|
الوطن السلطة
|
لأن السودان من الدول القلائل في العالم، التي أبتليت بالانقلابات وحكم العسكر المرة تلو الاخرى،
فقد ظل المواطن السوداني، وباستمرار:
- إما مواطن صالح ووطني وشريف، لأنه مع السلطة،
- وإما مارق خائن طابور خامس، لأنه ضد السلطة.
هنا تطفو على وعي العامة غمامة الوطن السلطة.
هنا لا يعود الوطن هو التربة التي نبتنا فيها والهواء الذي نتنفسه والأحلام التي نسعى لتحقيقها، وإنما الوطن هو الجالسين على كراسي السلطة والضجة السياسية الجوفاء التي يحدثونها.
بعد ما يزيد عن نصف قرن من الاستقلال، ألم يحن الوقت لإحداث قطيعة فعلية مع مفهوم الوطن السلطة؟؟
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الوطن السلطة (Re: حامد بدوي بشير)
|
هنا تحدث كل الاشياء السيئة.
فالوطن السلطة مدخل لكل الشرور.
من هنا مدخل للفاشية.
ومن هنا مدخل لاحتكار الوطنية.
ومن هنا مدخل للتسلط وتكميم الافواه.
ومن هنا مدخل للفساد في غياب الشفافية.
وعد ما تشاء من الشرور ما ظهر منها وما بطن
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوطن السلطة (Re: حامد بدوي بشير)
|
في عالم اليوم، القرن الواحد والعشرين والعولمة وثورة الاتصالات، والبند السابع ومحكمة الجنيات الدولية والربيع الديموقراطي، لم بعد الوطن السلطة بقادر على الصمود والاستمرار.
لم يعد دعاة الوطن السلطة من الطغاة والمنتفعين من الطغيان بقادرين على تبرير استمراره.
هنا، من أجل تبرير استمرار مفهوم الوطن السلطة، عادوا لأكثر أنواع الحكم تخلفا، عادوا بنا إلى الدولة الدينية التي سقطت تاريخيا في كل أنحاء الدنيا وكان آخرها، الخلافة العثمانية في تركيا في منتصف القرن الماضي.
صار الدين هو المبرر الوحيد لاستمرار الوطن السلطة، كما في إيران والسودان ودولة طالبان التي سقطت توا ودولة الشباب الاسلامي التي يحلم بها معتوهو ما تبقى من الصومال.
أرأيتم إلى اين أوصلنا مفهوم الوطن السلطة. لقد جعلنا في المستوى نفسه مع الصومال وافغانستان وكل الدول الفاشلة.
من هنا تأتي ضرورة إحداث قطيعة كاملة مع مفهوم الوطن السلطة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوطن السلطة (Re: حامد بدوي بشير)
|
في موضوع هجليج غالبية الانتهازيين من مروجي بضاعة السلطة الكاسدة يحاولون ايهام الناس ان ما يتم في هجليج حدث منفصل ليست له صلة بما قبله او ما حوله من احداث و كذلك اغتيال الشهيدة عوضية و اغتيال الطالب عبد الحكيم يبدو انهم تذكروا الوطن السلطة الان! جماعتناخاصة انصاف المتعلمين يا حامد يا اخوي عاوزين ليهم تاني خمسين سنة عشان ما يكونوا في مستوي متعلمي مصر او سوريا و يتم في ذهنهم الفصل بين الوطن و السلطة و يكون لهم استقلالهم بموقفهم عن احابيل النظام. و الله الشايفوا انا الصومال ذاتا اريتنا بي حالتا او افغانستان انا افتكر ان وضعنا اكثر ركاكة من ذلك
نحن لسة في زمن العبيد ديل ادوهم في راسهم!!! و دي في الصومال او افغانستان ذاتا مافي دي ايام تعظيم شعيرة الجهاد تقول لي الصومال
طه جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوطن السلطة (Re: طه جعفر)
|
الصديق طه الخليفة جعفر،
تحياتي واشواقي وشكرا على المداخلة.
في النية ان أبين ما يجمع وضعنا الراهن بالصومال وافغانستان، من حيث وسائل تحقيق ومن ثم تكريس مفهوم الوطن السبلطة.
سأخاتل المشغوليات وأواصل قريبا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوطن السلطة (Re: حامد بدوي بشير)
|
الوطن السلطة هو تجلي نقي لل Aparteid السياسي.
ومثل الفصل العنصري، فإن ال Aparteid السياسي يقوم على التعصب الأعمى والإيمان المطلق بالاحقية والجدارة والتفوق المحتكرة افتراضا للذات، في مواجهة
الدونية والحقارة وانعدام الكفاءة الملتصقة افتراضا بالآخر.
هنا يصير الوطن هو السلطة القائمة في ظل نظام Aparteid السياسي. السلطة صاحبة الحق الإلهي في إدارة البلاد وحمايتها من السقوط في في الدونية والحقارة
وانعدام الكفاءة التي يمثلها الآخر السياسي.
نفس دوافع وآليات التفرقة العنصرية تستلف لاستخدامها في ال Aparteid السياسي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوطن السلطة (Re: حامد بدوي بشير)
|
من الأدلة القاطعة على عبقرية كاتبنا الراحل، الطيب صالح، أنه قد جسد معنى الوطن السلطة، في روايته "مريود" او الجزء الثاني من ثنائية "بندر شاة".
في الرواية نرى محيميد وقد عاد إلى قرية ود حامد قادما من العاصمة، بعد أن احيل إلى المعاش.
يرقد تحت الراكوبة ويفكر بصوت مسموع ويغرق في منلوج ذاتي، فيقول أن أصحابه سوف ياتون إليه. وسوف يبادر أحدهم بسؤاله: إتا أصغر من محجوب، كيفن شالوك للمعاش؟
فيرد: لأنني لا أصلي الصبح حاضرا في المسجد.
وعندما يبدون استغرابهم، يقول لهم، لا تستغربوا، لدينا الآن حكومة متدينة، ورئيس الوزراء يصلي الصبح حاضرا في المسجد، لذا فهي تحيل إلى التقاعد كل من لا يصلي الصبح حاضرا في المسجد. وقد تأتينا غدا حكومة كافرة، إذا صليت الفجر حاضرا في المسجد قد تحال إلى التقاعد، هذا إن لم تتهم بمساندة الحكومة السابقة.
بشيء قريب من هذا الحوار رسم الطيب صالح اسكتشا للوطن السلطة.
في زمن أنت مواطن مارق وعميل وطابور خامس لأنك تصلي الفجر في المسجد. .... وفي زمن آخر أنت مواطن مارق وعميل وطابور خامس لأنك لا تصلي الفجر في المسجد.
أنت تحت ظل سلطة ما عدو الوطن ,,,, وأنت نفسك ودون ان يتغبر فيك شيء، إبن الوطن البار، تحت ظل سلطة أخرى.
ينام المواطنون ومع الفجر يسمعون الموسيقى العسكرية ثم البيان رقم (1)، فيتحولون إلى ثوار يساريون إشتركيون.
وفي ليلة اخرى ينام نفس المواطنون، وعند الفجر يجدون أنهم قد تحولوا إلى صحابة مجاهدين حماة للدين.
هنا يصير الوطن هو السلطة.
غير ان العبقري في الأمر أن الطيب صالح قد كتب ما كتب قبل عام 1970، لان الرواية نشرت للمرة الاولى عام 1970.
وبعد عشرين عاما، كان الناس يفصلون من وظائفهم (للصالح العام)، لأنهم لا يصلون الفجر حاضرا في المسجد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الوطن السلطة (Re: حامد بدوي بشير)
|
وأسوأ ما في الوطن السلطة، أنه يعطي السلطة حقا زائفا للتماهي الوهمي مع الوطن. فتصير هي هو.
هنا تصير معارضة السلطة هي معارضة الوظن، ويصير الموقف المضاد للسلطة هو موقوفا مضاد للوطن.
ويصير المعارض خائنا ومارقا وطابورا خامسا.
هذا يعطي السلطة الحق في البطش بكل من يعارضها.
وهذا هو مدخل القمع السياسي والدكتاتورية.
| |
|
|
|
|
|
|
|