|
Re: مـرور نفط الجنوب عبر الشمال سيساعد على ضرب وتدمير الخرطوم (Re: ASHRAF MUSTAFA)
|
منذ أن وعد سلفاكير متمردي دارفور بالوقوف بجانبهم ودعمهم وعدم التخلي عنهم وذلك أثناء مراسم إتمام إنفصال الجنوب كان واضحآ أن حكومة الجنوب (تبيت) سوء النية لأسباب متعلقة بدفع فواتير مؤجلة لجهات أجنبية كانت قد ساهمت في إنفصال الجنوب, وبالفعل نفذ سلفاكير وعوده ودعم المتمردين بل ذهب أبعد من ذلك في (خطوة مفاجئة) بإحتلاله لمنطقة هجليج الشمالية. الآن وبعد إنجلاء الموقف, كنا قد ذكرنا سابقآ بأن الجنوب لم ينسحب من هجليج بل وإنهزم شر هزيمة, ولذلك سعت حكومة الجنوب بذهابها إلى (يوغندا) لمساعدتها في تقوية ترسانتها العسكرية من طائرات حربية وأسلحة, وقد صرح الجنوب علنآ بعد ذلك بأنه سيعاود إحتلال هجليج مرة أخرى. في سياقة سريعة ومختصرة أود أن أقول بعد إنقشاع الرؤية وإستبيان حجم الدمار والخراب الذي ألحقهما الجنوب بمنشئات النفط (وذلك ليقينهم التام بأن هجليج تابعة للشمال ولن ينالوها) قاموا بإحراق المنشئات النفطية والتي رأيناها صورة وسمعنا التسجيل الخاص بالأوامر لحرقها. أقول بكل صراحة بأن هذه الدولة الوليدة التي خزلت شعبها وبادرت بالعدوان على الشمال عوضآ عن بناء دولتها, إن كانت تفعل كل ذلك في ظل الحالة الإقتصادية المتردية التي تعصف ببلادها فماذا ستفعل إن صدر الجنوب النفط عبر الشمال وأصبح دولة غنية ذات مقدرة عسكرية هائلة؟ سيما أن الجنوب قد أصبح منذ الوهلة الأولى (الحديقة الخلفية) للأعداء الذين يتربصون بالوطن, فكما أرى شجرآ يسير أرى بوضوح سنوات عجاف قاحلة وفتاكة تتبرص بأهل السودان ليس من الناحية الإقتصادية فحسب, بل من الناحية الأهم ألا وهي الأمنية, وفي رأيي أن عبور النفط عبر الشمال سيكون القشة التي قصمت ظهر البعير, وسيكون له إنعكاساته السالبة الممتدة ليس فقط بضرب الخرطوم وتدمير منشئاتها بل بقتل أبنائها وجعل العاصمة حالها كحال غـزة وما جاورها, وستمتد هذه الفوضى لتشمل كافة الولايات والمدن السودانية, وخير دليل على ذلك الدمار المهول الذي ألحقوه بتلك المنشئات وهو إن دل إنما يدل على حقد دفين وخطر داهم يهدد أمن وسلامة المجتمع, أما إذا لم توافق الحكومة السودانية على مرور النفط عبر الشمال فلن يسع حكومة الجنوب إلا إنتظار سنوات وسنوات حالما تتمكن من إيجاد وسيلة أو منافذ أخرى لتمرير النفط, بيد أنها لن تستمر طويلآ تحت سخط وغضب شعبها, وبتغييرها تأتي حكومة أخرى أكثر مرونة للتعامل مع الشمال والعيش بجواره في سلام. فشعب الشمال لا يطيق حربآ وما خروج الملايين العفوية إبتهاجآ لتحرير هجليج ما هو إلا دليلآ دامغآ لرفضهم الحرب ورفضهم لإحتلال أي جزء من بلادهم, كما أن شعب الشمال ليس لديه بغض أو عداوة مع شعب الجنوب, فقط عداوته تكمن مع هذه الحكومة المتعصبة التي أخطأ الشمال خطأ تاريخيآ بتسليمها زمام الإمور لحكم الجنوب, إعتقادآ منه بأن هذه النخبة من المثقفين الجنوبيين نخبة (إستثنائية) تستطيع مع الدعم الآتي من الشمال بالنهوض بدولتهم الوليدة, ولكن ياله من خطأ فادح غير قابل للإصلاح, وقد يكون الإنطلاقة لإبادة شعب السودان...ألا قد بلغت,, اللهم فأشهد.
| |
|
|
|
|