رواية وطن خلف القضبان وكياح للاستاذ خالد عويس بمكتبة الكونغرس الامريكي

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 08:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-09-2012, 08:06 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رواية وطن خلف القضبان وكياح للاستاذ خالد عويس بمكتبة الكونغرس الامريكي
                  

06-09-2012, 08:09 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رواية وطن خلف القضبان وكياح للاستاذ خالد عويس بمكتبة الكونغرس الام (Re: عمر عبد الله فضل المولى)


    وطن خلف القضبان

    الفصل الاول
    (21) عمى الالوان
    (1)
    ام درمان . جهة ام بدة . بيوت معتقة ضد المطر والحر . الجالوص ينتصب شامخا فى جلبابه المتسخ رادا تحايا السابلة . ثمة صبية يلعبون عسكر وحرامية . يهتفون فى صخب . هتافات واناشيد خرقاء تحكى عن امور مستحيلة . جيل ولد فى غرزة مستوردة !! ما الذى ذكرنى بها ؟ ميرى .
    : مدّه ده كلّو انت وين ؟
    : يعنى انت ما عارف ، ميرى ؟
    : ايوة دا زمن كده . انت يعرف ؟ انا اهلى كلّو مات . حرب اخدو كلّو ، راجل بتاع انا ، اولاد بتاع انا ، اخوان بتاع انا !!
    :حياة كيف معاك ، ميرى ؟
    : نخدم فى بيوت ، نهار . ليل ، نجى نعملو ابنوس وتيك ، اصابع تعملو حاجات جميل ، لكن ما فى قرس ، واحد يجى يبيع ، قروس ما تكفى عشرة رغيف !!
    : ادينى مريسة يا ميرى !!
    : واه !! انت كنت يجى هنا ، يرسم ، يكلم معاى ، لكن ما يشرب مريسة !!
    : وليه ما اشرب ؟
    : دين بتاعكم ، ما يخلى يشرب !!
    : ميرى ، انا جاية اقعد معاكى كم يوم كده ، ارسم ، اشخبط ، اتكلم ، ارقص ، اى حاجة !
    : كويس ، كويس ... اركانجالو كان يعملو كده عسان يعملو شغل مظبوط .
    : ميرى ... الدين اتغيّر ، جانا دين جديد ، دينّا القديم ما لاقياهو يا ميرى ، ما قادرة اصلّى ، ما قادرة استغفر ، دينّا القديم كان يطل الجار ، ويدّى المسكين ، ويفرش البروش فى نص الشارع فى رمضان عشان لمّة الناس ، وكان بوّدى اللحم لى جارو المسيحى فى العيد ، ويقيف مع الصوفية فى حلقات الذكر ، ويمشى المولد ، ويحاجز المتشاكلين ، ويزور العيانين ، ويجبر الخاطر المكسور ، ويعصر برش الميّت لحد ما اهلو يرفعوا الفراش ، ما كان بيأذى زول ، حتى الطير كان يرك فوق كتفو ويدنقر يشرب من ابريقو ، تصدقى حتى كان بيغنى عازة فى هواك ...، كان حافظ القرآن ، وشايل الواحو ، يرقد فوق العنقريب الفاضى بلا لحاف ، ويشرب من الزير ، وينادى لى جارو بى فوق الحيطة ، كان بيبكى لمّن واحد يموت ، ما كان بكضب ، كان واضح ، نقى ، لمّن يعمل حاجة ، ما بيدسها ... يعملها ويستغفر ... لكن يا ميرى هسع جانا دين جديد ، قالوا لينا دينكم القديم داك ما دين ، اغتسلوا وتوبوا !!
    الدين الجديد يا ميرى كتل ابوى ، وكتل ناس كتار ، شايل سبحة ، لكنها مصنوعة من الدهب ، وفى اليد التانية شايل ساطور ، ما بيمشى لى زول ، اليوم كله حايم فى الشوارع يهتف ، ما عارفنو بيصلى متين ، ما شفناهو مرق فطورو مع الناس فى رمضان ، ولا دفن جنازة ، ولا زار مرضان ، ولا مشى مولد !! دينا الجديد يا ميرى بيكرهكم ، عايز يكتلكم ، عشان انتوا كفار ، دينّا الجديد كسّر التماثيل فى كليتنا ، وكتل الناس فى رمضان ، دينا الجديد يا ميرى : بوليس !! ، لافتة ، طبلية ، تبيع الدقون !!
    : انت تعبان ، رابعة ، عايز نوم ، نوم ، بعدين يتكلم !!
    (2)
    صحوت . لا زال طعم المريسة فى شفتى . طقس لذيذ . والنجوم ترقص رقصتها الاولى . ميرى تعد طعاما ما . التفتت نحوى .. صافحتنى عيناها فى طيبة . ابتسمت لها .
    : ما يخاف كشة يجى يسوقنا كلنا ؟
    : ما يخاف ميرى ، ما يخاف !
    : انت ليه يجّى هنا رابعة ، ينوم فوق عنقريب ، ياكل اكل بتاع ناس مسكين زى انا ، يكلمّو مع زول ما يعرف يقرا .. انت ليه ما يمشى حته يرتاح فيهو ؟
    : لأنّو انا يرتاح هنا ميرى !! يغسل رجلينى فى بحر الجبل ، وارش وشى من موية بحر الجور ، واسرح فى الغابات ، انوم تحت المهوقنى ، اغنى مع طنبور الشمال ، واجرى ورا الشمس لحد جبل مرة ، القاهو جبل توتيل . هنا يا ميرى ، انا يانى الزمان ، بلقى نفسى ، والقاكى انتى يا ميرى ، انتى الباقية من حاجات زمان . تتذكرى اول مرّة جيتك هنا ؟
    : كنت بت ما كويس ، بطّال ، قايّل ناس بتاع هنا ، بهايم ، قايّل بوهيه ازرق جوّه برضو ازرق ، قايّل نحن ما فى حب ، ما يفهم ... ما فى ...
    : بس لمّن شفت شغلك يا ميرى ، عرفت انو البندرسو نحن فى الكلية حاجة ، والبتتلموهو انتوا من الطبيعة حاجة تانية ، حاجة نقية ، انتى يا ميرى اعظم من ليوناردو دافنتشى !
    : تعال رابعة !!
    ذهبت خلفها . دلفت الى غرفة واطئة دون باب ، ينسدل على مدخلها جوال قديم ، رفعته ، ومضت الى الداخل . اوقدت فانوسا ، فانتشر الضوء . صعقت . تمثال نصفى لى . يا لبراعة ميرى ، واناملها المجنونة ، انها فنانة حقيقية . تأملت وجهها المتغضن بتجاعيد صنعتها المآسى ، وشعرها الذى صار اكثره مائلا للبياض . عينان تشيان بالطيبة والحكمة المتوارثة فى ارض الانهار والغابات ، حيث كل شىء يدعو للتأمل العميق ، وشحذ الذهن لابتكار طرق جديدة للصراع مع طبيعة رغم مظهرها الرائع ، الا انها متحفزة للانقضاض ، مجبولة على الخداع والتمويه والتخفى . اقبلت نحوها واخذتها بين ذراعى ّ وانا ادارى دموعى .
    فى تلك الليلة ، ساهرت مع ميرى حتى الفجر . غنت لى اغنيات الدينكا والشلك والمندارى والفرتيت واللاتوكا . حكت لى حكايات اسطورية عن آلهتهم . وان الاله هو جدهم . اخبرتنى كيف تسير المرأة فى غابات شاسعة دون ان يهجم عليها نمر . حكايات عن غدران الماء والخضرة والماء الغزير . الاكواخ المتناثرة وروح الاسلاف . حدثتها عن ابى وعلاقته بى . حدثتها كيف قطعت صلتى بحبيبى !
    : ميرى انتى ليه ما يرجع جنوب ؟
    : لأنّو جنوب بقى زى تمساح كبير ، ياكلّو كل حاجة ، موت ، حرب ، اخدّو كل حاجة ، ناس ، شجر ، حتى بهايم ، بقر ، جوع كتير ، كل يوم ناس كتير يموت بى جوع !
    : انتى زعلانة مننا يا ميرى ؟
    : مندكرو بتاع كضب بى دقن دا كعب ، ياهو كتل ابوكى ، ياهو عامل دشمان فى جنوب ، ياهو كل يوم يجّى يفتش بيت يلقى مريسة ، يسوق انا ، يجلد هناك فى محكمة ، انا مريسة يشربو انا ، ما نبيعو الا لى بوهيه ازرق زى انا ، دا يجّى يشرب مريسة . اله بتاعو ما يكلم ما يشربو مريسة ، ليه اله بتاعكم يقول يجلدّو زول تانى بتاع اله تانى ؟
    : ميرى !! نحن دينّا الكنا بنعرفو ، ساقوهو هو ذاتو زيّكم للمحكمة ، حاكموهو ، وجلدوهو وهسع مسجون ، واحدين قالوا فى كوبر !!
    : انا مافى شغل ، يشتغل فى بيوت بتاع مندكرو ، يمسح بلاط ، يغسل عدة ، وملابس وحتى محل بتاع بول ، قروس حق فطور بس ، شغل بتاع خشب ما يجيب اى ّ حاجة ، نعملو مريسة عشان نشبع وكمان يبيع شوية !!
    (3)
    ربما هى اللحظات الصادقة ، مخبوءة فى نسيج لا يشى ما بداخله ، ربما هى تتفجر بعنفوان حين ارتعاش الروح فى حضرة الكون البدائى المتجرد من خواصه الزائفة ونظرية نيوتن . قد تصبح الجاذبية فى اتجاه معاكس تماما . وينبىء قلب امرأة مفطورة على الطبيعة البكر عن ادق الاشياء فى حياتنا . ترى هل هناك وجه شبه بين ميرى ومريم العذراء ورابعة العدوية ؟ الخلاص هو ان نتحرر من جزعنا الابدى على الدنيا الزائفة ، والانسانية تكمن فى بساطة الانسان وتلقائيته تجاه اخيه بغض النظر عن دينه ، لونه ، رسمه ، طبقته !! روح شفافة نقية ، مثل الغدران التى اتت منها ، محملة بعفويتها ، تسكب قدراتها البدائية فى اطراف اناملها ، فيتشكل الخشب كيفما تريد ، فنانة اصيلة ، لا تعرف شيئا عن بيكاسو او دالى ، ولا تفهم التجريدية والتكعيبية ، الا ان الطبيعة البكر زودتها بخواص اسرارها . تكتفى من الدنيا بشربة مريسة تسدّ بها رمقها من غائلة الجوع ، حتى المريسة لأمثالها : حرام ، لأنه لا يجوز للمدينة التى تخادع فى كل شىء ان تسكر بالمريسة !! لو سرقت ، لقطعوا يدها . هأ ... ما بمقدورها ان تقدم جسدها لأحدهم مقابل حفنة ########ة من الدنانير . زوجها واولادها : قتلوهم بدعوى انهم كفار !! جسدها النحيل وروحها الشفافة لا تحتملان الجلد ... ولكن ! انها الطقوس الجديدة والقوانين المختومة بختم مزيف . القوانين التى ترى نفسها نائبة عن السماء . السماء نفسها رحيمة . السماء لا تحاكم الناس بناء على حيثيات مجحفة . الظاهر شىء والباطن شىء آخر . ربما ميرى اكثر ايمانا من كل القتلة فى مدينتنا . ميرى لم تقتل احدا . بل لم تحقد على احد . احتفظت بروح الفنان فى داخلها ، لا شك ان آلاف المجرمين يمرون بها وهى تجلد ، فلا يزيدوا عن ان يرجمونها بحديث ########
    : يا للجنوبية ال######ة صانعة الخمر !! دعهم يؤدبونها .
    انكسار ، فضيحة . كلنا انكسرنا امام الجنون الجديد . صفقنا بنشوة للسحل واهدار الكرامة . عار ان تصبح الفضيلة سيفا فى يد جزار ارعن لا يفرق بين اعناق الخراف واعناق البشر !!
    كلنا تحسسنا اعناقنا بانامل مرتجفة لئلا تطالها المقصلة . كلنا اذعّنا لجوقة المهرجين ففعلوا بنا احط الافعال . اذعنّا لرغباتهم المتوحشة البشعة ، وغضضنا الطرف عن قبعاتهم الزائفة ، وقمصانهم المنشاة بدماء الابرياء . مريسة ميرى الاصيلة وحدها كانت تتحدى زيفهم وتعلن فى كبرياء انها قادرة على فضحهم . كلما جلدوها بتلذذ ، بصقت على اهل المدينة ، والسفلة الذين يشتمون مريستها جهرا ويخفون جزعهم وتوترهم من مجرد فعل جرىء .
    ثمة اصوات متداخلة وضجيج مزعج . تعلق ميرى بعفوية
    : حكومة عندو زار الليلة !
    ليت المدينة تتحسس اوجاع ميرى قبل ان تلهب ظهرها بالسياط . ليتها تضع اصبعها على بذرة الفن البدائى المجيد فى اعماق ميرى قبل ان تدهس مشاعرها النقية بخيول فتح خيالى . المغول الذين اجتاحوا بيادرنا وروعوا الطبيعة البكر وعكروا صفاءها ، حولونا لهشيم بلا اصل ولا جذور . اجبرونا على العيش فى مناخات لم نألفها ، فتكدست الملابس فوق اجسادنا تسترها بينما رؤوسنا عارية . ذبحوا النقاء والطهر ، وجلدوا البراءة ونحن نصفق . ما اتعسنا من امة تحكمت فى مصيرها ، الجرذان التى تقرض التاريخ وتحارب الثقافة وتتبول على الفكر !! الجرذان التى تحرّم المريسة وتسرق القمح من بيوت النمل !!
    (4)
    فتحوا الباب دون اذن . نبشوا الارض ، عاثوا فى البيت فسادا ، بحثوا فى كل شبر ، حفروا فى الفناء الخارجى . طرقوا الجدران ، اقتلعوا شجيرة الحراز فاصبح الزير بلا مأوى . بحثوا بداخل الزير . لم يجدوا شيئا : لا مريسة ولا عرق ! قبل ان يخرجوا ، ركل احدهم ميرى فى بطنها بغيظ ولحق برفاقه . تكورت ميرى على نفسها وجاهدت ان تتنفس . تقيأت دما . عاونتها على النهوض ، وارقدتها على عنقريب يواجه باب الحجرة بحيث تحصل على اكسجين . طريقة متقدمة للحصول على اكسجين بهذه المدينة .. اليس كذلك؟ ترقرقت حبات الدمع على خديها . بأعماق عينيها ، نظرة تحاكم الدنيا ، وتتساءل عن معنى الحياة . اصابعها تتحرك بصورة سريعة متشنجة ، تقبض على الهواء وتشكله ، تغمس فرشاتها فى الوان لا مرئية ، لترسم لوحة مجهولة . تحشد فيها الخلق ، بلا تفاصيل تميّز الوجوه ، الاقفاص الصدرية مفتوحة عن فراغ ، لا شىء ، الرؤوس طماطم يصلح لصنع الصلصة . الاقدام مغروسة فى باطن الارض او ربما جثث لاطفال لا تتبين ملامحهم . السماء داكنة . الاشجار قلاع محصنة . ترمى الناس بالنبال والبيض الفاسد . تغمس ميرى فرشاتها . تغمس ميرى فرشاتها فى اللون الاحمر وترسم شريطا طويلا على اللوحة من نمولى الى حلفا !!!
    افاقت ميرى من اغمائها . طلبت جرعة ماء . الماء يصلح لغلى القهوة يا عزيزتى ! لا بأس . كانت تشتكى من بطنها . عاونتها على الخروج من المنزل . الصيدلى قال : ربما فتق فى الامعاء !! عدنا !! اخرجت برمة مريسة من مخبأ سرى . شربنا سويا . قامت لترقص . كان جسمها يتلوى فى ليونة غريبة . كأنها طير ذبيح . الجسد طوع الروح . يأتمر بأمرها . ينثنى بخفة لا تشى بوجود عظام . يصنع دوائر مغناطيسية حوله ، يمسها ويعود الى دائرته الاصلية ، رقصة ، احتشدت فيها الطبيعة البكر لتمنح الجسد قدرات خرافية فى التواصل مع الحانها الخفية وايقاعاتها البدائية الفذة . رقصة للغدير والابنوس والباباى . اندغام الجسد فى حاسة المطر وشهوة قوس قزح . استلهامه لغناء العنادل وخرير المياه !
    فى تلك الليلة ، رسمت ميرى نهرا رقراقا ، تحيطه الاشجار ، تحفه العصافير ، وتحلق فى نواحيه ، ارواح الاسلاف .
    (5)
    لم تتحسن صحة ميرى . انفقت عليها كل ما لدىّ من نقود . مورفين ومضادات حيوية . جلبت لها خبزا طازجا مع الفول والجبن ، عسلا ، تمر!! كنت اشعر ان ميرى لا تريد ان تقاوم ، انها فقدت الرغبة فى الحياة .
    الوحش الذى قتل ابى . الوحش الذى سلب العقول . وشرّد العصافير ، الوحش يجبر ميرى على المغادرة الآن . يفقدها رغبة الحياة . متى كانت الاشجار البرية تفقد رغبتها الاصيلة فى الاغتسال تحت المطر ، متى كانت لا تألفى الطقس الاستوائى ؟ يا للفنانة الاصيلة مرهفة الشعور ! تفعل الآن ما لم يفعله آلاف المثقفون . تدرك الآن بحسها البدائى ان شيئا ما فى الدواخل قد انكسر . لم يكسره الوحش ، كسرناه نحن ! ادركت ميرى اصل البلاء المستوطن فى اعماقنا ، فواجهته بشجاعة ، داستها الاقدام العفنة . مريسة ميرى اشرف من لحية كبيرهم . لم تخف ميرى ان المريسة هى غذاؤها الوحيد . لم تسرق . لم تؤذ احدا . الوباء اجتاح الغابات والبرك والنجوع فلم تعد نقية . تريد ميرى بموتها ان تحافظ على نقائها هى . تصيح ميرى فى وجه صمويل هنتنجتون وفرانسيس فوكاياما وابى الاعلى المودودى : ان حضاراتكم زيف ، وان صراعكم بلاء . تدمغ ميرى عصرها بانحطاط فى كل شىء ، وترحل فى سلام داخلى .
    : رابعة ،، انت يمشى .. انا يموت !! انا يموت .. روح بتاع اسلاف يجى ... انت هنا روح بتاع اسلاف ما يجى .. رابعة خد خشب بتاع انا كلّو ... كل خشب عملو اصابع بتاع ميرى شيل انت ! رابعة ميرى يحبك كتير ... روح بتاع اسلاف كمان !!
                  

06-09-2012, 08:19 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رواية وطن خلف القضبان وكياح للاستاذ خالد عويس بمكتبة الكونغرس الام (Re: عمر عبد الله فضل المولى)


    وطن خلف القضبان
    wtn khlf alkdhban

    تأليف: خالد عويس تاريخ النشر: 01/09/2002


    الناشر: دار الساقي للطباعة والنشر
                  

06-09-2012, 08:22 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رواية وطن خلف القضبان وكياح للاستاذ خالد عويس بمكتبة الكونغرس الام (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    عن (الأيام)

    أصوات في المنفى جنة الوطن هجير الغربة ( الحلقة الاولى)

    دراسة في روايات مختارة

    إضاءة:
    (اليوم يعد الأدب [منفى دائم] لا أحد يكتب لأنه يشعر أنه في موطنه بل لأنه يشعر أنه ليس في موطنه) ماريو جولوبوف كاتب ارجنتيني.
    (الغربة لا تكون واحدة إنها دائماً غربات... غربات تجتمع على صاحبها فتغلق عليه الدائرة... يغترب عن ذكرياته فيحاول التشبث بها فيتعالى على الراهن والعابر.. يكفي انه يواجه تجربة الاقتلاع الأولى حتى يصبح مقتلعاً من هنا حتى الأبدية (مريدالبرغوثي).
    أنا لون زيتونة في الفيافي.
    أنا السومري الخرافي
    أنا الميت المتعافي
    أنا ابن المنافي
    الشاعر الياس فتح الرحمن
    1. مدخل: يعتبر السرد الروائي وسيلة فنية في نسج وإعادة تكثيف الأحداث الواقعية والمتخيلة ويمتاز في أنصع نماذجه بقدرته على التعبير عن المواقف والرؤى وإدماج المرجعيات الثقافية في متخيله الروائي والتعبير عنها فنياً من ذلك أدب المنفى وهو الموضوع الذي تهتم به هذه الورقة: الرواية السودانية في المنفى بوصفها ظاهرة أدبية لها أبعادها الايدلوجية استلفتت الانتباه في الفترة الأخيرة بتراكمها الكمي. السؤال الجوهري في هذا الصدد لماذا رواية المنفى؟وماذا نقصد بمفهوم رواية المنفى؟ من كتابها؟ ما خصائصها البنائية والمضمونية؟
    1-1 يلاحظ تواضع الاهتمام النقدي بقص المنفى الا ان هذه النصوص بتراكمها الكمي شكلت ظاهرة جديدة جديرة بالوقوف عليها ودراستها.
    1-2 المنفى في اللغة: يشير المعجم الوجيز (نفى الشيء نفياً نحاه، وأبعده فيقال نفى الخبر انكره (نافاه) عارضه وباينه وانتفى الشيء لم يثبت والمنفي هو مكان النفي.
    1-3 المنفى في الإصطلاح: تتبنى الورقة ما قدمته (جاكلين ارنو) من خلال تعريف التالي للمنفى (المنفى أولاً هو أمر واقع ويعني الابتعاد خارج الوطن بواسطة العنف السياسي وبمعنى أشمل هو الابتعاد الجبري او الاختياري حيث يشعر الإنسان بأنه ليس في موطنه. وهناك درجات متفاوتة يستشعرها المهاجر تحدد نوع العنف الذي تعرض له واضطراره للمنفى وهناك نوع من المنفى الداخلي).
    1-4 رواية المنفى: إذن ما المقصود برواية المنفى؟ رواية المنفى باعتبارها مفهوم إجرائي اصطلاحي هي الرواية كتبت عن الوطن، خارج الوطن في سياق ثقافي مختلف فالكاتب يقيم في مكان ويتذكر الواقع ويتخيله في مكان آخر.
    2. أصوات روائية في المنفى: الأصوات الروائية السودانية في المنفى عديدة ومتعددة على رأسها الطيب صالح في موسم الهجرة إلى الشمال ويمكن الاشارة إلى أخريات دون الزعم بالقدرة على حصرها مروان حامد الرشيد في (الغنيمة والإياب) و(مندكورو) والحسن بكري (أهل البلاد الشاهقة) و(سمر الفتنة) و(احوال المحارب القديم) وطارق الطيب في (مدن بلا نخيل) و(الجمل لا يقف خلف إشارة حمراء) إضافة إلى نور تاور، ابكر آدم إسماعيل، إبراهيم بشير، إبراهيم سلوم، محسن خالد، خالد عويس، عماد براكة، ومن المفيد في هذا السياق الإشارة إلى جمال محجوب وليلي أبو العلا ومنفاهما مزدوج. يكتبان من الخارج وبلغة المنفى (ثنائية اللغة والمكان) بذلك التراكم تشكل أدب منفى، ورواية منفى وثمة تجارب نظيرة. الأدب اللبناني في المهجر. إضافة إلى كتابات بعض الأفارقة والتي (ازدهرت بعد الحرب العالمية الثانية تحديداً بداية الخمسينيات باعتبارها الفترة التي اخذ الكتاب فيها يكتبون بالإنجليزية لابد من الإشارة إلى أن تأثيرهم لم يحصل داخل اوطانهم بل خارجها) من هؤلاء الكتاب أموس توتولا، وأمورا، وصولا إلى شنواشيبي في رواية ذائعة الصيت (الأشياء تتداعى). ثم ظهرت أسماء جديدة وعناوين جديدة عبرت عن روح ما بعد الاستعمار بنهايات الحرب الباردة وسقوط المعسكر الاشتراكي، ثم انبثاق المواجهات بين الغرب والشرق (حرب الخليج الأولى والثانية) فإتخذ أدب المنفى ورواية المنفى ابعاداً أخرى في المواجهة، ورفض التحيز وتقديم صورة مغايرة لما كان سائداً من قبل من هؤلاء الكتاب/ ليلي أبو العلا، نور الدين فرح، وعبد الرازق غورتا وأهداف سويف.
    2-1 البنية الاجتماعية السياسية لروايات المنفي: بدون الدخول في تفاصيل سياسية واجتماعية فإنه يمكن الإشارة إلى ظروف وملابسات تمثلت في القمع والتسلط، والاقصاء والتخلف والأمية. والحرب والهجرتين الداخلية والخارجية ولعل الباعث الأكبر على هذا الشتات يكمن في اختلال الأحوال الاقتصادية والسياسية بفساد الحكومة الاستبدادية 1989م إضافة للمشكلات ذات الطابع العرقي والاثني. مما دفع عالم الاجتماعي السوداني حيدر إبراهيم إلى القول في وصف لهذه الحالة السودانية من الاغتراب والشتات والمنفى (عشرات الآلاف الذين دفعهم اليأس والإحباط إلى غربة بعيدة وقاسية ومهينة في العالم الجديد) ما سبق كان مؤشراً للدوافع العامة التي ادت إلى ظهور روايات المنفى.. ما يهمنا هنا كيف تم التعبير عن المنفى/ النفي وعن كل ما سبق في شكل الكتابة الروائية.
    2-2 وطن خلف القضبان (المنفى الداخلي): رواية (وطن خلف القضبان) لخالد عويس تشير من عنوانها إلى أهمية المكان في تأسيس الخطاب المسرود لتفتح أفق التوقعات على خصوصية المكان الذي تدور فيه الأحداث، وتخلق الشخصيات حيث يحيل العنوان على الوطن والسجن الكبير فالعنوان ليس تابعاً للنص بل يشكل نصاً موزاياً له. له آلياته وشروط اختياره. ومداخله لتحقيق أفق توقع القارئ. والعنوان هنا أقام سيناريو للسرد عبر تأسيس بنية مكانية (الوطن السجن) والذي تعاني فيه شخصيات النص من الاقصاء والتعذيب والموت المجاني. بطلة التشكيلية تعاني الأمرين داخل المعتقل وصديقتها الجنوبية تقتل وكذلك والدها بالمقابل يتغير مفهوم الوطن لدى وعن المنفيين والمطاردين والمقموعين والمنفى الداخلي يقود إلى مغادرة الوطن النص يتشكل عبر تمثيل استعاري لماح حينما يستبدل الكاتب الوطن بالسجن ويشير إلى غربة الداخل والاغتراب القسري وتضخيم صوره، القهر إضافة إلى توظيف التوثيق والتسجيل (قررنا الهروب من معسكر الجحيم ذلك لكي لا نحارب من مشروع لا نؤمن به هربنا اتجاه النهر القديم حاصرونا برصاصهم) وطن خلف القضبان ص 95 كتابة المنفى تتكئ على هذيان رواد منفى تفيض ذاكرتهم بمشاهد عديدة تجسد المنفى الداخلي وغربة الشخصيات (ضد الذات وانكساراتها المتواترة شبح الهزائم الداخلية يلوح القمر... ماتت كأي حشرة ########ة تموت في هذه المدينة حتى انقاضها) وطن خلف القضبان ص 75.
    إذن كيف تشكل النص؟ سعت رواية وطن خلف القضبان لإقامة حوار بين المتخيل الروائي والخارج الواقعي عبر التراسل واعادة انتاج وعي الشخصيات بتحميلها صراعات وتوجهات وتحيزات شكلت دورها وادوارها الفاعلية ضمن الشبكة الدلالية للنص والذي طبع الرواية بمعمارية خاصة تتمثل في الآتي:
    (أ) الحوار كغاية لا وسيلة للحدث.
    (ب) الحس التوثيقي.
    (ج) التقاطع بين الداخل المتخيل/ والخارج (الواقعي والمعيشي) لتتشكل بؤرة السرد الروائي ومقاطعة الحوار على نحو معبر عبرت فيه كل شخصية عن نسق تفكيرها ولا يتم اختزال السرد الروائي في صوت واحد.
    الابعاد الزمنية في الرواية نهضت على حركة أساسية يتشظى الزمن فيها مما يمهد لزمن ارتجاعي تذكري متعرج يتداخل في بنية الحكي ويتماهى مع الزمن الواقعي زمن النزوح والقهر والتعذيب من خلال الإشارة إلى التواريخ او الأحداث الحقيقية (بيوت الأشباح حادث العيلفون) والتشديد على الإشارة إلى شهداء رمضان من العسكريين .
    (هـ) اجتراح لغة تفيض بالشعرية والتناص الموسيقي والتناص التشكيلي وتكثر فيها مفردات الجنس والعنف اللغوي.
    * (الوطن عربة سكك حديدية يحتشد فيها المغفلون والنشالون والأبقار ورائحة العفونة) قض ص 11 (يا ولاد ال###### يا ترباية الشوارع) وطن خلف القضبان ص 179.
    إن رواية (خالد عويس) وطن خلف القضبان سعت جاهدة لتجاوز التأطير الأجناسي. وتفكك بنية الرواية الحدث. أو الرواية الشخصية لتدمج في متخيلها السردي الخواطر، المذكرات الشخصية التقارير، الخطابات المطولة والنزعة الصوفية وهي اذ تشتغل على تلك المكونات تكرس نفسها باعتبارها رواية منفى داخلي. واغتراب قسري لتتناص مع شرق المتوسط.
    والكرنك ونجمة أغسطس روايات المنفى الداخلي العربي والسجون والقتل المجاني وتميز نفسها بالاتي:
    (أ) كسر رتابة السرد المتتابع والخطي.
    (ب) الارتكاز إلى التداعيات وتكثيف السرد.
    (ب) لا تميل إلى التشخيصي والتمثيل بل تعرض حالة.
    نواصل
                  

06-09-2012, 08:24 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رواية وطن خلف القضبان وكياح للاستاذ خالد عويس بمكتبة الكونغرس الام (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    اصوات في المنفى
    2-5 المئذنة والمترجمة المنفى المزدوج:
    تنطلق ليلي أبو العلا في المئذنة من روح صوف قلق لا يكف عن التساؤل والتطلع والاستكشاف روح قلقة جائزة مربكة مرتبكة تسعى إلى اليقين وتجسيد الاحساس العميق بالفقد. نجوى بطلة الرواية وقبل المنفى كان اهتمامها الأكبر على حد قول الساردة بالزي والزينة والجمال وغدت الشعائر الدينية لديها ملتبسة فالصوم رجيم والحياة مشوار للهو والعبث في اندية الخرطوم والأجنبية. وحتى الصراعات السياسية في الجامعة بين اليسار واليمين كانت تنظر اليها بحذر وحياد ولو اقتربت عشقا من شاب يسارى اطلق على والدها لقب العشرة بالمائة وانتقد فساده ثم كانت نقطة التحول عندما اعدم والدها بعد تغير النظام فهاجرت إلى لندن وتحولت من ثرية إلى خادم تعمل لدى امرأة عربية بالمهجر. ثم عانت من مرض والدتها وادمان شقيقها للمخدرات.
    وخسارتها الشخصية في حبيبها الذي افتض بكارتها في غرفة ########ة بالمهجر اضف إلى ذلك شعورها بان هويتها مهددة حينما سخر منها شبان عنصريين ومن دينها كان ملاذها في المسجد والمواخاة مع الجماعات الإسلامية وكان التحول تحجبت وتمادت في الحفاظ على هويتها عاكسة رؤية مختلفة للآخر وطبعت العلاقات معه. السفر والرحلة الفرار من القمع استحال إلى رحلة دينية وجدت فيها اليقين الروحي الذي كان مفقوداً في الوطن هذه الرواية محكمة الصنعة. في بنية تقليدية بدأ الحكي في المنفى وعبر تقنية (الفلاش باك) (الاسترجاع) التقنية الأساسية في السرد أخذت تستعيد ذكريات الوطن لتبرز في سرها المفارقات. والثنائيات المتعارضة واستخدام ضمير المتكلم ترميز الحجاب والمئذنة. والشعائر الدينية (الصوم والحج) ويبقى السؤال هل كتبت ليلى أبو العلا في المئذنة من تحت الواقع اي من سيرتها الذاتية في قالب روائي؟ أم كتبت عبر سيرتها متخيلاً روائياً يحاول تحسين صورة الاسلام وينافح الصورة البشعة التي يرسمها الغرب عن الآخر المسلم، يبقى السؤال معلقاً مع الاشارة إلى ان هذا عمل ابداعي يتمثل فيه المنفى المزدوج اللسان والمكان يسعى لبيان التوتر بين عالمين.
    وظف التقنيات البنائية التالية:
    1. استخدام الاسترجاع السري للمقارنة بين عالم المنفى وعالم الوطن.
    2. تقنية التقابلات والثنائيات المتضادة والتي تتمظهر على كافة مكونات النص: نجوى العابثة في الخرطوم/ نجوى المؤمنة في لندن الدين أداء واجب في الخرطوم/ الدين بعد روحى وإيماني في لندن/ التقابل بين شخصيتي عمر ونجوى.
    3. ترميز الحجاب (sign) باعتباره جواز المرور لعالم الفضيلة في مواجهة ذاتها ومواجهة المجتمع الغربي.
    4. تأزر السرد الروائي والسرد السير ذاتي.
    5. اثبات الهوية العربية والاسلامية في تضاعيف اللغة الانجليزية (التحايا) (يا حبيبي يا رسول الله وتحويلها للغة تخدم قضيتها).
    6. مقاومة التحيز الأوروبي باستخدام وسائط لغوية كالمعارضة والثنائيات اللغوية والمفارقات والحس اللغوي الساخر والقصد من كل ذلك هو هدم مركزية الخطاب الأوروبي السائد بإضاءة أطرافه المغيبة وثناياه المعتمة وتقديم صورة جديدة مخالفة للصورة النمطية السائدة خصوصاً بعد حرب الخليج (تحرير الكويت).
    وفي رواية المترجمة تقبض الكاتبة على ذات الخط الايدولوجي (سجادة صلاتها بها عبل حريري الملمس في اطرافها لها رائحة تحبها هي الثابت الوحيد في حياتها هذه الحياة الغريبة على التي تتخذ مسارات لا يمكن للعقل ان يتصورها ابدا) المترجمة ص. 60 وعنوان المترجمة ذاته يحيل إلى نوع من التواصل بين ثقافتين وبين لغتين يقول يوشكين المرتجمون هم خيول بريد التنوير ولعل سمر الشخصية الرئيسية في هذه الرواية قامت بهذا الدور على المستوى المهني وحتى على المستوى الشخصي فهي ارملة سودانية شابة عملت بالترجمة في احدى الجامعات الاسكتلندية توفي عنها زوجها في حادث وترك لها طفلاً عاش بعيداً عنها في السودان مع جدته وهي في أتون الغربة عاشت الامرين ولكن تستعيد حيويتها بعد ان وقعت في غرام (رأي) الاسكتلندي وهو باحث في الشأن الإسلامي وله مؤلفات وابحاث عادلة في رؤية الآخر المسلم بأسلوب السرد الذي ينهض على الراوي العليم والحكي المتتابع زمان واحداثاً إلاَّ قليلاً من الاسترجاع قدمت ليلى أبو العلا روايتها المترجمة هذه الرواية مثل سابقتها كتبت بعيدة عن الوطن.
    وبلغة المنفى ولكن سعت لابقاء حرارة الاتصال بالوطن وتبدأ بالمنفى (رأت في الحلم ان الدنيا امطرت وانها لم تتمكن من الخروج للقائه) لكن يظل الوطن ماثلاً في الذاكرة (إن مستقبلها هنا حيث تنتمي إلى ابنها والى الغرباء الذين يبتسمون حينما تدخل غرفة يجب ان لا تخدع نفسها ستنساه مع مرور الزمن. الشمس والغبار كفيلان بمسح وجرف عواطفها نحوه) المترجم ص 236 وبطلة الرواية تقاوم المنفى بالتذكر. الحب الاندماج في الآخر. ومقاومة التحيز الثقافي الأوروبي واعطاء صورة جديدة للمسلم المتسامح الذي يمكن ان يعيش في نساق ثقافة مختلفة ويتأقلم مع هذه الثقافة وليلى ابو العلا هنا تمثل مقلوب رواية الطيب صالح موسم الهجرة إلى الشمال ويتمظهر هذا في بناء شخصيات متصالحة ومتوافقة مع الاخر سمر مقابل لشخصية مصطفى سعيد ورأى مقابل لشخصية مستر روبنسين العاشق للتراث العربي والإسلامي أعلن رأي اسلامه هذا يكون مؤشر لحصيلة تزاوج ثقافي بين حضارتين مختلفتين بهذا الوجد تمثل سمر اتجاها توفيقاً لتفاعل الحضارات ويبقى السؤال هل الجيل الذي اعقب مرحلة ما بعد التحرر الوطني وشهد حرب الخليج الأولى والثانية وانهيار المعسكر الاشتراكي وتصاعد قيم العولمة يدعو لتفاعل الحضارات؟ وعلى مستوى البناء الروائي فان النص ارتكز على :
    1. الارتكاز على واقعية انسانية وتقديم نماذج بشرية في حكي بسيط وسلس بلا تعقيد لترسيخ قيم التسامع والحب.
    2. تتقاطع المترجمة مع نص موسم الهجرة إلى الشمال وتعارضه شكلاً ومضموناً ظاهراً وباطناً.
    3. استخدام الراوي العليم والسرد المتصاعد مع توظيف استراتيجيات لغوية مثل المعارضة. والمقابلة بين الهنا (المنفى) و(الهناك) الوطن وتتضمن المقابلة (الآنا) والاخر لتنقص الصورة النمطية للمسلم وتتجاوز التحيزات والتبشير بالتصاعدة (زواج سمر ورأي).
    4. تحيل الرواية إلى زمنين، الأول مادي وواقعي حرب الخليج وما بعدها، الاشارات إلى صدام الزمن الثاني زمن الرواية الداخلي الذي تصنعه الكاتبة في ضوء حياة سمر وتحولاتها.
    5. توظيف تقنية الحوار في مواضع عديدة من النص لاضافة معرفة بالشخصيات لأن النص كتب اصلاً في سياق الحوار بين رأي وسمر باعتبارهما ممثلين لحضارتين مختلفتين.
    3/ الخصائص العامة لرواية المنفى:
    1. للمكان الصدارة في نصوص المتن اذا انه منشئ القص ولولا مكان النفى ما كان القص.
    2. قص المنفى في جوهره قص عن المكان لأن المنفى علاقة بين مكانين وطن حاضن وآخر يفر اليه المنفى: رواية الاسرار والمئذنة المترجمة بين السودان ولندن/ رواية براكة تحركت في السودان/ هولندا/ اسمرا الخ
    3. شخصيات نصوص رواية المنفى منقسمة بين المنفى والوطن وتتكون الشبكة الدلالية للنصوص من التقابل والتفاعل بين شخصيات سودانية وآخرى أجنبية.
    4. تحتل الذكرى والتذكر والحنين موضعاً هاماً في النصوص يرتبط هذا بتوظيف الاحلام.
    5. اعتمد القص في جل هذه النصوص على الترتيب العمودي وجعله سلسلة افقية وصولاً للمقابلة والمقارنة بين الهنا والهناك بدأت ليلى ابو العلا بالمنفى وانتهت بالوطن وبدأ براكة بالوطن وانتهى بالمنافي واحتفظت جل النصوص بجدلية (الانا). و(الآخر) (نحن/هم) (نحن نحرص على العذرية وعلى العفة).
    6. ومثلما تبحث رواية المنفى عن حرية، واليقين الروحي فإنها تنغمس وبدرجات مختلفة في صراع الهوية وتحاول خلخلة الخطاب الأوروبي المركزي والصورة النمطية للآخر العربي او المسلم عن اختلاف الرواية المشار اليها (صراع الحضارات) موسم الهجرة الحوار كما مثلته ليلى ابو العلا. العزلة وعدم الاندماج كما في الاسرار بينما تجتمع جميعها في كونها تغريبية سودانية تميزت بالشتات وانتهت إلى الخيبة والفشل او الجوازات الاجنبية مما يذكر بمقولة ما الغنيمة من الاياب؟
    7. يتلبس قص المنفى بالسيرة الذاتية التي تتأسس فيها علاقات شتى بين عالم القص وعالم الواقع فلا يتعلق الروائي على ذاته ولا يغادرها بل ينفتح على ثراء الواقع متماهياً مع المتخيل ونجد عند ليلى ابو العلا وبراكة وعويس حيث يتداخل الروائي بالسير روائي.
    8. الزمن قص المنفى مشطور بفعل المكان الحاضر/ الماضي/ كنت أو اكون/ ليس إلاَّ وجهين للمنفى والوطن.
    9. على مستوى الاستخدام اللغوي افرزت روايات المنفى ما يلي:
    أ‌. الترميز كما فعلت ليلى ابو العلا المئذنة والحجاب وربطها بالهوية.
    ب‌. تحطيم التابو اللغوي واستخدام عبارات مستمدة من حقل الجنس الدلال والعنف اللغوي واكثر استخدامها عند براكة ثم خالد عويس.
    ت‌. اللغة في معظم نصوص المنفى تدثرت بغلالة رومانسية جسدت الحنين للوطن واستخدمت مفردات اشارت للقمع والاقتلاع: الغربة/ الوحشية/ الانسلاخ.
    ث‌. نصوص روايات المنفى قيد الدراسة استلهمت. وتقاطعات مع نصوص موزاية اخرى عالجت ذات الموضوع براكة ذاكرة الجسد وفوض الحواس. والغنيمة والاياب وليلى ابو العلا عارضت موسم الهجرة إلى الشمال قلب الظلام وعين الشمس لاهداف سويف.
    ج‌. تمثل ليلى ابو العلا (المنفى المزدوج) إلاَّ انها تطوع اللغة الانجليزية التي كتبت بها الروايتين لثقافتها وتحولها لسلاح يخدم قضيتها لاستخدامها الكلمات والمصطلحات الاسلامية التي لا مقابل لها في الانجليزية وفي هذا السياق تميز براكة بتوظيف الفضاء النص واعني به الحيز الذي تستغله الكتابة ذاتها باعتبارها احرفاً طباعية على مساحة الورق وقد وظف التأطير (الصفحة داخل الصفحة ولعله قصد إلى شد انتباه القارئ والقيام بدون التحفيز الواقعي في النص).
    4/ الخاتمة:
    1. عرفت الورقة وروايات المنفى
    2. رصدت بعض الأصوات الروائية في المنفى
    3. تناولت البنية المضمونية والتشكيلية للروايات المختارة.
    4. شرحت الخصائص العامة لروايات المنفى ونأمل أن تتعمق الورقة وتثري بالنقاش.
    المصادر:
    1. خالد عويس وطن خلف القضبان دار الساقي بيروت 2003م
    2. عبد الفتاح عبد السلام الاسرار، دار كاف نون سلسلة مهاجرون القاهرة 2003م
    3. عماد براكة عطر نسائي الحضارة للنشر القاهرة 2003م
    4. Minante Leila Aboulela. First Publlulsledin are
    المترجمة ليلى ابو العلا ترجم الخاتم عدلان دار الساقي بيروت 2003م
    الاحالات:
    1. المعجم الوجيز مادة نفى:
    2. المقولة لجاكلين ارنو والنقل من نهى احمد ابو سديرة الاقناع من المكان/ كتاب الشارقة.
    3. سابق ص 25.
    4. كاريت كرينفس المنفى المزدوج، ترجمة محمد درويش دار الشؤون الثقافية بغداد 1978 ص 10.
    5. الصحافة عدد الأربعاء 7/6/2005م عدد 4404
    البعض يستخدم الفاظ اغتراب/ منفى/ سفر/ هجرة باعتبارها مترادفات لغوية والاغتراب (Alienation) مصطلح يستخدم في علم النفس كمرداف للخلل العقلي اصطلاح يستعمل كمرادف للخلل العقلي وهو نوع من التعرف الخاطئي والادراك المخلوط يبدو فيه الموقف والاوضاع كما يبدو فيه الاشخاص غير واقعيين وغرباء.
    الدلالات الأولية العامة لمفهوم المنفى /الاغتراب/ السفر. وعلى الرغم من الفوارق الدلالية بينها إلاَّ اننا سوف نستخدمها في هذه الدراسة كمترادفات فهي تدل على (ذات جذور تاريخية تمتد في الاساطير والراهواتي البدائي. والكتب الدينية وصلت إلى الاعمال الادبية والفنية المعاصرة وتلوح لنا فكرة الاغتراب في السفر التكوين في قصة خلق الانسان والثمرة المحرمة وخروجه من الجنة)
    من روايات المنفى د. أحمد خير في دوائر الخوف وناس السكة (الخضر هارون) وفيصل مصطفى (حكيم وعطا يعبرون النهر) محمد هارون في (وشاح الأسى).
                  

06-09-2012, 08:39 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رواية وطن خلف القضبان وكياح للاستاذ خالد عويس بمكتبة الكونغرس الام (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    محمد الأصفر*

    صدرت مؤخرا عن دار "ميريت" في القاهرة رواية كياح للروائي السوداني المقيم في أميركا خالد عويس وهذه الرواية هي العمل الروائي الثالث للمؤلف، فقد سبق أن أصدر رواية "الرقص تحت المطر" عن دار أنا بالخرطوم عام 1988 و"وطن تحت القضبان" عن دار الساقي ـ 2002 l

    وينتظر أن يقام لهذه الرواية حفل توقيع رسمي بالقاهرة مطلع عام 2011 م وقد نشر الناشر صاحب دار مريت محمد هاشم مقتطفا على غلافها الخلفي من متن الرواية جاء فيه : "الجبال التي كان يراها على الضفة الأخرى، ملفوفة في الضباب.جبال تحرس البلدة والبلدات الأخرى.وهناك قربها، يقولون، نفق حفره الأسلاف.نفق يمتد عشرات الكيلومترات، كانوا يستخدمونه أيام الحرب.ينتهي في البلدات البعيدة التي تنهض في صحرائها، وبين أبنيتها القديمة الغامضة، أهرامات.لكن أحدا لم يجرب اجتياز النفق.يقولون إن بداخله عجائب لا تخطر ببال بشر.كنوز وجواهر وذهب. يحكون عن بقرة ضلّت السبيل واجتازته، لكنها خرجت من الناحية الأخرى بعد أيام طويلة، مسلوخة الجلد."

    تنتمي هذه الرواية بشكل عام إلى تيار الواقعية السحرية التي عرفها أدب أميركا اللاتينية منذ منتصف القرن العشرين، لكنها في مواضع كثيرة من الرواية تعود لترتمي مرتاحة في حضن الواقعية الاجتماعية مستلهمة تاريخ السودان المعاصر وصراع الشمال والجنوب وموظفة أساطير بلاد النوبة، عبر رمزية تقودنا إلى النظر بعين فاحصة للحاضر المعاش. كما عرجت الرواية على موضوع الرقيق وما يعانيه هؤلاء البشر الذين حكم عليهم التاريخ بالعبودية.

    في الرواية رائحة السودان المضمخمة بآلامه وأمانيه ومآسيه العديدة ، وعلى الرغم من أن أسلوب الروائي قريب من أسلوب الروائي الطيب صالح ، إلا أن خالد عويس أفلح في صياغة صوته الخاص بشغله الرائع في مس المسكوت عنه وفي تعرية الواقع الرديء الذي يعيشه الإنسان في السودان وأفريقيا والوطن العربي ، حيث تقاد الناس الآمنة في مزارعها ومراعيها للحرب في جبهات القتال التي ليس لها فيها لا ناقة ولا جمل. يتألم المجند وهو يقتل بالأمر العسكري أبناء جلدته وإخوته لدواعي الدين أو الطمع في النفط أو الأرض.

    في هذه الرواية رحل بنا الروائي في سيرة بلاد عبر طقوسها الاحتفالية خاصة في الأعراس، وما يصاحبها من أغان شعبية بالدارجة ومن استعراضات تظهر البطولة التي يتمتع بها الشباب السوداني واحتماله لجلد السياط لنيل إعجاب الفتاة التي يحبها .بهذا قدم الروائي مناخاً دسماً للحياة في السودان يستشعره القارىء عبر اللهجات والأزياء والحشرات والحيوانات الأليفة والمفترسة ونكهات القهوة والشاي والجنس الحلال والمحرم والقصائد والغراميات والأساطير وبركات الأولياء الصالحين والمجتمع الآمن الذي تعيش فيه جميع الأعراق، مثل شخصية الحلبي الذي تزوج شامية ونوبية وعاش تاجراً في ربوع السودان متشبعاً بعاداتهم وتقاليدهم ومتكلماً لغتهم وكأنه واحد منهم.

    الى ذلك تعالج الرواية ظاهرة اللاجئين غير المرغوب فيهم في كل مكان يذهبون إليه ،حيث يتم إجبارهم على أن يكونوا خدماً أو وسائل لذة لأسيادهم أصحاب الأرض. في الرواية كم هائل من المرح والمتعة والمفردات السودانية المانحة للابتسام، كما تزخر بكم هائل من الهموم والمعاناة ، فيشعر القارىء أنه يخوض رحلة جديدة ، رحلة ليست سياحية بالدرجة الأولى لكنها معرفية ، يتعرف من خلالها على كثير من التداعيات التي جعلت السودان الآن مفككا ويعاني أزمة تلو أخرى.

    في الرواية يبدو الشعب السوداني ملتحماً متحداً جنوبه وشماله ، فيما الصراعات حول النفط والبقر والكلأ هي العوامل المتكالبة عليه لتفكيكه. لقد حولت هذه الرواية الأساطير السودانية إلى واقع ، أي أنها أسطرت الواقع من شدة ما به من ظلم وألم وأحلام يتحقق جانبها المظلم فقط ، واقترحت عبر سردها الرائع وفضاء شخصياتها عالما جديدا نسبة الألم تكاد تكون فيه معدومة. تحفل الرواية بالكثير من اللحظات الإنسانية العفيفة والراقية ، وبها اشتغال سردي فاتن يمزج الآلام في بعضها بعضاً فينتقل السارد من دماء المعركة إلى دماء البكارة إلى دماء الختان الذكري والأنثوي ، إلى دماء الجلد إلى دماء القصف الجوي الذي تمارسه الطيارات على العزل إلى دماء الحظ النحس ، إلى دماء السماء الهاطلة على هيأة مطر ، على الرغم من أن بداية الرواية واسمها جاءت باردة عبر كلمة كياح التي تعني شهراً من شهور السنة القبطية يشتهر بالبرد الشديد الذي يجعل الماء ثلجاً ، إلا أن سطورها المتوالية بعد بدايتها جاءت ساخنة ودافئة ومنعشة ومفعمة بالحميمية قلما يقع القارىء على مثلها في روايات أخرى مليئة بالتقعر والاستعراضات اللغوية الفجة.

    " كياح "من الروايات المميزة التي يجب أن لا تمر مروراً بالكرام أو اللئام ، وهي جديرة بالقراءة وزاخرة بالمتعة والفائدة والفن الشفاف الذي لا تسطره الأنامل مصادفة، إذ تنبىء عن تجربة عاشها الروائي شخصيا أو عائليا أو خياليا بصدق وبحس مرهف .

    رواية ستكون لها مكانتها في دنيا السرد العربي والعالمي، لأنها كتبت بالدم الإبداعي المنبثق من قلب م لكة إبداعية واعدة بتقديم الكثير والأجمل .

    كلما زرت القاهرة أعرج على دار ميريت وأطلب من الصديق المدير المسؤول بالدار محمد هاشم رواية جيدة أقرأها ، رواية واحدة لا أكثر ، وأثق في ذوق الناشر ، حيث لم يخيبني أبدا من قبل ، هذه المرة وكان جو القاهرة مكفهراً وبارداً منحني رواية "كياح" ، بعد أن تناولنا الشاي قال لي: هذه الرواية ذات العنوان البارد أفضل من كل بطاطين النمر السودانية .

    بقي القول أن غلاف الرواية صممه وأبدعه الفنان العالمي الراحل مؤخرا محيي الدين اللباد ، الذي يعتبر رحيله خسارة فادحة للفن العربي ، وبنظرة سريعة لكل أغلفته التي صممها يمكننا القول إن الغلاف نفسه يتكلم ويعبر ويضيف للعمل الروائي الكثير الكثير .



    * روائي وكاتب من ليبيا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de