دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الشريعة، الدين و الصــراع الطبقي
|
عندما يصبح الدين غطاء اٍيدلوجيا لافقار الناس، عندما يصبح الدين ستار سميك يتم من خلفه سرقة ثروات بلاد بأكمله نحتاج لوقفة ماهلة من التفكير و التدبّر.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الشريعة، الدين و الصــراع الطبقي (Re: abubakr salih)
|
ايدلوجيا يعنى شنو؟ الايدلوجيا حسب ما افهمها انها حزمة من الافكار المترابطة التى تجتمع لتشكل مشروع سياسي اٍجتماعي، قد تكون ذات جذور بشرية محضة او ربما ترتكز على قاعدة دينية. على العموم الايدلوجيا ليست محايدة اٍجتماعياً يعنى بالضرورة هى تحمل فى أحشائها موقف اٍجتماعي -طبقي ان شئت-.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشريعة، الدين و الصــراع الطبقي (Re: abubakr salih)
|
بالنسبة لدعاة التغيير الاجتماعي و العدالة الاجتماعية، موضوع الشريعة او الموقف من الدين ثمثّل ورطة كبيرة جداً جداً. كان صمتوا عنها فهي تقطع أيدي الفقراء و ترجمهم بالحجار و تجلدهم بالسياط على ملاء من المؤمنيين، و اٍذا طالبوا و نادوا بتجاوزها -اي الشريعة- يقعوا تحت طائلة التكفير و تهم الالحاد و الارهاب و بالتالى يتم اٍبعادهم عن جماهير الفقراء صاحبة المصلحة الحقيقية فى مشروع التغيير و العدالة الاجتماعي مما يمهّد الطريق لجماعة المبتزين بان تنفرد بالسمينة، فما العمل يا قول لينين؟.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشريعة، الدين و الصــراع الطبقي (Re: abubakr salih)
|
لذا تكون قضية الشريعة من المسلئل الخطيرة فى الصراع السياسي فى أى مجتمع انساني او على الاقل فى المجتمع السوداني. لانها تحول مضمار النقاش من قضايا الديمقراطية و العدالة فى توزيع الثروة و العناية و بحاجات جماهير الفقراء لى نقاش حول الدين و الايمان و الكفر و الإلحاد. و بالتالى تضيع القضية الجوهرية للخلاف و الصراع الاجتماعي - الطبقى اٍن شئت- فى وسط هذه الجوغة، و بدلا ان ينقسم الناس الى معسكر المسحوقين و الفقراء ضد المستغلين و السارقين ينقسم الناس الى فسطاط المؤمنين مقابل فسطاط الكفار و هذا مخرج ماااااهل و وسيع يهرب من خلاله سارقى قوت الفقراء الذين أثروا أيما ثراء من خلال السلبطة فى أسم الله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشريعة، الدين و الصــراع الطبقي (Re: abubakr salih)
|
بكور سلام تحويل مضمار النقاش ليس طريق ذو اتجاه واحد وتخوف القوي الوطنية من التصنيف في فسطاط الكفار يشئ بضعفها وخوفها من التصنيف وخضوعها لضوابط الممنوعات والمحظورات من قبل السلطة ومؤشر الي ان قواعد هذه الاحزاب( المعارضة للسلطة ) محكومة بلجام خطاب السلطة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشريعة، الدين و الصــراع الطبقي (Re: MAHJOOP ALI)
|
شكرا استاذ ابوبكر و شكر جزيل للاستاذ محجوب الدعوة للدستور الاسلامي في السوداني ليست جديدة معلوم انه قبل انقلاب مايو في 1969 اتفقت القوي السياسية ممثلة في الاتحاديين و حزب الامة و جبهة الميثاق علي تمرير مشروع الدستور الاسلامي في البرلمان حدث انقلاب مايو و هو بنفسه كان احد فصول المعركة ضد تطبيق الدستور الاسلامي معلومة تفاصيل التحالف الذي ساند انقلاب مايو. منذ 1969 الي 1973 كان السودان محكوما بما تركه المستعمر من بنية قانونية الي أن اجاز مجلس الشعب في زمن النميري دستور عام 1973 . تم التنازل عن هذا الدستور في عام 1983 و الغريبة عن طريق مجلس شعب آخر في زمن النميري نفسه. التردد و عدم الوضوح كان هو السمة الاساسية للحزبين الكبيرين فيما يتعلق بمسألة الدستور الاسلامي. إلي أن تم توقيع مقررات اسمرا في 1995 و هي الان كما هو واضح غير ملزمة لأحد. بالتالي يكون عمر الصراع في هذا الامر طويلا جدا و هو بالتقريب يتجاوز الخمسين عاما. خلال هذه الخمسون عام تم بالفعل انفاذ دستور اسلامي بقوانين متخلفة منذ 1983 و الي الان. علي المستوي الفعلي فيما يختص بحياة الناس قضايا التعليم و الامية، الخدمات الصحية و مشروعات البنية التحتية و اجمالا عمليات التنمية لم تبارح مكانها هذا اذا لم تكن قد تدهورت بالفعل و افرزت امورا سالبة كثيرة مثل الحروب و ما نتج عنها من تدمير لوحدة التراب السوداني. واقع التخلف نفسه دينامي بمعني ان التخلف غير المحسوم يولد تخلفا جديدا و هذا ما يحكم السودان الان و هو قانون دينامية التخلف بكل اسقاطاته علي المستويات الفكرية، الثقافية و السياسية و بالتالي الاقتصادية. من المحزن قول هذه الحقيقة و هي ببساطة إن علي الشعب السوداني ان يمر خلال هذا النفق المظلم ليعي الناس وحدهم مخاطر الدولة الدينية و في هذا المضمار ليس امام قوي التقدم و الاستنارة غير الاصرار علي خطابها مهما كانت التكلفة فلقد الشعب السوداني شهيدا بالفعل في هذه المعركة الطويلة و هو الاستاذ محمود محمد طه. و لمعرفة فداحة الامر جرب ان تفتح موضوع الفكر الجمهوري هنا في منبر سودانيزاونلاين الذي يؤمه لفيف من المتعلمين و ستعرف اي زمان من الحزن ينتظر الوطن. فشل الاحزاب السياسية لا يعود لضعف كوادرها او فساد مشروعاتها فعلي قيادة معظم الاحزاب السياسية غير المؤتمر الوطني الوطني جمهرة من المستنيرين الشرفاء لكنهم محكومون بصورة اساسية بانحدار درجات الوعي و تقهقرها علي مستوي قواعد هذه الاحزاب و هذا بلا يشك يعود لفكرة دينامية التخلف و ارتحاله الدائم الي الوراء. نعم التاريخ يتقدم لكنا كما لاحظتم في سودان العجايب نواجه التخلف يوميا فنحن هذه الايام امام اول محاولة لرجم أمرأة بحكم انها انجزت علاقة جنسية خارج مؤسسة الزواج هذا لم يحدث حتي في زمن المهدية!!!!و لا اظن في زمن الفونج ليست هنالك فرصة لانجاز تنوير واسع يتم علي ضوئه نهضة في حياة الشعب السوداني و يعود ذلك لانعدام الحريات و علو صوت القهر السياسي و الفكري و الكبت و يتحمل وزر ذلك بالاساس المتعلمون و ليس الاحزاب المتعلمون الذين يفترض فيهم ان يكونوا معاول بناء لمشروع تنويري راشد لكنهم اختاروا حياة ملئها الهدوء بمنطق الخواف ربي عيالو و طبا ساكت او ترك البلد و رحل لانعدام موارد الحياة فيها. لقد مرت بالسودان ايام بائسة و سنوات عجاف فيما مضي لدرجة ان شاعرم قال
يا يابا النقس يا الانقليز الفونا
فنحن في مثل هذه السنوات التي ستحصد ارواحا بريئة و تجبر العديدين علي النزوح او هجرة خارج حدود الوطن. من اراد ان يعرف مستقبل البلاد فلينظر الي حال منبر سودانيزاونلاين و سيجد جميع الاشارات بهذا المستقبل المظلم. قبل الاحزاب يا محجوب هل فعل المتعلم السوداني ما يتوجب عليه فعله؟؟؟ حتي في أضيق الدوائر مثل الاسرة الصغيرة. تجدهم يجبرون زوجاتهم علي عدم العمل و تجدهم يرهبون بناتهم و يتحكمون باستبداد مطلق في مستقبل ابنائهم و تجدهم عابثين و متعددي العلاقات و منحرفون ملأ حياتهم النفاق و الكذب و فوق ذلك جبناء يسبحون بحمد السلطة و يتبعون تعاليمها بأكثر مما يفعلون مع القرآن. نحن شعب فجع في متعلميه فلا مستقبل لنا بين الشعوب
طه جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشريعة، الدين و الصــراع الطبقي (Re: aydaroos)
|
Quote: لذا تكون قضية الشريعة من المسلئل الخطيرة فى الصراع السياسي فى أى مجتمع انساني او على الاقل فى المجتمع السوداني. لانها تحول مضمار النقاش من قضايا الديمقراطية و العدالة فى توزيع الثروة و العناية و بحاجات جماهير الفقراء لى نقاش حول الدين و الايمان و الكفر و الإلحاد. و بالتالى تضيع القضية الجوهرية للخلاف و الصراع الاجتماعي - الطبقى اٍن شئت- فى وسط هذه الجوغة، و بدلا ان ينقسم الناس الى معسكر المسحوقين و الفقراء ضد المستغلين و السارقين ينقسم الناس الى فسطاط المؤمنين مقابل فسطاط الكفار و هذا مخرج ماااااهل و وسيع يهرب من خلاله سارقى قوت الفقراء الذين أثروا أيما ثراء من خلال السلبطة فى أسم الله. |
السلام عليكم يا ابوبكر اها دىما بين المطرقة والسندان التى وقع فيها الاحزاب الديمقراطية فى كل العالم الاسلامى الطريق واضح الخط السياسى لاى حزب يدعو للديمقراطية و العدالة اللاجتماعية ان يركز على القضايا السياسية والاقتصادية و الاجتماعية التى تهم الجماهير و المسحوقين الانت بتتكلم عنهم انتم تساقون الى مشانق النقاش الدينى برضاكم عديل كده ممكن يكون زى ماقال طه جعفر انو التخلف هو العدو الاساسى ولكن التخلف والجهل لا يعنى ان الجماهير لا تعى مصالحها الناس الطلعت الشوارع فى ابريل والحكم كان بأسم الله ممكن تانى تطلع ضد حكم برضو رافع شعار الحاكمية لله المصالح وأكل العيش مافيهو لعب الاحزاب الداعية للديمقراطية والعدالة الاجتماعية أن الاوان لها ان تمرق مروق نهائى من الشرك الذى تم نصبه لها من قبل القوى المعادية و تجار الدين رأيكم شنو فى الاسلام؟؟ انت بتصلى؟؟؟ وباقى الكبيسبة والجغمسة (ما الدغمسة) القضية ما دينية القضية سياسية و ستبقى سياسية الدين مسئولية شخصية مافى دولة مسئولة عن دين زول فقط كفالة ممارسة حريته الدينية كده وبس يا ابوبكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشريعة، الدين و الصــراع الطبقي (Re: Siham Elmugammar)
|
Quote: تحويل مضمار النقاش ليس طريق ذو اتجاه واحد وتخوف القوي الوطنية من التصنيف في فسطاط الكفار يشئ بضعفها وخوفها من التصنيف وخضوعها لضوابط الممنوعات والمحظورات من قبل السلطة ومؤشر الي ان قواعد هذه الاحزاب( المعارضة للسلطة ) محكومة بلجام خطاب السلطة
|
سلام يا محجوب على مشكلة القوى السياسية انها تعمل فى وسط متدين، تسود فيه الامية و الجهل حتى بين المتعلمين البفكوا الخط. الناس فى الســودان بالجد بتتعلم و تتخرج من الجامعات بدرجات جامعية و ما فوقها لكن لا يوظفون عقولهم فى فهم ما يجري حولهم من امور السياسية. بالرغم اننا أكثر شعوب العالم نناقش السياسية و نحلل ما يحدث حولنا فى بلدنا و فى العالم جميعه و نعرف الاخبار كلها الا ان نقاشنا للسياسية لم يفيدنا باي شئ لانه نقاش غير علمي (سوف اشرح ما أقصده بالنقاش العملى فى سياق هذا البوست، لكن عموما هو النظرة العلمية لقضايا المجتمع التى تكمن فى دراسة النظريات التى تحاول تفسير الظواهر الاجتماعية). المهم فى الاجواء زي حقتنا دي يسهل الابتزاز و تنشط القوى الغوغائية و تكون لها الغلبة لان المســالة ماخودة بالضراع ساكت و بالبرغماتية و الصوت العالي. مثال يصلح على هذه الحالة هو موقف حسن الترابي من اٍتفاق الميرغي قرنق و اٍساءته للشديدة و اٍستهزاءه بما قام به الميرغني فى اوخر الثمانينات من القرن المنصرم. بعد عشرة سنوات على وجه التقريب من ذلك التأريخ، و عندما ما اختلف الترابي ما تلاميذه حول السلطة كانت أول خطوة سياسية له هى توقيع اٍتفاق سياسي مع الحركة الشعبية فى لندن. ما الذى مكّن حسن الترابي من لعب كل هذه الادوار المتناقضة فى الحياة السياسية فى الســودان؟.
تعاطينا الكثيف للسياسية لم يخلق عندنا وعي جديد بازماتنا و مسبباتها و سبل حلها. و الدليل على ذلك هو البؤس الذى تعيشه البلاد منذ الاستقلال و حتى اليوم. بل ممكن المرء يجزم اننا البلاد الوحيد التى تهرب فى الاتجاه المضاد لحركة التأريخ we are diverging away from the solution ممكن زول يكتب دالة رياضية عن تباعدنا من نقطة الحل. فى الوقت الذى يتكتّل فيه العالم لبناء اٍقتصاديات قوية و اٍحترام التباينات العرقية و الدينية و الثقافية للاخرين المختلفين نحن نمضى فى الاتجاه الخطاء لكل ذلك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشريعة، الدين و الصــراع الطبقي (Re: abubakr salih)
|
سلام يا أبوبكر
أول حاجة فليطمئن العلمانيون فاﻹسلاميون لايمكنهم تأسيس دولة إسلامية بالمعنى المفهوم.
كل الموضوع شوية قوانين جنائية تستخدم عند الحاجة.
بس تمسككم بالديمقراطية يحتم سؤال مهم, أين حق المسلمين فى المجتمع المعنى لو كانوا أغلبية و أرادوا اتخاذ اﻹسلام أساس لكل أمور حياتهم الخاصة والعامة, اﻹجتماعى منها والسياسى؟
رجاء: أرجو من الذين يكتبون مراجعة كتابتهم قبل إرسالها, فهنالك أخطاء مطبعية أحيانا تجعل القراءة صعبة ومملة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشريعة، الدين و الصــراع الطبقي (Re: Balla Musa)
|
Quote: مشكلة القوى السياسية انها تعمل فى وسط متدين، تسود فيه الامية و الجهل حتى بين المتعلمين البفكوا الخط. |
هل القوي السياسية طليعة وصفوة تملك رؤية وارادة للفعل .. ام افراد في مؤخرة الجماهير الامية والجاهلة يتبعونها (الجماهير) اين مااتجهت ويخضون خلفها في اوحال الامية والجهل ؟ السياسة ليست نفاق او تدليس بل موقف برؤية وتصميم . وخير مثال كما ذكر الاستاذ طه جعفر ، شهيد الفداء محمود محمد طه ، فاذا لم تدرك القوي السياسية الوسط الذي تتعامل معه ، وتتلطف وتتخوف وتحذر من طرح رؤاها فعليها اجتناب العمل العام . فالموقف المتردد للقوي السياسية (في واقع السودان الشائه ) ينبئ بان دوافع التلكؤ والتردد ،من قبل الاحزاب ، مرده جهوي عنصري ، اذ تتصارع السلطة والاحزاب علي قاعدة اجتماعية واحدة (انسان الشمال ) لذلك تتوخي الحذر والتحوط في الطرح . وتغلب السياسي علي المبدئ الاستاذ طه جعفر : مايقوم به الاخ تبارك شيخ الدين دفاعا عن العلمانية ، في هذا الفضاء، عجزت عنه الاحزاب باموالها ومؤسساتها ومفكرييها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشريعة، الدين و الصــراع الطبقي (Re: MAHJOOP ALI)
|
العزيزة سهام المجمر الاعزاء المتداخلين و الاستاذ ابوبكر
و يا محجوب يا اخوي الكلام بالمهلة كويس دعونا نقرأ الحوار مع العم الغالي صديق يوسف و نتأمله في تفاصيل حواره سنجد إجابات ذكية علي أسئلة صعبة مثل السؤال حول مسئولية الحزب الشيوعي السوداني حول ما هو حادث الآن و لا استثني النجباء من الديمقراطيين العلمانيين فيصفوف الاحزاب الأخري كالاتحادي و حزب الامة من فداحة السؤال
حوار: يوسف الجلال
رفض عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني المهندس صديق يوسف نية الجبهة الثورية دخول الخرطوم بقوة السلاح, وطالب قادة الجبهة بالتنسيق مع أحزاب المعارضة لإسقاط النظام سلمياً. ورأى أن رؤية حزبه بإسقاط النظام بالطرق السلمية ليست وليدة اليوم, وأن جنوحهم للتغيير الناعم لا يعني انجرارهم وراء رغبة زعيم حزب الأمة الصادق المهدي, وإنما هي رؤية قديمة منذ العام 2005م. ونفى يوسف أن تكون أحزاب المعارضة راهنت على خروج المواطنين إلى الشارع جراء الضائقة المعيشية. وقال في حواره مع «الأحداث» إن برنامج تحالف المعارضة يتحرك ضمن ثلاثة محاور أساسية تتمثل في الحرب الدائرة في أطراف السودان, بجانب قضية الحريات بمختلف أشكالها, والأزمة الاقتصادية, وزاد: «نحن نتحرك في هذه المحاور لإسقاط النظام, ولم نقل مطلقا إن الضائقة المعيشية ستعجّل بزوال المؤتمر الوطني», منوها إلى أن أحزاب المعارضة لا تملك أكثر من أن تدعو الناس للتظاهر, وأردف يقول: «إذا لم يستجب المواطن اليوم لدعوة الخروج للشارع, فهذا لا يعني انه لن يستجيب غداً, ولا يُوجد حزب سياسي يُجبر الآخرين على أن يخرجوا للشارع». وفي سياق مختلف قطع قيادي الحزب الشيوعي بأن قادة حزبه الحاليين لا يشعرون بالخجل لضياع إرث الحركة النقابية الذي تركه الشفيع أحمد الشيخ وقاسم أمين. وقال إنه متفائل بعودة الحركة النقابية لعهدها الزاهر, وشدد على أن حزبه سيناضل لعودة الديمقراطية؛ بوصفها الضامن الوحيد لعودة الحركة النقابية الفاعلة. في تصريح مكرر قال الناطق باسم المؤتمر الوطني: «إن رفع الدعم عن المحروقات لن يُخرج المواطن إلى الشارع:, ويبدو هذا حادثاً حتى الآن, لجهة أن مشروع القرار يمضي والمعارضة ساكتة؟ القضية الأساسية ليست في أن يخرج المواطن للشارع, بل إن القضية الأساسية هي أن يكون أيما نظام خادما للشعب, ويجب أن يوفر الخدمات الاساسية من تعليم وصحة, وإيجاد فرص العمل. وإذا الحكومة فشلت في هذا فهي فلا يجب أن تدعي «أنها فاشلة وانه رغم ذلك يقبل بها المواطن»، وإذا لم يجد المواطن العلاج له ولأبنائه ولا دخل يكفي، ولا سكن مريح، ومع هذا كان مبسوطاً من الحكومة فحينها نقول لهم «والله يا حكومة مبروك عليك إنك عاوزة الشعب ما يقول بِغِم الى أن يموت «, والحكومة كأنها تتحدث عن انها عندما تزيد الضغط على الجماهير, وترفع لها الاسعار, انها تؤكد انه رغم ذلك أن الشعب يريد بقاءها، وحتى وان سلبت المواطن الاحتياجات, فهو لن يخرج للشارع, وهذه ليست قضية, وواجب الحكومة ألا تسلب المواطن الضروريات وترفع الدعم عن المحروقات, بل واجبها دعم المحروقات وتقديم الخدمات للمواطن. لكن الثقة التي يتحدث بها المؤتمر الوطني تبدو مفرطة فهو يؤكد أنه حتى وإن رفع الدعم عن المحروقات فإن الشعب لن يخرج ضدها, وهو يتحدث وكأن هنالك تأييد شعبي مطلق؟ أبداً.. المؤتمر الوطني يتحدث وكأنه يضع الشعب في جيبه، مع أن الشعب يموت ويعاني ويتظاهر ويعتصم, من أجل قضيته ومطالبه, فإذا كان المؤتمر الوطني لا يعتبر هذه مقاومة, وأنها تأييد, فهذا شيء غريب. لكن هذه مظاهر تؤكد السخط على سياسات هذه الحكومة في مختلف المجالات سواء كان في الجزيرة ضد سياسة بيع الاراضي, أو في مناطق المناصير ضد السدود, أو سواء كان حاملو السلاح في النيل الازرق وجنوب كردفان ودارفور, وهذه كلها مظاهر رفض لسياسة النظام. عفواً.. لكن هذه الاحتجاجات التي تتحدث عنها هي احتجاجات مناطقية, بينما قضية رفع الدعم عن المحروقات شأن عام, ولا تبدو بوادر رفض للخطوة؟ معليش.. وإذا إنت تفتكر أنه لا احتجاج فاذهب إلى منزلكم, واسأل والدك عن «هل هو قادر على توفير لقمة العيش», وستجد والدتك تتحدث وكذلك جارتها وكل نساء السودان عن ضيق المعيشة. لكن هل الحديث عن الضائقة وحده كاف لإسقاط النظام؟ الحديث لا يكفي, وإسقاط النظام لا يُتخذ بقرار, ولا يُوجد أحد يقول انني سأقوم غداً أو بعده بإسقاط النظام. هذا تراكم لنضال الجماهير وسيؤدي إلى الانفجار في يوم من الايام, ولا يوجد إنسان يحدد متى سيحدث الانفجار. لكن كل أشراط الانتفاضة موجودة, ولينين تحدث عن مراحل الثورة ولخصها في الحالة الثورة والأزمة الثورية وانفجار الأزمة, كخطوات تسبق الثورة وهو ما يبدو حادثاً تماماً؟ إلى أن تتوحد الجماهير وتتحرك مع بعضها سيظل هذا النظام قائماً, والنظام يعتقد أن الشارع ليس ضده, لأنه يملك سلطة القمع, وأي مظاهرة مهما كانت صغيرة تجد أن أجهزة القمع أكبر عشرات المرات من المتظاهرين. لكن أين دوركم كمعارضة, أنتم غائبون حتى إنه لم يتصدَّ منكم أحد ولو بالحديث لتصريحات الناطق باسم المؤتمر الوطني التي يقول فيها إن رفع الدعم عن المحروقات لن يُخرج المواطن إلى الشارع؟ القضية ليست رفع الدعم عن المحروقات, وانما القضية هي أن الميزانية التي أجازها المؤتمر الوطني لم تصمد لمدة أربعة أشهر, وتم إعادتها للبرلمان لمراجعتها, والحكومة فشلت في أن تنفذ ما اتفقت عليه وما أقرته في البرلمان, وهذا الفشل ظاهر للعيان, وإذا الحكومة عايزة تستعجل المواطن للثورة ضدها فهذا شيء جميل. لكن تحرككم كأحزاب معارضة محدود جداً تجاه هذه القضية بالتحديد؟ أحزاب المعارضة لا تملك أكثر من أن تدعو الناس للتظاهر, ولا يمكن أن «تجر ليها زول من يدو عشلان يمرق الشارع», والانسان اذا لم يقتنع بالخروج إلى الشارع فلن يخرج, لأنه لا يتلقى الاوامر من احد. لكن دعواتكم للمواطنين بالخروج إلى الشارع دائماً تفشل, ولا تجد استجابة من الشعب؟ إذا المواطن لم يستجب اليوم فهذا لا يعني انه لن يستجيب غدا, ولا يوجد حزب سياسي يُجبر الآخرين على أن يخرجوا للشارع, ولا الحكومة ستجبر الناس للقبول بحكمها, الحكومة تستعمل العنف لكي يقبل المواطن بسياساتها, وتمنع التظاهر, والاحزاب السياسية مغلولة بقوانين الحكومة, ونحن كحزب لنا جريدة لم تر النور لتسعة أعداد متتالية, فكيف نُوصل رأينا إلى الناس؟!, اذا كانت الحكومة تمنعنا من وصول رأينا إلى الجماهير, ونحن نلجأ إلى وسائط أخرى كالانترنت والمنشورات والندوات, لكن الحكومة تستغل السلطات لقمع الحركة الجماهيرية ومنع الاحزاب بكبتها للحريات. لكن المعارضة تُضيّع الفرص, وهي تراهن على الضائقة المعيشية لإسقاط الناظم, والضائقة موجودة ومتفاقمة والنظام باقٍ وماضٍ؟ المعارضة لم تعول على الضائقة المعيشية لإسقاط النظام أبدا, ولا يوجد أحد من المعارضة قال إن الضائقة المعيشية ستعمل على أن يخرج المواطن إلى الشارع. مقاطعة.. السيد فاروق أبو عيسى رئيس هيئة قوى الإجماع الوطني قال إن «أحزاب المعارضة طورت آلياتها لإسقاط الناظم وتعمل على تأليب المواطنين ضد المؤتمر الوطني استناداً على التعريف بالضائق المعيشية»؟ اذهب واسأل فاروق أبو عيسى.. أنا أتحدث عن الحزب الشيوعي.. نحن لم نقل إن المواطن سيخرج إلى الشارع لأن هناك ضائقة معيشية, نحن نتحدث عن تراكم في مختلف الجبهات, وهناك ثلاثة محاور أساسية في الساحة موضوع الحرب بين حكومة الشمال والجنوب, والحرب الاهلية في النيل الازرق, جنوب كردفان ودارفور, وقضية الحريات بمخلتف أشكالها, وقضية الازمة الاقتصادية, وهي محاور العمل السياسي الثلاثة, وهي التي ستؤدي في النهاية إلى اقتناع الشعب السوداني بأنه طالما أن هذا النظام على الحكم, فإن هذه القضايا لن تُحل, لذا يعمل الناس على إسقاطه لتحقيق هذه المطالب, وهذا لن يحدث بقرار, ولا تُوجد ثورة في الدنيا قررها شخص محدد في يوم بعينه, نحن نضع السياسة ونقول إن هذا يحدث بتراكم العمل النضالي اليومي في مختلف الجبهات, سواء كان في المناصير أو في الجزيرة أو حاملي السلاح, هذا كله نشاط جماهيري يؤدي إلى الانتفاضة اذا توحد, أما متى يحدث هذا؟.. لا أحد يمكن أن يجيب, وهذا هو الفكر الطبيعي لإحداث التغيير. لكن هذه المحاور ليست جديدة, والحرب كانت محصورة بين الشمال والجنوب وظهرت ثلاث جبهات اخرى, دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق, والأزمة المعيشية في تنامٍ مضطرد؟ هذه سياسة هذا النظام, وهو لا يستطيع المحافظة على بقائه إلا باستعمال العنف ضد المعارضين له, وهذا يؤدي للحروب وفي آخر النتيجة سينهزم لأنه لا يستطيع أن يقتل الشعب كله. ـ لكن النظام يحكم منذ 22 عاماً وأنتم منذ اليوم الأول في كوبر قلتم إنكم ستسقطونه وهذا لم يحدث؟ نحن ليس لدينا سلطة الجيش وأجهزة الامن وهي بيد الحكومة وتستخدمها ضد الشعب السوداني, ولا توجد دولة في الدنيا تقول انها انتصرت على الجماهير بقتلهم، وهذه ليست حكومة تستحق أن تعيش, لأنها تستغل 80% من ميزانية الدولة لحماية السلطة والاجهزة الامنية التي تقمع بها الناس, لكن في الآخر سينتصر الشعب. إذا كانت أشراط الثورة متوافرة كما تقول, لماذا لم تقم ثورة في السودان إلى الآن؟ لا يوجد أحد يمكن أن يجب عن هذا السؤال.. الشعب المصري مثلا عانى لمدة سبعة قرون تحت القمع, ولم يتحرر الا في 25 يناير من العام قبل الماضي, والثورة ليس لها تاريخ معين, ولا يمكن أن تقول لي لماذا تأخرت الثورة أو لماذا لم تقم.. لم تقم الثورة لأن «الظروف لسع والشعب لسع», لكن في يوم من الأيام ستكون هناك ثورة. ألا يمكن أن يكون عدم قيام الثورة مرده إلى أن الشعب السوداني يؤيد الإنقاذ وإنه راضٍ بحكمها؟ هل أنت تؤيد المؤتمر الوطني (يضحك)..؟ عفواً.. أنا لا أؤيد المؤتمر الوطني لكن هناك كثيرون يؤيدونه؟ أنت واحد من أفراد الشعب, وهناك من يؤيد ومن لا يؤيد المؤتمر الوطني, وأنا أعتقد أن الأغلبية الساحقة تقف ضد المؤتمر الوطني. أنت تتحدث عن أن المؤتمر الوطني يتمترس وراء الآلة العسكرية والأمنية, وهي التي تطيل أيام بقائه, في حين أن نظام الرئيس المصري حسني مبارك والليبي معمر القذافي وغيرهم سقطوا وهم أكثر تنظيماً أمنياً وعسكرياً؟ الآلة الأمنية والعسكرية ليست كافية لحماية النظام, لأن الرئيس المصري حسني مبارك كانت أجهزته الامنية أكثر جاهزية وبطشا من أجهزة المؤتمر الوطني, ومع ذلك سقط نظامه, ولا توجد أجهزة أمنية يمكن أن تحمي أيما نظام, والذين يحملون السلاح حاليا في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق امكانياتهم لا تمثل 1% من امكانية حكومة السودان والجيش النظامي, لكن بالرغم من ذلك قادرين على مقاومة النظام لإيمانهم بقضيتهم. هناك أحزاب في المعارضة لا تخفي نيتها محاورة النظام (حزب الأمة نموذجاً), ألا يمكن يكون ذلك أحد مسببات ضعف المعارضة, وانتفاء حالة الإجماع؟ ممكن أن تكون لأي حزب من الاحزاب قناعة بالجلوس مع هذا النظام لإقناعه بتغيير سياساته, ويمكن أن يرى حزب معين أن الحوار مع المؤتمر الوطني يمكن أن يؤدي إلى التغيير, أو أن يكون له قناعة وتفاؤل بأن يكون قادة المؤتمر الوطني عقلانيين يقبلوا بالمنطق. لكن ألا يبدو هذا تجريباً للمجرب, خاصة أن المعارضة جربت الحوار مجتمعة ومنفردة مع النظام ولم يتغير ولم يغير سياسياته وعقليته؟ معليش.. أنا قلت ربما يوجد أناس لهم القناعة هذه بما يملكون من منطق, أو قدرة على الحوار بإقناع الرئيس المشير عمر البشير بأن هذا الدرب الذي يمضي فيه حزبه خطأ, ولكن هذا يمكن أن يكون واحد من الوسائل. لكن عدم اتفاق المعارضة على وسيلة محددة لإسقاط النظام ألا يضعفها ويحول دون تحقيق أهدافها؟ المعارضة كلها متفقة على أن النظام هو العائق الوحيد لتطور السودان, أما كيفية إزالة النظام, فهناك اختلاف حولها, فمثلا ما يطرحه المجتمع الدولي من ضرورة جلوس المجتمع الدولي للحوار يمكن أن يكون أحد الطرق لتغيير النظام. مقاطعة.. لكن المجتمع الدولي الذي يدعو للتحاور مع الحزب الحاكم, لم يذكر أحزاب المعارضة ضمن الجهات الواجب عليها الجلوس مع المؤتمر الوطني, حتى إن خارطة الطريق تحدثت عن الحركة الشعبية قطاع الشمال, وأغفلت الحديث عن أي مكون سياسي آخر؟ أنت تتحدث عن طرق, وغيري وغيرك يمكن أن يكون مقتنعا بأن لجنة امبيكي, يُمكن أن تحل مشلكتنا مع المؤتمر الوطني أو مشكلة السودان, هذه مرحلة, وهذه قناعة اشخاص, ولا يمكن أن تقول لماذا لا يقتنع بها الآخرون, وأنا مثلا لا أقتنع بها طبعا, ويمكن أن يقتنع بها آخرون, لأنها واحدة من السبل التي يمكن أن تؤدي إلى وفاق ينهي أزمة السودان, ويفتح المجال للتطور الديمقراطي, ويحل الضائقة المعيشية, ويعمل «soft landing» لحل المشاكل. هناك أحزاب سياسية لها هذه القناعة, لكن هناك من له قناعة بأن المؤتمر الوطني لا يفي بالتزاماته واتفاقاته مع الآخرين, لذا فهذا الطريق مسدود, وطالما أن المؤتمر الوطني موجود فإن الازمة ستظل موجودة. لكن وجود أحزاب تنادي بالحوار مع المؤتمر الوطني داخل منظومة المعارضة, ألا يمكن أن يفسر بأن تلك الأحزاب تؤدي أدواراً بمهارة فائقة, بحيث تخدم خط المؤتمر الوطني داخل منظومة المعارضة؟ أنا لا أتهم أي حزباً بأنه ينفذ أجندة خاصة بالنظام. هذا ليس صحيحا وهذه أحزاب مسؤولة, وكل حزب يطرح برنامجه, والصادق المهدي طرح الاجندة الوطنية وليس فيها تأمر, وكذلك مكي بلايل طرح برنامجا مختلفا, وكذلك الحزب الشيوعي والاتحادي الديمقراطي والمؤتمر الشعبي يطرحون رؤيتهم علنا, ولا يمكن أن نتهم شخصا بأنه ينفذ أجندة المؤتمر الوطني, لكن لي الحق في الاتفاق مع هذا الحزب او لا, ومثلا ما تطرحه الجبهة الثورية بنيتها دخول الخرطوم بالسلاح أنا لا أوافق عليه, ولي طرحي الخاص, ولكن لا يمكن لي أن ألغي الآخرين. عفواً.. أنت تقول إنك ضد دخول الجبهة الثورية إلى الخرطوم بالسلاح, هل تعني ما تقول؟ طبعا.. طبعا.. أنا أعتقد أن تغيير النظام لابد أن يتم بالطرق السلمية. وأقول انه لابد أن تصل الجبهة الثورية إلى توافق مع الأحزاب لإسقاط النظام. هل هذه رؤيتك أم رؤية الحزب؟ طبعاً هي رؤية الحزب الشيوعي السوداني. هذا يعني أنكم أقرب إلى الصادق المهدي وأبعد من الدكتور حسن الترابي؟ هذا رأينا ولم نقله اليوم, وقلناه منذ العام 2005م, بعدما قررنا وضع السلاح, وسلك الطرق الديمقراطية لإسقاط النظام. أنتم حزب جاء للانتصار للطبقة العاملة, وهي تعاني أكثر من غيرها حالياً من سياسات النظام الاقتصادية, وهذا يعني أنكم مقصرون في أداء دوركم؟ نعم الطبقة العاملة هي المتضرر الرئيس من حكم الانقاذ. لكن هذا يعني أنكم فاشلون في انتزاع حقوق هذه الطبقة؟ الطبقة العاملة كانت مرتبطة بالنشاط النقابي, وهذا النظام نحج في قمع الحركة النقابية, وفرض قانون للنقابات غير ديمقراطي ياتي بالقيادات عبر التأمر. واتحاد النقابات أصبح جزءاً من المؤتمر الوطني وأمينه العام قيادي بارز في الحزب الحاكم, والحكومة عن طريق قانون النقابات أضعفت النشاط النقابي, وبسياساتها أفشلت كل مؤسسات الطبقة العاملة.. اذهب إلى المنطقة الصناعية بحري لتجدها صامتة صمت القبور, والانقاذ في أول أيامها قررت تحت شعار ناكل مما نزرع إيقاف زراعة القطن واتجهت إلى زراعة القمح, وأوقفت بالتالي صناعة النسيج, بجانب انها اوقفت المصدر الاساسي لجلب النقد الاجنبي من خلال صادرات القطن, وتوقفت صناعة الزيوت, وكذلك دمرت السكة الحديد والناقل النهري, وباعت المؤسسات العامة للقطاع الخاص من عناصرها, وشردت العاملين وبلغ المفصولون عشرات الآلاف. لكن الحركة النقابية كان لها تاريخ وصاحب هذه الصورة التي أمامنا (صورة الشفيع أحمد الشيخ تتوسط صالة الاجتماعات بدار الحزب الشيوعي موقع الحوار), ترك مجداً نقابياً فشلتم في الحفاظ عليه؟ الحزب لم ولن يرفع يده عن الحركة النقابية, لكن هذه الحركة تحتاج إلى أجواء ديمقراطية, لأن القوانين الحالية لا تساعد في قيام حركة نقابية. ألا يشعر قادة الحزب الحاليون بالخجل, بعد أن أضاعوا مجد الحركة النقابية الذي تركه من سبقوهم؟ نحن لا نشعر بالخجل ونعتز بالتراث الذي بناه الشفيع أحمد الشيخ وقاسم أمين وغيرهم في الحركة النقابية. هل أنت متفائل بعودة الحركة النقابية لصورتها الزاهية؟ نحن سنناضل إلى أن نموت لإعادة الديمقراطية لتكون هناك حركة نقابية, والشيوعيون لم يتوقفوا عن النضال أبدا, والتجاني الطيب لم يتوقف عن النضال حتى في آخر يوم من حياته, وكذلك نقد, «مافي شيوعي بقيف من النضال ويقول أنا فترته». والحزب ماض ولن تتوقف مسيرته بموت أحد.
الاحداث
هذا الحوار مهم لأنه يلزم كل فرد في المجتمع بمسئوليته و يقول عن الاحزاب كلاما لم أجد في نبله كلام لكنه العم المهندس صديق يوسف فهو من نجباء هذه الامة النادرين.
و يا عيدروس اتفق معك تماما فيما اوردت و ليس للدين وظيفة غير ما ذكرت لكنه اللعب من أجل المصالح كما قال الدكتور سيد القمني واصفا استغلال الدين في السياسة بأنه "العملة صادقة الرنين" هذا هو و كما قال العم المهندس صديق يوسف "موش راح نمسك واحد من يدو علشان يطلع الشارع" هذا قرار فردي و سيكون اثره جماعيا اذا فعلناه في نفس الوقت جميعنا يقرأ و كلنا متعلمون في لحظة غيرنا سلطة عبود و في لحظة أخري غيرنا سلطة النميري و سنغير سلطة المجرمين الاسلاميين و لكن حين يحين الموعد!!!!
طه جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشريعة، الدين و الصــراع الطبقي (Re: MAHJOOP ALI)
|
العزيزة سهام المجمر الاعزاء المتداخلين و الاستاذ ابوبكر
و يا محجوب يا اخوي الكلام بالمهلة كويس دعونا نقرأ الحوار مع العم الغالي صديق يوسف و نتأمله في تفاصيل حواره سنجد إجابات ذكية علي أسئلة صعبة مثل السؤال حول مسئولية الحزب الشيوعي السوداني حول ما هو حادث الآن و لا استثني النجباء من الديمقراطيين العلمانيين فيصفوف الاحزاب الأخري كالاتحادي و حزب الامة من فداحة السؤال
حوار: يوسف الجلال
رفض عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني المهندس صديق يوسف نية الجبهة الثورية دخول الخرطوم بقوة السلاح, وطالب قادة الجبهة بالتنسيق مع أحزاب المعارضة لإسقاط النظام سلمياً. ورأى أن رؤية حزبه بإسقاط النظام بالطرق السلمية ليست وليدة اليوم, وأن جنوحهم للتغيير الناعم لا يعني انجرارهم وراء رغبة زعيم حزب الأمة الصادق المهدي, وإنما هي رؤية قديمة منذ العام 2005م. ونفى يوسف أن تكون أحزاب المعارضة راهنت على خروج المواطنين إلى الشارع جراء الضائقة المعيشية. وقال في حواره مع «الأحداث» إن برنامج تحالف المعارضة يتحرك ضمن ثلاثة محاور أساسية تتمثل في الحرب الدائرة في أطراف السودان, بجانب قضية الحريات بمختلف أشكالها, والأزمة الاقتصادية, وزاد: «نحن نتحرك في هذه المحاور لإسقاط النظام, ولم نقل مطلقا إن الضائقة المعيشية ستعجّل بزوال المؤتمر الوطني», منوها إلى أن أحزاب المعارضة لا تملك أكثر من أن تدعو الناس للتظاهر, وأردف يقول: «إذا لم يستجب المواطن اليوم لدعوة الخروج للشارع, فهذا لا يعني انه لن يستجيب غداً, ولا يُوجد حزب سياسي يُجبر الآخرين على أن يخرجوا للشارع». وفي سياق مختلف قطع قيادي الحزب الشيوعي بأن قادة حزبه الحاليين لا يشعرون بالخجل لضياع إرث الحركة النقابية الذي تركه الشفيع أحمد الشيخ وقاسم أمين. وقال إنه متفائل بعودة الحركة النقابية لعهدها الزاهر, وشدد على أن حزبه سيناضل لعودة الديمقراطية؛ بوصفها الضامن الوحيد لعودة الحركة النقابية الفاعلة. في تصريح مكرر قال الناطق باسم المؤتمر الوطني: «إن رفع الدعم عن المحروقات لن يُخرج المواطن إلى الشارع:, ويبدو هذا حادثاً حتى الآن, لجهة أن مشروع القرار يمضي والمعارضة ساكتة؟ القضية الأساسية ليست في أن يخرج المواطن للشارع, بل إن القضية الأساسية هي أن يكون أيما نظام خادما للشعب, ويجب أن يوفر الخدمات الاساسية من تعليم وصحة, وإيجاد فرص العمل. وإذا الحكومة فشلت في هذا فهي فلا يجب أن تدعي «أنها فاشلة وانه رغم ذلك يقبل بها المواطن»، وإذا لم يجد المواطن العلاج له ولأبنائه ولا دخل يكفي، ولا سكن مريح، ومع هذا كان مبسوطاً من الحكومة فحينها نقول لهم «والله يا حكومة مبروك عليك إنك عاوزة الشعب ما يقول بِغِم الى أن يموت «, والحكومة كأنها تتحدث عن انها عندما تزيد الضغط على الجماهير, وترفع لها الاسعار, انها تؤكد انه رغم ذلك أن الشعب يريد بقاءها، وحتى وان سلبت المواطن الاحتياجات, فهو لن يخرج للشارع, وهذه ليست قضية, وواجب الحكومة ألا تسلب المواطن الضروريات وترفع الدعم عن المحروقات, بل واجبها دعم المحروقات وتقديم الخدمات للمواطن. لكن الثقة التي يتحدث بها المؤتمر الوطني تبدو مفرطة فهو يؤكد أنه حتى وإن رفع الدعم عن المحروقات فإن الشعب لن يخرج ضدها, وهو يتحدث وكأن هنالك تأييد شعبي مطلق؟ أبداً.. المؤتمر الوطني يتحدث وكأنه يضع الشعب في جيبه، مع أن الشعب يموت ويعاني ويتظاهر ويعتصم, من أجل قضيته ومطالبه, فإذا كان المؤتمر الوطني لا يعتبر هذه مقاومة, وأنها تأييد, فهذا شيء غريب. لكن هذه مظاهر تؤكد السخط على سياسات هذه الحكومة في مختلف المجالات سواء كان في الجزيرة ضد سياسة بيع الاراضي, أو في مناطق المناصير ضد السدود, أو سواء كان حاملو السلاح في النيل الازرق وجنوب كردفان ودارفور, وهذه كلها مظاهر رفض لسياسة النظام. عفواً.. لكن هذه الاحتجاجات التي تتحدث عنها هي احتجاجات مناطقية, بينما قضية رفع الدعم عن المحروقات شأن عام, ولا تبدو بوادر رفض للخطوة؟ معليش.. وإذا إنت تفتكر أنه لا احتجاج فاذهب إلى منزلكم, واسأل والدك عن «هل هو قادر على توفير لقمة العيش», وستجد والدتك تتحدث وكذلك جارتها وكل نساء السودان عن ضيق المعيشة. لكن هل الحديث عن الضائقة وحده كاف لإسقاط النظام؟ الحديث لا يكفي, وإسقاط النظام لا يُتخذ بقرار, ولا يُوجد أحد يقول انني سأقوم غداً أو بعده بإسقاط النظام. هذا تراكم لنضال الجماهير وسيؤدي إلى الانفجار في يوم من الايام, ولا يوجد إنسان يحدد متى سيحدث الانفجار. لكن كل أشراط الانتفاضة موجودة, ولينين تحدث عن مراحل الثورة ولخصها في الحالة الثورة والأزمة الثورية وانفجار الأزمة, كخطوات تسبق الثورة وهو ما يبدو حادثاً تماماً؟ إلى أن تتوحد الجماهير وتتحرك مع بعضها سيظل هذا النظام قائماً, والنظام يعتقد أن الشارع ليس ضده, لأنه يملك سلطة القمع, وأي مظاهرة مهما كانت صغيرة تجد أن أجهزة القمع أكبر عشرات المرات من المتظاهرين. لكن أين دوركم كمعارضة, أنتم غائبون حتى إنه لم يتصدَّ منكم أحد ولو بالحديث لتصريحات الناطق باسم المؤتمر الوطني التي يقول فيها إن رفع الدعم عن المحروقات لن يُخرج المواطن إلى الشارع؟ القضية ليست رفع الدعم عن المحروقات, وانما القضية هي أن الميزانية التي أجازها المؤتمر الوطني لم تصمد لمدة أربعة أشهر, وتم إعادتها للبرلمان لمراجعتها, والحكومة فشلت في أن تنفذ ما اتفقت عليه وما أقرته في البرلمان, وهذا الفشل ظاهر للعيان, وإذا الحكومة عايزة تستعجل المواطن للثورة ضدها فهذا شيء جميل. لكن تحرككم كأحزاب معارضة محدود جداً تجاه هذه القضية بالتحديد؟ أحزاب المعارضة لا تملك أكثر من أن تدعو الناس للتظاهر, ولا يمكن أن «تجر ليها زول من يدو عشلان يمرق الشارع», والانسان اذا لم يقتنع بالخروج إلى الشارع فلن يخرج, لأنه لا يتلقى الاوامر من احد. لكن دعواتكم للمواطنين بالخروج إلى الشارع دائماً تفشل, ولا تجد استجابة من الشعب؟ إذا المواطن لم يستجب اليوم فهذا لا يعني انه لن يستجيب غدا, ولا يوجد حزب سياسي يُجبر الآخرين على أن يخرجوا للشارع, ولا الحكومة ستجبر الناس للقبول بحكمها, الحكومة تستعمل العنف لكي يقبل المواطن بسياساتها, وتمنع التظاهر, والاحزاب السياسية مغلولة بقوانين الحكومة, ونحن كحزب لنا جريدة لم تر النور لتسعة أعداد متتالية, فكيف نُوصل رأينا إلى الناس؟!, اذا كانت الحكومة تمنعنا من وصول رأينا إلى الجماهير, ونحن نلجأ إلى وسائط أخرى كالانترنت والمنشورات والندوات, لكن الحكومة تستغل السلطات لقمع الحركة الجماهيرية ومنع الاحزاب بكبتها للحريات. لكن المعارضة تُضيّع الفرص, وهي تراهن على الضائقة المعيشية لإسقاط الناظم, والضائقة موجودة ومتفاقمة والنظام باقٍ وماضٍ؟ المعارضة لم تعول على الضائقة المعيشية لإسقاط النظام أبدا, ولا يوجد أحد من المعارضة قال إن الضائقة المعيشية ستعمل على أن يخرج المواطن إلى الشارع. مقاطعة.. السيد فاروق أبو عيسى رئيس هيئة قوى الإجماع الوطني قال إن «أحزاب المعارضة طورت آلياتها لإسقاط الناظم وتعمل على تأليب المواطنين ضد المؤتمر الوطني استناداً على التعريف بالضائق المعيشية»؟ اذهب واسأل فاروق أبو عيسى.. أنا أتحدث عن الحزب الشيوعي.. نحن لم نقل إن المواطن سيخرج إلى الشارع لأن هناك ضائقة معيشية, نحن نتحدث عن تراكم في مختلف الجبهات, وهناك ثلاثة محاور أساسية في الساحة موضوع الحرب بين حكومة الشمال والجنوب, والحرب الاهلية في النيل الازرق, جنوب كردفان ودارفور, وقضية الحريات بمخلتف أشكالها, وقضية الازمة الاقتصادية, وهي محاور العمل السياسي الثلاثة, وهي التي ستؤدي في النهاية إلى اقتناع الشعب السوداني بأنه طالما أن هذا النظام على الحكم, فإن هذه القضايا لن تُحل, لذا يعمل الناس على إسقاطه لتحقيق هذه المطالب, وهذا لن يحدث بقرار, ولا تُوجد ثورة في الدنيا قررها شخص محدد في يوم بعينه, نحن نضع السياسة ونقول إن هذا يحدث بتراكم العمل النضالي اليومي في مختلف الجبهات, سواء كان في المناصير أو في الجزيرة أو حاملي السلاح, هذا كله نشاط جماهيري يؤدي إلى الانتفاضة اذا توحد, أما متى يحدث هذا؟.. لا أحد يمكن أن يجيب, وهذا هو الفكر الطبيعي لإحداث التغيير. لكن هذه المحاور ليست جديدة, والحرب كانت محصورة بين الشمال والجنوب وظهرت ثلاث جبهات اخرى, دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق, والأزمة المعيشية في تنامٍ مضطرد؟ هذه سياسة هذا النظام, وهو لا يستطيع المحافظة على بقائه إلا باستعمال العنف ضد المعارضين له, وهذا يؤدي للحروب وفي آخر النتيجة سينهزم لأنه لا يستطيع أن يقتل الشعب كله. ـ لكن النظام يحكم منذ 22 عاماً وأنتم منذ اليوم الأول في كوبر قلتم إنكم ستسقطونه وهذا لم يحدث؟ نحن ليس لدينا سلطة الجيش وأجهزة الامن وهي بيد الحكومة وتستخدمها ضد الشعب السوداني, ولا توجد دولة في الدنيا تقول انها انتصرت على الجماهير بقتلهم، وهذه ليست حكومة تستحق أن تعيش, لأنها تستغل 80% من ميزانية الدولة لحماية السلطة والاجهزة الامنية التي تقمع بها الناس, لكن في الآخر سينتصر الشعب. إذا كانت أشراط الثورة متوافرة كما تقول, لماذا لم تقم ثورة في السودان إلى الآن؟ لا يوجد أحد يمكن أن يجب عن هذا السؤال.. الشعب المصري مثلا عانى لمدة سبعة قرون تحت القمع, ولم يتحرر الا في 25 يناير من العام قبل الماضي, والثورة ليس لها تاريخ معين, ولا يمكن أن تقول لي لماذا تأخرت الثورة أو لماذا لم تقم.. لم تقم الثورة لأن «الظروف لسع والشعب لسع», لكن في يوم من الأيام ستكون هناك ثورة. ألا يمكن أن يكون عدم قيام الثورة مرده إلى أن الشعب السوداني يؤيد الإنقاذ وإنه راضٍ بحكمها؟ هل أنت تؤيد المؤتمر الوطني (يضحك)..؟ عفواً.. أنا لا أؤيد المؤتمر الوطني لكن هناك كثيرون يؤيدونه؟ أنت واحد من أفراد الشعب, وهناك من يؤيد ومن لا يؤيد المؤتمر الوطني, وأنا أعتقد أن الأغلبية الساحقة تقف ضد المؤتمر الوطني. أنت تتحدث عن أن المؤتمر الوطني يتمترس وراء الآلة العسكرية والأمنية, وهي التي تطيل أيام بقائه, في حين أن نظام الرئيس المصري حسني مبارك والليبي معمر القذافي وغيرهم سقطوا وهم أكثر تنظيماً أمنياً وعسكرياً؟ الآلة الأمنية والعسكرية ليست كافية لحماية النظام, لأن الرئيس المصري حسني مبارك كانت أجهزته الامنية أكثر جاهزية وبطشا من أجهزة المؤتمر الوطني, ومع ذلك سقط نظامه, ولا توجد أجهزة أمنية يمكن أن تحمي أيما نظام, والذين يحملون السلاح حاليا في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق امكانياتهم لا تمثل 1% من امكانية حكومة السودان والجيش النظامي, لكن بالرغم من ذلك قادرين على مقاومة النظام لإيمانهم بقضيتهم. هناك أحزاب في المعارضة لا تخفي نيتها محاورة النظام (حزب الأمة نموذجاً), ألا يمكن يكون ذلك أحد مسببات ضعف المعارضة, وانتفاء حالة الإجماع؟ ممكن أن تكون لأي حزب من الاحزاب قناعة بالجلوس مع هذا النظام لإقناعه بتغيير سياساته, ويمكن أن يرى حزب معين أن الحوار مع المؤتمر الوطني يمكن أن يؤدي إلى التغيير, أو أن يكون له قناعة وتفاؤل بأن يكون قادة المؤتمر الوطني عقلانيين يقبلوا بالمنطق. لكن ألا يبدو هذا تجريباً للمجرب, خاصة أن المعارضة جربت الحوار مجتمعة ومنفردة مع النظام ولم يتغير ولم يغير سياسياته وعقليته؟ معليش.. أنا قلت ربما يوجد أناس لهم القناعة هذه بما يملكون من منطق, أو قدرة على الحوار بإقناع الرئيس المشير عمر البشير بأن هذا الدرب الذي يمضي فيه حزبه خطأ, ولكن هذا يمكن أن يكون واحد من الوسائل. لكن عدم اتفاق المعارضة على وسيلة محددة لإسقاط النظام ألا يضعفها ويحول دون تحقيق أهدافها؟ المعارضة كلها متفقة على أن النظام هو العائق الوحيد لتطور السودان, أما كيفية إزالة النظام, فهناك اختلاف حولها, فمثلا ما يطرحه المجتمع الدولي من ضرورة جلوس المجتمع الدولي للحوار يمكن أن يكون أحد الطرق لتغيير النظام. مقاطعة.. لكن المجتمع الدولي الذي يدعو للتحاور مع الحزب الحاكم, لم يذكر أحزاب المعارضة ضمن الجهات الواجب عليها الجلوس مع المؤتمر الوطني, حتى إن خارطة الطريق تحدثت عن الحركة الشعبية قطاع الشمال, وأغفلت الحديث عن أي مكون سياسي آخر؟ أنت تتحدث عن طرق, وغيري وغيرك يمكن أن يكون مقتنعا بأن لجنة امبيكي, يُمكن أن تحل مشلكتنا مع المؤتمر الوطني أو مشكلة السودان, هذه مرحلة, وهذه قناعة اشخاص, ولا يمكن أن تقول لماذا لا يقتنع بها الآخرون, وأنا مثلا لا أقتنع بها طبعا, ويمكن أن يقتنع بها آخرون, لأنها واحدة من السبل التي يمكن أن تؤدي إلى وفاق ينهي أزمة السودان, ويفتح المجال للتطور الديمقراطي, ويحل الضائقة المعيشية, ويعمل «soft landing» لحل المشاكل. هناك أحزاب سياسية لها هذه القناعة, لكن هناك من له قناعة بأن المؤتمر الوطني لا يفي بالتزاماته واتفاقاته مع الآخرين, لذا فهذا الطريق مسدود, وطالما أن المؤتمر الوطني موجود فإن الازمة ستظل موجودة. لكن وجود أحزاب تنادي بالحوار مع المؤتمر الوطني داخل منظومة المعارضة, ألا يمكن أن يفسر بأن تلك الأحزاب تؤدي أدواراً بمهارة فائقة, بحيث تخدم خط المؤتمر الوطني داخل منظومة المعارضة؟ أنا لا أتهم أي حزباً بأنه ينفذ أجندة خاصة بالنظام. هذا ليس صحيحا وهذه أحزاب مسؤولة, وكل حزب يطرح برنامجه, والصادق المهدي طرح الاجندة الوطنية وليس فيها تأمر, وكذلك مكي بلايل طرح برنامجا مختلفا, وكذلك الحزب الشيوعي والاتحادي الديمقراطي والمؤتمر الشعبي يطرحون رؤيتهم علنا, ولا يمكن أن نتهم شخصا بأنه ينفذ أجندة المؤتمر الوطني, لكن لي الحق في الاتفاق مع هذا الحزب او لا, ومثلا ما تطرحه الجبهة الثورية بنيتها دخول الخرطوم بالسلاح أنا لا أوافق عليه, ولي طرحي الخاص, ولكن لا يمكن لي أن ألغي الآخرين. عفواً.. أنت تقول إنك ضد دخول الجبهة الثورية إلى الخرطوم بالسلاح, هل تعني ما تقول؟ طبعا.. طبعا.. أنا أعتقد أن تغيير النظام لابد أن يتم بالطرق السلمية. وأقول انه لابد أن تصل الجبهة الثورية إلى توافق مع الأحزاب لإسقاط النظام. هل هذه رؤيتك أم رؤية الحزب؟ طبعاً هي رؤية الحزب الشيوعي السوداني. هذا يعني أنكم أقرب إلى الصادق المهدي وأبعد من الدكتور حسن الترابي؟ هذا رأينا ولم نقله اليوم, وقلناه منذ العام 2005م, بعدما قررنا وضع السلاح, وسلك الطرق الديمقراطية لإسقاط النظام. أنتم حزب جاء للانتصار للطبقة العاملة, وهي تعاني أكثر من غيرها حالياً من سياسات النظام الاقتصادية, وهذا يعني أنكم مقصرون في أداء دوركم؟ نعم الطبقة العاملة هي المتضرر الرئيس من حكم الانقاذ. لكن هذا يعني أنكم فاشلون في انتزاع حقوق هذه الطبقة؟ الطبقة العاملة كانت مرتبطة بالنشاط النقابي, وهذا النظام نحج في قمع الحركة النقابية, وفرض قانون للنقابات غير ديمقراطي ياتي بالقيادات عبر التأمر. واتحاد النقابات أصبح جزءاً من المؤتمر الوطني وأمينه العام قيادي بارز في الحزب الحاكم, والحكومة عن طريق قانون النقابات أضعفت النشاط النقابي, وبسياساتها أفشلت كل مؤسسات الطبقة العاملة.. اذهب إلى المنطقة الصناعية بحري لتجدها صامتة صمت القبور, والانقاذ في أول أيامها قررت تحت شعار ناكل مما نزرع إيقاف زراعة القطن واتجهت إلى زراعة القمح, وأوقفت بالتالي صناعة النسيج, بجانب انها اوقفت المصدر الاساسي لجلب النقد الاجنبي من خلال صادرات القطن, وتوقفت صناعة الزيوت, وكذلك دمرت السكة الحديد والناقل النهري, وباعت المؤسسات العامة للقطاع الخاص من عناصرها, وشردت العاملين وبلغ المفصولون عشرات الآلاف. لكن الحركة النقابية كان لها تاريخ وصاحب هذه الصورة التي أمامنا (صورة الشفيع أحمد الشيخ تتوسط صالة الاجتماعات بدار الحزب الشيوعي موقع الحوار), ترك مجداً نقابياً فشلتم في الحفاظ عليه؟ الحزب لم ولن يرفع يده عن الحركة النقابية, لكن هذه الحركة تحتاج إلى أجواء ديمقراطية, لأن القوانين الحالية لا تساعد في قيام حركة نقابية. ألا يشعر قادة الحزب الحاليون بالخجل, بعد أن أضاعوا مجد الحركة النقابية الذي تركه من سبقوهم؟ نحن لا نشعر بالخجل ونعتز بالتراث الذي بناه الشفيع أحمد الشيخ وقاسم أمين وغيرهم في الحركة النقابية. هل أنت متفائل بعودة الحركة النقابية لصورتها الزاهية؟ نحن سنناضل إلى أن نموت لإعادة الديمقراطية لتكون هناك حركة نقابية, والشيوعيون لم يتوقفوا عن النضال أبدا, والتجاني الطيب لم يتوقف عن النضال حتى في آخر يوم من حياته, وكذلك نقد, «مافي شيوعي بقيف من النضال ويقول أنا فترته». والحزب ماض ولن تتوقف مسيرته بموت أحد.
الاحداث
هذا الحوار مهم لأنه يلزم كل فرد في المجتمع بمسئوليته و يقول عن الاحزاب كلاما لم أجد في نبله كلام لكنه العم المهندس صديق يوسف فهو من نجباء هذه الامة النادرين.
و يا عيدروس اتفق معك تماما فيما اوردت و ليس للدين وظيفة غير ما ذكرت لكنه اللعب من أجل المصالح كما قال الدكتور سيد القمني واصفا استغلال الدين في السياسة بأنه "العملة صادقة الرنين" هذا هو و كما قال العم المهندس صديق يوسف "موش راح نمسك واحد من يدو علشان يطلع الشارع" هذا قرار فردي و سيكون اثره جماعيا اذا فعلناه في نفس الوقت جميعنا يقرأ و كلنا متعلمون في لحظة غيرنا سلطة عبود و في لحظة أخري غيرنا سلطة النميري و سنغير سلطة المجرمين الاسلاميين و لكن حين يحين الموعد!!!!
طه جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشريعة، الدين و الصــراع الطبقي (Re: abubakr salih)
|
سلام وتحية موسي بله
Quote: أين حق المسلمين فى المجتمع المعنى لو كانوا أغلبية و أرادوا اتخاذ اﻹسلام أساس لكل أمور حياتهم الخاصة والعامة, اﻹجتماعى منها والسياسى؟ |
في دولة المواطنة (وليس في دولة الخلافة الإسلامية) اساس الحقوق والواجبات هو الجنسية وليس الدين، ولكل أن يمارس تدينه علي أن لا تنتقص هذه الممارسة من اي من حقوق المواطنة للمواطنين الآخرين. ما أقوله لك عزيزي موسي بله أن معظم المواطنين في السودان مسلمين ولذا من المؤكد أن تكون الثقافة الإسلامية هي الغالبة علي البلد ودا ما عندو علاقة بي حقوق المواطنة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشريعة، الدين و الصــراع الطبقي (Re: aydaroos)
|
الإحترام والسلام
لإثراء هذا الطرح القيم:
ثلاثة تنظيرات في ديالكتيك الصراع الطبقي وعلاقات الدين والثورة
1- إرتباط نشوء إصطلاح ومعالم "الدين" بأطوار فهم الناس لأشكال وتجسدات عناصر وعلاقات الكون والطبيعة والإنسان، بكل ما ذلك الفهم من جمع وتفريد (للنقاط والعناصر والعلاقات والإتجاهات) ومن رمز وتجسيد.
2- إصطلاح "الشريعة الإسلامية" هو الجسد الحاضر من التراكمات التاريخية لأحداث وإصطلاحات ذات تناقضات تاريخية قومية وطبقية وفلسفية ولتفاقم تناقضها في الممارسة الإجتماعيةالمرتبطة باختلاف الناس جماعات وأفراد وفرق في فهم إصطلاح الشريعة وتعاملهم المتنوع بمقتضياته المتنوعة. رصدهاهذه النقاط والتناقضات في سجل بسيط أساس ضروري لإقامة فهم علمي متكامل لطبيعة هذا الإصطلاح وتشكلاته.
3- تنوع إصطلاح وممارسة "الصراع الطبقي" في أشكال الطبيعة الإجتماعية، يعزز إمكان تنمية الدراسات الإشتراكية العلمية لمكونات وأحداث التاريخ المسمى بإسم "التاريخ الإسلامي"، وبالتالي إمكان القيام بفرزين موضوعيين: 1- فرز العناصر والمواقف الطبيعية والإجتماعية القومية والطبقيةالمبلورة إصطلاح الشريعة الإسلامية. و2- فرز إتجاهات حركة مجتمعات المسلمين سواءاً كانت أ- إتجاهات تقدم من ظلمات الإستغلال والقسمة الضيزى للموارد والجهود والعائدات وحالات الطغيان المحلي والإقليمي والدولي أو كانت ب- ثبوط ورجعية هذه المجتمعات إلى ظلمات تملك بعض أفراد موارد حياة كل المجتمع وتكريسهم الإستغلال والقمع ضد القوى الإجتماعيةالمنتجة ضرورات حياة الناس وتقدمهم .
ثلاثة إيقاعات: سجل المعارك القومية والطبقية في الشرق الأوسط سجل قديم حافل حيث تبلورت بصراعات الجنوب والشمال وصراعات الكُهان والأعراف، وصراعات الأحناف وأهل الاديان، ثم صراعات المستضعفين الأحناف وأثرياء مكة، ثم تجمع هذه الصراعات داخل مجتمعات الإسلام، وإنفجارها في إنتفاضة الأقاليم ضد المركز (عهد الخليفةعثمان) ثم صراع مجتمعات المسلمين ضد الإمبريالية الرومانية والفارسية، ثم تحول كينونة الإسلام نفسها من ثورة إلى دولة إمبراطورية ذات مستعمرات ممتدة من تخوم الصين إلى أسبانيا وصقلية والبلقان، وبلغاريا والمجر وضواحي فيينا، ثم صراعات داخل الدولة، ثم صراعات بقاياها مع الأمبريالية العالمية المازومة، وحاضراً بداية بشائر العالم الجديد الإشتراكي العلمي بحكم الضرورة الموضوعية وبحتميتها.
الشكل السياسي الحاضر الرافع للمصاحف فوق أسنة الـG3 ورماح الطائرات يمكنه لو خلصت النية ان يفهم إرتباط التكون التاريخي لربا المال بالتكون التاريخي لربا العمل، وعلاقة الإثنين معاً (ربا المال وربا العمل) بالتكون التاريخي لربا المركز من الأقاليم وبكل المظالم والظلمات التي يكرسها بالتفاوت الطبقي الظالم والفساد اللازم لتوزيع غنائمه وتطلبه القمع لحماية المتربحين به.
يا أبابكر: لا تحزن، فإن الله معنا إن الله معنا على الطغاة الظالمين الطبقات المنتجة والظالمين الأقاليم المستغلة والمهمشة، والظالمين البلاد بجعلها أقطاعات لكياناتهم التجاريةالسياسية.
ونصر من الله وفتح قريب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشريعة، الدين و الصــراع الطبقي (Re: aydaroos)
|
الإحترام والسلام
لإثراء هذا الطرح القيم:
ثلاثة تنظيرات في ديالكتيك الصراع الطبقي وعلاقات الدين والثورة
1- إرتباط نشوء إصطلاح ومعالم "الدين" بأطوار فهم الناس لأشكال وتجسدات عناصر وعلاقات الكون والطبيعة والإنسان، بكل ما ذلك الفهم من جمع وتفريد (للنقاط والعناصر والعلاقات والإتجاهات) ومن رمز وتجسيد.
2- إصطلاح "الشريعة الإسلامية" هو الجسد الحاضر من التراكمات التاريخية لأحداث وإصطلاحات ذات تناقضات تاريخية قومية وطبقية وفلسفية ولتفاقم تناقضها في الممارسة الإجتماعيةالمرتبطة باختلاف الناس جماعات وأفراد وفرق في فهم إصطلاح الشريعة وتعاملهم المتنوع بمقتضياته المتنوعة. رصدهاهذه النقاط والتناقضات في سجل بسيط أساس ضروري لإقامة فهم علمي متكامل لطبيعة هذا الإصطلاح وتشكلاته.
3- تنوع إصطلاح وممارسة "الصراع الطبقي" في أشكال الطبيعة الإجتماعية، يعزز إمكان تنمية الدراسات الإشتراكية العلمية لمكونات وأحداث التاريخ المسمى بإسم "التاريخ الإسلامي"، وبالتالي إمكان القيام بفرزين موضوعيين: 1- فرز العناصر والمواقف الطبيعية والإجتماعية القومية والطبقيةالمبلورة إصطلاح الشريعة الإسلامية. و2- فرز إتجاهات حركة مجتمعات المسلمين سواءاً كانت أ- إتجاهات تقدم من ظلمات الإستغلال والقسمة الضيزى للموارد والجهود والعائدات وحالات الطغيان المحلي والإقليمي والدولي أو كانت ب- ثبوط ورجعية هذه المجتمعات إلى ظلمات تملك بعض أفراد موارد حياة كل المجتمع وتكريسهم الإستغلال والقمع ضد القوى الإجتماعيةالمنتجة ضرورات حياة الناس وتقدمهم .
ثلاثة إيقاعات: سجل المعارك القومية والطبقية في الشرق الأوسط سجل قديم حافل حيث تبلورت بصراعات الجنوب والشمال وصراعات الكُهان والأعراف، وصراعات الأحناف وأهل الاديان، ثم صراعات المستضعفين الأحناف وأثرياء مكة، ثم تجمع هذه الصراعات داخل مجتمعات الإسلام، وإنفجارها في إنتفاضة الأقاليم ضد المركز (عهد الخليفةعثمان) ثم صراع مجتمعات المسلمين ضد الإمبريالية الرومانية والفارسية، ثم تحول كينونة الإسلام نفسها من ثورة إلى دولة إمبراطورية ذات مستعمرات ممتدة من تخوم الصين إلى أسبانيا وصقلية والبلقان، وبلغاريا والمجر وضواحي فيينا، ثم صراعات داخل الدولة، ثم صراعات بقاياها مع الأمبريالية العالمية المازومة، وحاضراً بداية بشائر العالم الجديد الإشتراكي العلمي بحكم الضرورة الموضوعية وبحتميتها.
الشكل السياسي الحاضر الرافع للمصاحف فوق أسنة الـG3 ورماح الطائرات يمكنه لو خلصت النية ان يفهم إرتباط التكون التاريخي لربا المال بالتكون التاريخي لربا العمل، وعلاقة الإثنين معاً (ربا المال وربا العمل) بالتكون التاريخي لربا المركز من الأقاليم وبكل المظالم والظلمات التي يكرسها بالتفاوت الطبقي الظالم والفساد اللازم لتوزيع غنائمه وتطلبه القمع لحماية المتربحين به.
يا أبابكر: لا تحزن، فإن الله معنا إن الله معنا على الطغاة الظالمين الطبقات المنتجة والظالمين الأقاليم المستغلة والمهمشة، والظالمين البلاد بجعلها أقطاعات لكياناتهم التجاريةالسياسية.
ونصر من الله وفتح قريب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشريعة، الدين و الصــراع الطبقي (Re: Balla Musa)
|
المرشحان وجها عملة ربوية واحدة مزورة وفاسدة هي ديكتاتورية السوق:
لا فرق بين كل من الطيار الدكتور الفريق أستاذ الإستراتيجية أحمد شفيق، والدكتور المهندس محمد مرسي أستاذ هندسة أغلفة المعادن، فالمرشح الأول بتعليمه الفرنسي، والمرشح الثاني بتعليمه الامريكي لا إعتراض لهما بأي شكل على "ديكتاتورية السوق"، وهي الديكتاتورية الناشئة بتملك بعض الأفراد موارد حياة ووسائل معيشة المجتمع:( المياه والكهرباء والطاقة والتموين والمساكن، والتعليم والعلاج والإتصال، الصحافة، المواني، البنوك الأرض المصانع، مراكز الدراسات إلخ)
كما هو معروف فإن تملك أقلية افراد لموارد وجهود وخيرات كل المجتمع سبب رئيس للتفاوت الطبقي والإجتماعي والثقافي، وللفساد والقمع، وما ينتج عنهم. وبموقفهما السلبي ضد إشتراك الناس في موارد وجهود وخيرات المجتمع فإن المرشحان لمنصب رئيس جمهورية مصر يقفان مع الأقلية المتملكة ضد أغلبية الشعب المصري التي تحتاج إلى بناء نظام جديد أقسط وأعدل لتوزيع الموارد في المجتمع.
ولكم التقدير
ديكتاتورية السوق واحدة سواء تغطت بكلمات إسلامية أو بكلمات علمانية، سواء جاءت في شكل حزبي عسكري او في شكل حزبي مدني
ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشريعة، الدين و الصــراع الطبقي (Re: aydaroos)
|
راي امريكي يتناغم مع را ي الاخ المنصور
Quote: الرئيسية من نحن للاتصال بنا PDFحمل الاهالي تحليل يساري أمريكي لصراعات مصر من الزاوية الاقتصادية.. مصر بين خيارين ADMIN 1 الأحد 01 يوليو 2012 0
ســمير كـــــرم
تمر مصر منذ بداية ثورة 25 يناير 2011 بحالة صراع بين القوي السياسية المتباينة. ومنذ ان احتدم الصراع بين القوي الساعية للسلطة فإن التحليلات او التفسيرات لهذا الوضع الصراعي لم تغادر المقارنة بين مواقف قوي الدولة الدينية، كما يمثلها تنظيم الإخوان المسلمين وحزبه السياسي – من ناحية – ومواقف قوي الدولة القديمة كما يمثلها فلول الحزب الوطني الذي نزعت منه السلطة بتخلي حسني مبارك.
عندما اوصلتنا تطورات الصراع الي نقطة التنافس علي منصب رئيس الجمهورية نظرنا الي الامر باعتبار انه صراع بين محمد مرسي مرشح الاخوان المسلمين والسلطة التي يريدون الاستحواذ عليها، واحمد شفيق مرشح النظام القديم او فلوله. وخلال هذا كله كان الامر الوحيد الواضح هو اننا بصدد صراع علي السلطة بين تنظيم وضعت قياداته وقواعده في السجون منذ وقت طويل يمتد الي عشرات السنين منذ ان حل للمرة الاولي في عام 1948 ولم يذق طعم السلطة بالمعني الحقيقي للكلمة، وبقايا التنظيم القديم الذي ازاحته ثورة 25 يناير من الحكم ويبذل جهده من اجل العودة الي السلطة التي احتكرها لثلاثين عاما متصلة ولم يعد يطيق الابتعاد عنها.
رؤية من الخارج
ربما تكون احداث هذا الصراع وتحولاته والمخاوف التي اثارتها في جماهيرنا وفي نخبنا هي المسئولة عن غياب التحليل العلمي لهذا الصراع ورؤيته بعمق كاف من جانب المحللين المصريين او حتي العرب. فقد استبدت آليات الصراع بالوضع وحالت المخاوف دون التعمق في الموقف. وبالتالي غابت عنا معرفة حقيقة بسيطة للغاية هي ان رؤية اوضاعنا من الخارج يمكن ان تضع ايدينا علي حقائق فاتنا ان ندركها ونحن في داخل هذا الصراع وفي القلب منه. فاتنا ان باستطاعة المحللين من خارج مصر – اذا توفر لديهم المنهج العلمي لمثل هذا التحليل – ان يقدموا تفسيرا اكثر وعيا لاحداث الصراع المصري الذي جعل مصر تتفرد باحداث لم تمر بها اي من البلدان التي سبقتنا في المنطقة الي مايسمي بالربيع العربي.
هذه مقدمة احاول من خلالها ان اقدم تبريرا لقيامي بوضع تحليل يساري توصل اليه مفكر امريكي من اليسار للصراع الدائر في مصر. فلقد وجدت هذا التحليل محتويا علي نظرة عميقة من بعيد لم نستطع من داخل مصر ان نجد الفرصة سانحة لنلقيها علي مجريات الاحداث. كتب هذا التحليل الاميركي اليساري شين ماكماهون ونشره علي موقع “انفورميشن كليرنج هاوس” علي شبكة الانترنت في 20 يونيو الحالي، اي في خضم انشغالنا في مصر باحداث الصراع وعندما كانت المخاوف في اقصي حدتها خوفا علي البلاد من نتائج اعلان نتيجة انتخابات الرئاسة، وما قد يؤدي اليه هذا الاعلان من صدامات يمكن ان تتجاوز حدود ميدان التحرير. وليس خافيا ان المخاوف المصرية علي مصر وصلت الي نقطة تسمية الاحتمالات بالحرب الاهلية. كانت مخاوف تصل الي حد ذروة الخطر.
فما الذي توصلت اليه رؤية اليساري الامريكي من الخارج لهذا الصراع؟
يبدأ ماكماهون تحليله بقوله: “تبقي معركة الجمل السيئة السمعة هي الشفرة التي لابد منها لتفسير الحرب المستمرة من اجل السيطرة علي السياسة المصرية. في يوم 2 فبراير 2011 كانت الطبقة الراسمالية الاحتكارية في مصر قد هاجمت الطبقة الراسمالية المحلية في ميدان التحرير بواسطة بلطجية مستأجرين يمتطون الجمال والخيول. بينما كان العسكريون المصريون – الذين ضمنوا حصد الفوائد المتتالية بغض النظر عمن يكون المنتصر – قد انتظروا النتيجة بالمعني الحرفي تماما في وسط المعركة، بينما كان العمال والفلاحون في مصر هم الي حد كبير وقودا ولهذا تكبدوا خسائر اكبر واكبر”.
ويضيف ماكماهون “ان الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية – وهي صراع اللحظة – كانت لها الديناميكية ذاتها. الطبقة الرأسمالية الاحتكارية في مصر، يمثلها احمد شفيق تتحارب مع الطبقة الرأسمالية المحلية ويمثلها محمد مرسي “الاستبن” . والعسكريون يتوسطون في المعركة مدافعين عن مصالحهم المادية الحقيقية الخاصة بهم. اما مصالح العمال والفلاحين فكانت تداس بالاقدام. وبالاضافة الي هذا فان هذه الحرب الطبقية المميتة تخلق سياسة تتطلب من كل المصريين ان يشاركوا في مشروع الليبرالية الجديدة العالمية. والفرق الوحيد الذي يمكن ملاحظته بين الطبقتين الرأسماليتين يتعلق بالوسائل المستخدمة لتحقيق هذا الاشتراك. شفيق والطبقة الرأسمالية الاحتكارية مستعدان لاستخدام العنف لتحقيق السياسة الليبرالية الجديدة، بينما مرسي والطبقة الرأسمالية المحلية يستخدمون الايديولوجيا وبالتحديد الدين”.
ويمضي تحليل اليساري الامريكي ليقول “إن النظام قد خدم مصالح الطبقة الاحتكارية الرأسمالية في مصر – بالتضافر مع اولئك العسكريين – واما الطبقة الاحتكارية، وفيها اعضاء مثل احمد عز ورشيد محمد رشيد، فكانت ترتبط ارتباطا وثيقا مع وريث الرئاسة المتوقع جمال مبارك. وبينما سجن عدد من اعضاء ممثلي هذه الطبقة او عمدوا الي الفرار من البلد في غفلة منها فان لطبقة ومصالحها ظلت راسخة. وشفيق هو الحليف والممثل لهذه الطبقة ومصالحها. وهذا هو السبب في انه كان رئيسا للوزراء في الايام المنذرة بالسوء من حكم مبارك، وطبقا لاتهامات اثيرت في المحاكم المصرية فانه ساعد علي تدبير معركة الجمل. وشفيق لم يشح بوجهه بعيدا عن علاقته بهذه الطبقة ومصالحها او عن ممثليها السابقين اثناء عملية الانتخابات الرئاسية. وقد وصف شفيق حكام مصر السلطويين السابقين بانهم “نماذج يحتذي بها” ونقل عنه قوله ان من المؤسف ان الثورة قد نجحت. وقد قدّم شفيق علي انه مرشح الراغبين في الامن، وجريا وراء هذا الوصف فانه وصل الي حد رفض انتقاد المجلس الاعلي للقوات المسلحة.
“وفي تضامن رمزي تام مع مصالح طبقته الاحتكارية ومع التيار المحافظ والليبرالية الجديدة فان شفيق، في اجتماع مع غرفة التجارة الامريكية في القاهرة اشار الي انه سيستخدم الاعدامات والقوة السافرة لاستعادة الامن خلال شهر واحد. ومن الواضح انه بالنسبة لشفيق والمصالح التي يمثلها فان مصر والمصريين ستكون قد تم تحويلها الي ليبرالية جديدة. واذا كان هذا الامر سيتطلب استخدام العنف فليكن”.
وعندما يتناول التحليل قناعات مرسي والاخوان المسلمين فانه يصفه بانه “يمثل مصالح الطبقة الرأسمالية المحلية المنافسة في مصر ودائرة النفوذ لهذه المجموعة هي في الاساس فقراء المدن – اي العمال – ولكن اعضاؤها هم الطبقة الرأسمالية الوطنية والبورجوازية الصغيرة”. ويضيف عن مرسي انه مثله مثل شفيق والمصالح التي يمثلها ليبرالي جديد والمصالح مثله. ويصف برنامج النهضة الاخواني بانه “برنامج مشروع السوق الحرة بامتياز … ان جدول الاعمال الاقتصادي لجماعة الاخوان يحتوي علي الخصخصة والاستثمار الاجنبي بينما ينفر من النقابات العمالية ومن اعادة توزيع الثروة”.
ويقول ماكماهون عن شفيق ومرسي معا انهما “امضيا فترة الحملة الانتخابية الرئيسية في تصور مصالح الطبقة الرأسمالية المصرية. والاخوان اعلنوا بعد المرحلة الاولي من انتخابات الرئاسة ان الامة في خطر والثورة في خطر ونحتاج الي بلد ديمقراطي …”. ويتبني الاخوان المسلمون سياسة تري انه يتعين علي المصريين ان يدعموا الجماعة لكي يثبتوا انهم ثوريون وانهم ديمقراطيون. وهم – حسب هذا التحليل – “يستبعدون من السياسة المصرية كل اولئك الذين هم غير مستعدين للمشاركة في مشروع الاخوان الليبرالي الجديد”.
ويضيف انه بينما كان شفيق صريحا في اظهار استعداده لاستخدام القمع لفرض الالتزام لبنيته الطبقية لمصر فان مرسي والاخوان كانوا صريحين بالمثل في التعبير عن استخدامهم الايديولوجيا لتحقيق الغاية ذاتها.
يجدر بالذكر في الختام ان ماكماهون يضع عنوانا لتحليله “خيار افقار مصر” (…). |
| |
|
|
|
|
|
|