في التاسع عشر من ديسمبر من العام الماضي اعلن الامين العام للامم المتحدة السابق كوفي عنان تعيين يان الياسون الرئيس السابق للجمعية العامة للامم المتحدة ووزير خارجية السويد الاسبق مبعوثاً خاصاً للتعامل مع ازمة دارفور ، وقال عنان في اخر مؤتمر صحافي له كأمين عام للامم المتحدة انه اتفق مع الامين العام الحالي للمنظمة الدولية بان كي مون على تعيين الياسون لهذه المهمة ، وان مهمته الاساسية هي العمل مع القنوات الدبلوماسية خصوصاً خارج السودان لحث الحكومات على الاستمرار في قضية دارفور (وكالات الانباء في التاسع عشر من ديسمبر 2006). اذن مر عام كامل على تعيين الياسون في منصبه الذي تم تحديد مهمته فيه ، ولخبرة الرجل الدبلوماسية فانه ظل يعمل في هذا الملف الشائك ، لكنه سلك طريق اختطه الاتحاد الافريقي الذي كان وما زال ممسكاً بالملف منذ مفاوضات واتفاقية ابوجا في العام 2005، والرجل لم تكن لديه خطة واضحة لمتابعة ملف معقد مثل قضية السودان في دارفور ، ولكن سنرى ان كانت الوساطة الهجين – مثل صنوها القوات الهجين- من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي قد نجحت في مسعاها ام انها اخفقت ، وما هي اسباب تأخير الكثير من القضايا المطروحة امام هذه الوساطة التي تجد الدعم الدولي والاقليمي ، وهل تعمل هذه الوساطة بتنسيق تام في ما بينها ومع الدول في الجوار الاقليمي والاخرى التي لها الشوكة في المجتمع الدولي من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين ؟ وهل المبعوثون على كثرتهم من المجتمع الدولي والامم المتحدة والاتحاد الافريقي لديهم تنسيق في ما بينهم السياق الذي تم في الايقاد على ، اذ تم تأسيس منبر اصدقاء الايقاد الذين تحولوا الى شركاء للمنظمة بين دول الترويكا ؟
01-14-2008, 05:27 PM
مصطفي سري
مصطفي سري
تاريخ التسجيل: 03-07-2007
مجموع المشاركات: 2339
وهناك ازمة ثقة بين الوساطة وقادة حركات دارفور ، وترجع اسبابها الى ان القادة يعتبرون ان الوساطة تتعامل مع الطرف الحكومي اكثر ، ولا تهتم في التعامل المباشر مع الحركات مما لا يجعل الوساطة محايدة ، يقول الناطق الرسمي باسم حركة تحرير السودان التي توحدت مؤخراً عصام الدين الحاج ( أن الاتحاد الافريقي اصبح يتبنى موقف الحكومة وفقد الجيادية واصبحنا نحتاج الى وساطة مع الاتحاد الافريقي ) ويتفق الناطق باسم حركة العدل والمساواة احمد حسين ادم مع ما ذكره الحاج ، لكنه يمضى ابعد من ذلك في توصيف المنظمة الاقليمية ، بقوله ( الاتحاد الافريقي يمثل نادي للرؤساء الافارقة وليس شعوبها ولذلك يغلبون مصلحة الزعيم والرئيس ويتعاطفون معه ضد حركات الاحتجاج والتمرد ) ، ويقول ايضاً ، طالما ان الرئيس السوداني عمر البشير واجه رؤساء الدول الافريقية ويعرف نقاط ضعفهم ، وهنا يشير الى ان البشير قال في احدى الاجتماعات التي جمعته مع رؤساء دول الاتحاد الافريقي ( اذا حدث في بلدانكم مثل هذا التمرد هل تواجهونه ام تذهبون للتفاوض مع المتمردين ) ... وطبعاً البشير لم يكن يحتاج الى رد لانه يعرف طبيعة الاجابة – هكذا قال احمد حسين – ونخلص من ذلك ان طبيعة تركيبة الاتحاد الافريقي لم تساعد على الحياد في الوساطة ...
01-14-2008, 05:29 PM
مصطفي سري
مصطفي سري
تاريخ التسجيل: 03-07-2007
مجموع المشاركات: 2339
وللدكتور علي الحاج محمد مساعد الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي رؤية اخرى ، بقوله ان القضية في توصيفها وتعريفها لدى الوسطاء ومن السياسيين السودانيين انفسهم وقعوا في خطأ جوهري بالقول انها قضية دارفور ، في حين انها قضية المركز ودارفور ( بين الخرطوم ودارفور) وان الحل في المركز وليس في دارفور ، ويتابع ( كل الوسطاء سيكتشفون ولكن في وقت متأخر جداً خطأهم في توصيف وتعريف القضية ووقتها سيحدث احتباس حراري في القضية ، ولذلك الوساطة تحتاج الى معالجة شاملة من منهجية عملها في البدء ومن ثم الاتفاق على خارطة الطريق والتي تبدأ في تعريف المشكلة هل هي قضية دارفور ام المركز ودارفور ؟) وبالطبع هي ذات الاخطاء التي وقعت فيها القوى السياسية السودانية منذ الاستقلال في تعريف قضية المركز – الخرطوم – مع الجنوب والمناطق المهمشة وجبال النوبة والنيل الازرق وشرق السودان واقصى الشمال ودارفور ، وحتى ان الوسطاء في الايقاد وقعوا في الخطأ وساروا عليه ، ولذلك نجد ان هناك انتفخات تفرز (غازات ) في كل منطقة !
01-14-2008, 05:30 PM
مصطفي سري
مصطفي سري
تاريخ التسجيل: 03-07-2007
مجموع المشاركات: 2339
ومع ان الوسطاء لقضية السودان في دارفور ومنذ انجمينا قد وضعوا اعلان مبادئ ، واعتبروها انها كانت الهادية الى مفاوضات ابوجا في جولاتها المختلفة ، لكن بمجرد توقيع طرف واحد منشق عن حركة اوضح ضعف وخطل الطريق التي اتبعها الوسطاء ، وهو ما جعل الحرب الاهلية في الاقليم ترتفع ضراوتها وتتزايد معاناة المواطنيين في امكان اللجؤ والنزوح ، كما ان الحركات نفسها واجهت مصاعب جمة اوقعت انشقاقات في ما بينهم رغم المحاولات في رتق شقتهم لكنها اخذت وقتاً وعلى حساب القضية والسكان ، وواحدة من تعقيدات الاوضاع استمرار القصف الجوي من جانب الحكومة رغم اعلانها وقف لاطلاق النار وارسال تجريداتها الى مناطق النزوح – حسب تقارير المنظمات ومسؤولي الامم المتحدة – رغم ان مبعوث الامم المتحدة يان الياسون قد اصابه الاعياء من وضع حد للاوضاع المتردية ، ومع ذلك دعا الاطراف المتنازعة للمفاوضات في سرت الليبية اواخر اكتوبر الماضي والتي فشلت من الجلسة الافتتاحية ، وكانت هناك عدة عوامل افشلت تلك الجولة ، اولها اختيار مقر المفاوضات والتي طالبت الحركات بضرورة اجراء المشاورات حولها ، بل طالبت في الاونة الاخيرة بنقلها الى عاصمة اوربية كما ذكر المتحدث باسم حركة تحرير السودان عصام الدين الحاج ، وسنأتي الى قضية مقر المفاوضات لاحقاً .
01-14-2008, 05:32 PM
مصطفي سري
مصطفي سري
تاريخ التسجيل: 03-07-2007
مجموع المشاركات: 2339
ولذلك فإن الوسيط يجب ان يجد الترحيب من اطراف النزاع ، وأن يكون لديه فهم دقيق لابعاد القضية وجذورها ، وأن تتوفر فيه الحيادية التامة وإحتفاظه بمسافة متساوية من اطراف النزاع ، ولكن هل كان وسطاء الامم المتحدة والاتحاد الافريقي فيهم هذه المواصفات ؟ يرد الناطق باسم العدل والمساواة احمد حسين ادم بالقول ، ان المشكلة التي وقع فيها الوسطاء أنهم ظلوا قريبين من وجهة نظر الحكومة السودانية ، ولم تكن لديهم رؤية واضحة عميقة واستراتيجية لطبيعة القضية التي يتوسطون فيها ، ويعتبرهم انهم وقعوا في حبائل المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس عمر البشير وتحت تأثير اجندته ، ويقول ان هناك من يدعون معرفة بقضية دارفور لكنهم لا يدركون انها قضية بين مركز وكيان دارفور ، ويجزم ان الوسطاء يصفون القضية في داخل دارفور بين القبائل – بالطبع هذه واحدة من الوصفات التي اطاحت بالمبعوث الامريكي اندرو ناتسيوس من منصبه وجعلته يتقدم بالاستقالة لانه وضع موضوع القبائل الدارفورية في تعريف القضية وحاول الحاقها في المفاوضات ، ولذلك خرج عن مسار خارطة الطريق – وهنا يعتبر حسين ان وضع القضية في ذلك الاطار سيصبح اساساً لفشل العملية السياسية ، وبالطبع هو فشل للوسطاء وما يقومون به من تحركات دبلوماسية ما كوكية في المنطقة .
01-14-2008, 05:33 PM
مصطفي سري
مصطفي سري
تاريخ التسجيل: 03-07-2007
مجموع المشاركات: 2339
لدى رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور موقف قاطع من الوساطة الاممية والاقليمية ، مع انه لا يثق في الاتحاد الافريقي كثيراً ، لكنه حذر ايضاً في التعامل مع مبعوث الامم المتحدة يان الياسون ، ولم نسمع عن اجتماع عقده الياسون مع النور منذ توليه منصبه وامساكه بالملف ، و النور على خلاف مع الذين انشقوا عنه وهو لا يعترف بهم ويعتبرهم صناعة حكومية ، غير ان الحركات على اختلافها تتفق في مسالة الوسطاء – وهذا ما يدعو للدهشة والتأمل – يقول عبد الواحد النور انه يختلف مع المجتمع الدولي في تعريف وتحديد اطر المشكلة وانه ظل يطالب ولن يكل من تلك المطالبة بنشر القوات الدولية وتحقيق الامن على الارض واعادة النازحين واللاجئين الى موطنهم الاصلي وطرد الذين استطونوا فيها مما اسماهم القبائل العربية من تشاد، مالي والنيجر الذين اتت بهم الخرطوم لاحداث تغييرات ديموغرافية في الاقليم لحسابات سياسية . ولم يسلم المبعوث الاممي يان الياسون من النقد الصريح ، ويعتقد الكثيرون من الذين اتحدث اليهم من قيادات الحركات المسلحة ، ان الطريقة التي ينتهجها الياسون لن تجلب السلام للاقليم وانه سيفشل في مهمته لا محالة ، ويدللون ذلك لاخر تصريح صحافي له قبيل نهاية العام الماضي بقوله ( ان النازحين يملكون الاسلحة في المعسكرات ومراكز تدريب ) ، هذا دفع لاتهامه من الحركات بانه يوفر الغطاء الاممي للحكومة بقيادة حرب داخل معسكرات النازحين ، ومن ذهب ابعد من ذلك باتهامه بانه يعمل على تقسيم اهل دارفور على اساس قبلي ، ويعتبرون ان الياسون يخطو ذات خطوات – سالم احمد سالم الذي يعتبرونه عدوا اخر ومع الحكومة – وانهم ظلوا يطالبون الياسون البعد عن ذلك الطريق ، وان لم يخرج من تلك الدائرة فانه لن ينجح البتة .
01-14-2008, 05:35 PM
مصطفي سري
مصطفي سري
تاريخ التسجيل: 03-07-2007
مجموع المشاركات: 2339
الاتحاد الافريقي في محاولته لحل ازمة السودان في دارفور يعيش فيها ليصبح جزءا منها لا وسيطاً محايداً ، ولعل البلاغات التي تم رفعها للاتحاد بخصوص اعتداءات من الحكومة على ممثلي الحركات في لجنة وقف اطلاق النار تكررت ، لكن الاتحاد لم يتخذ اية قرار يدين او يحاسب ذلك الجانب ، اخرها اعتقال ممثلي حركة العدل والمساواة في الفاشر ، وهذا ما يدفع المراقب للقول : ان معظم الدول الافريقية تعاني من ازمات مشابهة لجذور الازمة في دارفور ، وان حل ازمة دارفور قد يقود ازمات في دول الاتحاد الافريقي ، ولذلك الافضل الابقاء على ازمة دارفور كما هي عليه لتصفيتها في وقت لاحق ، حتى لا تمتد جذور الازمة الى دولهم ، او كما يقول المثل ( دفن الليل ام كراعاً برة ) . ومعلوم ان الحكومة بما تملك من قدرات في التحرك وتحكمها بالطبع في جهاز الدولة ، فانها تؤثر على الذين يقومون بالوساطة ، ولعل احد المراقبين يضرب مثلاً بتدخلات الحكومة بصورة مباشرة او غير مباشرة في التأثير على الوسطاء والسيطرة على توجهاتهم ، في طرد الدبلوماسيين ومسؤولي المنظمات الدولية ، والتي بدأت بيان برونك الى مدير منظمة كير الامريكية واخرين ، ويعتبر هذا الاسلوب نوع من الارهاب كما يقول الناطق باسم حركة تحرير السودان عصام الدين الحاج ، وبذلك فان تحركات الوسطاء في محاولتهم لقاء قيادات الحركات داخل دارفور او ما يعرف بالمناطق المحررة يلفها الخوف والتردد ، والدليل الساطع في ما نقوله هو الغاء يان الياسون للقاء كان يفترض ان يجري بينه وزعيم حركة العدل والمساواة دكتور خليل ابراهيم ( الغى فريق دعم الوساطة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي زيارة محددة للمبعوث الخاص للأمم المتحدة الى دارفور يان الياسون لمنطقة (بامينا) -التي تبعد حوالي (660) كيلو شمال غرب الفاشر على الحدود التشادية- لدواعٍ امنية، وقالت مسؤولة الإعلام بفريق دعم الوساطة إليسار خوري في تصريحات للصحافيين ان مسؤولي الأمن ببعثة الأمم المتحدة بالسودان "نصحوا" الياسون بعدم الذهاب لهذه المنطقة، التي كان مخططا ان يلتقي فيها رئيس حركة العدل والمساواة د.خليل إبراهيم، نسبة لتصاعد التوترات الأمنية شرقي تشاد وعلى الشريط الحدودي بين الدولتين) – صحيفة السوداني ،8- 12- 2007 -
01-14-2008, 05:36 PM
مصطفي سري
مصطفي سري
تاريخ التسجيل: 03-07-2007
مجموع المشاركات: 2339
ولا غرو في ان الوسطاء الى جانب حوجتهم للحياد فانهم قبل ذلك يحتاجون الى رؤية عميقة واستراتيجية لطبيعة القضية التي ينون التوسط فيها ، والابتعاد – كما يعتقد قادة الحركات – عن اجندة المؤتمر الوطني الذي يشوش عليهم ، وذلك بالتشاور مع الحركات في العملية السياسية ، ويقول احمد حسين الناطق باسم العدل والمساواة ( ان تشاور الوسطاء مع الحركات لم يتم بالصورة التي ينبغي لها ان تكون ، بل ان التشاور معظمه مع المؤتمر الوطني ، وهذا خرق واضح لمعايير الوساطة وهو الحياد ) ، الى جانب ذلك تضارب دول الاقليم المجاورة للسودان وتقاطعتها ، ولعل المعارك الدائرة الان في الحدود الغربية في تشاد يضيف اعباءا جديد في النزاع ، وانجمينا التي كان لها موقف مؤيد في وقت سابق للخرطوم وتعاملت بفظاظة مع حركات التمرد في دارفور خاصة في العامين 2003- 2004 ، فانها اليوم اصبحت على النقيض بسبب اتهاماتها لحكومة السودان بدعم من تسميهم بالمرتزقة في شرق تشاد ، ولا يعرف اين ستتجه الاوضاع بين البلدين ، في وقت يزمع فيه الاتحاد الاوربي نشر قواته في الحدود المشتركة بين افريقيا الوسطى وتشاد والسودان ، وهناك من يذهب الى الحكومة السودانية في سبيل منع نشر تلك القوات عمدت على توتير وتعقيد المناطق الحدودية مع جارتها تشاد ، حليفة الامس . والى وقت قريب ظل المجتمع الدولي يتعامل مع ازمة دارفور على انها قضية انسانية وامنية دون النظر الى القضية الاساسية وهي ازمة الحكم في السودان – اي الازمة السياسية بشكلها العام – ولذلك لم يفتح الله على الوسطاء بان دارفور ازمة من ازمات السودان الكبرى .
01-14-2008, 05:39 PM
مصطفي سري
مصطفي سري
تاريخ التسجيل: 03-07-2007
مجموع المشاركات: 2339
القضية الثانية تتعلق في فريق الوساطة الذي يتشكل من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي ، ولعل الناظر لهذا الفريق يقوده الظن الى وجود تنافس بينهما ، وهذا بالطبع اضر بالقضية في غياب وحدة ورؤية مشتركة من المنظمتين – الامم المتحدة والاتحاد الافريقي – والتنسيق بينهما مما شل عمل الوساطة ، وليس هناك ما يجعلنا ندعي الى جانب انعدام الرؤية وجود النزاع بين المنظمة الدولية والاتحاد الافريقي في امتلاك التفريض ، وينفذ احمد حسين في هذه الجزئية بالقول ( ان الامم المتحدة تزعم انها تملك التفويض لكن الاتحاد الافريقي يرفع على الفور كارت الافريقانية والكرامة الافريقية في وجه الامم المتحدة الى جانب فقدان الاخيرة للخبرة في قضية الاقليم ) ، قد يكون ذلك صحيحاً الى جانب ان الامم المتحدة التي اصدرت اكثر من خمسة عشر قراراً من مجلس الامن الدولي فانها فشلت في تطبيقه والنفاذ اليه ، كما ان الاتحاد الافريقي بما يملكه من خبرة – حسب اعتقاد قادته من الفا عمر كوناري الى سالم احمد سالم وسام ايبوك – الا انه لم يوظف تلك الخبرة الى فعل ايجابي لدفع العملية السلمية ، واصبح الظن لاهل دارفور ان الاتحاد الافريقي لا يرغب في حل جديد وما زال يقف في مربع اتفاقية ابوجا ، والتي اعترفت الحكومة نفسها بانها لم تأتي بالسلام وهو ما دفعها للتفاوض مع الحركات التي لم توقع عليها . ويعتبر مراقبون للشأن السوداني ، ان ممثلي الاتحاد الافريقي في سعيهم لاثبات انهم لم يفشلوا في ابوجا وانهم على حق ، فانهم يسدون الطريق امام الامم المتحدة من النفاذ الى جوهر القضية ، ويقول حسين هنا ( لذلك فان الامم المتحدة غرفت من ذات البركة الاسنة ولابد من اعادة النطر في الوساطة ، والا فان الموت والابادة ستستمر ولن تصل القوات الدولية في مواعيدها لحماية اهلنا ) .
01-14-2008, 05:40 PM
مصطفي سري
مصطفي سري
تاريخ التسجيل: 03-07-2007
مجموع المشاركات: 2339
ومع وجاهة ومنطقية تلك الحيثيات ، الى جانب غياب الرؤية كما اوضحنا ، فإن تدخل المؤتمر الوطني استطاع ان يدخل الوسطاء في شرك المماطلة في كسب الوقت ، وبدلاً من ان يوجه المجتمع الدولي جهوده في العملية الامنية والساسية فانه اصبح في سباق مارثون طويل لا نهاية له بفضل الاشارات الكثيرة والمتقاطعة التي يرسلها المؤتمر الوطني في تعاطيه مع الازمة ، بل ان المجتمع الدولي اغفل العملية السياسية تماماً ، وتتفق حركتا العدل والمساواة وتحرير السودان بزعامة احمد عبد الشافي في ذلك ، ويختلف رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور عن تلك الرؤية لانه ظل يردد ان توفير الامن هو الاساس ، ومع ذلك فقد مضى عام كامل منذ اقرار مجلس الامن الدولي في القرار 1769 دول ن النفاذ بشكل عملي لانجازه ، بل ان الحكومة بقبولها للقرار فانها قامت بحملة علاقات عامة وجييرته لصالحها ، ويعتقد الكثيرين من ناشطي المنظمات الدولية ان حكومة الخرطوم ما زالت تضع العراقيل لتنفيذ نشر القوات الدولية ، ما دفع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون للاعتراف وتحميل الخرطوم وزر تاخير القوات الدولية وفي تقريره الدوري الذي قدمه الى مجلس الأمن، انتقد الحكومة السودانية قائلا «يبدو أن الحكومة لم تتقبل بالكامل حقيقة أن وجود عملية مختلطة قوية وفعالة سيساهم في استقرار دارفور على المدى الطويل». "الشرق الاوسط 3-1-2008 " .
01-14-2008, 05:42 PM
مصطفي سري
مصطفي سري
تاريخ التسجيل: 03-07-2007
مجموع المشاركات: 2339
نخلص الى ان الوساطة الاممية والاقليمية تحتاج الى اعادة وجهة نظر ، وان تقف مع نفسها للمراجعة وتقييم وتقويم عملها في العملية السياسية وكيفية حل ازمة السودان في دارفور ، واكتشاف مكامن الضعف في وساطتها ، وهو نفس الشئ الذي يحتاجه المجتمع الدولي الذي اصبح منقسماً بفضل الاختراق الذي حدث له من المناروات التي قامت بها الحكومة وارسالها الاشارات المتناقضة لكسب الوقت وتحييد بعض الدول في مجلس الامن الدولي ، وادلها قبول الحكومة بنشر القوات الدولية بعد الضغوط التي مورست عليها لكنها ماطلت لعام كامل في مناورة ذكية في تفسير انها عملية هجين ام قوات هجين ، وتحديد حزم الدعم الخفيف والثقيل للدرجة التي اوهمت الامم المتحدة نفسها بان خطأ ما ارتكبته المنظمة الدولية ، ومع ذلك فإن الوساطة تحتاج الى تدارك كل ذلك بالدخول في العملية السياسية بروح جديدة وفق رؤية واستراتيجية وخارطة طريق تعيد السلام لذلك الاقليم ولاهله الامن والطمأنينة وعودتهم الى مناطقهم الاصلية ، والجدية في نشر القوات الدولية باسرع ما يمكن قبل انتصاف هذا العام ، ومن ثم الدخول في مفاوضات جادة بمعايير جديدة تطرح فيها اعلان المبادئ للاطراف ودون شروط مسبقة ، قد يحتاج الوسطاء الى وساطة لذاتها ...
01-14-2008, 05:52 PM
د. بشار صقر
د. بشار صقر
تاريخ التسجيل: 04-05-2004
مجموع المشاركات: 4077
دكتور بشار ، تحياتي المقالتين تمت تجزئتهما الى هذا النحو ، والان انتظر مداخلاتكم والحوار حول الوساطة لان بما تدلون به سيوسع ويفيد المقال الذي اتمنى ان استمر فيه بعد - الفرشة- التي قدمتها ، والمقالين نشرا في صحيفة السوداني وموقع سودانايل ، والان هي دعوة للنقاش ...
01-15-2008, 04:41 PM
مصطفي سري
مصطفي سري
تاريخ التسجيل: 03-07-2007
مجموع المشاركات: 2339
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة