دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: أحمد سليمان المحامي .. حين توقفت الخطى (Re: حمور زيادة)
|
[1] فتح عينيه و نظر الى زوجته .. بصوت خافت قال لها : " أنا ماشي ". ارتعدت .. فضلت أن لا تجبه حتى لا يكرر جملته القصيرة التي أفزعتها. نظر إليها و سألها : " التلاتا متين ؟ ". بعد جهد أفلحت في تغيير مجرى الحديث. بعد أربعة أيام .. في مستشفى بولاية كانساس في الغرب الأوسط بالولايات المتحدة الأمريكية أعلن الأطباء وفاة أحمد سليمان نتيجة نوبة قلبية. أحد أبناء أخيه أقل زوجته عائدا بها الى المنزل .. في الطريق سألته : " الليلة شنو ؟ ". .. ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد سليمان المحامي .. حين توقفت الخطى (Re: حمور زيادة)
|
[3] ولد أحمد سليمان محمد أحمد الذي اشتهر طول عمره باسم احمد سليمان المحامي بأم درمان في الرابع عشر من يناير عام 1924.و امتدت رحلته حتى 31 مارس 2009 ليستقر في مثواه الأخير في ام درمان أيضا. منها و إليها. رحلة ملئها تاريخ و نضال و تحولات و شموخ. و شخصية واحدة لم تتغير. كان أحمد سليمان دوما هو أحمد سليمان. لم يتغير و لم يتبدل.ببشاشته و نكتته و ثقافته و روحه الحلوة التي تأسر الكل. عاش ليثبت أن قيمة الانسان هي نفسه لا الجانب الذي ينتمي إليه. و قد فعل. باب بيته لا تطرقه لتفتح لك خادمة. فإما يفتح لك أحد أهل البيت كشأن كرام أولاد البلد أو تجد الباب فاتحا فتدخل بنفسك لتجد أحمد سليمان صديق عبد الناصر الشخصي و الرجل المقرب للاتحاد السوفيتي السابق و الوزير و السفير و أحد أخطر رجال السودان جالسا على أرجوحة يسبح و جواره المصحف و جهاز الراديو و كتاب منتقى غالبا ما يكون باللغة الانجليزية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد سليمان المحامي .. حين توقفت الخطى (Re: حمور زيادة)
|
[4] أحمد ود سليمان ود محمد احمد. أحمد ود صفية بت الريح ود حامد. الامدرماني الصميم. ينتمي نسبه الى المحس و الشيخ أرباب العقائد. والده رجل تقي ديّن يحكى عنه الصلاح و حسن الصيت. و جده الريح ود حامد أحد رجالات المهدية و متعلميها و أمين بيت مالها ببربر. في رسالته الى الخليفة عبد الله التعايشي بتاريخ 25/8/1888 كتب الأمير عبد الرحمن النجومي و هو يتقدم الى مصرعه في توشكي : " و جزا الله الأحباب محمد أحمد البدري و الريح حامد خير فإنهم حاضرون على ذلك كله و باذلون جهدهم في تنفير المذكورين معنا و غير ذلك من أوجه المساعدة كما وجدناهم على ذلك من قبل ". أما الشيخ بابكر بدري فكتب في تاريخ حياته (1/256-257) عن الريح ود حامد و أمانته في طلب العشور و شدته في الحق. و لقبه بـ " عمي الريح حامد ". أتراه من أجداده ورث أحمد سليمان ما اتصف به من إيمان و شدة في معتقده ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد سليمان المحامي .. حين توقفت الخطى (Re: حمور زيادة)
|
[5] ولج أحمد سليمان بوابة السياسة من بابها اليسار. في مصر على يد هنري كورييل تلقى رسالة الماركسية و تشربها. و عن هنري كورييل آمن بمقولة لينين أن السلطة تقرر واقع الحال و أن كل شئ يخضع لحكمها و هي التي تجعل المستحيل أمرا ممكنا و قدرا معلوما. و هو الإيمان الذي استمر معه حتى فجر الخلاف مع رفيق دربه عبد الخالق محجوب حول السلطة التي يحق لها أن تقرر هذا الواقع. فكتب أحمد سليمان في ديسمبر من العام 1968 أن القوات المسلحة هي أمل الإنقاذ الوحيد للسودان من الحال الذي وصل إليه. و رد عليه عبد الخالق محجوب معترضا. و كان عبد الخالق قبلها في كتابه "المدارس الاشتراكية في إفريقيا" قد قال أنه من الممكن بناء الاشتراكية في بعض البلدان دون حزب شيوعي و أيد الناصرية و الطريق غير الرأسمالي لعبد الناصر في مصر . و كان ناصر قد دعا الشيوعيين للانخراط في صفوف الثورة بدون جسم الحزب الشيوعي المصري و أيد عبد الخالق هذه الخطوة. و هو ذات ما طالب به نميري بعد ذلك في نوفمبر عام 1969 فرفضه عبد الخالق محجوب و وصف نميري بالبرجوازي الصغير. فتفجر الخلاف مرة أخرى مع رفيق الدرب أحمد سليمان حين كتب متسائلا عما يجعل عبد الناصر ديموقراطيا ثوريا و نميري برجوازيا صغيرا. و سأل أحمد سليمان المؤمن بدور السلطة في بناء الاشتراكية كيف يمكن تحقيق الاشتراكية في مصر دون حزب شيوعي بينما يشترط ذلك في السودان و هو أقل تطورا. عام 1970 كانت النهاية بين صاحبي الزمن القديم عبد الخالق و أحمد و اتجه أحمد سليمان و فاروق أبو عيسى و معاوية سورج الى مركب الرئيس نميري و السلطة التي تحقق الاشتراكية و تمترس عبد الخالق محجوب بالحزب و سارت الأحداث في الاتجاه الحزين الذي انتهى بعبد الخالق و الشفيع الى المشنقة و نقد الى تحت الأرض.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد سليمان المحامي .. حين توقفت الخطى (Re: حمور زيادة)
|
[7] هل كانت مصادفة تلك التي جعلت أحمد سليمان يعنون مذكراته بـ " و مشيناها خطى " ؟ و هي استعارة من شعر الدريني المصري ( و قيل ابن فارس الرازي اللغوي و في نسبة الشعر خلاف معروف ) : إذا ما ضاق صدرك من بلاد .. ترحل طالبا بلدا سواه عجبت لمن يقيم بأرض ذل .. وأرض الله واسعة فضاها فذاك من الرجال قليل عقل .. بليد ليس يدري ما طحاها فنفسك فز بها إن خفت ضيما .. وخلي الدار تنعي من بناها فإنك واجد أرضا بأرض .. ونفسك لا تجد نفسا سواها مشيناها خطى كتبت علينا .. ومن كتبت عليه خطى مشاها ومن كانت منيته بأرض .. فليس يموت في أرض سواها أهي المصادفة أم الحكمة الإلهية التي جعلت هذه الأبيات تجسد رحلة أحمد سليمان .. فصدره الذي ضاق باليسار و ترحل طالبا إيمانا سواه و سجل ذلك في كتابه " و مشيناها خطى .. صفحات من ذكريات شيوعي اهتدى " ( صدر منه الجزءان الأول و الثاني و لازال الثالث و الرابع حبيسي المخطوطات ينتظران النشر .. و قد كتب أغلبه في لندن في منزل صديقه المادح رغم اختلاف المذاهب ) .. فلم يقم أحمد سليمان في ارض الذل بعد أن أقاله رفيق الدرب عبد الخالق و هو في رحلة عمل هبط أثناءها في القاهرة فأخبره عبد الناصر بالخبر. خرج أحمد عن اليسار و تركه ينعى من بناه.. ذهب القادة و الرجال الذين بنوا اليسار و تفرقوا بين الولاء لنميري و مقصلته .. و وجد أحمد لنفسه أرضا أخرى .. في رحاب اليمين الإسلامي .. رغم انه و لسنوات بعد إغلاقه صفحة اليسار ظل يؤكد أنه لن ينضم للحركة الإسلامية رغم محاولات شيخها حسن الترابي المضنية لضمه إليها .. لكنه و بعد سنوات انضم إليها و قال بذات الشجاعة التي كان في حكومة أكتوبر قد أعلن بها أنه يقسم بشرفه الماركسي لتولي الوزارة و لا شئ غير شرفه الماركسي ، بذات الشجاعة أعلن أنه قد انتقد الإسلاميين من الخارج لكنه حين عاشرهم وجدهم جيدين. من أين يستمد هذا الرجل هذه الشجاعة ؟ هذه القوة ؟ هذه الجراءة لقول ما يعتقد بلا خوف ؟ ام كدادة ما ذنبها . من غيره كان يجرؤ أن يكتب هذا ؟ على مسئوليتي . كانت " الراية " الإسلامية أحيانا لا تتحملها. كان صريحا حتى أن زوجته كانت تخشى لقائه بالصحفيين لأنه لا يجامل و لا يهاب. في جمل بسيطة قصيرة يقول رأيه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد سليمان المحامي .. حين توقفت الخطى (Re: حمور زيادة)
|
[9] محمود محمد طه؟ يا سلام.. رجل عالم ما في كلام و إعدامه كان خطأً كبيراً.. جعفر نميري؟ راجل أخونا والله.. وكنا أصدقاء.. وربما يهدينا ويغفر لينا. محمد إبراهيم نقد؟ سياسي حاذق ملحلح أكثر من عبد الخالق فهو morecraft وبالمناسبة يمتلك أعذب الأصوات إذا ما غنى وهو رجل فنان. جريدة الصحافة 18/3/2008
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد سليمان المحامي .. حين توقفت الخطى (Re: حمور زيادة)
|
[11]
كلما جالست أو قرأت لأحمد سليمان قلت " قاتل الله السياسة فهي مضيعة قاتله ". أحمد سليمان أديب ترى في اعتداده من نفس العقاد شئ غير يسير. و كان هو من أهداني كتاب أنيس منصور " في صالون العقاد " و كان به حفيا .. و مازلت أنا بالكتاب و من كتبه و من كتب فيه و من أهداه لي. و حين تقرأ له تجد أدبا و بلاغة ذهبت مع جيلها عند أحمد خير و محمد أحمد محجوب و بقيت فخورة بأحمد سليمان حتى فجعها في نفسه. اقرأ له و هو يقول : " و كان مثلنا و نحن نناطح إجماع الشعب و التقاء إرادة كافة أحزابه كمثل الوعل الذي ناطح الصخر ففقد قرنيه و كالهقل غدا يبتغي قرنا فلم يرجع بأذنيه فقد زادنا موقفنا المعارض للاتفاقية عزلة ، و كنا نحسب أننا على صواب ". ( و مشيناها خطى – 2/201) و قل لي بربك هل هذا تأريخ لموقف الحزب الشيوعي من اتفاقية الحكم الذاتي أم هو قطعة بلاغية أدبية تستحق الاحتفاء ؟ أو اقرأ له قوله : " و أقبلت الوزارة على أزهري تجرجر أذيالها كشأن الخلافة مع المهدي العباسي الذي قال فيها أبو العتاهية شعرا لا زالت الأجيال تردده من بعده. أتته الخلافة منقادة .. إليه تجرجر أذيالها فلم تك تصلح إلا له.. و لم يكن يصلح ألا لها و لو رامها أحد غيره .. لزلزلت الأرض زلزالها و ظن الأزهري أنه قادر عليها و بدأ ينظم شئون البيت كما يقول التعبير الانجليزي و مضت أسابيع الحكم الأولى هانئة راغدة " ( و مشيناها خطى – 2/226) أي جزالة و أي سلاسة و حسن اطلاع و مقاربة . هذا هو أدب الرجل الذي سرقته السياسة فتولى وزارة الزراعة و الغابات و الاقتصاد و التجارة و الصناعة و العدل. هذه هي ثقافة الرجل الذي أخذته السياسة فأسفرته في رحاب الأرض سفيرا في موسكو و لندن و واشنطون.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد سليمان المحامي .. حين توقفت الخطى (Re: حمور زيادة)
|
[12] في شهر أكتوبر 2008 انتقل احمد سليمان من واشنطون الى كانساس في زيارة لقضاء شهر رمضان مع ابن أخيه. كانساس تقع في الغرب الأوسط للولايات المتحدة الأمريكية. و تمتاز بجو معتدل اقرب للدفء ناسب صحة الشيخ الذي تقلبت به الدنيا و تقلب بها و شهد صعود الرفاق و هبوطهم و تجلي الأصدقاء و رحيلهم. قضى احمد سليمان أيامه في كانساس يمارس رياضة المشي التي كان يحب ممارستها على شاطئ النيل في ام درمان و قراءة القرآن الذي لم يمله و ازدادت الساعات المخصصة له في جدوله اليومي. و في أخر أيام شهر رمضان أصيب بجلطة قرر الأطباء أنه لن ينجو منها. لكن السياسي العنيد كان يملك ما يزعج به الطبيب الباكستاني تماما كما كان يفعل مع السلطات الاستعمارية في السودان أيام عمله بالجبهة المعادية للاستعمار. فاجتاز الغيبوبة و أفاق حاضر الذهن ليعود الى مصحفه مرة أخرى. و كأنما كانت إفاقة الأيام الخمسة عشر لمجرد أن يثبت أنه ما زال أحمد سليمان الذي يستعصى على القيود و الأوامر. فبعدها عاد الى الانتكاسة مرة أخرى ليصارع أجله حتى حانت منيته بأرض ما كان ليموت بأرض سواها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد سليمان المحامي .. حين توقفت الخطى (Re: حمور زيادة)
|
[14] يا سيدي أحمد ود صفية .. كنت السواد لمقلتي .. يبكي عليك الناظرُ من شاء بعدك فليمت.. فعليك كنت أحاذرُ واحرنا و انت تأتينا محمولا بنعش بلاد الفرنجة كما جاء قبلك الطيب صالح و الشريف الهندي و غيرهما من عظماء بلادي. كل هذا المجد و التاريخ و النقاء في صندوق يضعونه في باطن الأرض و يهيلون عليه التراب. تعسا لنا إذ فارقتنا و يا طول ليالي حزننا بعدك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد سليمان المحامي .. حين توقفت الخطى (Re: Amjed)
|
يا أمجد يا صديقي .. رجال افضوا الى ربهم بعد أن قدموا ما يستطيعون علينا أن نستفيد من صوابهم و نحذر اخطائهم اكثر من ان نحاول صلبهم امواتا كما يفعل البعض حنقا على اخطائهم. ليتنا ننظر الى الماضي لنؤسس به للغد. فان التاريخ لا يرحم من ينظر الى الماضي ليعيش في صراعاته فقط. رحمهم الله اجمعين بشتى خلافاتهم و اختلافاتهم.
شكرا لك يا صاحبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد سليمان المحامي .. حين توقفت الخطى (Re: حمور زيادة)
|
الرجل الذى عاش حياته بالطول والعرض وكان حاضرا دائما حضورا كاملا فى كل الاحداث لاكثر من ستين عاما ثم انتهى بحسن الخاتمة هو رجل يحتاج جيلنا بحق الى سبر اغوار العظمة فيه بكامل الشفافية وقد وضعته فى قفص الاتهام فى حلقات نشرت تحت اسم (محكمة التاريخ) حتى قال لى(خلاص مافى زول غيرى تحاكمو ) واطلق ضحكته المعهودة متمتما..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد سليمان المحامي .. حين توقفت الخطى (Re: amar adam)
|
شد على كفي بالوداع ، مربتاً على كتفي الأيمن، "" شد حيلك ، انتبه لي نفسك، سلم لي علي حاج الطاهر ، تمشي وتجي بالسلامة ." أطلق يدي ، ثم " طيب...."". ورأيت يده تمند إلى جيبه ، "شكراً يا زميل ، شكراً ، التجاني دنكلني تمام ،"" ........ مبتسماً ، ""طيب ، شد حيلك"" أحسست وكأن عيناه تترقرقان بالدموع ، ومضيت .
عليه الرحمة.
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد سليمان المحامي .. حين توقفت الخطى (Re: dardiri satti)
|
Quote: الرجل الذى عاش حياته بالطول والعرض وكان حاضرا دائما حضورا كاملا فى كل الاحداث لاكثر من ستين عاما ثم انتهى بحسن الخاتمة هو رجل يحتاج جيلنا بحق الى سبر اغوار العظمة فيه بكامل الشفافية وقد وضعته فى قفص الاتهام فى حلقات نشرت تحت اسم (محكمة التاريخ) حتى قال لى(خلاص مافى زول غيرى تحاكمو ) واطلق ضحكته المعهودة متمتما.. |
العزيز عمار .. أحمد سليمان عاش في عين الموت و ابتسامة المجد .. حياة غريبة مليئة بالاسرار و التحولات و الكفاح .. و نحسبه مات على خاتمة خير و لا نذكي على الله احدا( انا و انت سمعنا حكايات من رافقوه في اللحظات الاخيرة و حديثهم عن تسبيحه الذي لا يفتر حتى و هو في الغيبوبة .. نحسبها علامات خير ان شاء الله ) لاشك أن تاريخ عديد من الساسة السودانيين هو درس هام لنا و لمن بعدنا. للاسف تقتل الثقافة الشفهية كثير من التجارب و يتحول السياسي بعد موته الى اسطورة شفهية على لسان محبيه او كارهيه. يحمد لأحمد سليمان رحمه الله أنه اهتم بالتدوين .. و أنه لم يجبن قط عن الاجابة على سؤالات التاريخ .. وحده او استجابة لاخرين ( كمحكمتك للتاريخ ) ليتنا نستفيد من هذه التجارب.
هل نطالب بقانون يلزم السياسي بتوثيق تجربته في مذكرات ما أن يبلغ الستين ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحمد سليمان المحامي .. حين توقفت الخطى (Re: حمور زيادة)
|
الدرديري .. استوقفتني هذه العبارة في حكايتك المغزولة بروعة .. كنت قد لاحظت منذ سنوات ان لغة احمد سليمان المحامي رحمه الله هي لغة ابن البلد العادي .. لقد سمحت لي الدنيا ان التقي بكثير من الساسة و القادة و اهل المال .. منهم من نشأ في احياء عادية في غمار الناس .. منهم من نشأ في قرى اقليمية فقيرة نائية .. لكن اغلبهم تعلم الفاظ المال و السياسة و فقد لهجة رجل الشارع العادي و الفاظه .. الا هذا الرجل .. كانت الفاظه دوما غريبة حين تنتبه الى انها تخرج من سفير و وزير و احد صناع السودان الحديث .. احمد سليمان المحامي رحمه الله لم يفقد نكهة ابن البلد رغم كل ما ناله من هذه الدنيا .. ظل دوما احمد سليمان هو احمد سليمان
كأني اسمعه الان بلهجته الخفيفه السريعة يقول لك: ""طيب ، شد حيلك""
رحمه الله
| |
|
|
|
|
|
|
|