دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: سبعة ضد القمر (Re: ابوعسل السيد احمد)
|
في هذا المكان أيضا جاءت الحافلة مسرعة ضد حركة السير و خارج جادّة الأسفلت الأسود. كنت مشغولا بتسليم زبون سيجارة واحدة لذا لم تلحظ حتى طريقة ركوبهم المنذرة بالظلام. لمّا توقفت الحافلة كانوا قد إنقضّوا أولا على السجاير التي كانت موضوعة أمامك على كرتونة فارغة تستعير هيئة منضدة. شرعت تركض مستدعيا قواك المبددة. ركضوا خلفك كأنه سباق للجائزة الكبرى. كنت أنت المتسابق و الجائزة نفسها. استنجدت، في سرك، بالأسلاف و السلف العظيم خاصة. لكنهم صموا آذانهم عنك فيما بدا. في منعطف ما تعثرت و تناثرت أحلامك معفرة بحمرة الأرض البلقع. أنهضوك ثم عادوا بك إلى نقطة السجاير. أشعل كل واحد منهم سيجارة، و أخذوا ما بجيوب البنطال حائل اللون من نقود.
في الحافلة قهقه الكثيرون لمرآك منذ أن بدأت تعدو و حتى لحظة إجبارك على الصعود. و على جادة الشارع هز بعضهم الرؤوس دهشة و دون تعاطف.
بعد وصولك إلى أرض كنت تسمع عنها و تخشى لحظة ارتيادها، أخذوا يسألونك و يكتبون على كراسة متسخة:
_ ما اسمك؟
_ جبرائيل مشار!
_ ما عمرك؟
_ ثمانية و ستون و مئة قمر!
_ بل تسع عشرة سنة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة ضد القمر (Re: bayan)
|
بيان يا امرأة من وطني.. يمتزج فيها بساطة أن تعوس الكسرة لعيالها و استبصارها لنصوص (غبشاء) و الخروج برؤى محترمة حول الفن و الآداب و ( الأدب) و الحياة بما اشتملت عليه من مسرح كبير أبطاله مثل جبرائيل مشار، و رقعة أرض بحجم كاليفورنيا، و سلام حائر بين وحدة و انقسامات، و قفة ملاح.
سيدتي لا أقول شكرا على القراءة المتأنية لهذا النص، ذلك أن النص ، و أي نص، هو إرث انساني محض و إن تزيَأ بجلابية أو بنطال حائل اللون. بيد أنني أعود فأقول شكرا بيان! شكرا لأنك قرأت النص، حسب فهمي لمداخلتك الثرية، دون دثار الأيديولوجيا و التاريخ و السياسة. و لو فعلت لما وسعني سوى أن أقول شكرا دكتورة بيان مرات.
أجل إنها عبثية الأحلام.. أحلامنا الخجولة الممكنة و ليس سواها.. و إنها أيضا لعبثية هذا الوطن بما احتمل من غزاة، و فاتحين، و أنبياء أدعياء، و حكماء مرتزقة، و أغلبية عمياء تنتظر مسيحا لن يأتي.
نعم يعوزنا المبدعون.. المبدعون بانسانية.. و الحالمون بالبشارات العسيرة. نعم ليسوا سوى أشخاصا مثل خدر و تماضر و بيان ، و شرحبيل و مصطفى سيد أحمد و حسب ربه و محسن خالد و نور تاور و منصور الصويم و الموصلي و كبَر و أبكر ود اسماعيل، و كل من يحتل الجمال أحلامه. شكرا على إيراد أنفاس محمد عبد الحي، و هذا القمر الذي نتشبث به من بين فكي العتمة.
كل الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة ضد القمر (Re: bayan)
|
بيان! أيا امرأة من وطني تتعاطى الإبداع و الانسانية!
جاركوت قصة تفطر القلب و تقطع نياطه. من العسير على قارئها ألا يقع في أحابيل التحيز الأيديولوجي. و إن فعل فله العذر في ظل الاصطراع الماراثوني الذي صبغ واقع و تاريخ بلادنا، و أسَ ذلك -كما تفضلت- هو ساس.. يسوس.. سياسة.. سياسي.. و ساسة ثم سوس. شكرا على اطلاعنا عليها من خلال هذا المكان.
لكن لنعد إلى جدلية المبدع ذي الأيديولوجية في مقابل المبدع غير "المؤدلج". المبدعون بشر مثلهم مثل غيرهم لهم مواقف و آراء إزاء ما يدور في الحياة؛ حياتهم، و تحكمهم البيئة و النشأة و التربية و العرف و التقاليد و الثقافة و أشياء كثيرة، لا محالة، هي جزء من الحياة. لذلك قد يتنكب بعضهم تيارا فكريا أو أيديولوجيا أو سياسيا، و هم في ظني أحرار في ذلك طالما هم بشر و جزء من نسيج المجتمع و مسكونون بهمومه. كما أن بعضهم قد لا ينتمي إلي تيار بيد أنه يتخذ مواقف بعينها من قضايا هي من صميم حياة الناس و همَ المجتمع سواء أصغر أم كبر ذلك المجتمع. هذه المواقف قد تتوافق مع مواقف لجهات أيديولوجية أو سياسية و ليس في هذا ما يشين. لكن الأيديولوجيا و المذاهب السياسية و الفكرية ليست مطلقة كما هي ليست بمعزل عن أخطاء الاجتهاد و التحيز و الممالأة و الخطل. و لعل أحبولة الإنتماء الصادق للتيار الأيديولوجي هي ألد أعداء المبدع بما يتوهمه البعض من أنها تفرض عليه إتخاذ "انصر أيديولوجيتك ظالمة أو مظلومة" منهاجا، و بالتالي يتعامى هذا البعض عن الانحياز ضد الخاطئ و القبيح طالما هو نابع من داخل البيت الأيديولوجي.
أعتقد أن كل مبدع يجب أن يكون ذا انتماء أيديولوجي في المقام الأول. و هدفي هنا أيديولوجية محددة و تعني ، ببساطة الانتماء إلى ضميره الذي هو جزء من الضمير الانساني. من بعد ذلك كلّ حر في أن يعتنق ما يشاء من حزب أو فكر أو دين أو مذهب. و لعل من أجمل المواقف في هذا الخصوص استقالة محمود درويش من فتح ثم تمسكه بالبقاء في الأراضي المحتلة.
ما ذكرته هنا يعبر عن وجهة نظر شخصية تحتمل أن تكون صائبة أو غير ذلك، و سأظل مستمسكا بها إلى أن يتبين خطؤها. شكرا مرة أخرى على إيراد جاركوت هنا و إثراء الحوار من خلال استشراف البعد الانساني للنصوص و علاقة ذلك بأزمة المبدع سواء أكان هذا في السودان أو أي مكان ضمن الأسرة الانسانية الكبيرة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة ضد القمر (Re: bayan)
|
شكراً يا أباعسل علي هذه التعسيلة المختلفة, إنها كتابة كبيرة تستدعي أكثر من قراءة, ولكن الإطلالة هذه أخرجت أحشاء ما تملك من حرف "نبيذ" يذخر بعمقه, ولا يتحاشي أن يلعن القبح الوطني في قارعة النهار.. دائما ً ما أسمي هذا النوع من الكتابة بكتابة الارق, حيث يتجرد فيها الانسان من خرقة الدعة البالية ليرسم أوكارا ً للطيور كي تحطــ, كي تحب حتي مادام الطير هو فنان الانسان, ومادام الانسان هو السلطة المركزية لاغلبية الارض, وما برحت الارض تسعنا, فليكن أرقنا مصبوبا ً تجاه أن نكتب بأعصابنا حتي نصدق.. في شأنـ :
Quote: هناك شيئ أكيد واحد بقي في حياتك بعد النقود و السجاير و الدراجة ذات النفير المموسق؛ هو القمر الحزين المطمئن. تنتظر ليلته تلك من كل شهر لتستحضر احتفاءك به رسولا للسنا و الدهشة و مواعيد الحبيبة التي لم تعد سوى ذكرى للفجيعة الحارقة. |
فما علينا إلا أن نلعن سنسفيل سوداويات كثيرة حتي لانأخذ علي حين غرة ــ من أمر حقنا في أن نحلم, فالحلم كثير من بعض حقائقـ. ومذ متي كان السجان يضرب في وهاد داخله ليفرحنا, ومذ متي كان سلطانه يبرح مراقبته حتي يعتصرنا في زنزاناته الشكاكية من فقرنا, وقلة حيلة أمرنا..؟
أبا عسل سر بهذا الحرف , فإنه ليفنيك مسكه الجيد, وأسع بيننا بمودة حلمه, فما يلهمنا إلا صواب المآل القادم, ويشهي..ويشهي ــ بالمتابعة التي لابد أن تكون رصينة وصبورة في الوصول إلي لآليه, ومجوهراته..
أما في شأن أمري, فأنا بعض قارئ تدركه لوثةالحرف بغتة فتأتي كتابتي بهذا المزيج من نسق التعليق.. والذي لربما missed or did not miss his own all concioussness
ودمتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة ضد القمر (Re: صلاح شعيب)
|
صلاح شعيب! يا سيدي العزيز مرورك هنا أسعدني جدا.. ثم إن تدفقك على هذا النحو الإبداعي كم هو رقراق. أنت قارئ.. نعم! لكن .. لست ، يا صديقي، قارئا عاديا، فأنت أولا صحافي مرموق من بلادي، و .. (طالع من الناس الغبش كمان).. هذا عدا عن رؤاك الانسانية و الوطنية التي تلحظها العيون المستبصرة في مداخلاتك و آرائك.. و سيبك من ده كله.. أنت لست بعض قارئ كما وصفت نفسكـ. ذلك أنك كاتب.. هلاَ أخرجت أثقالك؟ لهذا كله تجدني سأظل مستمسكا بما كتبت هنا عن كتابتي (المؤرقة) قلادة من معدن ياتي من بعيدات السدم و ساظل ساعيا أن أكتسب بعضا من رضاك و رضا الانسانيين الثاقب ..
أما الطيور .. أجل يلزمنا دائما أن نشيد لها وكورا.. ذلك أن الانسان نفسه طير، سيما إذا كان مثل(زرزور في إيد العيال)و أعني هنا السواد الأعظم من (السلطة المركزية لاغلبية الارض) في بلادنا و في العالمين ما تنقطع عن الإبداع رجاءً عشت
بوعسل أبوعسل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة ضد القمر (Re: bayan)
|
بيان! تريني متفقا معك تماما حول جل ما ذهبت إليه. و بخاصة:
Quoteولكن الانتماء الى الوطن بخاصة و الانسانية بعامة دون ظلال ايدولوجية هو الموقف الاسلم للفنان ..
و أضيف ربما الإنحياز إلى قضايا عامة الناس، الذين هم الوطن، هو الموقف الأنبل و الأكثر أصالة لدى المبدع. المبدعون؛ بما أنهم بشر فهناك مؤثرات داخلية و أخرى خارجية تلقي بظلالها على مواقفهم و انتماءاتهم و بالذات في بواكير تجاربهم مع الحياة و الانتماء، لذلك أحيانا يزجون بإبداعهم في أوحال المواقف الخاطئة لإلتزامهم الايديولوجي، عن غير وعي منهم. و لأنهم بشر أيضا فإن ظروف المبدعين، في عالم اليوم الزاخر بهيمنة المادة و جبروت الدكتاتوريات و عسفها، تتفاوت من حيث امكانية تفاعلهم مع القضايا المصيرية و استجابتهم لضغوط هكذا ظروف. و هكذا نجد تمسك محمود درويش بالبقاء و انسحابه من منظمة التحرير.. علو صوت محمد أحمد في شعر هاشم صديق في ظل بقائه داخل أسوار الوطن.. شعر محجوب شريف ، الذي تفضلت و أشرت إليه، في تأييد نظام مايو.. مواقف تعبر عن تباين الظروف، و العمر الإبداعي، و التجربة الحياتية، و الانتماء الايديولوجي، و شخصية المبدع. لكن هناك العديد من الأسئلة في هذا الصدد التي مازلت أبحث لها عن إجابات مثل من هو الذي يملك حق الحكم على التزام الأيديولوجي للمبدع و انحيازه إلى أو ضد الهم الوطني و الانساني، و بالتالي ما تأثير مثل هذا الحكم على نظرتنا إلى النتاج الإبداعي لهؤلاء المبدعين، و هل يمكن الفصل بين مكونين مهمين هما شخصية المبدع و مواقفه من جهة و جمالية إبداعه من جهة أخرى؟ شكرا بيان على ابداء آرائك هنا و التي تساهم بكل تأكيد في إلقاء الضوء على هذه الجوانب المثيرة للجدل، و أرجوك ما تنقطعي.. و دمت
بوعسل أبوعسل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة ضد القمر (Re: ابوعسل السيد احمد)
|
يا طيب الذوق وحلو المذاق
كتبت ومحوت ثم كتبت ثم.....
ولم ابق سوى هذا الشعور الايجابى متزايد الاثر .
لم اشا اقتفاء اثره فاثرت سرد حالتى وعجزي.
لك السودان مدينة اسطورة وشعب فاضل
اخوك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة ضد القمر (Re: bayan)
|
بيان شكرا كثيرا على اهتمامك الجم بالإجابة على تساؤلاتي .. و لعله من حسن الصدف أنك قد كتبت ورقة بحثية حول موضوع الالتزام و في انتظار اسهاماتك في هذا الخصوص. كتبت:
يمكن ان تلاحظ للادب الروسي في القرن التاسع عشر وكيف ان الرواية الروسية بلغت شأوا عظيما. ثم بدأت تتدحرج بعد الثورة البلشفية ولم تقم لها قائمة الى الان..
و هي ملاحظة جديرة بالاحترام.. كنت و ما زلت من أشد المعجبين بالأدب الروسي و بالذات أنطون بافلوفتش تشيخوف و ليو تولستوي وأليكسي تولستوي و دوستويفسكي و باسترناك.. وقد دارت العديد من الحوارات بيني و بين بعض الاصدقاء الغربيين الذين يتحدثون الروسية و بعض الأصدقاء الروس و بخاصة إحدى تلميذاتي من ليتوانيا حول الأدب الروسي ما بين الماضي و اليوم.. وددت، بالإضافة إلى تركيزي حول الأبعاد اللغوية للأدب الروسي، لو أنني فطنت إلى ما تفضلت بالإشارة إليه، خاصة و أن اللغة الروسية لغة تتمتع بثراء كبير بحسب زعم أؤلئك الأصدقاء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة ضد القمر (Re: نورالدين عطا السيد)
|
نور يا صديقي.. أنت من يجب أن أستميحه العذر في التأخر عن مكاتبتك.. هذا المكان هو لك متى ما أردت أن تمر أو تقيم أو حتى أن تغيب.. نفتقدكم كثيرا مع هذه الطواحين.. و أعلم أن رحاها لم توفركم في المدينة قاسية الاسم..قاسية الفعال.. إن شاء الله انشغالك لي خير؟ نطمع أن يمن الله علينا برؤيتكم في القريب
عشت
أخوك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة ضد القمر (Re: عاصم الطيب قرشى)
|
عاصم المرزوق، أبدا، بحب الخلق و الخلائق يا أخي، مثلك يجب ألا يمحو ما كتب لأن ما تكتب جميل، بقدر ما تذخر به من حس جمالي متدفق و تنظم من نفيس الكلام.. لا غرو فقد جمعت ما بين إبداع الموسيقيَ، و رهافة الكاتب، و نقاء الصوفي، و انسانية الانسان، قبلا...
و فوق كل ذلك فقد أوتيت من المحبة أقباسا عشت
بوعسل أبوعسل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة ضد القمر (Re: معتصم الطاهر)
|
و هل نملك ألاَ نفرح كثيرا جدا بوجودك معنا يا معتصم الطاهر؟
Quote: هنا بوست مليء بالمعرفة |
كلماتك هذه قلادة في صدر هذا المكان بيد أننا نطمع جدا في اسهامك الذي نثق في أهميته.. فكلنا قراء بمميزات مختلفة، و بالتأكيد فلك مميزات رؤيتك لما هو مطروح كقارئ إتفقنا؟ شكرا على كل شيئ عشت
بوعسل أبوعسل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة ضد القمر (Re: معتصم الطاهر)
|
العزيز معتصم الطاهر لك أن تطيل إقامتك هنا و أن تجدد ذلك متى ما أردت التحية و الاحترام للأستاذ عثمان محمد صالح و لكل المحترمين من ابناء بلادنا
مرة أخرى شكرا ودي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة ضد القمر (Re: ابوعسل السيد احمد)
|
لكن هناك العديد من الأسئلة في هذا الصدد التي مازلت أبحث لها عن إجابات مثل من هو الذي يملك حق الحكم على التزام الأيديولوجي للمبدع و انحيازه إلى أو ضد الهم الوطني و الانساني، و بالتالي ما تأثير مثل هذا الحكم على نظرتنا إلى النتاج الإبداعي لهؤلاء المبدعين، و هل يمكن الفصل بين مكونين مهمين هما شخصية المبدع و مواقفه من جهة و جمالية إبداعه من جهة أخرى؟
هذا غيض من فيض تساؤلات ظللت أنشد لها أجابات.. و ما أحوجني إلى الاطلاع على آراء الكثيرين هنا، فضلا عن رأي الأخت دكتورة نجاة، و الأخ الفاضل معتصم الطاهر، و الجميل عاصم الطيب و الصديق نور عطا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة ضد القمر (Re: ابوعسل السيد احمد)
|
بيان !
إليك هذا الجزء من لقاء نشر في الصحافة السودانية مع الشاعر الكبير هاشم صديق. و لعله من الصدفة الحسنة أن ورد ذكر الشاعر محجوب شريف أيضا هنا. أورده هنا للمكانة الشعرية للرجلين و لتناولك إضاءات من تجربتيهما و موضوع الالتزام الأخلاقي للمبدع و الحكم على الالتزام الأيديولوجي للمبدع، في سياق حوراتنا هنا. بالطبع الباب مشرع للجميع للإدلاء بدلائهم.Quote: تعليقك على «ردود أفعال» الجزء الأول من اللقاء الذي اجري معك على المستوى «الصحفي» أو على «مستوى القراء»؟.
- لاحظت انفعالاً بالحوار على المستوى الايجابي، وهم يطالبونني أن أعود للكتابة للصحف بصورة راتبة وهذا قرار قد اتخذه خصوصاً وهنالك قضايا كبرى تتعلق بحدث كبير وملفات خطيرة سوف تفتح ويحتاج قلمي ليحكي ويكشف ويحلل، واعتقد أن هنالك زلزالاً ثقافياً وقانونياً في الطريق وسوف يشغل الصحافة السودانية لفترة، ولكنني لن أقوم بالحديث عنه من خلال هذا الحوار، أيضاً اتفق معي الكثيرون حول ما قلته حول الحملة الصحفية لاغتيال الرموز وحتى بعض شباب الصحافة الفنية ممن يملكون الموهبة والثقافة والضمير فهموا أن حديثي هو «بلا تعميم» وأن الفئة التي تحدثت عنها موجودة وضارة، أيضاً لاحظت أن البعض ممن كتبوا لا يزال لا يستطيع أن يفرق بين «الشتيمة والتجريح والاساءة» وبين «النقد» وتساءل احدهم : «هل يرى هاشم صديق أن المبدع شخصية مقدسة ومحصنة ضد النقد» وهذا سؤال يوجه لناقد متخصص قام بدراسة وتدريس النقد المسرحي والأدبي؟، وهو بدوره يجيب بسؤال وأين هو «النقد» في الكتابات التي عنيتها؟ انا تحدثت عن التجريح والاساءة للرموز ومحاولات اغتيالهم معنوياً، وإلغاء تاريخهم، هل يمكن للخلاف السياسي مع حزب أن يلغي كل تاريخ وردي الابداعي؟ وهل مكي سنادة حتى وإن افترضنا أنه «شمولي» ومن «رجال كل العصور» أو أية صفة تدخل في باب «قرف السياسة» هل يمكن أن يكون «بلا تاريخ إبداعي» أين ذهب تاريخه كممثل منذ مسلسل «المستعمرة» مروراً «بالمقاصيف» و«الحراز والمطر» و«الحاجز» و«الخروج عن النهر» و«حزن حقائب والرصيف» و.. و... إلخ.وأين ذهبت أدواره البطولية لعشرات المسلسلات التلفزيونية وإخراجه لعشرات المسرحيات مثل «المنضرة» و«خطوبة سهير» و«سفر الجفا» و«هذا لا يكون وتلك النظرة» و«نبتة حبيبتي»..و... و..إلخ؟! وكيف جاز أن يكون صاحب «البحر القديم» ومسلسل مجموعاته الشعرية ومثابرته على الكتابة والذي ما زال ينشر قصائده الجديدة حتى الأسابيع القريبة الماضية كيف جاز أن نصفه بأنه «شاعر سابق؟!» وهل يستحق شاعر مثل محجوب شريف أن يشتم « ولا ينقد» ويقال له أنت سوف تذهب «للآخرة» قبل «ذهاب الإنقاذ»، ويوضع اسم والده الشريف بين قوسين؟ وهل حملات إقصاء هاشم صديق عن أجهزة الثقافة والاعلام والكيد السيء له وشتم أهله وقبيلته يدخل في باب «النقد»؟! أكتب تحليلاً نقدياً لقصيدة لمصطفى سند أو محجوب شريف أو هاشم صديق أو أي شاعر، واكتب تحليلاً رائعاً أو حتى مجتهداً يركز على عمل درامي لمكي سنادة أو فرقة الأصدقاء وغيرهم، بل قم بالتشريح الموسيقي والأدائى لأغنية من أغنيات محمد وردي، ولا يهم أن يكون نقدك مدحاً أو ذماً بل تحليلاً نقدياً، إما أن تقول لمبدع احتج على سباب أو تجريح «بانك لا تحتمل النقد» أو عندما يسرف «الصغار» في رمي «الكبار» بالاحجار المؤلمة تقول «دعوهم فهي تجود عليهم بالرطب» أو «إنما يرمى الشجر المثمر» هذه «قلة أدب»، نحن مع النقد الذي يتجه «لإبداع المبدع» حتى وإن كان ذلك النقد ضعيفاً فهي محاولات سوف تنمو ويشتد عودها، ونحن مع الشباب المواهب المتفتحة وكم قرأنا لهم نقداً أشدنا به، ولكن هذا لا ينفي أن هنالك أنصاف وارباع نقاد وصحافيين، وأخيراً «نعم فالمبدع الحقيقي لا يزيده النقد إلا بريقاً» ولكن ليس «السباب» و«التجريح» الذي يمكن أن يصنف «أخلاقياً» و«اجتماعياً» و«قانونياً» تحت أبواب كثيرة تسيء لمهنة الصحافة وتورد مرتكبيها مصائب كثيرة.
* أثار قرارك بالخروج عن «شعر الأغنية» حديثاً كثيراً، لماذا الخروج عن شعر الأغنية وأنت الذي قدت معركة الدفاع عن حقوق شعراء الأغنية؟.
- أنا كنت دائماً أقول إن الشعر يمكن أن يسعى بين الناس دون الحاجة لألحان وحناجر المغنيين وضربت مثلاً بانتشار قصائدي وسط الناس واحتفائهم بها، قلت لم يبحث أو يفكر أحد في أن قصائد مثل «وكان أسد الله حمزة» و«الغريب والبحر» و«مراجع المديح والذم» و«الفوارس والكوارث» أو «صالح عام» أو «قرنتية».. إلخ انه ينقصها اللحن أو صوت محمد الأمين أو أبوعركي البخيت أو غيرهما. كانت رسالة للمطربين أثناء تلك العاصفة التي أسموها «ثورة الشعراء». ان الشعر الجيد يعبر عن ذاتيته وأنه هو الأساس وبعده يأتي اللحن والغناء، وهو وحده يستطيع أن يسعى بين الناس ويسهم في صمودهم وتفجير وعيهم والتعبير عن أحلامهم ورؤاهم وكوابيسهم، وان جمهور بعض الشعراء أمثال حميد، ومحمد طه القدال، ومحجوب شريف وهاشم صديق ليس أقل من جمهور كبار المطربين، أنا شخصياً قرأت شعراً أمام جمهور قارب العشرين ألفاً ضاق به الميدان الشرقي بجامعة الخرطوم قبل عام ورأيت كيف ينفعل ويحتفي الناس بالشعر، لاحظ أيضاً أن نسبة توزيع الصحف عند نشر بعض القصائد تتجاوز التسعين وخمسة وتسعين في المائة، بل أن هنالك قصائد أعيد نشرها بعد أن نفد توزيع الصحيفة. قلنا أيضاً أن هذا لا يلغي أهمية شعر الغناء ووجودنا فيه، ولا نود أن نبصق على تاريخنا فيه بل نعتز به، وبعد أن وقفت قضية حقوق المبدعين على قدميها وأضيىء القانون قمت - عندما استضافني منبر صحيفة الصحافة قبل قرابة العامين - قمت بمبادرة إطلاق سراح كل الغناء الذي توقف لدى الاذاعة دون قيد أو شرط وسلمنا مدير الاذاعة الخطاب القانوني الذي يلغي قرار الحظر السابق ويسمح ببث اثنتي عشرة أغنية تخصني كانت قد أوقفت، وفي نفس المنبر «منبر الصحافة» مددت يدي للتعاون من جديد مع الأخوين المطربين «محمد الأمين» و«أبوعركي البخيت» وأعدت كلمات رغبتي ومناشدتي للمطربين الكبيرين عبر برامج إذاعية هي «منوعات الجمعة» و«أقبل الليل» وقلت فلنعد للتعاون من أجل الشعب السوداني والوطن، وفوجئت بردود فعل تتسم بالصلف والمكابرة وضيق فهم لمنظور مبادرتي وصدقها وشفافيتها، فقد قام أبوعركي البخيت وبسرعة شديدة - وهو المشهور بعدم الحديث للصحف - بالتصريح لصحيفة الخرطوم بأنه لن يعود لغناء أغنيات هاشم صديق لأن بينه وبينها حاجز نفسي كبير - سبحان الله - وأين ذهبت مرارات هاشم صديق وحواجزه النفسية بعد كل سهام ومرارات تلك العاصفة، عاصفة «ثورة الشعراء»، لقد استطاع فقط هاشم صديق تجاوز مراراته من أجل الناس والوطن، وسما بالخلاف والجراح من أجل الصداقة والأخوة ولا أود أن أخوض في الأذى الجسيم الذي سببه أبوعركي لي عندما حمل «إنذاره القانوني» وسعى للصحافة يثيرها وينحرف بالقضية وكأنها شأن شخصي. وعندها احتج على إيقاف أغنيات هو لا يملكها. أما محمد الأمين فقد كنت أظن أن صمته وترفعه عن الحديث للصحف حول الموضوع هو سمة من سمات «الحكمة» حتى قرأت له حديثاً غريباً إذ تساءل ضمن حديث خص به صحيفة «السوداني» قائلاً: «كيف يوقف هاشم صديق أغنياته بالإنذارات القانونية ثم يعود ويعيدها من خلال الصحف؟!» أقول لمحمد الأمين عندما أراد هاشم صديق إيقاف أغنياته تحدث عن حيثيات قراره وأسبابها في «منتدى ثقافي» ثم أتبعها بعد ذلك «بإنذاراته القانونية».وعندما قرر إعادة الغناء الموقوف للإذاعة وأبدى رغبته في استئناف التعاون معك وأبوعركي قال ذلك وأوضح حيثياته في «منبر صحفي» ثم اتبعه بعد ذلك بخطاب قانوني يطلق سراح الاغنيات للإذاعة، وإن أراد محمد الأمين وأبوعركي استئناف التعاون لتسلما خطابات قانونية بإطلاق سراح الأغنيات الموقوفة. هل كان محمد الأمين يريد مني وأنا أنوي إطلاق هذه المبادرة أن أحمل الخطابات القانونية في جيبي ثم أذهب لمنبر الصحافة، فالمسألة شكلية وهذا حديث غريب وعجيب.
* ما زال السؤال قائماً: لماذا الخروج عن شعر الاغنية، وحتى لو استحال التعاون من جديد بينك وبين محمد الأمين وأبوعركي البخيت؟.
- لقد جعلني محمد الأمين وأبوعركي وغيرهما ممن أساء لقضية حقوق الشعراء أن أشعر بأن وجودي في حقل الأغنية «كمن يمارس خطيئة من الكبائر في وضح النهار»، خرجت من ذلك الباب ولن أعود وأدخله من جديد، أنا شاعر وليس «كاتب أغنية» وأكتب الشعر كل يوم وأنشره وأقرأه للناس ولدي أدوات أخرى احتاج للإهتمام بها مثل النقد والمسرح وكتابة المسلسلات الدرامية والدراسات.
* وماذا على مستوى العلاقات الإنسانية؟
- الشيء الغريب أنك كلما فتحت صدرك «لخير» أو تجاوزت عن «سوء» وتسامحت في أذى لحق بك أو حق سلب منك ظلماً وعدواناً، تأتي النتائج صلفاً ومكابرة واستعلاء، مثل هؤلاء يقتلون داخلك كل الأحاسيس الجميلة التي كنت تكنها لهم وبصراحة أنا سعيد بأن صداقاتي الآن هي مع الناس «البسيطين الجميلين» من قرائى وجمهوري وأهلي. قبائل المبدعين التي تنتمي لها أدواتي هي قبائل لا تفهم معنى «الهم الجماعي» «ولا رفقة الخندق الواحد» ولا تعرف قيمة «التواصل» وأنا لم أندهش عندما قال الشاعر الشفيف محجوب سراج إن الشعراء «لم يزوروه»، كانوا سوف يزورونه لو كان ضمن منظومة «مبدعي رجال المال» أو «السلطة» أو «حزب» من الأحزاب أو شلة من الشلل. أنا سعيد بمحبتي لله ومحبة الناس لي في وطني وبما أنجزته وأنجزه، وإنني بعيد عن شقشقة المثقفين ونيمتهم ولن يجمعني بهم إلا عمل إبداعي فقط، سعيد بكتبي وأوراقي وأشرطة الموسيقى والسكون، سعيد بأنني مبدع حر لا أتعاطى شيئاً يؤثر على تفكيري، وليس هنالك من يحكمني ويقرر لي شيئاً إلا فقط ربي، سعيد بأن معاشي هو فقط مائة وعشرون ألف جنيه لا استطيع الحصول عليها إلا بعد ثلاثة أو أسبوعين من بداية الشهر، وأن قرائى الذين يحتفون بمجموعاتي الشعرية ويشترونها يسترون فقري.. وأخيراً أنا سعيد بأني ما زلت أمشي على أرض وطني واتنفسه هواء، وشعراً ونثراً، وأنني لم ولن أبيع نفسي.. حمداً لله على عزلتي من قبائل المبدعين وتواصلي مع شعبي وأهلي.
* ولماذا لا تعود لعملك كأستاذ محاضر بكلية الموسيقى والمسرح؟
- تقصد شارع «الدكاترة»؟!.. يا أخي أولاً أنا لم يعرض علىّ أحد العودة لكلية الموسيقى والمسرح وبصراحة لن يعرض على أحد ذلك، وقد قصدت أن أجيب بنفس الإجابة عندما حاورتني صحيفة «الصحافة» قبل عيد الأضحى الماضي بيوم واحد وقلت «لم يعرض علىّ أحد أمر العودة وعندما يعرض علىّ ذلك سوف أقول رأيي حينها» وقصدت أن أعطي «الصحيفة» لعميد الكلية د. سعد يوسف عندما زارني في العيد وقال إنه لم يطالع الصحيفة،نفس الدكتور كان قد زارني منذ تعيينه عميداً للكلية أكثر من سبع أو ثماني مرات ولم يعرض علىّ مرة واحدة عودتي للكلية رغم «الهيلمانة» التي كانت تدور في الصحف عن عودة هاشم صديق للكلية، هم يسربون مثل هذه الأخبار حتى أقوم بنفيها وأقول «لن أعود».. ويرتاحوا. ياأخي عندما تم حصاري تماماً عندما كنت داخل تلك الكلية واضطررت لتقديم استقالتي لم يراجعني زميل واحد حولها رغم إصرار الطلاب على شخصي واعتمادهم علىّ في أكثر من مادة، وبدلاً من مراجعتي من زملائي تابع بعضهم الاستقالة حتى مكتب عميد الجامعة وأقعنوه بقبولها، بل لم تكتب لي شهادة خبرة أوخطاب شكر أو حتى حفل وداع «خطبة وبسكويت وشاي بي لبن» والمفارقة أنه وحتى الآن يأتي بعض الطلاب لمنزلي ويستجيرون بي في شرح ومراجعات وبحوث.
* بصراحة هل ستعود إن عرض عليك أمر العودة للكلية؟
- بصراحة إذا قدموا لي عرضاً متكاملاً مقبولاً فسوف أعود و.. لنرى.
* أيضاً بصراحة شديدة.. لماذا تصر على البقاء بالسودان رغم هذا. وأنت تملك شهادات أكاديمية وأدوات إبداعية واسماً كبيراً؟.
- لن يصبح مليون ميل مربع «خرم إبرة».. ثم أنا عندي «تار» حار.. ليس «تاري» أنا وحدي.. وإنما «تار» الشعب السوداني ايضاً.
* قصيدتك الأخيرة التي نشرت بصحيفة «الصحافة» الخميس الماضي بعنوان «حكايات مشاتر» يقول البعض إنها نفس القصيدة التي منع نشرها من قبل هل هذا صحيح؟.
- نعم هي القصيدة التي منع نشرها في صحيفة «الحرية» قبل قرابة الثلاث سنوات، وهي قصيدة لم يقرأها أحد ولم يطالعها أي شخص حتى يقول إنها كتبت ضد أحد، فقط تم نشر إعلان عن نشرها مصحوباً ببعض الأبيات فقط وبعدها قامت القيامة، ومن المؤسف أن إدارة الصحيفة استجابت لإرهاب السلطة وأوقفت نشر القصيدة وعندما قمت بالتعليق على ذلك من خلال لقاء صحفي أجرته معي صحيفة «الخرطوم» قامت حملة صحفية منظمة «نعرف الآن تماماً تفاصيل كواليسها» وقد تم التنسيق في هذه الحملة الرهيبة بين صحف معروفة «ملف الفنون» وشاركت فيها صحف وأقلام في صحف أخرى وتصديت لها من خلال مقالات نشرت في صحيفة «الخرطوم» ثم قرر رئيس تحرير صحيفة الخرطوم إيقاف نشر الكتابات حول هذه القضية، وكان رئيس تحرير «الخرطوم» قد طالع القصيدة واندهش لأنها غير موجهة لأية مؤسسة وأعطاها للأستاذ عبدالباسط سبدرات الذي شاركه نفس الرأي ثم رفعها لرئيس جهاز الأمن الوطني الذي أفتى بعد فترة بأنها لا تتعرض للمؤسسة العسكرية القومية وسمح بنشرها كما أخبرني الاستاذ عبدالباسط سبدرات.
ولماذا لم تنشرها في ذلك الوقت؟
- لم يكن من الممكن أن تنشر القصيدة أية صحيفة في ذلك الوقت فقد كان تأثير الحملة الظالمة كبيراً، وسيف الارهاب السياسي كان لا يزال مرفوعاً بسبب تلك الحملة، كما أن أركان الحملة كانوا في خمس صحف و«أماكن أخرى» ولم يكونوا يسمحون أن تُنشر القصيدة لتثبت أن كل تلك الحملة الصحفية ضد شاعرها قامت على «باطل» وكانت «ظالمة»، تصور أن أحد أعداد صحيفة «الحرية» حمل «مانشيتاً كبيراً يقول: «الغضب الساطع على هاشم صديق فرض عين على كل سوداني» - يا سبحان الله - «هناك ارشيف ضخم لم يكتمل لدىّ إلا في رمضان الماضي فقط، حملته معي الى القاهرة وقرأته بتركيز وكتبت ملاحظات كثيرة واعتقد أنني لو عدت للموضوع مرة أخرى لن أكون كمن يقاتل في الظلام عندما جرت تلك الأحداث في الماضي، فالمسائل والحقائق واضحة الآن وقدرتي على التحليل الهاديء لن يشوش عليها «الانفعال» لأن الأحداث قد مرت عليها سنوات وهدأت أعصابي، لذلك أنا الآن مؤهل لحدث كبير يركز على القصيدة فقط ويتجاوز أي شيء غير ذلك.
* هل هو الزلزال الذي تحدثت عنه؟
- كل شيء سوف يتضح في حينه.
* القصيدة كما لاحظنا هي قصيدة سياسية؟
- نعم.. ككل قصائدي التي نشرت على صفحات كاملة في الصحف، وشخصية «مشاتر» هي شخصية «رجل لكل العصور» «شمولية» و«تعددية» ومن خلال هذه الشخصية القي الضوء كشاعر درامي على منحنيات وأحداث وقضايا في تاريخنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وأحمد الله أن القصيدة نشرت بهدوء دون أن يصاحب الإعلان عنها الاشارة الى أحداث صاحبت عدم نشرها للفت النظر و«الدعاية» لها، وأن الناس طالعوها وتأملوها لأول مرة دون أي مؤثرات إضافية وسوف تتوالى حكايات مشاتر قريباً.
* ختاماً ماذا تود أن تقول؟
- أود أن أقول: «إن ما لا يقتلني يقويني» وأود أن أقول أيضاً:-
إني نذرت للأوراق
ظني وظعني ووقتي
وهذا السكون
وذاك الجنون
لن أنادم بعد اليوم
أنسياً.
أعلم أن لن تتركوني
وشأني
حتى أصبح بوقاً
للسلطان
أو أغدو شيوعياً.
لكن عيوني
لا تقرأ إلا طلاسم
هذا السير
الراقد تحت ضلوعي
وبوصلتي تهوى
فضاء البحر
واغراب الحزن
ومجد الطاعة لله
وللشعب
وأجنحة الطير البيضاء
تمخر يم سنيني السوداء
وتكره وجه السلطان
الدامي
وسجن الحزب
وثرثرة القعقعة
العدمية. |
ودمت بوعسل أبوعسل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة ضد القمر (Re: ابوعسل السيد احمد)
|
عودا حميدا تماضر شيخ الدين الحوار معك حمل بالنسبة لي العديد من علامات الاستفهام، بيد أن حبل المهلة بربط و بفضَل. لذلك سأتباحث معك، حول الكثير من القضايا التي تناولتها من جهتي في مخابرتنا منذ لحظات و لم أجد في المخابرة إجابات واضحة حول (أسئلتي العمياء)، غدا بحول الله حين نلتقي. ذلك الغموض لا أقول بعث في النفس ريبا متخفية إذ ما زلت أحسبك هامة تتقاصر دونها الهام فيما يختص بالهم الوطني لكنه جعلني أضرب أخماس الحيرة في أسداس الصدمة. ما جعلني أذهب هذا المذهب الذي أراه غريبا حتى على نفسي هو الإنقلابات و التقلبات الأخيرة التي شهدها المنبر هنا و أعني سقوط ورقة التوت عن الكثيرين و مجاهرتهم بدعم نظام الجبهة الاستعلائي الاستكباري الإقصائي و أذياله الأخطبوطية الممتدة هنا و إحجام الكثيرين ممن يتشدقون بمناصبتهم العداء لهكذا نظام عن إدانة ذلك. على العموم يا خبر الليلة بفلوس بكرة ببلاش. ودي و إحترامي و حمد الله على السلامة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة ضد القمر (Re: bayan)
|
بيان أيا امرأة من بلادي احترمها. و أحترم فيها وضوح مواقفها و إيمانها بتلك المواقف في زمن تتخذ الاشياء و البشر لون الإناء الذي يتلبسها. شكرا لأنك كتبت هذا الزخ الجميل عن رجل مبدع جميل و أصيل هو هاشم صديق. و لك أن تكتبي ما تشائين عن هاشم هنا ثم أن تعودي متى ما أردت إلى موضوع الإلتزام.
لك مودة خالدة و احترامات كثيرة
بوعسل أبوعسل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سبعة ضد القمر (Re: ابوعسل السيد احمد)
|
Dear Bayan It's no doubt that whatever you have written here is your property. Nonetheless, it's been so sad that you have erased your beautiful intervention about Hashim Sidig. I absolutely agree with you that he is an exceptional peot and character in our country. Still I invite you to write whatever you want to write whether in this post or any other post of mine. It might be also very good to clarify that I never meant to hurt you with me writing about my perception for your stance from different issues. Again, I don't fear anyone in regards to my friendships or interactions with people whether here or anywhere else. On my side, as soon as I solve my keyboard problem I'll continue on my contributions to your post on Kaleela wa Dimnah no matter you decide to carry on intervening with my posts or no Best regards
| |
|
|
|
|
|
|
|