مشـــاهــدات و خــــواطــــر (مـغـترب) فى الوطــــــن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 03:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-03-2012, 04:03 PM

الوليد عمر
<aالوليد عمر
تاريخ التسجيل: 01-07-2010
مجموع المشاركات: 327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مشـــاهــدات و خــــواطــــر (مـغـترب) فى الوطــــــن

    .......




    منذ اللحظة الأولى و أنت تضع رجلك اليمنى ، بعد البسملة و حمدان الله على سلامة الوصول، يستقبلك ما تبقى من مطار الخرطوم الدولى ، واجهة الوطن و بوابته الجوية ، يستقبلك بوجهه الكالح المرمد و خدمته ذات الربع نجمة ، منذ هذه اللحظة تجتاحك الهموم و التصورات المخيفة حول إجازة عجفاء لا منظر لها ، و تكاد تندم على قرار إجازتك حتى قبل أن تدلف إلى الشارع العام ، أول مفارقة تصطدم بها حين يجرجرك أحدهم من يديك قبل أن توصل إلى شباك الصرافة الداخلية فى صالة الوصول ويشبكك :" صرف .. صرف" حتى لتظن أنك فى برندات برج البركة فى السوق العربى .. المحزن أنك تضطر للتعامل معه بدلا من الصرافة القانونية لأن الفرق بينهما يتعدى قدرتك على المقاومة

    أول ما لفت أنظار إبنى الصغير (بكرى) و هو يقلب نظراته البريئة هنا و هنالك هو الظلام الدامس ، و ظل يطالبنى بأن (أولع له النور ) و هو لا يعرف بأن النور هو من عند الله تعالى و أن هذه البلاد لا تضئ ليلاً إلا بضحكات سكانها وقت السمر ، المهم و بعد لأى و جهد شديدين تم إقناع الصغير بأن الصبح قادم لا محالة و بأن الضوء سيجئ مع تباشير الصباح ، ثم عبرنا بوابة المطار فى طريقنا إلى مدفن الحاج منفى ، و رغم قصر المسافة من المطار إلى المنزل عبر الكبرى الجديد فق تم توقيفنا ست مرات فى حواجز الشرطة للتفتيش ،أخرها كان عند لفة الردمية فى طريقنا إلى تقاطع مربع 20 ، حزمة من مرتديى الكاكى قليلى التربية الذين لا يعرفون سوى الإستفزاز و تبدأ تراكمات القهر النفسى الموجه تنغرس فى صميم ذاتك شيئاً و تكاد تعود أدراجك إلى حيث كنت

    أكثر ما كان يشدنى شدا و يثير أشواقى إلى منزل (الأربابة بت الزبير) فى الحاج يوسف هو ذلك (الزير) البارد و الذى لاتخمد صورته فى ذاكرة الحلق أبداً ، حتى تدفعنى اللهفة إليه للإحتفاظ بعطشتى أطول وقت قبل الوصول إلى حيث يقبع الزير العزيز .. هذه المرة لم أجد ثمة زير ولا يحزنون .. ألقمتنى أختى الصغيرة ماءاً شديد البرودة من ثلاجة ما حتى أضطررت إلى (كسره) من ماء الماسورة ، و لكم أن تتخيلوا معى سوء الطالع الذى سيطر على خالكم المسكين

    فى صباح اليوم التالى و نحن نعد العدة للسفر نحو مسقط الرؤوس فى قلب الجزيرة الخضراء ، و بكرى لا زال ممسكاً بأضواء الصباح لكأنه يخاف عليها من الضياع حين يأتى المساء ، إضطررت إلى أخذ أخيه الصغير محمد إلى الطبيب قبل أن نتوجه إلى الميناء البرى لأنه بدأ فى صدامه الأول مع خيرات البلد الوفيره و مؤونتها المحترمة من الممرضات ، بعيد عنكم ، عينان ملتهبتان و دموع لا تتوقف و معدة لا تمسك شيئاً ، كدنا نرجع به إلى الحاج يوسف لولا الخوف من اللوم ، فإن أهلنا (شننّف) ولا يقبلون عذراً فى أمواتهم ولا بد من السفر لقضاء الواجب قبل أن تقع الفأس فى الرأس ، بما أصطلح على تسميته بالميناء البرى ، وجدنا أنفسنا (نتضاير) فى ممر حديدى ضيق كأننا نعبر إلى الضفة الغربية أو إلى إسرائيل ، و لا يمكنك الدخول دون تذكرة دخول طبعاً كما لا يمكنك أخذ أمتعتك بنفسك ، طالبنى رجل بائس يدفع درداقة مرقمة تمتلكها حكومة المحلية بسبعة جنيهات نظير خدمة إدخال الشنطة اليتيمة إلى حيث تتوقف الباصات ، وكنت أعتقد أن السبعة جنيهات ربما تكون كافية لتأخذنى إلى مدنى ، فسبحان مغير الأسعار من نار إلى نار ، إلى سُعار

    أخر عهدى بعلبة عصير (المازا) و بسكويت (بركة) اللتان كنت أعشقهما فى السفر و أورثت عشقهما لعيالى ، أخر عهدى بهما قبل ثلاث سنوات حينما كان الجنيه الواحد كافياً لمؤونة الطريق ، تفاجأت بأن بسكويت البركة وحده بجنيه كامل و عبوة العصير بثلاثة جنيهات كاملة ، و طفقت أحمد الله فى سرى على غربتى التى كفتنى شر الفول المدمس و (كوز برد) فى السفر ، الحمد لله و الشكر (للشيخ زايد) الذى مكننى من توفير العصير و البسكويت لأولادى قبل أن يفضحنى (بكرى) أمام خلق البص أجمعين

    ظل الصحاب و الأحباب يتصلون و يحمدلون السلامة و يتبعونها بالوصية الوحيدة : " أعمل حسابك يا خال البلد جايطة " ولست أدرى كيف لا تكون البلد جايطة ولم يعد يعشش بها غير الشر و الفساد و لا تتكاثر فيها سوى الركشات ، ولا تردك غير أخبار الإعتقالات

    فى مدينة (ود مدنى) التى تحولت بقدرة قادر من مدينة العلم و الثقافة إلى مدينة (الأتوز) ، تلك السيارة الخفيفة شديدة الإحمرار الشيطانية ، ذات قدرة عالية على الزوغان من الحفر و المطبات ، هذه المركبة الكورية الإقتصادية بلونها الملفت ربما جعلت هؤلاء (الكيزان) يصنفون مواطنى المدينة كمعارضين لمجرد لونها الأحمر .. أصبحت رمزا من رموز المدينة و يحلم بإمتلاكها حملة الدكتوراة و الماجيستير من شباب المدينة العاطلين ، تكاد تقتلك الغصة و الحسرة على هذه المدينة العريقة و أنت تطوف بشوارعها المهترئة و مبانيها الغبشاء و بسطائها الكادحين المغلوبين على أمرهم ، يجازفون فى لقمة عيشهم من الصباح إلى المطاح دونما طائل و نيلها الأزرق المثقل بالطمى يئن تحت بؤس الجالسين على ضفتيه ولا يملك لهم دفعا لضر أو جلباً لفائدة ، حتى أنه كف عن إغراقهم فى لجته لست أدرى ، أزهدا بهم أم إشفاقاً عليهم

    مررت بالصدفة بداخلية (حسيب) عن مدخل كبرى الحرية ، فجأة وجدت نفسى هنالك لأن الحافلة القادمة من الميناء البرى توقفت فى محطتها الأخيرة بجوار (سكة حديد السودان) و فى البداية لم أميز الداخلية من بين السوق الذى نشأ هناك و كثرة الباعة بميكرفوناتهم المزعجة و التى تعمل بالبطاريات ، و تخيلت الزملاء من كليات الطب و الصيدلة و هم يحاولون الدراسة لإمتحان ما فى هذه الظروف ، و سألت نفسى :"من تراه هذا العبقرى الذى جلب موقف الباصات من مكانه القديم ليضعه تحت أذان طلاب العلوم الطبية ، أكيد واحد دكتوور.

    أبو بكرى





    .......
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de