سيناريوهات الثورة السودانية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 10:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-23-2012, 11:07 AM

د. عمرو محمد عباس


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سيناريوهات الثورة السودانية

    سيناريوهات الثورة السودانية
    تدخل الثورة السودانية مراحل انتقالها من تحركات طلابية الى التحركات الشعبية كثورة رابعة فى تاريخ السودان الحديث ( ثورة 1924، اكتوبر وابريل) . كل هذة التحركات والثورات السابقة انتهت الى نتائج متواضعة فى تنفيذ شعاراتها، قادت كل منها الى وضع سياسى اكثر بؤسا من سابقتها. تميزت الثورات والانتفاضات السودانية بعدة سمات اثرت بشكل عميق فى نتائجها ومخرجاتها، تختلف البدايات لكنها اتخذت سيناريوا موحدا فى الانتهاء. جماهير المدن الكبرى تتدفق الى الشارع وتعلن الاضراب السياسى العام، اثنائها يتحرك صغار الضباط والجنود ويضغطون على القيادة ويساندون الاضراب السياسى العام. بعد انجاز الاسقاط يركن الشعب الى منازلهم ويتركون امورهم فى ايدى جبهة الهيئات فى اكتوبر 1964 و المجلس العسكرى الانتقالى والتجمع الوطني لانقاذ الوطن 1985.

    اولا: تميزت الثورات السودانية بالقصر الشديد. فى اكتوبر 1964 دامت الثورة حوالى الاسبوع ( 21 حتى 28 اكتوبر). فى انتفاضة مارس – ابريل 1985 تحركت مظاهرة طلاب جامعة امدرمان الاسلامية في يوم الثلاثاء 26 مارس 1985 وتم تنفيذ الاضراب السياسي من صبيحة الخميس 4 ابريل ونفذت قيادة القوات المسلحة انقلاب قصر فى 6 ابريل 1985. قصر زمن الثورات وعدم توحد القوى الثورية حول مطالب محددة والتاخير فى تكوين المؤسسة القائدة (تم تكوين قيادة نقابية وحزبية موحدة للانتفاضة في ليلة الجمعة 5 ابريل وتم التوقيع على ميثاق تجمع القوى الوطنية لانقاذ الوطن)، التعجل فى تكوين حكومة فى غياب ما برع فية خبراء الطبقة الوسطى من رؤية واضحة وخريطة طريق مفصلة وجدول زمنى منضبط لتحقيق الاهداف، كل هذا يتركنا امام بناء سياسى شائة من حكومة بلا اهداف (تحاشت اتقاقية نيفاشا هذة المزالق واستطاعت وضع خريطة طريق مفصلة وجدول زمنى منضبط لتفكيك دولة السودان لانشاء نظامين).

    ثانيا: القوى التى لعبت دورا فى الثورات السودانية هى القوى المدينية المنظمة خاصة العاصمة ولا تؤثر الاقاليم والمدن الاخرى سواء بشكل هامشى. هذة القوى مشكلة فى غالبها الاعم من طلائع الطبقة الوسطى والعمال المنظمين فى نقابات، ولاتشكل هاتان الفئتان الا عددا ضئيلا وضعيفا من مجموع الشعب. ورغم قدرة هاتين الفئتين على قيادة الثورة وانجازها فقد عجزت تماما عن جر مجموعات الشعب الاخرى الى النطاق السياسى الفاعل. رفع هذا من سقف مطالب الجماهير المهمشة والفقيرة وجعلها فى موضع الانتظار كى تتحقق المطالب التى رفعتها المجموعات المدينية.

    ثالثا: عندما تنجز جموع المدن ثورتها وتعود الى مضاجعها، تتولى مجموعة مختارة - جبهة الهيئات فى اكتوبر 1964 و والتجمع الوطني لانقاذ الوطن 1985، كافة الحوارات والاتفاقات والاختلافات فى اماكن مغلقة ( نادى العمال فى اكتوبر ونادى المهندسين فى ابريل) بعيدا عن الثوار انفسهم. حتى عندما تتعرض مكاسب الثورة الى التعطيل والتاجيل لايتم استدعاء الثوار للضغط على القوى المحافظة بل يتم العودة الى سياسة الكواليس.

    القوى التى لعبت دورا فى الثورات العربية هى القوى المدينية سواء فى العاصمة، الاقاليم والمدن الاخرى ولكن استطاعت جر كافة القطاعات فى الوطن. ان مشهد التجمعات فى كافة ميادين مدن مصر، تونس، سوريا، اليمن وليبيا يعنى ان الثورة باتت قضية كل الشعب بشكل حقيقى. هذة القوى التى تشكلت فى بداياتها من طلائع الطبقة الوسطى والعمال المنظمين وتشكل هاتين الفئتين عددا مقدرا وفاعلا لكنها استطاعت الوصول لكل مجموع الشعب. الوضع فى السودان مختلف تماما فرغم ان القوى المدينية سواء فى العاصمة، الاقاليم لها دور حيوى فى حسم انتصار الثورة اذا تصاعدت. لقد ظهر الجديد فى الفضاء السياسى سريعا عقب انفصال الشعب الجنوبى بدولتة، هذا شجع الهوامش الاخرى على التوحد فى تحالف الجبهة الثورية السودانية من مقاتلى دارفور (حركة/جيش تحرير السودان قيادة مني مناوي و حركة/جيش تحرير السودان قيادة عبدالواحد محمد نور وحركة العدل والمساواة) و جنوب كردفان والنيل الازرق (الحركة الشعبية-الشمال) فى منطقة كاودا بجبال النوبة في الفترة ما بين 1/8/ 2011 الى 7/8/2011 الاتفاق حتى الان يتحدث عن دولة واحدة للتعايش داخلها ولكن يدعو الى إقرار الوحدة الطوعية لجميع اقاليم السودان. تعمل اطراف متعددة على التغيير الشامل، من الشباب الذى تأثر بالثورات العربية، الاحزاب فى اشكال تنسيقها المختلفة، مقاتلى الهوامش والاطراف حتى الشيخ الترابى بالثورة التى تأتى بغتة كيوم القيامة. الملايين التى خرجت فى كل الشوارع والميادين العربية وهتفت الشعب يريد اسقاط النظام هى صانعة الثورات.

    تحضرنا تجارب الثورات السودانية السابقة، تجارب التجمع الوطنى الديمقراطى، اتفاقية تيفاشا والثورات العربية ان مربط الفرس هو غياب المشروع القومى الشامل الذى يغير وجة الحياة فى بلادنا، واهم من ذلك الارادة السياسية لتنفيذ هذا المشروع. الذين يتابعون مسارات الثورات العربية يرونها تفتقد هذا المشروع ويسائلون النفس عن جدوى التضحية اذا كانت ستضيع فى صخب النخب وانشقاقاتها. لا يجد الكاتب ان من مهماتة وضع المشروع الوطنى الشامل، هذا تحددة القوى الطامحة للتغيير.

    اطلق النار للقتل Shoot to Kill
    دخل هذا التعبير الحياة السياسية السودانية اثناء وبعد انتفاضة 1985 عاد التعبير الى التداول مؤخرا عندما اعلن نائب رئيس الجمهورية (بالتعيين) علي عثمان محمد طه يوم 23 ابريل بالمجلس الوطني عن تهديدات للذين يكسرون الحظر الاقتصادي قائلاً : (نقول لجنودنا أوامرنا واضحة Shoot to kill ) .

    سيناريو تغيير النظام غير مجد ولم يثمر طوال الاعوام الاثنان والعشرين وكافة الحوارات والهدف منها تفتيت وحدة القوى المعارضة وجذب بعض الاحزاب للتعامل مع المؤتمر الوطني. اذا ارادت اى قوى ان يستجيب المؤتمر الوطنى لما يشبة تفكيك الدولة العنصرية فى جنوب افريقيا فعليها حشد وسائل ضغطها الجماهيرية، لا المذكرات او اعلان المواقف والندوات العامة ..الخ مفيدة. فقد حددت السلطة خيارات اجبارها على التنازل، البندقية كما حدث مع الحركة الشعبية او التحركات الشعبية السلمية العارمة. المطلوب اسقاط النظام.

    لقد تراكمت خبرات طويلة ومتعددة فى العمل الثورى سواء فى تاريخ الشعب السودانى الذى انجز ثورتين كبريين فى تاريخة المعاصر او فى المحيط القريب منا. ولكن هناك عدة اعتبارات لابد ان تؤخذ فى الحسبان عند تعاملنا مع هذة الحركات النبيلة والصادقة.

    اولا: ان تجاربنا كانت ناجحة جدا فى اسقاط الانظمة سواء كانت كلية كما فى اكتوبر 1964 او جزئيا فى ابريل 1985 ، لم تقد هذة الثورات العظيمة الى نتائج ملموسة، فكل القضايا التى كانت تطرح فى الشعارات لم يتم تنفيذها وعاشت فقط فى الاناشيد والاغانى. ومهما حاولنا ان نتناول من انجازاتها فقد كانت فى المحصلة النهائية كارثية ادت بنا من نظام سىء الى الاسوأ. هذا سيكون تحديا ضخما امام الحركات الشبابية واحزابها.

    ثانيا: كانت لهذة الثورات ادوات ساعدت على انجاز الثورة من اهمها النقابات -التى كانت تسيطر على اقتصاد البلاد (اتحاد نقابات العمال واتحاد المزارعين)، والاتحادات، صغر حجم الفئات المدينية، خدمة مدنية غير مسيسة ،اجهزة جيش وشرطة قومية، وقوف كل الاحزاب فى صف المعارضة وحرب اهلية فى الجنوب معالمها واضحة. هذا هو التحدى الاخر من كيفية صنع تغيير بادوات اخرى.

    الوضع الحالى بسيط فى ان كافة طوائف ومكونات الشعب السودانى قد وصلت حد القطيعة مع النظام وهناك سخط غير معتاد يعبر عن نفسة يوميا فى عشرات المواجهات فى كافة ارجاء الوطن وينشر فى وسائل الاعلام ويشمل تنظيمات، ومدن ومجموعات سكانية وغيرها القيادة عاجزة عن الحكم لذلك تلجأ الى القبضة الامنية المتشددة.

    المؤتمر الوطنى
    تكون الحزب نتاج أنشقاق الحركة الاسلامية من الموالين لرئيس الجمهورية وبذلك فقد اصبح حزب السلطة وتشابة فى ملابسات أنتقال غالبية عضويتة لصف الرئيس لما حدث عند تكوين الحزب الوطنى الديمقراطى المصرى من حزب مصر وسابقية الاتحاد الاشتراكى وحزب التحرير. وبرغم ارتحال معظم الكوادر الحركية والملتحقين من المايويين ومهاجرى الاحزاب الطائفية الليبرالية ومنتسبى " العبرة بمن صدق لا بمن سبق" الي حزب الرئيس، فقد تباعدت عنة اكثر طوائف المفكرين والمثقفين.
    فى مدى اكثر من عقد فى السلطة جرى علية ما يجرى على كافة احزاب سلطة الفرد فقد تحول الى حزب خاوي من الفكر والمعرفة والالهام والخيال مع تاريخ طويل من الفساد والاستبداد والفقر والتفريط فى الوطن وسوء الادارة والحكم الغير الراشد، مع عزلة خانقة على المستوى العالمى والاقليمى. والحزب الذى يدعى قادتة بأنة حاز على 95% من الاصوات فى المجلس الوطنى هو النسخة السودانية من مجلس الشعب المصرى. والثلاثة مليون عضو فى مصر أنتهوا الى حفنة من راكبى الجمال والخيول. أن مصير هذا الحزب سينتهى الى مصير الاتحاد الاشتراكى السودانى، الحزب الوطنى الديمقراطى المصرى، التجمع الدستوري الديموقراطي فى تونس، حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن وحزب البعث العربى الاشتراكى رمزا تاريخيا لعهد جلب الاحزان والبؤس لاهلة.

    سيناريوهات النظام لانقاذ عنقة
    تعبر روايات غابريل جارسيا ماركيز ليس لدى الكولونيل من يكاتبه وخريف البطريرك عن مصائر الرؤساء السابقين فهم فى بداياتهم يحملون التصورات المثالية عن الاصلاح والزهد والبساطة، ثم ينتهى الامر بتحولهم الى ايقونات تسيرها طغمة لاتشبع. المشكلة ان هذا لم يكن ديدن فخامة الرئيس عمر البشير اذ انة كان اسير تصورات تنظيم جاء مصمما على استعمال نظرية الترويع بالصدمة النفسية وهى نظرية حربية امريكية تقول بضرورة توجيه ضربات قاصمة وهائلة القوة ومفاجئة للعدو من اجل دفعه للاستسلام السريع وقد نجحت هذه النظرية في غزو العراق. ذهل الشعب السودانى لفترة وعاش فترة طويلة من الذهول من منظومة قيمية احتقرت كافة تقاليدة السوية والمتسامحة والبسيطة ولكن قاوم بكل جسارة وفرض على النظام ان يعيد النظر فى كافة اوجة تعاليمة.

    النموذج السودانى خليط من كل السيناريوهات فهو يفترض ان الدولة تنظر بعناية للثورات العربية وتداعياتها، ربما هى تفترض ان الاحداث لن تصلها او ان الثورات فى طريق انظمة تحكمها احزاب اسلامية وهلما جرا من نوع هذا التحليل. عناصر النموذج تتمثل فى عدة سيناريوهات عاشها السودان. الطريق السلمى على غرار التونسية والمصرية حدث فى اكتوبر 1964 ولكن سارت الثورة حتى النهاية ووجدت النظام المؤسسى قائما وحولتة الى نظام ديمقراطى. الطريق السلمى اذ اقتلعت النظام العسكري المتحول الى البرقراطية المستبدة فى صيغتها العلمانية الاقصائية على غرار التونسية والمصرية وجاء المجلس العسكرى الانتقالى وحكومة انتقالية مدنية 1985. السيناريو الليبيى متحقق اساسا فى السودان فهو غارق فى التدويل وقد انجزت المحكمة الجنائية الدولية عملها ورئيس الدولة واخرون مطلوبون للمحاكمة.

    سوف يحاول النظام ان يشدد امنيا وعنفا ضد المواجهات – ولايجب الاستهانة بامكانياتة حتى الاستعانة بدول مجاورة- ويتراجع سياسيا عن طريق سحب الزيادات والتى لم تقر من المجلس الوطنى وازاحة بعض الرموز المكروهة. تدور الاحاديث الان عن انقلاب القصر بمختلف السيناريوهات من انحياز الجيش للشعب مثل الانتفاضة 1985 ( التى وضعت لبنة انقلاب الانقاذ لاحقا)، تمثيلية اعتقال رئيس الحمهورية مما فصل فيها الاستاذ هشام هبانى (احذروا سيناريو انقلاب القصر فهو جاهز للاستخدام!! )

    سوف تحدث اشقاقات فى الشرطة والامن جزء منها حقيقى وجزء مدبر لاختراق المجموعات. ان افشال مخططات النظام هى وحدة الثوار والدفع بالمواجهات الى اقصى حد.

    الجيش السودانى لازال الاحتياطى لدى النظام ، ومن الممكن استعمالة فى المواجهة مع الجماهير اذا استجاب قادتة. هذا السيناريو يواجة معضلتين: الاول ان الجنود قد لايستجيبون وتحدث مواجهات داخلية والثانى الاكثر خطورة للنظام ان هذا سيجعل الطريق مفتوحا امام الحركات المسلحة وما غزوة ام درمان ببعيدة.
    ايا كان السيناريو فهو معيق وخطر ويعيدنا لنقطة الصفر. المطلوب اسقاط النظام بالكامل.

    سيناريوهات الثوار
    ان الجماهير الثائرة مصرة على اسقاط النظام الى الابد وهى لن تقف عند التغيير الشكلى وكلفتة ميثاق الانتفاضة او الثورة وتكوين حكومة انتقالية ......الخ. ان الثورة السودانية عبارة عن شراكة بين قوى عديدة قوى المدن والقرى السودانية، الاحزاب، مقاتلى دارفور و الحركة الشعبية-الشمال. ان القرارات لابد ان يصنعها كافة هذة الاطراف منذ البداية. لانخط حرفا قبل وصول هؤلاء للخرطوم والجلوس للمشاركة فى مستفبل الحكم فى السودان.

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de