|
هجليج بين السقوط والتحرير ...
|
لا املك معلومات عن الوضع العسكري على الارض اكثر من ما نسمعه في بيانات الناطق الرسمي للقوات المسلحة او للاطراف الاخري ، لكن المؤكد عندي ان الجيش السوداني والشرطة السودانية وقوات الأمن ظلت في حالة حرب ودفاع مستمر منذ العام 1955م (باستثناء سلام اديس ابابا 1973م والفترة التى اعقبت سلام نيفاشا 2005م) وطوال هذه السنوات لم تنجح اى جماعات عسكرية في الحاق هزيمة واضحة المعالم بالجيش السوداني وحتى المدن الطرفية التى كانت تسقط في ايدي الحركة الشعبية أو الجماعات المسلحة لايلبث ان يستردها الجيش وفي الغالب كانت الاطراف الاخري تنسحب قبل ذلك فليس بامانكهم احداث سيطرة مستمرة على تلك المدن. خذ مثال لذلك طوال حرب الجنوب لم يصل تهديد الحركة الشعبية الى مدينة مثل ملكال وحدثت لمرة او اثنين اختراقات من قبلهم لدفاعات مدينة جوبا لكن المدينة لم تسقط في ايديهم أو خذ مثال اخري دخول قوات العدل والمساواة لمدينة الفاشر قبل عدة سنوات اكتفوا بتخريب واحراق عدد من الطائرات لكن لم يفكروا مجرد تفكير في السيطرة والاستيلاء على مدينة الفاشر أو دخولهم امدرمان الذي كان قاصمة ظهر لقدراتهم العسكرية !!! واضح من خلال بعض الاحداث التى اعقبت سلام نيفاشا ان الحركة الشعبية سعت الى تطوير قدراتها العسكرية (لو تذكر على سبيل المثال قضية السفن المحتجزة في كينيا والتى كانت تحمل دبابات) كما سعت ايضاً الى رفع قدرات منسوبيها وتنظيمهم في شكل جيش نظامي حديث ، بالطبع هذا امر يأخذ وقتاً طويلاً جداً والى ذلك الحين يظل الجيش السوداني والقوات النظامية الاخري هم الاكثر تنظيماً وإستعداداً من حيث التدريب والخبرة والامكانات البشرية وحتى الفنية واللوجستية. اذن جل ما سيحدث هو مناوشات من الاطراف الاخري وخطط قائمة على مبدأ (اضرب واهرب) وهي بأي حال من الاحوال مزعجة للجيش السوداني ومنهكة وتستنزف الكثير من الاموال والارواح لكن لن تصل بأي حال من الاحوال الى حد تشكيل خطر حقيقي على الدولة السودانية أو قواتها المسلحة.
هذه الكلمات كانت مداخلة لي في بوست الأخ ودالبشرى بعنوان : Re: الموقف العسكري على الأرض...
|
|
|
|
|
|