|
المؤتمر(الوثني) و(الحشرة) الشعبية: قصة شعب يتألم بمافيا الدين والتعنصر
|
لا يزال السودان وطنا بائساً تتجاذبه أهواء سياسيين ومفكرين لا يزالون في طور (اليرقة ) السياسية والفكرية وان كان مفكريه اكثر تطورا من سياسييه.. وحتى تتحول هذه اليرقة للشرنقة او ربما تمر الى الحشرة الكاملة دونما مرور بهذه المرحلة يظل التاريخ السوداني مستمرا منذ فجر الاستقلال بخيباته وويلاته الدامية تفعل به عقول من يسمون انفسهم بقيادات الوطن الافاعيل كأطفال ما فتؤا يخربون بيوتهم بايديهم وستنزفون موارد البلاد على فكرة او نكرة يتمحور حولها استقطاب الهامش الى المركز دون جدوى لان القناعات ليست متسقة والمبادئ ليست ثابتة ومبنية في أساسها على الاحتكار بكل انواعه - احتكار الفكر والابداع والمعرفة واحتكار الدين واللغة والاثنية. وما نراه ويعايشه العالم من عبارات مخجلة وبائسة لا تعبر عن واقع الشعب بالتأكيد وانما تعبر عن قدر الشعب الذي سيتحول بلا شك الى قصص ستروى وتحكي لاجيال المستقبل كمرحلة انحطاط فكري واخلاقي و انساني كبيرة اندت جبين الوطن وخربت ما أسس له بنيه منذ أن عرف السودان كدولة بين الدول. ومما لا شك فيه ان دوام الحال من المحال وليرى الجاهلون حولهم قليلاً او فاليلتفتوا الى التاريخ ليتعلموا أن السياسة ليست لها أب ولا أم فهي لعبة قذرة لا يمكن جعل هذه اللعبة تأكل الأخضر واليابس كما أنها الميكافيلية (الطفولية) التى يعيشها من كان قدرنا ان يبقون على رؤسنا اليوم - هذالنوع من الميكافيليةأراه فريداً لأنه استحدث نسقا سلطويا جديداً بمبررات طفولية مخجلة بحيث بدا الأمر وكأن السودان لا يزال تحت نير العصور الوسطى وترى نافخ الكير ينفث في جوف الوطن ليل نهار أمراض الأنحطاط والتردي حتى تساءل بعض الأشقاء باستغراب عن الكيفية التى جعلت هذا النافخ يعربد باسم السودان بهذه الاباحية الفظة. نتألم كسودانيين شرفاء من تلك الاصطلاحات (المقززة) التى تخندقت في الاتجاه والاتجاه المضاد والى الوراء بحيث تجد أن المؤتمر(الوثنى) و(الحشرة) الشعبية كأمثلة وغيرهماكثير - تجد هذه العبارات تنبع من واقع بائس ومنحط وما الاصطلاحات هذه ببعيدة عن الفعل والفعل المضاد بلا رقيب بحيث تخندق الاصطلاحيون حول مافيا الدين والتعنصر ورتبوا حقائبهم على طريقة: "دعه يذهب دعه يمر" ولكن الى اين ؟ هل يجدر بنا كسودانيين أن نستسلم لهذه القدرية التى خلق فعلها المنحطون ؟ هل يجدر بنا ان نضيع الوطن ونجعله لقمة سائغة لظواهرنا الصوتية الاقصائية؟ وحتى متى سنكون حبيسين لهذه الحالة الاتقاطبية الفتاكة ؟ ومتى سينفذ الوعي الجمعى ويفطن الى جوهر القضية السودانية للافتكاك من حلقاتها الرديئة هذه؟ أسئلة نطمح من خلالها الى السمو فوق سياج الفوق والنزول الى فضاء الوعي عبر نقاشات تحكي تفاصيل الجميع ولا تستثنى احدا ...
|
|
|
|
|
|