الشهوات

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 07:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-16-2012, 08:42 PM

عبدالغفار محمد سعيد
<aعبدالغفار محمد سعيد
تاريخ التسجيل: 04-17-2006
مجموع المشاركات: 10075

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الشهوات




    الشهوات

    مريد البرغوثي


    Quote:
    كسّر البرق بللوره في الأعالي
    وافلت من دغله نمر طائش اللونِ
    رنّت على ظهره فضةُ الليل والرغبةِ الغامضه
    كأنّ الصواعقَ تعدو على جسمه وهو يعدو ويعدو ويعدو
    ويعلو عن الارض
    حتى لَيوشِكَ ان يشغلَ الجاذبيةَ عن شُغلِها
    لحظةً
    ثم يرقى الى ما يشاءُ الخَيالْ
    هذه شهوتى للتى اشتهيها بخمس حواسٍ
    ولكنها لا تُنالْ.
    **
    نمرٌ طائشٌ فى علاليه قلبى
    ووثباته طردُ ضوءٍ لليلٍ وليلٍ لضوءْ
    وأنا لم أعد اشتهى أيَّ شيء
    فانا اشتهى كلَّ شيء
    من زمان يليق بموتي
    الى اول المشى واللثغ والاول الابتدائىِّ
    حَبِّ الشباب ومشطِ السخافةِ
    رسمِ الشوارب بالحِبْر فوق الشفاهِ
    دويِّ البلوغ الذى يخلط الرعب باللذةِ
    المستطيله شيئا فشيئا
    وياخذنا، راجفين، الى موعدٍ أَهْبَلٍ
    تحت "بيت الدَّرَجْ"
    **
    شهوةٌ لِلَّعِبْ
    لِلُصوصيَّةِ الطفل فينا
    نغافل بُخْلَ العجوز التى وجهها مثل كعكٍ تَبَلَّلَ بالماءِ
    كى نسرقَ اللوز مِن حَقْلِها
    مُتْعَةُ العُمْرِ ان لا ترانا
    وامتعُ منها اذا ما راتنا
    مَراجِلُنا فى الهَرَبْ
    **
    وامتع من كل هذا
    اذا استلمت خيزرانتُها واحداً
    وانْضَرَبْ
    **
    شهوةٌ للوساوس فى ليل قريتنا
    كلُ من زادَ عن عمرنا سنةً
    خَوَّفَ الكلَّ بالضبع أو بابن اوى
    وفاخَرَنا بالجَسارةِ
    واصْفَرَّ خَدّاهُ مِن قِطَّةٍ عابِرَه
    **
    وانا اشتهى كل شيء
    من مكان يليق بموتى
    الى شغف ازرق النار بالجارة الفائرة
    مِن حرير التلامس والانسجامْ
    والنعاس الشفيفِ
    وذاك الحفيف اذا النور حَكَّ المخدةَ شيئاً فشيئا
    وعز علينا القيامْ
    الى شهوتى لمطارٍ رحيمْ
    ولذاك الطراز الذى لم اجربه من سفرٍ للسفر
    حيث لا يغرس الضابط الوحش نابيه فى روح روحى
    ويجلس فى كامل الاعتزاز بسلطانه
    مثل ضبعٍ وسيمْ
    **
    شهوة لوجود النساء اللواتى يخفن قليلاً
    ولكن يقفن طويلاً بجفن الردى وهو نائم
    وطرحاتهن الغيوم واقدامهن الجنان
    وفى روحهن الاساور والماس لا فى المعاصم
    يطرز اثوابهن العجاج الكريم
    فيخدشن خوذة عصر الغزاة ويسقطن عصر الهوانم
    **
    شهوة لوجود الرجال الذين بنوا فى المضافه
    بيت الكرم
    وبيت النكات اللئيمه
    بيت التهكم من كل عال قوى
    وبيت المساء الطويل بطول الجدال
    واخبار كل البلاد كأن الحصيرةَ من تحتهمْ
    هيئةٌ للأُمَمْ
    **
    شهوة لبلاد تطالب ابناءَها
    باقل من الموت جيلا فجيلا
    وفيها من الوقت وقتٌ نخصصه
    للخطايا الحميمه والغلط الادمى البسيط
    وزحزحةِ الافتراض البطوليِّ عنّا قليلا
    فمسكينةٌ أُمَّةٌ حين تحتاج كلَّ البطولات من كلِّ أبنائها
    وتعيش الحياةَ قتيلا قتيلاً
    **
    شهوةٌ لبلاد تقل الاناشيد فيها
    وفيها نعود الى نمنمات احتياجاتنا العابرات
    بلا خجل او ندم
    **
    شهوة ان ارد على الهاتف المتاخر ليلا
    بدون التوجس من كارثه
    **
    شهوة ان اكون الضحيه لامراة عابثه
    لا لثوريِّ هذا الزمان
    **
    شهوة ان تكون الخنازير مطرحها
    فى الحظائر او فى المسالخ او فى البرارى
    وليس على المقعد المخمليّ
    **
    شهوة ان يقوز الفؤاد باحلى الوظائف
    حرية الشكر, حرية الصمت
    حرية الرقص حبا اذا ما هوى
    والتخلى الانيق اذا ما نوى
    والتنقل ما شاء بين الرضى والجفاء
    **
    شهوة ان تكون الخصومة فى عزها
    واضحة
    غير مخدوشه بالعناق ال########
    فقبلات من لا اود حراشف سردينة
    وابتسامته شعرة فى الحساء
    **
    شهوة ان تكون المودة فى عزها
    واضحة
    دون طُعم الوعود ودون اللغة
    فاللغة
    علبة للرياء
    واللغة
    لعبة فى يدى من يشاء
    واللغة
    رشوة للنساء
    واللغة
    سمسم الكاذبين الوفير
    وفخ يهيا للبنت منذ الصباح المنمق
    حتى سرير المساءْ
    **
    شهوة لغموض العتب
    شهوة لاعتذار العيون الذكيّ
    شهوة للضمير الانيق
    شهوة ليد فى يدى فى الزحامْ
    شهوة ان نَغُفَّ الحياةَ كإبريقِ ماءٍ
    تبلل فخّاره بالندى
    **
    شهوة ان يقول المحقق
    من اطلق النار فى راس (ناجى العلى)
    شهوة ان يحذرنى احد الناس من طعنة فى الظلامْ
    **
    شهوة ان ارى ما يُرى كُلُّهُ
    فى شمولٍ عظيمٍ يوحد بين نجوم السماءِ
    وخصلةِ عُشْبٍ بقاع البحارِ
    وبين كهوف العتامِ وقوسِ الافُقْ
    **
    شهوة للقاء مع امراتين فى امراة واحدة
    صبحها فى وقار الغسق
    ليلها فى فجور الشفق
    هى راهبة فى النهار
    وفى الليل مرغابة للمسرات
    ولوالة بالنداءات مصهالة بالشبق
    **
    شهوة لتلاوين نشوتنا
    فهى خضراء غابيَّةٌ فى ذراعيكِ عند انغلاق العناق علينا
    حبيسين فى واسع من فضاء النوايا
    سجينين مثل العصافير فى ريشها
    وهى تلهو وتلعب فى الجو هابطة صاعدة
    **
    شهوة لتلاوين لذتنا
    وهى دائرة من بداياتها لبداياتها عائدة
    وهى زرقاء فضيه حين تلمع رعشاتها فى العظام
    وتغدو انينا وتغدو رنينا
    ونصل المباهج يجتاز جسمى وجسمك
    فى لحظة واحده
    **
    شهوة لتلاوين لمساتنا
    فهى شاش الجراح التى خلف البعد فينا
    وبعض الدواء
    وهى زلزالنا الهش تسرى نعومته
    بالدوى الفجائى عند اللقاء
    وهى خبث الثعالب عند اللعب
    وهى ركن الملاهى الفسيح
    المراجيح والطير والريح
    **
    وهى المخدات
    اذ نستريح وعند الدعابات
    شيطنة من نوايا تزيح الحياء
    وتفتح باب الشغب
    **
    شهوة ان اشب على سلَّمٍ شاهقٍ
    فى اقاصى السماء
    واستاذن الله، اسألهُ
    هل راتنا عيون الحبيب نميل
    كحزمة قمح
    من المنجل الملتوى
    للجفاف المؤكد
    للمطحنة؟
    **
    ياحبيب المحبين انا امتحنا كثيرا
    وانا امتحنا طويلا
    فرحماك ياخالق الحاكمين وياخالق الناس
    ياخالق الوحش والسوسنه
    **
    كلما كسر البرق بلوره فى الاعالى
    اشتهيت اقل قليل الحياة فما لاح لى غير موتى
    بلادا اسميك ام غولة يابلادى؟
    فهلا تركت لنا فسحة كى نطيل البكاء قليلا
    على الميتين
    وهلا تركت لنا فسحة
    كى نُهيِّئَ فوجا جديدا
    من الذاهبين اليك باكفانهم راكضين
    **
    اتركى فسحة كى نربى الضحايا على مهلنا
    خذيهم رغيفا رغيفا
    ولا تاخذيهم طحين
    **
    اتركى فسحة كى يشب البنفسج فوق المقابر
    شبرا
    ووقتا لتفرج عنا السجون
    **
    اتركى فسحة كى نحس جمال التفاهات فى العيش
    بضع نقاط من الماء بعد النهوض من البنج
    والمشى مترين بعد التئام الكسور
    وصوت المزاريب بعد الجفاف
    وارجوحة العطر
    تدفعها نحونا شتلة الياسمين
    صندل من زهور الربيع
    لطفل رضيع يتلتله بين اسنانه
    البارزات كاربع حبات ارز جديد
    وعرس الصبى الوحيد
    ووخط المشيب المبكر من مفرق الزوجه المشتهاة
    على مخمل الاربعين
    **
    اتركى فسحة للفتى
    كى يزيل عن الوجه حب الشباب
    وتصعد كفاه فى لهفه
    فوق فخذ الصبيه
    يكسو عراء الخيال
    بطهر البياض المزغب والتجربه
    **
    اتركى فسحة للفتاة
    تحزز فى كتف صاحبها بالاظافر
    لذتها
    حين تدهمها فجاة كالتماع النصال
    اتركى فسحة كى نحل "اتحاد النساء"
    وندخل مشطا على شعره المشرئب
    ونعفى مخداتنا من ليالى الجدال
    **
    اتركى فسحة كى نقشر هذى القداسة
    عن كل شعر بليد يحبك
    والرمز عن حبة البرتقال
    **
    اتركى فسحة كى نرى فى البلاد البعيدة
    ماعندها من جمال
    فعين المهاجر تخشى تمنعها فى الجمال
    **
    اجعلينا نحل ونرحل
    من اجل رغبتنا فى البقاء او الانتقال
    اتركى فسحة كى تضل الشنانير درب النجاة
    وتاوى الى فخ اعمى
    ولاتخبريه بان ابنه الان صيد
    لدورية سفكت دمه فى رؤوس الجبال
    **
    ارجعى كى نعيد سقيفتنا للدجاج الكريم
    الذى كان قاسمنا (خنه) سكنا
    او نعيد الخيام لكشافة
    يسهرون على شاطى الصيف بالرقص والاحتفال
    **
    ارجعى كى نقوم الى دبكة
    لاتهز السيوف
    ولكن تهز القلوب وخروب شعر الجدائل
    ذات اليمين وذات الشمال
    **
    كلما كسر البرق بلوره فى الاعالى
    اشتهيت اقل القليل
    بكل الحواس ومنيت نفسى بابسط ما يشتهى
    واستحال
    **
    شهوة ان تضايقنا فى المرايا ككل العباد
    التجاعيد حول الجفون
    **
    شهوة ان يغنى لنا اللحن خصر الصبية
    لا ((عائدون))
    شهوة ان يكون حديث المقاهى
    سخيفا
    **
    كما ينبغى ان يكون
    **
    شهوة ان تخلى البنات يرتبن ما شئن
    من كَذِبٍ ابيضٍ كي يقابلن عشاقهنَّ
    ويشعرن بالانتصار البسيط على والدٍ
    أسَّسَ التُّرْكُ قصرا على شاربيهِ
    وأم يحدثها قلبُها بانفلاتِ الفتاةِ
    ولكن تُهَوِّنُ عن زوجها الأمْرَ
    حتى يهون
    شهوة ان نعلق فى غرف النوم لوحاتنا الغامضاتِ
    وليس شريط السواد على صورة الغائبين
    **
    شهوة ان نفكر فى رهبة الموت
    من بعد ما صار كالخَسِّ فى السوق كدَّسَهُ البائعون
    **
    اتركى فسحة للرجاء
    اتركى فسحة للجنون
    انت اخبث مما نظن واحلى
    فهلا ابتكرت لنا فكرة للصعود اليك
    سوى موتنا
    في هواك
    **
    شهوة ان نريح القصائد منك قليلا
    ونكتب عن اى امر سواك
                  

06-17-2012, 01:42 PM

عبدالغفار محمد سعيد
<aعبدالغفار محمد سعيد
تاريخ التسجيل: 04-17-2006
مجموع المشاركات: 10075

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشهوات (Re: عبدالغفار محمد سعيد)



    Quote:
    لا تصالح!

    أمل دنقل


    (1)
    لا تصالحْ!
    ولو منحوك الذهبْ
    أترى حين أفقأ عينيكَ
    ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
    هل ترى..؟
    هي أشياء لا تشترى..:
    ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
    حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
    هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
    الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
    وكأنكما
    ما تزالان طفلين!
    تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
    أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
    صوتانِ صوتَكَ
    أنك إن متَّ:
    للبيت ربٌّ
    وللطفل أبْ
    هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
    أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
    تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
    إنها الحربُ!
    قد تثقل القلبَ..
    لكن خلفك عار العرب
    لا تصالحْ..
    ولا تتوخَّ الهرب!

    (2)
    لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
    لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
    أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
    أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
    أعيناه عينا أخيك؟!
    وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
    بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
    سيقولون:
    جئناك كي تحقن الدم..
    جئناك. كن -يا أمير- الحكم
    سيقولون:
    ها نحن أبناء عم.
    قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
    واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
    إلى أن يجيب العدم
    إنني كنت لك
    فارسًا،
    وأخًا،
    وأبًا،
    ومَلِك!

    (3)
    لا تصالح ..
    ولو حرمتك الرقاد
    صرخاتُ الندامة
    وتذكَّر..
    (إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
    أن بنتَ أخيك "اليمامة"
    زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-
    بثياب الحداد
    كنتُ، إن عدتُ:
    تعدو على دَرَجِ القصر،
    تمسك ساقيَّ عند نزولي..
    فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-
    فوق ظهر الجواد
    ها هي الآن.. صامتةٌ
    حرمتها يدُ الغدر:
    من كلمات أبيها،
    ارتداءِ الثياب الجديدةِ
    من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
    من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
    وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
    وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
    لينالوا الهدايا..
    ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
    ويشدُّوا العمامة..
    لا تصالح!
    فما ذنب تلك اليمامة
    لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
    وهي تجلس فوق الرماد؟!

    (4)
    لا تصالح
    ولو توَّجوك بتاج الإمارة
    كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
    وكيف تصير المليكَ..
    على أوجهِ البهجة المستعارة؟
    كيف تنظر في يد من صافحوك..
    فلا تبصر الدم..
    في كل كف؟
    إن سهمًا أتاني من الخلف..
    سوف يجيئك من ألف خلف
    فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
    لا تصالح،
    ولو توَّجوك بتاج الإمارة
    إن عرشَك: سيفٌ
    وسيفك: زيفٌ
    إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
    واستطبت- الترف

    (5)
    لا تصالح
    ولو قال من مال عند الصدامْ
    ".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
    عندما يملأ الحق قلبك:
    تندلع النار إن تتنفَّسْ
    ولسانُ الخيانة يخرس
    لا تصالح
    ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
    كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
    كيف تنظر في عيني امرأة..
    أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
    كيف تصبح فارسها في الغرام؟
    كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
    -كيف تحلم أو تتغنى بمست??بلٍ لغلام
    وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
    لا تصالح
    ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
    وارْوِ قلبك بالدم..
    واروِ التراب المقدَّس..
    واروِ أسلافَكَ الراقدين..
    إلى أن تردَّ عليك العظام!

    (6)
    لا تصالح
    ولو ناشدتك القبيلة
    باسم حزن "الجليلة"
    أن تسوق الدهاءَ
    وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
    سيقولون:
    ها أنت تطلب ثأرًا يطول
    فخذ -الآن- ما تستطيع:
    قليلاً من الحق..
    في هذه السنوات القليلة
    إنه ليس ثأرك وحدك،
    لكنه ثأر جيلٍ فجيل
    وغدًا..
    سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
    يوقد النار شاملةً،
    يطلب الثأرَ،
    يستولد الحقَّ،
    من أَضْلُع المستحيل
    لا تصالح
    ولو قيل إن التصالح حيلة
    إنه الثأرُ
    تبهتُ شعلته في الضلوع..
    إذا ما توالت عليها الفصول..
    ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
    فوق الجباهِ الذليلة!

    (7)
    لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
    ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
    كنت أغفر لو أنني متُّ..
    ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
    لم أكن غازيًا،
    لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
    أو أحوم وراء التخوم
    لم أمد يدًا لثمار الكروم
    أرض بستانِهم لم أطأ
    لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!
    كان يمشي معي..
    ثم صافحني..
    ثم سار قليلاً
    ولكنه في الغصون اختبأ!
    فجأةً:
    ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..
    واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!
    وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
    فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
    واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
    لم يكن في يدي حربةٌ
    أو سلاح قديم،
    لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ

    (8)
    لا تصالحُ..
    إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
    النجوم.. لميقاتها
    والطيور.. لأصواتها
    والرمال.. لذراتها
    والقتيل لطفلته الناظرة
    كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
    الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
    وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
    كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
    والذي اغتالني: ليس ربًا..
    ليقتلني بمشيئته
    ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
    ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
    لا تصالحْ
    فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
    (في شرف القلب)
    لا تُنتقَصْ
    والذي اغتالني مَحضُ لصْ
    سرق الأرض من بين عينيَّ
    والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!

    (9)
    لا تصالحْ
    ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخْ
    والرجال التي ملأتها الشروخْ
    هؤلاء الذين يحبون طعم الثريدْ
    وامتطاء العبيدْ
    هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
    وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخْ
    لا تصالحْ
    فليس سوى أن تريدْ
    أنت فارسُ هذا الزمان الوحيدْ
    وسواك.. المسوخْ!

    (10)
    لا تصالحْ
    لا تصالحْ
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de