تعقيب على مقال أم سلمة الصادق: 17 نوفمبر، ذكرى بطعم الحنظل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 05:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-19-2012, 09:39 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تعقيب على مقال أم سلمة الصادق: 17 نوفمبر، ذكرى بطعم الحنظل

    في 17 نوفمبر 2011 في صحيفة الصحافة السودانية نشر مقال لأم سلمة الصادق المهدي، بعنوان غرس الوطن ، 17 نوفمبر ، ذكرى بطعم الحنظل. لم أطلع على المقال حينما نشر لكني قبل بضعة أيام وجدته معادا في منبر الرأي بموقع صحيفة سودانايل الإلكتروني فقرأته ووجدت أن من الواجب علي التعقيب عليه نظرا لتوفر بعض المعلومات لدي عن ملابسات تسليم الحكم في 17 نوفمبر للفريق إبراهيم عبود، والتي قد تكون مختلفة تماما عما أوردته الكاتبة أم سلمة الصادق في مقالها، كما قصدت أن أفتح به منبرا للنقاش عن عهد الرئيس الفريق إبراهيم عبود يكون إضاءة للأجيال الحديثة عن ذلك العهد وتقييما له، فما زالت الأقلام في كل عام في أكتوبر و نوفمبر تسود الصحائف والبعض منها يكيل السباب لعبود والآخر يحن إلى عهده.
    ومقال أم سلمة الصادق المهدي يجد قدرا كبيرا من الإهتمام منا باعتبار وضعها ومكانتها في حزب الأمة، هذا إضافة إلى أنها حفيدة الأمام السيد عبدالرحمن المهدي وهي حفيدة رئيس حزب الأمة السيد الصديق عبدالرحمن المهدي وابنة الزعيم السيد الصادق المهدي وبالتالي يكون وصولها إلى أدق تفاصيل الأحداث السياسية أفضل من غيرها.
                  

04-19-2012, 09:43 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعقيب على مقال أم سلمة الصادق: 17 نوفمبر، ذكرى بطعم الحنظل (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    مقال غرس الوطن ، 17 نوفمبر ذكرى بطعم الحنظل
    Quote: غرس الوطن

    انقلاب 17 نوفمبر 1958: ذكرى بطعم الحنظل !

    أم سلمة الصادق المهدي


    يوافق اليوم الخميس 17 نوفمبر ذكرى إنقلاب 17 نوفمبر 1958 على الديمقراطية السودانية الأولى (54-58)، وسيرة ذلك الإنقلاب الأول ستكون محور حديثنا هذا الأسبوع .لكننا لن نفعل قبل القيام بواجبين، الأول: العزاء في فقدنا الأنصاري الجلل في ولاية سنار باستشهاد الحبيب الضي أحمد شلعي الأمين العام لهئية شؤون الأنصار وعضو المكتب السياسي بولاية النيل الأزرق والحبيب أسامة الريح إبراهيم عضو الحزب بولاية سنار، ثم التوجه الى الشافي الكافي أن يشفي الحبيب كمال محمد التوم إبراهيم القيادي بالولاية وممثل الحزب بدائرة الدمازين بانتخابات 86م الذي أصيب مع الشهداء برصاص منهمر لم تتكشف بعد حقائقه ولا أبعاده .. ولأن الأمر جد خطير، على جميع الأطراف الحرص على تحقيق نزيه ثم محاسبة الفاعلين على رؤوس الأشهاد .حمى الله السودان من فتنة لا تبق ولا تذر ولا تصيبن الذين أجرموا منا خاصة، ونعوذ بوجهه الكريم من يوم نضطر فيه إلى فرز الكيمان على أسس أثنية والإصطفاف متقابلين بحسب الهوية نقتل بعضنا بعضا .اللهم احم السودان من يوم مثل هذا وشاحدك يا كريم لا تحصل خراب ولا أرجى يوم وديرا(طواقي الخوف،القدال).
    والواجب الثاني: التحية والإجلال لحدث تاريخي معاكس لاتجاه الانقلاب النوفمبري تماما من حيث الأثر على مسيرة الأمة والرفد في مَصاب جلائل الإنجاز- فنوفمبر في التاريخ السوداني الحديث لم يكن شهرا لتلطيخ سيرتنا الوطنية وندب الحظوظ فقط بمثال السيرة التي سنقلب دفاترها معا اليوم . ذلك أن نوفمبر هو الشهر الذي شهد اسبوعه الأول وتحديدا في الخامس منه من عام 1883 ملحمة عظيمة، كان لها ما بعدها في التاريخ السوداني الحديث وأكبر الأثر في رسم المصير الوطني وإعلاء شأن الوطن ونعني معركة شيكان .وعن شيكان كنت قد كتبت بمناسبة ذكراها الـ 114 في العام الماضي مقالا عنوانه:(الى من يريدون التغيير :أنصحكم بشيكان فيها مأربكم!) فلا حاجة بنا الى استزادة هنا وإن كان لي رجاء من قرائنا الكرام فهو طلب ذلك المقال من ارشيف الصحافة 11/11/2010 على الشبكة العنكبوتية لكي تظل تلك الذكرى حاضرة نستلهم من نجاحها الأمل والثقة بالنفس وهي أسلحة نحتاجها اليوم .
    إن كان الفضل هو ما شهد به الأعداء ،فقد فعل لورد فتز مورس في مجلس اللوردات البريطاني بقوله عن تلك المعركة العجيبة:(لعل التاريخ لم يشهد-منذ لاقى جيش فرعون نحبه في البحر الأحمر كارثة مثل تلك التي حلت بجيش هكس في صحارى كردفان حيث أفني عن آخره وقضي عليه قضاء مبرما). وإن التمسنا شهادة وطنية فنجد أن زلفو العسكري القدير (رحمه الله) لم يخف إعجابه بتلك العبقرية الفذة التي حققت النصر في شيكان فيقول في كتابه الموسوم(شيكان):(على مدار تاريخ الصراع البشري المسلح وحتى يومنا هذا ، لا زال الصدام الهائل الذي احتدم على سهول كردفان ضحوة الإثنين من أواخر عام 1883م يبرز مثلا رائعا لإبداع الفن العسكري في مزج الخيال والتخطيط بواقع التنفيذ والتطبيق ، فاختيار مسرح الإلتحام المثالي الذي فجر فيه المهدي طاقات جيشه ، والسرعة الخاطفة التي أزاح بها آلافا من الجنود المسلحين والمدربين تحت صيحات التهليل والتكبير من حيز الوجود، وذلك الختام الخرافي الشبيه بأساطير الأولين حين تبتلع الأرض جيوشا بأكملها مما يدلل على مخطط فذ...).وقد صدق قول الإمام المهدي لأحبابه قبل الالتحام : (لو تأخر أحدكم ليصلح نعاله لما لحق بالمعركة) فقد قُدر الزمن الفعلي الذي دار فيه القتال بخمسة عشرة دقيقة تنقص ولا تزيد!
    لكن كل هذا الفلاح والنصر المؤزر الذي تحقق بجهد سوداني خالص وتمكن من تخليص سودان القرن التاسع عشر من التسلط الأجنبي ومن شرور التشتت والتعصب القبلي والإثني حتى أقام دولة أرّخت لبداية الدولة السودانية الحديثة بحدودها المعروفة (قبل الإنفصال)، وجعلت قلوب أهله على قلب رجل واحد –كل تلك المكاسب ضٌيّعت بفعلين:
    - فعل خارجي: فعندما لم يقو من يسيرون دفة العالم في ذلك الزمان على احتمال سودان بتلك المواصفات ، بل وحتى اليوم تخبرنا الصحائف الاسفيرية كيف يخاف هؤلاء الاستعماريون من السودان الموحد القوي وكيف يسعون لتفتيته(حديث لافي ريختر وزير الأمن الاسرائيلي السابق 2008) فكان أن أعيد السودان الى حظيرة الاستعمار مرة أخرى في 2 سبتمبر 1889 بعد معركة للشرف الوطني في كرري ووقفة للعزة السودانية في 24 نوفمبر 1899 في ام دبيكرات المعركة التي ألهمت السودانيين درسا مهما :فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا.
    ونعتقد من سويداء قلبنا أن محطات نوفمبر في القرن التاسع عشر سواء بذلك النصر الماجد في شيكان أو باختيار الموت استشهادا عوضا عن الاستسلام انتصارا للمبدأ، في ام دبيكرات ، كانت محطات مهمة ومفصلية في تاريخ أمة السودان رفدت الخصوصية السودانية فيما بعد بخصائص وميزات خاصة.
    - فعل داخلي: حيث لم يقف الاستعمار الأجنبي وحده في طريق الحلم السوداني لكن للأسف عاونه شموليون سودانيون أمدوه بالخطايا والرزايا بنسق تصاعدي بدأ هينا : بالانقلاب الأول على الشرعية الانتخابية في نوفمبر 1958 مرورا بانقلاب 25 مايو 1969 وبلغ ذلك المد الخبيث ذروة قبحه بانقلاب يونيو 1989- الانقلاب الذي شل الوطن تماما وأمات كل الأخضر لولا أن تدركنا العناية وألطاف ربنا ....
    فإن حنقنا ،على الاستعمار الخارجي لقطعه مسيرتنا القاصدة لكن لا شك إن حنقنا على استعمار بني جلدتنا –الداخلي هو الأكبر لأن أذى القريب أشد وأمضى .
    وفي ذلك السياق نلقي بأكبر اللوم على الانقلاب الأول (انقلاب 17 نوفمبر) الذي استن تلك السنة السيئة فعليه وزرها ووزر من اتبعه حتى قيام الساعة .
    تخبرنا أوراق التاريخ أن الفريق ابراهيم عبود لم يكن الانقلابي الأول في تاريخ السودان الحديث فقد سبقه الرائد عبد الرحمن كبيدة في 1957 بعد سنة واحدة من الاستقلال لكن انقلاب عبود كان الانقلاب الأول الذي نجح في تسنم السلطة قسرا مما أغرى آخرون بتكرار ذلك الفعل مرات عديدة (بلغت 18 محاولة )نجح منها فيما بعد انقلاب 25 مايو ثم يونيو الأسود ولذلك نحمله كِبرها.
    عند استعراضنا لتاريخ العوالم من حولنا نجد أن السودان لم يكن بدعا في هذا المضمار فقد كانت الانقلابات في البلدان الأفريقية والعربية تخلُف الحكومات التي تشكلت بعد التحرر من الاستعمار الأجنبي لكنه بالنسبة للدول التي خضعت للاستعمار البريطاني- والسودان منها كان الانقلاب ارتدادا فظيعا لأنه خّرب مؤسسة الجيش الذي أُسس على النهج البريطاني :على التراتيبية والانضباط وتلك طبعا خلاصة التجربة الأوروبية التي أبعدت الجيش عن ولوج السياسة خوفا على مهنيته وحفاظا على مهامه الأساسية في حفظ الأمن وحماية الحدود وحماية للسياسة من إخفاقات غير المؤهلين لخوضها أو اللعب في ميادينها ، وهذا هو عين ما تحدث عنه هنتجنغتون الذي أرسى نموذجا تقوم على أساسه العلاقات العسكرية المدنية وهو درجة المهنية حيث أوضح أنه كلما كانت المؤسسة العسكرية مهنية في مهمتها، ابتعدت عن التدخل المباشر في السياسة. وكلما قلت مهنيتها، ازدادت تدخلا في السلطة وتكمن مهنية القوات المسلحة في تجويد مهمتها الأساسية وهي حماية البلاد من التهديد الخارجي(من ورقة الإنقلابات العسكرية في السودان،الأسباب والدوافع،د.حسن الحاج على أحمد
    جامعة الخرطوم ).هذا الإرث البريطاني -الذي ذكرناه بالنسبة لمهنية المؤسسة العسكرية كان سيكون في حد ذاته كسبا عظيما للسودان لو مضينا على أثره لأنه يمثل صفوة تجارب إنسانية راسخة أخضعت الجيش للقرار السياسي وأعطت الديمقراطيات فرصة لتصحيح أخطاءها.ولتقييم صحة ما قاله هنتجنغتون بشأن ارتباط مهنية الجيش سلبا بدرجة الولوغ في السياسة ما علينا إلا إجالة النظر من حولنا في الواقع السوداني لنرى كيف تنتهك حدودنا من أطرافها بل من وسطها (الطائرة الليبية في عهد نميري التي أوقعت قنابل في ام درمان،صاروخ مصنع الشفاء وطائرة بورتسودان في عهد الانقاذ..وغيرها من الحادثات )وكيف تسام كرامتنا خسفا غير مسبوق في كل محفل دولي أو إقليمي .
    كثر الحديث عن انقلاب نوفمبر لكونه بدأ بطريق غير مألوفة بخطة تسليم وتسلم باتفاق محدد المعالم ولكنه- وحتى قبل التنفيذ اتضح لرئيس الوزراء وقتها : فداحة ما هو مقدم عليه وخيانة العسكر للعهود فقد كان متفقا مع قيادة الجيش في اليوم السابق للانقلاب ليلتقي بقادة القوات المسلحة ويتحدث اليهم عن أهداف الانقلاب وحدوده باعتباره رئيسا للوزراء ووزيرا للدفاع ولكنه في الموعد المحدد لم يجد بانتظاره سوى الفريق عبود واللواء حسن بشير الذين أبلغاه أن قادة الوحدات في حالة تأهب وليس من الميسور استدعاؤهم فعاد الى منزله وهو يعلم أن تلك كانت بداية الخدعة(أمين التوم،ذكريات ومواقف في طريق الحركة الوطنية السودانية) ويبدو أن عبود (وصحبه الميامين)كما كانوا يطلقون على أنفسهم، رأوا أن يتحول الاتفاق بالتسليم والتسلم الى انقلاب بدسم كامل، وهذا ما قد كان. فقد أعقب البيان الأول حل جميع الأحزاب، تعطيل الصحف، تكميم الأفواه وكل ما يصف إنقلابا تقليديا على الشرعية.
    أشد ما يؤسفنا أن بعض الناس يذكر انقلاب نوفمبر بالخير إما لطبع شمولي سمته التخليط ويحضرني هنا من النماذج :كتابات باشمهندس عثمان ميرغني بالخصوص أو لفهم ملتبس سببه مقارنة عهد عبود بعهود الانقلابات التي تلته : مايو ثم يونيو إذ تذهب المقارنة لصالح نظام عبود إضافة لاستبطاء الناس لانجازات الديمقراطية الوليدة في بلد ظروفه بالغة التعقيد ،فكان العامة بعد اكتوبر حينما يلقون عبودا في الأسواق يهتفون له:ضيعناك وضعنا معاك!
    وربما التبس على الناس إدراك مدى سوء وسوءة نظام عبود بسبب عدم إثارة شبهات فساد واضحة وإن تناسى هؤلاء أن ذلك ربما يعود الى قصر فترة حكم نظام عبود نسبيا فغياب الشفافية والمحاسبية من أي نظام يقود حتما الى موبقات الحكم الشمولي والأهم من ذلك أن الخدمة المدنية ونظمها كانت بعافية حينها ولم تسمح بتجاوزات كبيرة وبرغم ذلك ماذا نسمي التفريط في حقوق أهالي حلفا والرضى بالمبلغ الأقل الذي رأته الحكومة المصرية تعويضا لهم عن إغراق أرضهم بسبب السد العالي؟ ثم كان تنازل الفريق عبود السريع نسبيا عن السلطة مما حقن المزيد من الدماء لكنه غبّش على الناس وأنساهم المساويء وبينما يجب أن نثبت ذلك التنازل -السريع نسبيا، في ميزان حسنات ناس عبود نُذكّر مرة أخرى بأن مهنية الجيش في ذلكم الحين كانت ما زالت بعافية أكبر و لكن لا يجب المبالغة في الرضا عن ذلك الموقف لدرجة تجعلنا (نبلع كل الظلط ) لأن عدم تسمية الأشياء بأسمائها تمنع الإستفادة من الأخطاء وبالتالي تكرارها ...
    وفي السياق نذكر ما كتبه أ. مصطفى البطل عن أن السودانيين يقفون مبهوتين أمام حرمة الموت مثلا ، مما يجعلهم يلصقون بالأموات صفات ربما لم تكن لهم في حيواتهم. وبذات المنحى نحن شعب يتعاطف أحيانا بغير موضوعية مع من هم في موقف الضعف غض النظر عن فعلهم الماضي، والمثال الصارخ على ذلك أننا خرجنا منتفضين على نظام النميري في 1985 لكن عندما عاد النميري فيما بعد سكن في بيته بودنوباوي التي كان قد ضرب مسجدها بالدبابات والمدافع الرشاشة في مارس 1970 مما تسبب في موت وإصابة كثير من سكان المسجد وسكان الحي وكذلك المارة وقد نزل النميري في بيته في ودنوباوي آمنا مطمئنا بعد ذلك دون أن يفكر أحد في مقاضاته على جرمه أو رميه بحجر. وتُرك في حاله حتى مات ميتة طبيعية وحتى آخر مقابلة صحفية معه لم يبد شيئا من ندم على ما اقترفت يداه !
    نحن نعلم أن نظام عبود قد أفسد المؤسسة العسكرية واستن وأد الديمقراطية في السودان وعالج مشكلة الجنوب بمنظار أمني ضيق مما عقدها بينما كان يمكن حلها ببساطة أكبر في أول أمرها حينما كانت مجرد حركة مطلبية ثم أنه تنازل عن حقوق سودانية لمصر في مياه النيل ورضي بمقدار ضئيل من التعويضات لأهالي حلفا بعد بناء السد العالي (15 مليون جنيه بدلا عن 30 مليون جنيه مثلما نصت مسودة المعاهدة العسكرية التي سعى لعقدها الامام عبدالرحمن المهدي مع المصريين كما أوضح السيد عبدالفتاح المغربي في جريدة الأيام رقم 5013 بتاريخ 7 ابريل 1967 ) ونعرف كذلك أن نظام عبود لم يكن أكثر رحمة بالعباد من غيره صحيح مع اختلاف في الدرجة: فقد قتل الأنصار بدم بارد في خيمة المولد في أغسطس1961ولم يتوان عن اقتحام حرم الجامعة واستخدام الرصاص الحي في اكتوبر 1964 حتى سقط القرشي وغيره شهداء، ولم يتوان قبل ذلك، عندما اعتبر أن في ذلك حماية للنظام من اعتقال الساسة(عبد الله خليل ،الأزهري ،الأمير نقد الله،عمي أمين التوم وغيرهم) وارسالهم الى جوبا في ظروف بالغة السوء وقد صادر الحريات وحل الأحزاب منذ يومه الأول وفي لقاء عبود مع الصحفيين في 18 نوفمبر حظر كل شيء(لا تكتبوا أي شئ ضد سياسة الحكومة ولا تنتقدوا أعمالها في الأمور الداخلية والخارجية ولا تعلقوا على هذه الأعمال بشيء . لا تكتبوا عن الأحزاب السابقة أو الطوائف. لا تكتبوا معلقين أو منتقدين سياسة البلدان الأخرى)\"وقد كان ذلك المنع يتم بصورة راتبة لدرجة المنع من تناول ما يختص بالأندية الرياضية .بل نحن نعلم أن فعلة عبود في خيمة الأنصار في المولد أودت بحياة الإمام الصديق زعيم المعارضة العليه الرك، مما أربك صف المعارضة زمنا .
    الأمر الآخر الذي يسوءنا هو أن بعض الناس يزعمون مسئولية حزب الأمة عن انقلاب نوفمبر بالرغم من الشرح الوافي والوقائع التاريخية التي تثبت أن أغلبية مجلس الحزب(13 من 15) بمن فيهم رئيس الحزب كانوا ضد الانقلاب لذلك تجد أن أنصار حزب الأمة هم الصوت الأعلى في المطالبة بفتح ملفات التاريخ والاحتكام الى محكمة سودانية عادلة تمتحن كل الأفعال والأقوال منذ الاستقلال وتتمدد الى الفترات التاريخية السابقة لتنصف من تجده بريئا وتلوم من تجد مذنبا وليكتب التاريخ بالبصر والبصيرة .لكن براءة حزب الأمة كمؤسسة من الانقلاب لا تعني أبدا التنصل من المسئولية و الشجاعة والمسئولية تقتضيان الإعتراف بأن الأميرلاي عبدالله خليل (رئيس الوزراء عن حزب الأمة آنذاك ) هو من رأى فردا تسليم الحكم للعساكر في ذلك الوقت في عملية محدودة وباتفاق محدد وأن الإمام عبد الرحمن المهدي من جانبه وهو راعي الحزب وبرغم عدم علمه المسبق بالانقلاب قد أيده ببيان بحسب تفسير محدد قدم له في ذلك الوقت ورأى أن المعارضة وقد وقع الانقلاب قد تضيع الاستقلال الوليد كما أن من قاموا بالانقلاب هم وطنيون يمكن التفاهم معهم وارجاعهم عن الخطأ بحسب المفاهيم الأبوية السائدة في ذلك الوقت.
    ونجد في دراسة آيات محمد عبد الوهاب التي حصلت بها على درجة الماجستير في العلوم السياسية صك براءة حزب الأمة من التآمر على الديمقراطية فقد وجدت هذه الباحثة أن حكومة السودان من عام ( 1958 - 1964 ) من نوع الحكومات العسكرية الخالصة التي تقوم نتيجة استيلاء العسكريين على السلطة من خلال عمل عسكري انقلابي)-دراسة منشورة على الشبكة العنكبوتية.
    مما يعني أن ذلك الانقلاب لم يتم حتى على أساس الطريق الذي رآه رئيس الوزراء ولم يكن لحزب الأمة أدنى ارتباط بنظام عبود فقد كان مجلس عبود عسكريا خالصا لا يرخي مجرد السمع لنصح حزب الأمة ومذكرات الإمام الصديق للنظام العسكري توالت تترى وجهده الرائد في قيادة المعارضة مما لا يمكن المغالطة فيه أبدا وبالمقارنة نجد أن توجه مايو السياسي ومجلس انقلابها كانا بحمرة تفضح شيوعيتها أما انقلاب يونيو فقد كشف السودانيون جبهته الإسلامية منذ وقت مبكر من عمر الانقلاب حتى قبل أن يظهر كل المسروق بعد المفاصلة .وفي الحقيقة وحتى بعيدا عن المباديء نرى أن منطق الأشياء يبريء حزب الأمة وكذلك الحزب الاتحادي الديمقراطي من التورط في الانقلابات عموما ،بمنطق أن الحزبين الكبيرين يجدان طريقهما إلى السلطة عن طريق صناديق الانتخابات ويحتلان قلوب السودانيين دون حاجة لاكراه أو مسالك معوجة.
    بالرغم من مرور 53 عاما على انقلاب نوفمبر لكن خفاياه و أسراره ما زالت في طي الكتمان فما زلنا نفتقر إلى الوثائق الثبوتية التي تقرر بشكل قاطع ما هي الأسباب الكامنة من وراء فكرة التسليم والتسلم من الأساس. وبينما نرى أنه من الظلم الحكم على أحداث التاريخ أوقراءتها دون التفات للظروف الموضوعية التي وقعت فيها لكننا مع ذلك نقرر مع الإمام الصديق المهدي :إن الديمقراطية إنما تعالج بالمزيد من الديمقراطية وأن الإستعانة بالعساكر في الخيارات السياسية لا تورثنا سوى البوار.
    ذكر الفريق إبراهيم عبود للجنة التحقيق التي شكلت للتقصي في وقوع انفلاب 17 نوفمبر أنه: \" قبل أيام من استئناف البرلمان لأعماله، اتصل بي رئيس الوزراء عبد الله خليل، وأخبرني أن الوضع السياسي يسير من سئ إلى أسوأ، وأن أحداثا خطيرة ومهمة قد تنشأ نتيجة لهذا الوضع، ولا يوجد مخرج غير استلام الجيش للسلطة .\" لكن أقوال الفريق عبود تتناول العموميات ولا تحدد شيئا .
    ومع خفاء الأسباب التي دفعت رئيس الوزراء لتلك الخطوة لكن هناك العديد من التخمينات التي تروى بهذا الشأن فقد قيل مثلا أن الأميرلاي أراد بتلك الخطوة أن يقطع الطريق أمام المساعي التي كان يقودها السيد الصديق المهدي (رئيس الحزب) والتي ترمي لاستبدال الائتلاف القائم مع حزب الشعب الديمقراطي بقيادة شيخ علي عبدالرحمن بائتلاف جديد بين حزب الأمة والحزب الوطني الاتحادي بزعامة الأزهري .
    وقيل إن الأوضاع السياسية تشير إلى أن مساعي التقريب بين الحزب الوطني الإتحادي وحزب الشعب الديموقراطي على وشك أن تنجح في تشكيل حكومة جديدة تقصي حزب الأمة وتمكن من حكومة اتحادية
    برعاية مصرية تكون رهنا للرغبات والمصالح المصرية مما يعيدنا للمربع الأول وتكون (يا أب زيد كأنك ما غزيت).
    كما قيل بل كان الدافع لتصرف رئيس الوزراء استباق انقلاب تسرب إليه خبره ، تدبره الحكومة المصرية يريد إعادة السودان لقبضتها صراحة.
    وسواء صحت التخمينات التي تصور عبدالله خليل منتصرا لنفسه ولو على حساب ضياع الديمقراطية أو تلك التي ترجح تخوفه على الوطن من التغول المصري(بالديمقراطية أو بالانقلاب) فالثابت أن الأميرلاي وحزبه كانا أول ضحايا الانقلاب ولم يتأخر هو أو حزبه عن القيام بهبة واحدة ضد نظام عبود منذ يومه الأول واعتبروه انقلابا موجها ضد رئيس الحزب شخصيا وضد الحزب في المقام الأول فعملوا جاهدين حتى سقط الصديق فداء لذلك الهدف في اكتوبر 1961 وواصل المعارضون الآخرون وعلى رأسهم حزب الأمة سيرهم في معارضة النظام البغيض، على هدى الطريق التي رسمها الامام الصديق حتى كلل جهدهم باكتوبر الأخضر في 1964.
    ربما أفادنا استعراض تاريخ الانقلابات في السودان بالتوجه لخيار ديمقراطي ذي مواصفات خاصة تعمد إلى صيغة تشرك جميع السودانيين وأهم معالمها: الإقرار بالتداول السلمي للسلطة- خضوع الجيش للقرار السياسي- التقيد بمواصفات الحكم الراشد الأربعة(الشفافية،المشاركة،المحاسبية وسيادة حكم القانون) الاستناد الى دستور يرى فيه كل السودانيين أنفسهم بوضوح.
    أما استعراضنا لتاريخ مجمل الفترة منذ الاستقلال وحتى اليوم فلا بد أن صفوة قولها ترفدنا بعدة ملاحظات:
    أولا :أن التدخل المصري أو التحسب منه قد كان من وراء كل أو معظم الانقلابات في السودان أما وقد حصلت مصر على ديمقراطيتها فنرجو أن يكون ذلك عاملا مساعدا في استقرار الديمقراطية عندنا .
    ثانيا : يرصد الامام الصادق في كتابه الديمقراطية راجحة وعائدة (أن الانقلابات في السودان تدرجت من سيء لأسوأ) وهي لا تنذر إلا بمزيد من ذلك ، خاصة بعد تعقيد ظروف السودان الحالية (بينما تدرجت الديمقراطيات من متواضع في الأداء إلى أداء أفضل) مما يعطي وعدا بمستقبل أفضل.
    ثالثا: الديمقراطية أفضل خيار -كذلك في المجال الاقتصادي مقارنة بالنظام الاستبدادي، لأنها أكثر استقراراً وقدرة على التعامل مع عوائق النمو طويل الأمد والصدمات الاقتصادية الخارجية مثل تأرجح الأسعار العالمية، كما ذكر د.سمير مقدسي الاقتصادي والوزير الأسبق في حكومة لبنان في ندوة :(التحول الديمقراطي بين المعوقات والعوامل الدافعة) في مركز مامون بحيري للدراسات الاقتصادية والاجتماعية في أفريقيا في 31/10/2011 وقد شرح في الندوة ما توصل له مؤخراً مع شركاء سودانيين -د.إبراهيم البدوي،د.علي عبد القادر ود.عطا البطحاني- في دراسة لحالة الديمقراطية في العالم العربي الكبير تحت عنوان: (تفسير العجز الديمقراطي في العالم العربي).
    رابعا :آخر الكلام في هذا المجال إضافة حديث ناصح، لأحد المعقبين على الندوة بقوله: (يكفي أن الديمقراطية تصّعد الأذكياء ) وضرب مثلا ببلقيس التي جنبت قومها ويلات الحرب لذكائها وشورتها لقومها وقال لو كان القرآن نزل بالاغريقية إذن لأمرنا بالديمقراطية - التي تقابل الشورى في نسختها العربية.
    وسلمتم
                  

04-19-2012, 09:51 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعقيب على مقال أم سلمة الصادق: 17 نوفمبر، ذكرى بطعم الحنظل (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)


    تبدأ أم سلمة مقالها بوصف الإنقلاب الأول على الشرعية الإنتخابية بأن ليس الإستعمار وحده الذي وقف في طريق الحلم السوداني لكن للأسف عاونه شموليون سودانيون أمدوه بالخطايا والرزايا بنسق تصاعدي بدأ هينا!!، ثم تقول أننا إن حنقنا، على الاستعمار الخارجي لقطعه مسيرتنا القاصدة لكن لا شك إن حنقنا على استعمار بني جلدتنا – الداخلي هو الأكبر لأن أذى القريب أشد وأمضى. باختصار تصنف أم سلمة موافقة الفريق إبراهيم عبود على استلام الحكم من الأميرالاي عبدالله بك خليل رئيس الوزراء ووزير الدفاع وإدارة البلاد لمدة ست سنوات بأنه إستعمار داخلي يسبب الحنق والأذي وهو إمداد بالخطايا والرزايا و قطع للمسيرة القاصدة.
    ولماذا تعتقد أم سلمة ذلك؟
    هي ترى أن هذا الإنقلاب الأول ( إنقلاب 17 نوفمبر) قد استن تلك السنة السيئة فعليه وزرها ووزر من إتبعها حتى قيام الساعة.
    لكنها تستدرك أن إنقلاب عبود لم يكن الأول، هناك إنقلاب كبيدة !! فلا بد إذن أن تجد مبررا لأن تدمغ عبود بالوزر والوزر الذي يتبعه إلى يوم القيامة فإنقلاب كبيدة لم ينجح فهي بذلك تعفيه من الوزر وتثبته على عبود لأنه نجح!! فتقول
    تخبرنا أوراق التاريخ أن الفريق ابراهيم عبود لم يكن الانقلابي الأول في تاريخ السودان الحديث فقد سبقه الرائد عبد الرحمن كبيدة في 1957 بعد سنة واحدة من الاستقلال لكن انقلاب عبود كان الانقلاب الأول الذي نجح في تسنم السلطة قسرا مما أغرى آخرون بتكرار ذلك الفعل مرات عديدة ( بلغت 18 محاولة) نجح منها فيما بعد انقلاب 25 مايو ثم يونيو الأسود ولذلك نحمله كِبرها.
    تحاول أم سلمة ان تقنعنا ألا إثم على إنقلاب كبيدة إذ أنه لم ينجح، والوزر كل الوزر على عبود لأنه نجح، وتحاول أن تفيدنا أن عقول ضباط الجيش لن تراودها مثل هذه الأفكار إلا إن يغذيها فيهم شخص يعلمهم إياها!! كأننا نفترض أن الضباط كمن هم الأطفال الصغار لا يعرفون ولن يعرفوا أبدا عن شيء إسمه الإنقلاب العسكري وأن تلك الفكرة لن تخطر ببالهم أبدا إلا أن ينميها في خيالهم وأحلامهم شخص مثل عبود.. لذلك فهو من يتحمل الوزر الأكبر!!
    وأم سلمة تعلم أن إنقلاب نوفمبر لم يكن إنقلابا دبره الجيش بليل ضد الحكومة الشرعية، بل هو إنقلاب من الحكومة الديمقراطية على نفسها، إنقلاب فكر فيه وخطط له رئيس الوزراء نفسه، لكن تحاملها على عبود وزمرته يجعلها تسوق الذرائع لتثبت العكس.. فتقول:
    كثر الحديث عن انقلاب نوفمبر لكونه بدأ بطريق غير مألوفة بخطة تسليم وتسلم باتفاق محدد المعالم ولكنه- وحتى قبل التنفيذ اتضح لرئيس الوزراء وقتها : فداحة ما هو مقدم عليه وخيانة العسكر للعهود
    هاهي أم سلمة تحاول جاهدة أن تعفي عبدالله خليل من مسؤولية التخطيط للإنقلاب ذلك لأن العسكر قد خانوا العهود، إذ تفيد
    فقد كان متفقا مع قيادة الجيش في اليوم السابق للانقلاب ليلتقي بقادة القوات المسلحة ويتحدث اليهم عن أهداف الانقلاب وحدوده باعتباره رئيسا للوزراء ووزيرا للدفاع ولكنه في الموعد المحدد لم يجد بانتظاره سوى الفريق عبود واللواء حسن بشير الذين أبلغاه أن قادة الوحدات في حالة تأهب وليس من الميسور استدعاؤهم فعاد الى منزله وهو يعلم أن تلك كانت بداية الخدعة (أمين التوم، ذكريات ومواقف في طريق الحركة الوطنية السودانية)
    تقول أم سلمة أن تلك كانت بداية الخدعة، هل نفهم من حديثها هذا أن الإنقلاب لم يكن إنقلاب عبود وصحبه على الديمقراطية الشرعية وإنما كان إنقلابا لعبدالله خليل على الشرعية الديمقراطية وبقيادة عبود، بيد أن عبود في اللحظة الأخيرة خان العهد؟؟ هذا ما تخبرنا به أم سلمة نقلا عن كتاب أمين التوم "ذكريات ومواقف في طريق الحركة الوطنية السودانية" ونحن في بحثنا عن ملابسات تسليم الحكم لعبود نجد أن هذه المعلومة صحيحة، لكن الذي لم تذكره أن عبدالله خليل كان يرجو تسليم الحكم له بعد حين، وأثناء تفاوضه معهم على ذلك بعد قبول الضباط مبدأ إستلام السلطة، كان قرار عبود وصحبه أن تكون الحكومة عسكرية أو تكون عسكرية مدنية لكن مع عناصر مستقلة، وهذا ما تصفه أم سلمة بخيانة العهود، الواقع أن العسكريين لم يخونوا العهود لأنه لم يكن هناك عهد منهم لتسليم الحكومة لعبدالله خليل .. ذاك فقط كان مقترح من عبدالله خليل رفضه العسكريون.
    لذلك تصف أم سلمة ذلك بسخرية ما من داع لها فتقول: ويبدو أن عبود (وصحبه الميامين) كما كانوا يطلقون على أنفسهم، رأوا أن يتحول الاتفاق بالتسليم والتسلم الى انقلاب بدسم كامل، وهذا ما قد كان. فقد أعقب البيان الأول حل جميع الأحزاب، تعطيل الصحف، تكميم الأفواه وكل ما يصف إنقلابا تقليديا على الشرعية.
    ثم من بعد ذلك تتوجه الكاتبة ببعض التقريع إلى من يذكرون إنقلاب نوفمبر بالخير فتقول:
    أشد ما يؤسفنا أن بعض الناس يذكر انقلاب نوفمبر بالخير إما لطبع شمولي سمته التخليط ويحضرني هنا من النماذج: كتابات باشمهندس عثمان ميرغني بالخصوص أو لفهم ملتبس سببه مقارنة عهد عبود بعهود الانقلابات التي تلته : مايو ثم يونيو إذ تذهب المقارنة لصالح نظام عبود إضافة لاستبطاء الناس لانجازات الديمقراطية الوليدة في بلد ظروفه بالغة التعقيد،
    تبحث إم سلمة عن عذر للديمقراطية الوليدة في فشلها الذريع في إدارة البلاد فتقول أن الديمقراطية الوليدة لم تنجز شيئا لظروف البلد بالغة التعقيد .. هاهي الكاتبة تثبت وتؤكد أن الديمقراطية الوليدة لم تنجز شيئا، لكنها تستدرك وتجد لها العذر فتقول " لظروف البلد بالغة التعقيد" .. ونرد عليها ببساطة ونسألها ألم تكن تلك الظروف بالغة التعقيد هي نفسها التي أنجز فيها نظام عبود كل تلك الإنجازات العظيمة؟؟
    وتقول : فكان العامة بعد اكتوبر حينما يلقون عبودا في الأسواق يهتفون له: ضيعناك وضعنا معاك!
    ونرد عليها أنا نعتقد أنهم ليسوا بالعامة بل هم مواطنون سودانيون راشدون شاهدوا عبود وقد جاء مرة واحدة للسوق ولم يكن من عاداته بعد تنحيه الخروج من منزله وهؤلاء المتسوقون فيهم كل أطياف الشعب السوداني هل تستطيع الكاتبة أن تقنعنا أن المتعلمين والمتحضرين من هذا الجمع وقفوا متسائين من هؤلاء العامة الدهماء الذين لا يفقهون شيئا، وأن العامة فقط هم الذين هتفوا لعبود..

    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 04-19-2012, 10:06 AM)

                  

04-19-2012, 10:09 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعقيب على مقال أم سلمة الصادق: 17 نوفمبر، ذكرى بطعم الحنظل (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    وتقول أم سلمة أيضا : وربما التبس على الناس إدراك مدى سوء وسوءة نظام عبود بسبب عدم إثارة شبهات فساد واضحة وإن تناسى هؤلاء أن ذلك ربما يعود الى قصر فترة حكم نظام عبود نسبيا
    تدمغ إم سلمة نظام عبود بالسوء والسوءات لكنها كعادتها تجد العذر لنفسها في عدم قدرتها على إثبات هذا السوء وتلك السوءات فتعزو ذلك إلى عدم إثارة شبهات فساد واضحة!! و نقول لها ما الذي يمنعك ويمنع الآخرين من إثارة الشبهات.. أفعلي ذلك واثيري ما استطعت ودللي بالبراهين إن استطعت..
    وتقول وإن تناسى هؤلاء أن ذلك ربما يعود إلى قصر فترة حكم عبود نسبيا ... إذن فإم سلمة موقنة من فساد حكومة عبود لكن عبود قطع عليها إفتراضها بثبوت الفساد بتنحيه المبكر عن السلطة.. تحتم إذن على عبود الإستمرار في الحكم ست سنوات أخرى أو ربما ست سنوات ثالثة لتتأكد فرضية الفساد المثبتة في خيال الكاتبة التي لابد منها.. أقول لها ولم لا تفترضي العكس فكما ظل نظام عبود نزيها مستقيما لمدة ست سنوات فالإحتمال الأقرب أن يستمر مستقبلا على هذا المنوال.
    وتقول : فغياب الشفافية والمحاسبية من أي نظام يقود حتما الى موبقات الحكم الشمولي والأهم من ذلك أن الخدمة المدنية ونظمها كانت بعافية حينها ولم تسمح بتجاوزات كبيرة وبرغم ذلك ماذا نسمي التفريط في حقوق أهالي حلفا والرضى بالمبلغ الأقل الذي رأته الحكومة المصرية تعويضا لهم عن إغراق أرضهم بسبب السد العالي؟
    نحن الآن أمام وصف جديد لم نسمع به من قبل لمسألة التنازل عن حلفا وإغراقها فالكاتبة تقرن ذلك بغياب الشفافية والمحاسبية وبموبقات الحكم الشمولي.. المعارضون لنظام عبود ظلوا يقولون أن عبود باع حلفا والمعتدلون يقولون أنه باعها بثمن بخس، وأم سلمة نفسها تقول في حيز آخر من هذا المقال أن السيد عبدالرحمن المهدي كان مقدرا مبلغ 30 مليون جنيه بينما قبلت حكومة عبود بخمسة عشر مليون جنيه.. لكن إم سلمة إمعانا منها في تضخيم مثالب حكومة عبود نقول أن عبود فرط في حقوق أهل حلفا ورضي بالقليل وتقرن ذلك بغياب الشفافية والمحاسبية وموبقات الحكم الشمولي ولا تبرز دليلا ..
    خلاصة الموضوع أن مسؤولية التنازل عن حلفا وكانت المدينة الأكبر والاجمل في منطقة النوبة مقارنة بباقي النوبة تقع على حكومات السودان بعد الإستقلال إذ لم تعترض حكومة الأزهري على التنازل عن حلفا من أجل تشييد السد العالي وكذلك لم تعترض حكومة السيدين برئاسة الأميرالاي عبدالله خليل، الإختلاف كان في مبلغ التعويض المادي الذي دفعته مصر للسودان، توصلت حكومة عبود إلى إتفاق مع المصريين يقل عما طالب به ميرغني حمزة وعن ما ذكرت الكاتبة أن السيد عبدالرحمن المهدي قد اقترحه.. لا أستطيع أنا أن أجزم إن كان المبلغ الذي قبلت به حكومة عبود أقل أو أن المبلغ الذي طالبت به الحكومات السابقة لعبود كان أكثر من المعقول، لكن الأمر المهم جدا ألا نوصم حكومة عبود بوزر بيع حلفا.. فحلفا لم تباع بليل، ولم يقبض وزراء عبود أو عبود رشوة خاصة ليقبلوا بثمن بخس.. بل تم الإتفاق مع الحكومة في إتفاقية واضحة قدرت على ضوئها التعويضات وتم على أساسها تعديل إتفاقية مياه النيل.
    أيضا تواصل أم سلمة حديثها فتقول: ثم كان تنازل الفريق عبود السريع نسبيا عن السلطة مما حقن المزيد من الدماء لكنه غبّش على الناس وأنساهم المساويء وبينما يجب أن نثبت ذلك التنازل -السريع نسبيا، في ميزان حسنات ناس عبود نُذكّر مرة أخرى بأن مهنية الجيش في ذلكم الحين كانت ما زالت بعافية أكبر و لكن لا يجب المبالغة في الرضا عن ذلك الموقف لدرجة تجعلنا (نبلع كل الظلط) لأن عدم تسمية الأشياء بأسمائها تمنع الإستفادة من الأخطاء وبالتالي تكرارها ...
    نسأل الأخت الكاتبة أين هو الظلط الذي نضطر لابتلاعه.. لقد كان عهد عبود عهدا طيبا على عموم أهل السودان، الوحيدون الذين أصابهم الغبن من عهد عبود كانوا هم الساسة، طلب منهم عبود أن يجمدوا نشاطهم أما باقي أهل السودان فكانوا في رغد من العيش، وكان إقتصاد السودان في انتعاش، وأعتقد أن الكاتبة لم تعايش عهد عبود لكنها لو كانت حضرته لما قالت ما قالت، فهي لا شك قد أعملت خيالها.. لتتخيل أن السودانيين كانوا يبلعون الظلط في ذلك الزمان.. الواقع أنهم كانوا يهنؤون بوافر من الشهد.
    تقول أم سلمة:
    نحن نعلم أن نظام عبود قد أفسد المؤسسة العسكرية
    الكاتبة مطالبة بتوضيح كيفية هذا الإفساد؟؟
    وتقول :
    واستن وأد الديمقراطية في السودان
    نرد عليها أنها تعلم أن من استن وأد الديمقراطية هو عبدالله خليل وأن أول من دبر إنقلابا عسكريا هو عبدالرحمن كبيدة، وأن عبود لم يخطط للإنقلاب بل طلب منه .. الواقع أن عبدالله خليل حينما طلب من العسكريين تسلم الحكم لم يوجه ذلك الطلب لقائد الجيش إبراهيم عبود بل ذهب إلى أقرب الناس إليه في الجيش لعلاقة صداقة تربطه به ولعلاقة حزبية .. توجه عبدالله خليل للواء أحمد عبدالوهاب خير السيد.. لكن أحمد عبدالوهاب و هو الرجل الثاني في الجيش بعد عبود لم يقبل أن يتجاوز قائده، وقال لعبدالله خليل إن كان لابد للجيش أن يحكم فلابد من إبلاغ عبود، وحينئذ أرسل عبدالله خليل عضو مجلس الشيوخ زين العابدين صالح الذي جلس مع عبود جلسة خاصة أخبره فيها برغبة عبدالله خليل تسليم الحكم للجيش. و اللواء أحمد عبدالوهاب كان هو من رفض تشكيل الحكومة الإنقلابية من بعض القادة العسكريين وبعض السياسيين منهم المحجوب ومبارك زروق.
    لكن إنقلاب محي الدين أحمد عبدالله وعبدالرحيم شنان ضد عبود أفضى إلى إخراج اللواء أحمد عبدالوهاب لأنه رفض الحل الوفاقي بإدخال محي الدين وشنان إلى مجلس الثورة وهكذا خرج بعيدا عن الأضواء الشخص الذي كان مقدرا له أن يكون قائد الإنقلاب.
                  

04-19-2012, 10:12 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعقيب على مقال أم سلمة الصادق: 17 نوفمبر، ذكرى بطعم الحنظل (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    Share
    نعود لمقال أم سلمة الصادق ، تقول أم سلمة:
    وعالج مشكلة الجنوب بمنظار أمني ضيق مما عقدها بينما كان يمكن حلها ببساطة أكبر في أول أمرها حينما كانت مجرد حركة مطلبية
    هذه معلومة غير صحيحة .. لم تكن مشكلة الجنوب أبدا مجرد حركة مطلبية يمكن حلها ببساطة في أول أمرها.... فمشكلة الجنوب أكثر تعقيدا من ذلك بكثير ولعل في مقالنا المرفق تسليط لبعض الضوء على المشكلة مما يدل على أنها ليست كما وصفت الكاتبة وأن حكومة عبود العسكرية ليست هي من عقدتها و فاقمتها.
    http://www.sudaneseonline.com/2008-05-19-17-39-36/3...7/5905-18-1955-.html
    ثم تعود ثانية لحلفا وتقول : ثم أنه تنازل عن حقوق سودانية لمصر في مياه النيل ورضي بمقدار ضئيل من التعويضات لأهالي حلفا بعد بناء السد العالي (15 مليون جنيه بدلا عن 30 مليون جنيه مثلما نصت مسودة المعاهدة العسكرية التي سعى لعقدها الامام عبدالرحمن المهدي مع المصريين كما أوضح السيد عبدالفتاح المغربي في جريدة الأيام رقم 5013 بتاريخ 7 ابريل 1967 ).
    لعل الرجوع إلى سفر الإداري حسن دفع الله " تهجير أهالي حلفا" قد يلقي الضوء على تقديرات التعويضات إن كانت منصفة أم لا، أما بالنسبة لمسودة المعاهدة العسكرية فإن الكاتبة أوردتها وكأنها معاهدة إبرمت فعلا بين السيد عبدالرحمن المهدي وبين الحكومة المصرية، بينما هي مجرد فكرة مطروحة للتفاوض وعندما عرضها السيد عبدالرحمن المهدي على عبدالله خليل لم يعلق عليها عبدالله خليل بحسب مقال رباح الصادق، لذلك ليس من المنطق أن نقول أن المعاهدة نصت على 30 مليون بل الأوجب أن تذكر الكاتبة أن السيد عبدالرحمن المهدي إقترح أن تكون التعويضات 30 مليون جنيه. وهناك فرق كبير في المعنى بين العبارتين.
    وتقول أم سلمة: ونعرف كذلك أن نظام عبود لم يكن أكثر رحمة بالعباد من غيره صحيح مع اختلاف في الدرجة: فقد قتل الأنصار بدم بارد في خيمة المولد في أغسطس1961
    وتعقيبا على هذه النقطة نحيل الكاتبة إلى ردنا على بدر الدين حامد الهاشمي في 17 نوفمبر هب الشعب ده يوم ميلاده ففيه توضيح لملابسات هذه الحادثة التي تصفها الكاتبة بقتل نظام عبود للأنصار بدم بارد في خيمة المولد في أغسطس 1961.
    http://www.sudaneseonline.com/2008-05-19-17-39-36/3...--17-----------.html
    ثم تعود الكاتبة لمسألة مسئولية الحزب عن إنقلاب نوفمبر فتقول: الأمر الآخر الذي يسوءنا هو أن بعض الناس يزعمون مسئولية حزب الأمة عن انقلاب نوفمبر بالرغم من الشرح الوافي والوقائع التاريخية التي تثبت أن أغلبية مجلس الحزب (13 من 15) بمن فيهم رئيس الحزب كانوا ضد الانقلاب
    هل نفهم من ذلك أن حزب الأمة عرض أمر الانقلاب العسكري على حكومته على مجلس الحزب و أن المجلس صوت بنسبة 13 إلى 2 ضد الإنقلاب، أعترف أن هذه معلومة جديدة عليَ.. إذن فليس هذا دليل براءة بل هو دليل إدانة!!
    ثم تأتي الكاتبة بالعبارة التالية والتي تحمل متناقضين بهذا فتقول: لكن براءة حزب الأمة كمؤسسة من الانقلاب لا تعني أبدا التنصل من المسئولية و الشجاعة والمسئولية تقتضيان الإعتراف بأن الأميرلاي عبدالله خليل ( رئيس الوزراء عن حزب الأمة آنذاك ) هو من رأى فردا تسليم الحكم للعساكر في ذلك الوقت في عملية محدودة وباتفاق محدد
    تسوق الكاتبة عبارتها " براءة حزب الأمة من الإنقلاب " وكأنها حقيقة مؤكدة بينما ليس ثمة دليل على هذه البراءة وبالتالي فالإفادة السابقة لا تستقيم إلا في حالة تبرأ الحزب من انتماء الأميرالاي عبدالله خليل إليه.
    وتفيد أم سلمة عن موقف الإمام عبدالرحمن المهدي أنه من جانبه وهو راعي الحزب وبرغم عدم علمه المسبق بالانقلاب قد أيده ببيان بحسب تفسير محدد قدم له في ذلك الوقت ورأى أن المعارضة وقد وقع الانقلاب قد تضيع الاستقلال الوليد كما أن من قاموا بالانقلاب هم وطنيون يمكن التفاهم معهم وارجاعهم عن الخطأ بحسب المفاهيم الأبوية السائدة في ذلك الوقت.
    الحقيقة البينة أن السيد عبدالرحمن المهدي كان علم بالإنقلاب وكان موافقا عليه، ونتساءل كيف يناقش أمر الإنقلاب في مجلس الحزب ويعترض عليه ثلاثة عشر من أعضاء المجلس وبوافق إثنان ولا يكون لراعي الحزب وزعيمه الإمام عبدالرحمن المهدي علم بذلك.
    تذكر الكاتبة أن دراسة آيات محمد عبدالوهاب لنيل الماجستير بها صك براءة لحزب الأمة من التأمر على الديمقراطية حيث أنها وجدت أن حكومة السودان من عام 1958 -1964 هي من نوع الحكومات العسكرية الخالصة التي تقوم نتيجة إستيلاء العسكريين على السلطة من خلال عمل عسكري إنقلابي
    بالرجوع للدراسة أعلاه للباحثة آيات محمد عبدالوهاب نقرأ هذه المعلومة لكن نجد أنها حرفت قليلا من قبل الكاتبة، فإم سلمة تقول أن آيات قدمت صك براءة لحزب الأمة من التآمر على الديمقراطية و لم تفعل آيات ذلك، بل هي صنفت الإنقلابات العسكرية بحسب أنواعها إلى أربعة أنواع ووصفت الصنف الرابع بأنه من نوع الحكومات العسكرية الخالصة التي تقوم نتيجة لإستيلاء العسكريين على السلطة من خلال عمل عسكري إنقلابي وضربت لهذا مثلا بإنقلابي سوريا 1947 والسودان 1958. إذن الباحثة لم تثبت شيئا بل صنفت فقط وفي رأيي أنها مخطئة في تصنيف إنقلاب السودان بأنه من نوع الإنقلابات العسكرية الخالصة حيث أنها تعلم أنه أمر من رئيس وزراء الحكومة الشرعية باستلام الحكم.
    تواصل أم سلمة مقالها فتقول: ومع خفاء الأسباب التي دفعت رئيس الوزراء لتلك الخطوة لكن هناك العديد من التخمينات التي تروى بهذا الشأن فقد قيل مثلا أن الأميرلاي أراد بتلك الخطوة أن يقطع الطريق أمام المساعي التي كان يقودها السيد الصديق المهدي (رئيس الحزب) والتي ترمي لاستبدال الائتلاف القائم مع حزب الشعب الديمقراطي بقيادة شيخ علي عبدالرحمن بائتلاف جديد بين حزب الأمة والحزب الوطني الاتحادي بزعامة الأزهري.
    هذه المعلومة صحيحة لكنها ناقصة .. نعم كانت هناك مساعي أو قل تخطيطا من قبل السيد الصديق المهدي رئيس الحزب ترمي لإستبدال الإئتلاف القائم مع حزب الشعب الديمقراطي بقيادة شيخ على عبدالرحمن بإئتلاف جديد بين حزب الأمة والحزب الإتحادي بزعامة الأزهري.. وبقية المعلومة الناقصة إن هذه الحكومة الجديدة ليست بقيادة عبدالله خليل من قبل حزب الأمة بل بقيادة مأمون شريف ..أي أن هناك إنقلاب داخلي في حزب الأمة لإبعاد عبدالله خليل، وإن كان غير ذلك فما الذي يضير عبدالله خليل أن يكون حكومة إئتلافية مع الأزهري بدلا من شيخ علي عبدالرحمن. هذه هي الحقيقة والتي مهدت لها الكاتبة بجملتها أنه ( أي عبدالله خليل) أراد بتلك الخطوة أن يقطع الطريق أمام المساعي التي كان يقودها السيد الصديق المهدي.. الواقع أن التخطيط لم يكن إنتحاريا علي وعلى اعدائي يارب بل هو عكس ذلك فعبدالله خليل كان يود أن يؤول الحكم إليه بعد حين. إلا أن عبود ورفاقه الذين شكلوا فيما بعد المجلس العسكري الأعلى رفضوا أن يستجيبوا لهذا الأمر أو لهذا الرجاء . لذا عاد عبدالله خليل من آخر لقاء له بقادة الجيش – كما أفاد أمين التوم - عاد حزينا قائلا ان الضباط خدعوه، لم يفسر لنا أمين التوم كيف خدع الضباط عبد الله خليل لكن من المؤكد انهم رفضوا مبدأ تسليم الحكم إليه بعد الإنقلاب. ويؤكد ذلك الدرديري نقد مدير المخازن عندما استجوبته لجنة التحقيق في انقلاب 17 نوفمبر حيث قال أنه ذهب إلى منزل عبدالله خليل في الليلة السابقة للإنقلاب عند التاسعة مساءا فشاهد ضابطين يخرجان من منزله وأنه قابل عبدالله خليل إثر خروجهما وسأل عن الحاصل فأجابه عبدالله خليل قائلا: ( خلاص العساكر حيستلموها ومش حينزلوا إلا بالقوة ).
    وفي ختام مقالها أوردت أم سلمة ما ذكره الإقتصادي اللبناني والحديث الناصح الذي أعقبه وتعقيبا على ما أورده الدكتور سمير مقدسي الإقتصادي والوزير الأسبق في حكومة لبنان أقول لعله لو تأمل أداء حكومة عبود والحكومات الديمقراطية من قبله ومن بعده لربما بدل إفادته التي تقول أن الديمقراطية أفضل خيار في المجال الإقتصادي.
    أما عن الحديث الناصح و آخر الكلام عن الديمقراطية والشوري والإغريقية والعربية فإنا قد نرد عليه في مقام آخر.
    ودمتم.
                  

04-24-2012, 11:02 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعقيب على مقال أم سلمة الصادق: 17 نوفمبر، ذكرى بطعم الحنظل (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    شهادة الفريق إبراهيم عبود فنوردها كاملة من محضر لجنة التحقيق :
    "" كنت في سنة 1958 القائد العام للجيش ، ومهمة الجيش معروفة وهي الحفاظ على الأمن وكنت أتلقى تعليماتي من رئيس الوزراء ووزير الدفاع عبدالله خليل . قبل الإنقلاب بشهرين جاءني عبدالله خليل في المكتب وقال لي ( حيكون في جلسة في منزل السيد الصديق بأمدرمان ) ودعاني لحضورها فأخذت معي أحمد عبدالوهاب وكان موجودا السيد الصديق وعبدالله خليل وزين العابدين صالح ، وأفتكر كان معناعوض عبدالرحمن ، وحسن بشير كان حتما معي.
    تطرق الكلام إلى الموقف السياسي وشرحه السيد الصديق وقال إن البلد غير مستقرة وإذا عمل وزير دفاع من الجيش فإن هذا يساعد على الإستقرار فانفضت الجلسة على لا شيء ولم يحدث إتفاق. ولم يحدث إجتماع بعد ذلك ولم يبلغني إخواني عن أي اجتماع. الأحوال مشت عادية بعد ذلك.

    قبل إنعقاد البرلمان بنحو عشرة أيام جاءني عبدالله خليل وقال لي الحالة السياسية سيئة جدا ومتطورة ويمكن تترتب عليها أخطار جسيمة ولا منقذ لهذا الوضع غير أن الجيش يستولى على زمام الأمر. فقلت هذا إلى ضباط الرئاسة أحمد عبدالوهاب وحسن بشير وآخرين . مرة ثانية جاءني عبدالله خليل فأخبرته أن الضباط يدرسون الموقف، فقال لي ضروري من إنقاذ البلاد من هذا الوضع، ثم أرسل لي زين العابدين صالح ليكرر لي نفس الكلام، والضباط وقتها كانوا يدرسون تنفيذ الخطة . قبل التنفيذ بنحو ثلاثة أيام جاءني عبدالله خليل في الرئاسة ليطمئن على الموقف فقلت له كل حاجة تقريبا انتهت وحتتم قبل انعقاد البرلمان فقال لي (ربنا يوفقكم ).
    سألته عما إذا كان هذا العمل مقبولا فقال لي أن كل العقلاء والسيدين مؤيدين هذه الحركة.
    إجتمعنا أنا وأحمد عبدالوهاب و حسن بشير والتيجاني وعوض وعروة وخواض ومحمد نصر عثمان وحسين علي كرار لا أعتقد أنه كان في الإجتماع الأول لدراسة تنفيذ الخطة والإحتياط. وبعد التنفيذ ذهبنا في تاني يوم وزرنا السيدين وقابلتنا الجماهير بالهتافات وعمل كل من السيدين بيانا، وقرر المجتمعون إختيار الوزراء حسبما يريدون وحسب أقدميتهم في الجيش .
    عبدالله خليل عندما اقترح تدخل الجيش لم يقترح أسماء معينة أو وضعا معينا ولكني مرة سألته عن وزير الخارجية فقال محجوب، وكان ذلك قبل التنفيذ. لم يحدث نقاش مع عبدالله خليل عن تشكيل حكومة قومية.
    أنا لم أتصل بأي من السيدين قبل الإنقلاب ولكن بعد الإنقلاب.
    تكوين الحكومة بدأنا نفكر فيه بعد التنفيذ، ولكن قبل التنفيذ لم يحدث إتفاق على كيفية توزيع الوزارات، ولكن حدثت مشاورات واستعراض لبعض الأسماء. لم يحدث أن إتفقنا على تشكيل حكومة قومية أو مجلس سيادة قبل الإنقلاب ولم يحدث أن جئت في 16/11 بفكرة مغايرة لذلك واقترحت تكوين مجلس أعلى خلافا لما اتفقنا عليه أول الأمر. لا أذكر ذلك ولكن بعد التنفيذ حدث نقاش بيننا حول تكوين الحكومة، مش قبل التنفيذ، وقبل التنفيذ حدثت المشاورات واستعراض الأسماء وبعد التنفيذ اتفقنا طوالي على الأسماء. قبل الإنقلاب لم يشترك معنا في مشاوراته أي من الوزراء المدنيين الذين عيناهم، أحمد خير عيناه وزير للخارجية بعد الإنقلاب مباشرة وكنا نستشيره أيضا في المسائل القانونية بوصفه قانونيا وكان يجلس لمدة يومين تقريبا في رئاسة الجيش وبعدها ذهب إلى وزارة الخارجية. المدنيين من الوزراء أقترحت أسماؤهم منا جميعا في اجتماعاتنا.
                  

04-24-2012, 11:07 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعقيب على مقال أم سلمة الصادق: 17 نوفمبر، ذكرى بطعم الحنظل (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    نواصل في أقوال الفريق إبراهيم عبود أمام لجنة التحقيق المنعقدة بعد ثورة أكتوبر


    لا صحة لما قاله عبدالله خليل من أن الأحوال كانت حسنة قبل الإنقلاب إن إنكاره أمر مضحك، ماذا كنا نريد من الإنقلاب ؟ كنت قائدا عاما وراتبى هو الذي كنت أتقاضاه في أثناء رئاستي للحكومة.
    عبدالله كان يجري ورانا عشان تنفيذ الإنقلاب ويرسل لي زين العابدين، وهذا يعني أن الإنقلاب تم بضغط وأمر من عبدالله خليل. عبدالله خليل وزين العابدين كان غرضهم أن يتم الإنقلاب لإنقاذ البلاد من الفوضى الداخلية والتدخل بتاع دولة أجنبية لم يوضحها، وهذا قد يكون أحمد عبدالوهاب أوضحه في أقواله . بعد الإنقلاب بنحو شهر جاءني عبدالله خليل وقال لي أن السيد عبدالرحمن صحته معتلة وإذا ممكن تعملوه رئيس جمهورية فقلت له أنا أعمل مع مجلس وهذا كلام غير مقبول .
    لم أطلب من عبدالله خليل أي مستند أو أمر كتابي لتنفيذ الانقلاب لأن ذلك ليس مقبولا وليس متبعا في نظام الجيش، وقد كان أمر عبدالله خليل أمرا من وزير الدفاع وقبلته بهذه الصفة وأنا شفت كلامه في صالح إستقرار البلد كمان حسب كلامه لي وحسب ما شفته أنا في البلد.
    أنا كنت القائد وأحمد عبدالوهاب نائب القائد ، وأنا أصدر له التعليمات وهو ينفذها في الفروع المختلفة بتاعة الجيش ، فرع الإدارة، فرع العمليات .. ولكل فرع قائد .
    الطريقة القديمة التي نحن مشينا فيها حسب الجيش هي تنفيذ أي أمر صادر من الضابط الأعلى إلا إذا كان الأمر غير معقولا ولا صلة له بعمل الجيش، ولا يوجد في قانون الجيش أمثلة معينة يحق فيها لرجل الجيش أن يخالف الأوامر .
    الخطاب الأول بعد الإنقلاب أعده ضباط من الجيش ولا أذكر أسماءهم الآن، ولكن لم يشترك فيه مدنيون ، أعده الضباط وأحضروه لي ونقحته وعدلت فيه، بعد تكوين مجلسنا لم أشعر بوجود تيارات لمصلحة حزب الأمة في داخل المجلس، وحكاية المعونة الأمريكية أجزناها لأننا أعتبرنا أنها في الصالح العام، وكان هنالك أحمد عبدالوهاب المعتقد بأن له ميولا مع حزب الأمة ولكن لم يبق معنا أكثر من ثلاثة شهور، ورأيي أن ناس شنان كانوا مصرين على إبعاد أحمد عبدالوهاب من الجيش باعتبار أنه حزب أمة، قالوا لي هذا ولهذا استجبنا لمطلبهم بإبعاد أحمد عبدالوهاب، وكذلك عوض عبدالرحمن يرون أنه حزب أمة وأعدناه إلى الجيش بناء على طلبهم وأبعدناه من المجلس الأعلى . المجلس الأعلى إنحل بعد حركة ناس شنان ولم يكن له وجود وقعدنا أنا وشنان ومحي الدين وكل واحد رجع لوحدته ما عدا أحمد عبدالوهاب وبعدين عملنا استفتاء في الجيش كان من نتيجته تكوين المجلس الأعلى الأخير .
    عوض عبدالرحمن وضع في المجلس الأعلى لأنه إشترك في التنفيذ رغم أنه يوجد ضباط أقدم منه، ولم يكن هناك سبب خاص لوضعه في المجلس الأعلى ولم يصر عليه أحمد عبدالوهاب.
    لم يحدث أن اجتمعت بالسيد عبدالرحمن أوالسيد علي قبل الإنقلاب.
    مشكلة حلايب كانت قبل الإنقلاب بمدة طويلة وكنت أنا وقتها نائب قائد عام، أما لما عبدالله خليل كلفني بالإنقلاب فقد ذكر لي في أسبابه وجود خطر تدخل دولة أجنبية مع ما ذكر من أسباب أخرى.
    عبدالله خليل هو صاحب الفكرة بتاعة الإنقلاب أساسا وهذا أمر معروف للجميع ، وقد نفذنا الإنقلاب لإنقاذ البلاد.
    لو عبدالله خليل قال بلاش الحكاية كنا في ثانية ألغينا كل شيء لأن الأمر صدر منا للقوات وكان يمكن بإصدار أمر مضاد إيقاف كل شيء، وكل ما قاله عبدالله خليل في هذا الشأن لا أساس له من الصحة. لما عملنا الإنقلاب لم نكن نعتقد أنه شيء غير مشروع لأنه تم نتيجة لأوامر متسلسلة من سلطات الجيش بدأت بأمر وزير الدفاع . بعد الإنقلاب بمسافة عرفنا أن علي عبدالرحمن كان مسافرا إلى مصر. حركة شنان ومحي الدين كانت سرية ولا أعتقد أنه كانت وراءهم دوافع حزبية، فقط زهجوا مننا وكانوا عاوزين يطلعونا . "
                  

05-08-2012, 06:58 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعقيب على مقال أم سلمة الصادق: 17 نوفمبر، ذكرى بطعم الحنظل (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    عندما تم التحقيق مع عبدالله خليل عقب ثورة أكتوبر أنكر عبدالله خليل أي علاقة له بالإنقلاب!!
    وعندما أخبر عبود بما قاله عبدالله خليل قال لهم إنه لا يقول الحقيقة ، ولما ذكرت نفس الإفادة لأحمد عبدالوهاب قال لهم إنه يكذب..
    ..
    الأمر الغريب أن التاريخ لم يسائل عبدالله خليل لماذا سلم الحكم للعسكريين!!
    وحزب الأمه بالذات لم يحاسبه أبدا
    ..
    بل ظل الهجوم منصبا على عبود
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de