى ان حاله مع كافور في حقيقته لا كما يظن الحاسدون - لا جعلك الله منهم - شرع يكشف لنا ما استتر عنا في قصر الفسطاط
يصف لنا حاله بأنه عند كافور كان اكثر ثري راحة في يده و خازنه فهو يسخر بقوله انه مثر و يبين ان يده كانت في راحة اذ لا تتلقى اموالا و خازنه ( اي حافظ امواله ) كان مرتاحا ايضا اذ لا خزن و لا حساب قوله : أروح أي اكثرهم راحة .. لا بمعنى اذهب كما يظن كثيرون
ثم يبين لنا غناه فيقول انه الغني لكن امواله هي الوعود لا اكثر تأمل بلاغة هذا العجز وروعته : أنا الغني و اموالي المواعيدُ .. هل يحتاج هذا الكلام الى زيادة ؟
ثم يصف لنا حال مضيفه كافور فيشببه بالمضيف الكذاب الذي لا يقري ( اي يطعم و يضيف ) ضيفه و لا يسمح له بالانتقال الى غيره ليأكل و يطعم و هؤلاء الكذابين جودهم من السنتهم فيدعوا عليهم ان كان هذا هو الجود فلا كانوا و لا كان الجود
و في هذا الكلام يعتذر ابو الطيب عن بقائه لدى كافور لأنه كان يحبسه فلم يتسنى له ان يفارقه باختياره .. و يؤكد قوله ان كافوراً ارسل خلفهالحرس ليمسكوه حين علم بهروبه من مصر فأي مضيف هذا ؟
10-27-2008, 10:44 AM
حمور زيادة حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
Quote: ما يقبض الموت نفساً من نفوسهم إلا وفي يده من نتنها عود أكلما اغتال عبد السوء سيده أو خانه فله في مصر تمهيد
ثم يلتفت الى مضيقه كافور فيشنع عليه ويهجوه و حاشيته .. فيقول ان الموت لا يقبض نفسا من نفوس مضيفيه في الفسطاط الا بعود يتناول بها الروح من بعيد لأن نفوسهم قذرة يستقذرها حتى الموت ان يمسها و هذا لعمري اشنع هجاء يمكن ان يقال .. نفس قذرة يتقزز منها الموت فان قبضها تناولها بعود لله ما كان يملك هذا الرجل من خيال .. هذا معنى لا يتاتى الا لفحول الرجال و قلة هم
ثم يتساءل ابو الطيب سؤال المستنكر هل كلما قتل عبد سيده او خانه يكون له ملك مصر ؟ و هو هنا يشير الى تاريخ طويل في مصر غلب عليهافي فترة بانقضاض العبيد او الخدم على الامراء او الملوك و قتلهم في مؤامرات عدة فلميكن كافور اولهم
10-27-2008, 10:55 AM
حمور زيادة حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
Quote: صار الخصي إمام الآبقين بها فالحر مستعبد والعبد معبود نامت نواطير مصر عن ثعالبها فقد بشمن وما تفنى العناقيد
و يتعجب ابو الطيب من حال كافور الخائن لسيده فهو خصي يجمع حوله العبيد امثاله و يستعبد الاحرار ثم يبدأ دق اسفينا ناعما سيتكرر في القصيدة بقوله : نامت نواطير مصر .. الخ والناطور هو الحارس و جمعه نواطير و بشمن اي شبعن و نفرت نفوسهم من الطعام فهويقول ان حراس مصر غفلوا فدخلت الثعالب الى حدائقها فاكلت حتى شبعت و نفرت عن الاكل لكن كل ما فعلته لم يكمل عنب البستان و لازال به خير و فضل هل قوله هذا تحريض لسيف الدولة او دولة الخلافة او امير مصر الاخشيدي ؟ الارجح انه تحريض للاخشيدي ان يهب و ينزع الملك عن كافور لانه خاطبه بعد ذلك
اما كافور فاني اتيك بخبره
10-27-2008, 10:59 AM
حمور زيادة حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
كافور هو ابو المسك الاخشيدي كان عبدا للاخشيد محمد بن طغج ولما مات سيده الاخشيد حاكم مصر قام ابناه الصغيران محله و كان الوصي عليهما و القائم بامر المملكة غلبون المغربي فقتله كافور و استولى على الوصاية مكانه و حين قدم المتنبي على كافور سائرا من لدى صاحبه سيف الدولة اشترط المتنبي على كافور ان لا ينشده قائما كعادة الشعراء و كان قدوم المتنبي على كافور صعبا على نفسه اضطر اليه اضطرارا و حسبك منه استهلاله لمدح كافوراً بقوله : كفى بك داءا ان اترى الموت شافيا و حسب المنايا ان يكن امانيا و كان كافور فاتكا بخيلا صغير النفس رفع ذكره ابو الطيب حين مدحه ثم سلح عليه حين فارقه و لولا قصائد المتنبي لما عرف لكافور حساً و لا ركزا
10-27-2008, 12:20 PM
حمور زيادة حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
Quote: العبد ليس لحر صالح بأخ لو أنه في ثياب الحر مولود لا تشتر العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد
يقول ابوالطيب ان العبد لا يصلح ان يكون مأمونا من جانب الحر لاختلاف اخلاقهما .. و ذلك لتلبسه باخلاق العبيد و ما فيها من خسة و ذلة حتى لو كان هذا العبد مولودا للحر المذكور سالفا في بيته و تربى تحت يده و هذا اغراء من المتنبي للاخشيد بعبده كافور ان لا يثق فيه فان مؤاخاة الحر للعبد لا تصح عنده ثم يعقب القول بحكمة سارت بها الركبان على عمومها و هي في اصلها وصاة للاخشيد ان العبد ( و الاشارة لكافور ) لا يصلح معه اللين اذ هو سئ الاخلاق و لا يصلح الا على الضرب والهوان و لا شك ان البيت الاخير ابن زمانه و يخالف وصاة الني صلى الله عليه و سلم بالرقيق حين يقول : هم اخوانكم جعلهم الله بايديكم فاطعموهم مما تطعمون و البسوهم مما تلبسون . لكن المتنبي يوصي الاخشيد بالشدة مع عبده و ان لا يلين له اذ ينبهه قبل ذالك انه اكل مال مصر حتى اتخم و هو يصانعه بالود و هو ود لا يصح اذ لا يكون العبد اخا لحر ابدا لاختلاف اخلاقهما
و تكرار المتنبي للفظة العبد اوجاع و اغاظة لكافور اذ يذكره انه مهما لبس من طيلسان ملك و ارتفع فهو عبد خائن لسيده
10-27-2008, 12:28 PM
حمور زيادة حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
Quote: ما كنت أحسبني أحيا إلى زمن يسيء بي فيه عبد وهو محمود ولا توهمت أن الناس قد فقدوا وأن مثل أبي البيضاء موجود وأن ذا الأسود المثقوب مشفره تطيعه ذي العضاريط الرعاديد
ثم يستعمل ابو الطيب المقدمة التي اوحى بها سابقا في رجوع لطيف فقد كان اخبرنا في اول القصيدة انه يتشكى من زمانه و عيده .. و هنا يرجع للتضمين ليشرحه انه زمن يسئ اليه فيه و هو من هو من شرار الناس و انا لا استطيع ان ارد عليه اساءته بل اضطر لحمده و لا اقدر على بث شكوى ثم يسخر من كافور بانه لم يظن ان الكرام قد ماتوا و يبقى بعدهم من هو مثل كافور الا بعد ان رأه و لم يتخيل ان يرى يوما عبدا خائن لسيده تطيعه جنود مثله جبنا و خسة
و العضاريط جمع عضروط و هو من يخدم الناس ببطنه و الرعاديد جمع رعديد و هو الجبان
و ابو الطيب هنا يهجو كافور و اتباعه و خاصته فلم يبق لهم
10-27-2008, 12:37 PM
حمور زيادة حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
Quote: حمور قريبي مسكاقمي جميل ورائع ما تقدمه ياريت لو اوضحت لماذا هجا المتنبي كافور ( سبب كتابة هذه القصدية الدالية ) ولك ودي
حمزاوي..
ربما اعود بعد نهاية القصيدة الجميلة الى الحديث عن علاقة المتنبي بكافور او ربما اعود بموضوع منفصل عنها اوربما اعود لاتحدث عن المتنبي الذي لم يدع النبوة قط لكنهم كذبوا عليه
الاحتمالات الثلاثة قائمة و لن اترك احدها .. لك الود
شكرا على المرور
10-27-2008, 08:08 PM
حمور زيادة حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
Quote: جوعان يأكل من زادي ويمسكني لكي يقال عظيم القدر مقصود إن امرأ أمة حبلى تدبره لمستضام سخين العين مفئودُ
ثم يصف ابو الطيب حال كافور الذي هو تابع للعجب من كونه اميرا تطيعه الجنود فهو جوعان يأكل من زاد ضيفه يقول الواحدي في شرح ديوان المتنبي ان ابا الطيب كان مقيما عند كافور يأكل من مال نفسه و لم يعطه كافور شيئا و تابعه العكبري على هذا و اورد البرقوقي للبيت معنى اخر ان المتنبي ورد على كافور بهدايا و لم يكافئه كافور عليها
و لكني اظن _ و الله المستعان _ ان المعنى ينصرف عن الزاد الحسي فزاد المتنبي هو الشعر و المدح و هو يتسق مع قوله بعد ذلك " لكي يقال عظيم القدر مقصود " فالمتنبي يبدأ البيت بشتم كافور انه جوعان اي محتاج متلهف الى المزيد ثم يعرض باشعاره ان كافور الجوعان يعلو و يفخر بمدائح المتنبي و قصائده و يحبسه عنده كي يظن الناس انه امير عظيم يقصده الشعراء لينالوا عطائه
ثم يؤكد المتنبي ما عرض به للاخشيد من قبل فيصف كافور بالمرأة الحبلى و ذلك لأنه كان خصيا عظيم البطن فيقول للامير الاخشيد ان شخصاتحكم امره جارية حبلى لهو شخص مستضام ( اي ذليل )سخين العين ( اي حزين بمعنى حق عليه ان يحزن ) مفئود (اي موجوع القلب )
و قد جمع المتنبي باعجازه في عجز هذا البيت بلايا كثيرة لتحريض الاخشيد
10-28-2008, 07:47 AM
حمور زيادة حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
Quote: ويلمها خطة ويلم قابلها لمثلها خلق المهرية القود وعندها لذ طعم الموت شاربه إن المنية عند الذل قنديد
فلما اوضح المتنبي ان كافورا حاله ما حاله و ان من يرضى بان يقوم على امره كافور هو شخص ذليل حزين موجوع الفؤاد يستحق الرثاء وقف ينوح على هذه الحالة .. قوله : ويلمها اي وي لامها كلمةتعجب و الخطة الشأن و المهرية القود نوع جيد من الابل تفخر به العرب
يقول المتنبي ما اعجب هذه الحاله و ما اعجب من يقبلها و انما خلقت الابل الجياد للفرار من امثال هؤلاء و هو هنا يغري الاخشيد و يبرئ نفسه فهو يقول للاخشيد ان كنت لابد فاعلا ففر بنفسك و لا ترضى بان يتولى امرك كافور و هذا اغراء قوي فكيف يفر الامير و يترك ملك ابيه ؟ و يعرض بفراره هو انه الامر الواجب المستحب لله ما ابلغ هذا الرجل و احسن نظمه
ثم يؤكد ان حالة كهذه انماالموت خير منها و ان الموت بديلا عن الذل لهو قنديد اي عصير العنب ما احلى هذه الحكمة و اخفها ان المنية عند الذل قنديد
10-28-2008, 08:02 AM
حمور زيادة حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
Quote: من علم الأسود المخصي مكرمة أقومه البيض أم آباؤه الصيد أم أذنه في يد النخاس دامية أم قدره وهو بالفلسين مردود
ثم يباشر التعجب من حال كافور و يتساءل من اين لكافور و هو عبد خصي بالمكارم ؟ و يسخر متساءلا : اتعلمها من قومه الكرام ام اباءه الملوك ؟ و البيض اي الكرام لا بياض اللون فتنبه و الصيد اي الملوك فالمتنبي يسخر من كافور انه لا حسب له و لا نسب انما هو عبد خصي مملوك فمن اين له ان يرث الكرم و المكارم ؟ امن اباء ملوك ام من قوم كرام ؟ ام تعلم المكارم من تجاربه في الحياة ؟ ما هي التجارب ؟ يعرضها لك المتنبي بسخرية انها بيعه في سوق الرقيق و خسته هناك حتى لو زيد علي ثمنه فلسين اثنين فقط لرده المشتري لأستكثارها عليه
10-28-2008, 08:19 AM
حمور زيادة حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
Quote: أولى اللئام كويفير بمعذرة في كل لؤم وبعض العذر تفنيد وذاك أن الفحول البيض عاجزة عن الجميل فكيف الخصيةالسود
و بسخريته المريرة يعتذر ابو الطيب عن فعائل كافور بما ليس بعذر انه يجتر كل معاناته السابقه يقول ابو الطيب ان احق لئيم بالعذر هو كافور .. و يصغره فيقول كويفير .. و للمتنبي بالتصغير ولع و لو لم يصغر في قصيدةلمات كمدا كان اول من تنبه لهذا ابو العلاء المعري في رسالة الغفران فقال " و هو طبع عنده " يعني التصغير لكنه يعود فيقول لنا ان بعض الاعذار لوم و هجاء اما العذر فهو ان الفعل الجميل يعجز عنه الملوك العظام البيض فكيف يقدر عليه عبد أسود و هذا هجاء لكل الملوك الذين نزل عليهم ابو الطيب و تعريض بهم
10-28-2008, 08:25 AM
حمور زيادة حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد أما الأحبة فالبيداء دونهم فليت دونك بيداً دونها بيد
و انظر :
لولا العلى لم تجب بي ما أجوب بها وجناء حرف ولا جرداء قيدود وكان أطيب من سيفي معانقة أشباه رونقه الغيد الأماليد لم يترك الدهر من قلبي ولا كبدي شيئاً تتيمه عين ولا جيد يا ساقيي أخمر في كؤوسكما أم في كؤوسكما هم وتسهيد أصخرة أنا ما لي لا تحركني هذي المدام ولا هذي الأغاريد
و تأمل :
ماذا لقيت من الدنيا وأعجبه أني بما أنا شاك منه محسود
و تفكر :
ما يقبض الموت نفساً من نفوسهم إلا وفي يده من نتنها عود
و تعجب من كل بيت في هذه القصيدة فانه لا تنقضي لذته و لا تفنى عجائبه
10-28-2008, 08:35 AM
حمور زيادة حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
قديما نقموا على المتنبي هجاء مصر غضب اقوام ان يهجو المتنبي ارض الكنانة و حاكمها و شتموا المتنبي و اقذعواالغضب التاريخي فهل كان المتنبي متجنيا ؟ يقول شيخنا محمود محمد شاكر ( و هو مصري ان لم تعلم ) :
"و قد ذكر ابو الطيب عيوبا لا تزال متأصلة فيمصر ، و لا خير في الغضب من ذكرها ، بل الخير كل الخير في معرفتها و التنبه لها و العمل على اصلاحها . و الحقيقة التي لا تجحد أن أبا الطيب قد نفذ ببصيرته الى ما كان يسل مصر و يقتلها من الخلق الفاسد " .
لك الله يا شيخنا المحمود .. ما اعدلك و انصفك و يخلص شيخنا للقول :
"الغضب التاريخي لا محل له و لا وجه ، الا القصور في معرفة التاريخ "
10-28-2008, 08:42 AM
حمور زيادة حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
ثم نقم اقوام على المتنبي انه وصف كافورا بالعبودية و كرر قولة العبد في انحاء القصيدة و لم يفكر احد هل كان كافور حقا عبدا ام ان المتنبي استعبده ؟ كان كافور عبدا للاخشيد قبل ان يرد المتنبي مصر و العبودية حالة و وضع اجتماعي يعلو حينا و يهبط حينا لكنه دوما مرزول مذموم فهذا بلال الاسود الحبشي كان عبدا و صهيب الرومي العربي الاصل نزيل الروم كان عبدا و زيد بن حارثة العربي كان عبدا بل فضل العبودية على الحرية(!!!) و ام ايمن كانت امة
فعلام نلوم المتنبي على وضع كان موجودا في كل العالم قبل ان يولد ابو الطيب بالاف السنين و استمر بعد وفاته بالاف السنين ؟ ألم يثر العبيد في روما قبل الميلاد ؟ ألم يفر العبيد من الجنوب الامريكي الى الشمال ابان الحرب الاهلية ؟ فعلام يلام ابو الطيب لأنه قال لعبد يا عبد ؟
كافور كان عبدا و طبقة العبيد في كل مجتمع تأتي في درجة دنية .. حقيقة لا جدوى من ان ننكرها
10-28-2008, 08:54 AM
حمور زيادة حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
و نقم اخرون على ابي الطيب انه مدح كافورا ثم هجاه و عدوه نفاقا و حاشا المتنبي ان يكون منافقا كان المتنبي معتزا بنفسه فخورا متكبرا يخاطب الملوك مخاطبة الانداد و لا ينشدهم الا جالسا و كان الملوك يتسابقون اليه يطلبون وده و كان كافور يسأل عنه و يرسل اليه و يستزيره و المتنبي لا يجيب افيكون من هذا حاله منافقا ؟
كان المتنبي شهيرا بما يكفيه شر النفاق يهجو و يمدح بما يراه و لو كانمنافقا لما مات مقتولا من قصيدة هجاء قالها انه الذي يقول عن نفسه : انا الذي نظر الاعمى الى ادبي و اسمعت كلماتي من به صمم ايكون مثل هذا منافقا ؟
اما انه مدح كافورا فنعم مدحه و هو مقبل عليه فمدحه بخصال عامة في الملك و هي الجود و الكرم و ما شابه و ان كان لم ينس ان يحزن على فراق سيف الدولة فقال في مطلع القصيدة : كفى بك داء ان ترى الموت شافيا و حسب المنايا ان يكن امانيا فالموت هو القدوم على غير سيف الدولة
ثم خبر المتنبي الرجل و عرف خصاله و عاينها فنفر منه و قلاه اترى لو بقى المتنبي في كنف كافور على الضيم و البغضاء اكان وفيا مخلصا ؟ كلا بل هو النفاق لو نافق المتنبي لبقى لدى كافور يشعر و يمدح لكنه قلاه ففر فاين النفاق ؟
10-28-2008, 09:02 AM
حمور زيادة حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
"أفكان يضيرهم ( يعني العرب ) أن ينقص ملوكهم ملكا او يحذف من سجل فرسانهم اسم فارس ؟ كلا و لكن قد كان يضر ادابهم - و لا جدال - ان سقط من بينها ديوان المتنبي و ان ينقص من عدد شعرائهم هذا الشاعر العظيم القليل النظير "
كان المتنبي عظيما لكن اعداءه لم يغفروا له عظمته يقول البروفيسور عبد الله الطيب : " و لكن اعداءه ما تعلموا ان يكبروا قدره و يغفروا له عبقريته فقتلوه "
ليس هم وحدهم يا سيدي من لم يكبروا قدره و لا غفروا له عبقريته
فطه حسين ايضا لم يفعل و من قرأه على عجل و ظنه مجرد مداح هجاء لم يفعل و من بغضه لا لشئ الا لشهرته لم يفعل
رحمك الله سيدنا المتنبي فقد كنت امة وحدك
10-28-2008, 09:05 AM
حمور زيادة حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
حمور زيادة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست