روح الامبراطور وردى ترفرف على احتفالية تابينه ...بلندن...تقريرصحفى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 00:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-08-2012, 12:45 PM

عصمت العالم
<aعصمت العالم
تاريخ التسجيل: 04-03-2005
مجموع المشاركات: 3656

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
روح الامبراطور وردى ترفرف على احتفالية تابينه ...بلندن...تقريرصحفى



    تقرير صحفى ....
    كان يوما مهيبا..رهيبا...معبرا..ومترجما لكل ما يتمتع به الامبراطور وردى فى قلوب الناس.. من حب .واعجاب.وتقدير..ومعزه..تجمعا غفيرا اتى من كل مناطق المملكه المتحده....ومن هولندا...النساء بزيهم القومى والرجال والشباب شابات وشباب والاطفال..كلهم اتوا احفاءا بالامبراطور..وردى
    وضم ممثلين للجاليات الاثيوبيه والارتريه والصوماليه والاشقاء الجنوبيين..

    قدم الحفل الاستاذ عمر عبد العزيز ..مذيع هيئة الاذاعه البريطانيه...وشرف الحفل الفنان الصومالى المخضرم ..الاستاذ احمد ناجى....ونقل الحفل التلفزيون الصومالى .والاذاعه النوبيه مباشرة اون لاين.....وكانت البهرجه ...رونقا اضاف للمناسبه كل عطاء ذلك الجمال الفريد...والتفت الناس حول ذكرى الامبراطور .وردى..وكانت رياحها تهب وتحمل الجميع على متن اجنحة الوفاء..والتقدير...
    وبدأ الحفل..بكلمة اللجنه القوميه المنظمه..دكتور الجيلى فرح..الذى افاض فيها.وابان...واضاف.واستنبط...واثار سر ذلك الارتباط الوجدانى والوطنى بالعملاق الامبراطور...وتحدث دريج...وتحدث بروفسير هيرمان بيل..المتخصص فى تاريخ النوبه....وبين علاقته بوردى وعلاقة وردى بالتطور الحضارى للنوبه وربطه القموى والوطنى..وكان هنالك احمد سيد احمد .صديق الامبراطور..وصفيه . قدم من مدينة مانشستر.وكشف عن جوانب شخصيه فى علاقات الامبراطورالانسانيه .ووفائه وبذله وعطائه وادراكه لمعانى الصداقه والالتزام بها...وقدمت الفرقه الموسيقيه وفاء التزام الزماله ورفقة الفن للموسيقار الراحل ..تلك المجموعه التى قدمت منن مدينة اكسفورد بقيادة الموسيقاراحمد عبد الرحمن والموسيقار عبد الحفيظ. وهما اعضاء فى اللجنه القوميه التحضيريه...ومن مدينة لندن الموسيقار نادر رمزى وبابو .وعازفين الكمان عفيفى .واحمد..قدمت مقطوعة مقدمة اغنية الطير المهاجر وكانت لحظة الاستدعاء لكل ارث الامبراطور الموسيقار ..وردى. ثم كانت معزوفة اكتوبر الاخضر التى جعلت القاعه تضجع والحضور يرقصون للنصر .ثم حكى ممثل ارتريا عن علاقة الامبراطور وردى بالشعب الارترى وتاثيره الموسيقى والفنى والوطنى....وبعدها تقدم الاستاذ احمد ناجى وعرض تسجيلا لمرافقته بالعزف للامبراطورفى منزل الامبراطور على شريط سى دى...وتقدم مع الفرقه النموسيقيه وغنى ..القمر بوبا....واحتشد الحضور وقوفا.وهم يغنون معه.....وبدات مره ثانية الكلمات.فكانت كلمة الاشقاء من جمهورية جنوب السودان وتحدث الاستاذ عبد الغفار..سعيد عن تاريخ وردى و الاخ مارتن مورتات تحدث عن وردى وارتباطه بالجنوب واثره الفنى والوطنى..وتحدثت الدكوره عفاف بدر نيابة عن الاتحاد النسائى مبينه مواقف ومساندة وردى للمراه وقضاياها..وتقديره لها وطنيا وفنيا.. وتحدث ممثل النوبه المصريه مستعرضا العلاقات وتاثيروردى الفنى على النوبه شمال الوادى...وتحدث الاستاذ معاويه الوكيل عن الموسيقيين السودانيين ببريطانيا...ثم كانت تلك اللحظه الرهيبه حين تحدث دكتور محمد الحافظ وردى عن الاسره ممثلا لها..كان حديثه قد انكأ جراحات الفقد وهو يشكر الناس ويبين ان الامبراطور منهم قبل ان يكون من الاسره..كانت كلمة رصينة قويه شكر فيها كل ممثلى الجاليات الاجنبيه والنوبه المصريه..وكان اخر حديث للدكتور عبد الحليم صبار فى كلمه ختاميه تحدث فيا عن الامبراطور وعن النوبه...

    وكان مسك الختام تلك المقطوعات التى عزفتها الفرقه الموسيقيه بذات الوفاء وذاك الاداء..الرائع...واشتملت على مقدمات بعضا من اغنيات الامبراطور..وقدمت احد مقاطع اغنية كمشكا للامبراطور والذى رقصت فيه القاعه على النهج النوبى فى جمال وبها.وفن واتقان...عبر عن مدى الوفاء والمحبه لهذا الامبراطور الفنان.....وكانت ليلة وفاء لا تنسى..وكانت حفلا فريدا تجسد فيه الوفاء والانتماء والمحبه والتقدير لهذا العملاق الامبراطور....
    وانتهى الحفل وكان الجميع يحسن بان روح الامبراطور وردى كانت تطوف على المكان وتملآ جوانح كل الحضور...وتستشعرهم بعظم السعاده ..والامتنان....
    الاعزاز والتقدير للجنه القوميه التى برمجت ونفذت هذا الحفل...

    تسجيل فيديو..كلمة دكتور الجيلى فرح . رئيس اللجنه القوميه للتأبين.بلندن









    (عدل بواسطة عصمت العالم on 04-08-2012, 03:22 PM)

                  

04-08-2012, 02:59 PM

عصمت العالم
<aعصمت العالم
تاريخ التسجيل: 04-03-2005
مجموع المشاركات: 3656

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: روح الامبراطور وردى ترفرف على احتفالية تابينه ...بلندن...تقريرصحفى (Re: عصمت العالم)

    وتعود اهازيج الفرح..وصوت الامبراطور يجدد الخلايا...ويمنح الطرب....


    ااااا

                  

04-08-2012, 03:25 PM

عصمت العالم
<aعصمت العالم
تاريخ التسجيل: 04-03-2005
مجموع المشاركات: 3656

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: روح الامبراطور وردى ترفرف على احتفالية تابينه ...بلندن...تقريرصحفى (Re: عصمت العالم)

    ...وستظل ذكراك..مشاعلا تضى...معالم ...الطريق...لمستقبل واعد باذن اللهاااا


                  

04-08-2012, 05:19 PM

عصمت العالم
<aعصمت العالم
تاريخ التسجيل: 04-03-2005
مجموع المشاركات: 3656

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: روح الامبراطور وردى ترفرف على احتفالية تابينه ...بلندن...تقريرصحفى (Re: عصمت العالم)

    ...واعادت الاحتفاليه لحظات وداع الامبراطور على مشاهد اللحظه..وكانت الذكرى ..والتذكار...


    ااااا[/Bوردي والحشد العظيم: وداع ووعد
    February 22, 2012

    بسم الله الرحمن الرحيم

    صباح الأحد 19 فبراير 2012م كان بطعم العلقم أعقب ليلة ليلاء ليس في السودان فحسب، وردي لم يشخ ولكن سنونه المعدودة فعلتها، وقد أقام في العناية المكثفة بما يكفي لتوقع الخبر الجلل الذي دهم السودانيين مساء السبت حينما كانت قنوات المذياع تبكي في ذلك اليوم مرور الذكرى الثالثة لفقيدنا الكبير الطيب صالح، تحولت الإذاعات والفضائيات من بكاء لبكاء إذن! يا لفجيعتنا، يا لوردي: جناك الجوهر الفردي!

    الثامنة صباحا كان موعد الشعب السوداني كله بمقابر فاروق بالخرطوم. هنالك من ذهب على قدميه أو على دابة من حديد، أو من تخلّف في بيته يتوجع ويراقب المرئي أو يسمع المذياع، كلهم كانوا بالجسد أو الروح يومها في ########ة فاروق، وحق لوردي أن يكون رمز الوطن الذي جمع كل أولئك. احتشد خلق كثير، وأنا لم أعرف كم كانوا لأني رأيت خلقا مد البصر، رجال ونساء وكانت الأصوات ملتفة مثلما الأكتاف: لا إله إلا الله، هللوا كثيرا ثم كان صوت يهتف كل حين: وردي السودان! وفجأة صرخ صوت باكٍ: أبدا ما هنت يا سوداننا يوما علينا، وغاص في البكاء. نعم إنهم يا وردي إذ يبكونك يبكون الوطن!

    احتشد الناس وزحمتهم الأفكار ومرت برؤسهم الأغاني التي شدتهم لوردي وللوطن كان ذلك اليوم زحمة للبشر والمعاني وازدحام للأحزان. قال الإمام الصادق المهدي يوم تأبين وردي أول أمس إن (مشهد وفاته كان تقديما حقيقيا لأوراق اعتماد الفن على أساس أنه من لبنات الحضارة السودانية). نعم لقد أثبت وردي حيا مثلما أثبت في يوم الفراق الجسدي أن للفن في السودان خطر عظيم وشأن كبير، وأنه اسمنت بنائنا الحضاري الذي نزمعه بكلمات شاعرنا محجوب شريف وحداء حبيبنا الراحل: حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي، وطن شامخ وطن عاتي وطن خير ديمقراطي!

    ولد وردي بعد أقل من ثلاثة أسابيع من رحيل فنان الوطنية الرمز خليل فرح بدري حيث توفي الخليل في 30 يونيو 1932م وولد وردي في 19 يوليو 1932م. وكلاهما من منطقة السكوت بالولاية الشمالية. وفي سيرتهما تشابه كبير إذ هما نوبيان تعلما العربية في الصبا فأجاداها أكثر ممن كانت لسان أمهم، وكلاهما ترك على وجه الوطن سيما من الألق، وفي ضمير الوطن خزائن نفيسة من المعاني النبيلة والألحان المجيدة والحداء الرصين الباقي أبد الدهر ما بقي وطن اسمه السودان.

    تيتم وردي بفقدان أبيه في عامه الأول، وتيتم لأمه في عامه التاسع، وهذا الابتلاء العظيم لا يغادر إلا اثنين: شخص مهزوم محروم هامشي الأثر، أو صلدٌ يقابل الأنواء بصدر عار، والمحن بصلابة لا تلين يجزل العطاء للمحرومين ويقف بصلابة إلى جانب المظلومين، وهكذا كان وردي.. وقف بصلابة في محنة النوبة وتهجيرهم أوائل ستينات القرن العشرين، ويروي الشاعر د.عبدالواحد عبدالله يوسف كيف تغنى وردي برائعته (اليوم نرفع راية استقلالنا) عام 1960 وقدمها في الإذاعة ولكن لمعارضته لاتفاقية السد العالي التي أغرقت ديار النوبة وأجحفت في تعويضهم سجن وحظرت كل أغانيه. وحينما هبت ثورة أكتوبر المجيدة تغنى وردي: أصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باق! وأسمع السودانيين أغان ماسية بكلمات شعراء على رأسهم محجوب شريف (المحجوب) ومحمد المكي إبراهيم في أكتوبرياته الرائعة.

    وحينما جاء الانقلاب المايوي تغنى وردي الملتزم بخط اليسار مرحبا بالنظام وزعيمه: يا حارسنا وفارسنا ويا بيتنا ومدارسنا ظنا بأنه يحمل الإنصاف للمحرومين، ولكن حالما انقلب النميري على اليسار وعاد وردي للزنازين سجينا يطارد الأمن أغنياته. روى الأستاذ محجوب شريف أن (بتوع الأمن) جاءوا إليه ماطي شفاههم (مادي قداديمهم) يسألون: جميلة ومستحيلة دي قصدك بيها الثورة؟ فقال: ما هذه (العوارة) أي الحمق، أنا لا أظن الثورة مستحيلة وإلا لما عملت لها! ثم كان تألق وردي الأقصى في تشييع ذلك العهد البغيض، تألق هو والمحجوب والشاعر محمد مفتاح الفيتوري وغيرهما فكانت حنبنيهو، ويا شعبا لهبك ثوريتك، ويا شعبا تسامى، وبلا وانجلا، وعرس السودان، والقائمة تطول. وقد روى عن أغنية (يا شعبا تسامى) إنه لحنها في 18 يناير 1984م إذ كان في القاهرة وجاءه خبر مقتل الأستاذ الشهيد محمود محمد طه بالهاتف، قال: (في يوم وفاته كنت في القاهرة وسمعت الخبر في التلفون ما قدرت أقدم أي شيء للشعب السوداني في شخصه إلا أنشودة يا شعبا تسامى يا هذا الهمام تفج الدنيا ياما وتطلع من زحامها زي فجر التمام).

    أما حينما جاءت طامة 30 يونيو 1989م فقد تم التعامل مع أغنياته كالأفيون بل أضل سبيلا، وضيق (المشروع الحضاري) عليه الخناق فهاجر بعيدا عن وطنه سنين عددا، وتغنى في مهجره لود المكي: سلم مفاتيح البلد، كما تغني للمكاشفي محمد بخيت (فتّش في ترابك قلّبو ذرة ذرة/تلقانا بنحبك أكتر كل مرة/نحن أولاد كفاحك رغم وجودنا بره./ رغم الخطوة تاهت.. رغم الغربة مُرة/ ننشد فى سبيلك عرفانا وجميلك / ونرحل فى هتافك يا عِشْقْ إستمرّ.) وفيها أيضا:

    زرعو خصام جنوبنا ..بى سبب الديانة ..

    الأديان سماحة وروح الدين أمانة..

    طول تاريخنا عايشين فى السودان ضرانا

    فينا لسانو عربى وفينا لسان رطانه..

    مختلفين ثقافة ومختلفين ديانه

    من كل التباين وحدنا إنتمانا

    ومتفقين فى حبك يا عالى المكانة

    وعاد وردي في فقه الجهاد المدني، ممسكا بشعرة (وردي) بينه والحاكم، وجعل بينه والشعب حبلا متينا. قال السيد عبد الرحيم محمد حسين في يوم تأبين وردي إنه صالحه بالسيد الرئيس قبل يومين من وفاته، أما تقييم وردي للذين أرادوا اختطاف حادثة رحيله الجسدي فصلوا عليه وملأوا كاميرات التصوير كان واضحا في آخر لقاء له بصحيفة آخر لحظة قال: (عدم المرونة في سياسة النظام الحاكم أدخلت السودان في أمر ضيق فمهما إدعى النظام بأن الحالة مستقرة فهناك ظواهر تدل على أنهم غير قادرين على وحدة البلاد ولا على علاقتنا مع الجيران ولا التقدم للأمام.) وحينما سأله الصحفي عبد الرحمن جبر هل قدم تنازلات سياسية (انفعل شديداً وقال: أتنازل لمن وعن ماذا!)، ثم دافع عن قناعاته بالانتماء للحركة الشعبية لتحرير السودان، وسرد دعمه للأستاذ ياسر عرمان كمرشح رئاسي في انتخابات 2010م وقال إن (الحكومة أخذت موقفي هذا بأنني أقف ضدها ولم تحترم حرية ارادتي). ووقف وردي صلدا كذلك أمام موجات التكفير التي طالته سهامها، فهؤلاء قوم يعدون غالبية طوائف السودان وجماعاته وأحزابه وفنانيه ورموزه كافرين! وعرى وردي كذب أولئك الأفاكين.

    وردي أيقونة سودانية ورمز كبير، وسوف يذكره السودانيون ويتغنون يوم تزول عجاجات المشروع الحضاري ويوم يتحدون، وأظنهم سوف يتغنون يومها برائعته: أصبح الصبح، وأبدا ما هنت يا سوداننا يوما علينا. وأذكر أن وردي شارك في احتفالية صحيفة (الصحافة) بالسلام في أكتوبر 2003م بعد توقيع اتفاق الترتيبات الأمنية. ويومها زغردت الأستاذة لبنى محمد حسين موفية نذرا لها أن تفعلها يوم يحل السلام، وتغنى وردي بتلك الأغنية، وأذكر أنني كتبت يومها قائلة: (وكما كنا تساءلنا مباشرة بعد توقيع اتفاقية الترتيبات الأمنية هل نغني مع الفنان محمد عثمان وردي “أصبح الصبح”؟.. فإن الدكتور وردي.. الذي أنعش مع الأستاذ حمدي بدر الدين وآخرين من رموز الفن والإعلام قلوب المحتفلين بالحديث عن “ثقافة السلام” يومذاك قد غنى في ختام الاحتفالية ذات الأغنية مركزا على مقطعها الجليل: “أبدا ما هنت يا سوداننا يوما علينا”). ثم وبعد ثماني سنوات غناها وردي من جديد ولكن في جوبا هذه المرة إبان الاحتفال بالانفصال في يوليو 2011م، يومها بكى كثيرون بدءا بالإمام الصادق المهدي وليس انتهاء بياور (حارس) الرئيس البشير، وقال السيد الصادق عن الحادثة يوم التأبين: (إن أنسى لا أنسى يوم كنا في الاحتفال الأخير يوم شهدنا احتفال الجنوب بانفصاله وكنا في مائدة وقلت للأخ ياسر عرمان: أين وردي؟ لأنه كان متأخراً في الفندق قال هو تعبان قلت له خذ رسالة مني قل له قال لك فلان ضروي تحضر فجاء، عندما غنى أغنية أصبح الصبح وحينما جاء المقطع: أبداً ما هنت يا سوداننا يوما علينا، كل القيادات الجنوبية الموجودة وقفت ترقص وتبشر، قلت له يا أخي الفنان أنت استطعت أن تجسر الهوة التي فشل الساسة أن يزيلوها.) هذان مرتان والثالثة يوم تشييع وردي، فمتى تكون الرابعة؟

    كان وردي عملاق اللحن رمزا للوطنية، ولكن ألحانه طارت مع الريح في تقلباتها شرقا وغربا وجنوبا وشمالا، ونصب بحق فنان أفريقيا الأول. ونصب أيام حياته رمزا أسطوريا للنوبة في مصر، فإن قرأت لحجاج أدول (النوبة تتنفس تحت الماء)، أو للكاتب النوبي إدريس علي، لوجدت وردي رمزا نوبيا كما الإهرامات ألفية السنوات، وإن ذهبت لأثيوبيا، ولجوبا، ولمقديشو، ولانجمينا، وحيثما حللت في أفريقيا لرأيت ثم رأيت وردي يصنع في الناس طربا ويسري في وجدانهم عجبا. قال يوما وقد استفز بطلب أن يغني بالسباعي حتى يسمعه العالم العربي: الخماسي معه جل إفريقيا، وشرق آسيا، والعولمة.. إن لي مستمعا في مصر النوبي وغير النوبي.. نحن لن نغير موسيقانا لنرضي أحدا والكثيرون ينتظرون منا أن ندخل جبتهم السباعية حتى ننال الاعتراف، ولننتظر لندرك من يربح جولة الإصرار!

    نعم، لم يكن وردي إلا كشعب السودان في إبائه لا يعرف الانكسار ولا الصغار ألم يغن له: قدرك عالي قدرك؟ ويا شعبا تسامى؟

    كنت قضيت ليلة رأس هذه السنة الميلادية مع جمع كريم ببيت شاعر وردي الوطني الأول: محجوب شريف، ومن فرط ما اندغم في الوطن أحسست بحضور كل المشاعر الوطنية، وعلى نهج البكائين سرت والبكاؤون فصيل صوفي يمتدحون البكاء والنواح دربا للسمو والتطهر، وكتبت للمحجوب:

    الدمع انبهل

    قطرات عسكرت

    في معسكر جمال

    والذوق والكمال

    اليبرا الجروح- الحق الصدوح

    دلاي الوهم- فكاك القيود- نسّاج الخلود

    السيف السليل- النسم العليل- محراب الخليل

    سيل يا دمعي سيل

    قدامك هرم

    بل تلقاه نيل

    وإن مرّ الزمن، في عز الشباب ما بصبح هرم

    هل ما شفت كم؟ صدرا فيه نزيل

    هل ما شفت كم؟ خدا بيه بليل

    طنت تلك الكلمات يوم تشييع وردي: محراب الخليل/ هل ما شفت كم خدا بيه بليل؟ فهي تصدق هذه المرة لا على نهج البكائين ولكن في درب الأحزان! وتفكّرت: 1932، أي حق وجمال رفع، أي حق وجمال وضع! ثم جاءت كلمات الدكتور عبد الرحمن الغالي بعدها: هـَنَاك يا العازة في وردي/ وعزاك يا العازة في وردي/ جناك الجوهر الفردي!

    وجاءت يومها طفلة صغيرة تقفز فوق اللحود، جاءت ربما مع أبيها أو أمها أو أخيها.. طنت كلمات وردي: فدى لعيني طفلة غازلت دموعها حديقة في الخيال. وسألوني بعض الأحباب فقلت: ما سكت الرباب سيظل وردي فينا أبدا. ولكن، طنت كلمات (سكت الرباب) للفنان الأستاذ محمود عبد العزيز التي قيل إنها تنعي وفاة أستاذنا الراحل مصطفى سيد أحمد، وصال وجال المقطع: وا خوفي من طول الطريق أمشيهو كيف بين المغارب والمسا؟

    قلنا جميعا: سوف نغني يا وردي يوما: أصبح الصبح، وبلا وانجلا، وحنبنيهو، نغنيها بحق.. وهذه الجموع التي ودعتك، سوف تصدق الوعد، بإذن الله.

    الا رحم الله وردي، وشفّع فيه مودعيه كلهم جسدا وروحا، لقد شهدوا له بالخير ودعوا له بالرحمة والغفران ونزول الجنان، اللهم استجب.

    وليبق ما بيننا

    ااااا
                  

04-08-2012, 10:16 PM

عصمت العالم
<aعصمت العالم
تاريخ التسجيل: 04-03-2005
مجموع المشاركات: 3656

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: روح الامبراطور وردى ترفرف على احتفالية تابينه ...بلندن...تقريرصحفى (Re: عصمت العالم)






    لا لم يكن الا لقاء وأفترقنا
    كالفراشات علي نار الهوي
    جئنا اليها وأحترقنا

    بالذي أودع في عينك أشراقا وطهرا
    والذي أبدع فيك الحسن ألهاما وسحرا
    لا تدعني للأسي يدفعني مدا وجزرا
    وعيوني ظمأة للهوي وما تقبل عذرا

    يا حبيبا بت أشكو حرقة الوجد اليه
    وتلفت نزرت العمر قربانا لديه
    ماله لو عاد فالقلب رهين بيديه

    يالقلبي عاد من بعد النوي يطوي شراعا
    وبالهوي يدفعني حنينا وأندفاعا
    مرحبا يا شوق أغمرني --- وألتياعا
    ووداعا للذي شيدته بين ضلوعي فتداعا

    ووداعا .. ووداعا

    اااا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de