مضت 4 سنوات على رحيل شاعر مصطفى سند ... هل تم اكرامه؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 02:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-24-2012, 01:31 AM

صلاح غريبة
<aصلاح غريبة
تاريخ التسجيل: 04-25-2010
مجموع المشاركات: 7663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مضت 4 سنوات على رحيل شاعر مصطفى سند ... هل تم اكرامه؟

    رحل عن عالمنا ظهر الجمعة، 23 مايو 2008م، الشاعر المعروف مصطفى محمد سند عن 69 عاماً، بعد مغالبته للمرض لزمنٍ طويل، وكان الشاعر قد غادر البلاد إلى المم لكة العربية السعودية لمعاودة العلاج بعد أن تراجعت حالته الصحية مؤخراً، وتوفي هناك.
    ولد الشاعر عام 1939 في أم درمان. حاصل على بكالوريوس تجارة- شعبة علوم بريدية ومسجل بالسنة الثالثة حقوق. عمل بوزارة المواصلات في معاهد التدريب، كما عمل بالانتداب في وزارة الخارجية لمدة أربعة أعوام، ثم تفرغ للعمل الصحفي منذ 1980م، وعمل مديراً لتحرير جريدة (الخليج اليوم) بدولة قطر، ثم عاد إلى السودان فعمل بالصحافة اليومية، وكان آخر عهده بالصحافة عبر عموده الأسبوعي بالملف الثقافي بصحيفة الحياة، والذي كان يشرف عليه القاص نبيل الغالي، وكان عموده بعنوان (ماذا أقول الآن؟).
    صدر له من دواوينه الشعرية: البحر القديم 1971- ملامح من الوجه القديم 1978- عودة البطريق البحري 1988- أوراق من زمن المحنة 1990- نقوش على ذاكرة الخوف 1990- بيتنا في البحر 1993.
    حصل على جائزة الدولة التشجيعية عام 1983م، ووسام العلوم والفنون والآداب 1983م، وجائزة الشعر من جامعة الخرطوم 1991م. كتبت عنه عشرات الدراسات محلياً وعربياً.
    مصطفى سند: شاعرٌ لا تبارح حروفه الذاكرةُ للحظة
    عن كتاب (بروفايل شخصيات سودانية) لعبد المنعم حسن الحاج
    في حي الركابية الظريف، الذي يتنفس حبَّاً وجمالاً، في عام 1939م، ولد لشاعر (ملذَّات الخلود) محمد سند محمد متوليّ، طفلٌ جميل، اختار له اسم (مصطفى)، والذي تنقَّل في مراحل تعليمه كالفراش بين عروس الرمال ومدينتي الخرطوم بحري وامدرمان، حيث تخرَّج في مدرسة التجارة الثانوية بامدرمان، والتحق بجامعة القاهرة فرع الخرطوم، إلا أنه لم يكمل دراسته بها، ليعمل بمصلحة البريد والبرق، متنقلاً بين ربوع الوطن العزيز، كما عمل بالسفارة السودانية بأديس أبابا وقنصلية قمبيلا.
    قَرَضَ الشِّعر وهو غضٌّ يافعٌ، متتلمذاً على يد الشاعر، والده، محمد سند. وفي مجالس الشعر الذي كانت تعقد بمنزلهم العامر، تشرَّب الابتدارات الأولى للشعر، كتب القصة القصيرة في باكر حياته الأدبية، إلا أن فن القريض قد ملك شعاب قلبه فبلغ في هذا الفنّ شأواً عظيماً كما قال صديقه صلاح أحمد إبراهيم في مقدمة ديوانه (البحر القديم). وكتب شعراً كثيفاً وعميقاً نشره في الصحف والمجلات، وفي دواوينه (البحر القديم)، (نقوش على ذاكرة الخوف)، (ملامح من الوجه القديم)، (بيتنا في البحر)، (شفرة البحر الأخير)، (أوراق من زمن المحنة)، (درجة القبول في الحب والحلول)، وأخيراً: الأعمال الشعرية الكاملة.
    اتَّكأ على رصيدٍ مقدَّرٍ من الإبداع أهَّله لأن كون رئيساً للجنة الشعر بالمجلس القومي لرعاية الآداب والفنون، ورئيساً للجنة الثقافة والإعلام بالمجلس الوطني، وعضو المجلس القومي للصحافة، ورئيس لجنة النصوص بالمجلس القومي للمصنفات الأدبية، وعضواً بالندوة الأدبية بأمدرمان، وعضواً بندوة فرَّاج الطيب، والاتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين.
    سند ناقد وصحفي لا يُشقُّ له غبار، نجوميته الرصينة مكَّنته لأن يحوز عدداً مقدراً من الأوسمة والجوائز أهمها (درع التميز) في مهرجان الشعر العربي ببيروت. كتب شعراً رقيقاً لا يبارح ثنايا ذاكرة الإنسان العربي للحظة.

    مقدمة ديوان البحر القديم:
    بقلم صلاح أحمد إبراهيم
    أرجو أن أقدم للقارئ الفاضل هذه الباقة من شعر مصطفى سند، لا أبتغي بهذه الكلمات تقريظه، فالشعر الجيِّد يُقرِّظُ نفسه بنفسِهِ، ولا يحتاج إلى تزكية. ولا أبتغي نقده، فللنقد مجالٌ آخر غير ديوان الشاعر ورجالٌ آخرون. على أن اللغة الشعرية لدى مصطفى، بلغت شأواً عظيماً، كما ان موسيقى شعره عارمة جارفة، وها أنا أشرعُ في الإشادة بصديقي مصطفى، ومصطفى تُشيدُ به كلماته، فدونك أيها القارئ الفاضل شعر مصطفى بكل ما فيه من نواحي قوَّة وأصالة، وكل ما فيه من سلبيات، وأي الشعراء الكامل؟.. وخير قراءةٍ للشعر ما كانت عن درايةٍ واستبصار، وإعمال للفكر والذوق والخيال. وخير الشعر ما أثرى العقل والوجدان، وجعلنا بقراءته أكثر إنسانية وحكمة ورهافة شعور وإحساساً بالجمال.
    صلاح أحمد إبراهيم
    1989م الطبعة الثالثة.

    تقديم : صلاح الدين عبد الحفيظ مالك
    بيني وبينك تستطيل حوائط
    ليل وينهض ألف باب
    بيني وبينك تستبين كهولتي
    وتذوب أقنعة الشباب
    ماذا يقول الناس اذ يتمايل النخل العجوز
    سفاهة
    ويعود للأرض الخراب
    لو أن حوائط من أزمنة سحيقة تهدمت فوق رؤوسنا بغتة وكان الموت هنيهة منا.. لما كان مثل وقوع نبأ رحيله المر وأين؟ خارج الحدود.
    ولو أن شخصاً انحاز لقضيته انحيازاً مخيفاً لدرجة الاحتراق مثله لكان سند في عداد من يقفون بجانبه ولكن تنتهي الأقدار أن يكون سند هو المحترق من أجل قضيته
    تفرد المرحوم في سوح التفرد منذ أن كان العمر غضاً وهو ابن السابعة من عمره، حتى وفاته التي أسر للمقربين منه بدنوها.. ودونكم الذين ارتبط بهم الشاعر في أواخر أيامه وهم زملاؤه بلجنة النصوص التابعة للمجلس الاتحادي للمصنفات الأدبية والفنية وهم : السر دوليب- عبد الله النجيب- مهدي محمد سعيد، الذين أكدوا مراراً بأن المرحوم يمر بمرحلة احباط لا توصف، أو يكون بروحه الشفيفة قد أحس دنو أجله.. إنها أقدار العظماء من أمثاله الذين تفردوا في كل شئ.
    أرادت له الأقدار أن تتفتح عبقريته وهو ملازم لوالده بحي الركابية في أمسيات يغلب عليها الطابع الصوفي بتلك الندوة التي كانت تعقد على بروش الصلاة، هناك وفي تلك السنة رأى الشيخ الأمين الضرير والشاعر محمد عثمان القاضي وهما رواد تلك الندوة اليومية.
    تقوم حياة وتنام اخرى وتموت واحدة في تلك المشاهد الطفولية ولكن يظل الطفل مستذكراً لكل تفاصيل الحياة في مهدها الطفولين غير ناسي لثلاثة كن ومازلن حتى قبيل وفاته من أهم ما شكل حياته من بعد :
    1/ طفولته بالركابية التي كتب فيها في العام 1976م وعمره أربعون عاماً هذه الأبيات:
    قلبي سقاه الليل كأس الحزن رغم بوادر
    الضحك المجنزر في الشفاه
    ويلاه كيف أحس بالحمى تعض العظم
    بالهذيان يبلغ مرة أخرى مداه
    رباه كيف اشم رغم الصيف أنسام الربيع؟
    وهي الفترة التي التصق فيها بأحاديث الكبار ومؤانستهم والنظر الى ما هم يفه منشغلون "الحديث- السيرة- الفقه".
    واسئلته المكرورة عن تلك الجدلية التي كان يضحك ملء شدقيه حين يحكي لي كيف كان تفكيره وهو ابن التاسعة أو العاشرة وهو السؤال الفقهي صعب الاجابة عليه من قبل من هم في سنه :
    ما حكم الدين في من فاتته صلاة العصر وحين تذكره لهذا الأمر أذن آذان المغرب.. ويجيب المجيب وفي الغالب يكون الشيخ الضرير الاجابة الفقهية التي لا لبس فيها.. ويتكرر السؤال يومياً حتى أتى يوماً قال فيه الشيخ الضرير.. سأكتب لك الفتوى حتى تحفظها.
    * فترة عمله بالبريد والبرق وهي الممتدة من العام 1958م وحتى العام 1988م والتي كان من فرط تعلقه بها ان كتب سبعة وأربعون استراحة بصحيفة الأيام في ثمانينيات القرن الماضي يصف فيها كل ما كان من أمر شخصه والبريد في تلك السنوات.
    وفيها هذه الاستراحات يعرج على غنائياته الأشهر
    حليلك يا بريد الشوق
    وكت ما كنا في بالك
    تمر بالدار تحيينا ونقولك
    إنت كيف حالك
    تضوي حروفنا في عينيك
    زمان يا حليلو مرسالك
    وغنائية أخرى حسب الناس أنها ذات خصوصية وتقول هي كذلك ويضيف إنها لتلك التي جعلته يعيد النظر في تركيبة المجتمع وعلاقاته.
    اكتب لي يا غالي الحروف
    واحكي لي ياما الدنيا
    نورها وفرحتها
    صارت براك غيمة
    شتاء
    حتى يصل الى مقطع تكثر فيه الأنات:
    يا سكة الزول البعيد لما إتوارى غاب
    خليتو يمشي وفي العيون دمعات ألم دمعات عذاب
    • فترة عمله بالجنوب التي تعتبر من تلك المسكوتات العصية على العامة معرفة كيف سارت به الحياة بل وذلك الذي سبب له الرهق والكآبة حين يأتي ذكراها وكثيراً ما كان يقول لشخصي "أرجوك دع الأمر بعد وفاتي فمن حق الناس معرفة ما حدث وكيف كان منتهى الأمر".
    وهي قصة تدارك الناس بخيط منها حين قراءة ثلاث من قصائده الأشهر بديوانه "البحر القديم"
    أكثر ما كان يحرص عليه في حياته هو كتمان تلك القصة التي أضجرت حياته وجعلته يقطع رحلة عمله بتلك المدينة التي أحبها وتلك القريبة المسافة منها "جوبا- توريت"
    وفيها نظم قصيدته التي ودع بها سهول وخضرة الجنوب وذلك الذي عناه ألماً وعذاباً بسبب تلك التعقيدات المجتمعية التي أوصلته لفراق كل شئ والعودة الى حيث أرادت له الأقدار العودة قصيدة عودة أوكتا "1"
    الصدى العائد من صوتك لي
    فجر الحس على وقع نحاس مخملي
    فتح الباب لشمس في مقاهي الليل تبكي
    بدموع النار.. آه
    كانت الجزوة أعلى من خراطيم المياه
    كانت زيت العشب في صدري.. وكانت شفتاه
    تمسحاني عندما يسقط لحمي وتشدان خطاي
    داخل تاريخ سيرته الذاتية إشارات اختفت داخل أحاديثه التي كنت أكثر المستمعين لها بداره بالثورة الحارة الثامنة وهي فترة بقائه بالأبيض مع والده وهي التي بدأ فيها كتابة الشعر في تلك السن المبكرة والتي يقول عنها:
    "لا أتذكر منها سوى الأمطار التي حين تهطل تفرح الدنيا"
    ببورتسودان كان له فضل إظهار تنظيم رابطة أدباء الثغر التي كان واحداً من فرسانها.
    لمصطفى سند القدرة على كتابة الشعر بتلك الأجراس الموسيقية عالية الرنين: انظر قصيدته الغابة
    كأنما في طبولها المدمدمات
    من الأسى شرارة
    ورثتها كما أحس
    من دنان عشبها
    المطير من سهول
    الجنس والدماء
    والإثارة
    وتعتبر قصيدته "الصمت والعزوف" هي القصيدة الأشهر في قاموس الشعر المعارض الستيني في أوائل الستينيات وهي تحمل روح المعارضة لنظام العسكر العبودي:
    على فمي تحجّر الكلام هذه الشهور
    ماتت العبارة
    وضاعت الرؤى الخضراء في حقول الليل
    ضاعت المنارة
    فعدت مثلما بدأت ليس في يدي سوى
    دقيق الرمل والحجارة
    ولو نشاء كان في رفوفنا الكلام
    لايزان بكل يكال
    ومن ضمن ما أسرّ لي به ورجائي بعدم الخوض فيه قصيدة البحر القديم التي ملأت الدنيا وشغلت الناس على مختلف مشاربهم إذ يقول صراحة إنه نظمها في "الأحزاب السياسية" وخاصة الحزبين الكبيرين.. يقول:
    "كنت أناجي أكتوبر الثورة الذي ولى مع شعاراته المنادية بكل جديد وخط يساري ظاهر "لا زعامة للقدامي- والتطهير واجب وطني"
    وفي هذا يقول :
    بيني وبينك تستبين حوائط ليل وينهض ألف باب
    بيني وبينك تستبين كهولتي وتذوب أقنعة الشباب
    ماذا يقول الناس إذ يتمايل النخل العجوز سفاهة
    ويعود للأرض الخراب
    شبق الجروف البكر للأمطار حين
    تصلّ في القيعان رقرقة السراب
    بيني وبينك سكة السفر الطويل
    من الربيع الى الخريف
    تعلو قصور الوهم أنت ومرقدي
    في الليل أتربة الرصيف
    ومن ضمن قصائده السياسية التي لم تعجب أهل اليسار تلك التي صور فيها حال الحزب الشيوعي واصفاً إياه بالمرض والعجز:
    مريض آه كيف تعاود الأدواء
    صدر المارد الجبار
    وكيف يبوش مثل الرمل
    تحت الماء والأمطار
    أصدق ما أصدق عاصفات
    الريح دكت قلعة المنهار
    ويظل سند بحياته الصاخبة منذ ملازمته لوالده بندوته اليومية بداره حتى مماته اسطورة مرت بالندوة الأدبية بأم درمان تلك التي كتب في معظم أعمالها الأدبية ناقداً لقصائد عبد الله حامد الأمين متحدثاً في أغلب ندواتها متحدثاً عن شعر التجاني يوسف بشير واسطورة التوحيد في شعره ومحاولاته للمزج بين الحداثة والتقليد مستشهداً بقصيدة "الصوفي المعذب"
    ويظل حقاً اسطورة عصية الالمام بكل تلك السنوات التي قضاها يمشي بين الناس منذ اكتوبر 1939م وحتى مايو 2008م بيد ان التذكارات الموحية له في درب الحياة هي التي اصابته بالرهق المتواصل وهي تظهر جلياً في أجمل قصائده الأخيرة:
    "درجة القبول في الحب والحلول" اكتوبر 1999م
    المسرجات تنوح من التعب ويشرب
    زيتها الليل المعلق
    في مطارات السهر
    المسرجات الخضر نازفة
    كأن الأرض تنتظر الزلازل
    وهي قصيدة نكون قد أفسدنا قراءتها للقارئ إن قمنا بشرح معانيها كما قال هو شخصياً عنها ومن المقصود وللقارئ قراءة المقطع الآتي إيراده ليصل معنا للمقصود:
    جاء الغزاة الفاتحون قرينهم
    في الغزو كان الكركدن
    يعوم في بطر النعومة من
    حرير العشب والأزهار
    • أخيراً مات مصطفى سند الشاعر الفخيم بعيداً عن وطنه الذي أحبه. له الرحمة.
                  

05-24-2012, 11:39 AM

صلاح غريبة
<aصلاح غريبة
تاريخ التسجيل: 04-25-2010
مجموع المشاركات: 7663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مضت 4 سنوات على رحيل شاعر مصطفى سند ... هل تم اكرامه؟ (Re: صلاح غريبة)

    البحر القديم




    بيني وبينك تستطيل حوائط ..

    ليل ... وينهض ألف باب

    بيني وبينك تستبين كهولتي

    وتذوب أقنعة الشباب

    ماذا يقول الناس إذ يتمايل النخل العجوز سفاهة

    ويعود للأرض الخراب....

    شبق الجروف البكر للأمطار

    حين تصلّ في القيعان رقرقة السراب

    عبرت ملامحك النضيرة خاطري

    فهتفت ليتك لا تزال

    للريح خمرك للمساء وللظلال

    والبرق لي .. والرعد والسحب الخطاطيف الطوال

    تروى هجير النار تحت أضالعي الحرّى

    وتلحف في السؤال

    كيف ارتحالك في العشيِّ

    بلا حقائب أو لحاف ؟

    ترتاد أقبية المكاتب والرفوف السود

    والصحف العجاف

    زمنا يمصّّ الضوء من عينيك

    يصلب وجهك المنسيّ في الدرج العتيق

    أثرا كومض شرارة تعبى على خشب الحريق

    كيف ارتحالك أيها المصلوب مثل شواهد الموتى

    بزاوية الطريق

    سكن السحاب ومرّ طيفك من جديد

    نثرته كفّ البرق حين تلاحق الإيماض

    وانعتقت شرارات الرعود

    أرخى وأزهر ثم طار زنابق كالفجر لامعة الخدود

    حلق المرايا رنّ كالناقوس

    وانفرطت ملايين العقود

    فإذا هممتُ توارت الألوان

    وانتصبت شبابيك الجليد

    أنا في الرياح مسافر يلقى على الأبواب

    جارحة الردود

    بيني وبينك تستبين مخالبي

    وتسيل من شدقي الدماء

    وحش أنا غول خرافيُّ العواء

    تحوى توابيتي دقيق الموت

    تزحف من سراديبي ثعابين الشتاء

    سبري: عجين السدر سن الحوت

    هيكل مومياء

    بيني وبينك ما يراه الناس

    سروة شاطىء ناء وزهرة كستناء

    تتلاصقان على الرمال فتذهل الدنيا وترتعش الحقول

    كيف التجاؤك للتماثيل التي أسنت على برك الوحول ؟

    منك الشباب عصارة النبت الجديد

    ومهرجانات الفصول

    ونراك تحفل بالعواجيز العتاق صفائح الأيّام مقبرة الأفول

    بيني وبينك سكّة السفر الطويل

    من الربيع الي الخريف

    تعلو قصور الوهم أنت

    ومرقدي في الليل أتربة الرصيف

    هم ألبسوك دثار خزّ ناعم الأسلاك

    منغوم الحفيف

    ودعوك تاج العزّ فخر العزّ مجد العزّ

    شمس العزّ عزّ العزّ

    صبّوا في دماك

    عصارة الكذب المخيف

    وأنا الذي حرق الحشاشة في هواك

    ممزّق الأضلاع مطلول النزيف

    بيني وبينك قصّة الشعراء صدر غمامة

    يلهو على الأفق الشفيف

    هذا أنا

    بحر بغير سواحل بحر هلامي عنيف

    لا بدء لي لا قاع لي لا عمر لي

    لكنني في الجوف ينبض قلبي

    النزق

    اللهيف .
                  

05-24-2012, 11:44 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مضت 4 سنوات على رحيل شاعر مصطفى سند ... هل تم اكرامه؟ (Re: صلاح غريبة)

    أمثال مصطفى المصطفى
    تكريمهم الأبلغ
    يشع بين القلوب
    ولا يخفت أبداً


    وإن سألت عن إكرامه
    فقد تم
    بعد أن غادرنا الجسد
                  

05-24-2012, 12:10 PM

صلاح غريبة
<aصلاح غريبة
تاريخ التسجيل: 04-25-2010
مجموع المشاركات: 7663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مضت 4 سنوات على رحيل شاعر مصطفى سند ... هل تم اكرامه؟ (Re: بله محمد الفاضل)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de