|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: حمور زيادة)
|
[1] كان أبو أمامة النابغة الذبياني تُضرب له قبة من أدم بسوق عكاظ يجتمع إليه فيها الشعراء ، فدخل إليه حسان بن ثابت و عنده الأعشى و قد أنشده شعره ، وأنشدته الخنساء قولها : قذى بعينك أم عُوّارُ أَم ذرّفَتْ إذ خَلتْ من أهلهِا الدارُ حتى انتهت إلى قولها : وإنّ صَخْراً لتأتمُّ الهُداةُ به كأنه علمٌ في رأسه نارُ وإن صَخْراً لمَوْلانا و سِّيدُنا وإن صَخْراً إذا نَشْتُو لنحّارُ فقال: لولا أن أبا بصير (يعني الأعمش ) أنشدني قبلكِ لقلتُ إنكِ أشعرُ الناس. أنتِ و اللهِ أشعرُ من كل أنثى! قالت: و الله و من كل رجل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: حمور زيادة)
|
[2] كنتُ قد فكّرتُ أن أُسمّي هذه المقالات "د.ناهد محمد الحسن في شعر الدوبيت" ، و ذلك لأسباب عدة جعلتني أظنه حَسَناً مَرضِياً، ثم إني نكصتُ خَشية تشخيصٍ للأمرِ يُخرِجه عن المقصود و يُبديه كنزالٍ مُتطاولٍ من جانبي لمقام الكاتبة الفَذّة د. ناهد محمد الحسن. خَشيتي هذه لا تنفي ما تبادر لذهنك – أيها الفَطِن – أن الطرف الآخر من هذه المقالات تقوم عليه د.ناهد محمد الحسن. و الحق أني إن ذهبْتُ أستعرض لك الأسبابَ التي جعلتني أفكر في العنْوَنةِ باسم د. ناهد لبدت لك أوجه و أليق بالمقام من أسباب نكوصي. لكني أرجو أن لا تُحْوِجَني لذلك خشية الأملال و الخروج عن المقصود، و لنتفق أن لهذه المقالات عُنواناً علنياً هو ما قرأتَه مرفوعاً أعلاه، و عنواناً مضمراً خفياً، هو أليق، لكنه كالسرِ بيني و بينك.. هو : "د. ناهد محمد الحسن في شعر الدوبيت"
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: حمور زيادة)
|
[3] على ثلاثِ حلقاتٍ و أربعةَ أسابيعٍ كَتبت د. ناهد محمد الحسن بصحيفة "أجراس الحرية" مقالاً مُسلسلاً بعنوان " المرأة في شعر الدوبيت" ( 28 سبتمبر- 12 أكتوبر – 19 أكتوبر/2009). و لمّا كانت د. ناهد قد بدأت مقالها بذكر جذور ما كتبت و دوافعها الشخصية فقالت : " بدت فكرة هذا المقال عقب الدعوة التي وجّهها لي الإخوة والأخوات بنادي الشعر لحضور تجربة شعراء الدوبيت الشباب.. وفي الليلة المعنية كنت نهباً لأحاسيس مختلفة وأنا أسمع الأشعار التي تضجّ بشاعرية أبناء البطانة الغضّة.. يحلو للرجال أن يصفوا هذا الإحساس بشيء له علاقة بشعر الجلد الذي يقف لدينا علمياً في أقصى حالات التوتر و الإثارة الحسية. أمّا أنا فكنت كما يقال مشدودة بين وترين قابلة للترنيم والشجن .. ولكن.. بعد كل هذه السنوات التي تبلور لدينا فيها الحس الحقوقي كانت بعض العبارات الشوفينية تنشز تناغم الليلة عندي.. وقد وضح لي في تلك الليلة إنّ الطفرات الدوبيتية الفكرية التي ابتدرها العبادي و القدال وغيرهما لم تبارح أناشيد النخب الثورية وما زال شعراء البطانة الشباب أسيري الأدوار التقليدية للمسادير التي تتراوح بين الطبيعة والصيد والغزل الحسي للمرأة والشجاعة والفروسية والفخر والحيوان وغيرها. لذلك استجبت لاستفزاز ذلك الحوار الشعري(المجادعات) التي ابتدرها معي الأستاذ الشاعر محمد الحسن، صاحب (مسدار القشّاش) الذي يقارب الثلاثة آلاف بيت – أي قريبا جدا من الإلياذة لهوميروس - والفتى تخرّج من جامعتين ويحضر في اثنين ماجستير في ذات الوقت واختلط شعره بالقيم الحداثوية وان ظل رهين التقليدية في بعض مناحي شعره بالذات التي لها علاقة بقيم الحرارة والنسب الأصيل والجمال العروبي التقاطيع و الإفتخار بالنسب والأجداد مما شكل مادة شعرية للحوار بيننا.. وما سأسرده هنا لا أدّعي أنّه تجربة دوبيتية ناضجة بقدر ما انّها محاولة ضرورية لإيضاح إمكانية مغادرة هذا النوع من الشعر الراقي محطّاته التقليدية.. وستكون هذه المجادعات بدايات لحوار طويل حول صورة المرأة في شعر الدوبيت.. أرسل لي الأستاذ محمد الحسن تحية خاصّة على شكل : في الأفرنجي تنضم وفوق فصيحة ودارج وفي علم النفوس دكتورة شابّة مدارج الكطع العشم في الزايلة والمدّارج كايس لي طريقة تبقى ليها مدارج. وقد أرفق هذا المربّع بقوله إن طقوس الدوبيت تفرض الرد عليها شعراً مما شكل تحدياً حقيقياً لدي. فأجبته بقولي: مرسالك وصل فرّح قليبي و طايب برّد للجروح خفّف عليّ مصايب من ميتة أخوي باقيالي دبرة غارب دواي في همّي قصّر في الوجعة طبّك غالب بين قولي وكلامك الليلة مانا حبايب عيبة أكان نقول العين تقاصد الحاجب! ومن هنا اختلفت روح المجادعة بيني وبين محمد الحسن، حيث مال الشاب لاستعمال لغته الخاصّة في الشكر والتي رأيتها رغم انفتاحي وتقديري لانفلات الشعر صاخبة و متحررة وهي ما دفعتني للعمل بجدّية في تعديل صورة المرأة في شعر الدوبيت. قال محمد الحسن، مادحاً: ضقته مسرّج القشّاش يخب عنّافي وضقته محكّر النّضم أبتمانية قوافي ضقته مواقل أبكفلا نهيدو يلافي علاّ فقدتك الناهدة ولقيتك مافي! لا شك إنّ هذه اللحظة كانت حاسمة جدّا لدي من حيث انّها استخدمت اسمي بشكل مجازي لا يمكن تجاهله ". ( أجراس الحرية 28 سبتمبر 2009 ). تبسّط د.ناهد القصصي في إشراك القارئ في كل هذه الأحداث و الشعر الجميل و ما نتج عنه من خلاصة رغبة د. ناهد في " العمل بجدية في تعديل صورة المرأة في شعر الدوبيت " ، هذا التبسط جعلني أجِدُ نُدْحَاً أن أطيل عليك بذِكر جذور مقالي و دوافعي الشخصية. أما الجذور فهي – رعاكَ الله – متابعتي القديمة لما تكتبَه د. ناهد من لدُن "المحاربات " حتى "حكايتهن .. حكايتي ". و قد رسّخَت هذه المتابعة عندي إعجاباً غيرَ قليلٍ بطريقة عرض د. ناهد لفكرها و رأيها. فهي تتلطف في تنضيد عباراتها و إكسابها بهاء الأدب و طلاوة البلاغة فتخرج إليك رافلة في ثوبٍ قشيب يناسب لبوسه كل حالةٍ. فإن أردت قتالاً فمنطقها يضع لامة الحرب، و إن شئت سجالاً فهو يتَشِح بُرْدَيّ الخطابة، و إن طلبت مسامرة فهو متكئ على طنافس المجالس. فكُنتَ تجدُني و أنا أختلف معها – في الغالب – أنتشي طرباً من تلكم البراعة و الألق في عرض قولها. و إنّ مِن البيانِِ لسحراً. و العرض الحَسن الجاذب غاية في ذاته. فأنت – إن كنت من غواةِ الشعر و هواته – تطرب لقولِ جرير يهجو تَيماً و يفخر عليهم بتَميم: إنّا إذا مَعشَرٌ كَشّت بِكَارَتُهُم صُلنَا بأصْيَدَ سامٍ غيرِ معكُوسِ فهو يُطرِبُكَ و إن لم تعنيك تَيم أو تهمّك تميم. و أنت لاشك واجد لذة و مأخوذ بهجاءِ أبي الطيب كافوراً: مِن كلّ رِخْوِ وِكاءِ البَطْنِ مُنْفَتقٍ لا في الرجالِ و لا النِّسوانِ مَعْدُودُ فأنت تلتذُّ له و إن كنت تكره هجاءه رِق كافورٍ، إن كُنت من العجلين القالين لأبي الطيب، و تؤخذ بحُسنِه و إن كنت ترفض تضمين النسوان، إن كنت مصابا بـ "الجندر ". و قد كان يجول بخاطري دوماً أن لو جرؤت فقلت لذات الحديث المصفوف المُنَضّى د. ناهد بعض ما ترى في شأن المرأة في اللغة. لكني كنتُ أرجع فأستغفر الله و أقول إنما عندي بضاعة مزجاة و د. ناهد لديها مَيْرة مصر. و أزجر نفسي أن العين لا تعلو حاجبا، عرفتَ فالزم. حتى كان من قدر الله ما يأتيك الحديث عنه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: حمور زيادة)
|
[4] أمّا الدوافع فهي تعود إلى ليلةٍ رمضانية ضمتني – في بيتِ فنونِ الصديق طارق الأمين ببحري – بالأخ عمر عُشاري مشرف المسئولية الاجتماعية لمجموعة شركات دال. و بعد أحاديث متشعبة قصير بعضها و بعضها طويل دعاني الأخ عُشاري لحضورِ "عشاءٍ ثقافيّ " بمنزله العامر. و لا تحسب قولي " منزله العامر " جرياً وراء معتاد القولِ أو مكرور الكلام. إنما هو وصفٌ مستحق لمنزل الأخ عُشاري الذي وجدته عامراً بالمثقفين و الفنانين و الأصدقاء و غرائب الطعام. خاطبت د. ناهد الحضور عن شعر الدوبيت و جماله، ثم عرجت لائمةً صورة المرأة فيه ذامّة لها. تلكم الصورة التي تريد أن تعمل بجدية لتغييرها. عقّب عليها أستاذنا الشاعر محمد طه القدّال، و أ.د. كامل إبراهيم حسن. ثم لعلّي استفزني دفء لقاء مضيفنا عُشاري أو أغوتني أشعار الدوبيت التي ألقاها علينا الشاعر محمد الحسن و الشاعر محمد الأمين فإذا بي أقف معقباً بين يديّ الأجلّةِ الأساطين. و إذا بي – و يا للدهشة – أرد على كلام د. ناهد بنقد حاد – كما وصفته هي بعد ذلك – و الله المستعان. بعدها رأت د. ناهد أن تنقل تفاصيل ما قيل و رأيها في زاويتها " حكايتهن .. حكايتي " في صحيفة "أجراس الحرية" بعنوان "المرأة في شعر الدوبيت". و قد عَرضت لاسمي غير ما مرة – سامحها الله – في مقالها بحسبان أني صاحب رأي مخالف ترد عليه. فإنه لمّا كان ذلك كذلك تركتُ زجر طيري و استقسام أزلامي، و عزمت أمري و وَكِلت بربي. وقلت لنفسي :" ويحك ! كيفَ و قد قيل. فإنه قد شهِدَ عليك قوم و أخبرت عنك د. ناهد أنك وقفت محاججاً إياها بين يديّ القدّال، فعلام بعد ذاك سكوت ؟ و الكَمَرُ أشباهُ الكَمَرِ. عزمتَ فامض". فها أنا أشرع في التعقيب على ما ادعته د. ناهد محمد الحسن متعجباً : "ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! "
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: حمور زيادة)
|
[2] تقدم في الجزء الأول من هذه السلسلة قصة ما كان بين د. ناهد محمد الحسن و بيني من حديث عن شعر الدوبيت في العشاء الثقافي المرتجل الذي دعانا إليه الصديق الأستاذ عمر عشاري بمنزله العامر ( وقد عرض القائمون على منتدى دال الثقافي أن يقوموا بتقديمه مرة أخرى بصورة أكثر ترتيباً وإعداداً )، ثم كيف أن د. ناهد كتبت عن هذا الأمر في زاويتها "حكايتهن .. حكايتي" بصحيفة "أجراس الحرية"، وأكرمتني بتخصيص جزء منها بالذكر و الرد. و كيف أن نفسي الأمارة دعتني للتعقيب عليها هنا متعجباً مما ذهبت إليه في رغبتها "للعمل بجدية في تعديل صورة المرأة في شعر الدوبيت". الأمر الذي أراه أنا غريباً، بل عسيراً لا سيما مع مدخل د. ناهد للدوبيت. و هو المدخل الذي تناقشه هذه الحلقة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: حمور زيادة)
|
[3] قالت د. ناهد محمد الحسن في افتتاحية مقالها الأول : "لا شك انّها لحظة غائرة جدّا في التاريخ.. تلك اللحظة التي ربطتنا وجدانياً كسودانيين بالشعر المحلّي والذي عرف لدينا باسم الدوبيت" ( أجراس الحرية 28/9/2009). مدخل د. ناهد لتذوق و فهم شعر الدوبيت ، ثم الحكم عليه و العمل على تغيير إحدى صوره الفنية مدخل غير دقيق للأسف. فالدوبيت ليس شعراً محلياً عرفناه نحن بهذا الاسم. و قول كهذا قاصر يسقط تجربة طويلة ممتدة لشعر الدوبيت. و لعل هذا المدخل المرتبك هو جزء أصيل من خطأ د. ناهد في فهم قصيدة الدوبيت و محاكمتها لها. فالنظر الى شعر الدوبيت باعتباره شعراً محلياً نشأ و تكون في بيئتنا السودانية فقط وفصله من جذوره العربية يقود بالضرورة الى حكم غير سليم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: حمور زيادة)
|
[4] الدوبيت هو وزن شعري من أوزان الشعر العربي، يخرج عن بحرو العروض المعروفة التي بينها الشيخ الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمه الله. يقول شيخ العروض الشهير أحمد الهاشمي في "ميزان الذهب في صناعة أشعار العرب" (ص:125): " ومن أشهر ما استحدث غير ما تقدم الفنون السبعة و هي: السلسلة، والدوبيت، والقوما، والمرشح، والزجل، والكان وكان، والمواليا". ويعني بقوله "ما استحدث" أنه دخل في شعر العرب متأخراً بعد الفراهيدي. و قد ذكر الدوبيت شهاب الدين الأشبيهي في كتابه "المستطرف في كل فن مستظرف" في الباب الثاني و السبعون في ذكر رقائق الشعر والمواليا والدوبيت .. الخ.(ص:435) وقد ذهب شيخ الصنعة واستاذ الأساتيذ عبد الله الطيب رحمه الله الى أن شعر الدوبيت السوداني هذا إنما هو في حقيقته شعر الكان وكان، الذي هو أيضا من ضروب ما استحدثه العرب قديماً، لكن الأستاذ عبد الله الطيب لم يفصّل في هذا وإنما اكتفى بالإشارة، فراجعه تجده في "المرشد إلى فهم أشعار العرب و صناعتها" (1/435/ح:1). فأنت ترى أن الدوبيت ليس شعراً محلياً البتة. وإنما وهلت د.ناهد في قولها هذا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: حمور زيادة)
|
[6] وأول ما عرفت العرب الدوبيت واستحدثته في العصر العباسي. و قيل إن أول من قاله هو الحلّاج الحسين بن منصور المقتول على الزندقة في 309هـ. أي حواليّ 921م. ولعل هذه القول يصح إن عرفنا أن الدوبيت يرد في وزنه و اسمه الى أصل فارسي. و الحلّاج ولد بفارس وعاش بها. فلعله نقل وزن الدوبيت في ما نقل من أراء الفرس التي أخذوها عليه في التصّوف. يقول بروفيسر عون الشريف قاسم في "قاموس اللهجة العامية في السودان" (ص:360) مادة:"دوبيت" : "..والكلمة مكونة من دو بمعنى اثنين بالفارسية و بيت. وتعني بيتين.. ". و لعل د.كامل إبراهيم حسن ( وقد كان أحد شهود ليلة الدوبيت بمنزل الصديق عشاري ) أخطأ خطأ فاحشاً حين كتب في صحيفة "أجراس الحرية" بتاريخ 16/10/2009 تحت عنوان "هل هناك دفقة حسية زائدة في الدوبيت؟ " ، فقال: " عند النظر إلى الدوبيت ومن أين أتت هذه التسمية أجد نفسي غير ميالاً لقبول ما يقول به بعض المتحذلقين بأنها دمج للكلمة التركية ( دوو ) والتي تعني أثنين و( بيت ) أي أنه الشعر الذي يأتي في صورة بيتين ... وقد غرهم أن أغلبية شعر الدوبيت يأتي في شكل مربعات رغم وجود التي لا تلتزم هذه القاعدة فهنالك بعض القصائد التي قد تفوق البيتين أو تنقص عنهما". فقوله –غفر الله له – ان أصل الاسم تركي إنما هو غلط ورد منه في حديثه بمنزل الصديق عشاري و ظننته سقط لسان .. لكنه عاد فأكد عليه في مقاله. ثم ان قوله "بعض المتحذلقين " مجحف جداً. لا أدري هل قصد بروفيسر عون الشريف قاسم أم انه أطلق القول هكذا، لكن قاسم لم ينفرد بهذا الرأي. فقد سبقه الأستاذ أحمد الهاشمي في "ميزان الذهب" (ص:125 )، فقال: " الدوبيت هو وزن فارسي نسج على منواله العرب. و دو بالفارسية معناها اثنان. أي انه مركب من بيتين. ويسميه الفرس الرباعي، ولعله لاشتماله على أربعة أشطر. و أوزانه كثيرة". من العسير وصف استاذ العروض الجليل الهاشمي بالتحذلق في فنه و علمه. كما أن في كلام الهاشمي توضيح لسبب التسمية التي دفعها د.كامل بزيادة أشعار الدوبيت عن بيتين. ويحسن التنبيه الى ان قول د.كامل ان هناك " بعض القصائد التي قد تفوق البيتين أو تنقص عنهما" خطأ أيضاً. فما نقص عن البيتين هو بيت واحد، لا قصيدة. و العرب لا تسمي البيتين قصيدة. و قال ابن جنّي: و الذي في العادة أن يسمى ما كان على ثلاثة أبيات أو عشرة أو خمسة قطعة، فأما ما زاد على ذلك فإنما تسميه العرب قصيدة" و خالف في هذا الأخفش فقال: : و ليست القصيدة إلا ثلاثة أبيات. (لسان العرب لابن منظور 12/114 – مادة قصد).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: تماضر الخنساء حمزه)
|
الاخ حمور لك التحيه ومن قبلها الاحترام
.. وقد وضح لي في تلك الليلة إنّ الطفرات الدوبيتية الفكرية التي ابتدرها العبادي و القدال وغيرهما لم تبارح أناشيد النخب الثورية وما زال شعراء البطانة الشباب أسيري الأدوار التقليدية للمسادير التي تتراوح بين الطبيعة والصيد والغزل الحسي للمرأة والشجاعة والفروسية والفخر والحيوان وغيرها لم استوعب القصد من الظفرات الدوبيتيه التي ابتدعها العبادي والقدال ! ما شكل هذه الطفرات ؟ فعلا العبادي خرج من المالوف ابدع في تصوير قصة طه وريه مع ان هذه القصه فيها كثير من الاحداث كانت واقعيه وايضا المقاطع الشعريه كانت موجوده من قبل لا اريد ان اقلل من ابداعا العبادي جهده الفكري الفذ ولكن اعتقد ان هذا واقع يجب زكره اما عدم خروج شعراء الدوبيت الجدد عن المالوف فهذا امر طبيعي لان اغراض الدوبيت لا يمكن استحداثها لغة الدوبيت الدراجيه لا تصلح الا لوصف الفراسه والاعجاب بالمره والجمل والحصان لذلك استمراريت اقراض ولغة الدوبيت علي هذا النهج سيطول امدها
للحديث بقيه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: الرشيد ابراهيم احمد)
|
مره ثانيه استدلالك بما قاله دكتور عون خير دليل من غير شكل ولكن اعتقد ان هناك من سبقو البروف في هذا المجال حيث كان للاستاذ الراحل المقيم الطيب محمد الطيب باع واصل في تعريف شعر الدوبيت (( الدوباي )) كما جاء في كتابه الاندايه اخي حمور ان كلامي هذا بصوره عامه واعتقد انه من الافضل ان يكون موجه لمن تسببو في وجود هذا البوست ساتوصل معك حتي نستفيد جميعا لعلي اكون مخطي في بعض ما اورد
احترامي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: سمية الحسن طلحة)
|
قرأت بمزيد من الأسى و التحسر و الخذلان ما يسوءني
Quote: بل لابد من النظر لهذا الشعر بامتداد جذوره الى الشعر العربي. ونقده و تحليل الصورة الفنية فيه وأغراضه وأساليبه كبقية الشعر العربي، سواء الأصيل أو المستحدث. |
قرأت كيف أن معركتنا ستكون طويلة ضد الإستلاب الثقافي و الفكري قرأت كيف أن أحد أصدقائي الذين لا يخذلونني خذلني اليوم كما بروتوس هنيئاً للعروبة بك فارساً جديداً في ركابها و هنيئاً للعروبيين فتحهم إذ كسبوا أحد الوجوه الواعدة و يا سودان معليش
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: حمور زيادة)
|
Quote: سلامات حمور، شدّني هذا البوست لأنّ عنوانه يحوي كلمة الدوبيت أحب قراءة شعر الدوبيت وأحب أكثر الاستماع إلى من يجيد قراءته.. كان ظنّي انّه محلي ربما لأنّي لم أقرأ مايشابهه من شعراء غير سودانيين وربما لأنّ كلماته بالفعل مستوحاة من البيئة التي يعيشها قارضيه ولكثرة ماقرأت من تصوير دقيق لتلك البيئة ف شكراً على التنوير وماكُتب هنا.. |
تماضر الخنساء .. تحياتي .. استعمال الدارجية السودانية لم يخرجه عن أصله العربي تقريبا. فالكلمات المستعملة فيه أغلبها من أفصح كلام العرب .. أشد فصاحة من كلام أهل المدن. و وزنه هو ذاته لم يتغير. و كذلك المواضيع. و سيأتي كلام عن المواضيع و الأوزان في القسم الثالث من المقالات باذن الله.
دومي بخير.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: حمور زيادة)
|
الرشيد .. تحياتي ..
Quote: ما شكل هذه الطفرات ؟ فعلا العبادي خرج من المالوف ابدع في تصوير قصة طه وريه مع ان هذه القصه فيها كثير من الاحداث كانت واقعيه وايضا المقاطع الشعريه كانت موجوده من قبل لا اريد ان اقلل من ابداعا العبادي جهده الفكري الفذ ولكن اعتقد ان هذا واقع يجب زكره اما عدم خروج شعراء الدوبيت الجدد عن المالوف فهذا امر طبيعي لان اغراض الدوبيت لا يمكن استحداثها لغة الدوبيت الدراجيه لا تصلح الا لوصف الفراسه والاعجاب بالمره والجمل والحصان لذلك استمراريت اقراض ولغة الدوبيت علي هذا النهج سيطول امدها
|
أظنني سأكون مجحفا إن حاولت الرد على لسان د. ناهد. لكن ما فهمته عموما عن رأيها أن العبادي في تصوير قصة طه و ريّا تحدث عن الوحدة الوطنية و بت أفكارا تقدمية تنبذ القبلية. و الاستاذ القدّال يلمس مواسيع سياسية . فعليه يكون الخروج عن المألوف هو في المواضيع. و هو المألوف الذي تنكره د. ناهد على شعراء الدوبيت الشباب الذين مازالوا يصفون الناقة و المرأة الحسناء و يتغنون بالفروسية و يمجدون الهمبته.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: حمور زيادة)
|
Quote: قرأت بمزيد من الأسى و التحسر و الخذلان ما يسوءني
Quote: بل لابد من النظر لهذا الشعر بامتداد جذوره الى الشعر العربي. ونقده و تحليل الصورة الفنية فيه وأغراضه وأساليبه كبقية الشعر العربي، سواء الأصيل أو المستحدث.
قرأت كيف أن معركتنا ستكون طويلة ضد الإستلاب الثقافي و الفكري قرأت كيف أن أحد أصدقائي الذين لا يخذلونني خذلني اليوم كما بروتوس هنيئاً للعروبة بك فارساً جديداً في ركابها و هنيئاً للعروبيين فتحهم إذ كسبوا أحد الوجوه الواعدة و يا سودان معليش |
و أنا عجبت من حزنك و اساك يا صاحب حتى كأني أرى فيه شعوبية . أردت أن أكتب لك فأنصب الفاعل و أسكّن المفعول و أجعل المثنى بمعنى المفرد .. لكني لم أستطع لأني أكتب لك باللغة العربية. و لا استطيع أن أحكم العربية و أكتبها إلا كما تكلمها العرب. فرغم تطوراتها الزمنية الطبيعية و تشعب لهجاتها يظل الفاعل مرفوعا فيها إن أردنا أن نعرب جملة أو نفهم عبارة. و لماذا الفاعل مرفوع ؟ لأن العرب رفعوه. و لو جعلوه مخفوضا لخفضناه. ثم قلت لنفسي دع عنك الرد بالعربية فقد يزيد ذلك حزني سامي رغم أنه كتب لك بالعربية و قال " فتحهم إذ كسبوا " و لم يقل " فتحهم إذ كسبن" و ما جعل ضمير الفاعل واو الجماعة بدلا عن نون النسوة إلا لأنه يكتب العربية كما نطقها العرب .. قلت دعي عني هذا و لأكتب له بالانجليزية. فكدت أكتب لك Dear Sami what does wrong with my view ? لكني وجدت الانجليز لا يقولون what does wrong بل يقولون what is wrong .. و لم أعرف هل احاكيهم فأكون مستلبا أم أتفرد فأكون مخطئا.
يا عزيزي سامي .. اننا حين نتكلم العربية نحتاج أن نحاكمها بكلام العرب. و حين نتكلم الانجليزية نحتاج أن نحاكمها بكلام الانجليز. فاللغات ليست فوضى و رغبات. و لو أنك كتبت أعظم ملحمة شعرية فإن نقدها سيقوم على الطريقة الاغريقية. رغم أنك كتبتها بالعربية و عن السودان. لكن الملحمة لها ضوابط وضعها اليونان منذ لدن هوميروس. تسري حتى اليوم. فهل نقد الملحمة الشعرية أدبيا بردها إلى أصولها الاغريقية استلاب للفكر الاغريقي ؟
يا سامي .. ليست هذه الأمور بالامنيات. أو لا تحدثني بالعربية و لا بالانجليزية مرة اخرى حتى لا تُستلب. حدثني باللغة السودانية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: حمور زيادة)
|
حمور يا صديقي لقد قرأت و أعدت النظر تكراراً في قلته أنا و في رددت به علي فما فهمت من ردك و لم أستبن منه شيئاً، أنا أتحدث عن الآيديولوجيا و أنت تتحدث عن اللغة لم يرقى إلى فهمي أن لردك علاقة بأسفي فأنا لم أتحدث عن تلكمك العربية انت لم تتحدث عن محاكمة الدوبيت من ناحية لغوية (أي من ناحية القواعد و الإملاء) و لو حاولت محاولة مثل هذه فسنرى عواقبها هنا أنت تحدثت هنا عن المحاكمة النقدية و الفنية للدوبيت (أكرر النقدية و ليست اللغوية) برده إلى أصوله العربية و هذا لعمري ما أعنيه و ليس كما ذهبت إليه في ردك المستفيض و انت تذهب في الإتجاه الخاطئ للرد علي:
Quote: اننا حين نتكلم العربية نحتاج أن نحاكمها بكلام العرب. و حين نتكلم الانجليزية نحتاج أن نحاكمها بكلام الانجليز. فاللغات ليست فوضى و رغبات. |
اللغات ليست فوضى و لا رغبات و كذلك النقد ليس فوضى و لا رغبات و هو أيضا لا تحده اللغة فأنت تستطيع أنت تكتب نقداً لأي من مؤلفات شكسبير أو برنارد شو أو كولن ولسون أو صمويل هنتجتون أو تي سي اليوت باللغة العربية، أنت تنتقدهم من ناحية مفاهيمية و فكرية و فنية و ليس من ناحية لغوية. اللغة شيئ و المفاهيم شيئ آخر
Quote: و أنا عجبت من حزنك و اساك يا صاحب |
أنت تحدثت عن رد الدوبيت إلى أصوله العربية و هذا ما ساءني الإستلاب هنا لو تدري حتما لي عودة بمزيد من التفصيل و لكن ما لم أفهمه بالفعل هو قولك:
Quote: كأني أرى فيه شعوبية |
فقد فهمت منها ما رفض عقلي فهمه فهل أبنت لي؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: سامي صلاح محمد)
|
Quote: قرأت كيف أن معركتنا ستكون طويلة ضد الإستلاب الثقافي و الفكري قرأت كيف أن أحد أصدقائي الذين لا يخذلونني خذلني اليوم كما بروتوس هنيئاً للعروبة بك فارساً جديداً في ركابها و هنيئاً للعروبيين فتحهم إذ كسبوا أحد الوجوه الواعدة و يا سودان معليش |
يا سامي سلام
في شنو نفسك قايم كدا ؟ حمور كفر بنقلوا من المراجع النقل منها ؟ او بإثبات حقيقة حسب المعطيات الطلعت معاهو ؟ لو كلاموا خطأ كان حقيق بك اثبات خطأؤه بدل كمية الالقاب و التهم الجاهزة دي ؟! انا شخصياً من محبي الدوبيت ، لكن ما قريت عنو و معلوماتي محدودة و سماعية في غالبها لكن تعرف في ابوست دا في اتنين ، مؤمن بسعة اطلاعهم و اثق في معرفتهم بدقائق الموضوع (حمور و الاستاذة / سمية الحس طلحة ) يا سامي يا صديقي - الا تكون نزعتها في تجريدتك الاخيرة دي برضو - ازيدك بيت في شعر الدوبيت دا : تعرف حتى بعض صورو مأخودة من جزيرة العرب تعرف " بيشة " الواردة في "اسد بيشة المهضلم " منطقة بجنوب السعودية مشهورة بالاسود ؟
يا سامي يا عزيز كان الاوجب عليك دحض عروبة " الدوبيت " بدراسة محكمة و صميمة بدل المناحة الفوق دي !! بروتس دا منو ؟ نحن الجمهور المتنافسين عليهو ، فعليكم لله ادونا حقنا ياخ ؟ . . بنصفق للعبة الحلوة زي مااجبرت حسين ملاسي عن عين انو يصفق
أخطأت يا سامي و صدق حمور اعتذرت للسودان اعتذر لحمور و لينا هذا و الى ان تثبت العكس
و ارقد طيب اخوي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: قيقراوي)
|
قيقراوي الحبيب ليك من الشوق دفائن مدفونة و الله
Quote: في شنو نفسك قايم كدا ؟ |
نفسي قايم عشان:
Quote: أحد أصدقائي الذين لا يخذلونني خذلني اليوم |
Quote: يا سامي يا عزيز كان الاوجب عليك دحض عروبة " الدوبيت " بدراسة محكمة و صميمة بدل المناحة الفوق دي !! |
و أنا قلت لي حمور فوق:
Quote: حتما لي عودة بمزيد من التفصيل |
فصبرا جميل يا قيقراوي ياخي، و الموضوع و النقاش فيه هو منطقة وعرة لا يمكن أن تذكر فيها كل الشياء جملة واحدة لي وجهة نظر و لي رد و لي كلام ما مرتب الآن، لكن صبراً يبل الابري
Quote: بنصفق للعبة الحلوة زي مااجبرت حسين ملاسي عن عين انو يصفق |
دا منو البستشهد بيهو دا ياخ؟ ما مرجعية علمية عندي، على الأقل لا يوازي حمور معرفة و موضوعية و إحتراما للآخرين ثم يا صديقي بروتوس دا أصدق اصدقاء يولويوس قيصر، لمن الجماعة انقلبو على قيصر و جوا هاجموهو جوة قصرو الطعنة الأخيرة كانت في ظهر قيصر التفت لقاها من بروتوس قال ليهو حتى أنت يا بروتوس؟ صارت مثلا يضرب لمن تجيك ضربة من حتة ما متوقعا الطعنة الما متوقعة من حمور هنا تتعلق بالمسائل الفكرية و ليس الخيانة بالطبع ثم أخيراً يا صديقي غختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية و لا يخرب العلاقة الإنسانية و هو بمنطق أكبر ليس خطأ في حق أحد و ليس إساءة أو تجريحا هو مجرد إختلاف في رؤية فلا تحمل الأمور مالا تحتمل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: سامي صلاح محمد)
|
Quote: ثم يا صديقي بروتوس دا أصدق اصدقاء يولويوس قيصر، لمن الجماعة انقلبو على قيصر و جوا هاجموهو جوة قصرو الطعنة الأخيرة كانت في ظهر قيصر التفت لقاها من بروتوس قال ليهو حتى أنت يا بروتوس؟ صارت مثلا يضرب لمن تجيك ضربة من حتة ما متوقعا |
كلام زي قسَم الدهب
كويس وكت القصير دا ما كان في القصر الجمهوري - و تشابه ساي بين الاسمين - و لا بروتس طلع من جبال النوبة ؟ طيب ما هو انت منفتح على كل التجارب الانسانية . . . طيب ما نتفق على على حاجة ياخ ؟و كت ما لقيصر لقيصر و ما للعرب للعرب ؟ يا اما نقول : مالنا نحنا ؟و مال اهلنا ؟! او ممكن نتعامل مع المعارف الانسانية بدون حساسية مرضية مفرطة ، و لا كيف ؟ ليه عروبية حمور - الانا شايفا علمية حمور - جابت كل الكترابة و الكتاحة و التهم المعلّبة ديك ؟ يا سامي مابراك في الكار دا ياخ ؟ لكن دا ما مدعاة لغمط الناس اشياءهم ، و لا بتزييف التاريخ لاي غرض كان و لا ما كدا ؟ الحقيقة تحتاج علمية و حياد تام و ما بتتحمل نظرة بخرم الايدولوجيا ، و الله عادل البدوي اصلو ما غلطان في تسميتو ليها ! و حمور ما اجرم لما التزم العلمية . خذلك كيف ؟ و كان ما ح يخذلك كيف ؟ عشان ما يسوي فعلة مقطوع الطاري " بروتس " الشايلين حسو الدنيا و العالمين دا ؟
عموماً اهو منتظرين و سانين حيادنا على حدينو بنفس مسافة الريدة ليكم الجوز
----------------
حكاية المثل - مثل الصفيق المامعترف بيهو انت - في مثل عروبي جلابي اصلي بقول : " الفضل ما شهد به الاعداء " ظنيتو بفسر ليك موقفي و بريحني خالص اها ما استخدمو عشان بتاع جلابة ؟ و لا زي " بروتس " كدا قابل للاستلاف عااااااااادي ؟
اشتياقات كميات ياخ ارقد عافية و انت عارف المدفون ليك في القلب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: سامي صلاح محمد)
|
مَزرُوع في التَقانِت وحشُّو بالنَجَّام ونور خدَّادو يخَفِي الغَربلُّو العُجَّام مبَرَّع دِيسُو ما سولواللُتَاقة تُمَام بلَلْ خولِيهُو حدَّر جَدوَلُو الجمَّام (الصادق ود الراوي)
-------------- أتمنى صادق أن "ترُوق الدارَة" في هذا البوست .. و تبين وتكتمل كل الآراء مع كامل إختلافاتها حول موضوع "المرأة في شعر الدوبيت"..
وياريت أخ حمور لو مديتنا بما كتبه الآخرين مثل الأستاذ عشاري ود. ناهد..كاملاًَ ويا ريت كمان نماذج مما تم غنائه او سماعه من دوبيت من هؤلاء الشباب الذين ذكرتهم..
هذا مع التحايا لكم جميعاً ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: Hussein Mallasi)
|
سلام يا صديقي سامي ..
Quote: أنت تحدثت هنا عن المحاكمة النقدية و الفنية للدوبيت (أكرر النقدية و ليست اللغوية) برده إلى أصوله العربية و هذا لعمري ما أعنيه |
و هذا لعمري أنا برضو ( لعمري دي استلاب لأنها قسم عربي لا معنى له خارج البيئة العربية و المجتمع العربي ) ما اعنيه. عشان كده اديتك مثل الملحمة الشعرية. المحاكمة النقدية و الفنية للدوبيت باعتبارو شعر سوداني محل نظرة قاصرة و مخلة. بينما الدوبيت علميا و تاريخيا هو شعر عربي مستحدث في العصر العباسي. هو جزء من الثقافة العربية في السودان. اديك مثال اوضح. قصيدة شعر للعباسي مثلا. هل يمكن أن تقول ان الشعر العمودي عند العباسي هو شعر محلي ؟ وله بترد الشعر العموجي الموزون المقفى لأصولو العربية ؟ هل يمكن الحديث عن الوحدة الموضوعية للقصيدة عند العباسي السوداني دون ردها الى تراث الوحدة الموضوعية في الشعر العربي ؟
لمن تقول لي يا سامي انو كلامي ده استلاب بحتاج منك اثبات من اتنين. يا تثبت انو الدوبيت ليس شعرا عربيا بل هو شعر سوداني محلي كما ذهبت د. ناهد. و بكده تبقى محاولتي لرده الى الشعر العربي استلاب و محاولة للتسمح في الشعر العربي. او تثبت انو الدوبيت السوداني لا علاقة له بالدوبيت ( أو الكان و كان ) العربي. و اني خالط بيناتم لاني مستلب. غير كده يا صديقي بيبقى حساسية سودانية افريقية ضد السودانية العربية ساي. و السودان به عدة ثقافات منها العربية . و الى هذه الثقافة ينتمي الدوبيت.
Quote: فأنت تستطيع أنت تكتب نقداً لأي من مؤلفات شكسبير أو برنارد شو أو كولن ولسون أو صمويل هنتجتون أو تي سي اليوت باللغة العربية، أنت تنتقدهم من ناحية مفاهيمية و فكرية و فنية و ليس من ناحية لغوية |
لكني لم اكتب النقد الفني ده بالضرورة استصحب معاي بيئتم الافرنجية. عشان كده لمن د. عبد الله الطيب نقد شعر نازك الملائكة في احدى قصائدا تعجب جدا من وصفها الشتاء العراقي و قال ده وصف شتاء اوروبي و ليس شتاء عراقي. و استدل بالجغرافيا و بشعر العرب الاقدمين. و قارن شعر نازك بشعر الفرنجة ليثبت أن نازك الملائكة كانت تحاكيهم و هي تحاول ان تصف الشتاء العراقي. هكذا يكون النقد. تخيل الان ان اكتب لك نصا قصصيا او شعريا و اتكلم عن الضباب في الشتاء السوداني. جزء من نقد النص انك تتكلم عن الصورة دي. و هذه الصورة ليست سودانية مهما عبرت عنها باقتدار. بل هي صورة لاستلاب ثقافي للفرنجه.
Quote: كأني أرى فيه شعوبية
فقد فهمت منها ما رفض عقلي فهمه فهل أبنت لي؟ |
الشعوبية مذهب فارسي قديم. خلاصته كراهية كل ما هو عربي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: حمور زيادة)
|
شكراً حمور..نعم وجدت المقالين .. وسأرفدهما هنا للفائدة.. ومتابعين..
-------------
Quote: المرأة في شعر الدوبيت(1) د. ناهد محمد الحسن لا شك انّها لحظة غائرة جدّا في التاريخ.. تلك اللحظة التي ربطتنا وجدانياً كسودانيين بالشعر المحلّي والذي عرف لدينا باسم الدوبيت.. وهو بالطبع ليس تجلّياً لحظياً لانفعالات شاعرية تأتي عفو الخاطر ولا تترك فينا غير بصماتها الجميلة. إذ أنّها مجموعة من القيم التي تشكّل نظاماً فكرياً وموقفاً من الحياة أسهم في خلق بوصلتنا الأخلاقية والعاطفية من حيث أنّه قريب جدّا من الوجدان. كما انّ هذا الشعر له قدرة تجييشية عالية، توضّحها الطريقة التي نتعامل بها مع أغاني السيرة والحماسة والبطان .. انّها لحظة خاصة تلك التي تدفع شاباً لتعرية ظهره واصطلاء السياط الى تفجر نوافير الدّم منه، لحظة بمقدور الزغاريد فقط أن تداوي جراحها! وما زالت مؤسسة الهمباتة راسخة بكل تناقضاتها وتصر على تلوين حياتنا اليومية بشتّى الانفعالات.. وسواء كنت تقليديا أو حداثيا فإنّك ستطرب لقول ود ضحوية وستحكي قصته الشعرية بذات الدهشة التي سمعتها بها: فود ضحوية بهيئته التي لا تدل على فروسيته بجسده النحيل وقامته القصيرة، يضايقه أحد اللصوص في سجنه بادعاءاته المختلفة عن شجاعته وبطولاته، فرد عليه ود ضحوية بقوله: ماني التنبل القاعد بقول سوّيت - ويشهد خالقي كان ساعة السعال قرّيت - ان بردن نقود ماني البخيل صريت - وان حرّن بكار ميهن صفايح زيت.! بدت فكرة هذا المقال عقب الدعوة التي وجّهها لي الاخوة والأخوات بنادي الشعر لحضور تجربة شعراء الدوبيت الشباب.. وفي الليلة المعنية كنت نهباً لأحاسيس مختلفة وأنا أسمع الأشعار التي تضجّ بشاعرية أبناء البطانة الغضّة.. يحلو للرجال أن يصفوا هذا الإحساس بشيء له علاقة بشعر الجلد الذي يقف لدينا علمياً في أقصى حالات التوتر والاثارة الحسية. أمّا أنا فكنت كما يقال مشدودة بين وترين قابلة للترنيم والشجن .. ولكن.. بعد كل هذه السنوات التي تبلور لدينا فيها الحس الحقوقي كانت بعض العبارات الشوفينية تنشز تناغم الليلة عندي.. وقد وضح لي في تلك الليلة إنّ الطفرات الدوبيتية الفكرية التي ابتدرها العبادي والقدال وغيرهما لم تبارح أناشيد النخب الثورية وما زال شعراء البطانة الشباب أسيرى الأدوار التقليدية للمسادير التي تتراوح بين الطبيعة والصيد والغزل الحسي للمرأة والشجاعة والفروسية والفخر والحيوان وغيرها. لذلك استجبت لاستفزاز ذلك الحوار الشعري(المجادعات) التي ابتدرها معي الأستاذ الشاعر محمد الحسن، صاحب (مسدار القشّاش) الذي يقارب الثلاثة آلاف بيت – أي قريبا جدا من الإلياذة لهوميروس - والفتى تخرّج من جامعتين ويحضر في اثنين ماجستير في ذات الوقت واختلط شعره بالقيم الحداثوية وان ظل رهين التقليدية في بعض مناحي شعره بالذات التي لها علاقة بقيم الحرارة والنسب الأصيل والجمال العروبي التقاطيع والإفتخار بالنسب والأجداد مما شكل مادة شعرية للحوار بيننا.. وما سأسرده هنا لا أدّعي أنّه تجربة دوبيتية ناضجة بقدر ما انّها محاولة ضرورية لايضاح امكانية مغادرة هذا النوع من الشعر الراقي محطّاته التقليدية.. وستكون هذه المجادعات بدايات لحوار طويل حول صورة المرأة في شعر الدوبيت.. أرسل لي الأستاذ محمد الحسن تحية خاصّة على شكل: في الأفرنجي تنضم وفوق فصيحة ودارج/ وفي علم النفوس دكتورة شابّة مدارج/ الكطع العشم في الزايلة والمدّارج / كايس لي طريقة تبقى ليها مدارج. وقد أرفق هذا المربّع بقوله إن طقوس الدوبيت تفرض الرد عليها شعراً مما شكل تحدياً حقيقياً لدي. فأجبته بقولي: مرسالك وصل فرّح قليبي وطايب/ برّد للجروح خفّف عليّ مصايب/ من ميتة أخوي باقيالي دبرة غارب/ دواي في همّي قصّر/ في الوجعة طبّك غالب/ بين قولي وكلامك الليلة مانا حبايب/ عيبة أكان نقول العين تقاصد الحاجب! ومن هنا اختلفت روح المجادعة بيني وبين محمد الحسن، حيث مال الشاب لاستعمال لغته الخاصّة في الشكر والتي رأيتها رغم انفتاحي وتقديري لانفلات الشعر صاخبه ومتحرره وهي ما دفعتني للعمل بجدّية في تعديل صورة المرأة في شعر الدوبيت. قال محمد الحسن، مادحاً: ضقته مسرّج القشّاش يخب عنّافي/ وضقته محكّر النّضم أبتمانية قوافي/ ضقته مواقل أبكفلا نهيدو يلافي / علاّ فقدتك الناهدة ولقيتك مافي! لا شك إنّ هذه اللحظة كانت حاسمة جدّا لدي من حيث انّها استخدمت اسمي بشكل مجازي لا يمكن تجاهله، ولأنني كان لا بد ان ارد شعراً لا غضباً فلقد جاء ردّي كالتالي: شن طعمو النّهيد: الحدّو فكّة حيرة/ بتي الفالحة نور/ فاهمة وسمح تفكيرة/ مالفارغة ام حجيل تمشي وتهز في سديرة/ وياك سمت الرجال الما بخفرو الجيرة/ نضمك في الجسوم/ ودّر معاني كبيرة/ قلبي مكجّن النضم / الهمومو فطيرة! ولا بد إنّ كلامي بهذه الطريقة قد أغضب محمد الحسن من حيث انّه حصره وكل شعره في خانة يصعب الفكاك منها وليست عادلة تماماً فدافع عن نفسه بقوله: أخوك السمحة مو داب سماحة الفكرة/ حاكر رايو فوق عرفة وفراسة وضكرة/ في ام رطني وكماج العوبتو خرشة وعكرة/ بفش غبنة بنات عمّو وبحق الشكرة. ثم أضاف: فكّ الحيرة والشافعة ام سدير مي حدّي/ مركب راي تشق بحر المحيط وتعدّي الراي والفهم ميراثي لا جد جدّي / وايدي تحلحل العوج الغميس وتدّي/. وقد كان واضحاً لديّ أنّ الفتى غضب وقد كان عليَّ مد هذا الحوار حتّى أصل بفكرتي عن القيم التي من المفترض ان يدعو لها شباب الدوبيت الجدد، فشرحت له فكرتي بقولي: زعل منّي وخلاس القول صبح متغيّر/ ياك سمح الفعل إلاّك لسّه سغيّر/ قدر عمرك يمين قضيتو ساي متحير/ دايرك للفلاح روق شويّة وقرّر. ثم أضفت: البت ام سدير لا تسيها اول لا ليك حدّا آخر/ بالفهم الجديد دوبيت مقعّد ونادر/ دربك تشقّو براك الناس وراك بتخاطر/ يبقى الجمال في الروح/ يسري ودوام حاضر. ولقد ردّ عليَّ هذا القول ببيت ابتدره بالحكمة:/ عمر الزول جزم مو حد سنينو العاشة/ تلات جامعات علم ، سرحة وعزق حوّاشة/ سطّاشر محل ردعي ورفق جيّاشة/ بفرة ومقدّة ولول منجعيب وغباشة/.ثم أضاف: وديل تلتين سنة العدّن مداقش الصي/ مصعي وهنقراب ماقمته فوق الني / ربت السفار ركّازتي منّي ولي/ ضقته الطلقة والسكين ودق فرّار ولسّع حي!/. وقد اعجبتني حكمة الحياة التي يعيشها البعض عرضاً لا طولاً فابتدرت بها ردّي عليه(عمر الزول جزم مو حد سنينو العاشة)/ ده النضم النجيض البيهو يود نتفاشه/ مو نضم الهوان الما حرت حوّاشة/ عرق الحق نضيف/ الزول وسامتو غباشة. ثمّ أضفت: ما دايراك للنّضم المحلّق دابك/ في الدارة ام كلام/ تتغى وتفور بالجابك/ السّاحة ام لبوس جوّاك وداخل بابك/ وقت الناس تهوش تهدا وتلم اعصابك.. وقد ختمنا هذه المجادعات بقوله/ كيف قيّلتي يا ام رايا سوي وتفكير/ وكيف ياالجندرية بروق ولو عكّير/ النّضم ان ختى ام عركة الضحى ومنكير / سيدو ولاهو شاعر/ ساهي نفّاخ كير/. فرددّت عليه شاكرة وطارقة على موضوع اراه من الأهمّية بمكان وهو قضيّة الحساسية اللفظية تجاه مصطلحات الحرارة والعبودية التي من المفترض ان تكون غادرت مجتمعاتنا منذ مغادرة مؤسسات الرق القديمة: قيّلته زينة والزين بقالك عادة/ وياك عشم الضيوف نارك تهب وقّادة/ في الفكر السديد بطنا خصيب ولاّدة/ مالخملة التبيع النضم ديمة بلادة/ شايفاك في الكلام تسكت تقول عبّادة والحر في الأصل مو هو النسيب ود سادة / واللّون والشكل من الله قسمة ارادة/ ما بعدل ميال النفسو تامّي فسادة..(مازال الحوار مستمرّا بحضور كثيرين منهم القدّال وحمور زيادة وبروف كامل ابراهيم حسن وآخرين).. نواصل محطّة أخيرة: عبدالله ابكبس../ عزّ البطانة وفخري/ في شيوخ العرب يتعدّ ما هو الوخري /هميم ولزوم وكان للقبايل دخري/بت شيخ العرب /هيلك صحيح تفتخري/المرحوم ابوك كان للقبيلة غطاها/ عزك قديم / عمك حسين ابو طه/ ان شاء الله اخوك السكّة ماتخطّاها؟ (من مسرحية المك نمر للعبادي). |
---------------- ---------------------
Quote: المرأة في شعر الدوبيت(2) د. ناهد محمد الحسن لقد سردت في العمود السابق القصّة التي فتحتني على عالم الدوبيت لأجد نفسي بصدد مراجعة هذا التراث السوداني الذي شكل وجداننا الشعبي وحدّد خارطة القيم واتّجاهاتها فيه. ولقد أهمّ الموضوع كلّ من سمع القصة وحرّكه الحوار، وتصدّى للدعوة التفاكرية في منزله، الأستاذ عمر عشاري، الذي قام بدعوة المهتمين بقضايا الدوبيت ومنهم الشاعر محمد الحسن الذي كانت مساجلاتي معه موضوع العمود السابق، بالإضافة لأستاذنا الكبير الشاعر محمّد طه القدّال وأستاذنا بروفيسور كامل إبراهيم حسن والأستاذ حمور زيادة وغيرهم كثير من الحضور المهتمين بقضايا الفن والأدب. وقد قدم الأستاذ محمد الحسن جزءاً من مسدار (القشّاش) وقدم زميله محمد الأمين جزءاً من مسدار(الأحدب) مع العلم إنّ هذه المسادير تكاد تفوق الألف بيت من الشعر. ولأن الغالبية كانت تظن أنّ انتقاد موضوعات الدوبيت وطريقة عرضها للقضايا هو نوع من التطرّف ربّما حاولت أن أقدّم فكرتي بإختصار: انّ الدوبيت كشعر لصيق جدّا بالوجدان وأكاد أجزم أنّ الشيئين الوحيدين القادرين على تجييش الجماهير في السودان هما الدين والشعر، إذ يراهن كلاهما على تاريخ من الحضور العاطفي لدى السودانيين. وربّما الدليل على ذلك الموقف الأخلاقي من الهمباتة الذين حوّلتهم أشعارهم إلى أبطال رساليين يثيرون المفخرة لا العار. ورغم الدراسة التي قدّمتها في الهمباتة وأعلنت فيها موقفي الأخلاقي منهم إلاّ إنّني لا زلت منحازة وجدانياً لود ضحويّة وأحبّ أشعاره وهي انفصامية مسئول عنها حبّنا للشعر الذي أعاد تعريف الحق والجمال وقيم الفروسية لدينا. وهذا التأثير ما زال يسري تاريخياً في عروقنا رغم اتّساع الشقّة الزمنية وغياب اللغة القديمة وربّما ما حصل بعد تلك الليلة خير دليل على هذا الكلام.. فعندما كتب الشاعر محمد الحسن لعشاري شاكراً كرمه في تلك الليلة بهذه العبارات: تسلم يا العشاري المابتعوم في القيف/ يادقر الهنش صي ام خلايا صيف/ كرما في ديارك شفتو ما وصّيف/ اخلّي الطائي ينزل في براحتك ضيف/ . ولقد تفاعل عمر مع هذه الرسالة وكتب لي واصفاً مشاعره كالآتي –وهي مشاعره الحقيقية وليست مزحة- (والله يا ناهد أثّر فيني لي درجة إنّي هشته ولو ما خايف يقولوا مجنون كان قطعته الدرب على حافلات الحلفايا بي ركابهم إلاّ ينزلوا يبيتوا معانا ونضبح ليهم).. وأنا أكيدة بمعرفتي بمسيرة عمر الحياتية أنّ أغلب عبارات شعر البطانة الصميمة والموغلة في المحليّة أنه سيجد صعوبة في فهمها ورغم هذا فإنّه أحدث فيه هذا الأثر، وهذه هي الخطورة في هذا النوع من الشعر، إذ يحرّض فيك كوامن أخلاقية ويستدعيها، فهمتها أو لم تفهمها كأنك منوم مغنطيسياً.. فإذا كانت القيم التي يدعو لها هي سالبة أو تربك المفاهيم الأخلاقية فإنّك ستقوم بتأصيل وحراسة فكر بلا وعي ووعي كامل وتدافع عنه لا لشيئ فقط لأنّه يشجيك حتّى النّخاع، ولقد سبق وأوردت قصّتي مع الأستاذ عبد المنعم الكتيابي ابان عملنا معاً في إتّحاد الكتّاب، إذ كنت أسرع الخطى مجارية لخطواته فسرد لي قصّة الحردلو مع ابنة عمّه التي كانت تخبّ مثلي في المشي، فقال لها الحاردلو: من ماقمت فوق ساجك مولّع ضيّك /ماباريتي عر لافيه العطاش بي ريّك/ السرع والنّشاط ما بشبهن للزيّك/ تاتي المشية خلّي النّاس تموت بي غيّك/ ورغم تكريسي لرسالتي الحياتية في قضية المرأة والتي تقف على النقيض من هذا التنميط النوعي، إلاّ إنّني لم أملك إلاّ أن أعجب بهذا الشعر وأردّده دون وعي ولولا المقاومة الواعية له لربّما أسهم في برمجتي وسلبني مشيتي الإنسانية وردّني إلى جاهلية تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل..! ومن هنا تأتي خطورة هذا النوع من الشعر.. إذ أنّه يسلبك المقاومة الواعية له ويعيد برمجتك وفقاً لقوانينه. ورغم أنّ القدّال وكامل قد أتيا محتّجين على دسّ أنفي في الدوبيت، وقد قالا ممازحين وساخرين: دايرانا نقول في المرأة شنو يعني في الدوبيت؟ إلاّ أنّهما وجدا أنفسهما قريبين جدّا من دعوتي لأنسنة شعر الدوبيت وأكثر من ذلك، لقد شكّلت هذه الفكرة الإتجاهات الواعية لدى القدّال الذي أتى من البطانة ينضح بشاعرية السهول والوديان القحّة ويرتجف لها إلى آخر عصب. فالقدّال المتشبّع بهموم الكادحين والمهمّشين قد ثوّر أشعاره ونمّط الدوبيت ووظفه وفقاً لبوصلته الأخلاقية الثورية فألجم مارد الشعر ووجّه بإتّجاه الخير وهو إذ فعل هذا فإنّه إنّما توضّع قريباً من عبقرية شعرية ووحدوية أخلاقية حقيقية.. انفلتت وحيدة تؤسس لوحدة قبلية جاذبة وجبهة قومية عريضة ستشكل كتاباته موضوعاً للنقاش في عمودنا القادم بإذن الله وهو الشاعر الفذ إبراهيم العبّادي.. نواصل محطّة أخيرة: إن مال الشجر ما بتكسرن فرّاعو/ وقمحان الطلب لي المابجيبه ضراعو/ ليه يا أهلنا البيناتنا ما بتراعو/ البقول راسي موجعني يربطولو كراعو؟! |
------------------------
**نقلاً عن أجراس الحرية: http://www.ajrasalhurriya.net/ar/news.php?action=list&cat_id=53
--------------
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: عمر صديق)
|
Quote: ندوة «فن الدوبيت» بمعهد البروفيسور عبد الله الطيب رصد: علي صالح طمبل أقام معهد البروفيسور عبد الله الطيب بجامعة الخرطوم ندوة عن فن الدوبيت قدمها الأستاذ التجاني ابراهيم محمد اسماعيل، وعقَّب عليها الاستاذ الامين البدوي، وذلك بمبنى المعهد وقد حضر الندوة التي تعقد كل اسبوعين لفيف من اساتذة الجامعة والادباء والمهتمين. وقد بدأ الاستاذ التجاني ابراهيم محمد اسماعيل متناولاً اصل كلمة «الدوبيت»، وذكر بانه يعرف في السودان بعدة اسماء منها «الدوباى» و«الغُنا» و«الهرولة» و«النم»، وأكد «ان الدوبيت» هو فن سوداني اصيل، ويجب ان يبحث الدارسون لاثبات تبعيته للسودان. واضاف بان «الدوبيت» يعتبر من قبيل الشعر الغنائي الذي قسمه الاخشيدي الى الشعر القريض، والدوبيت، والموشح، والكاف وكان الزجل، الى جانب الموالي والقومة. اما الدوبيت، فهو فن قديم، قال عنه السيد احمد الهاشمي بانه فن معرب. والدوبيت كلمة فارسية ذات شقين: «دو» وتعني اثنين، و«بيت» وهو يتكون من اربعة اشطر. ومن انواع الدوبيت الرباعي الصحيح، والرباعي الاعرج، علاوة على الرباعي الممنطق، والرباعي المصمت. وذكر الأستاذ التجاني ان كلمة «دوبيت» ليست متداولة في مجتمعات البادية، وإنما هي كلمة ادخلها بعض كتاب العصر الحديث. وفيما يتعلق بالتحولات التي طرأت على الشعر العربي، ذكر الأستاذ التجاني ابراهيم بان الشعر في الاندلس على سبيل المثال بدأ بالشعر القريض. وعندما اتسعت الدولة شملت بلاداً لسانها غير عربي مثل شمال افريقيا وفارس والهند. وقد قاد هذا التوسع والانفتاح مع ثقافات الشعوب الاخرى لظهور الموشحات التي انتشرت في بلاد المغرب على وجه الخصوص، وذلك نتيجة لمجالس اللهو والطرب التي عمت الانحاء، وكأن تلك المجتمعات قد ملت تلك الرتابة التي تسير عليها أوزان الشعر العربي الخليلية. ثم جاء الزجل وهو اشعار تقال بالعامية، وهي تطور طبيعي لشعر الموشحات. ثم جاءت مرحلة اخرى وهي شعر «الموالي»، حيث ان الجواري كن يقلن: يا موالي يا موالي وينشدن هذا الشعر، سمي بالموالي، ومن ثم ظهر «الكان وكان»، وهو شعر عامي انتشر عند اهل بغداد، وكانوا يعتمدون عليه في النصائح والمواعظ، فيقولون كان وكان، وتأتي به موسيقى محددة تختلف عن الايقاعات الخليلية، ثم تلا هذا النوع عن الشعر القومة التي انتشرت في عهد الخليفة الناصر. والقومة قد تكون من قومة الاشجار، لانه ضرب من الشعر يقال في الاسحار والدوبيت هو في نهاية الامر نتاج لتلك التحولات في الشعر العربي. وقد استبعد الأستاذ الطيب محمد الطيب ان تكون هنالك صلة بين الدوبيت السوداني والفارسي، وقد اطلق عليه اسم «الدوباى» و«دوبي» في بعض مناطق السودان تعني اصدر اصواتاً خاصة على العمل. وهذه «المدوباة» قد تكون اصواتاً لا تصحبها الكلمات. وقد قدم الأستاذ التجاني نماذج من شعر «الدوباى» منها مربوع لبخيت الكباشي يقول فيه: بعد مود ايد الممسوح عملوا جفيلْ سمع النقرة ود الجنن الهجليلْ على بلد البرامكة المحبكات بالنيلْ امسى ايديهو واحدة «تدوبي» وواحدة تكيلْ كما قدم التجاني نموذجاً لود شوراني الذي ورد في رباعياته لفظ «الغنا» اشارة للدوباى. أنا يا ابتله سافعة العشا البتقوقي قلتها كرسي نومي وضيفي سهدك فوقي من قليبو أليل والطعم معشوقي صديتا تاني لي مضغ «الغنا» وحيروقي أما بالنسبة لنشأة هذا الفن في السودان، يقول الأستاذ التجاني ابراهيم إن الاقوال حول نشأته متضاربة ومتباينة، ولذلك يرى انه نشأ مع وجود الكلمة العربية في السودان، اي الى ما قبل دخول الاسلام. وفيما يخص الالحان، ذكر التجاني ان شعراء البطانة يسيرون على نمط واحد في طريقة اللحن مع اختلاف يسير في الثقل والخفة والسرعة والابطاء، فلشعر دار حامد في شمال كردفان طريقتهم في التلحين شأنهم في ذلك شأن الكبابيش واهل البطانة. وقام الأستاذ التجاني بتقديم نماذج ملحنة لمختلف المناطق مثل «مسدار تمبول» لاحمد ود عوض الكريم ود حسب ربه الذي يبدأ مسداره من تمبول الى ان يصل الى منطقة من مناطق الشرق، كما قدم نموذجاً آخر من شمال كردفان لعمر ود ابو شناح، وآخر لود ام سيالة، الى جانب بخيت ود الكباشي الذي تميز بالحانه الهادئة والمتفردة. كما تطرق التجاني ابراهيم لاغراض الدوبيت، واوضح بأن اغراضه هي نفس اغراض الشعر العربي الفصيح مثل المدح والهجاء والوصف والغزل والرثاء وغيرها من الاغراض التي بيّنها ابو تمام في كتابه «الحماسة». ومن النماذج التي قدمها نموذج في الوصف لود شوراني الذي يصف جمله قائلاً: حجّام ام خدود عقب التريعة يسدِّي كاجرني وجفا القلع الرسل من يدِّي ما بتبارى وكتين جنب قفاه يندِّي سرجو عروق وضهرو المركب البتعدِّي وذكر بان الشاعر في البادية عادة ما يصف البيئة المحيطة به، مثل الجمل الذي يساعده على الترحال، وكذلك المحبوبة، كما عدَّد التجاني انواع الدوبيت، وقال بان منها الرباعيات المتفرقة التي نجدها في شمال كردفان، علاوة على المسادير، حيث أن المسدار هو المكان الذي يسرح فيه الصيد. والكلمة اصلها «صدر» اي ان السين انقلبت صاداً. و«صدر» تعني ذهب الى مناطق المياه، على العكس من كلمة «ورد»، واضاف ان المسدار عند شعراء الدوباى هو رحلة يقوم بها الشاعر من منطقة محددة الى اخرى قاصداً الوصول لمحبوبته، ويكون عمر الرحلة يوماً واحداً يبدأ من الصباح وينتهي عند المساء. ويصف الشاعر في المسدار المناطق التي مرَّ بها والسرعة التي يسير بها جمله، وضروب المشي، فضلاً عن حديثه عن المحبوبة ووصفه لها، كما يدير حواراً مع بعيره.. والمسدار قد يشتمل على موضوعات عدة قد تبلغ الاربعين او الخمسين.. وذروة هذا المسدار تكون عندما يصل الشاعر الى محبوبته، فتقوم باستقباله بصحبة جمله الذي تحسن له، باعتباره السبب في ايصال الشاعر اليها. كما ترسل من يقوم بخدمة الشاعر ويكرم نزله طيلة فترة اقامته.. ومن المسادير التي تطرق اليها الاستاذ التجاني ابراهيم «مسدار رفاعة» لاحمد ود عوض الكريم. كما قال الاستاذ التجاني بان هناك نوعاً آخر من انواع الدوباى يسمى بالمجادعات التي تكون بين شاعر وآخر، حيث يأتي الشاعر الأول بأبيات على قافية معينة، فيرد عليه الشاعر الآخر بنفس القافية.. ومن امثلتها المجادعة التي دارت بين ود شوراني ونايل البطحاني، حيث قال : الشيب البخيت برقع سواد اغراسي لكن قلبي ابداً للدرع مو ناسي شغلت فكري وحشة تكون وتراسي تكسير عله في المكتومة بالحيل قاسي فردَّ عليه ود شوراني قائلاً: دكتور طبِّي عندو دواى ومنُّو احساسي تفاح منقة ما هو يسيل وارضو فداسي سيد قافية غناى الفيهو صافي اخلاصي عاجب عيني جارح قلبي مكرو سياسي وتطرق الأستاذ التجاني لعلاقة الدوبيت بالسياسة، واشار الى ان اغلب شعراء الدوباى كانوا بعيدين عن السياسة وما يدور فيها بحكم اقامتهم في الفيافي والبوادي، غير ان بعضهم زار المناطق الحضرية، فتأثر بالاوضاع السياسية. كما ذهب الى ان السياسة اصلاً موجودة في الفيافي والبوادي، ولكنها مبسطة تتمثل في علاقة الاهالي بالشيخ، او بالمأمور، كما كان في العهد التركي. وهناك شعر كثير قيل في السياسة، خاصة في عهد عبد الله التعايشي الذي كانت له مشاكل وخلافات مع «أبناء البحر» الذين اتهموه باستئثاره بالحكم وتقريبه لاهله البقارة، كما عبر بعض الشعراء عن أسفهم بعد فشل ثورة 1924م واصفاً انقلاب الاحوال رأساً على عقب: انقلب الدار كتل المرق بتمامه والصيد الكبير يسعب وخاطفا نعامه التمساح غرق واحتاجنا لي عوّامه انا شفت الاسد يجري وخاطفا نعامه وفي معرض حديثه عن الدراسات التي اجريت حول الشعر الشعبي في السودان، ذكر الأستاذ التجاني ابراهيم ان اول من قدَّم دراسة في هذا المجال هو الدكتور المصري عبد المجيد عابدين الذي ذكر في كتابه «من الادب الشعبي في السودان» ان الدوبيت وزنه وزن الرجز العربي الاصيل. ولم يتفق الاستاذ التجاني مع الدكتور عابدين في هذه الجزئية، اذ يرى ان اغلب الدوبيت اقرب ما يكون الى الهرج، حيث يأتي اغلبه على الصورة «مفاعلين مفاعيلن مفاعيلنتن»، ورجح ان عبد المجيد عابدين قد ذهب الى هذا الرأي لتأثره بنزعته العروبية. كما اضاف قائلاً بان الدوبيت شعر ولد ملحناً. ومما ينفي ان يكون رجزاً هو انه لا يمكن الوقوف في الرجز على الساكن، علاوة على كون الكلمات في الشعر العربي فصيحه، بينما هي في الدوبيت عامية، وهناك كلمات تكون في حشو البيت ترد فيه مثل «يبوح» لا يمكن اخضاعها لاوزان الخليل بن احمد، لاحتوائها على ساكنين. مما يرجح ان للدوبيت اوزانه الخاصة المنسقة مع طبيعة اللهجة السودانية وخصوصية الشعر الشعبي في السودان. وفي ختام الدراسة الوافية التي قدمها الأستاذ التجاني ابراهيم، قام بطرح اسئلة مفتوحة على الحضور إثارة للنقاش واثراءً للحوار مثل: ما هو الدور الذي يلعبه الدوبيت في حياة المجتمع السوداني؟ وما هو الأثر الذي احدثه؟ وما هي الخدمة التي قدمها للمجتمعات؟ هل ناقش بعض القضايا الاجتماعية وتناول العادات والتقاليد والقيم وغيرها؟ واذا اردنا ان نجعل هذا الفن ضمن المفردات التي تدرّس في الجامعات: ما هي الاهداف التي نريدها ان تتحقق من وراء ذلك؟ كيف يستطيع شعراء اليوم الاستفادة من هذا الفن الضخم؟ وكذلك نادى التجاني بربط كل ذلك بالأفكار التي نادى بها الناقد الشاعر حمزة الملك طمبل الذي دعا لضرورة ان تكون للشعر السوداني خصوصيته، حتى يميزه من هو من خارج السودان عندما يقرأه. وقد عقَّب الدكتور الصديق عمر الصديق على ما قاله الأستاذ التجاني، وذكر ان الدكتور احسان عباس في «غربة الراعي» قد عقد فصلاً للسودان وقال انه اعجبه في المثقفين السودانيين انهم كانوا يأكلون «الفول» وهذا مما يدل على انهم يعانون من انفصام حاد يفصلهم عن مجتمعهم، فهم مشدودون الى الحياة الشعبية. وهذا في رأي الدكتور صديق- يشير بوضوح الى ان اصل السودان «البداوة». وقد عقَّب الأستاذ الامين البدوي مفتتحاً حديثه بتثنيته للرأي القائل بإدراج الدراسات الشعبية في المقررات الرسمية التي تدرس في الجامعات والاكاديميات. كما اشار الى الطريقة التقليدية التي عادة ما يعرض بها في الدوبيت الذي يربط دائماً بالبيئات البدوية في مناطق معينة مثل البطانة مع كونه موجوداً في مناطق اخرى من السودان مثل مناطق الجعليين التي تحتوي على رصيد وافر لم يحظ بنصيب من الدراسة والتمحيص. وذكر بان كلمة «دوابى» في بعض المناطق تعني «اشتاق»، كما ذهب الى ان الادب العربي يميل الى الذاتية «الغنائية». ورأى ان في الصحراء العربية توجد جزئية تحتوي على كل الآداب التي يحتفي بها الناس عبر العالم. وقد قدّم الأستاذ التجاني نماذج مختلفة من مختلف مناطق السودان لشعراء من بينهم ابراهيم ود صالح العوني والتاية بت قلبوس وبلل ود زايد، حيث اورد مقاطع لابراهيم ود صالح العوني الذي يصف ما هو اشبه بالانقلاب الكوني في قوله: ضاق بينا الامر يا سيدي انقلب الدهر عقباني ما في حديدي سنة السني دي عقبى وعلينا شديدي قنّب عيشها من النار من دلوبا ديدي كما نادى الاستاذ الامين البدوي بتعريف هذا الضرب من الادب وترجمته على المستوى العالمي والعربي ومقارنته مع نظائره في الادب العالمي. وذكر ان الدوبيت قد وُقِّع من قبل بآلة موسيقية كما فعلت ذلك التاية بت قلبوس. وفي ختام تعقيبه اكد على ضرورة دراسة فن الدوبيت والتعمق فيه، لانه في رأيه فن «بلا حدود». وقد افتتح النقاش الأستاذ الفكي محمد الحسن الذي تساءل: هل شعر الدوباى قاصر على البطانة والمناطق الخلوية مثلما ورد في مربع الحردلو: الشم خوّخت بردنْ ليالي الحرّه والبرّاق برقْ من منّة جاب القرّه شوف عيني الصقير بجناحو كفت الفرّه تلقاها ام خديد الليلة مرقت برّه حيث نجد في هذه الرباعية انه مربوط بالصحراء والخلاء والبطانة بدليل الكلمات «البرق و«الصقر» و«الغزالة» و«البرد». وتحدث الاستاذ الشاعر سعد عبد القادر عن الشعر السياسي، وذكر بان هجرة الحلفاويين الى البطانة قد ادت الى كثير من المنازعات والمشادات بين سكان البطانة والحلفاويين مما اثار قريحة الشعراء فكتبوا حول هذا الجانب. ورأى بان شعر الدوبيت السياسي كان مواكباً لمختلف التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. كما تطرق الدكتور معتصم فضل لموضوع اوزان الدوبيت، وقال إنه كان من الطبيعي ان تختلف الاوزان عند امتزاج الثقافة العربية بالاهلية، وان تكون للسودانيين خصوصيتهم في الشعر كما للاندلسيين مثلاً. ودعا الدكتور مرتضى بابكر الى إنشاء مركز للدراسات الشعبية كما في الدول المتقدمة مثل فرنسا التي بها اربعة مراكز. وانتقد التركيز على البادية عند الحديث عن الدوبيت، لان هنالك شعراء كتبوا الدوبيت مع انهم عاشوا في المدن، مثل ود الفراش الذي اقام في بربر. واشار الى ان المجادعة ليس بالضرورة فيها ان تكون القافية موحدة. اما عن الاوزان، فقد ذكر الدكتور مرتضى بانه ليس بالضرورة ان من لا يجرى على اوزان الخليل ليس بشاعر، والدليل على ذلك محاولات ابي نواس للخروج من اوزان الخليل، مما جعل البعض يعتبره من جرّب التفعيل. وقال الأستاذ مزمل حسن الركابي ان هناك اخذاً ورداً بين الحضارة والبداوة، فليس هنالك حضرى كامل، ولا بدوي كامل. كما ان بعض القصيد العامي ربما يكون تطويراً للدوبيت، واشار الى ان مربعات الدوبيت تشير الى المنطقة التي ينبع منها، ويختلف هذا الضرب من الادب الشعبي من منطقة الى اخرى. وتطرق الاستاذ الحارث عبد القادر الى تماسك اجزاء النص خاصة في الحديث عن الرحلة «المسدار» وطرح سؤالاً: هل هنالك تشابه بين الدوبيت والموشحات وهل يمكن ان يدخل ادب «الهمبتة» تحت مسمى ادب الدوبيت؟ وذكر الأستاذ الجزولي ان الدكتور عبد المجيد عابدين يرى انه مأخوذ من السرد، اي سرد كل ما يقع في سبيل الوصول الى المحبوبة.. واشار الى ان هنالك دوبيتاً في كل مناطق السودان تقريباً، خاصة في دارفور التي لم ينل فيها الدوبيت حظه من الاهتمام، مع جودته وعمقه.. اما المسدار فهو خاص بالبطانة عكس الدوبيت. وذهب الى ان الصور الموجودة في السودان ليست موجودة في الشعر العربي، وليس ذلك تحيزاً -في رأيه- ولكن المشكلة هي أننا لا نحسن الترويج لبضاعتنا، كما يفعل الآخرون، كما دعا لتحديد الاوزان التي جاءت عليها ايقاعات الدوبيت، فان كانت فريدة من نوعها، فهو انجاز ينبغي ان يحسب للسودان. وفي نهاية الندوة عقَّب الأستاذ التجاني على اسئلة ومداخلات الحضور، مؤكداً على ان فن الدوبيت لا يحتكر لكردفان، ولكن اغلب النماذج التي وقعت في يده من مناطق شمال كردفان تحديداً، وهو ليس متحيزاً لتلك المنطقة لكونه منها، بدليل انه يرى ان شعر البطانة مثلاً يتفوق على الشعر عندهم في كثير من النواحي.. كما أشار الى ان الفكرة المصاحبة للدوبيت في العادة تأتي ملحنة. ونفى ما ذكره الدكتور عبد المجيد عابدين من ان يكون المسدار من كلمة «سرد»، وانما هو من كلمة «صدر» كما ذكر من قبل. وقد فتحت هذه الندوة التي اقامها معهد البروفيسور عبد الله الطيب الباب مشرعاً للولوج الى عالم هذا الفن الشعبي الزاخر بكل طارف وتليد من الحياة الانسانية المتفردة في نوعها مما يرسم آفاقاً لكل الدارسين والمهتمين بأدب الشعوب لينهلوا من هذا المعين الذي لا ينضب من الأدب الصادق الذي يصوِّر الحياة بكل تلقائية دونما تكلف او رتوش.
|
http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147498059
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: سمية الحسن طلحة)
|
أجدني لست بأقل حالا من إبن شدادالعبسي الذي لم ينسه غمار وغبار الحرب بارق ثغر عبلة المتبسم فوددت تقبيل تلك الحروف رغم حدتها التي أدمت قلبي لانعود للوراء بحثًا عن أمجاد بل ننشد التماسك وما الحاضر إلا قطرة في بحر التاريخ ( لنا هدف واحد ان نكون ومن بعده سنجد متسعًا لإختيار الهدف ) أو كما قال محمود درويش حينها تتسامى العقول فوق العقبات التي لما يزل فوارسنا يكبون عندها كبوات وكبوات
Quote: في ابوست دا في اتنين ، مؤمن بسعة اطلاعهم و اثق في معرفتهم بدقائق الموضوع (حمور و الاستاذة / سمية الحس طلحة ) |
فتح الرحمن ياقيقراوي أيها الكريم شكرًا لحسن ظنك بمعرفتي وقد جاءت كلماتي على قدر وحذر هنا وماكان ذلك الإقتباس الوجِل إلا لشيء في نفس يعقوب لاأود أن أخيب ظنك ولكنني لم أقرأ لحمور من قبل رغم علمي انه من أساطين الكلمة إنما لكل أجل كتاب فاغفر لي ياعزيزي تعاملي هنا بمقتضى الحال والحديث عن الغنا الذي يدعى دوبيت على حد زعم بعضهم ذو شجون ويطول أشهد انك قد قلت وأشهد انني لم أشأ أن أفهم ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: سمية الحسن طلحة)
|
تحياتي استاذ حمور
موضوع جميل
Quote: قرأت كيف أن معركتنا ستكون طويلة ضد الإستلاب الثقافي و الفكري قرأت كيف أن أحد أصدقائي الذين لا يخذلونني خذلني اليوم كما بروتوس هنيئاً للعروبة بك فارساً جديداً في ركابها و هنيئاً للعروبيين فتحهم إذ كسبوا أحد الوجوه الواعدة
|
الاستاذ سامي
ادهشني جدا ان يكون مدخلك لنقد كتابة حمور من هذا الجانب الاشتر ومصدر الدهشة هو تقديري لكتاباتك ومواقفك ولا ادري لماذا يجهد الاستاذ حمور في ان ينفي عنه تلك العروبية التي زعمتها برده لاصول الدوبيت الموغلة قدما في الثقافة العربية؟
واذا افترضنا انه لاتوجد له اصول قديمة الا يكون الدوبيت حاليا قسم من اجناس الكتابة والابداع العربي؟ وهلي اذا سمينا الاشياء باسماءها نكون مستلبين كما اوصفت؟
ارجو ان لا يعتم عليك ضجيج الصراع السياسي والنضال الجاد لاحقاق الثقافات السودانية ورد الاعتبار لها
فتكيل من زات المكيال وتحاكم الادبي بالسياسي ذو الموازين المطففة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: سمية الحسن طلحة)
|
تحياتي لك أخ حمور .. ولجميع من مرّوا من هذا البوست.. أظن أن الاخ حمور مربوط بالنشر في جريدة الأخبار..حتى يكمل فكرته حول تعقيبه على ما كتبته د. ناهد..
بس انا حاستأذنك يا حمور و-محاولة مني لإستمرار النقاش خاصة والموضوع فيهو مرأة- أقيف شوية في نقطة وردت في مقال
Quote: (ولقد سبق وأوردت قصّتي مع الأستاذ عبد المنعم الكتيابي ابان عملنا معاً في إتّحاد الكتّاب، إذ كنت أسرع الخطى مجارية لخطواته فسرد لي قصّة الحردلو مع ابنة عمّه التي كانت تخبّ مثلي في المشي، فقال لها الحاردلو: من ماقمت فوق ساجك مولّع ضيّك /ماباريتي عر لافيه العطاش بي ريّك/ السرع والنّشاط ما بشبهن للزيّك/ تاتي المشية خلّي النّاس تموت بي غيّك/ ورغم تكريسي لرسالتي الحياتية في قضية المرأة والتي تقف على النقيض من هذا التنميط النوعي، إلاّ إنّني لم أملك إلاّ أن أعجب بهذا الشعر وأردّده دون وعي ولولا المقاومة الواعية له لربّما أسهم في برمجتي وسلبني مشيتي الإنسانية وردّني إلى جاهلية تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل..! ). |
!!!!!!!!!!! من ماقمت فوق ساجك مولّع ضيّك ماباريتي عر لافيه العطاش بي ريّك السرع والنّشاط ما بشبهن للزيّك تاتي المشية خلّي النّاس تموت بي غيّك بحسب إشارة د. ناهد المنسوبة للأستاذ عبدالمنعم الكتيابي ان هذا الكلام قالو الحاردلو.
كونو الحاردلو يقول كلام في بت عمو..وكلام يخص مشيتها ..وكمان يقوليها تقِّلي المشية وتاتيها عشان "الناس" ؟ تموت بي غيِّك؟؟ الكلام دا صراحةً ما وقَع لَي. نعم ، الذي اعرفه أن الغزل عند شعراء الدوبيت وبالذات اهل البطانة قيل في "الجواري" صاحبات مجالس الأنس المنتشرة هناك، ولم يُقال في بت القبيلة.!!!!! واغلب دوبيت الغزل الصريح العبارة ، قيل في أثناء مجالس الأنس والشراب (جَبنَة او خلافو ) التي كانت منتشرة في منطقة البطانة. ففي صاحبات المجالس لا ضير من ذكر الإسم في الدوبيت الموجه لها. وعند ذكر بت القبيلة فقط يُشار إليها، بحسب لغة كل شاعر "متشتول السواقي" ، "بريبة غنم قِِمش"،..إلخ.. وهناك من يشير لها عن طريق العدد مثلاً.. و كتير بنلقى عبارة ("واحد واربعين" بت البلافو الضايق) أو ("سبعين" قصبة الوادي الزَرَقْ شاتيهو ).. و حتى (إسمك ما بجيبو الناس تشيلو تخربو) زي ما بغنيها عمر الحواري – فنان شعبي من منطقة كبوشية - إذ يقول في واحدة من رمياته: مشتُول القِرير السِيدُو مَتّن دَربُو إِسمِك ما بجِيبُو الناس تشِيلُو تخربُو سَهمِك مُدفَع ألمانيا البي قُوَتُو أعلن حَربُو قصدِي انا مِنِّك شبَّال واحد أتسحَّربُو (يطربني كثيراً هذا العمر). وحتى الهمباتة كثيراً ما يذكرون أن مالهم الذي يكسبوهو من الهمبتة - ود ضحوية مثلا- إنما يذهب للصاحبة والتي هي ليست بت القبيلة وقطعاً ليست هي بت العم.
فمن اي باب يمكن ان نفهم قول الحاردلو هذا في مشية بنت عمه؟؟ (تاتي المشية خلّي النّاس تموت بي غيّك) بحسب ظني أن مجتمع الدوبيت مسموح لشاعر الدوبيت أن يقول ذلك القول في اي واحدة، بس بت القبيلة لا. أما بت العم، فدي خطوط حمراء عديل.
والله رايكم شنو؟؟؟؟؟؟
مع خالص التحايا لكم جميعاً
------------------------------------ ------------------------------------ سلامات يا الجندرية .. كيف حالك وتراث والعيال.. وأنا بكتب في المداخلة دي، قاعد اسمع في أغنية للفنان الشعبي البُشرى جاد السيد - شمال غرب شندي- عندو دوبيتة..يسبق بها أغنية "الارباب سعيد"، تقول الدوبيتة: قُول للبُشرىَ عينيَّ الغَمِيد جَافَاهَا ودرَّتا وبِقِيت بالكَلمة بَتلافَاها شارَطنِي وشِرُوطُو معاي قِبيل وفَّاها مَكنَة قلبي حوَّلا باليمين ..لفَّــــاها ------------- ---------- قُول للبُشرىَ عينيّ والغَمِيد إتجافو من الودعونا وتاني ما بِنشَافو الشتلْ البَرَد ليلُو وضرَب عسَّافو طبَّق قلبي في الشنطة ورِكِب صَفصافو
هههه.. طبَّق قلبي في الشنطة..ورِكِب صَفصافو..سفريات الصفصاف الباص السفري السياحي. بعدين عاجباني جداً منِّو حكاية "قول للبشرى" دي ..وهو نفسه البشرى.
هذا مع التحايا
------------------------------- --------------------------------
Quote: ندوة «فن الدوبيت» بمعهد البروفيسور عبد الله الطيب |
أخونا عمر صديق ..كيف حالك.. ياخي (علي صالح طمبل) دا، بالجد رصد الندوة رصد مافيهو كلام. ملخص شامل لندوة عامرة وحافلة بالآراء.
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: حمور زيادة)
|
Quote: ورغم تكريسي لرسالتي الحياتية في قضية المرأة والتي تقف على النقيض من هذا التنميط النوعي، إلاّ إنّني لم أملك إلاّ أن أعجب بهذا الشعر وأردّده دون وعي |
كذلك و رغم المذكور أعلاه؛ فإنها كانت تردد – إن بوعي أو دون وعي – أبيات محمد الحسن التي قالها فيها – رغم حسيتها الصاخبة - بل و كانت؛ في تلك الليلة؛ تسابقه في إلقائها .. فتأمل!
Quote: ضقته مسرّج القشّاش يخب عنّافي وضقته محكّر النّضم أبتمانية قوافي ضقته مواقل أبكفلا نهيدو يلافي علاّ فقدتك الناهدة ولقيتك مافي! |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: gessan)
|
Quote: بحسب ظني أن مجتمع الدوبيت مسموح لشاعر الدوبيت أن يقول ذلك القول في اي واحدة، بس بت القبيلة لا. أما بت العم، فدي خطوط حمراء عديل.
والله رايكم شنو؟؟؟؟ |
gessan سلام عبد العزيز ود ناس حمد البابكم مابنسد دا الكلام الأشرت ليه في مداخلتي لحمور دايرنكم تنزعوا القداسة وتتجردوا للتصحيح هناك ما هو أوسع وأكبر فلا تستغرب إن قلت لك اننا في البادية لانرى في موسوعة البروفيسور عون الشريف ما يستوقفنا بل نحسبها موجهة لأهل المدينة ونتجاوز عن بعض مالايتفق مع فهم أهل البوادي بإعتبار أنها معني بها أو موجهة لأولئك المؤلفة قلوبهم من أهل الحضر
أما قولك الذي اتفق معك فيه حمور وهو إنشغال الكاتب حسن ظن منك خالف سوء ظني فقد ظننت أن الكاتب في وادي والمداخلات في وادي وهذا ما أشرت له بالنواة والمدارات حولها حيث ان التغيير الكيميائي لايمكن تغييره لذلك نعول عليكم الإلتافاف والقرب حول ومن هذه الحقول
فأنا لا مسعدي حظي ولا زمني
ولك التحاياالطيبات وعليك السلام أرداف.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: حمور زيادة)
|
[2] لعلّك – أيها المكرّم – قرأت ما تقدم في المقالين السابقين من هذه السلسلة عن عشاء ثقافي مرتجل دعا إليه الاستاذ عمر عشاري بمنزله ذات ليلة رمضانية. ثم جرّ ذلكم العشاء مثاقفة و جدلاً عن المرأة في شعر الدوبيت، ابتدرته أنيقة القلم د. ناهد محمد الحسن في زاويتها "حكايتهن .. حكايتي" بصحيفة "أجراس الحرية". فكتبت عن المرأة في شعر الدوبيت و كيف انها عقدت العزم – وفقها الله – على "العمل بجدية في تعديل صورة المرأة في شعر الدوبيت"، الأمر الذي أدعي أنا في المقالات التي بين يديك أنه عجيب لا سيما مع ما كتبته د. ناهد و ما حاولت به أن تعرض رؤيتها. و قد كانت المقالة الثانية في هذه السلسلة عن مدخل د. ناهد الخاطئ في النظر الى شعر الدوبيت باعتباره شعراً محلياً. و قديما قال الأصوليون ان الحكم على الشئ فرع عن تصوره. فإن لم تملك د. ناهد النظرة الكلية لشعر الدوبيت من حيث أصوله ، و تطوره ، و أوزانه ، و أغراضه ، و صوره الفنية فإنها أعجز ما تكون – رغم قدرتها – عن تغيير حركة في وزنه أو سكون، ناهيك عن تغيير صورة فنية فيه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: حمور زيادة)
|
[3] قالت د. ناهد محمد الحسن : "وقد وضح لي في تلك الليلة إنّ الطفرات الدوبيتية الفكرية التي ابتدرها العبادي والقدال وغيرهما لم تبارح أناشيد النخب الثورية وما زال شعراء البطانة الشباب أسيرى الأدوار التقليدية للمسادير التي تتراوح بين الطبيعة والصيد والغزل الحسي للمرأة والشجاعة والفروسية والفخر والحيوان وغيرها". ( أجراس الحرية 28سبتمبر 2009 ) و العجب من قول د. ناهد هذا لا ينقضي إن تأملته. فهو أولاً ما ترك شيئاً مما يقال فيه الشعر إلا و أحصاه و حشره في صفة التقليدية التي جاءت بصيغة الذم، و احتاطت لما سقط عنها سهواً بقولها " و غيرها ". فما هي ضروب الشعر إن لم تكن غزلاً، و وصفاً ، و فخراً، و مدحاً ؟ لم تبق د. ناهد إلا المراثي و الهجاء و شعر الحكمة ، و أظنها داخلة في قولها " و غيرها " ضرورة. و كل هذه الضروب لخصها شيخنا استاذ الصنعة عبد الله الطيب في رؤيته أن الشعر العربي لا يخرج عن المدح و الهجاء. فكل صنف من أصناف الشعر راجع الى أحدهما بشكل أو آخر. و ترى د. ناهد أن هذه الأنواع إنما هي تقليدية أسرت شعراء الدوبيت، لكنها لم تتفضل بضرب مثل جديد لأغراض الشعر غير ما ذكرت. و لعل د. ناهد غلبت عليها رؤيتها المسبقة فلم تنتبه لهذا و سبق به قلمها، لكن ماذا عسانا نقول عن شعرها الذي أوردته في ذات المقالة تقول فيه : شن طعمو النّهيد الحدّو فكّة حيرة بتي الفالحة نور فاهمة وسمح تفكيرة مالفارغة ام حجيل تمشي وتهز في سديرة وياك سمت الرجال الما بخفرو الجيرة نضمك في الجسوم ودّر معاني كبيرة قلبي مكجّن النضم الهمومو فطيرة فهو لا يخرج عن المواضيع التقليدية التي أزرت بها و لامت عليها شعراء البطانة. فأبيات د. ناهد هذه إن تأملت – يا رعاك الله – إنما هي فخر و مدح و هجاء. و الفخر فيها هو الفخر. لا يخرجه عن التقليدية أنه قيل فخراً بالابنة – و هي نِعم المفخرة- و خلقها. هل ترى – أيها المكرّم – فرقا بين فخر د. ناهد و فخر الطيب ود ضحوية حين يقول: ناس أب آمنة شدوهن مع الأوكات عقدوا الشورة من تقلي و عقيدن فات أبوك يا الزينة الخجّا المديريات أبوك يا الزينة عكاز التقيلة ان جات فالعجب كل العجب من د. ناهد تنعي على شعراء البطانة الشباب تقليديتهم و نزعتهم للفخر ثم تفعلها. فكأنها نقضت غزلها. و ماذلك لتناقض إنما هو الحس السليم. تبعته د. ناهد فخرج شعرها فخراً و مدحا و هجاء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: حمور زيادة)
|
[4] و أنت إن تأملت ما خطته د. ناهد محمد الحسن بتأنيّ تحسها تتجاهل علاقة الوزن بالموضوع. فتسأل و أنت من الدهشة في غاية هل تحسب د. ناهد أن كل وزن من أوزان الشعر صالح لتناول أي موضوع يعنّ للقائل ؟ إني أعيذ باحثتنا الحصيفة عن ظن كهذا. فإن للوزن سلطة و سطوة. و هو غرض كغرض الإنشاء لا يمكن تجاوزها اعتباطاً. و اتفاق الوزن مع الغرض ليس جهدا فكريا و لا عنت عقلي يمكن إعمال العقل و الفكر فيه و ادماغ الأيدلوجية و الثقافة. بل هو حس و عاطفة. أترى معلقة عمرو بن كلثوم : ألا هبي بصحنك فاصبحينا و لا تبقي خمور الأندرينا أتراها كانت تأتي على هذا النسق من الفخر و تبث في سامعها رعشة من العجب و التيه إن كانت على غير بحر الوافر ؟ و بحر الوافر بتقطيعه في هذه القصيدة : مفاعيلن مفاعلتن فعولن مفاعيلن مفاعيلن فعول هو ما يبعث فيها حياة و حرارة. و هو ما جعلها تستحق قول القائل : ألهى بني تغلب عن كل مكرمة قصيدة قالها عمرو بن كلثوم فالوزن كاللفظ في الشعر سواء بسواء. بل للوزن غلبة على الموضوع و طابع. يقول استاذ الاساتيذ عبد الله الطيب في مرشده (1/476) ان الغزل الجاد يكون ببحر الطويل ، بينما يحتاج الغزل العبثي لأوزان قصار. فهذه طبائع لو خالفها الشاعر لمجت قصيدته النفس و قلتها. و لن تشفع له روعة صوره و عظيم فكره. [5] يقول د. سيد حريز في "فن المسدار" (ص: 44 ) : " و الدوبيت الذي اختاره شعراء المسادير كقالب لأشعارهم ، و الذي يمثل عماد الشعر الشعبي السوداني، عبارة عن رباعيات رجزية تشبه الى حد كبير وزن الرجز الذي عرفه العرب منذ العصر الجاهلي". فعلى د. ناهد محمد الحسن قبل أن تحكم على موضوع شعر الدوبيت أن تحكم على وزنه و قالبه. و تحتاج قبل دعوتها لتغيير المواضيع أو الصور الفنية في شعر الدوبيت أن تكلّف نفسها اثبات توافق جديد مواضيعها و صورها الفنية مع أوزان الدوبيت. لكنها لم تتطرق لذلك سامحها الله. بل ذهبت تنتقد شعراء البطانة الشباب أنهم كتبوا عن الغزل الحسي و الصيد و الطبيعة و الفخر و غيرها بصور لم ترها هي مرضية و اختارت صورة المرأة لتعمل على تغييرها. إن الغزل كما تقدم في كلام استاذ الصنعة عبد الله الطيب فيه جاد و فيه عبثي. و لكل صورة منه بحر و وزن. فهل فكّرت د. ناهد أو قدّرت موافقة صورة المرأة في شعر الدوبيت مع وزنه ؟ هل تناسب أوزان الدوبيت الغزل الحسي و تكاد تفرضه ؟ أم انها التقليدية من شعراء الدوبيت و العجز عن الابداع ؟ هل تتوافق صورة المرأة الجديدة مع هذه الأوزان ؟ هل تحسب د. ناهد أن تناول مواضيع فكرية و جندرية ممكن بوزن الرجز الذي يأتي عليه الدوبيت دون أن يخل ذلك بجودة القصيد ؟ هل فات عليها أن للمواضيع الفكرية و العميقة أوزاناً أكثر موائمة من وزن الدوبيت ؟ لقد أشارت د. ناهد في حديثها في العشاء الثقافي و في الصحيفة اشارات مستترة الى بعض تجارب شعرية لكنها لم تحاول بسطها لتنظر مدى توافق أغراضها مع أوزان شعر الدوبيت من عدمه. تخطئ د. ناهد محمد الحسن إن هي ظنت أوزان الشعر سهولاً مفتوحة لا ضابط لها و لا صنعة و احتراف في اختيار تناغم الوزن مع الموضوع. و الدوبيت كشعر عربي له وزن محدد لا يخرج عنه – أو هو لم يفعل بعد – لابد أن تتسق مواضيعه و صوره مع هذا الوزن.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: حمور زيادة)
|
Quote: و لعل د. ناهد غلبت عليها رؤيتها المسبقة فلم تنتبه لهذا و سبق به قلمها، لكن ماذا عسانا نقول عن شعرها الذي أوردته في ذات المقالة تقول فيه :
شن طعمو النّهيد الحدّو فكّة حيرة بتي الفالحة نور فاهمة وسمح تفكيرة مالفارغة ام حجيل تمشي وتهز في سديرة وياك سمت الرجال الما بخفرو الجيرة نضمك في الجسوم ودّر معاني كبيرة قلبي مكجّن النضم الهمومو فطيرة |
كان فكّة حيرة ما عارف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: حمور زيادة)
|
Quote: و قد كانت المقالة الثانية في هذه السلسلة عن مدخل د. ناهد الخاطئ في النظر الى شعر الدوبيت باعتباره شعراً محلياً. و قديما قال الأصوليون ان الحكم على الشئ فرع عن تصوره. فإن لم تملك د. ناهد النظرة الكلية لشعر الدوبيت من حيث أصوله ، و تطوره ، و أوزانه ، و أغراضه ، و صوره الفنية فإنها أعجز ما تكون – رغم قدرتها – عن تغيير حركة في وزنه أو سكون، ناهيك عن تغيير صورة فنية فيه. |
Quote: و العجب من قول د. ناهد هذا لا ينقضي إن تأملته |
وإنا معك لمتعجبون ياحمور !!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا عن المرأة في شعر الدوبيت !! (تعقيب على دكتورة ناهد محمد الحسن ) (Re: حمور زيادة)
|
Quote: تعرف حتى بعض صورو مأخودة من جزيرة العرب تعرف " بيشة " الواردة في "اسد بيشة المهضلم " منطقة بجنوب السعودية مشهورة بالاسود ؟ |
ياقيقا سلام انت عاوز ليك عشاء ثقافي جغرافي بيشة منطقة في القاش ، وبما ان اغلب (لاحظ اغلب دي ) شعراء الدوبيت ناس بطانة فان القاش يمثل امتدادهم الجغرافي الذي يخبرونه جيدا..... ماتبقي زي الصحفي العربي الذي ارجع معني كسلا لكلمة كسل في اللغة العربية، وعشان ماتزرزني بيشة دي حاليا تحمل نفس الاسم لكن اظن (وبعض الظن اثم) تتبع حاليا لارتريا، زي قرية اخوك حسين ملاسي سكنها في السودان ومراحاتها في ارتريا
| |
|
|
|
|
|
|
|