دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
مكان فيصل مصطفى
|
سأل مذيع التلفزيون السوداني ضيفة القاص السوداني الكبير إبراهيم إسحاق : من أبناء جيلك من كتاب القصة في السودان لم ينصفه الزمن ؟ فأجاب إسحاق : فيصل مصطفى .. مرمي في اليمن منذ عشرين سنة !
نعم ، عشرون عاماً ونيف قضاها القاص والروائي السوداني فيصل مصطفى في اليمن قبل أن يقرر فجأة مغادرتها ، ويحقق ذلك في سبتمبر الماضي رحيلاً إلى مصر في طريق عودة تدريجية إلى السودان .
يحكى فبصل مصطفى عن تجربة قدومه واستقراره في اليمن :
"... أقول : لقد أتين إلى اليمن مضطراًَ ... ولم أكن أتوقع أن أمكث بين ربوعها كل هذه السنين (.....) ... حينما وطئت أقدمي ارض السعيدة ... قررت العودة إلى السودان (.....) ... ولم يمض طويل وقت ... حتى تغير موقفي إلى النقيض تماماً ... فسرعان ما وجدت نفسي بين ربوع وطني الثاني حقاً . ... أرض الجذور والأجداد "
بهذه الطريقة ، طريقة الكتابة الرأسية التي يسبق كل سطر منها نقاط ثلاث ، ظل يكتب فيصل مصطفى منذ عدة سنوات . وظلت جريدة (الثورة) اليمنية ، في صفحاتها الثقافية ، وملحقها الثقافي ، يحرصان على نشر نصوصه المربكة ، وقد تصدر كل منها صورة الكاتب بعمامته السودانية المميزة . وبجانب (الثورة) احتضنت نصوصــه صحــف ومجلات ( 26 سـبتمبر ) و ( معـين ) و ( اليمن الجديد ) و ( الجيش ) ، ثم ( الوحدة ) و ( 22 مايو ) اليمنيات ، حتى بلغ عدد ما نشره في المطبوعات اليمنية أكثر من 300 قصة قصيرة . وخلال نفس الفترة صـدرت روايته الأولى ( الخفاء ورائعة النهار ) في عام 1988م ، أي بعد ثلاث سنوات من وصوله إلى اليمن ، وهي نفس المكان الذي تم فيه توزيع تلك الرواية . وفي اليمن كتب فيصل مصطفى وأصــدر روايته الثانية ( حكيم وعطاء وروضه يعبرون النيل ) .. وظل يكتب وينشر . حامداً شاكراً لليمن فضلها :
... ( اليمن ) حفظت تماسكي ... جعلتني متوازناً ... ولعل أعظم هبة وهبتني إياها ... إشباع رغبتي الجامحة في النشر
وفي مقابل الكم الكبير من النصوص التي ونشرها فيصل في اليمن ، سوّدت أقلام قليلة جدا ورق المطبوعات اليمنية لتقول شيئاً عما يكتبه فيصل .. أي شي . وبأصـابع اليد والواحدة نعــد أصحاب تلك الأقــلام : عز الدين سعيد ، فؤاد عبد القادر ، والمصري محمد رجب ، والسوري سمير السنكيري . ثم أحمد صالح غالب الفقيه . وما عدا الأخير فقد كتب الأوائل عن إنتاج فيصل القصصي والروائي عندما كان كاتبنا يكتب نصوصه بالطريقة الأفقية المعروفة لكتابة النصوص السردية .
ابتكر فيصل مصطفي لنفسه منذ العام 1997م طريقة جديدة لكتابة النص النثري ، تعتمد شكلاً راسياً لهذا النص ، وهو شكل مفارق لم يعتده القارئ ، يراه فيظن أن ما أمامه نصاً شعرياً ، فإذا به يفاجأ بأن ما يقرأه ليس شعراً ، بل نثراً .. "قصة" كان أو "مقالاً" . فتتخلق حينها فجوة في نفس المتلقي بين ما توقعه وبين النص الكامن أمامه كدال ومدلول . أو كشكل ومضمون ، كما ساد في النقد القديم .
ويدافع فيصل مصطفى بشدة عن الطريقة الراسية في كتابة نصوصه النثرية فيقول : " الكتابة الأفقية لم تعد بشكلها الانسيابي الرتيب هي الضرب الذي يستهويني ويعبر عن طابعي الخـاص " .
يؤكد إنه وبإتباعه الشكل الرأسي في كتابته النثرية ، لا ينازع الشعر ، بل يجاوره ، يحاول أن يتقرب أليه في محاولة لـ" كسر حدة الخطوط الحمـراء بين أجناس الإبداع " ويـرى أن ذلك هو الذي " أدي إلـى التقارب والانغماس في آنية واحدة لنظرية الأنواع الأدبية " . وهو يعتبر ، ونحن معه ، أن روايته الثانية (حكيم وعطـاء وروضة يعبرون النيل ) تتسم بالشعرية . ويشدد على أن " ليس المقصود بالشعرية هنا الوزن والقافية أو موسيقى الشعر الداخلية " إنما رؤية العالم من منظور مختلف ووجود فجوة / مســافة توتـر ، كتلك التـي تحـدث عنها كمـال أبو ديب في كتابه ( الشعرية ) . ويصنف فيصل أسلوب كتابته هذا بأنه ضرب من نسق الكتابة البصرية .
وفيصل مصطفى ورغم إقامته المزمنة في اليمن ، ظل قلمه يعبر عن دواخل محتشدة بوطنه السودان . ويكتب حميمية عن تفاصيل ذلك الوطن الممتد في وجدانه بمسـاحة مليون ميل مربع ، من الشوق والحنين والخيبات والآمال . ويشكل ذلك الوطن ، بناسه وأماكنه وأزمانه ، مادته الخام للتعبير عن كل ما يود أن يقوله ، حتى لو كان هذا القول ناتج عن تجربة وُلدت في اليمن . وهو القائل : "... لليمن ، ولا سيما صنعاء ، الفضل الأكبر في التأثير على إنتاجي السردي شـكلا ومضمونا " . وفي نصوصه يغرق فيصل كثيراً في تفاصيل دقيقة وصغيرة عن الواقع التاريخي والاجتماعي في السودان . وربما يكون هذا سبباً آخر ساهم في تقليل كم مقاربة النقاد اليمنيين لما يكتب .
"... لكن تظل اليمن في نهاية المطاف فيضاَ من ينابيع الهناءات ... يتدفق دون انقطاعات ... كنهر الحياة ... يبعث الدهشة في جمود العيون الجاحظة" *** ظللنا نحن السودانيين نفخر كثيراً عندما نرى صورة فيصل مصطفى في الصحف اليمنية ، ونقرأ بتلذذ نصه المنشور تحت تلك الصورة . نتلمس وقائع وأحداثاُ وأنماط شخصيات نعتقد أننا نعرفها ، وندهش لقدرته الفذة في إخضاعها لمعايير الإبداع ، حيث تنكسر أكثر مما ينكسر الضوء في الماء ، فنحس أن ما نقرأه نعرفه ولا نعرفه . فتبلغ اللذة أقصاها . يصف الروائي الكبير الطيب صالح كتابة فيصل مصطفى فيقول : " لم يكتف المشهد الروائي في السودان بالتنوع على وتر الاتجاهات والمذاهب ، أو اللجوء إلى التاريخ كحدث وقناع ، بل تخطى ذلك إلى التجريب وتجاوز النمط . ومن هذه المحاولات رواية "الخفاء ورائعة النهار لفيصل مصطفى الذي حاول أن يزاوج بين ما هو واقعي وما هو أسطوري في جدلية الظاهر والباطن للقبض على إشكاليات اجتماعية وأيدلوجية ، كالصراع مع المستعمر ، ووضع المرأة في مجتمع بطريركي . وأعتمد لغةً غير مألوفة ، زاوجت بين الشعري والدرامي ، وحاولت ما استطاعت أن تخرج من جلباب الواقعية المهيمن على الرواية السودانية" .
في منتدى النيلين الثقافي بصنعاء ، (أوالتخزينة الثقافية كما يسميه اسامة الخواض) ظل فيصل يصول ويجول ، يصحح دائماً لغة المتكلمين بمعرفة نادرة بدقائق اللغة العربية ، ويقدم المفيد والممتع من الأوراق . ويساهم في حوارات المنتدى ، الساخنة الطويلة ، بكلمات مقتضبة ، مطبقاً قول العرب : خير الكلام ما قل ودل . ومجسداً لقول النفري "كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة" . وهو معجب بهذا القول يكرره كثيراً ويجسده كثيراً . في سبتمبر الماضي أقام المنتدى حفلا لوداع فيصل ، تحدثنا فيه ، بكينا ، وصمتنا . ومن ضمن أسئلة كثيرة ، أضمرنا ســؤالاً يشغلنا : من يشغل مكان فيصل مصطفى في الصــحف اليمنية ؟
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مكان فيصل مصطفى (Re: تراث)
|
وأنا يا عثمان .. ألا تراني مسطولاً .. أو ماذا تسمونها "التخرينة"؟ يا صديق الزمان الفائت .. أما زلت تعاقر الكتابة والخمر وعشق الجمال .. أم أن اليمن أدبتك ـ من أدب ـ بعد أن كنت ذاك الصعلوك .. أم هي هالة ماذا يسمونها "الجندرية" والعيال .. في زماننا هذا تدخل الأشياء في بعضها .. تلك التي تحبها .. والتي تحبك .. والآخرين وبدلاً من أن تتسع تجد نفسك منكمشاً إلي داخلك رغم حبك للآخرين .. وربما حبهم لك .. ورب الكعبة .. مشتاق لك .. ولن أجامل بالقول إني قرأت النص .. فقد اسكرتني طلتك بالجلابية .. فآثرت أن أرجع للنص لاحقاً لك الود أحمد يونس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مكان فيصل مصطفى (Re: أحمد يونس مكنات)
|
اعرف أحمد يونس ، ولكن اللقب (مكنات) لم يكن ملتحقاًباسمه . وأحمد يونس الذي أعرفه .. صديق قديم جميل .. جمعتني به أيام العمر النديات ، وأوهام كبيرة ، واشياء أخر . وفرقنتا الظروف لدرجة انني لم التقه منذ عشرين عاماً تقريبا، ظل خلالهامتوهجاً في ذاتي . وأحمد الذي أعرفة متزوج من الصديقة ناهد محمد عثمان . اهلا بيك ومرحب ياأحمد مكنات . ولكن هل انت احمد يونس الذي أعرفه ؟ فكيف إذا لا تعرف ان زوجتي الجندرية هي اماني عبد الجليل . وليس غيرها . كيف تسأل إن كانت اليمن قد أدبتني - من أدب - . وتصفني بما لا نحب ان نوصف به ، مثل الصعلكة ومعاقرة الخمر .
انت كنت أحمد الذي أقصده ، اقسم أغلظ من قسمك إنني اشتاقك كثيييرا ًوأحن اليك .
| |
|
|
|
|
|
|
|