بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 06:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-21-2012, 03:35 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة

    هذا نص سردي طويل نسبيا،
    سأقوم بنشره منجَّما،
    و لن يتَّضح العنوان الرئيس إلا في الملحق التفسيري.
                  

04-21-2012, 03:49 PM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    سلام أستاذنا الخواض

    يا الخواض شكلو كدا النص دا من عنوانو
    ح يجيب ليك المشاكل، فهو أصعب كثيراً من الهُنيهنات

    بصراحة العنوان مُبهم بالنسبة لي، بالإضافة أرى
    أن اللغة غير جزلة، دي وجهة نظري.

    مع تحياتي وتقديري
                  

04-21-2012, 06:38 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: النذير حجازي)

    عزيزي النذير
    سلامات

    سبق لي أن قلت انني لست كاتبا جماهيريا.
    و لا أكتب حسب الذائقة السائدة و الطلب و ما "يطلبه المستمعون".

    كتابتي المتواضعة تتوجه نحو قرّائها المحتملين و الضمنيين"،
    حتى و إنْ كانوا أقلية.
    ليست لدي أي تطلعات و لو ضئيلة لأن اكون كاتبا مشهورا محبوبا.

    العبد الفقير لله تعالى كاتب صغير ،
    ذو جمهور صغير،
    يحاول نصوصا صغيرة ،
    بقدر موهبته الضئيلة،
    و لا يحمد على مكروه سواه.

    الهنيهات فهمها البعض مثل الباقر عثمان الذي قال انها:

    Quote: كلام جديد شكلا و مضمونا.

    الراوائي طه جعفر قال انها تحوي "عملا لغويا هائلا".

    الشاعر موسى مروح قال عنها:
    Quote: - قصيدة الهنيهات أعجبتي فيها كثافتها وغنائيتها وحسِّيتها. لكنها بدت لي إيحائية/جنسية أكثر من اللازم (أو لازمي أنا على الأقل). لو كنت مكانك لاستخدمت أسطورة ألوت لإبراز زعامتها الروحية وقوتها كإمرأة.


    و أكثر من ذلك قال انها موزونة موسيقيا،
    في حين بنى الذين لم يفهموها هجومهم الخائب على انعدام الموسيقى،
    و ذلك نتيجة لتعطل حواس تذوقهم لموسيقى الشعر العربي .

    فات على الذين "استغلقت" عليهم "الهنيهات" أن يطرحوا على أنفسهم السؤالين التاليين البسيطين:

    الأول:
    لماذا لم "يفهموا" الهنيهات، في حين فهمهما البعض؟
    لماذا لم يحسوا و يشعروا بموسيقاها،في حين شعر بها البعض و أحسها ،بل و أثنى عليها؟

    لماذا مثلا لا تكون المشكلة فيهم،
    و في علاقتهم االواهية المتهالكة بالنصوص الشعرية التجريبية الطليعية،
    و في تكوينهم الثقافي و النقدي الهش،
    و خلفياتهم المعرفية المتواضعة؟
    النصوص التجريبية الطليعية،لا يتذوقها ألا قارئ طليعي.

    هذا النزوع الأطلاقي لمركزة الذات المتضخمة،
    هو واحد من أوهام البرجوازية الصغيرة السودانية.

    الثاني:
    لماذا ينصِّبون أنفسهم "معيارا" لجودة النصوص؟
    من أين لهم هذا الحس الاطلاقي بأن ذائقتهم فقط،
    وحدها لا شريك لها،
    هي "المقياس" الوحيد الأوحد الصمد المطلق المتعالي؟

    و أهم من ذلك:
    ما سر الاهتمام المفاجئ بشاعر متوسط في نظر البعض مثل عادل عبدالعاطي و محمد عثمان ابراهيم؟

    طاقة التنكيت و الغمز و اللمز و السخرية و التعريض و الترويح عن النفس بلوك سيرة النصوص،
    و التسلية و تزجية أوقات الفراغ في الإضحاك،
    و الإمتاع و المؤانسة،
    و إقامة محارق الشواء الآدمي،
    أولى بها كبار الكتّاب.

    لا تنشغلوا بصغار الكتّاب.

    و يا صديقنا النذير:
    كيف لك أن تحكم على كلمة محايدة مثل "خصيتين" خارج سياق ورودها؟
    لوك الصبر.

    كنْ بخير و عافية.
                  

04-21-2012, 08:33 PM

Elawad Eltayeb
<aElawad Eltayeb
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 5319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    لا بد من لغة عاهرة تستوعب عينيك (أيها الوطن)








    لي مداخلة أولى في بوستك الأول أرجو أن تكون قد قرأتها
    يا حبيب
                  

04-21-2012, 11:12 PM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: Elawad Eltayeb)

    الصديق العزيز وأستاذنا أسامة الخواض
    شكراً على الرد الشافي والكافي

    ملاحظة يا أسامة، على الرغم من أنك تقول
    بأنك كاتب غير جماهيري، إلا أن هذا البوست
    حديثاً فقد كتبته قبل سويعات، ولكنه جذب
    إنتباه القراء، فالآن في وقت وجيز جداً
    عدد القراء يقارب الـ 500 قارىء
    أظن السبب هو كلمة "الخصيتين" الموجودة
    في العنوان.

    وفي إنتظار تتمة النص والشرح وإلى ذلك الحين
    لدي سؤال حول صدر العنوان:
    Quote: بنك بجنب الخصيتين

    أولاً لماذا يا أسامة استخدمت كلمة بنك الإنكليزية
    بدلاً عن كلمة "مصرف" العربية؟!
    ثانياً كلمة "بجنب" هل تقصد بها بجانب؟ الفصحى
    ولماذا استخدمت كلمة عامية أم أنك تقصد
    اسم البنك هو "بجنب الخصيتين؟ والله أعلم.

    تقبل تحياتي وتقديري
                  

04-22-2012, 06:55 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: النذير حجازي)

    سلام فور اول

    آسف لتأخري في التعقيب و البدء في بسط النص السردي لان "النت دوان" عندنا.
    و حتى هذه المداخلة "غلّبتني" حتى أقوم بإرسالها.

    الاستاذ العوض الطيب
    لعلك طيب

    يبدو انني في حمى تلك المعمعمة المعرفية الخاسرة،لم أنتبه لمداخلتك التالية و التي كانت ستغنيني عن كثير من الدفوعات التي ذهبت أدراج الرياح.

    تقول مداخلتك أو بالأحرى اقتباسك الجوهري:
    Quote: يقول د. عادل مصطفى فى كتابه (فهم الفهم ـ مدخل إلى الهرمنيوطيقا ـ نظرية التأويل من افلاطون إلى جادامر)، يقول...
    (لكي "يفهم" المرءُ ينبغي أن "يفهم سلفاً، أن يكون له موقف، استباق، سياقية. هذا هو ما يعرف بدائرة الهرمنيوطيقا: فالمرء لا يسعه أن يعرف إلا ما هو مؤهل لمعرفته.


    الاقتباس يتعلق بالهرمونيطيقا أو التأويل.
    و هي ما يمكن أن تجيب معرفيا عن سؤال يؤرقنا دائما:
    لماذا لم "نفهم" النص "ص"،مع اننا سبق أن فهمنا النص "س"؟

    "فهم" حكايات الألغاز و أجاثا كريستي لا يؤهِّل قارئا ما لقراءة نصوص معقَّدة مثل "الارض اليباب" لاليوت،و "العودة إلى سنار" لمحمد عبد الحي.

    القرّاء أنواع شتى و لا حصر لها .
    هنالك من يستطيع "تأويل النص"،و هنالك من لا يستطيع ذلك لخلل في كسبه كقارئ،
    بل هنالك من يسيئ القراءة.

    و لذلك انطلاقا من اقتباسك سابق الذكر،
    من لا "يفهم" نصا ما،يجب ألا يلقي اللوم على النص بشكل عام،
    اللهم إلا إذا كانت ذاته متضخمة و ترى انها مركز كل معرفة و معيارها،بشكل مطلق لا "يخرّ الميه".

    عليه أن يراجع كسبه كقارئ،أو يراجع قارئا آخر له كسب أعلى منه و أرقى،
    مثل النقّاد الذين يضيئون الطريق الى القارئ "المستغلق عليه"،
    كي يعيد القراءة مرة أخرى ،بل و مرات معترفا بأنه هو "المقصِّر"،لا النص.

    أما "النقد" -مشِّيها كدة-،
    الذي يقوم على خلفية اعتراف صاحبه نفسه،
    بأنه جاهل بالنقد و أسسه،
    فليس له من هدف،
    سوى إهدار "الباندويث".

    صديقنا النذير
    يا سيدي لم هذه القراءة الفطِّسطرية؟
    لقد وضَّحت في مفتتح البوست أن العنوان الرئيس أي "بنك بجنب الخصيتين"،
    لن يتضح إلا في "الملحق التفسيري".

    أرجو أن أعود لبسط النص منجَّما،
    متى ما تحسنت أحوال "النت"،و سمحت الظروف و الوقت.

    كونوا بخير.

    (عدل بواسطة osama elkhawad on 04-22-2012, 07:05 AM)

                  

04-22-2012, 07:11 AM

عبّاس الوسيلة عبّاس
<aعبّاس الوسيلة عبّاس
تاريخ التسجيل: 08-23-2005
مجموع المشاركات: 930

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: النذير حجازي)

    حجازي
    كل الود
    شيل الصبر, النص عميق والأستاذالخواض يبرهن فيه أنه كاميرا خفية 10 ديجتل. وما أعظم السرد عندما تكون شخوصه صورناوهي تتحرك لتعكس حوارنا مع ذاتنا.
    أسامة ما تعذب البوست كب الحنك وياحجاز استمتع.

    (عدل بواسطة عبّاس الوسيلة عبّاس on 04-22-2012, 07:22 AM)

                  

04-22-2012, 04:17 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: عبّاس الوسيلة عبّاس)

    الصديق عباس
    سلامات

    يا خي "العذاب" يأتي من أهدار "الباندويث" من قِبل متناقدين يعترفون صراحة و بلا مواربة، أنهم يدرون أنهم لا يدرون،و لكن يستندون على حجة واهية هي "أن من حقهم النقد".
    ياخي انت قاعد ساكت في السهلا،و لا تملك شروي نقير من عدة النقد،فمن أين لك هذا الاجتراء على "النقد"-مشيها كدة!

    من أين أتى هؤلاء "المتناقدون"؟
    من "الوهم البرجوازي الصغير" بانهم يعرفون كل شيئ،لمجرد امتيازهم الطبقي في مجتمع تنتشر فيها امية القراءة و الكتابة،و الأمية الثقافية.

    رحم الله من مدّ كرعيه على قدر لحافه "النقدي"،
    و لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.


    شكرا عباس لتوضيحك،لانك استمعت إلى تلك الجزئية الخاصة ب"بنك بجنب الخصيتين" في القراءات السردية التي أقامتها الجمعية السودانية الامريكية بمونتري.

    سأعود خلال هذا اليوم،
    كان الله هوّن.
                  

04-22-2012, 06:07 PM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    أرفعه لك يا اسامة
    لأني عارف الخور دا لما يصب فيه خريف الحقد بيبقى كيف!
    يكسح يمسح وباقي سمات العنف الدافق.
    وحمى الميجابايتات
    أنا برضو وحلان هنا:
    نصان قصصيان


    دي فزعة عديل لكن تاني توبة
                  

04-22-2012, 06:27 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: mustafa mudathir)

    و الله يا درش انت و القارئات الكريمات،
    و القرّاء الكرام،
    ما طالبنّي حليفة،
    لقد توافق ضغطي على زر "اضف رد " في بوستك عن النصين القصصين البديعين،
    مغ ضغك لنفس الزر في هذا البوست،

    يبدو أن "قلوب الكتّاب شواهد".
                  

04-22-2012, 08:33 PM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    شواهد وعلى بعضيها
    شكراًً للإنتشال الأنيق و......نقراك!
                  

04-22-2012, 09:49 PM

عبداللطيف حسن علي
<aعبداللطيف حسن علي
تاريخ التسجيل: 04-21-2008
مجموع المشاركات: 5454

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: mustafa mudathir)

    الاديب والناقد اسامة الخواض

    تقبل تحيات هاشم الاسد صديق الاستاذ العصامي

    سامي سالم واصدقائه المرحوم صلاح سوركتي (سقراط)

    كنا صغارا نوعا ما ونحن نحضر نقاشاتكم النهارية

    في اجواء صاخبة من التمرد في اجواء الدمقراطية الثالثة

    واحيانا اخري في اتحاد الكتاب في حضور محمود درويش

    ولكن اكثرها صخبا كانت في منزل الاستاذ الراحل سامي


    الاخ هاشم الاسد يسال عنك كثيرا وكلمته عن هذا البوست

    ................

    فهل تذكر شيئا عن تلك الايام ؟!
                  

04-22-2012, 10:16 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: عبداللطيف حسن علي)

    عزيزي درش

    شكرا على انك واحد من الذين أجد فيهم ضالتي في "سوق ام دفسو" كما اسمى الاستاذ كبر "المنبر العام".

    قصصك البديعة و ترجماتك مما سيبقى في ذاكرتنا عندما نجتر "تلك الأيام"،
    و "تلك الأنجم الزرقاء"،
    في زمن الشيخوخة التي تطرق الباب بعنف و إلحاح.

    الاستاذ عبد اللطيف
    سلامات

    نعم أذكر تلك الأيام الصاخبة كما تفضلت بنحت وصف مناسب لها.
    الاستاذ سامي سالم و أسرته و أصدقاؤه الكثر في ثنايا الروح و الذاكرة السنية.

    من أجمل ما قرأت عن الراحل المقيم "سامي سالم" مقالة الصديق دكتور أحمد الصادق في كتابه الهام:
    كشف أحوال الكتابة
    و عنونها ب:
    "من قراءة العدادات إلى قراءة النص".
    و أجرى فيها مشابهة عميقة بين "سامي سالم" و الناقد الفرنسي الاشهر :"رولان بارت".

    سلامي الحار لود الأسد و كل الاصدقاء المشتركين.
                  

04-23-2012, 01:11 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة

    "يا للأسف!ماذا يفيد هذا الرواح والمجيئ,وماذا ينفع هذا التعب؟وهذه المغامرة،عند أقوام غريبة،ما ذا تنفع هذه اللغات التي تغصُّ الذاكرة بها,وهذه الهموم التي لا تعرف أسمالاً،إذا لن يكون بمقدوري،ذات يوم،بعد عدة سنوات،أنْ أستريح في مكان يعجبني ولو قليلاً،وأنْ أجد عائلة،وأنْ يكون لي طفل على الأقل،أقضي بقية حياته في تربيته حسب أفكاري،وفي تربيته وتسليحه بالمعرفة الكاملة التي يعرفها عصره،و أنْ أراه يصير مهندساً مشهوراً، ورجلاً نافذاً وغنياً بواسطة العلم؟ولكن من يعرف عدد الأيام التي سأقضيها في الجبال هذه؟يمكنني أنْ أختفي وسط هذه الأقوام دون أن يبلغ خبري".
    من رسالة لرامبو إلى أهله،كتبها في هرر في اثيوبيا بتأريخ السادس من مايو 1883 م.
    ********
    لم يدرْ بخلد "سعيد الطيب" ، أنَّه سيستحضر في لحظةٍ من لحظات حياته المهرولة بين القرى والبلاد النائية،وباختصار "الجحور العربية النائية"،كلَّ تفاصيل سنوات حياته الأربعين.ها هي اللحظة قد دنتْ،وهو مسجَّى الآن بمفرق(س) الذي تتفرَّع منه طرق وشعابٌ كثيرةٌ تؤدِّي إلى هذيانٍ طويلٍ طويلٍ طويلٍ. ها هو الآن مغطَّى بشوال سكّر قديم،وحوله كتبه التي تناثرتْ في تضاريس المفرق الذي اكتظَّ بأشخاصٍ يلقون عليه نظرة إشفاقٍ بعد أنْ دهسته سيارةٌ مسرعةٌ،نثرتْ خلايا مخّه على الشارع راسمةًً لوحة سريالية.
    ...وهكذا تلوَّنت المفارق أمام روحه،وهي تسرع الخطو على رصيف شهيقه الأخير.وبالفعل كان "سعيد الطيب" سعيداً و هو يتأرجح في برزخٍ ما بين الحياة والموت. كان مولعاً بالسرد.لكنْ بعد فشله في أنْ يصبح قاصَّاً أو روائياً غير مشهورٍ،كان يتمنَّى أنْ يمتهن عملا يوفِّر له فيوضاً من السرد،والاستماع إلى سرد الآخرين والردِّ عليهم،كأنْ يكون محلِّلاً نفسيَّاً أو أختصاصياً اجتماعياً.وقد صرف النظر عن ذلك لأنَّه لا يستطيع أنْ يوفِّر قوته الضروري من الاستماع إلى والردِّ على تداعيات البشر.
    و ها هي الفرصة أخيراًً قد واتته ليحقِّق أمنيته في ذلك البرزخ الضيِّق الذي يأمل أنْ يملأ به ما فاض من مفارقه الفكِهة.
                  

04-23-2012, 04:18 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    *مفرق الهرولة العربية:
    كغيري من زملائي الذين أكملوا دراساتهم الجامعية،تلبَّستني رغبة الهرولة بين المفارق العربية بحثاًً عن المال.لم أجد هنالك ما أفعله سوى أنْ أعمل مدرِّساًً،وهي -أي مهنة التدريس-مهنة ،لم أكنْ أتصوّر أنْ أرتبط بها بهذا الدفء الدخيل الذي أحسّه،وأنا أنتقل من من مكان إلى آخر حاملاً طبشوري وأوتار صوتي بين أقوامٍٍ لا يدرون لماذا يتعلَّمون,وكيف يتعلَّمون،ولذلك كنت مجبراً على تدريس موادٍ لا أفهم عنها ما يميّزني عن تلاميذي،لكنَّني كنتُ مجبراً على الانصياع إلى القاعدة العربية الجُحْريَّة الذهبيَّة التي تقول أنَّ المدرس الناجح جدَّاً هو من يستطيع أنْ يتواءم حسب النقْص الموجود في المدرِّسين.بسرعةٍ اكتشفتُ أنَّهم يريدون فصولاً مليئةً بمعلمين و طلاب،والمهم في كل ذلك سدُّ النقص لا غير.فَهُمْ يعرفون أنَّ النتائج مضمونةٌ بحسب ما يقول به أصحاب الشأن.لم يكنْ بإمكاني التهرُّب من ذلك،ففي ذلك خيانة وطنية –حسب ظنِّي البائس ذات مساءٍ غير ممطرٍ-فكل المسؤولين العرب في تلك الجحور العربية-كانوا يسردون لي قائمة طويلة بأسماء المدرِّسين السودانيين الذين كان بإمكانهم تدريس جميع المواد باقتدار وتمكُّن.
    وهكذا، حفاظاً على تلك السمعة الوطنية الطيبة،كنتُ "أُباصر" الأمر ،اعتمادا على معلوماتي السابقة و اطِّلاعي،و اعتمادا على أنَّ هؤلاء القوم لا يدرون لماذا يجب أن يتعلَّموا,وكيف.و انطلاقا من ذلك الفهم العربي الجُحْري للتعليم,صرت معلِّماً "شاملا "-كما المدرسة الهولنديَّة في كرة القدم-يهرول بين مختلف فروع المعرفة،في خمولٍ خفيٍ،ونشاطٍ دعيٍ، يُرْضي طموح المدراء الجهلة في ملء الفصول و أوقات فراغ التلاميذ.

    عندما غدا المدرس لاعباً أو مفرق الرياضة:

    كان مفرقا ًعبثياً أنْ أتحوَّل من شخصٍ خاملٍ إلى لاعبٍ قديرٍ،و أنا الذي لا تربطني بالرياضة أدنى صلة،ذلك أنَّ تقوُّس ظهري الواضح للعيان،ينفي أية علاقة لي بالرياضة و الرياضيين،وما أزال أكنُّ بغضاً عميقاً لذلك المقعد الذي أورثني ذلك التقوُّس حين ضاع كرسيَّ في المرحلة الابتدائية،فاضطررتُ إلى الجلوس على مقعد يشبه مقاعد البارات والتي هي بلا مسندٍ للظهر.كنتُ أكره ذلك التقوُّس،إذْ أنَّه دائماً ما يجعلني أبدو أكبر كثيراً من عمري.ذلك التقوُّس لم يعجب إلا "حبب" التي باحتْ لي –وهي متلاحقة اللهاث-أنَّ إنحناءة ظهري هي أوّل ما جذبني إليها،فهي قد توصَّلتْ من خلال ملاحظاتها وقراءاتها العميقة،إلى اكتشافٍ مذهلٍ،مفاده أنَّ من العلامات المميِّزة للإنتلجنسيا إضافةً إلى الصمت والسرحان الطويل،الانحناءة الخفيفة للظهر.

    ما خلا كلام "حبب" الظريفة،فإنَّني كنتُ أعتقد أنَّني قطعتُ كلَّ صلاتي بالرياضة،لكنَّ المدراء الجهلاء في تلك الجحور العربية,كانوا يذكِّرونني دوماً بأنَّني لاعبٌ ماهرٌ،وأُشبه لاعبي كرة القدم بالتحديد.فهم كانوا يصرّون على أنَّني لاعب ممتاز،يلعب على كل الحبال.والحقيقة تقول أنَّني كنتُ غير مبالٍ بما يدور بينهم من خلافات،بسبب استحالة العثور على أي منطق عقلاني ولو بسيط لخلافاتهم.ففي غمرة انشغالهم بالتناطح حول الكراسي الإدارية "الملخْلخة"،كنتُ لا أُبدي مواقف واضحة لأنَّني لا أفهم ما يدور،كما أنَّهم حين يحاولون استمالتي إلى جانبهم،كانت مواقفي الجاهلة واللامبالية،تُوحي لكلِّ الأطراف المتناطحة أنَّني أتّخذ سرَّاً ًمواقف مناهضة لهم،ولذلك كنتُ أبدو أحياناً (لاعباً على الحبلين)،وأحياناً على الحبال الثلاثة،و مرَّات ٍأبدو لاعباً على كلِّ الحبال.
    وما عزَّز من قناعتي بتحوُّلي إلى لاعبٍ،ما يدور في بداية كل عام دراسي من إجراءات إداريَّة عقيمة،وكان عاطف الساخر يسمِّيها "فكّ التسجيلات".وهو تشبيه صائب،فمثل لاعبي كرة القدم كنَّا نصطفُّ ونهرول في دهاليز مكاتب التعليم،بحثاً عن مدرسة جديدة،بآمالٍ مبعثرة،وعرق غزير ،وتعب واضح من أثر الهرولة والنقاش العقيم مع المسؤولين الجهلة.
    مرةًً تمَّ تسجيلي في وقتٍ واحدٍ في ناديين،أقصد مدرستين,ولم أكنْ أدري بذلك,وعندما أتيتُ لاستلام راتبي،تمَّ توقيفي لأنَّني أصرف راتبين في وقتٍ واحدٍ.حين قرَّروا تقديمي إلى المحاكمة بتهمة الاختلاس وتزوير أوراق رسمية،تدخَّل فجأةً أحد الكائنات اللامرئيَّة،والتي تظهر أوان "الزنقة" في ممرَّات مكاتب وزارة التعليم.تحدَّث إليَّ بصوتٍ خفيضٍ،لكي يؤكِّد تأثُّره ،وتعاطفه مع قضيتي.وبرَّر تعاطفه معي،بأنَّه يحب السودانيين,لأنَّهم "أحسن ناس"،لذا فهو متأكِّد من براءتي،وأنَّه سيخلّصني من تلك الورطة،بأنْ يسجِّلني في مدرسته،على أنْ أتنازل له عن رُبْع راتبي،نظير الرشاوى التي دفعها .وافقتُ فوراً ,وهرولتُ خلفه.

                  

04-23-2012, 05:49 AM

فرحات عباس
<aفرحات عباس
تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 500

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    أسامة .. لك حب عظيم .. وإخلاص دائم لكتاباتك القلقة .. إني نويت منادمة هذا النص الشفيف حتى آخر القعدة ..
    مجدداً لك حبي .. فرحات
                  

04-23-2012, 07:37 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: فرحات عباس)

    يا سمي أسامة بن فرحات
    سلامات
    شكرا على كلامك التالي
    :أسامة .. لك حب عظيم .. وإخلاص دائم لكتاباتك القلقة .. إني نويت منادمة هذا النص الشفيف حتى آخر القعدة .

    و اسمح لي ان أهدي إليك المقطع التالي:

    عندما بدا المدرس مالكا للجنّ أو مفرق الكتب:

    لم أكنْ أدري أنَّ هنالك علاقة وثيقة بين الجنّ والكتب،إلّا عندما هبطت "النجيبة" تلك القرية النائية في سهول تهامة,أحمل أكياساً من الكتب.كنتُ آمل أن تفيدني الكتب بعض الشيئ في مشروعي الجديد لتلطيف بؤس الحياة.فقد توصَّلتُ إلى أنَّ الحياة ذات نسق واحدٍ له طابع تراجيدي .لا أدري أين قرأتُ هذه الفكرة ,لكنَّني كنتُ أجدها مناسبة تماماً لوصف حياتي المهرولة.وقد اكتشفتُ أنّ الكتب في علاقتها بالوقت ،تجعل الحياة أقلَّ مللاً وبؤساً.لم يزعزع من تلك القناعة ما قاله صديقي "السفوري" معلِّقا على علاقتي بالكتب"إنّ مواجهة الريف العربي الكئيب ،لا تتحقَّق بالكتب وحدها،فتلك المواجهة تحتاج إضافة إلى الكتب،الساتلايت،وزوجة ،ومجموعة من قحاب القرية،وخمراً،وأشرطة موسيقية وسينمائية" ثم أردف قائلا-وكانت عيناه تلمعان بوميضٍ ما- "و.....خيالاً روائياً".

    مصداقية كلام "السفوري" وإيماني بجدوى الكتب ،لم يصمدا حين سمعتُ تهامس القرويين أوان وصولي إلى ذلك الجُحْر العربي،وأنا أحمل أكياساً من الكتب.كان التهامس يزداد كل يوم،وأنا لا أجد له سبباً مقنعًاً،إلى أنْ التقاني أحد القرويين ،وطلب مني في توسُّل وإلحاح بأن أُكلِّم ملك الجنِّ والتمس إليه لحل مشكلة تخصّه،وحين سألته"و ما علاقتي أنا بالجنِّ؟"،فقال لي متعجِّباً "وهل يملك الجنَّ إلا أصحاب الكتب؟؟إنَّ آخر مالك ٍللجنِّ كان يملك عشرة كتب،وأنتَ تملك أكثر من مائة كتاب!!!..أزعجتني الفكرة،فانسحبتُ بهدوءٍ دون كلام ،ومضيت مترنِّحاً،لكنَّه لاحقني قائلاً في ثقةٍ "انَّ مشيتك المترنِّحة، و أنحناءتك الواضحة تدلُّ أنَّ الجنّ أيضاً "راكبك".
                  

04-23-2012, 04:22 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    *عندما تمترس المدرس بالخيال الروائي أو مفرق السرديات الجُحْريفية:
    لم تكن الكتب مفيدة فقط في تخفيف قسوة الحياة في الجحور العربية الكئيبة،بل ساعدتني في قبول حياتي،و في تخطِّي كثير من الحرج الاجتماعي.كلُّ الكتب ليست مفيدة في تلك الأجواء العربية الخانقة.لذا صرتُ أقلِّل من قراءة الكتب ذات الطابع الحداثوي,حتى لا أشحن لاشعوري بذلك. وفي المقابل أكثرتُ من قراءة الروايات.فالخيال الروائي قد أفادني كثيرا في تقبُّل حياتي المبعثرة بين الجحور الريفية العربية،كما أنَّه أفادني في خلق صورة لنفسي تجعلني مقبولا كفأر محترم في تلك الجحور العربية.وفي كلا الحالين ، كنتُ أتحوَّل إلى سارد.

    وللتدليل على قوَّة الخيال الروائي،سأذكر كيف ساعدني ذلك الخيال الروائي في قبول حياتي الجُحْريَّة.كنتُ أنام على سرير بالٍ "مهتوك"،يكاد يصل عجيزتي بالأرض,لذلك صرتُ أقنع نفسي بأنَّني أنام على أرجوحة تشبه تلك الأراجيح المبثوثات في روايات أمريكا اللاتينية، إلا أنَّ أرجوحتي لا تُمنِّي نفسها بعطر حسناء,أو ملمس عجيزة ممتلئة،إنَّها فقط تحتفي فقط بعجائز المدراء الجهلة ،وهو ما يعطيني شعورا بالمساواة،إذْ أنَّ مستقبل عجيزتي مشابه لمستقبل عجيزة مديري،لذلك فاحتمال أنْ تلدغ عقربةعجيزتي ، مساوٍ تماماً لمصير عجيزة المدير.
    الخيال الروائي خلق وظيفة أُخرى لحبال البلاستيك التي أُعلِّق عليها ملابسي.فتلك الحبال البلاستيكية أصبحتْ تفوح برائحة التراث،وترتدي طابعا ًفولكلورياً،وأحياناً طابعاً إستشراقياً معجبياً، يرجع بها الى مرحلة ما قبل اكتشاف "الحمار".

    أمَّا على صعيد تجنُّب الحرج الاجتماعي،في مواجهة السؤال الأساس للفئران العربية التي تقابلني:متزوج؟؟؟",وهذا هو سؤال الفئة الواعية المهذَّبة،أمَّا الأغلبية فتُعمل خيالها في صلفٍ:
    إمتي حتجيب العائلة؟؟

    ساعدني "الخيال الروائي"،على إصلاح خطأ إجابتي للجماهير الجُحْريَّة.
    كنتُ في البدء أُوكِّد على عزوبيتي،وأُدافع عنها بأثر العوامل الاقتصادية ،والاجتماعية في عدم دخولي القفص الذهبي.مثل ذلك الرد كان قاتلاً ،بل وفتَّاكاً،إذْ لم يُلقِ الفضوليون القرويّون أي اهتمام لإجاباتي المتحذلقة،بل أنَّهم لم يفهموا سوى أنَّني خطر على نسائهم،في تفسير،وفي تفسير آخر ،وخطر على أطفالهم،خاصة انَّ نسبة التحرُّش والإعتداء الجنسي على الأطفال ،نسبة كبيرة جدا.
    بعد إدراكي لخطأي ذاك،قمتُ بشحذ خيالي الروائي،والاستفادة ممَّا قرأته من روايات لخلق عائلة وهميَّة بأسماء أطفال ،وأُحاول خلق علاقة بين أسمائهم ومدلولاتها،كي لا أنساها.وبعد تأمُّل مرتبك،توصّلتُ إلى "عبلة وعنتر"،فالارتباط بين الإسمين يسهْل حفظهما،كما أنَّ تقليل عدد أطفالي يقود إلى تمييزي عن ثقافة القطيع الجُحْري،ويتيح لي فرصة الكفِّ عن الكذب،والتعبير عن نفسي،إذ أنَّني كنتُ متضايقاً من سردي الكاذب.

    وللاحتفاظ بصورة نفسي في نفسي،اخترعتُ شخصيات وهميَّة تروي ما أفكِّر به وأعتقده،للتحايل على العقل الجمعي الجُحْري،وما يتبقَّى من أكاذيب أُدخلها في باب التدريب على السرد عبر إعادة تركيب ما قرأته من قصص وروايات وكتب أخرى وما شاهدته من سرد مصوَّر عبر الأفلام والمسلسلات التلفزيونية. كلُّ تلك المَنْتجة والكولاجات ،كانت تعطي حياتي الرتيبة نكهة السرد الفوّاحة.كان ذلك الاحتفاء العصابي بالسرد،يعطي لحياتي الرتيبة إكسيرا يومياً أُواجه به أشباح الموت في شكلها الجُحْري العربي.كما يوفِّر لي فرصة أُخرى،أُقنع بها نفسي –خفيةً-بتبريراتٍ ما لإحجامي عن الزواج.كنتُ أخترع شخصيات من "المجتمع الصفوري"،تعكس نيَّتي الطيّبة في عدم جرِّ آدمية أخرى وآدميين آخرين للعيش في هذا البؤس الملطَّف ب"القسمة والنصيب".كنتُ لا أُركِّز على فوضى العازب،وإنما على فوضى الحياة المهرولة بلا معنى.لكن في المقابل عليَّ أن أعترف أنَّ وضعية المتزوِّج التي أتصنَّعها،تعطيني مكانةً تبعد عنّي كثيراً من الشكوك والظنون،كما تتيح لي فرصة التحدُّث مع مدرِّسين آخرين لا يملكون هموما معرفية،كما غيرهم من "الفلاشا".فهم ،أولئك النفر من "الفلاشا"،يعتبرون الهموم المعرفية أقرب المسالك إلى الجنون،وفي درجة أقل من ذلك،أنها مُفْسدة للحياة.

    قادتني أعتراضات "الفلاشا" اللامعرفيين،إلى إعادة النظر في ما أحمله من تركيب عقلاني،نتج عن تأثُّري بالثقافة "المروقية" مثل كثيرين من جيلي المتطلِّع إلى حياة تليق ب###### أمريكي.فقد اكتشفت من مآزقي المتتابعة،أنَّني كلَّما ازددت عقلانية،كلما قذفت بي الأيام إلى هامش ضيق من المكان والزمان.فابتدأتُ أعتقد أنَّ قليلا من "العرقلانية"مفيد للصحة العامة ل"مروقي" مبتدئ.وما شجَّعني على ذلك أنَّني لستُ وحدي في هذا المنحى الجديد وسط أبناء جيلي.فقد كتب لي "مروقيٌّ" عريق في "المروقيَّة":
    "إنَّني أبحث منذ زمن طويل نسبيا،عن كتاب "علم الجفر" ولكن بخط اليد،وسأسافر إلى سواحل البحر الأحمر –كما قيل لي-لشرائه لأهدي به الشباب الضالين من أبناء جيلنا".

    أمَّا أنا فكنتُ أبحث عن شيئين:المال والصفاء النفسي لأُبعد عن نفسي هاجس الانتحار الذي يراودني من حين لآخر.فعدتُ أقرأ "مجرَّبات الديربي الصغير والكبير" و "أبو معشر الفلكي" و “The miracle power of believing” ،حتّى أتواءم مع أُصولي الريفية و فكرة "الطابع التراجيدي للحياة".
                  

04-24-2012, 02:00 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    *مفرق الأبراج: أو عندما أضحى المدرس دلواً:

    أنا من مواليد برج الجدي،وأعرفُ من قراءاتي في علم الكفّ والتنجيم أنَّ مواليد هذا البرج ينسجمون مع مواليد برج الدلو.لم أحاول قط في حياتي ،أنْ أتأكَّد من صدْق هذه المقولة،لكنَّني جرَّبتُ-بدلاً عن ذلك –محاولة الانسجام مع الدلو نفسه.فقد قُدّر لي أنْ أهرول في جبال نائية مليئة بالصمت والقمل والجهل والنسيان.كنتُ أصعد إلى جبلي بدلو،ولا أهبط من الجبل إلا في نهاية العام الدراسي.كان الأمر في البدء مزعجاً،لكنَّني كعادتي الجُحْريَّة،جعلتُ من تلك الرحلة فرصة لسرد تفاصيل حياتي إلى نفسي المسكينة.والأغرب من ذلك ،أنَّ علاقة الالتصاق بالدلو،تحوَّلتْ إلى تقمُّص كامل لصديقي الدلو.فقد عملتُ في منطقة تسمى "الآبار السبع" والتي يقطنها بدو شرسون.

    كنتُ ضحية عادتهم الكريهة في تضييع الأختام والأوراق الرسمية.فتارة أُنقل إلى "بئر الغنم" ،وتارة أخرى إلى "بئر مُعمّر"،ثمَّ بعد أسابيع إلى "بئر عز الدين".استفزني هذا الرحيل العشوائي بين الآبار البدوية،فقلتُ للمسؤول البدويّ"أنا إنسان،ولست دلوا تلقون به كيفما اتفق في آباركم المالحة".لم يفهم كلامي ولا سبب احتجاجي،لكنَّه أحسَّ بإهانة كبرى،فقال لي وهو يتحدَّث كشريط مسجّل"إن في هذا إهانة كبرى لأوَّل جماهيرية في التاريخ،حرَّرت الإنسان ،وبدأتْ مشروع بناء المدينة الفاضلة،وهي على أعتاب بناء الإنسان النموذجي السعيد،يا أستاذ "سعيد"....."ثمَّ أخذ ورقة،كتب عليها بعض الكلمات بخط قبيح ولغة لم أفهمها،وأرانيها كي أوقع.اعتذرتُ عن التوقيع لأنني لم أستطع قراءة المكتوب لنسياني للنظَّارة.فَهِم كلامي،وعلى الفور نهرني وهو يأمرني بالذهاب إلى "البئر الأعوج"،وهدَّدني بتشديد المراقبة علي،ثُمَّ أعطاني نسخة من "الكتاب البنفسجي".حملتُ الكتاب،قلَّبته كثيرا،ولم أفهم لماذا سُمِّيتْ هذه الصفحات المليئة بالبديهيات "كتابا".حاولت أن أُفهم مدير المدرسة البدوي،وهو من الثوريين الذين يؤمنون بمقولات "الكتاب البنفسجي"،انني أجد صعوبة كبيرة في فهم الكتاب،فأرشدني الى شروحات "الكتاب البنفسجي" التي ستجعل منك إنسانا بعد أن كنت دلوا،وأعقب كلامه الأخير بابتسامة عديمة المعنى،لكنني بادلته الابتسامة،لأنَّ نكات المدراء دائماً مضحكة.

    كانت "الشروحات" تتألَّف من عشرة مجلدات ضخمة.وكانت المجلدات ذات ورق صقيل وأغلفة فاخرة مذهَّبة.من أول وهلة أدركتُ أنَّني لن أستطيع قراءة تلك الشروحات،ومن ثمَّ لن أفلح في التحوُّل من دلو الى إنسان.قنعتُ بهويتي الدلوية الجديدة،وراهنتُ على إيجاد فهم خاص للكتاب البنفسجي الذي لا تزيد صفحاته عن مائة صفحة من القطع الصغير ،ومكتوبة ببنط كبير يصلح لضعاف النظر.وغمرني فجأة شعور طاغ ٍبأنني سأجتاز التفتيش بنجاح.

    ضحى يوم غائم،حضر المفتِّش.كان يرتدي سروالا طويلا أزرق وقميصا بنفس اللون،وهو زيّ لشيوعه لا يجعلك تفرِّق بين الخفير وبين المدير.رحَّبتُ به أمام الطلاب وأشدتُ بقدراته التي لا أعرف عنها شيئا.نهض في تثاقل وجلافة،وشكرني في حياء مختلط بغلظة واضحة على وجهه المتهدِّل،مثل وضوح رائحة فمه الكريهة التي تشكو من هجر المسواك ،لأن أولئك القوم يعتقدون أن السواك عادة نسائية.تحدَّث عن مفهوم المساواة في "الكتاب البنفسجي"،وأمرني بتوضيحه للطلاب.
    تنحنحتُ قليلا،وأمَّنتُ على أهمية مفهوم المساواة وأهمية "الكتاب البنفسجي" كمرجع واحد أحد في هذا العصر الجماهيري الذهبي،وخطر ببالي فجأة أن أُحلِّي كلامي باستغلال موهبتي المدفونة في السرد،وابتدرتُ حديثي إلى الطلاب هكذا بصوت مؤثِّر:
    في يوم من أيَّام الصيف المطيرة،ذهب الأسد ملك الغابة..."هبَّ المفتِّش من مقعده ثائراً و هو يقول مرتجفاً من الغضب"نحن يا أبنائي الأعزاء في عصر الجماهير،ولا يوجد لدينا ملوك في نظريتنا العالمية".
    قلت مصحِّحا في مسْكنة متلعثمة" ولكنَّني ...."،
    فقاطعني هائجاً:
    "أبنائي الأعزاء،إنَّ الجماهير هي صانعة الثورات وقاطرة التغيير،وإنَّ الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها،وكذلك الأسود اذا دخلت الغابات."
    ثم أنهى الحصة و اقتادني إلى مكتب ناءٍ،وقال لي في رثاء واضح"أدرك حداثة عهدك ووجودك في هذه البلاد،ومثل ذلك الكلام الذي قلته للطلاب سيقطع رزقك.سأنقلك إلى "بئر العسل"،فالمدير هنالك طيِّب ومتفهِّم للبرَّانيين من شاكلتك,وسيغفر لك مثل هذه الأخطاء".
    شكرته في مذلَّة،وأنا أفكِّر في طريقة ما للتخلُّص من هذا المأزق الدلوي.

    بعد أسابيع من حديثي مع المفتش،تخلصت من ذلك المأزق،لكن لعنة الدلو انتقلت معي عندما غادرت المجتمع النموذجي السعيد متوجِّهاً إلى البلاد السعيدة.

    تمَّ قذفي إلى إحدى المدارس في قرية جبليَّة وعرة.كنتُ أعرف من الكتب المدهشة ذلك الارتباط سابق الذكر بين مواليد برج الجدي والدلو,لكننَّي لم أكنْ أتصوَّر أنَّ تلك العلاقة ستتطوَّر إلى علاقة شخصيَّة مع الدلو نفسه.ففي تلك القرية الجبليَّة كان الدلو هو الوسيلة الوحيدة للمواصلات،وبواسطته كُنَّا نعرف كثيراً من الأحداث المهمَّة لحياتنا الجُحْريَّة الجبليَّة،وكنَّا لا ننزل من الجبل إلّا لمهام جليلة مثل صرف المرتَّب.ولذلك كانت مناداتنا لركوب الدلو أمراً يسرّ البال.وبحسب لغة لاعبي "الكُنْكان"،فإنَّ نزلات صرف المرتّب أثناء العام الدراسي هي تعريجة،أمّا النزْلة الأخيرة فتسمَّى نزْلة مصحوبة بفكَّة تيكتين والقفول انتظارا للخمسين أي صرف الدولار.
                  

04-24-2012, 03:15 AM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    الاستاذ اسامة الخواض
    الكتابة جميلة، مبتدأ و خبر
    اعجبني السرد
    اعجبتني اللغة
    التفاصيل جذابة
    ملامح الشخوص واضحةو الاحداث متقدمة في سرد مثابر نحو نهايات ملهمة



    طه جعفر
                  

04-24-2012, 03:55 AM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: طه جعفر)

    Quote:
    الاقتباس يتعلق بالهرمونيطيقا أو التأويل.
    و هي ما يمكن أن تجيب معرفيا عن سؤال يؤرقنا دائما:
    لماذا لم "نفهم" النص "ص"،مع اننا سبق أن فهمنا النص "س"؟


    Quote: يقول د. عادل مصطفى فى كتابه (فهم الفهم ـ مدخل إلى الهرمنيوطيقا ـ نظرية التأويل من افلاطون إلى جادامر)، يقول...
    (لكي "يفهم" المرءُ ينبغي أن "يفهم سلفاً، أن يكون له موقف، استباق، سياقية. هذا هو ما يعرف بدائرة الهرمنيوطيقا: فالمرء لا يسعه أن يعرف إلا ما هو مؤهل لمعرفته.



    Quote: عليه أن يراجع كسبه كقارئ،أو يراجع قارئا آخر له كسب أعلى منه و أرقى،
    مثل النقّاد الذين يضيئون الطريق الى القارئ "المستغلق عليه"،
    كي يعيد القراءة مرة أخرى ،بل و مرات معترفا بأنه هو "المقصِّر"،لا النص.


    عندي نقطة نظام هنا لفهمك للمقتبس الذي جليه العوض وفهم العوض للمقتبس الذي احضره

    العرفة المقصودة هنا ما ياها العرفة بتاعة زول يفهم نص ولا ما يفهم نص ولا يتذوقه

    المقصودة هي نظرية المعرفة من ناحية فلسفية
    كيف نتعرف على الاشياء ومحدودية الذهن البشري في التعرف على الاشياء وكذلك ادوات المعرفة
    واسسها من ناحية فلسفية

    وما مقصود بيها كلامك دا ولا قريبة ليه..لانه انت والعود ادختوا الفهم السطحي لما كتب وتم تأويله لمصلحة ما تريد ان تقوله هنا
    وهذا استشهاد مثل قريب البحر ولا لذيذ التفاح..


    في ناس مثقفين جدا بمعنى الثقافة الحقيقي (موش السوداني) وقراوا فلسفة ونظريات المعرفة المختلفة واسسها
    ولديهم وجهة نظر تخصهم في الشعر النثري و مدرسة العبث واي حاجة على ظهر الارض وهذا لا يقلل من معرفتهم وتعرفهم على الاشباء

    كما حديثك عن الناقد ايضا مفهوم مختل جدا لدور الناقد فهل يمكن ان يكون الناقد مثل القاموس او الكشاف مثلا؟
    النقد علاقة بين الكاتب والنص وقد لا يكون القاري جزء من هذه العملية حيث ان القارئ يتعامل مع النص فقط
    وقد لا يقرا ما كتبه الناقد عن النص اصلا ولذلك لا يمكن ان يكون الناقد مثل الكشاف او القاموس للكاتب..
    يجب ان تتعرف على دور الناقد اولا لتعرف ما هو دوره الحقيقي واين علاقته من النص والكاتب..
    وايضا يجب ان تتعمق في المقتبس وترجع للكتاب الاصلي او المقال لتعرف هل الشخص يتحدذ عن نظرية المعرفة
    ولا عن التذوق ..
                  

04-24-2012, 11:19 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: د.نجاة محمود)

    الاستاذ طه جعفر
    سلامات
    كلماتك المشجعات شهادة أعتز بها فهي تصدر عن متمكن في القصة القصيرة و الرواية،و له دراية عملية بأسرار السرد و القص.

    الأخت الفاضلة نجاة
    سلامت و تحايا

    حقيقة وجدت صعوبات،و لا اقول صعوبة،كثيرة في فهم كنه و فحوى اعتراضاتك علينا و على الاستاذ العوض.
    التقطنا كلمات مبعثرات غير مبينات في مجملها كخطاب مفصح عن ضيقه بنا و تبرمه.

    ربما نجم ذلك عن مزجك الفصحى بالعامية،
    و لا اعتراض على من يجيده و يتقنه.
    و لكن من لم يتيسر له الرقص ممسكا بحبلي وسيلتين للتعبير،
    سيتكلم في كتابته،
    و سيبدو كمن يمشي على "الدقداق"،
    أو كما قالوا.

    و في حال مثل هذا،
    و الذي لا يُحسد عليه أحد ،
    لا ملجا و لا منجى سوى التخمين:

    هل تقصدين سيدتي أن الهرمونتيكا تختص فقط بنظرية المعرفة؟
    هل الناقد،لا يجسِّر،أبدا بين النص و القارئ ،
    ولو على المستوى البعيد؟

    هل...؟
    هل.......؟
    هل.............؟

    لا أريد الرد على تخمينات و افتراضات،
    لم يطمئن إليها قلبي.

    فالرجاء،مسبوقا بالشكر،
    اكتبي بعربية فصحى مبينة حتى أفهمك،
    و أرد عليك يقينا،
    لا رجما بالغيب.
                  

04-24-2012, 05:35 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    لمزيد من القراءة حتى عودتنا إلى:
    مفْرق المعاهد: أو "الحلو مر" في خيبته.
                  

04-24-2012, 06:06 PM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8812

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    سديقى اسامة


    حكاوى الكتاب البنفسجى
    فيها الطرافة والفكاهة والتراجيديا

    قدر ما تهربت باعذار شتى من تدريس هذا البنفسجى لم اجد مهربا
    اقول ليهم انا زول برانى
    والامر دخل فيهو احتيال كمان
    وصل درجة يا جماعة الكلام دا عميق جدا
    ارشدونى لشروحات البنفسجى
    اجارك الله كتاب الشروح
    دا فيهو مقال لواحد يابانى لو دخلوهو جهاز كمبيوتر لاحترق مباشرة


    فى البلاد السعيدة
    كلفونى بتدريس القران

    يا جماعة انا البنفسجى ما قدرتا عليهو
    تدونى كتاب مقدس كمان
                  

04-24-2012, 11:12 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: mohmmed said ahmed)

    يا صديقنا ابن سيد أحمد الجبلأولياوي
    سلامات

    ياخي كلامك التالي ممعن في "الخيال الروائي":
    Quote: فى البلاد السعيدة
    كلفونى بتدريس القران

    يا جماعة انا البنفسجى ما قدرتا عليهو
    تدونى كتاب مقدس كمان

    و افكر جديا في إضافته للنص،
    فهو يعطيه بعدا تراجيكوميديا عميقا.

    شكرا لانتباهتك العالية.
                  

04-25-2012, 06:51 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    *مفرق المعاهد أو "الحلومر" في خيبته :

    طيلة عملي في البلاد السعيدة،كنت أعمل في مدارس وزارة التربية،وهي تختلف عن "المعاهد العلمية"،وانْ كان أنَّ المرتب واحد.والمعاهد العلمية كما يرى المدافعون عنها لا تختلف عن مدارس الوزارة إلا في تكثيف منهج اللغة العربية و التربية الإسلامية لزيادة الاهتمام بأهمّ مكوِّنات الثقافة العربية الإسلامية.ويرى آخرون أنها أُنشئتْ لمواجهة المدِّ اليساري في الجزء الجنوبي من البلاد السعيدة.و تمزج تلك المعاهد بين دور المدرس و الفقيه،و هو ما وطّد عند العامة من سكان البلاد السعيدة،أن "الأستاذ" قادر على الإفتاء.و قد أربكتني هذه الصورة الفقهية للمدرس ،حين سألني راكب جلس بجواري في حافلة ،في حماس غير الواثق من نفسه "مش صحيح يا أستاذ في حديث بقول "ساعة لربك،و ساعة لقلبك،و ساعة لز...ك"؟فما كان منى إلا أن لعبت دور أعجمي من الأفارقة الذين يتسللون خلسة إلى البلاد السعيدة تتبعهم رائحة أعشاب البحر.

    وقد جعلتني خلفيتي "المروقيَّة" نافرا من تلك المعاهد.وظلَّ هذا النفور قائما إلى أنْ تعرَّضنا ذات مَرَّة مُرّة إلى "التفنيش" ،وهي كلمة محوَّرة عن الانجليزية والمقصود بها تلطيف عملية الاستغناء،والذي هو بدوره حسب خبرة "الفلاشا" وخاصة "المعارين" منهم،ليس نهائيا،وهو ناتج عن الربكة الإدارية المريعة في البلاد السعيدة.ولذلك كثيرا ما كان يتمُّ إرجاع "المفنَّشين" إلى أعمالهم باسمين،ومثل هذا الإجراء كان يُسمَّى بالحلو مر،لاجتماع قطرات السعادة مع حبيبات الأسى على ورقة الهباء المتدلية من شجرة الروح الذابلة.
    لكنّ الأمر في تلك المَرّة المُرَّة لم يكن "حلومراً".ولم يكن من بد سوى التقديم للعمل في "المعاهد".لم يكن اتخاذي لقرار التقديم سهلا،خاصة بعد التهكُّمات التي صدرتْ من بعض زملائي عن جدوى الكتب.وهو سؤالٌ أربكني كثيراً،إذ كنتُ دائماً أكتشف الفارق الضخم والخرافي بين حياتي والحياة التي تحكي عنها الكتب المدهشة.وكانت روحي "المروقية" تتأزَّم ،كلّما اكتشفتُ أنّ العالم المحيط بي لا يشبه أبداً الحياة الموجودة في الكتب المدهشة.كما أنَّ التحليلات "المروقية" التي تتحدّثُ عن دخولنا مرحلة جديدة واقترابنا من الحياة المبثوثة في الكتب،لم ترقْ لي،بل واكتشفت أنها كاذبة.فكلما سِرنا في المظاهرات الاحتجاجية،و هنْدسنا الانتفاضات على حياتنا غير المتَّفقة مع الحياة التي في الكتب،وكُلَّما كثر عدد الكورالات والأغاني التي تعدنا بنوافير وبناتٍ كالحدائق،كُلَّما دهستنا الوحشة والكآبة.وقد توصّلتُ إلى أنّ الحياة التي نعيشها الآن،هي دليل دامغ على أنّ الشرط الوحيد لبقائنا الآن هو الابتعاد عن الحياة التي تعدنا بها الكورالات، والأغاني، والكتب المدهشة، و"الأولاد أبَّانْ خُرْتايات".

    وقد قادني اكتشاف وجود حياتين، إلى أنَّ هنالك حياة ما بين الحياتين،و أنَّ الحياة الوحيدة الممكنة هي التي يتحقَّق فيها "الضرب العادي من السعادة".كان توصُّلى إلى تلك الحياة بين الحياتين مقروناً بنشوةٍ مفكَّكةٍ ، وتشبه "نشوة القفز من المقلاة إلى النار مباشرةً".وبناءً على وعيي الجديد قرَّرت التقديم للمعاهد.كان قراري ذلك قرارا تاريخيا في سيرة حياتي المترجرجة،فهو يشكِّل بداية دخولي مرحلة جديدة أسميتها "الاستعداد للخيبة".لكنَّني اكتشفتُ بعد ذلك ،أنَّني لم أكنْ مستعداً بما فيه الكفاية لمعانقة الخيبة.فقد رُفض طلبي بحجَّة أنّني صاحب شخصية غامضة لا يمكن تحديد سماتها بدقّة،كما أنّني أُكثر من اقتناء الكتب التي تحتوي على علمٍ لا ينفع.
                  

04-25-2012, 07:17 AM

Elawad Eltayeb
<aElawad Eltayeb
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 5319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    الأستاذ الخواض، طاب يومك

    لدي رد على مداخلة الأخت د. نجاة حيث قالت مخاطبة لكم

    Quote: عندي نقطة نظام هنا لفهمك للمقتبس الذي جليه العوض وفهم العوض للمقتبس الذي احضره

    العرفة المقصودة هنا ما ياها العرفة بتاعة زول يفهم نص ولا ما يفهم نص ولا يتذوقه

    المقصودة هي نظرية المعرفة من ناحية فلسفية
    كيف نتعرف على الاشياء ومحدودية الذهن البشري في التعرف على الاشياء وكذلك ادوات المعرفة
    واسسها من ناحية فلسفية

    وما مقصود بيها كلامك دا ولا قريبة ليه..لانه انت والعود ادختوا الفهم السطحي لما كتب وتم تأويله لمصلحة ما تريد ان تقوله هنا
    وهذا استشهاد مثل قريب البحر ولا لذيذ التفاح..


    يقول فرانسوا راستيي في كتابه (فنون النص وعلومه) ص 46

    كانت الهيرمينوطيقا أولاً وقبل كل شئ فناً، الغاية منه هي شرح النصوص الأساسية، أدبية كانت أو قانونية أو دينية.
                  

04-25-2012, 04:09 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: Elawad Eltayeb)

    عزيزي الاستاذ العوض
    لعلك طيب

    كانت أمنا دائما تقول لنا:
    Quote: يا أولادي،
    ما بتشوف العين،
    بشوف القلب.


    شكرا على الرد الشافي الكافي الوافي الضافي.
                  

04-25-2012, 05:13 PM

Elawad Eltayeb
<aElawad Eltayeb
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 5319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    الشكر لك يا صديقي وأنت ترمي بحجر في بركة الوطن الساكنة المتعطنة وتستفذنا لكي نفهم الآخر لا لكي نهزمه ولكن كي ننتصر بوجوده

    من نفس المرجع (فهم الفهم) أزيد:

    يقول مارتن هدجر وهو تلميذ ادموند هسلر في كتابه (الوجود والزمان):

    ليس الفهم شيئا يفعله الانسان بل هو شيء يكونه.

    فالفهم والتأويل هما طريقتان لوجود الانسان

    ثم يأتي هانز جورج جادايمر تلميذ هيدجر ليضيف في كتابه (الحقيقة والمنهج):

    إن الوجود الذي يمكن فهمه هو اللغة.

    فالهرمنيوطيقا هي التقاء بالوجود من خلال اللغة

    ويأتي بول ريكور ليقول:

    اننا نعني بالهرمنيوطيقا نظرية القواعد التي تحكم التأويل، أي تأويل نص معين أو مجموعة من العلامات التي يجوز اعتبارها نصاً
    والهرمنيوطيقا هي عملية فك الرموز التي تمضي من المحتوى الظاهر أو المعنى الظاهر إلى المعنى الكامن أو الخفي.

    أما فريدريك شلايماخر فيقول في محاضراته عن الهرمنيوطيقا بوصفها فن الفهم: إن هذا الفن هو فن واحد من حيث ماهيته، سواء كان النص نصا تشريعيا أو نصا دينيا أو عملا أدبيا.

    والفهم عنده هو عملية اعادة معايشة للعمليات الذهنية لمؤلف النص. فهي عكس التأليف لأنها تبدأ من تعبير ثابت ومكتمل وتعود القهقرى الي الحياة الذهنية التي نبع منها التعبير.... وبذلك يتكون التأويل من لحظتين متفاعلتين اللحظة اللغوية واللحظة السيكولوجية بناء على مبدأ الدائرة التأويلية. فالفهم عملية إحالية إشارية فنحن نفهم الشيء بمقارنته بشيء آخر لدينا به معرفة... ويواصل ليقول أن هناك قفزة تحدث إلى داخل دائرة التأويل لكي نفهم الكل والأجزاء.

    وأنا في مداخلتي الأولى عنيت هذه المنطقة من الفهم المشترك مع كائن انساني آخر وهو كاتب النص. ولعلك تتفق أن فهم النصوص عموما قد خضع لأهداف أخلاقية.
                  

04-25-2012, 08:44 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: Elawad Eltayeb)

    أهدي هذا الجزء إلى الأستاذ العوض الطيب:

    اكتشف الكاتب بعد انتهائه من تدوين هذيانات سعيد الطيِّب،أنَّ هنالك كثيرا من الكلمات غير المفهومة للقارئ العادي،مما يساهم في استغلاق النص على الضحكونجية من أشباه المتعلمين.
    فقام ببحثٍ مُضْنٍ عبْر المقابلات الشخصيَّة، والرسائل البريدية، و المحادثات التليفونية، والإيميلات،و "مذكرات"سعيد الطيب التي تم ترميمها بعد أن غمرت خلايا مخه المتناثرة أجزاء منها.
    وكان أنْ توصّل الكاتب –من منفاه الكاليفورني-إلى القاموس التالي:

    1-الفلاشا:

    تسمية أطلقها في الثمانينيّات من القرن العشرين موظَّفو مطار الخرطوم على المدرسين السودانيين المعارين القادمين من دولة عربية سعيدة،لأنّهم أي أولئك المعارين يأتون ويذهبون أفواجاً في رحلات "التفويج"،مرتدين ملابس رثة.وقُصِد بهذه التسمية عزل وفرْز أولئك المدرسين عن مغتربي البلدان العربية الناعمة،مثلما حدث لأقرانهم و أبناء أعمامهم من "السلْكاويَّة".و لا تتم معاملة المعارين من قبل أولئك الموظفين على قدم المساواة.
    و من العوامل المركونة في لا وعيهم "أغاني البنات".
    في البداية صعد نجم الهاربين، جميعا بدون فرز،فارتفع النشيد النسوي:
    "أنحنا ما دايرينْ
    يا العزَّابة
    إلأ مغتربين
    يا العزَّابة"
    ترمترم ترم ترمترم ترم ترمترم ترم
    و بالغن في الإطلاق حتى أنهن أنشدن:
    مغترب كان كديس كان ك ل ب
    مممامما ممما ممما ممما مممما
    ثم انكشفت الغشاوة البترودولارية،فتوصلنَّ إلى طبقات المغتربين:
    بقوا نوعين:
    نوع أصلي:
    "يا أبو ظبي
    يا بلد النبي
    يا أقعد كدي"
    توتوتوتو تاتاتاتا تي تي تي تي تي تي
    و نوع تايواني ،ضعضعه الدهر،فتضعضع مثل "الفلاشا"،في مقارنة مع النوع الأصلي:
    "ليبيا و اليمنْ ضياع زمنْ
    الكويتْ
    عربية و بيتْ"
    توتوتوترارا توتوتوترارا توتوتوترارا
    ثم ذهب "الهاربون" جميعا إلى مهاوي النسيان،و على مسرح الأماني النسوية ظهر الصاعدون الجدد من البرابرة الملتحين إلى سماء الأهازيج السرية:
    أتحجَّبْ و ألبسْ طويلْ
    عشان أعرِّسْ عمر البشيرْ
    تررررم ترررررم ترررررم
    "الكوز مريِّشْ
    الكوز بعيِّشْ"
    لالالا لالالالا لالالالالا
    حبيبي ظريفْ
    يا ناسْ
    الكوز لطيفْ
    يا ناسْ"
    هشِّكْ بشِّكْ هشِّكْ بشِّكْ هشِّكْ بشِّكْ
    و حين بحَّتْ أصوات النداء الأنثوي، لم تجد غضاضة في لعب دور الضرَّة:
    "جاياك يا أبشرا
    و جاية أفتو معاك و بالضره
    يا أبشرا
    إن شاء الله راجل مره"
    تللا لالا تللا لالا تللا لالا لالالا
    و جاوبها صدى حبشي جبلي:
    الليل
    مغرزة
    راجل المرة حلو حلا
    تنتنا تنتنا تنتن تنتنا تنتنا تنتن
    وبمرور الأيام تمَّ توسيع ماعون "الفلاشا" كتسمية، لتشمل أيضاً الباحثين عن عملٍ كمدرِّسين في دواوين الوزارة بتلك الدولة السعيدة.وربّما للإيحاء للمسؤولين عن توظيف المدرسين الأجانب بثقل الوجود،أو لسبب آخر،يصرّ الفلاشا على تأكيد هويتهم السودانية بلبس العراريق المكرفسة والجلاليب المتَّسخة والسراويل ذات "التكك" المزركشة ويكوِّرون فوق رؤوسهم عمامات لُفَّتْ على النمط الأنصاري في أحايين قليلة.وكانوا يفضِّلون ،لأسباب عملية في الغالب،النمط الهلامي،وهو نمط حر ،لا يحكمه قانون،وفيه تلفُّ العمامة كيفما اتّفق.ذلك أنّ عجلتهم الدائمة لا تتيح لهم تدوير العمامة على الطريقة "الترباسية" أو الأقل تعقيدا منها :"الحسينخوجلية" .

    وينتعل الفلاشا السفنجات للشعور بخفَّة الوجود،ف"البرطعة" بالسفنجات،كما يرى أحدهم من المثقفين،هي مؤشِّر على تفضيل الحياة في الهواء الطلق.وهذا السلوك "المُنْطَلِق"-كما يرى "السفوري"-هو من التأثيرات الخفيَّة لثقافة المومسات على الحياة السودانية المعاصرة.فأوّل من "برطعن" بالسفنجات،كُنَّ من مومسات "أبو صليب"،و بعد ذلك انتقل هذا التقليد إلى مومسات "المزاد" و "سبعة بيوت".
    لكنَّ ذلك السلوك "المُنْطلق"،من جانب الفلاشا، يختلط بإصرارهم على العيش والسير والسفر في جماعات كثيرة العدد.وساهم ذلك في اكتسابهم عادة التحدُّث بصوت عال.وترتفع أصواتهم أكثر عندما يركبون سيَّارات النقل العام.وهم عادةً يتحدّثون بذلك الصوتٍ المرتفع عن النجاحات التي حقّقوها في سبيل التوظيف،ويتحدّثون في اقتضابٍ وبصوتٍ خجولٍ عمّا يسمّونها "المضايقات" التي قابلتهم في شبَّاك الوزارة حيث يتزاحم طالبو الوظائف، والمدرسون في آخر العام في طوابير طويلة لصرف مرتباتهم.وهذه الطوابير عادةً ما تتمخّض عن سيلان آلاف الليترات من العرق،وقليل من الليترات من الدم الآدمي إذا ما نجحتْ سياط الشرطة السعيدة،في الوصول الى أُنوف وأرجل و ظهور المتدافعين المتنافسين في شراسة المُعْدم، للوصول إلى شبّاك "التصفية" أي صرف الدولارات.
    و في أحايين كثيرةً تتمخَّض عن سقوط مئات الزراير،وتمزيق أنواع مختلفةٍ من الملابس،وسقوط عشرات الضحايا في حالة إغماء.

    يقول الراصدون لتسمية "الفلاشا"،أنّ المعارين يصرِّون على إخراج أنفسهم من دائرة "الفلاشا".و حسب رأيهم ،فإنّ "الفلاشا"،تضمُّ فضْلا عن "الدخلاء على المهنة" من المتعاقدين،فئات "الخضرجية" والعتّالة" و "مدرِّسي الابتدائيّات"،الذين "تبكْبَكوا" في "عام البكْبَكَة".
                  

04-26-2012, 01:54 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    2-العرقلانيّة:
    خلاصة ما توصَّل إليه "سعيد الطيب"، حين فشل في تبنِّي إستراتيجية "الضرب العادي من السعادة".وسكنتْ تلك الخلاصة في نفسه،ذات "طشمةٍ"،حين كان يفكِّر في المصائر المستريبة التي سكنتْ تفاصيل هرولته العربية"التراجيكوميدية". فالحياة لا تبدو-كما توهَّم- سلسلة من المحاولات الناجحة والفاشلة معا لإعمال العقل-كما أوحتْ له بذلك الكتب المدهشة.إنّ الحياة-على النقيض من ذلك تماماً-هي سلسلة من العراقيل.إنَّها مسيرٌ ممضّ من عرقلة إلى أخرى أكثر تعقيداً.وهي –أي العراقيل-تروح وتجيئ –وِفْقاً لمنطقٍ يجهله،ولم تسعفه الكتب المدهشة في اكتشاف ذلك المنطق،كلما تعرقلت مقاود إبل رغباته .وقرّ في نفسه بعد تأمُّلٍ عميقٍ،أنّ قليلاً من العرقلانية هو السعادة نفسها،لكنّها السعادة الموسْوسة المتوجِّسة دوماً من "هادمة المسرات ":
    "العرقلانية الغامضة"..

    3-المعارون:
    هم كما يرى "السفوري"،فئة من المعلِّمين السودانيين كبار السن،ظهرتْ في السبعينيات من القرن العشرين في عدّة دول عربية. وقد تكاثرتْ تلك الفئة عندما لم يكنْ بإمكان "فقرا السودان" اقتسام النبقة.ولذلك صاروا من عَبَدة المال. وهم أوّل من قدّس "الدولار" في التاريخ السوداني المعاصر.ولذلك كانوا يتفنّنون في حفظ الدولار،وتفتَّقتْ عبقرياتهم عن طرقٍ شتَّى للحفظ أهمَّها "بنك بجنب الخصيتين".
    وقد أخرجوا الدولار من دائرة النقود.ويروون في ذلك أنّ أحد المعارين المرضى ادعى أنّه مفلس،ولذلك كان أصدقاؤه يتولّون الصرف عليه في أثناء إقامته في مستشفى ما .وذات يوم سقطت منه صُرَّة اتَّضح بعد فحصها أنّها مليئة بالدولارات..وحين نظر إليه الحضور نظرة استنكار واحتقار،قال محتجّاً،والدموع تترقْرق في عينيه:
    "دي ما قروش،دي دولارات"، وبالغ في تفخيم "الراء" في كلمة "دولارات"،حتّى سقط مغشيَّاً عليه.

    4-المجتمع الصفوري:
    من تخريجات "عاطف الساخر" ويقصد بها المجتمع المنعزل الموحش الذي لا يتواصل فيه الأفراد ،ولا يتأكَّدون من وجود ذواتهم إلا عن طريق المضاجعة.
    وقد جاءت تخريجة "عاطف الساخر" على وزن المجتمع الذكوري،وإنْ كان في الأصل أنّه اقتبسها من حديث إحدى المغتربات القادمات من دولة عربية ثريّة،وهي تروي ما قالته إحدى المغتربات من سكّان الجبال العربية،وهي تحاول تلخيص حياتها الجبليَّة:
    "............وهكذا يتكرَّر هذا المشهد يوميا:
    يأتي زوجي المدرِّس ظهرا،فنتغدَّى سويَّاً،ثم نغطُّ في نوم متقطِّعٍ حتّى أذان العصر...حينذاك يخرج زوجي ليجلس على صخرةٍ وحيدةٍ،ثم يطلق صُفّارة طويلة،بعدها ينحدر آيباً لنرقد سويَّاً،ثم ينهض،ويغتسل،ويخرج ليجلس على صخرته الوحيدة ثم يطلق صُفّارته المعتادة ثم يؤوب لمجامعتي.وهكذا يتكرَّر يومياً ما يحدث حين يعود زوجي المدرِّس ظهراً.......
    وهكذا توصَّل "عاطف الساخر" إلى تخريجته تلك ،قارناً لقاء السرير والصفير بالبحث عن التواصل،وأكثر من ذلك التأكُّد من وجود "الأنا".
    وهذه التفصيلة الأخيرة أي "التأكُّد من وجود الأنا"،ليست مفهوما فلسفيا أضافه "عاطف الساخر" من خياله،وإنَّما هي الجزء الثاني ممّا سمعه من حديث المغتربة القادمة من دولة عربية ثريّة ،وهي تروي ما قالته تلك المغتربة القادمة من سكّان الجبال ردّاً على سؤال المغتربة الثريّة :
    "ألا تسأمان من الصفير والجماع؟؟"،وكان أن ردّتْ :
    "يحدث ذلك أحيانا،وعلاجه كان سهلا أول الأمر:
    تناولنا بالتشريح والتحليل كلّ الذين عرفناهم حتى أنّني صرت ألقبه بأبي نمّام،وصار يلقبني بأم نمّام.وحين فرغتْ جعبتانا من الأسماء،كنّا نكسر الصمت بالتسابق على فعل ما. ابتدأنا بالبكاء،وحين جفّتْ مآقينا،تسابقنا على الضراط.وحين جفّت مصاريننا كنّا نرجع مرة أخرى حين يعود زوجي المدرِّس ظهرا إلى.........".
    وما قال به "عاطف الساخر" ،ينسجم تماما مع ما قالته مغتربة في المجتمع النموذجي السعيد،حين سألتها مغتربة من دولة عربية ناعمة،عن حياتها هنالك، فقالت لها:
    "الأكل بطاطس، والز..................غاطس".و الإجابة الأخيرة للمغتربة ،اختلف حولها مثقفو الخرطوم-و خاصة مقتفي آثار "الأولاد أبَّان خُرْتايات"-في ما إذا كانت تندرج ضمن مصطلح "الشطْح الجُحْري".
                  

04-26-2012, 09:24 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    أسامة الخواض

    Quote: و أهم من ذلك:
    ما سر الاهتمام المفاجئ بشاعر متوسط في نظر البعض مثل عادل عبدالعاطي و محمد عثمان ابراهيم؟
    أنت انسان نرجسي ؛ وغير أمين ؛ فوق انك ضعيف الموهبة

    اولا يا شاطر ؛ متى اهتممنا بك ؟؟ هل فتحت عنك بوستا ؟؟ هل كتبت عنك مقالة ؟
    ألم أت للدفاع عنك تجاه اتهامات شهاب كرار تجاهك ؟؟ ثم تداعى الحديث بعد ذلك في اطار نفس البوست وكان نصيبي فيه مداخلتين او ثلاثة ؟؟؟

    انت انسان جاحد ومزور ؛ اذ بدلا عن ان تشكرني على دفاعي عنك وعن مصداقيتك؛ وعن النقد الحقيقي الذي وجهته لك فيما يتعلق بمواقفك العمياء في دعم الايدلوجيات الشمولية ؛ وفي تقييمي الخاص لاعمالك ؛ والتي قلت ان بعضها جيدة ؛ جايي تمارس التأكدم والاستاذية الفارغة والعنظزة

    قلت شنو ؟؟

    Quote: طاقة التنكيت و الغمز و اللمز و السخرية و التعريض و الترويح عن النفس بلوك سيرة النصوص،
    و التسلية و تزجية أوقات الفراغ في الإضحاك،
    و الإمتاع و المؤانسة،
    و إقامة محارق الشواء الآدمي،
    أولى بها كبار الكتّاب.

    لا تنشغلوا بصغار الكتّاب.
    اها يا عامل يا ضمير الطبقة العاملة كل ما قلته اعلاه ينطبق عليك لا على غيرك


    اصلا لا اهتم كثيرا بما ترصه من كلام تسميه شعرا
    ويهمني في المقام الاول الحقيقة والمصداقية وقد دافعت عنك في مواجهة اتهامك بالسرقة الادبية والانتحال ولست بنادما على ذلك
    كما يهمني الا يضع متأكدم مثلك نفسه مطية لايدلوجيات مجرمة وهذا امر سارجع له مرارا فتأهب ..
    اما شعرك المزعوم والمتهافت فهو ليس من همومي يا ايها الذات المتضخمة بالغرور الفارغ

    ولو كنت مارست سخافاتك هذه قبل عدة اعوام لبلعتك لها ؛ لكني الان مشغول بأمور اكثر اهمية من متأكدم مغرور وشاعر متوسط
    لكن على كل اعمل حسابك ..



    ارقد عافية

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 04-26-2012, 09:33 AM)

                  

04-26-2012, 09:29 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: Abdel Aati)
                  

04-26-2012, 10:41 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: Abdel Aati)

    هنا المساهمات التي كتبتها في بوست هذا المتأكدم النرجسي ضعيف الموهبة ؛ ودافعت فيها عنه بموضوعية ونقدته بموضوعية؛ مما يسميها أسامة الخواض اهتماما به من طرفنا ؛ ومما يدخلها في اطار " طاقة التنكيت و الغمز و اللمز و السخرية و التعريض و الترويح عن النفس بلوك سيرة النصوص، و التسلية و تزجية أوقات الفراغ في الإضحاك، و الإمتاع و المؤانسة، و إقامة محارق الشواء الآدمي،" كما يزعم


    Quote: سلام للجميع

    شهاب اراك قاسيا جدا وتكاد تفقد المنطق؛ ارجو الهدوء قليلا

    عندي تحفظات كثيرة على كتابات ومواقف الصديق اسامة الخواض؛ ولكن الحق يُقال فقد كتب الرجل عن قضية كتابته المشتركة للقصيدة مع حميد في حياة حميد ؛ وتحديدا في هذا البوست ؛ والمكتوب قبل حوالي عام:

    ربع قرن على كتابتنا ل"ماريل"

    بعد قرائتي لنص ماريل اكاد اجزم ان كاتبها ليس شخصا واحدا وانما شخصان او اكثر ؛ فهناك قفز في الافكار واختلاف في التعابير والموسيقى ..

    السؤال هو : هل اذا كتب الخواض مجرد البداية - والنهاية التي يقول انها لم تضمن في النسخ المنشورة - يمكن الحديث عن كتابة مشتركة ؟؟؟

    اما قصيدة اسامة عن عبد الخالق محجوب فهي واحدة من قصائده الجيدة؛ ولكن السؤال الى متى سيمجد اسامة الخواض ايدلوجية مريضة كسيحة قاتلة للبشر مثل الايدلوجية الشيوعية ؛ وهل هو لا يخون رسالة المثقف عندما يردد لنا اساطيرا مشروخة عن قرابين لطبقة عاملة يتوهمها؛ وعندما يمجد حزبا هو خارج تاريخ الاجتماع البشري وايدلوجية معادية للانسانية ؟؟

    المرجع: Re: دمعة على مدارج "ماريل"-قربان شعري آخر للطبقة العاملة

    وهذه :
    Quote: شهاب سلامات

    Quote: عادل عبد العاطي يقول ان الخواض يكتب شعرا استثنائيا
    يا شهاب هوّن عليك .. أنا لم أقل ان سامة االخواض يكتب شعرا استئثنائيا ولا ينبغي لي؛ فأنا اعتبر شعر الخواض متوسطا وفي كثير من الاحيان مصطنعا ؛ وان كانت فيه مرات اشراقات جيدة؛ سواء كانت قصيدة محددة او مقاطع من قصيدة ؛ ولكن متوسط شعر الخواض - في ذائقتي - متوسط ؛ اذا لم اردت ان اظلم الرجل.

    ايضا فيما يتعلق بالخواض الناقد لي اعتراضات عديدة؛ فكتاباته - على الاقل في الاسافير - ليست مرتبة وهي اقرب للخواطر منها للنقد الادبي المؤطر ؛ واجد مقالات عبد المنعم عجب الفيا مثلا اقوى منها واكثر علمية وجهدا ؛ والخواض له تمسك عجيب وغريب ومضحك بمسميات يقطعها من راسه ويريد ان يفرضها على الحياة الادبية ؛ مثل المشاء - في وصف نفسه - او التعارض الذي خلقه بين الكاتب التقليدي والكاتب الاسفيري وغيرها من صرعات الخواض التي توضح ان الرجل يبحث عن الشهرة وليس له مدرسة نقدية او ادبية كما يظن الكثيرون.

    مع ذلك لا يمكنني ان اصفه بالانتحال هكذا ؛ مع وجود شهادات عديدة منه في حياة حميد ؛ ولو كان لحميد اعتراض لاعترض .. فأنا لو اتيت وزعمت اني كتب معك مقالا عن الفيزياء - وانا اجهلها - ولم تعترض انت ؛ فلا يحق لأحد ان يعترض. وحقيقة بعض مقاطع القصيدة ليست حميدية ؛ وظني ان الخواض لم يكتب اكثر من 10% فيها؛ ولكن هل هذه كتابة مشتركة ام مساعدة في الكتابة ؟؟

    عموما الخواض يسير في طريق خطر جدا اذا اراد ان يضع نفسه مطية لايدلوجية سقيمة هي الايدلوجية الشيوعية التي تسببت في قتل 100 مليون انسان ولا تزال تفعل في كوبا وكوريا الشمالية وغيرها من البلدان التي ابتلت بهذا المرض .. يمكننا تجاوز انبهار الخواض السابق بابلشيوعية والشيوعيين كجزء من مراهقة الشباب؛ لكن اذا اراد الخواض اليوم ان يضع نفسه مطية للشيوعية البغيضة ؛ وان يعلن ولاء - حقيقيا او زائفا - ؛ فسيجد ذلك مني شخصيا كل الرفض؛ وحينها سيتم فضح الخواض كنبي كاذب وكمثقف يضع نفسه مباشرة في خدمة الشمولية - والشيوعية شمولية بشكل كامل وناصع - .

    كن بخير ...
    المرجع: Re: دمعة على مدارج "ماريل"-قربان شعري آخر للطبقة العاملة
                  

04-26-2012, 08:18 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: Abdel Aati)

    الرد ذو البعد الثلاثي على الأستاذ/عادل عبد العاطي:

    أولا:
    لم يكن الأستاذ عادل عبدالعاطي مقصودا و معنيا بكل من :
    1-المحرقة و ما دار فيها من تعريض و سخرية و غمز و لمز و إزجاء لأوقات الفراغ و التسلية و الترويح عن النفس .
    2-الاهتمام المفاجئ بشاعر متوسط.
    فمن سياق ردي كان المقصود و المعني بها محرقة الشواء الآدمي التي أشعلها المتناقد أمين محمد سليمان.
    ووصف المحرقة لم يكن اختراعا لغويا من عند العبد لله ،
    و إنما قال به الكاتب حبيب نورة حين كتب في ذلك البوست/ الهولوكست الآتي نصه:

    Quote: ولكن عندما وضعت نفسي موضع الدكتور أسامة وجدت ما كتب هنا مؤذٍ جداً وقاس . كانت ستكون مقبولة علي الأقل في نظري لو كتبتها كمداخلة
    في البوست في شاكلة أنك يا دكتور كتبت كذا وكذا ويمكنني أنا أن أكتب مثل هذا الكلام وتأتيه به كمداخلة وحسب . أقول لك أنه شديد القسوة لأن المبدع يكتب بدمه
    ويؤلمه جداً أن يُراق هذا الدم ويُهدر بهذه الطريقة الساخرة التي قد تعجب أمثالي بإعتبار أن ( كراعي في الموية ) مافي النار .
    أنت تعرف أني لست وصياً عليك وتعرف أكثر مودتي وحبي وإحترامي ولك أن تكتب ما شئت؛ ولكني أري أن ما يحدث هنا عبارة عن محرقة باردة .
    كمن يقتلك برفقٍ وإنسانية وتتعدد الأسباب والموت واحدُ

    فالاهتمام المفاجئ مقصود به اهتمام ذلك البوست/المحرقة بشاعر متوسط في نظر البعض.
    إذ أن النقد يركز على و يهتم بكبار الكتاب و بالنصوص الإبداعية الكبرى.
    و ليس من هدف للاهتمام بنص شعري ردئ مثل "الهنيهات"،كتبه شاعر متوسط في أحسن حالاته،و صغير في حالاته العادية، سوى إهدار الباندويث.

    و حتى صفة "متوسط" التي أنعم بها علينا و تفضَّل الأستاذ عادل عبد العاطي، فيها مبالغة.
    فبالرغم من أن ما قال به الأستاذ عادل عبدالعاطي، هو مجرد انطباع،لم يتأسس بمقاربة نقدية،
    إلا أن متوسط في حد ذاتها،،هي صفة لا يستحقها كاتب صغير ،ذو جمهور صغير،يحاول نصوصا صغيرة بقدر موهبته الضئيلة،و لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

    ثانيا:
    دفع الافتراء عن انتحال "ماريل" لم يكن بحاجة لأي تدخل خارجي،مثلما أن الشمس لا تحتاج لدليل على سطوعها،فالانترنت مليء بعشرات الأدلة الدامغة.
    و لا يبحث أو يسأل عن دليل إلا من كان من أهل الكهف أو محدودي الثقافة أو الاثنين معا.
    و لذلك ما أدلي به الأستاذ عادل عبد العاطي من انطباعات لم يكن مهما إطلاقا،و حتى لم ينجح في إقناع صاحب الافتراء بالإقلاع عن زعمه الباطل و من ثم الاعتذار.

    الشعراء و الكُتّاب باختلاف طبقاتهم و مراتبهم و مقاماتهم لا يولون أي اهتمام للانطباع عن شعرهم أو كتابتهم عموما ، سواء كان إيجابيا أو سلبيا ،مدحا مسهبا أو ذما مقذعا، لأنه لم يتأسَّس على مقاربة نقدية .
    و الانطباع بنوعيه يدخل في ما يعتبره الكبريت الأحمر ابن عربي:
    ما لا يُعوَّل عليه.

    ثالثا:
    علاقتي بالحزب الشيوعي السوداني علاقة وثيقة،و قد أكون تشرّبت ذلك من والدي رحمه الله"راجع نصنا الشعري "قبر الخواض-تائها كالأرامي كان أبي".
    و كتبت عن عبدالخالق محجبوب نصي الشعري "هكذا كان قلقا على مستقبل العشب".

    و للحزب أفضال علي دون منٍّ أو أذى.
    فهو أول من أشعرني بقيمة ما أكتبه،حين تم اختياري ضمن كوكبة من المبدعين منهم محمد وردي و محمد الامين و محمد طه القدال و محمد محيي الدين و غيرهم للمشاركة في مهرجان الشباب العالمي في موسكو في منتصف الثمانينيات.
    كما أتاح لي الحزب إمكانية مواصلة تعليمي عبر منحة دراسية لبلغاريا بواسطة الشاعر محجوب شريف و القاص حسن الجزولي و قد كتبت عن ذلك في كتابي "خطاب المشاء".
    وفي ذلك الوقت لم أكن عضوا فيه.
    و عملت في صفوفه لسنوات،ثم تركته دون ضوضاء،لشعوري بتعارض بين نفسي ككاتب و كعضو في الحزب في ما يتعلق بالزمن،و ليس لدي أي اعتراضات جوهرية على توجهات و خط الحزب.

    معظم أصدقائي من الكتّاب و المبدعين هم شيوعيون،و زوجتي شيوعية.
    و ما زلت أرى أن الحزب الشيوعي السوداني له أياد بيضاء على المجتمع السوداني و حركة الحداثة و العدالة الاجتماعية و التعدد الثقافي و المجتمع المدني و العلمانية.
    و هو الأب الأكبر للحداثة السودانية كقوة منظّمة .
    و الآن هو أكبر قوة منظمة في ما تبقى من الوطن تدافع عن الحداثة و التقدم و العلمانية و الديمقراطية و المجتمع المدني و الاستنارة.
                  

04-27-2012, 09:29 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    كتب اسامة الخواض

    Quote: أولا:
    لم يكن الأستاذ عادل عبدالعاطي مقصودا و معنيا بكل من :
    1-المحرقة و ما دار فيها من تعريض و سخرية و غمز و لمز و إزجاء لأوقات الفراغ و التسلية و الترويح عن النفس .
    2-الاهتمام المفاجئ بشاعر متوسط.


    وكان قبلها قد كتب:
    Quote: و أهم من ذلك:
    ما سر الاهتمام المفاجئ بشاعر متوسط في نظر البعض مثل عادل عبدالعاطي و محمد عثمان ابراهيم؟
    فيا سبحان ماركس ولينين وبقية آلهة الشيوعيين - هل عادل عبد العاطي مقصود بالاهتمام المفاجيئ ام غير مقصود ؟؟

    Quote: و حتى صفة "متوسط" التي أنعم بها علينا و تفضَّل الأستاذ عادل عبد العاطي، فيها مبالغة.
    فبالرغم من أن ما قال به الأستاذ عادل عبدالعاطي، هو مجرد انطباع،لم يتأسس بمقاربة نقدية،
    إلا أن متوسط في حد ذاتها،،هي صفة لا يستحقها كاتب صغير ،ذو جمهور صغير،يحاول نصوصا صغيرة بقدر موهبته الضئيلة،و لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
    نعم قلت متوسط ؛ وقلت ان هذا يعتمد على ذائقتي ؛ وجاء هذا في اطار مداخلة كان غرضها الاساس الدفاع عنك
    اما قولك انك كاتب صغير ذو موهبة ضيئلة فهذا قولك انت ؛ وما دمت قلته فسنتبناه من اليوم .. يعني حنغالطك في نفسك ؟؟

    Quote: ثانيا:
    دفع الافتراء عن انتحال "ماريل" لم يكن بحاجة لأي تدخل خارجي،مثلما أن الشمس لا تحتاج لدليل على سطوعها،فالانترنت مليء بعشرات الأدلة الدامغة.
    و لا يبحث أو يسأل عن دليل إلا من كان من أهل الكهف أو محدودي الثقافة أو الاثنين معا.
    و لذلك ما أدلي به الأستاذ عادل عبد العاطي من انطباعات لم يكن مهما إطلاقا،و حتى لم ينجح في إقناع صاحب الافتراء بالإقلاع عن زعمه الباطل و من ثم الاعتذار.
    هذا هو ما يسمى بالجحود ونكران الجميل .. والغريبة ان الخواض نفسه في رده الاخير على شهاب اقتبس مداخلتي كتدعيم لرأيه .
    اها يا الخواض انت ما عندك اي دليل مادي على مشاركتك في كتابة القصيدة ؛ وما يوجد بالانترنت هي قرائن فسرناها لصالحك ؛ وكله مبني على مقولاتك انت ؛ ورغم اني لا اندم على ما قلته من رأي اراه حقا ؛ لكن دلائل دامغة على مشاركتك في كتابة ماريل لا توجد ؛ فلا توجد عندك مسودة ولا اعتراف من حميد بذلك ولا كتاب مطبوع تم فيه ذكر القصيدة منسوبة لكليكما ؛ فدع الغرور والجحود ونكران الجميل لانك لا تضمن المستقبل .

    Quote: و للحزب أفضال علي دون منٍّ أو أذى.
    فهو أول من أشعرني بقيمة ما أكتبه،حين تم اختياري ضمن كوكبة من المبدعين منهم محمد وردي و محمد الامين و محمد طه القدال و محمد محيي الدين و غيرهم للمشاركة في مهرجان الشباب العالمي في موسكو في منتصف الثمانينيات.
    كما أتاح لي الحزب إمكانية مواصلة تعليمي عبر منحة دراسية لبلغاريا بواسطة الشاعر محجوب شريف و القاص حسن الجزولي و قد كتبت عن ذلك في كتابي "خطاب المشاء".
    وفي ذلك الوقت لم أكن عضوا فيه.
    أنظر الى البرجوازي الصغير يضع مصالحه الذاتية فوق صوت الضمير وفوق حديث العقل وفوق ما علمه العالم من جرائم الشيوعية البشعة وما لا يزال يستمر لها من جحيم في كوبا وفيتنام وكوريا الشمالية

    Quote: معظم أصدقائي من الكتّاب و المبدعين هم شيوعيون،و زوجتي شيوعية.
    نعم .. البرجوازي الصغير يحدد مواقفه المصيرية بناء على مواقف اصدقائه وأهل بيته .. نعم الكاتب الصغير ذو الموهبة الضئيلة ونعم الحزب العائلي الشللي

    Quote: و الآن هو أكبر قوة منظمة في ما تبقى من الوطن تدافع عن الحداثة و التقدم و العلمانية و الديمقراطية و المجتمع المدني و الاستنارة.
    والدليل هو كذبهم ان لا ملحد واحد في صفوفهم واستعدادهم لدعم الدستور الاسلامي والشريعة الاسلامية وتهميشهم للمرأة في قيادتهم وحزبهم ومبدأ القيادة الابدية عندهم ودعمهم لما تبقى من دكتاتوريات شيوعية وخاتفة لونين في العالم .

    سجم خشم الحداثة و التقدم و العلمانية و الديمقراطية و المجتمع المدني و الاستنارة اذا كان هؤلاء هم من يدافعون عنها؛ ومرحى للكاتب ذو الموهبة الضئيلة بدعم هؤلاء والتطبيل للايدلوجية المجرمة في غير حس ولا ضمير .
                  

04-27-2012, 09:46 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    تطمين:

    تلقّى كاتب البوست الاسفيري هواتف منامية من المتابعات و المتابعين بعبِّرون فيها عن قلقهم لانقطاع الإرسال الاسفيري.
    و قد "مايل" الكاتب الاسفيري،الكاتب التقليدي أسامة الخوَّاض في منفاه الكاليفورني.
    و قد تلقينا تطمينا منه من منفاه الأمريكي،أنه ما يزال عاكفا على وضع اللمسات الأخيرة لملحق "هذيانات سعيد الطيِّب" عن مفارِقه الفَكِهة،
    و وعد بمدِّنا بما يتوصَّل إليه حال الفراغ منه.
                  

04-27-2012, 11:00 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    Quote: أن الحزب الشيوعي السوداني له أياد بيضاء على المجتمع السوداني

    يا رااااجل!
    المجتمع السوداني حته واحدة دون تبعيض!
    دي ما واسعة ؟
    .
    .
    في الحقيقة ما قرأته حتى الآن من نصك (بنك جنب الخصيتين) ..
    سردية تأريخانية رائعة بلغة سلسلة..
    لاتخلو من لمحات ناقدة ساخرة ..
    هي من سمت واقعها الاجتماعي الزمكاني..
    يرمي بالنص في مجمله بعيداعن فخذ الايديولوجية اليسارية..
    وأعني نمطية مفهوم الطبقة العاملة.
                  

04-27-2012, 11:02 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: محمد على طه الملك)

    إغلاق ملف "محرقة الشواء الآدمي":
    آخر القرابين أم إدمان الفشل؟
    ما يستفاد من "المحرقة":


    مرحبا بالاستاذ محمد علي طه المك
    سلامات و لعلك طيب و من تحب

    أسمح لي عبرك أن أقول بأنني أغلقت ملف "محرقة الشواء الآدمي".
    و الكل يعرف أنني صبرت عليها طويلا.
    و لم أتكلم إلا لسبب واحد غير شخصي:
    لا أريد لأحد من بعدي أن يتعرض لما ابتليت به من مُشْعل المحرقة و مساعديه من حمّالي الحطب".

    من جانبي أناعافي عنهم كلهم،
    و أرجو أن نستفيد من هذه التراوما.
    و لن أتكلم بعد الآن في هذا الموضوع،
    و أرجو ألا يضطرني أحد أن أعود إلى هذا الماضي المثخن بالجراح.

    و أرجو أن أكون آخر القرابين المكرسة لمذابح الشواء الآدمي.

    و أرجو ألا تتكرر هذه المحرقة لكتّاب و أشخاص آخرين،و ألا نمارس إدمان الفشل.

    نعود لمداخلتك بعد تعميم هذا الاعلان.
    العفو و العافية.
                  

04-28-2012, 00:07 AM

أمين محمد سليمان
<aأمين محمد سليمان
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 8437

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    سلام يا خواض .. و ياخي أنا شرحت البوست داك و سببو و وضحت مليون مرة إنو سيرتك ما جات إلا بخير و إنو النقد لم يوجة سوي لقصيدة واحدة و إنو السخرية أداة من أدوات النقد و إنو ما انتقدنا قصيدتك بطريقة علمية لاننا غير متخصصين .. و تحديتك تجيب كوت ... سطر ... كلمة واحدة إن شاء الله.. تثبت فيها دعاوي المحرقة و الشواء و جرستك الفاتت الحد دي ... لم يفتح الله عليك سوي بمزيد من الأدعاءات الفارغة.... و مزيدا من الجرسة ... و مزيدا من ذكر أسمي مقرونا بصفات قاطعها من راسك ده ... فياخي أرفق بنفسك لانو حتي هذه اللحظة مافي زول بيسئ ليك غير رقبتك دي !!
                  

04-28-2012, 02:04 AM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: أمين محمد سليمان)

    الاستاذ اسامة
    السرديات التالية
    جميلة و قريبة من النفس
    رغم اختلاف تجربتي في الخليج عما هو موصوف في النصوص
    فهو كما يقول الاستاذ محمود محدم طه اختلاف مقدار و ليس اختلاف نوع
    لكنني افهمه
    و اعرفه
    و اعرف احزانه
    واعرف
    و اعرف
    ما زلت احلم بان نستطيع ان نسجل وقائع ما حدث في بلادنا من فشل و انهيار و خراب احلام
    و دمار مشروعات كبيرة في مجالي السيااسة و الثقافة اضطرنا لاختيار المنافي المجاور منها و البعيد
    ان نسجله شعرا، سردا منثورا و حكايات
    تجدني متشككا جدا في سلامة تقييمنا لما جري و احلم بعقول فتية ستستلهم من هزائمنا مكونات الانتصار الغالي
    لذلك اجد في جهدكم هذا جانب مما احلم به و هو تسجيل وقائع ما تم و ما حدث
    حتي يستطيعون تقييمها

    ما اجملها كتابة



    طه جعفر
                  

04-28-2012, 04:39 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: طه جعفر)

    Dear Prof.Ameen
    I am very sorry, you are late .
    It is over.

    let us go forward
    First thing ,first
    Let us focus on the narratives

    I will come back tomorrow

    Salam for all
                  

04-28-2012, 05:25 AM

أمين محمد سليمان
<aأمين محمد سليمان
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 8437

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    ياخي إنت لو فوكست علي ال narratives و ما جبت سيرتي ... أنا ما كان جيتك ذاتو ...
    بعدين حاجة تانية يا أسامة ... لو قلت ليك أنا استمتعت كيف بكتابتك دي ما ح تصدق ... كتابة ماتعة و فيها من قوة التصوير و بذاخة السرد ما لم أقراه من مدة ...
                  

04-28-2012, 06:33 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: أمين محمد سليمان)

    5-الضرب العادي من السعادة:
    إستراتيجية تبنّاها "سعيد الطيب"،من تعبير لبطل "البحر والسم"،لشوساكواندوا حين قال:
    "انّ ما هو عادي ،يمكن أنْ يمنح المرء أعظم سعادة" ص 34.
    وقد توصّل إلى مغزى الإستراتيجية ومحتواها و حدودها من كلام بطل الرواية،حين قال:
    كم هو جميل أنْ يكون له ولد بعد فترة، وأن يستقرّ مع زوجته في ضاحية محدودة التكاليف،في مكان ما ،ليستمتع بضرب عادي من السعادة".
    أراحه هذا الاكتشاف قليلا،لكنّه لاحظ أنّ العاديين لا ينزعجون عندما تواجههم تساؤلات أو شكوك ،بل يكتفون بأقوال مثل:
    "هذا شيئ طبيعي" أو "من الطبيعي أنْ ..." أو " ليس من العادة....". أو... .
    وهكذا تخلّى "سعيد الطيب" عن تلك الإستراتيجية عندما عرف أن ذلك الضرب العادي من السعادة لا يهتمّ كثيرا ولا قليلا بما تقوله الكتب المدهشة.

    6- -موسِّخ\وصيف\عِبَيد\عَبْدو:
    ألفاظ لم تردْ في سرد سعيد الطيب البرزخي،ولكنّها من الألفاظ التي استقرَّتْ و توطَّدتْ في لاوعيه البدوي الجُحْري.
    الألفاظ الثلاثة الأولى يطلقها الدهماء في أول جماهيرية في التاريخ على العاملين فيها من أهل السودان.
    ف"موسِّخ" تعني الأسود ذا البشرة المتَّسخة من كثرة السواد،وهي نقيض كلمة نظيف ،وتعني في خطاب الرجرجة من افراد المجتمع النموذجي السعيد:ذا البشرة البيضاء.
    و "وصيف" عندهم هي إشارة لطيفة إلى العبد.
    أمّا "عَبْدو" فهو اسم الدلع ل"ِعِبيد" ،و الذي حين نطق به أحد المعارين، كإجابة عن سؤال ضابط جوازات جماهيري "شن سمَّوك"؟ ردَّ الضابط الجماهيري متأفِّفاً و متضايقاً "أدري انك عِبيد،شنو اسمك"؟
    وقد تفتّق خيال الأطفال الجماهيريين عن ذلك الاسم ،عندما أكثر السودان الموسِّخون من امتشاق أسلحتهم البيضاء لدى سماعهم ألفاظ التعيير باللون الكلاسيكية.
                  

04-29-2012, 10:59 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    7-المُرُوقِيّون:
    هم جماعة عالمية ذات نوايا طيِّبة و طوباويَّة،مخلوطة بنزعةٍ علميةٍ صارمةٍ.
    وهم كما يرى "عاطف الساخر"، أوّل من حاول ضبط المواعيد في السودان بعد رحيل الإنجليز،ساخرين من "الصباحات الحميمة".
    واشتطّوا في ذلك ،حتى وصل بهم الحال إلى تقديس الاجتماعات والتكاليف الحزبية.
    واستند "عاطف الساخر" في ذلك التخريج على ما ذكرته إحدى "المروقيَّات" في نقاش عاصف -ذات صحو- حينما صاحت في تشنُّج "نحن الذين يقودهم وهج الشمس نحو صعود لا يرث الهبوط،نحن الذين على كتوفنا "مِرِق" الحياة إذا تراخينا،انكسر المِرِق و اتشتتْ الرصاص،و خسرنا كل شيئ".

    وقد أجرى "عاطف الساخر" النسبة من الجمع أي "المروق"،بدلا من المفرد "المِرِق" للأسباب التالية:
    أ‌-إن النسبة من المفرد "المِرِق" أي مِرٍقي قد تختلط بالمرَق أي الحساء أو المَرْقُ أي إِكْثارُ مَرَقَةِ القِدْرِ.وهؤلاء القوم تطهّريون في علاقتهم بالمَرق ،وإنْ كان أنّهم يطالبون بأنْ يكون المَرَق للجميع.ويُعْتَبر المَرَق عنصرا أساسيا في التحليلات الاجتصادية لنفر كثير منهم، و كرهابنة راديكاليين يسْخرون من المثل الدارج "أهل العِرِس مِشْتهين المَرَقة".
    ب‌-إنّ الجمع يشير إلى أنّهم لا يحملون مِرقا واحدا.وهذا يثبت أنّهم أيضا موعودون بحمل "مروق" أخرى لا يعلمونها،وهي تظهر فجأة عندما يتّضح لهم في مسيرهم الصاعد نحو وهج الشمس،أنّ الحياة لا تجري حسب المخطط ذي المروق الثلاثة.
    ج- وقد اختار المروق لان القواميس تقول أن المارِقةُ: الذين مرقوا من الدِّين لغُلُوّهم فيه.
    والمُرُوق سرعة الخروج من الشيء، مَرَق الرجلُ من دِينه ومَرَقَ من بيته.
    و مما عزّز كلام القواميس، أن مخيال السوقة من السودان و البيضان، يحوك و ينسج أساطير عن المروقيين من بينها أنهم يتزوجون أمهاتهم و أخواتهم،و لا يؤدون الشعائر المفروضة .و إن قاموا بغشيان المعابد،كما يقول علماء الحيض و النفاس من السودان و البيضان،أطلقوا زفرة المُضطهَد،و غرقوا –في رواية لعلماء السوء و السلطان - في سرحان متصل عن المخطوطات الفلسفية و الاقتصادية لذلك الفيلسوف الألماني الشاب،وبيانهم التأسيسي الأكثر انتشارا في التاريخ الإنساني قاطبةً بعد كتب شرقأوسطية مقدسة، و قبل مختارات ماوتسي تونغ و كيم إل سونق الزعيم المحبوب من أربعين مليون كوري.
                  

04-30-2012, 11:59 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: أمين محمد سليمان)

    Quote: لم يفتح الله عليك سوي بمزيد من الأدعاءات الفارغة.... و مزيدا من الجرسة ... و مزيدا من ذكر أسمي مقرونا بصفات قاطعها من راسك ده ... فياخي أرفق بنفسك لانو حتي هذه اللحظة مافي زول بيسئ ليك غير رقبتك دي !!
    او كمال قال البروفيسور

    دا على قول الشيوعيين برجوازي صغير متضخم الأنا في الفارغة ؛ لا يقدر على تحمل النقد وهو جاحد حتى بالمواقف الطيبة تجاهه اذا لم تسلم له بالعبقرية التامة .. وبعد دا يجي يقةول ليك الديمقراطية والعلمانية والاستنارة والبطيخ .. ويقول هذا كاتب صغير ذو موهبة ضيئلة جعل نفسه مطية للأيدلوجيات الشمولية التي عذبت البشر . اها قاعد ليه في ماما امريكا البرجوازية الامبريالية .. كوبا بعيدة ولا شنو ؟؟

    كما قال حميد : كل التقول موساك تقوم تلقاهو رب الفرعنة ..
                  

04-30-2012, 05:38 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: Abdel Aati)

    8-الحمار:
    هو حمار الملابس.وسمِّي بذلك لظهره المستوي الذي يحمل أثقالا كثيرة من الملابس.وقيل للسكْسكة الصادرة عنه،وهي تبدو متقطِّعة الصوت كما النهيق.
    وقد دخل الحمار قرية "سعيد الطيب" بعد طقم الشاي،وقبل "التانج" والآيسكريم.لكنّه لم يحظ بالاستقبال الذي حظى به "طقم الشاي"،الذي أحضره لأوّل مرة،جد صديق "سعيد الطيب" أحمد أفندي "أب شبّال" الذي كان يعمل بالسكة الحديد في عطبرة قبل عقود من "السودنة". آنذاك توافدت الجماعات من شرق النيل وغربه من القرى المجاورة لترى الأكواب المزخرفة ذات الأحجام المختلفة ،ويتوسّطها برَّاد كبير،يشبه ديكا فيّوميَّاً،وكلّها جاثمة على صينيّة برّاقة البياض.بدا المشهد كله للقرويين جذَّاباً ومثيراً،وشبيهاً بدجاج يمرح في حقل أبيض ،فأسموا الطقم "حقل الدجاج الأبيض".

    وقد جُوبه "الحمار" باعتراضات كثيرة، مثل شَغْله لحيِّز كبير و ارتفاع سعره.لكنَّ أهم تلك الاعتراضات كانت من جانب فقيه القرية الذي اعترض على عرض الملابس ،خاصة تلك التي تذكِّر بعورة الانسان أو تثير الفتنة،كما اعتبره وسيلة لل"فخفخة " و "البوبار" واستفزاز مشاعر الفقراء المساكين.وقال أيضا أنّ الحمار يغيِّر من خِلْقة الملابس التي أرادها الله إما ملبوسة أو متوسَّدة تحت الأذرع. ولذلك-قال الفقيه خاتما كلامه- فإنّ الله قد مسخ الحمار فجعله "يسكْسك" مثل الشباب "المخنّثين" في حفلات خرطوم سبعينيات القرن العشرين.
    لم تفتّ تلك الاعتراضات من عضد الحمار،بل تطوَّر من الخشب إلى الحديد بأنواعه، إلى أنْ جاءه ملك الموت"الشمَّاعة"،فقبضتْ روحه التي صعدتْ إلى سماء بارئها:
    "النسيان. "

    ç-السلكاويَّة:
    هم النسخة المصرية للفلاشا السودانية،و كلهم إما عديمو المهارات،أو أن مهاراتهم تجعلهم في أحسن الأحوال من ذوي الدخل المحدود و الجيب المقدود و العُسْر المشهود.و قد دأبوا على الدخول خلسةً إلى المجتمع النموذجي السعيد عبر اجتيازهم للأسلاك الشائكة التي أقيمت عبر الحدود بين البلدين الشقيقين.
    و من مذكرات "سعيد الطيب"،نجده قد ميَّز نفسه من "الفلاشا" ،و ما استُنْسخ منها مثل "السلكاوية"،في إطار محاولة "الفلاشا" السودانية لعولمة نفسها.و قد حدس الكاتب أن "سعيد الطيب" أشار إلى ذلك مواربةً-عبر مقطع أثير لديه- كتبه في وريقة مهملة وُجِدتْ مطوية برفْق داخل مذكراته- يقول:
    "بري بري بري
    بري بري بري
    بري بري بري
    حبيبي لا جنجويد لا عسكري
    دا زول "فاهِمْ" و رضي"
    و يبدو أنه أوّل "فاهِمْ" تأويلا في صالحه،من خلال ربط "الفهم" بالكتب المدهشة.
                  

05-01-2012, 05:25 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    مُلْحق تفسيري للقاموس:

    نتيجةً لهياج وهرج و مرج بعض القرّاء غير النموذجيين من أشباه المتعلمين، لاستغلاق "هذيانات سعيد الطيب" على أفهامهم،حتى بعد قراءتهم للقاموس،اتصل المدوِّن أسامة الخوَّاض بالكاتب التقليدي أسامة الخوَّاض للمساهمة في تهدئة الجماهير الاسفيرية الهائجة.
    وعد الخوَّاض التقليديُ المدوِّنَ خيرا،و قام بأخذ كورسات في اليوغا و التقنيات الروحيَّة الشرقية بهدف التواصل مع روح "سعيد الطيب".
    بعد انتظار قلِق،بدأتْ إشارات تصل الكاتب التقليدي من "سعيد الطيب" في شكل دمدمات و همهمات مصحوبة بصليل أجراس و دوي نحل ،و ذبذبات صوتية معطونة في عسل فتنة الوجود الأثيري. أوحتْ روح "سعيد الطيب" كلامه علي قلب الكاتب التقليدي.و قام الكاتب التقليدي بنقله من قلبه إلى لسانه بكلام متلو مسموع بالأذان، ثم خطّه بالمداد في القرطاس،وكان اليراع يتفصَّد عرقا،فكان الملحق التفسيري التالي:

    أ-بنك بجنب الخصيتين:

    هو مقابل شعري لجيب سروال المعار.ويرى "عاطف الساخر" أنّ سروال المعار هو من اكتشافات المعارين في تلك الدولة العربية السعيدة،حيث كان الترزية السعداء يصمّمون سروالا ذا جيب سري،في داخل السروال ،وقريب من الخصيتين، يدسُّ فيه المعارون دولاراتهم في آخر العام الدراسي حين يصرفونها دفعة واحدة.
    وقد قال أحد المدرسين المعادين لذهنية المعارين بيت الشعر التالي في صديق له من لابسي ذلك النوع الجديد من السراويل "مادحا" له:
    ولأنْتَ أوّلُ مُنْشئٍ بنْكاً بجنْب الخصْيتينِ فذاكَ فَضْلُ اللهِ للبخلاءِ
    و في أحيان قليلة لم يكن "بنك بجنب الخصيتين" حرْزا حريزا للدولارات.فقد تمقْلب معارون كثيرون قلوبهم معلقة بالمساجد،و كانوا يعلِّقون سراويلهم خارج المسجد على عادة السكان الأصليين الذين يعلِّقون سراويلهم في الخارج لعدم طهارتها الناجمة عن السوائل التي تُفْرز نتيجة تعاطيهم لعشبة مخدرِّة.و حين يخرج المعارون كانوا يلبسون سروايل السكّان الأصليين عن طريق الخطأ.
    و قِيْل ان أحد الفلاشا أصيب بإغماءة في طائرة "التفويج"،حين اكتشف انه نسى سرواله في حمام عمومي.
                  

05-02-2012, 01:01 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    ب-الصباحات الحميمة:

    هي الصباحات التي استدعاها متحسِّرا "السفوري" المحاضر في علم التأريخ في إحدى الجامعات العربية غير ذائعة الصيت،حين اشتمّ –ذات مفاجأة- رائحة صباح خائب ،ظلَّت تزوره بعد ذلك كل يوم،عبر ستائر غرفته المزوقة بأشعار من "العودة إلى سنار" و "أمتي" و "صحو الكلمات المنسية".
    فالصباحات الحميمة كما يرى السفوري هي سلاح عامة السودانيين ذوي الأصول العربية الاسلامية ،حين تربكهم الحياة بفعل "العرقلانية"، فيهمسون إلى بعضهم "صباحات الله بيض" و\ أو "صباحات الله بي خيرا".
    ويرى هو المتخصِّص في علم تاريخ العرقلانية، أنَّ الصباحات الحميمة هي في نفس الوقت عامل من عوامل إرباك الحياة،في موجة "ألفن توفلر" الثانية.
    فهي صباحات قديمة قِدم الموجة الاولى،عليها هالة من قبس الألوهة ،ورذاذ من جمال الطبيعة العذراء،و فيوض من خيال القروي الساذج، وتفاؤله الغامض.

    ج-عام البَكْبَكَة:

    بحسب رواية المعارين ،هو العام الذي تبكْبَك فيه الخضرجية و"العتَّالة" ومدرسو الابتدائيات في تلك الدولة السعيدة .
    والبكْبَكة تعني الحصول على درجة البكالوريوس فجأة .
    و المفاجأة -في هذا السياق- هي التلطيف الذي قام به بعض الفلاشا لكلمة "التزوير". واللطيف في الأمر أنه لم يتم اكتشاف ذلك التزوير الجماعي،من قِبَل المُرْتشين الهبنَّقات المشرفين على "التعليم" في القطر السعيد.و أدّى ذلك الجهل البيروقراطي الجماعي إلى ضياع فرصة العمر الماسيّة:مئات الآلاف من دولارات "المُتبكْبِكين".

    د-الاستعداد للخيبة:

    استقى "سعيد الطيب" فكرة "الاستعداد للخيبة"، من كلام عن المنفى للبولندي "جيسواف مييووش" في حديث ،يناسب طموحات "سعيد الطيب" عن طلب السعادة في الجحور الريفيَّة العربية.
    قال مييووش في ذلك:
    "والمرجَّح هو هذا الوعي المتزايد ونحن نبحث عن السعادة في البلدان النائية،بأنَّ علينا الاستعداد للخيبة،بل حتى لنشوة مفكَّكة،نشوة القفز من المقلاة إلى النار مباشرة".
    وبالرغم من الصدمة التي أصابتْ "سعيد الطيِّب" -ذات غشوةٍ ل"معهدٍ علمي"- في البلد السعيد،فإنَّه قد رأى أنّ الاستعداد للخيبة ميكانزم مهمٌّ لمواجهة "العرقلانية الغامضة".
                  

05-02-2012, 04:52 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    ه-الأولاد أبَّانْ خُرْتايات:

    مصطلح نحته و صكّه علي المك،لوصف بعض شباب كُتاب خرطوم الثمانينيات من القرن العشرين.و أورده بولا في مقدمته لكتاب صلاح الزين "عنهما و الإكليل و الانتظار"،و الذي كان آخر كتاب أعاد سعيد الطيب قراءته لكي ينفتح له ما استغلق عليه من نصوص صلاح الزين المعقَّدات،حتى يحظى بمنزلة القارئ النموذجي عند أمبرتو أيكو.
    و سيتحوَّل المصطلح لاحقا على يد "رسَّام من ضفاف السين" إلى "مُتبنْيويِّ الخرطوم".
    و مثلما أنَّ بولا أبدى رضاه عن "الأولاد أبَّانْ خرتايات"،إلّا من عُجْمةٍ ميَّزتْ خطاب أحد من أولئك المساخيط المطموسين المسنوحين في عُرْف جدّة سعيد الطيب حسبما ورد في مذكراته،فإنَّ "سعيد الطيب" كان مهتما بالمصير المأساوي الدياسبوري الذي آل إليه "أبَّانْ خُرْتايات" الذين أقاموا شمال الأطلسي.فجوهر الإقامة في الجحور العربية الريفية،معادل لجوهر الإقامة شمال الأطلسي،مما عزَّز عنده فكرة "الطابع التراجيدي للحياة".و قد توصَّل إلى ذلك من عنوان رواية لم تُكْتب بعد:
    "السعادة لا تعبر الأطلسي شمالا".
                  

05-05-2012, 07:09 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    و- الشطْح الجُحْري:

    من اجتراحات مثقفي الداخل الخرطوميين،لتوصيف خطاب ما بعد عودة الطيور المهاجرة من سلالة "الفلاشا" الموشكة على الانقراض بعد مؤشرات التقرير الدولي للسعادة عن الوضع المتدهور للسعادة في البلاد السعيدة.فقد دأب المدرسون السودانيون العائدون من الجحور الريفية العربية حين تداهمهم وقائع سابقة من حياتهم الجُحْرية العربية في شكل هلوسات و كوابيس كالتي تداهم ضحايا التراوما،دأبوا على حوك سرديات شاطحات .و هي مثل نهر ضيق الضفتين ينطلق فيه الماء بسرعة،فيفيض على جانبيه أو مثل نخل الطحين و طفحه على الجانبين.و لا يفهم كلام العائدين من الجحور العربية الريفية، إلا أصحاب القدرة على التأويل من مدرسة السُّكْر (1).
    و في أحايين نادرة يُنْكر "الفلاشا" شطحاتهم الجُحْرية متذبذبين كما العبارة الزئبقية الأشهر في الخطاب الحزبي السوداني المعاصر"تهمة لا ننكرها ،و شرف لا ندَّعيه".

    و من أشهر الشطحات الجُحْرية أن المشرفين على التعليم و إدارات المدارس و المدرسين و الطلاب و أولياء الأمور و الرأي العام السعيد و الجماهيري يسمّون الغش في الامتحانات "مساعدة" للطلاب، و تندرج في باب البِرِّ و الإحسان و الصدقات.

    و من أشهر أنواع "المساعدة" ،أن "كونترول" الامتحانات يذيع في الدقائق الأخيرة من المباراة،أقصد الامتحانات،ما تيسر من الإجابات النموذجية للطلاب،مستخدمين أحدث ما أنتجته التكنولوجيا اليابانية من مكبرات صوت في مراكز الامتحانات.و يستخدمون الهواتف المحمولة من بعد،"لمساعدة" أبناء شيوخ القبائل من الطلاب أثناء الامتحانات.و يقيمون بعد ذلك الولائم و الاحتفالات و ينشرون التهاني في وسائل الإعلام الجماهيرية بمناسبة نجاح طلابهم و تفوق مدارسهم.
    و لم يقصِّر أبدا المدرسون العرب الآتون من سبعة آلاف سنة من الحضارة، في تلخيص تجاوبهم الحار مع أعمال البِرِّ و الإحسان البيداغوغية من خلال استراتيجية مركزية هي "علِّم الجحش يطلع حمار".و حين سمع ذلك الشطح والد فلاشي تخرَّج من "كلية غردون التذكارية" و درّس في " معهد التربية بخت الرضا"، أُصيبَ بنوبة قلبية .

    و من شطحات الفلاشا القادمين من البلاد السعيدة أنّ المدير يمكن أن يكون تلميذا في نفس المدرسة و قد بلغ الحلم توا.و استحقاق الإدارة المدرسية قد يكون لان والده المتوفى كان مدير المدرسة،و هو الوارث الشرعي الوحيد له،أو أن التلميذ ابن شيخ قبيلة.

    لا يقتصر الشطح الجُحْري على أرض السودان،بل يمد سردياته إلى البلاد السعيدة مثلما حدث في تشابه بديع مع ما يجري في مسرح العبث،حين سأل مثقف سعيد أحد المخضرمين من الفلاشا ممن قضوا ردحا من الزمن بين الجحور العربية الريفية طالبا منه زبدة "خبرته"،فتردَّد الفلاشي المخضرم قائلا "ما فينا زعل"؟فطمْأنه المثقف السعيد عبر لغة الجسد الصامتة لإثبات رحابة صدره،فقال الفلاشي المخضرم:
    "ربع قرن لا انتوا اتعلمتوا و لا نحن غِنِيْنَا".

    و البحث عن الذهب في البلاد السعيدة، يقود الفلاشا إلى سياسة تقشفية تعتمد على العيش فوق فوهة بركان،كما الفلاشي الذي اكترى شقة فخمة بثمن بخس ريالات معدودات،فسئل عن سرِّ "شطارته" في الحصول على ذلك الكنز، فقال"هي رخيصة لأنها تقع فوق مخزن للأسلحة الثقيلة و المتفجرات".
    و مثله فلاشي آخر تحت شعار "أكْل العيش صَعَب"،احتملت ركبه السائبة تجربة العيش على شفا حفرة من النار،إذ كانت ركبتاه تطآن شوالا يشفُّ عن أشكال مدوَّرة صلبة،و سأل عنها الراكب السعيد الذي أجاب قائلا في برود "هي شوية قنابل يدوية".و حين اصطكَّتْ ركبتا الفلاشي ،و أصدرتا ارتعاشات و ارتجافات و كركبة متصاعدة الذبذبات،طمْأنه الراكب السعيد "ما تخاف يا أستاذ،هي مؤمَّنة". فتدلَّى لسان الفلاشي ،و ارتختْ رقبته، و ظنَّ الراكب السعيد أنه قد غطَّ في نوم عميق،بينما هو كان في غيبوبة لم يفقْ منها إلا لحظة إيقاظه أوان وصول التاكسي بعد عشر ساعات إلى الجُحْر الذي يعمل فيه.

    و مرات قليلة يترافق الشطح الجُحْري مع الإرباكات التي تحدث نتيجة لاختلاف الثقافات،مثلما حدث حين أرْبك التثاقف مع لهجة البلاد السعيدة ،الحياة عند "فقرا السودان" الذين لم يستطيعوا اقتسام "نبقة" الثروة و السلطة و السلاح.فقد أرسل "فلاشي" عتيق في الحياة الجُحْريَّة شريطا مسجَّلا لأهله يعدهم فيه بإرسال "عربية" و "ثلاجة" جديدتين لنج..فعمّ السرور عائلة "الفلاشي" العتيق،و باعت الثلاجة و السيارة القديمة بل و هدمتْ السور الخارجي،و بَنَتْ بالدَّيْن قرَاشا للعربية المنتظرة. و حين وفى الابن الفلاشي بوعده،أسقط في أيدي العائلة المتشوِّقة، ف"العربية" عند سعداء شبه الجزيرة هي "الدرداقة"(2) ،بينما أنَّ "الثلاجة" هي حفّاظة الثلج و المشروبات. و ما حلّ بالأسرة من كارثة انضاف إلى ضيق والد "الفلاشي" العتيق حين كان ابنه البار،يسرد بعضا من تفاصيل حياته الجُحْريِّة:
    "تعرفْ يا حاج نحنا بنطلع القرية بي دلو،و ما بننزل إلا آخر السنة لاستلام "التصفية".و إنت راكب في الدلو مرات بتشوف السحاب تحتك،و مرّات في الفصل تكتب في السبورة،تجي سحابة داخلة بي الشباك تمسحا ليك"،فما كان لوالد الفلاشي العتيق سوى أن ينفجر في ولده قائلا"يا ولدي قِلّ القروش عرفناهو،الكضب ليك شنو"؟

    *****************
    *****************
    -انتهى النص بحمد الله تعالى و توفيقه،
    مع تحيَّات سعيد الطيب من برزخه،والكاتب التقليدي أسامة الخوَّاض،من منفاه الكائن في شقته الكائنة في الطابق الثاني ، في شارع مونرو، في مدينة مونتري،على المحيط الهادي، في ولاية كاليفورنيا .

    هوامش:
    (1)بتصرف من "أبو يزيد البسطامي-المجموعة الصوفية الكاملة-و يليها كتاب تأويل الشطح-تحقيق و تقديم:قاسم محمد عباس،دار المدى للثقافة،الطبعة الأولى،2004.
    (2)يكتب وليد التلب في موقع أبناء منطقة الهدى بوستا معرِّفا فيه "الدرداقة" ، ومبيِّنا توسُّع استخداماتها العملية وحقلها الدلالي معا:
    عربة يدوية صغيرة بمقبضين وعجل ووعاء حديدى يسع لحمل خفيف ..

    تمتاز بسهولة استخدامها وانسيابها خصوصا فى اماكن الزحام والتى يصعب دخول العربة او الكارو اليها

    وفى الآونة الآخيرة اخذت رواجا وشهرة .. !! وذلك للخدمة التى تقدمها حيث توجد فى كل بيت

    تساعد فى نقل الطوب التراب الغاز الدقيق وكثير من مستلزمات البيت !!

    وايضا تدر دخلا معتبرا لصاحبها فى الاسواق وذلك بتأجيرها لنقل بضائع المسافرين والمتسوقين

    حيث اصبحت تباع توكيلات عطاءات( تشغيل درداقات) وذلك فى كبريات الاسواق .. والذى يفوز بالعطاء

    له حق الامتياز فى تشغيل ما يقارب من ال500 درداقة فى السوق ويقوم بتأجيرالواحدة مقابل 3 جنيه لليوم الواحد

    اذن هى تدر دخلا معتبرا وهى مفيدة .......!!

    وكذلك المعلمة .. لى بلدنا مفيدة .. المعلمة .. ربنا يزيدا .. المعلمة !!

    وفى الاونة الاخيرة ومع ظهور هذه الآلة العجيبة تمت تسمية معلمة الاساس بالدرداقة نظرا لما ذكر سابقا

    حيث المقارنة تمت فى وجود الدخل المشترك من كليهما ..!!

    واحيانا تسمع من اراد الزواج يقول : ( داير لى درداقة ) يعنى انه يسعى للزواج من معلمة !!

    وكل ما كبر حجم الآلة كبر دخلها ولذلك سموا معلمة الثانوى الاكثر دخلا من معلمة الاساس بالركشة

    بالله شـووووووف !!!

    و التوسيع الدلالي ل"دردق" كفعل من اختراع السودان من الناطقين بالعربية الذي أشار إليه "وليد التلب" ينضاف إلى "دردقني في النجيلة" كتسريحة شعر اشتهر بها المطرب الذرِّي إبراهيم عوض في رواية لاسفيري،و مذيعة شهيرة في التلفزيون السوداني في رواية لزوجة الكاتب التقليدي أسامة الخواض.كما يشمل الحقل الدلالي "الدردقة"* كسعي حثيث ماكر لإغواء بنات الناس في لغة الذكور السودان،محيلة إلى "جكسا في خط ستة" ك "euphemism لل"ميني جيب"، و "جعبة سكينة" كتسمية لحلوى من باب المقاومة السلبية و النكاية الجماهيرية بديكتاتور صغير .

    *تعرّف رواية "نكبة الجضعلاب" لصلاح حامد هبّاش "الدردقة" هكذا " الاستدراج رويداً رويدا حتى تقع الفريسة في الشباك المنصوبة"،ص 41.
                  

05-05-2012, 04:25 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    أ-بنك بجنب الخصيتين:

    هو مقابل شعري لجيب سروال المعار.ويرى "عاطف الساخر" أنّ سروال المعار هو من اكتشافات المعارين في تلك الدولة العربية السعيدة،حيث كان الترزية السعداء يصمّمون سروالا ذا جيب سري،في داخل السروال ،وقريب من الخصيتين، يدسُّ فيه المعارون دولاراتهم في آخر العام الدراسي حين يصرفونها دفعة واحدة.
    وقد قال أحد المدرسين المعادين لذهنية المعارين بيت الشعر التالي في صديق له من لابسي ذلك النوع الجديد من السراويل "مادحا" له:
    ولأنْتَ أوّلُ مُنْشئٍ بنْكاً بجنْب الخصْيتينِ فذاكَ فَضْلُ اللهِ للبخلاءِ

    و في أحيان قليلة لم يكن "بنك بجنب الخصيتين" حرْزا حريزا للدولارات.فقد تمقْلب معارون كثيرون قلوبهم معلقة بالمساجد،و كانوا يعلِّقون سراويلهم خارج المسجد على عادة السكان الأصليين الذين يعلِّقون سراويلهم في الخارج لعدم طهارتها الناجمة عن السوائل التي تُفْرز نتيجة تعاطيهم لعشبة مخدرِّة.و حين يخرج المعارون كانوا يلبسون سروايل السكّان الأصليين عن طريق الخطأ.
    و قِيْل ان أحد الفلاشا أصيب بإغماءة في طائرة "التفويج"،حين اكتشف انه نسى سرواله في حمام عمومي.
                  

05-06-2012, 01:07 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    اكتشف الكاتب بعد انتهائه من تدوين هذيانات سعيد الطيِّب،أنَّ هنالك كثيرا من الكلمات غير المفهومة للقارئ العادي،مما يساهم في استغلاق النص.فقام ببحثٍ مُضْنٍ عبْر المقابلات الشخصيَّة، والرسائل البريدية، و المحادثات التليفونية، والإيميلات،و "مذكرات"سعيد الطيب التي تم ترميمها بعد أن غمرت خلايا مخه المتناثرة أجزاء منها.وكان أنْ توصّل الكاتب –من منفاه الكاليفورني-إلى القاموس التالي:

    1-الفلاشا:
    تسمية أطلقها في الثمانينيّات من القرن العشرين موظَّفو مطار الخرطوم على المدرسين السودانيين المعارين القادمين من دولة عربية سعيدة،لأنّهم أي أولئك المعارين يأتون ويذهبون أفواجاً في رحلات "التفويج"،مرتدين ملابس رثة.وقُصِد بهذه التسمية عزل وفرْز أولئك المدرسين عن مغتربي البلدان العربية الناعمة،مثلما حدث لأقرانهم و أبناء أعمامهم من "السلْكاويَّة".و لا تتم معاملة المعارين من قبل أولئك الموظفين على قدم المساواة.و من العوامل المركونة في لا وعيهم "أغاني البنات".
    في البداية صعد نجم الهاربين، جميعا بدون فرز،فارتفع النشيد النسوي:
    "أنحنا ما دايرينْ
    يا العزَّابة
    إلأ مغتربين
    يا العزَّابة"
    ترمترم ترم ترمترم ترم ترمترم ترم
    و بالغن في الإطلاق حتى أنهن أنشدن:
    مغترب كان كديس كان ك ل ب
    مممامما ممما ممما ممما مممما
    ثم انكشفت الغشاوة البترودولارية،فتوصلنَّ إلى طبقات المغتربين:
    بقوا نوعين:
    نوع أصلي:
    "يا أبو ظبي
    يا بلد النبي
    يا أقعد كدي"
    توتوتوتو تاتاتاتا تي تي تي تي تي تي
    و نوع تايواني ،ضعضعه الدهر،فتضعضع مثل "الفلاشا"،في مقارنة مع النوع الأصلي:
    "ليبيا و اليمنْ ضياع زمنْ
    الكويتْ
    عربية و بيتْ"
    توتوتوترارا توتوتوترارا توتوتوترارا
    ثم ذهب "الهاربون" جميعا إلى مهاوي النسيان،و على مسرح الأماني النسوية ظهر الصاعدون الجدد من البرابرة الملتحين إلى سماء الأهازيج السرية:
    أتحجَّبْ و ألبسْ طويلْ
    عشان أعرِّسْ عمر البشيرْ
    تررررم ترررررم ترررررم
    "الكوز مريِّشْ
    الكوز بعيِّشْ"
    لالالا لالالالا لالالالالا
    حبيبي ظريفْ
    يا ناسْ
    الكوز لطيفْ
    يا ناسْ"
    هشِّكْ بشِّكْ هشِّكْ بشِّكْ هشِّكْ بشِّكْ
    و حين بحَّتْ أصوات النداء الأنثوي، لم تجد غضاضة في لعب دور الضرَّة:
    "جاياك يا أبشرا
    و جاية أفتو معاك و بالضره
    يا أبشرا
    إن شاء الله راجل مره"
    تللا لالا تللا لالا تللا لالا لالالا
    و جاوبها صدى حبشي جبلي:
    الليل
    مغرزة
    راجل المرة حلو حلا
    تنتنا تنتنا تنتن تنتنا تنتنا تنتن
    وبمرور الأيام تمَّ توسيع ماعون "الفلاشا" كتسمية، لتشمل أيضاً الباحثين عن عملٍ كمدرِّسين في دواوين الوزارة بتلك الدولة السعيدة.وربّما للإيحاء للمسؤولين عن توظيف المدرسين الأجانب بثقل الوجود،أو لسبب آخر،يصرّ الفلاشا على تأكيد هويتهم السودانية بلبس العراريق المكرفسة والجلاليب المتَّسخة والسراويل ذات "التكك" المزركشة ويكوِّرون فوق رؤوسهم عمامات لُفَّتْ على النمط الأنصاري في أحايين قليلة.وكانوا يفضِّلون ،لأسباب عملية في الغالب،النمط الهلامي،وهو نمط حر ،لا يحكمه قانون،وفيه تلفُّ العمامة كيفما اتّفق.ذلك أنّ عجلتهم الدائمة لا تتيح لهم تدوير العمامة على الطريقة "الترباسية" أو الأقل تعقيدا منها :"الحسينخوجلية" .
    وينتعل الفلاشا السفنجات للشعور بخفَّة الوجود،ف"البرطعة" بالسفنجات،كما يرى أحدهم من المثقفين،هي مؤشِّر على تفضيل الحياة في الهواء الطلق.وهذا السلوك "المُنْطَلِق"-كما يرى "السفوري"-هو من التأثيرات الخفيَّة لثقافة المومسات على الحياة السودانية المعاصرة.فأوّل من "برطعن" بالسفنجات،كُنَّ من مومسات "أبو صليب"،و بعد ذلك انتقل هذا التقليد إلى مومسات "المزاد" و "سبعة بيوت".
    لكنَّ ذلك السلوك "المُنْطلق"،من جانب الفلاشا، يختلط بإصرارهم على العيش والسير والسفر في جماعات كثيرة العدد.وساهم ذلك في اكتسابهم عادة التحدُّث بصوت عال.وترتفع أصواتهم أكثر عندما يركبون سيَّارات النقل العام.وهم عادةً يتحدّثون بذلك الصوتٍ المرتفع عن النجاحات التي حقّقوها في سبيل التوظيف،ويتحدّثون في اقتضابٍ وبصوتٍ خجولٍ عمّا يسمّونها "المضايقات" التي قابلتهم في شبَّاك الوزارة حيث يتزاحم طالبو الوظائف، والمدرسون في آخر العام في طوابير طويلة لصرف مرتباتهم.وهذه الطوابير عادةً ما تتمخّض عن سيلان آلاف الليترات من العرق،وقليل من الليترات من الدم الآدمي إذا ما نجحتْ سياط الشرطة السعيدة،في الوصول الى أُنوف وأرجل و ظهور المتدافعين المتنافسين في شراسة المُعْدم، للوصول إلى شبّاك "التصفية" أي صرف الدولارات.
    وأحياناً كثيرةً تتمخَّض عن سقوط مئات الزراير،وتمزيق أنواع مختلفةٍ من الملابس،وسقوط عشرات الضحايا في حالة إغماء.
    يقول الراصدون لتسمية "الفلاشا"،أنّ المعارين يصرِّون على إخراج أنفسهم من دائرة "الفلاشا".و حسب رأيهم ،فإنّ "الفلاشا"،تضمُّ فضْلا عن "الدخلاء على المهنة" من المتعاقدين،فئات "الخضرجية" والعتّالة" و "مدرِّسي الابتدائيّات"،الذين "تبكْبَكوا" في "عام البكْبَكَة".

    2-العرقلانيّة:
    خلاصة ما توصَّل إليه "سعيد الطيب"، حين فشل في تبنِّي إستراتيجية "الضرب العادي من السعادة".وسكنتْ تلك الخلاصة في نفسه،ذات "طشمةٍ"،حين كان يفكِّر في المصائر المستريبة التي سكنتْ تفاصيل هرولته العربية"التراجيكوميدية". فالحياة لا تبدو-كما توهَّم- سلسلة من المحاولات الناجحة والفاشلة معا لإعمال العقل-كما أوحتْ له بذلك الكتب المدهشة.إنّ الحياة-على النقيض من ذلك تماماً-هي سلسلة من العراقيل.إنَّها مسيرٌ ممضّ من عرقلة إلى أخرى أكثر تعقيداً.وهي –أي العراقيل-تروح وتجيئ –وِفْقاً لمنطقٍ يجهله،ولم تسعفه الكتب المدهشة في اكتشاف ذلك المنطق،كلما تعرقلت مقاود إبل رغباته .وقرّ في نفسه بعد تأمُّلٍ عميقٍ،أنّ قليلاً من العرقلانية هو السعادة نفسها،لكنّها السعادة الموسْوسة المتوجِّسة دوماً من "هادمة المسرات ":
    "العرقلانية الغامضة"..

    3-المعارون:
    هم كما يرى "السفوري"،فئة من المعلِّمين السودانيين كبار السن،ظهرتْ في السبعينيات من القرن العشرين في عدّة دول عربية. وقد تكاثرتْ تلك الفئة عندما لم يكنْ بإمكان "فقرا السودان" اقتسام النبقة.ولذلك صاروا من عَبَدة المال. وهم أوّل من قدّس "الدولار" في التاريخ السوداني المعاصر.ولذلك كانوا يتفنّنون في حفظ الدولار،وتفتَّقتْ عبقرياتهم عن طرقٍ شتَّى للحفظ أهمَّها "بنك بجنب الخصيتين".
    وقد أخرجوا الدولار من دائرة النقود.ويروون في ذلك أنّ أحد المعارين المرضى ادعى أنّه مفلس،ولذلك كان أصدقاؤه يتولّون الصرف عليه في أثناء إقامته في مستشفى ما .وذات يوم سقطت منه صُرَّة اتَّضح بعد فحصها أنّها مليئة بالدولارات..وحين نظر إليه الحضور نظرة استنكار واحتقار،قال محتجّاً،والدموع تترقْرق في عينيه:
    "دي ما قروش،دي دولارات"، وبالغ في تفخيم "الراء" في كلمة "دولارات"،حتّى سقط مغشيَّاً عليه.

    4-المجتمع الصفوري:
    من تخريجات "عاطف الساخر" ويقصد بها المجتمع المنعزل الموحش الذي لا يتواصل فيه الأفراد ،ولا يتأكَّدون من وجود ذواتهم إلا عن طريق المضاجعة.
    وقد جاءت تخريجة "عاطف الساخر" على وزن المجتمع الذكوري،وإنْ كان في الأصل أنّه اقتبسها من حديث إحدى المغتربات القادمات من دولة عربية ثريّة،وهي تروي ما قالته إحدى المغتربات من سكّان الجبال العربية،وهي تحاول تلخيص حياتها الجبليَّة:
    "............وهكذا يتكرَّر هذا المشهد يوميا:
    يأتي زوجي المدرِّس ظهرا،فنتغدَّى سويَّاً،ثم نغطُّ في نوم متقطِّعٍ حتّى أذان العصر...حينذاك يخرج زوجي ليجلس على صخرةٍ وحيدةٍ،ثم يطلق صُفّارة طويلة،بعدها ينحدر آيباً لنرقد سويَّاً،ثم ينهض،ويغتسل،ويخرج ليجلس على صخرته الوحيدة ثم يطلق صُفّارته المعتادة ثم يؤوب لمجامعتي.وهكذا يتكرَّر يومياً ما يحدث حين يعود زوجي المدرِّس ظهراً.......
    وهكذا توصَّل "عاطف الساخر" إلى تخريجته تلك ،قارناً لقاء السرير والصفير بالبحث عن التواصل،وأكثر من ذلك التأكُّد من وجود "الأنا".
    وهذه التفصيلة الأخيرة أي "التأكُّد من وجود الأنا"،ليست مفهوما فلسفيا أضافه "عاطف الساخر" من خياله،وإنَّما هي الجزء الثاني ممّا سمعه من حديث المغتربة القادمة من دولة عربية ثريّة ،وهي تروي ما قالته تلك المغتربة القادمة من سكّان الجبال ردّاً على سؤال المغتربة الثريّة :
    "ألا تسأمان من الصفير والجماع؟؟"،وكان أن ردّتْ :
    "يحدث ذلك أحيانا،وعلاجه كان سهلا أول الأمر:
    تناولنا بالتشريح والتحليل كلّ الذين عرفناهم حتى أنّني صرت ألقبه بأبي نمّام،وصار يلقبني بأم نمّام.وحين فرغتْ جعبتانا من الأسماء،كنّا نكسر الصمت بالتسابق على فعل ما. ابتدأنا بالبكاء،وحين جفّتْ مآقينا،تسابقنا على الضراط.وحين جفّت مصاريننا كنّا نرجع مرة أخرى حين يعود زوجي المدرِّس ظهرا إلى.........".
    وما قال به "عاطف الساخر" ،ينسجم تماما مع ما قالته مغتربة في المجتمع النموذجي السعيد،حين سألتها مغتربة من دولة عربية ناعمة،عن حياتها هنالك، فقالت لها:
    "الأكل بطاطس، والز..................غاطس".و الإجابة الأخيرة للمغتربة ،اختلف حولها مثقفو الخرطوم-و خاصة مقتفي آثار "الأولاد أبَّان خُرْتايات"-في ما إذا كانت تندرج ضمن مصطلح "الشطْح الجُحْري".

    5-الضرب العادي من السعادة:
    إستراتيجية تبنّاها "سعيد الطيب"،من تعبير لبطل "البحر والسم"،لشوساكواندوا حين قال:
    "انّ ما هو عادي ،يمكن أنْ يمنح المرء أعظم سعادة" ص 34.
    وقد توصّل إلى مغزى الإستراتيجية ومحتواها و حدودها من كلام بطل الرواية،حين قال:
    كم هو جميل أنْ يكون له ولد بعد فترة، وأن يستقرّ مع زوجته في ضاحية محدودة التكاليف،في مكان ما ،ليستمتع بضرب عادي من السعادة".
    أراحه هذا الاكتشاف قليلا،لكنّه لاحظ أنّ العاديين لا ينزعجون عندما تواجههم تساؤلات أو شكوك ،بل يكتفون بأقوال مثل:
    "هذا شيئ طبيعي" أو "من الطبيعي أنْ ..." أو " ليس من العادة....". أو... . وهكذا تخلّى "سعيد الطيب" عن تلك الإستراتيجية عندما عرف أن ذلك الضرب العادي من السعادة لا يهتمّ كثيرا ولا قليلا بما تقوله الكتب المدهشة.

    6- -موسِّخ\وصيف\عِبَيد\عَبْدو:
    ألفاظ لم تردْ في سرد سعيد الطيب البرزخي،ولكنّها من الألفاظ التي استقرَّتْ و توطَّدتْ في لاوعيه البدوي الجُحْري.
    الألفاظ الثلاثة الأولى يطلقها الدهماء في أول جماهيرية في التاريخ على العاملين فيها من أهل السودان. ف"موسِّخ" تعني الأسود ذا البشرة المتَّسخة من كثرة السواد،وهي نقيض كلمة نظيف ،وتعني في خطاب الرجرجة من افراد المجتمع النموذجي السعيد:ذا البشرة البيضاء.
    و "وصيف" عندهم هي إشارة لطيفة إلى العبد.
    أمّا "عَبْدو" فهو اسم الدلع ل"ِعِبيد" ،و الذي حين نطق به أحد المعارين، كإجابة عن سؤال ضابط جوازات جماهيري "شن سمَّوك"؟ ردَّ الضابط الجماهيري متأفِّفاً و متضايقاً "أدري انك عِبيد،شنو اسمك"؟
    وقد تفتّق خيال الأطفال الجماهيريين عن ذلك الاسم ،عندما أكثر السودان الموسِّخون من امتشاق أسلحتهم البيضاء لدى سماعهم ألفاظ التعيير باللون الكلاسيكية.

    7-المُرُوقِيّون:
    هم جماعة عالمية ذات نوايا طيِّبة و طوباويَّة،مخلوطة بنزعةٍ علميةٍ صارمةٍ.
    وهم كما يرى "عاطف الساخر"، أوّل من حاول ضبط المواعيد في السودان بعد رحيل الإنجليز،ساخرين من "الصباحات الحميمة".
    واشتطّوا في ذلك ،حتى وصل بهم الحال إلى تقديس الاجتماعات والتكاليف الحزبية.
    واستند "عاطف الساخر" في ذلك التخريج على ما ذكرته إحدى "المروقيَّات" في نقاش عاصف -ذات صحو- حينما صاحت في تشنُّج "نحن الذين يقودهم وهج الشمس نحو صعود لا يرث الهبوط،نحن الذين على كتوفنا "مِرِق" الحياة إذا تراخينا،انكسر المِرِق و اتشتتْ الرصاص،و خسرنا كل شيئ".
    وقد أجرى "عاطف الساخر" النسبة من الجمع أي "المروق"،بدلا من المفرد "المِرِق" للأسباب التالية:
    أ‌-إن النسبة من المفرد "المِِرِق" أي مِرٍقي قد تختلط بالمرَق أي الحساء أو المَرْقُ أي إِكْثارُ مَرَقَةِ القِدْرِ.وهؤلاء القوم تطهّريون في علاقتهم بالمَرق ،وإنْ كان أنّهم يطالبون بأنْ يكون المََرَق للجميع.ويُعْتَبر المَرَق عنصرا أساسيا في التحليلات الاجتصادية لنفر كثير منهم، و كرهابنة راديكاليين يسْخرون من المثل الدارج "أهل العِرِس مِشْتهين المَرَقة".
    ب‌-إنّ الجمع يشير إلى أنّهم لا يحملون مِرقا واحدا.وهذا يثبت أنّهم أيضا موعودون بحمل "مروق" أخرى لا يعلمونها،وهي تظهر فجأة عندما يتّضح لهم في مسيرهم الصاعد نحو وهج الشمس،أنّ الحياة لا تجري حسب المخطط ذي المروق الثلاثة.
    ج- وقد اختار المروق لان القواميس تقول أن المارِقةُ: الذين مرقوا من الدِّين لغُلُوّهم فيه.
    والمُرُوق سرعة الخروج من الشيء، مَرَق الرجلُ من دِينه ومَرَقَ من بيته.
    و مما عزّز كلام القواميس، أن مخيال السوقة من السودان و البيضان، يحوك و ينسج أساطير عن المروقيين من بينها أنهم يتزوجون أمهاتهم و أخواتهم،و لا يؤدون الشعائر المفروضة .و إن قاموا بغشيان المعابد،كما يقول علماء الحيض و النفاس من السودان و البيضان،أطلقوا زفرة المُضطهَد،و غرقوا –في رواية لعلماء السوء و السلطان - في سرحان متصل عن المخطوطات الفلسفية و الاقتصادية لذلك الفيلسوف الألماني الشاب،وبيانهم التأسيسي الأكثر انتشارا في التاريخ الإنساني قاطبةً بعد كتب شرقأوسطية مقدسة، و قبل مختارات ماوتسي تونغ و كيم إل سونق الزعيم المحبوب من أربعين مليون كوري.


    8-الحمار:
    هو حمار الملابس.وسمِّي بذلك لظهره المستوي الذي يحمل أثقالا كثيرة من الملابس.وقيل للسكْسكة الصادرة عنه،وهي تبدو متقطِّعة الصوت كما النهيق.
    وقد دخل الحمار قرية "سعيد الطيب" بعد طقم الشاي،وقبل "التانج" والآيسكريم.لكنّه لم يحظ بالاستقبال الذي حظى به "طقم الشاي"،الذي أحضره لأوّل مرة،جد صديق "سعيد الطيب" أحمد أفندي "أب شبّال" الذي كان يعمل بالسكة الحديد في عطبرة قبل عقود من "السودنة". آنذاك توافدت الجماعات من شرق النيل وغربه من القرى المجاورة لترى الأكواب المزخرفة ذات الأحجام المختلفة ،ويتوسّطها برَّاد كبير،يشبه ديكا فيّوميَّاً،وكلّها جاثمة على صينيّة برّاقة البياض.بدا المشهد كله للقرويين جذَّاباً ومثيراً،وشبيهاً بدجاج يمرح في حقل أبيض ،فأسموا الطقم "حقل الدجاج الأبيض".
    وقد جُوبه "الحمار" باعتراضات كثيرة، مثل شَغْله لحيِّز كبير و ارتفاع سعره.لكنَّ أهم تلك الاعتراضات كانت من جانب فقيه القرية الذي اعترض على عرض الملابس ،خاصة تلك التي تذكِّر بعورة الانسان أو تثير الفتنة،كما اعتبره وسيلة لل"فخفخة " و "البوبار" واستفزاز مشاعر الفقراء المساكين.وقال أيضا أنّ الحمار يغيِّر من خِلْقة الملابس التي أرادها الله إما ملبوسة أو متوسَّدة تحت الأذرع. ولذلك-قال الفقيه خاتما كلامه- فإنّ الله قد مسخ الحمار فجعله "يسكْسك" مثل الشباب "المخنّثين" في حفلات خرطوم سبعينيات القرن العشرين.
    لم تفتّ تلك الاعتراضات من عضد الحمار،بل تطوَّر من الخشب إلى الحديد بأنواعه، إلى أنْ جاءه ملك الموت"الشمَّاعة"،فقبضتْ روحه التي صعدتْ إلى سماء بارئها: "النسيان. "

    9-السلكاويَّة:
    هم النسخة المصرية للفلاشا السودانية،و كلهم إما عديمو المهارات،أو أن مهاراتهم تجعلهم في أحسن الأحوال من ذوي الدخل المحدود و الجيب المقدود و العُسْر المشهود.و قد دأبوا على الدخول خلسةً إلى المجتمع النموذجي السعيد عبر اجتيازهم للأسلاك الشائكة التي أقيمت عبر الحدود بين البلدين الشقيقين.
    و من مذكرات "سعيد الطيب"،نجده قد ميَّز نفسه من "الفلاشا" ،و ما استُنْسخ منها مثل "السلكاوية"،في إطار محاولة "الفلاشا" السودانية لعولمة نفسها.و قد حدس الكاتب أن "سعيد الطيب" أشار إلى ذلك مواربةً-عبر مقطع أثير لديه- كتبه في وريقة مهملة وُجِدتْ مطوية برفْق داخل مذكراته- يقول:
    "بري بري بري
    بري بري بري
    بري بري بري
    حبيبي لا جنجويد لا عسكري
    دا زول "فاهِمْ" و رضي"
    و يبدو أنه أوّل "فاهِمْ" تأويلا في صالحه،من خلال ربط "الفهم" بالكتب المدهشة.
                  

05-06-2012, 01:20 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    هاء-الأولاد أبَّانْ خُرْتايات:

    مصطلح نحته و صكّه علي المك،لوصف بعض شباب كُتاب خرطوم الثمانينيات من القرن العشرين.و أورده بولا في مقدمته لكتاب صلاح الزين "عنهما و الإكليل و الانتظار"،و الذي كان آخر كتاب أعاد سعيد الطيب قراءته لكي ينفتح له ما استغلق عليه من نصوص صلاح الزين المعقَّدات،حتى يحظى بمنزلة القارئ النموذجي عند أمبرتو أيكو.
    و سيتحوَّل المصطلح لاحقا على يد "رسَّام من ضفاف السين" إلى "مُتبنْيويِّ الخرطوم".

    و مثلما أنَّ بولا أبدى رضاه عن "الأولاد أبَّانْ خرتايات"،إلّا من عُجْمةٍ ميَّزتْ خطاب أحد من أولئك المساخيط المطموسين المسنوحين في عُرْف جدّة سعيد الطيب حسبما ورد في مذكراته،فإنَّ "سعيد الطيب" كان مهتما بالمصير المأساوي الدياسبوري الذي آل إليه "أبَّانْ خُرْتايات" الذين أقاموا شمال الأطلسي.فجوهر الإقامة في الجحور العربية الريفية،معادل لجوهر الإقامة شمال الأطلسي،مما عزَّز عنده فكرة "الطابع التراجيدي للحياة".و قد توصَّل إلى ذلك من عنوان رواية لم تُكْتب بعد:
    "السعادة لا تعبر الأطلسي شمالا".
                  

05-06-2012, 03:17 PM

Elawad Eltayeb
<aElawad Eltayeb
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 5319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    Quote: أهدي هذا الجزء إلى الأستاذ العوض الطيب:



    ألف شكر ومحبة أستاذي العزيز على هذا الإهداء الجميل الذي طوقت به عنقي

    مع خالص مودتي، كن بألف خير،،،

    العوض الطيب
                  

05-06-2012, 10:01 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: Elawad Eltayeb)

    سلام فور اول

    عزيزي الاستاذ العوض الطيب
    لعلك طيب و من تحب

    كان الإهداء وردة من بستان العرفان.

    كن بعافية.
                  

05-07-2012, 01:17 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    7-المُرُوقِيّون:

    هم جماعة عالمية ذات نوايا طيِّبة و طوباويَّة،مخلوطة بنزعةٍ علميةٍ صارمةٍ.
    وهم كما يرى "عاطف الساخر"، أوّل من حاول ضبط المواعيد في السودان بعد رحيل الإنجليز،ساخرين من "الصباحات الحميمة".
    واشتطّوا في ذلك ،حتى وصل بهم الحال إلى تقديس الاجتماعات والتكاليف الحزبية.
    واستند "عاطف الساخر" في ذلك التخريج على ما ذكرته إحدى "المروقيَّات" في نقاش عاصف -ذات صحو- حينما صاحت في تشنُّج "نحن الذين يقودهم وهج الشمس نحو صعود لا يرث الهبوط،نحن الذين على كتوفنا "مِرِق" الحياة إذا تراخينا،انكسر المِرِق و اتشتتْ الرصاص،و خسرنا كل شيئ".

    وقد أجرى "عاطف الساخر" النسبة من الجمع أي "المروق"،بدلا من المفرد "المِرِق" للأسباب التالية:
    أ‌-إن النسبة من المفرد "المِرِق" أي مِرٍقي قد تختلط بالمرَق أي الحساء أو المَرْقُ أي إِكْثارُ مَرَقَةِ القِدْرِ.وهؤلاء القوم تطهّريون في علاقتهم بالمَرق ،وإنْ كان أنّهم يطالبون بأنْ يكون المَرَق للجميع.ويُعْتَبر المَرَق عنصرا أساسيا في التحليلات الاجتصادية لنفر كثير منهم، و كرهابنة راديكاليين يسْخرون من المثل الدارج "أهل العِرِس مِشْتهين المَرَقة".
    ب‌-إنّ الجمع يشير إلى أنّهم لا يحملون مِرقا واحدا.وهذا يثبت أنّهم أيضا موعودون بحمل "مروق" أخرى لا يعلمونها،وهي تظهر فجأة عندما يتّضح لهم في مسيرهم الصاعد نحو وهج الشمس،أنّ الحياة لا تجري حسب المخطط ذي المروق الثلاثة.
    ج- وقد اختار المروق لان القواميس تقول أن المارِقةُ: الذين مرقوا من الدِّين لغُلُوّهم فيه.
    والمُرُوق سرعة الخروج من الشيء، مَرَق الرجلُ من دِينه ومَرَقَ من بيته.

    و مما عزّز كلام القواميس، أن مخيال السوقة من السودان و البيضان، يحوك و ينسج أساطير عن المروقيين من بينها أنهم يتزوجون أمهاتهم و أخواتهم،و لا يؤدون الشعائر المفروضة .و إن قاموا بغشيان المعابد،كما يقول علماء الحيض و النفاس من السودان و البيضان،أطلقوا زفرة المُضطهَد،و غرقوا –في رواية لعلماء السوء و السلطان - في سرحان متصل عن المخطوطات الفلسفية و الاقتصادية لذلك الفيلسوف الألماني الشاب،وبيانهم التأسيسي الأكثر انتشارا في التاريخ الإنساني قاطبةً بعد كتب شرقأوسطية مقدسة، و قبل مختارات ماوتسي تونغ و كيم إل سونق الزعيم المحبوب من أربعين مليون كوري.
                  

05-07-2012, 10:59 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20498

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بنك بجنب الخصيتين-موت مدرس متجول-المفارق الفكِهة (Re: osama elkhawad)

    8-الحمار:
    هو حمار الملابس.وسمِّي بذلك لظهره المستوي الذي يحمل أثقالا كثيرة من الملابس.وقيل للسكْسكة الصادرة عنه،وهي تبدو متقطِّعة الصوت كما النهيق.
    وقد دخل الحمار قرية "سعيد الطيب" بعد طقم الشاي،وقبل "التانج" والآيسكريم.لكنّه لم يحظ بالاستقبال الذي حظى به "طقم الشاي"،الذي أحضره لأوّل مرة،جد صديق "سعيد الطيب" أحمد أفندي "أب شبّال" الذي كان يعمل بالسكة الحديد في عطبرة قبل عقود من "السودنة". آنذاك توافدت الجماعات من شرق النيل وغربه من القرى المجاورة لترى الأكواب المزخرفة ذات الأحجام المختلفة ،ويتوسّطها برَّاد كبير،يشبه ديكا فيّوميَّاً،وكلّها جاثمة على صينيّة برّاقة البياض.بدا المشهد كله للقرويين جذَّاباً ومثيراً،وشبيهاً بدجاج يمرح في حقل أبيض ،فأسموا الطقم "حقل الدجاج الأبيض".

    وقد جُوبه "الحمار" باعتراضات كثيرة، مثل شَغْله لحيِّز كبير و ارتفاع سعره.لكنَّ أهم تلك الاعتراضات كانت من جانب فقيه القرية الذي اعترض على عرض الملابس ،خاصة تلك التي تذكِّر بعورة الانسان أو تثير الفتنة،كما اعتبره وسيلة لل"فخفخة " و "البوبار" واستفزاز مشاعر الفقراء المساكين.وقال أيضا أنّ الحمار يغيِّر من خِلْقة الملابس التي أرادها الله إما ملبوسة أو متوسَّدة تحت الأذرع. ولذلك-قال الفقيه خاتما كلامه- فإنّ الله قد مسخ الحمار فجعله "يسكْسك" مثل الشباب "المخنّثين" في حفلات خرطوم سبعينيات القرن العشرين.
    لم تفتّ تلك الاعتراضات من عضد الحمار،بل تطوَّر من الخشب إلى الحديد بأنواعه، إلى أنْ جاءه ملك الموت"الشمَّاعة"،فقبضتْ روحه التي صعدتْ إلى سماء بارئها:
    "النسيان. "
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de