ما أن خطا خارجا حتى دلف متاهات الحيرة . تلقاه الطريق بضوضائه و لفح وهجه فأحس انتقاله بين عالمين . جسده لم يزل يشع برودة أجهزة التكييف ، و رجع الصمت في أذنيه يدوي حد الصمم . أما ذهنه فغاص في لجج الأسى . تلقفه المجد في يومه هذا ، و لاحت له بيارق عليائه تحف جنبات درب مستقبله . قال له المدير : - " سر على هذا الطريق و أنا أتعهد لك بباهر النجاح " .
صفق زملائه كثيراً . بين مغتبط و حاسد . و التصقت به رحاب في زحام المهنئين . أولته لين ثدييها و همست : - " مبروك " . تلقفها احساسه ، و فاضت بدفئها جوانحه . و حين استدارت مبتعدة لمست كفه برقة خلسة كفراشة تستودع سرها الزهرة .
لكنه كان يتلفت عبثاً باحثاً عن مذاق هذا كله فلا يجده . ضمته القاعة مع كثير من زملائه فصخبوا و أسلم هو أذنيه للصمم . اللاشئ .. كان حصاده من يوم تمناه طويلاً .
04-04-2009, 10:20 AM
حمور زيادة
حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
وقف المدير مستأذناً الحشد : - " اسمحوا لي أن أستعير آدم لدقائق " . تبعه الى مكتبه كأنه على السحب يسير . - " سلم جواز سفرك الى مكتب العلاقات العامة و سنعد لك ما يلزم " . - " متى يتوقعون وصولي ؟ " . - " طلبوا أن تبدأ دورة تأهيلية في أول الشهر القادم . فعليك أن تسافر خلال عشرة أيام " . عندما هم أن يغلق الباب خلفه قال له : - " تعلم أن كثيرين رغبوا في هذا المنصب . لكنك أجدرهم . هذه من المرات القلائل التي أرى فيها الترقيات تذهب الى مستحقيها . فاحمد حظك ما شئت " . الحظ .. و طويل اجتهاد و صميم رق . انها نهاية ليالي الأمنيات . كم مد أحلامه شوقاً الى لحظته هذه . فماله يحصد من مشاعره اللاشئ ؟ كسجين أخذ من ضيق زنزانة الى أخرى .
04-04-2009, 10:22 AM
حمور زيادة
حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
جوار سيارته وجد رحاب تنتظر . - " ستغادرنا !! " . - " كان لابد أن يغادر أحد " . أسبلت جفنيها و نطقت أنوثتها : - " سأفتقدك " . بجرأة نظر الى جسدها فابتسمت في حياء مفتعل . - " ربما نلتقي قبل السفر " . بذكاء قالت متغابية : - " سنلتقي كل يوم في المكتب الى أن تسافر " . لم يجب . فواصلت : - " لعلك تقصد أن نلتقي .. وحدنا ؟! " . أجاب بسرعة : - " من يدري ؟ " . و حين قاد سيارته مبتعداً نظر الى المرأة فوجدها تقف حيث تركها مرسلة عينيها و الأشواق خلفه . أما هو فتخترقه الحيرة و يقتاته التردد .
04-04-2009, 10:23 AM
حمور زيادة
حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
يتحرق بداخله الماضي . و من رفات مشاعره تبعث الأشياء متفلتة . انخرط في قطعان السيارات المتحركة . قاد يمنة و يسرة و دواخله تصخب بذكرياته . و حين برزت أمامه الأمنيات صاح حائراً : - " ما جدوى كل هذا ؟ ! " . ما له يفتقد ما ترك . طوعاً اختار طريقه .. استهواه فلم يتردد و لا نظر وراءه . فماله يستشعر الضياع الأن ؟ تائه هو .. و هي تومض بعيداً .. خلف غيوم الطموح و أنواء الطمع . أتراه ذاك الضياء الملوح من غيهب ذكرياته هو المرسى ؟ أتراه ؟ أتراه ؟ تجلت له الرغبات .. و انكشف عنه غطائه . كأنها الغيبوبة طالت ثم جاء أجلها فحملت عصاها و رحلت . فاجأه الضياء كخارج من دهليز مظلم . الآن لا جدوى من محاولات الهرب . عرف طريقه و إن جهل الغاية . اليها تتجه الأشواق و موؤداً يتبعها .
04-04-2009, 10:25 AM
حمور زيادة
حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
حين أوقف سيارته كان قد استمد جرأة الجنون . طرق باب المنزل الذي طالما علق آماله به . استجمع شتات ذاته و توكأ التهور . من هنا فر .. و إلى هنا يعود . انفرج الباب عن وجه أمها . هادئاً كما ألفه ، تحوطه الشلوخ . فغرت فمها دهشة حين تعرفته .. غمغمت كأنما تستنكر : - " آدم ؟؟ " . - " آسف ! أرجو أن تكون نور موجودة !! " . ترددت ، ثم أذنت له بالدخول . الفناء كأنما غادره بالأمس. الصالون هناك على اليمين . و ذات الحائط القديم الذي يفصل بين جناحي الرجال و النساء قائم في مكانه . هل أورقت تلك الشجرة اليتيم النابتتة بظهر الحمام حديثاً أم تراها ذات الأوراق التي اهتزت له حين مرق تحتها منفلتاً قبل أعوام ثلاث ؟ و الرائحة .. ما عرف لإلفة البيوت رائحة الا هنا . شئ من رائحة البهار و البن مختلطة بنفس الأرض المرشوشة دائماً .. و يحفها عبيرها . كان يسأل نفسه أحياناً .. هل أحبها لحبه هذا البيت الأليف ؟! أم تحلى البيت بقداستها في نفسه ؟! دلف الى الصالون شارداً .
04-04-2009, 10:26 AM
حمور زيادة
حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
جزء من ذاته يلوذ بالتعجب الأن . هل هو هنا حقاً .. أم هي هلاوس الهوى تسترقه ؟! لكأنما الغرفة قطعة من ذكرياته أقتطعت بعناية لتلصق على حاضره . يعرف موضع كل كرسي هنا و يحفظ انحناءة كل مائدة . و حين حرك النسيم الستائر كاد يقسم أنه يذكر هذه التموجات .
04-04-2009, 10:32 AM
حمور زيادة
حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
سمع صوتاً حاداً يخترق المسافة اليه . حينها فقط داخلته اليقظة من غيبوبة الوله . ماذا يفعل هنا ؟! ما الذي جاء به ؟! الفرار .. الفرار .. ما أحمقها خطوة تلك التي أقدم عليها . أفي يومه هذا ينقاد الى هذا البيت دون غيره . أجاء يكفر عن نفسه .. أم يطلب الصفح .. أم هو الجنون .. ؟! الفرار .. الفرار .. ما أقبحه من اقدام لا يعيبه نكوص . أوسئل أمها عنها ؟! هل حقاً وقف أمامها و نطق الإسم الجليل ؟! نور ماذا ظنت به ؟! انه الجنون فتدارك الفرار .. الفرار ..
04-04-2009, 10:34 AM
حمور زيادة
حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
لكنه ما فرّ و ما همّ . بقي مكانه يتحرّق . و بلغه حفيف وطيها على الأرض تسري اليه . يا قلبي المفتون صبراً . الآن بلغت الحلقوم و أحس الحياة تنسال خارجة منه . تشبث بمقعده كأنه يخشى أن يميد . و حين ارتسم ظلها على الأرض أمام الباب همّ أن يثب مقبلاً مهواه . أشرقت . تجلت هناك عند ثغر الباب . وضيئة كما العهد . ريانة تشي بالهوى . و نضارها يقسم به . ويلي .. ويلي .. أحقاً أنتِ ؟ كضال الصحارى عب بعينيه من غدير وجهها . لثمت عيناه جبينها و تمهلت عند وجنتيها برهة . كحاج أضنته أشواق إلهية يستلم الحجر الأسود .
04-04-2009, 10:36 AM
حمور زيادة
حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
نور . الأن يدرك جدوى الأشياء .. و يحس للكون العابث معنى . ما خلقت الا لتسترقني هذه الأعين .. و يستبيح دمي ذا المحيا . رجع الى ذاته يبحث عن اللغة لكن الكلام أعوزه . و حين أدرك أنه لا يتذكر الحروف و لا يعي تراكيبها أرسل ما بنفسه رمقاً بعينين اتسعتا بفيض الهوى . - " آدم ؟! " أسمه يرفل خارجاً من شفتيها .. ما أسعده به و ان حفته الحدة . عثر بغتة على " نعم " يتيم فلفظها . نظرت اليه كأنها تستوثق . لكأنما الشك يساورها أنه هنا . أول يوم التقاها في الجامعة نظرت إليه من علٍ . كملكة ترمق رعيتها . كلا. بل كملاك ينظر العابدين في حرم الله . استرقته من نظرة و تيمته من كلمة . و نسج الغرام حولهما عباءته فلائمتهما و رفلا فيها سعيدين . حلم بين يديها و عدد الأماني . لكن طموحاته كانت اكبر منها . فماذا حدث الآن ؟
04-04-2009, 10:44 AM
حمور زيادة
حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
سارت إلى مقعد بعيد عنه دون أن تصافحه و أشارت اليه أن اجلس . تنبه أنه هب قائماً اذ دخلت و إن لم يعي ذلك في حينه . جلس و رهبة الهوى تتلجلج داخله . بقيا صامتين .. يرمقها و هي ترسل نظراتها الى الأرض و مسحة ملائكية ترتسم على جبينها . استجمع الكلمات و استحضر العبارات . عجلاً فتش في ثناياها عما يصلح أن يقال .. فعثر على : - " لقد عدت يا نور " . دون أن ترفع عينيها قالت : - " أرى ذلك " . اندفع يقول : - " لم أتحمل . ما وجدت راحة منذ فارقتك . تركت لديك سعادتي و ذهبت " . لم تجبه . أتراه تعجل الافصاح ؟! يا نفسي المخبولة بالعشق مهلاً . يا آدم دوماً تعرف ما تريد .. و دوماً تجيد الوصول . تراجع عن بث لواعجه و قال بصوت تعس : - " نلت ترقية اليوم " . - " مبروك " . ذات اللفظة التي نطقتها رحاب . لكن شتان بينها هنا و هناك . - " سأعمل في مكتب الشركة الرئيسي في دبي .. ربما أسافر خلال أسبوع " . أحرز نجاحاً .. يقسم على ذلك . لقد رأى النظرة العابثة التي اتلمعت على عينيها هنيهة ثم غابت . كأنها أوشكت أن تقول شيئاً ساخراً تعابثه به كماضي الأيام . يا للأيام .. و يا للذكريات . الآن .. قال لنفسه .. برزت أمامه فجوة في السد
04-04-2009, 10:46 AM
حمور زيادة
حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
- " لم أحس لهذا النجاح معنى بعيداً عنك . انه بلا مذاق اذ لم أشركك فيه . عدت اليك لأني أحتاجك لأعي ما حولي . عدت اليك لأجد مذاق ما حصلت عليه " . أغمضت عينيها . - " هل تعرفين الألم ؟ هل تعرفين الضياع ؟ " . ضربة خاطئة .. لقد فتحت عينيها بحدة . و خرج صوتها بارداً و هي تردد : - " الألم ؟ " . لم يحسن العبارة لذا التف حولها سريعاً : - " نور ! كلنا يرتكب الأخطاء . نحن بشر لذا نرتكب الأخطاء . و الأن في ذروة النجاح أدرك أني أخطاءت . أنت ما أريد . لا معنى لشئ بعيداً عنك " . عادت تلتف بالصمت .. رغماً عنه تذكر أيام هواهما .. لقد أحبته حتى الشرك . منحته قلبها البكر لكن عذرية فؤادها خدعتها . لم يكن آدم أبداً ممن يولي العاطفة سبق التفضيل . لكل شئ لديه حساب و تقدير . منحها قلبه و اخلاصه حين كان حبها لا يعارض خططه . و حين تباعدت أيام الجامعة و استغرقه العمل لم ير فيها زوجة تصلح للمستقبل الذي شرع في اقتحامه . القاها خلفه كشئ فرغ منه . كان قاسياً كفاية ليأتي هنا و يجلس أمامها و يخبرها أن حبهما لا يجوز له أن يستمر . قال لها : - " لقد عشت معك أجمل أيام العمر . لكنها انتهت . الحب لا يستعبدنا . بل هو احساس نعيشه حتى يفرغ . و قد فرغ حبنا و ما عاد فيه جديد " .
04-04-2009, 10:48 AM
حمور زيادة
حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
يعلم أنه كان يحبها و لا زال .. لكنه علم أن حبها لا يناسب المرحلة القادمة . لا تملك نور ما تقدمه له الا حبها . تعيش لتعشقه .. تحيا لتهواه .. و ليس هذا ما يريد الأن . لقد دلف الى مرحلة تقتضي انثى تؤمن بالنجاح و يستعبدها الطموح . استبدل نور بأخرى لأهلها علاقات و معارف . رفل باسم والدها زماناً ليرسخ نجاحه أينما حل. الحقيقة أنه ما كانت تعوزه كفاءه و لا تنقصه خبره .. لكن ذكائه عرف أن مؤهلاته الشخصية تحتاج الى طبق من علاقات اجتماعية لتقدم فيه . لعب تلك اللعبة مرتين .. لكنه بعد كل نجاح كان يذكر جنة سعادته مع تلك التي منحته كل شئ دون أن يحركها مطمع .. نور . و اليوم يعود ليطلب ودها القديم .. لقد استعرض اليم الأن .. و التراجع خطر كالتقدم .. غريزة الصياد فيه حذرة تناديه أن تراجع .. و الهوى أمامه يلوح له أن اتبعني .. فرد أشرعته و عبئها بريح الجراءة و أبحر .. اليك أتي يا نور .. - " حبيبتي " . قطبت جبينها في انزعاج .. - " حبيبتي " . كرر .. اهتز حاجباها .. - " حبيبتي " . خرج صوته مبللاً بدموع اللوعة . بلغ أدائه القمة . لن يتعجب ان نهضت لتلقي نفسها في أحضانه الأن .
04-04-2009, 10:49 AM
حمور زيادة
حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
ما كذبها .. تألم حقاً حين هجرها و أحس بفقدها دوماً .. لكن قلبه سلس القياد لرغباته . و اليوم هو يرغبها مرة أخرى لذا يطيعه ذاك القلب المخادع كقواد خبيث فينبض مرة أخرى بهواها . ما كذبها .. لكنه عاد ليدلل نفسه و يهديها عند النجاح أخر هدية يرغبها في هذه البلد . - " آدم " . نطقت اسمه بشئ من ألم . انها اللحظة . فليثب الأن .. انها تترنح .. خطوة أخرى الى الأمام و ينهار سد القسوة الذي تحتمي خلفه .. فيما بعد سيحاسب نفسه .. فيما بعد سيعوضها عن كل ألم سببه لها .. أما الأن فأنانيته ترغب فيها .. فليقم بالخطوة الأن .. ان شاطئ الأمان أمامه .. - " حبيبتي ! جئتك ماداً يدي . أعلم أني اسئت اليك . تركتك و ذهبت . غير أني قتلت نفسي اذ فعلت . و اليوم .. أعلم أي أحمق كنته . لم يفت أوان شئ بعد . أرغب في صفحك . أطلب منك رحمة تزيل ألمي . تعيدني الى الحياة . جئتك أمنيك بالسعادة التي عشناها سوياً لنعيشها ثانية الى أخر العمر " . لقد قام بالخطوة .. يرى الأن الشقوق تتسابق على سطح السد .. انها تنهار .. - " لقد اشتقت اليك " قالت بألم . لقد سقط السد .. تراجع في مقعده ينتظر .. بمعجزة منع ابتسامة الظفر ان تثب الى شفتيه .. لقد نجح .. يرى الدموع تتجمع سريعاً في مقلتيها .. كسحائب يوم أوعد نوح قومه . روحي فداء لهذه الدموع .. اعذريني يا نور .. ألمك الطريق اليتيم الى سعادتنا .. تمنى أن تبكي .. أن تجهش .. أن تنهار .. ان قذفت حمم ألمها دموعاً لم يبق بداخلها سوى حبه .. فلتهطل أمطار عينيك حبيبتي لتغسل كل كدر .. لتحملك الىّ .
04-04-2009, 10:56 AM
حمور زيادة
حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
- " تريدنا أن نعود ؟! " . - " أجل " . نظرت في عينيه .. عيناها الواسعتان أمامه تنظرانه . يرى كل خاطرة فيهما .. يذكر كل لمعة شقية تلعب في دلال عليهما.. مرة أخرى قال لها : - " أحبك " . عضت على شفتها السفلى حتى خشي أن تدميها .. يراها تقبض على مسندي مقعدها بقوة كأنما تخشى الكلمة أن تقتلعها من مكانها . لقد نجحت يا آدم . الآن يدرك معنى النجاح .. التفوق .. الترقيات .. كل هذا أصبح له معنى .. و سينال معه نور .. بل نالها .. حصل عليها .. آدم .. مرحباً بك في الجنة مرة أخرى .. مرحباً بك في الجنة مرة أخرى .. مرحباً .. لكن ..
04-04-2009, 11:01 AM
حمور زيادة
حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
تلك النظرة ... !! تلك النظرة في عينيها !! - " لقد انتظرتك طويلاً يا آدم " قالت له . للكلمات معنى يسر قلبه .. لكن نظرة عينيها تنبئ عن معنى يخشاه . - " هل حسبت الزمان بالسنوات ؟! معذرة لكني حسبته بالثواني . كل ثانية كنت انتظر عودتك هذه . كنت أعلم أن الفصل الأخير لما يكتب بعد " . حاول تجاهل القلق الذي بذرته كلماتها داخله .. قال لها : - " و ها قد عدت الى حرمك حبيبتي " . - " فلتسمع اذن كلمات الفصل الأخير يا آدم .. " . وجم ذاهلاً .. الآن أصبح لا حيلة له .. مسلوباً حائراً .. نهضت عن مقعدها ..
04-04-2009, 11:04 AM
حمور زيادة
حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
- " لقد أحببتك يوماً ما . كنت لك . وهبتك قلبي و رهنتك نفسي زماناً . قلبي كان بكراً فافتضضت عذريته باكاذيبك . ثم تركتني حين لاحت لك بروق مطامعك الخلّب . ذهبت تطلب النجاح . خلفك تألمت . عشت العذاب . رأيت حالي في اشفاق أمي و غضبة أخي عليك و عليّ . لكني تعلمت الدرس . عرفت أخطائي . هجرك فتح عينيّ على ما كنت أجهل أو أتجاهل . لم أكفر بذكرياتي الجميلة . تلك كانت عمري . لكن بك كفرت . لقد انتظرتك كثيراً . انتظرتك طويلاً لتعود .. لأقول لك يا من كنت حبيبي .. حبك أكبر أخطائي التي تبهج ذكرياتي . لكني أبدا لن أعود اليك " . غرست نظراتها الحادة في عينيه : - " لم يعد بداخلي موضع لجرح جديد . لقد قتلتني مرة و تلك حسبك يا آدم " . مدت يدها مشيرة الى الباب .. - " أخرج " .
04-04-2009, 11:05 AM
حمور زيادة
حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
جمد ذاهلاً .. لكنها كررت .. - " أخرج من بيتي و حياتي يا آدم . لا تعد . حسبي ذكريات جميلات أذكرهن . لا تعد مرة أخرى لتلوثهن بحاضر الألم " . مطروداً من الجنة يسير خارجاً و ساقاه لا تحملانه .. و حين أغلقت الباب خلفه عرف أنه فشل .. اتكأ على سيارته و أجهش بالبكاء .. لقد طردته الجنة ..
04-04-2009, 11:07 AM
حمور زيادة
حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
Quote: - " لقد أحببتك يوماً ما . كنت لك . وهبتك قلبي و رهنتك نفسي زماناً . قلبي كان بكراً فافتضضت عذريته باكاذيبك . ثم تركتني حين لاحت لك بروق مطامعك الخلّب . ذهبت تطلب النجاح . خلفك تألمت . عشت العذاب . رأيت حالي في اشفاق أمي و غضبة أخي عليك و عليّ . لكني تعلمت الدرس . عرفت أخطائي . هجرك فتح عينيّ على ما كنت أجهل أو أتجاهل . لم أكفر بذكرياتي الجميلة . تلك كانت عمري . لكن بك كفرت . لقد انتظرتك كثيراً . انتظرتك طويلاً لتعود .. لأقول لك يا من كنت حبيبي .. حبك أكبر أخطائي التي تبهج ذكرياتي . لكني أبدا لن أعود اليك " .
سامحك الله !! تعبث بالكلمات بقصد أو بدون قصد فتدمينا ..
Quote: لقد انتظرتك كثيراً . انتظرتك طويلاً لتعود .. لأقول لك يا من كنت حبيبي .. حبك أكبر أخطائي التي تبهج ذكرياتي . لكني أبدا لن أعود اليك "
المبدع/ حمور زيادة.. تعرف يا حمور .. مثل هذا الإنتظار يصيبك بحالة من اللوعة التي يشوبها الألم الدفين.. ذلك الألم الذي تحسه في حرارة الأنفاس. كأن لسان حالها يقول:
أنتِ لا تدرين معنى.. الإنتظار الطويلِ.. أنتِ لا تدرين موت أفراحي ورحيـــــلي.. وتساقط العمر.. ومضي السنينِ.
Quote: [" لقد أحببتك يوماً ما . كنت لك . وهبتك قلبي و رهنتك نفسي زماناً . ّ . لكني تعلمت الدرس . عرفت أخطائي لم أكفر بذكرياتي الجميلة . تلك كانت عمري . لكن بك كفرت . لقد انتظرتك كثيراً . انتظرتك طويلاً لتعود .. لأقول لك يا من كنت حبيبي .. حبك أكبر أخطائي التي تبهج ذكرياتي . لكني أبدا لن أعود اليك " . غرست نظراتها الحادة في عينيه : - " لم يعد بداخلي موضع لجرح جديد . لقد قتلتني مرة و تلك حسبك يا آدم " . مدت يدها مشيرة الى الباب .. - " أخرج " . جمد ذاهلاً .. لكنها كررت .. - " أخرج من بيتي و حياتي يا آدم . لا تعد . حسبي ذكريات جميلات أذكرهن . لا تعد مرة أخرى لتلوثهن بحاضر الألم " . مطروداً من الجنة يسير خارجاً و ساقاه لا تحملانه .. و حين أغلقت الباب خلفه عرف أنه فشل .. اتكأ على سيارته و أجهش بالبكاء .. لقد طردته الجنة ..
تجبرنى بسردك الرائع ان اقراء وان اواصل .. ..
حينمايصعب التعامل فليكن الوداع .. ..
ولماذا البكاء وانت من سلك طريق النهاية .. ..
حواء بطبعها تغفر ما لم يكن الخطاء حطم كل انواع الاحترام ..
Quote: بمعجزة منع ابتسامة الظفر ان تثب الى شفتيه .. لقد نجح ..
ظفر, نجح؟؟؟ غريب ادمك هذا اراهن انه لم يبكي فقده لها بل بكى "هزيمته" اتصدق انني معجبة به تماما بقدرته على تحويل كل الاحداث بل و البشر الى اكسسوارات لحياته التي يرغب و كل التفاعلات الانسانية البسيطة الى مباراة لابد لها من ان يخرج منها ظافرا ياخي , كم هو شخصية ممتعة
___________
04-05-2009, 08:07 PM
حمور زيادة
حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
اماني .. ان كانت لمست جرحا فهذا اعظم ثناء عليها .. فلا أحب للكاتب من أن يعرف أنه مس في رحلة قلمة حقيقة في داخل شخص اخر .. اعتذر إن عصفت بأوجاعك .. لكنه قدر القصة .. أن تمس.
04-05-2009, 08:11 PM
حمور زيادة
حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
Quote: المبدع/ حمور زيادة.. تعرف يا حمور .. مثل هذا الإنتظار يصيبك بحالة من اللوعة التي يشوبها الألم الدفين.. ذلك الألم الذي تحسه في حرارة الأنفاس. كأن لسان حالها يقول:
أنتِ لا تدرين معنى.. الإنتظار الطويلِ.. أنتِ لا تدرين موت أفراحي ورحيـــــلي.. وتساقط العمر.. ومضي السنينِ.
لك خالص مودتي..
استاذ مبارك .. الانتظار محفز دوما للتفكير .. تماما كالبحر و النار .. و فيه تتألم .. تتوجع .. تغير المواقف وتتنقل بين المشاعر .. ثم ربما ترسو ان امهلك الانتظار
04-05-2009, 08:15 PM
حمور زيادة
حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
Quote: تجبرنى بسردك الرائع ان اقراء وان اواصل .. ..
حينمايصعب التعامل فليكن الوداع .. ..
ولماذا البكاء وانت من سلك طريق النهاية .. ..
حواء بطبعها تغفر ما لم يكن الخطاء حطم كل انواع الاحترام ..
حمور لماذا نخطى ونجرح من نحب ( .. ..
كن بخير .. ..
سارة .. نخطئ أحيانا لأنها طبائع الاشياء .. لأننا ان لم نخطئ لم نكن نحن .. ربما هو ليس عذرا .. لكنه بلا شك سبب.. لكن اخطاء الحب عجيبة .. فبقدر ما هي اكثر الاخطاء غفرانا .. فهي ايضا اكثر الاخطاء التي تبقى و توغر عميقا في داخلنا .. و بقدر الحب يكون الجرح و الوجع لأنها طبائع الحب .. أن يوجعك بقدر ما أسعدك. ما أشقانا بهذه النعمة التي اسمها حب.
04-05-2009, 08:18 PM
حمور زيادة
حمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116
Quote: ظفر, نجح؟؟؟ غريب ادمك هذا اراهن انه لم يبكي فقده لها بل بكى "هزيمته" اتصدق انني معجبة به تماما بقدرته على تحويل كل الاحداث بل و البشر الى اكسسوارات لحياته التي يرغب و كل التفاعلات الانسانية البسيطة الى مباراة لابد لها من ان يخرج منها ظافرا ياخي , كم هو شخصية ممتعة
مزن يا صديقة .. و كم ادم حولنا و معنا .. يحسن تشييئ العواطف ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة