|
من غباء المؤتمر الوطني .. أنه أراد أن يصبح كالحزب الوطني (المصري)
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد أن وقع السادات اتفاقية كامب دافيد، وبعد نيل رضا السيد الأمريكي، وبالتالي القبول من المجتمع الدولي، وعين نفسه حارسا لاتفاقية كامب دافيد، وحليفا قويا وأساسيا لإسرائيل وأمريكا في المنطقة، وبعد أن أصبحت مصر بصورتها تلك وإلى اليوم دولة إقليمية مؤثرة تحظى بالرضا الدولي وتعد عاملا مؤثرا في ما يسمى بالتوازن الإقليمي، كل هذه العوامل أدت إلى أن تدين الأمور بالسيطرة ودولة الحزب الواحد، للسادات ووريثه حسني مبارك من خلال الدولة المصرية والحزب الوطني الحاكم في مصر.
الحزب الوطني في مصر وتحت مظلة الرضا الأمريكي والقبول الدولي، استأثر بكل مقدرات ومفاصل الدولة المصرية، فقد قامت فئة من الطفيليين ورجال الأعمال المنتمين لهذا الحزب، وقد أثروا وأمسكوا بمفاصل الاقتصاد المصري، وقد أصبحوا مزيجا من السلطة والثروة بدرجة لا تقدر على أن تميز فيها ما بين رجال الدولة وما بين رجال الأعمال، فرجل الأعمال هو رجل الدولة ورجل الدولة هو رجل الأعمال، يخرج من شركاته ليتولى الوزارة ويخرج من الوزارة ليعود لشركاته، السلطة هي الثروة والثروة هي السلطة، وفي سبيل تثبيت هذا الوضع حكمت مصر بقانون الطوارئ لمدة 30 عاما، عبر سلسلة من الإجراءات القمعية والإرهاب والتخويف والإفقار والتجويع.
من الملاحظ أن مصر كانت دائما وأبدا تحظى بالرضا الدولي والإقليمي لمسألة التوازنات سالفة الذكر.
من غباء المؤتمر الوطني أنه أراد أن يطرح نفسه أو أن يصبح شبيها بالحزب الوطني المصري، فبعد تعاونه مع المخابرات الأمريكية عقب أحداث سبتمبر، وفي إطار ما يسمى بالحرب على الإرهاب، وتسليم ملفات الإسلاميين - إخوان الأمس - للأمريكان، وعقب توقيع مشاكوس ومن ثم نيفاشا، ظن المؤتمر الوطني أنه سيحوز رضا السيد الأمريكي، وأنه سيصبح الحامي لنيفاشا والراعي لدولة الجنوب، ومن هنا عمل على المزيد من تثبيت وتوطيد أركانه في الدولة، والمزيد من السيطرة على مفاصل الإقتصاد، وعدم استخدام أموال البترول في التنمية وإنما في تنمية أموال الحزب، وظهرت فئة الطفيليين من رجال الأعمال، وكثرت شركات الوطني، وكل ذلك والمؤتمر الوطني خاتي في بطنو بطيخة صيفي أنه بعد نيفاشا قد حاز على القبول الدولي والرضا الأمريكي، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
فما حدث في مصر ليس بالضرورة أن ينسحب على السودان، وأمريكا لديها مصالح دائمة وليس لها صداقة دائمة، ففي مصر مصلحة أمريكا بقاء النظام المصري والدولة المصرية لحفظ التوازن الإقليمي، ولكن في السودان مصلحة أمريكا في تفتيت السودان، وبالتالي فهي لن ترضى عن النظام السوداني وستظل تضغط عليه حتى يتحقق لها الهدف الذي تريده وهو تفتيت السودان إلى 4 أو 5 دول.
الكيزان أرضوا الأمريكان بسخط الله، ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، وقد أعجبني قول أحدهم: الكيزان ما أرضوا أمريكا لينالوا ما عند أمريكا، ولا أرضوا الله لينالوا رضا الله، ولا أرضوا الناس لكي يصمت عنهم الناس.
|
|
|
|
|
|