جاك بريفير “Jacques Prévert” شاعر فرنسي شهير وُلد في باريس سنة 1900م وعاش فيها. وتعلّم من الشارع والحياة والشارع الشعبية أكثر مما تعلّم في المدرسة. التقى عدداً من الشعراء والرسامين والأدباء الذين شكّلوا، فيما بعد، الحركة السريالية، فانتمى إلى هذه الحركة، وكان عنصراً فعّالاً فيها. ثمّ انصرف إلى تلحين عدد من قصائده وأغانيه مع الملحن جوزف كوزما “Kosma Jozsef”، ومن بعد ذلك لكتابة المسرحيات وسيناريوهات السينما، وظل مستمرا في كتابة الشعر، ومنه شعر خاص بالأطفال. رحل بريفير في الحادي عشر من ابريل سنة 1977. ولكنه ترك إبداعا خالدا.. وشعرا لا تمله، شعرا داومت على قراءته منذ سنوات طويلة، وكلما قراءته أتذكر قول ماركيز عندما قرأ كافكا لأول مرة: "الله وهل يمكن للبشر أن يكتبوا هكذا". ورغم القول ان الشعر يفقد شعريته عندما يُترجم، فان المتعة والدهشة تبلغ أقصاها عند قراءة قصائد بريفير في بعض ترجماتها العربية. هنا بعض مما كتبه جاك بريفير في ترجمات لبول شاؤول وسامي مهدي،:
واقفا أمام البار مع دقات الساعة العاشرة سمكري طويل يرتدي ملابس الأحد يوم الاثنين يغني وحده لنفسه يغني: أن اليوم هو الخميس وليس ثمة دوام في المدرسة اليوم وأن الحرب قد انتهت والحياة جميلة جدا والفتيات جد لطيفات ومترنحا أمام البار مقودا بخيطه الرصاصي يتوقف فجأة أمام صاحب المشرب: "ثلاثة فلاحين سيمرون ويدفعون لك" ويختفي بعدئذ في الشمس من دون ان يدفع الحساب يختفي في الشمس وهو يواصل أغنيته.
11-01-2009, 09:18 PM
تراث
تراث
تاريخ التسجيل: 11-03-2002
مجموع المشاركات: 1588
يدخل المجنون يخرج موفد تدخل ثلاث ساحرات يدخل الكورس يدخل الملقن تدخل امرأة عجوز يدخل الشبح يدخل فلاحون برفوش ومعاول تدخل مرضعة تحمل ولداً ميتاً في ذراعيها يدخل سيد ذو سكين مضرج بالدم يدخل بيرام الجدار ضوء القمر والأسد كلهم يخرجون
11-01-2009, 09:29 PM
تراث
تراث
تاريخ التسجيل: 11-03-2002
مجموع المشاركات: 1588
وسنواصل نشر قصائد بريفير كتب عنه بول شاؤول في الذكرى الثلاثين لرحيله قائلا: ترعرع وسط الثورات الكبرى، المضخّمة والممتدة والمترسخة، ثورة الشيوعيين كانت لما تزل منقشعة أمام العيون، شهية كثمار طازجة، عالية كجدران بلا حدود. وترعرع كذلك بين هَوَس الثورات الأخرى: الطليعية، كالمستقبلية في روسيا وإيطاليا وألمانيا مطلع القرن، والتي فجّرت الدادائية، ثم السوريالية بمراحلها وتحوّلاتها، وحيطانها المتجددة على يد "قائدها" بروتون. وشهد كذلك نموّ الفلسفات الكبيرة، والأحزاب الإيديولوجية، والبنى السياسية المتينة الصلبة، والحالات والنزعات اللغوية المركبة. وواكب ظهور القصائد المركبة ذات الخلفيات والدلالات والمغازي والبواطن. مواكبته الروايات ذات النسائج الداخلية الملتبسة، الى السوريالية، الى الشيوعية والوجودية (بفروعها ومشتقاتها) والفرويدية والعبثية واللاشيئية والشيئية... واللغوية واللغوانية... مر بها جميعاً... هذه الحيطان الشاهقة من الكلام، وهذه الأسيجة ذات الأوتاد والأرسان والعلامات، وهذه القبائل ذات الدّمغ، والوشم، والصفات، والسمّات، والقسمات المخفرة، والبوابات المحروسة. مرّ بها كمن يمرّ بحلم في ليلة صيف. وهرب منها كتلميذ يقفز من فوق جدار المدرسة إلى حقل أو إلى رصيف أو إلى مقهى. هو جاك بريفير. المتفلّت الدائم والمتبرم، والضجر، والذي "تخفّ به الحركات". العاشق الحرية، حتى الفوضوية. الكاره المؤسسات، حتى الفوضوية. الساخر من البنى الباركة
11-01-2009, 10:40 PM
محمد مكى محمد
محمد مكى محمد
تاريخ التسجيل: 10-13-2006
مجموع المشاركات: 4082
Quote: والحياة جميلة جدا والفتيات جد لطيفات ومترنحا أمام البار
ياسلام ياتراث الله لشبابنا الضائع في هاتيك المجالي قد خدعتني الحبيبة المشتاه المرتجاه التي تعرفها حبيبة الثمانينات ولا بار ....ولا صعاب’ ولا مشاق فقط خداع لقلبك النجلية في قصر الشباب والاطفال....وفي النجيلة جلسنا....خضراء مثل قلبك
11-03-2009, 07:04 PM
تراث
تراث
تاريخ التسجيل: 11-03-2002
مجموع المشاركات: 1588
محمد مكي العزيز شكرا لنقطتك الجميلة العزيز مطر .. الشوق مثل اسمك واكتر بكتير خذلتك حبيبة واحدة في الثمانينات؟. كم من الحبائب خذلونا حينها.. وكل واحدة منهن تركت اثر خطواتها في القلب كأنها كانت تحط على طين.. فاصبح القلب "مخفجا" للابد.. شكرا لهن لانهم احيونا حينها بالحب .. ذلك النوع من الحب الذي قال عنه شكسبير انه لا يسير سيرا حثيثا.. شكرا لانهم تركن ما سنظل نحكيه سرا او علنا طول العمر.. نحكيه بالم وفرح عجيبين. خذلتك حبيبة واحدة يا غشاش؟ انا اعرف عشر منهم على الاقل. اليك هذه لجاك بريفير..
11-03-2009, 07:17 PM
تراث
تراث
تاريخ التسجيل: 11-03-2002
مجموع المشاركات: 1588
آلاف وآلاف السنوات لا تكفي لتقول: أبدية تلك الثانية الصغيرة التي قبلتني فيها التي قبلتني فيها ذات صباح في ضوء الشتاء في حديقة مانتسوري في باريس في باريس على الأرض على الأرض التي تحولت إلى كوكب
11-03-2009, 07:57 PM
تراث
تراث
تاريخ التسجيل: 11-03-2002
مجموع المشاركات: 1588
حدث هذا في حي من أحياء مدينة "لوميير" حيث الظلام مطبق دائما، ولا هواء ثمة أبداً.. وحيث الشتاء كالصيف هنا شتاءً دائما كانت على السلم هو إلى جانبها وهي إلى جانبه وكان ثمة ليل تفوح منه رائحة الكبريت لأنهم قتلوا البعوض عصرا قالت له: ظلام ها هنا وليس ثم هواء والشتاء كالصيف، شتاء دائماً وشمس الله لا تستطع هنا في منطقتنا فلديها الكثير الذي تفعله في الأحياء الغنية فاعتصرني بين ذراعيك وقبلني قبلني طويلاً قبلني فان لم تفعل ذلك الآن فسنكون قد تأخرنا كثيرا وحياتنا هي الآن. هنا نمرض من كل شيء من الحرارة..من البرودة نتجمد، نختنق وليس ثمة هواء فإذا توقفت عن تقبيلي فيبدو لي أنني سأموت اختناقاً عمر كل منا خمسة عشر عاما وعمرنا معا ثلاثون عاما وبهذا لم نعد طفلين لنا من العمر ما يكفي لنعمل ولنا ما يكفي لنتبادل القبل فان لم نفعل فسنكون قد تأخرنا كثيرا حياتنا هي الآن ق بلني!
النص الشعري الاخير المنشور اعلاه هو ترجمة سامي مهدي لقصيدة جاك بريفير "قبلني" .. وهذه ترجمة بول شاؤل للقصيدة نفسها.. المقارنة متعة في حد ذاتها. كان حياً من أحياء المدينة "الضوء" حيث يسود الظلام دائماً ، حيث لا هواء إطلاقا والصيف كما الشتاء، الشتاء دائماً كانت في السلَّم هو قربها هي قربه كان ليلاً وكانت تفوح رائحة الكبريت لأنه تمّ قتل بق بعد الظهر وكانت تقول له : هنا يسود الظلام ولا هواء الصيف كما الشتاء ، الشتاء دائماً شمس الإله الطيب لا تلمع في جهتنا فهي عندها الكثير لتعمله في الأرجاء الغنية شدني بين ذراعيك قبلني قبلني طويلاً قبلني إذا تأخرت سيفوت الأوان حياتنا الآن هنا يهلكنا كل شيء البرد كما الحرارة نبرد نختنق لا هواء إذا توقفت عن تقبيلي فيبدو لي أني سأموت مختنقة أنت في الخامسة عشرة وأنا في الخامسة عشرة ونحن الاثنين في الثلاثين وفي الثلاثين لا نعود أولادا نحن في عمر ان نصل ونحن أيضا في عمر أن نتعانق بعدها يفوت الأوان حياتنا الآن قبلني!
11-03-2009, 08:23 PM
تراث
تراث
تاريخ التسجيل: 11-03-2002
مجموع المشاركات: 1588
كأنه كان يرسم الأشياء، البيوت، الكلمات، السقوف، الطيور، الشجر، الأقفاص، بيديه، أو بعينيه، أو بالهواء وبدخان سيجارته. فتمحي للحظات. أو تنطوي كذكرى. عالم هشّ. شفيف، عابر، عالمه. عالم بلا زمن. ولا فضاءات، ولا صُروح، ولا بروتوكولات، ولا شعائر، ولا طقوس، ولا حتى معالم. فلنقل إنه عالم يشبه المسرح. عمر ما يُعرض وينتهي، يقوم وينهدم، ويلمع ويختفي في هشاشاته. وفي توليه: ولنقل أيضاً أنه عالم من مخيلة الأطفال. تخلق اشكالا وترميها، أشكال من ماء، أو من رمل، أو من لا شيء؛ أو فلنقل أيضاً انه عالم بلا قدر، بلا تراجيديا، بلا آلهة. أي من تلك الصور التي تصنعها وتفت بين الأصابع.. أو تسيل وراءها...
11-03-2009, 08:25 PM
تراث
تراث
تاريخ التسجيل: 11-03-2002
مجموع المشاركات: 1588
لويس الأول لويس الثاني لويس الثالث لويس الرابع لويس الخامس لويس السادس لويس السابع لويس الثامن لويس التاسع لويس العاشر (الملقب بالمحارب العظيم). لويس الحادي عشر لويس الثاني عشر لويس الثالث عشر لويس الرابع عشر لويس الخامس عشر لويس السادس عشر لويس السابع عشر لويس الثامن عشر وبعد ذلك لا أحد لا شيء. وهؤلاء الناس الذين لا يستطيعون أن يعدّوا إلى العشرين؟!
11-05-2009, 09:29 PM
تراث
تراث
تاريخ التسجيل: 11-03-2002
مجموع المشاركات: 1588
تذكرني القصيدة اعلاه باغنية "فوزية" لعقيد الخيل.. من منكم يعرفه ويتذكره.. ذلك الفنان الذي ظل يجلس على ابواب الجامعات في ثمانينات القرن المنصرم، وربما منذ زن اقدم. ويغني لنا ما نطلبه من اغنياته العجيبات، وقد فرش امامه عددا كبيرا من الشهادات حول افضليه فنه على ما غيره ، اذكر منها شهادة من محمد وردي نصها: " يشهد الفنان محمد وردي ان عقيد الخيل احسن منه"!
11-12-2009, 08:55 PM
تراث
تراث
تاريخ التسجيل: 11-03-2002
مجموع المشاركات: 1588
الأم تمارس الحياكة الابن يمارس الحرب هي، الأم تجد كل هذا طبيعياً والأب. ما يفعل الأب؟ يمارس الأعمال زوجته تمارس الحياكة ابنه الحرب هو الأعمال وهو يجد كل ذلك طبيعياً، الأب.. وألام والابن ماذا يجد الابن؟ لا يجد شيئاً إطلاقا أي شيء الابن أمه تمارس الحياكة الأب الأعمال وهو الحرب وعندما تنتهي الحرب سيمارس الأعمال مع والده الحرب مستمرة الأم مستمرة بالحياكة الاب مستمر يمارس الأعمال الابن يُقتل ولا يستمر الأب والأم يذهبان إلى المقبرة يجدان هذا طبيعياً الأب والأم الحياة تستمر الحياة مع الحياكة الحرب الأعمال الأعمال الحرب مع حياكة الأعمال الأعمال الأعمال والأعمال الحياة مع المقبرة
11-12-2009, 10:39 PM
Amin Mahmoud Zorba
Amin Mahmoud Zorba
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 4578
كم من الحبائب خذلونا حينها.. وكل واحدة منهن تركت اثر خطواتها في القلب كأنها كانت تحط على طين.. فاصبح القلب "مخفجا" للابد.. شكرا لهن لانهم احيونا حينها بالحب
والله الكلام دا شعر عديل صديقى عثمان
شوف صورة المخفج فى الواقع شينة كيف
وهنا فى سياق الكلام ارتقت لمصاف الشعر
11-13-2009, 09:19 PM
تراث
تراث
تاريخ التسجيل: 11-03-2002
مجموع المشاركات: 1588
أخيرا وجد بوست بريفير من يدخل فيه بعد طلة محمد مكي الصامتة ودخول مطر الخاطف.. شكرا امين زوربا على صمتك الجميل.. كم اشتاق اليك . اين انت واين جملتك المحببة: "المجد لعينيك". محمد سيد احمد كم اشتاق اليك واحن.. مبروك الطفل الجديد.. ومبروك علينا اطلالتك البديعة جدا.. والعقبى لينا في خلق اناس جديدين فهذا اقصى الابداع.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة