دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
إقرأوا معي عبد الناصر المودع : ثقافة تنتج عيديد وتقتل غاندي !
|
صديقي الحميم جداً عبد الناصر المودع .. لو عرفتموة ستحبونه وستحترمونه ، حتى وإن اختلفتم معه ، كثيراً أو قليلاً ، وهو يدرك ان جل محبيه وأقرب أصدقائه من السودانيين . ويرى ان ذلك طبيعياً ان يكون وينبغي أن يكون . باحث وكاتب يمني جاد ، أبرز ما يميزه اختلافه المستمر مع سائد الآراء والأقوال في مجتمعنا . لا يفتعل أبداً ذلك الاختلاف ، بل يفصح عبره عن خصلتي العقلانية والشجاعة التي استطاع كسبهما معاً في بيئة ثقافية قلما يتاح فيها مثل هذا الكسب . عبد الناصر باحث وكاتب جريء ، لدرجة انه معظم المطبوعات العربية لا يمكن أن تقبل النشر له ، ولذلك فإن قراءه قليلون . وقد كان عدد قليل من السودانيين في اليمن محظوظاً بدخوله ضمن دائرة قرائه ، فهو عضو قديم في منتدى النيلين الثقافي الذي أسسه كوكبة من المثقفين السودانيين بصنعاء قبل إحدى عشر عاماً ونيف ، وأصبح عبد الناصر منذ سنوات أنشط أعضائه وأكثرهم حرصا وانتظاماً في حضور جلساته الإسبوعية واثرائها بالأوراق المقدمة وبحواراته المفيدة المثيرة للتفكير والجدل والمنتجة دوماً للاسئلة الصعبة حول كل ماهو يومي وعادي أو مقدس . الكثير مما يكتبه عبد الناصر ، لا تتحمله المنابر ، بما فيها منبرنا الديمقراطي جداً هذا ، وقد سعدت ان اطلعت مؤخراً على مقاله هذا بعنوان (ثقافة تنتج عيديد وتقتل غاندي) ، فوجدت انه اقل ما قرأت لعبد الناصر إثارة للجدل ، معقول ، ليس صادماً تماماً ، وقابل للنشر في المنبر ، فاخترته لكم لتشاركوني قراءته ومحاورته .
ثقافة تنتج عيديد وتقتل غاندي عندما دخل محمد فرح عيديد في قتال ضد القوات الأمريكية في الصومال ، تداعى الكثير من "المثقفين" العرب ليشيدوا ببطولته وشجاعته في مواجهة أمريكا . وقد زاد إعجابهم بتلك البطولة ، منظر جثة الطيار الأمريكي وهي تـُجر في شوارع مقديشو . ورغم ان ذلك المشهد لم يكن ينم إلا عن الهمجية ويبعث على التقزز عند كل إنسان عادي . إلا ان أولئك المثقفين اعتبروه دليلا على نجاح عيديد في إذلال أمريكا . وهو نجاح قالوا حينها أن أحداً من زعماء العالم لم يستطع نيله . نفس النوعية من المثقفين ، انبرت تشيد بشجاعة وبطولة رئيس كوريا الشمالية حينما تحدى أمريكا ، والعالم أجمع ، بإعلانه استئناف برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية ، ووصل الأمر بأحد " المثقفين " العرب أن تمنى لو كان كوريا شماليا حتى يشعر بالفخر والعزة لأفعال الزعيم " الخالد " أبن " الخالد " . صدام حسين ، ومنذ غزوه للكويت تحديدا ، وهو يضيف إلى رصيده إعجاب وحب الكثير من العرب ، لتحديه الولايات المتحدة ووقوفه في وجهها . وحتى بعد أن أصبح جليا حجم الجرائم التي أرتكبها صدام بحق شعبه ، إلا إنه لا يزال يحظى بمقدار كبير من الحب والإعجاب لدى الكثير من العرب وتحديدا ممن يطلق عليهم ، مجازا ، "المثقفين" . لماذا يعجب هؤلاء بأولئك ؟ الجواب ببساطة يكمن في أن أولئك القادة أعلنوا عدائهم لأمريكا ، وهذا سبب كافٍ ، إن لم يكن وحيد ، يستحقون بموجبه حب وإعجاب الكثير من المثقفين العرب . إلى الحد الذي أصبح فيه حجم الحب والإعجاب يقاس بدرجة العداء لأمريكا ، فكلما كان هذا العداء كبيرا كلما إزداد حب أولئك المثقفين للزعيم والعكس صحيح . وبهذه الطريقة أصبح العداء لأمريكا وإسرائيل محور الثقافة السياسية في العالم العربي وشرطا من شروط الحصول على الشرعية السياسية ، ليس فقط للحكام بل كذلك للحركات السياسية العربية . ونتيجة لذلك ، أصبح من الطبيعي لدى كثير من الحكام أن يسعوا لاستعداء أمريكا وإسرائيل كي يحصلوا على تأييد وإعجاب شعوبهم ، ويحدث ذلك خاصة أثناء تعرض اؤلئك الحكام وأنظمتهم للضغوط ، وكوسيلة ناجعة لتغطية فشلهم في تحقيق منجزات حقيقية لشعوبهم . وقد نجح الحكام العرب في ذلك المسعى لسهولته ، اذ ان عملية استعداء الآخرين غاية في السهولة ويمكن لأي حاكم تافه أن ينجزها بكل جدارة واقتدار ، فالحماقة ليست بحاجة إلى تأهيل أو تدريب ، بل هي المؤهل الوحيد الذي يمكن أن يحظى به معظم الناس ، وفي مقدمتهم الأكثر جهلا وأقل حكمة . لقد تمكنت الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي من أن تجعل من قضية العداء لأمريكا وإسرائيل على رأس أولويات المواطن العربي ، وحولت قضايا اساسية مثل : توفير الحاجات الضرورية ، والمشاركة السياسية ، والعدالة الاجتماعية ، والنزاهة ، إلى قضايا ثانوية لا يهتم بها أغلب الناس . وبذلك اصبح المواطن العربي يسخر كل جهده لقضايا ، هي في الأصل ثانوية ، أكثر مما يسخره لقضاياه المباشرة . فنجده مستعدا للتظاهر والتبرع بالمال وحتى الدم من أجل أفغانستان وفلسطين والشيشان ونيكارجوا (سابقا) أكثر مما يتظاهر من أجل نظافة شارعه ، أو إحتجاجا على موت أطفاله أمام عينية بسبب نقص الدواء الذي يسرقه حكامه . لقد وفر قلب هرم الأولويات ، لدى المواطن العربي ، لأشخاص تافهين عديمي الكفاءة والرحمة ، فرصة الحصول على السلطة والبقاء فيها إلى ما شاء الله . وغدى حكم الشعوب العربية في غاية السهولة على أكثر الناس جهلا وفسادا . أن تحقيق العدالة والنزاهة والمشاركة السياسية الحقيقية أمور لا يقدر عليها الحاكم في منطقتنا وهي تهدد بقائه في الحكم اذا أصبحت على رأس أولويات المواطن العربي . لذلك فان الأمر لا يحتاج إلى ذكاء حاد ، كي نكتشف من هو المستفيد من إنتاج وبقاء تلك الثقافة : أنهم الحكام العرب ، مضاف اليهم الحركات السياسية العربية اليسارية والقومية والإسلامية ، فهذه أيضاً لا تملك برامج واضحة للنهوض بالشعوب العربية . وبالتالي فهي تشارك الحكام المستبدين مهمة تغذية ثقافة العدوان باعتبارها مصدر الشرعية الوحيد الذي يعتمدون عليه . في فترة سابقة كان العداء للغرب ودعم قضايا التحرر في نيكارجوا وأنجولا وفيتنام ... ، يمثل جل إهتمام الحكومات الثورية والأحزاب اليسارية العربية . وفي الجهة المقابلة ، كان اهتمام الحكومات المحافظة والحركات الإسلامية يتركز حول محاربة الشيوعية في العالم من أفغانستان إلى نيكارجوا . وكانت المحصلة أن كل من الفريقين ظل يلهي شعوبه وأنصاره عن قضاياهم المباشرة . والملفت في شأن العداء لأمريكا وإسرائيل ، ان ذلك العداء لا يتعدى ، في الغالب ، حد التهريج الإعلامي ، إذ نجد أن معظم الحكام يتراجعون عن كل ما يطرحونه من مواقف تعبر عن هذا العداء اذا وصل درجة بات بموجبها يهدد سلطاتهم ومصالحهم المباشرة . ويُعد صدام حسين نموذجا صارخا على مثل هذا السلوك ، فهو ظل يتراجع عن كل ما كان يرفض التراجع عندما يصل الخطر إليه مباشرة : أنسحب من الكويت في ساعات حين شعر بأن النار قد وصلت اليه ، وقد كان قبل ذلك يتبجح بأنه سيبقى في الكويت ألف عام في حين كان شعبه وجنوده البائسين يتلقون حينها الضربات . ثم وصل به الأمر في نهاية المطاف إلى أن يقبل تفتيش غرف نومه من أجل المحافظة على سلطته . خلال الخمسين عاما الماضية كان بعض الحكام العرب عندما يهتز نظام حكمهم يهربون بأنفسهم نحو خلق معارك ، بعضها كلامية ، مع إسرائيل وأمريكا ، ليجددوا ، أو ليخلقوا ، شرعية سياسية لحكمهم . وقد جلبت تلك السياسة الحب والتأييد لأولئك الحكام في معاركهم المختلقة ، رغم أن كل المعارك تلك تقريبا لم تحقق فائدة تذكر للشعوب العربية ، بل ان بعضها كان هزائم نكراء لم يشهد التاريخ مثلها . ومع ذلك فإن أولئك الحكام لم تتم محاسبتهم أو مسائلتهم عما فعلوه ، والأدهى من ذلك وأمرّ أن الشعوب العربية راحت تبحث لهزائمهم عن مبررات ، وتبذل الجهود للبحث عن مؤامرة ما يتم تحميلها مسئولية الفشل . أننا نعرف أن الحكام المستبدين هم أخر من يتضرر من المعارك التي يسوقون شعوبهم لها . فهذا هو شعب كوريا الشمالية يعاني أكثر من نصفه من سوء التغذية والمجاعة بسبب سياسة "زعيمه المحبوب" ، بينما يعيش ذلك الزعيم في رغد لا يحلم به حتى الأباطرة ، ويمضي في تسخر موارد شعبه الشحيحة في إنتاج الصواريخ والمفاعلات النووية . ومثله صدام حسين الذي ظل يختلق المجاعات لشعبة ، ليبتز العالم من أجل رفع الحصار عنه ، وهو منهمك تماما في بناء قصوره وتماثيله . إن المثقفين العرب الذين سخروا حبهم وإعجابهم لمن يعلن عدائه لأمريكا لا يتذكرون ، أو لا يهتمون بتذكر أن "بطولات عيديد" أعادت الحرب الأهلية والمجاعة للصومال ، الأمر الذي تسبب في وفاة الملايين من الصوماليين . كما ان أولئك المثقفين لم يكترثوا للكوارث الضخمة التي عاناها العراقيون وغيرهم بسبب "بطولات" صدام حسين الفارغة . ولم ينظروا للفقر والمجاعة التي يعاني منها الشعب الكوري بسبب سياسات الزعيم " المحبوب" . إن الوحشية والاستهتار بكرامة البشر أمور غير ذات أهمية بالنسبة لهولاء المثقفين مادامت مقترنة بالعداء لأمريكا والغرب . إن شعب كيم ايل يانج ، الذي تمنى بعض من مثقفينا أن يكون منه ، هم أولئك التعساء الذين يتقاطرون ، خلسة ، على البعثات الدبلوماسية الأجنبية في الصين هربا من حكم زعيمهم ""الشجاع" وبحثا عن حياة أخرى في الشطر الكوري الجنوبي "عميل الإمبريالية الأمريكية" . ولنسأل انفسنا : ما الذي استفاد منه الشعب الصومالي من انتصارات عيديد وبطولاته ؟ وما هي الخسارة التي لحقت بالشعب الأمريكي حين أنسحب من الصومال ؟ إن اجابة غاية في السهولة : لقد كسب الشعب الصومالي عودة فعلية وصادقة لمجتمع ما قبل الدولة ، ومات الملايين من المجاعات والحروب التي إستشرت بعد تلك "الانتصارات العظيمة" . أما الولايات المتحدة ، التي بصرّنا مثقفونا بأنها أتت لتستولي على بحيرة النفط الصومالية ، (وهي بحيرة أكتُشفت فجأة في أذهان اولئك المثقفين ، خلال تلك الأيام ، ثم اختفت كما ظهرت) ، خسرت بانسحابها من الصومال العيش الهنئ في شوارع مقديشو ، وحرمت من إنفاق مئات الملايين من الدولارات على جنودها هناك . كما أن الشعب الأمريكي لم يعد بإمكانه أن يموت جنوده على تراب الصومال النفيسة . أما بحيرة النفط الضخمة فقد بقيت مخزنة في عقول المثقفين المذكورين الى حين أن يأتي حكم القدر والزمن لتكـُتشف ويسعد بها الصوماليون ويبتهج مثقفونا. (أو الى حين ان يحدث حدث مشابه فتظهر في أي مكان اخر يضع فيه الأمريكيون أرجلهم ، لأي سبب كان) . ليس بمقدور ثقافة نموذجها فاتحون وطغاة وإرهابيون ، كالثقافة السائدة لدينا ، أن تفهم معنى حرية وكرامة الشعب العراقي أو الكوري الشمالي أو الصومالي . انها ثقافة لا يمكنها إلا أن ترى المهاتما غاندي ، ومارتن لوثر كنج ، رموزاً للضعف والاستكانة والخنوع ، لا تراهم سوى زعماء رخوين ضعاف ، مهما حققوا من إنجازات يعجز عن تحقيقها "الأبطال" . كان غاندي يجابه الرصاص البريطاني بالصوم والدعاء ، ولم يقابله برصاصة واحدة ، ومع ذلك تحقق استقلال الهند . وفي أمريكا حصل السود على الكثير من حقوقهم بفضل المقاومة السلمية لمارتن لوثر كنج . ورغم كل ذلك تظل مثل هذه المنجزت الضخمة في نظر ثقافتنا ومثقفينا لا طعم ولاقيمة لها ، لأنها "لم تعمد بالدم ولم تنتزع من الآخر بحد السيف" . أنها ثقافة القبيلة ، حيث الحرب والبطولات الفارغة والشرف المزيف . ثقافة لم تغادر الكثيرين منا حتى الآن . ثقافة تعتبر الأخر ، أي أخر ، قبيلة معادية الصراع معها أزلي لا نهائي . ثقافة تنشر الموت والدمار حيث حلت أو ارتحلت ، تحركها غريزة الفناء ويستفيد منها مجرمون أشرار ، يشجعهم مثقفون مزيفون ، فهمهم قاصر وأخلاقهم مفقودة . إنها ثقافة تجعلنا نمجد الطغاة والمجرمين وقطاع الطرق ، وتتيح الفرص السهلة لكل متوحش جاهل أن يحكمنا ويتربع على قلوبنا . أنها الثقافة التي بررت للحكام الفاشلين فشلهم وزادت من طغيانهم وفسادهم ، فلم يعد أحد يطالبهم بالرخاء والازدهار ، بل بالمزيد من العداء والحرب . وهو مطلب بستطيع أي أخرق أن يحققه بامتياز. إن ثقافة الموت والدمار التي نتباهى بها ستنتج لنا الأف النسخ من صدام حسين، وبن لادن والقذافي ، وعيديد ، ولكنها لن تقدر على أن تخرج منّا "غاندي أو فولتير أو إنشتاين . وإن حدث وفلت من بين ثنايها واحد من مثل هؤلاء ، فهو إما لأنه عاش في بيئه ثقافة أخرى كالعالم الأمريكي المصري سابقا ( أحمد زويل ) ، أو أنه لأنه انحرف عن الخط الذي رسمته كـنجيب محفوظ ، الذي سعت ثقافة الموت إلى قتله . انها ثقافة العنف وسفك الدماء تأسر خيالنا وتستحث شعراءنا لينثروا قصائدهم الرديئة حول قبور أطفالا غيبتهم الحروب العبثية التي خضناها ولا نزال نخوضها . وبعد كل هذا ، هل هناك حاجة لأن نتساءل لماذا يحكمنا الطغاة ويحدد مصيرنا الإرهابيون ؟ ولماذا نقدر على إنتاج مليون عيديد ونعجز عن إنتاج غاندي واحد ؟ عبد الناصر المودع صنعاء نوفمبر 2003
بالمناسبة كل محاولات التعديل الظاهرة أدناه ، كانت محاولة لتلوين المادة المنشورة ، لكن اللون كان يظهر في كل مرة مختلفاً عن اختياراتي ، انا طولت من البورد ، ولم افهم لماذا يحدث هذا . هل يفبدنا الخبراء الأعزاء : أبا والخواض وغيرهم ؟ تراث
(عدل بواسطة تراث on 11-19-2003, 01:52 AM) (عدل بواسطة تراث on 11-19-2003, 01:54 AM) (عدل بواسطة تراث on 11-19-2003, 01:56 AM) (عدل بواسطة تراث on 11-19-2003, 01:58 AM) (عدل بواسطة تراث on 11-19-2003, 02:04 AM)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إقرأوا معي عبد الناصر المودع : ثقافة تنتج عيديد وتقتل غاندي ! (Re: تراث)
|
.. الا الجبهة يا مولاي، والا السودان في عهد الجبهة
فقد صرنا نحب امريكا، رغم كل شئ، لانها على الاقل لحظيا، تقف في صف الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان، ضد الجبهة
لقد حاولت الجبهة في السودان ايضا كسب بعض الشعبية باظهار العداء لامريكا، مع ابطان الانبطاح الكامل كما اتضح مؤخرا ولكن الشعب لم يقف معها ولم تخدعه عنترياتها
نعم نحن نكره عنجهية الامريكان وتحيزهم لمصالحهم ومصالح اصدقائهم حتى على حساب الحق والقيم، ولكننا لا نكرههم لان الجبهة قالت ان عذابهم قد دنا..
ثم انها غيرت رايها..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إقرأوا معي عبد الناصر المودع : ثقافة تنتج عيديد وتقتل غاندي ! (Re: doma)
|
( ليس بمقدور ثقافة نموذجها فاتحون وطغاة وإرهابيون ، كالثقافة السائدة لدينا ، أن تفهم معنى حرية وكرامة الشعب العراقي أو الكوري الشمالي أو الصومالي . انها ثقافة لا يمكنها إلا أن ترى المهاتما غاندي ، ومارتن لوثر كنج ، رموزاً للضعف والاستكانة والخنوع ، لا تراهم سوى زعماء رخوين ضعاف ، مهما حققوا من إنجازات يعجز عن تحقيقها "الأبطال" . كان غاندي يجابه الرصاص البريطاني بالصوم والدعاء ، ولم يقابله برصاصة واحدة ، ومع ذلك تحقق استقلال الهند . وفي أمريكا حصل السود على الكثير من حقوقهم بفضل المقاومة السلمية لمارتن لوثر كنج . ورغم كل ذلك تظل مثل هذه المنجزت الضخمة في نظر ثقافتنا ومثقفينا لا طعم ولاقيمة لها ، لأنها "لم تعمد بالدم ولم تنتزع من الآخر بحد السيف" . أنها ثقافة القبيلة ، حيث الحرب والبطولات الفارغة والشرف المزيف . ثقافة لم تغادر الكثيرين منا حتى الآن . ثقافة تعتبر الأخر ، أي أخر ، قبيلة معادية الصراع معها أزلي لا نهائي . ثقافة تنشر الموت والدمار حيث حلت أو ارتحلت ، تحركها غريزة الفناء ويستفيد منها مجرمون أشرار ، يشجعهم مثقفون مزيفون ، فهمهم قاصر وأخلاقهم مفقودة . إنها ثقافة تجعلنا نمجد الطغاة والمجرمين وقطاع الطرق ، وتتيح الفرص السهلة لكل متوحش جاهل أن يحكمنا ويتربع على قلوبنا . أنها الثقافة التي بررت للحكام الفاشلين فشلهم وزادت من طغيانهم وفسادهم ، فلم يعد أحد يطالبهم بالرخاء والازدهار ، بل بالمزيد من العداء والحرب . وهو مطلب بستطيع أي أخرق أن يحققه بامتياز. )
هذا من أعظم وأصدق ما قرأت في نقد العقل العربي عزيزي عثمان ، لصديقك عبدالناصر منا كل التحايا الصادقة وتجدني مقاربا له في فهمه لطبيعة المثاقفة والمثقفين في العالم العربي خاصة في ناحية "السياسي" .. أنقل له تهانينا على هذا الصدق الباذخ ولك تحياتي وكم يسرنا أن يشارك عبدالناصر في المنبر
| |
|
|
|
|
|
|
اقراو معى (Re: تراث)
|
شكرا ياعثمان يارائع اهديتنافرصة للتواصل مع ما يكتبة عبد الناصرصاحب الفكر الثاقب والمدهش فى اختلافاتة المنتجة تحياتى له وللاعزاء فى منتدى النيلين على بابكر على الهادى فيصل يسين منعم كمران عادل السعيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إقرأوا معي عبد الناصر المودع : ثقافة تنتج عيديد وتقتل غاندي ! (Re: تراث)
|
Quote: انها ثقافة لا يمكنها إلا أن ترى المهاتما غاندي ، ومارتن لوثر كنج ، رموزاً للضعف والاستكانة والخنوع ، لا تراهم سوى زعماء رخوين ضعاف ، مهما حققوا من إنجازات يعجز عن تحقيقها "الأبطال" . كان غاندي يجابه الرصاص البريطاني بالصوم والدعاء ، ولم يقابله برصاصة واحدة ، ومع ذلك تحقق استقلال الهند . وفي أمريكا حصل السود على الكثير من حقوقهم بفضل المقاومة السلمية لمارتن لوثر كنج . ورغم كل ذلك تظل مثل هذه المنجزت الضخمة في نظر ثقافتنا ومثقفينا لا طعم ولاقيمة لها ، لأنها "لم تعمد بالدم ولم تنتزع من الآخر بحد السيف" . أنها ثقافة القبيلة ، حيث الحرب والبطولات الفارغة والشرف المزيف . ثقافة لم تغادر الكثيرين منا حتى الآن . ثقافة تعتبر الأخر ، أي أخر ، قبيلة معادية الصراع معها أزلي لا نهائي . ثقافة تنشر الموت والدمار حيث حلت أو ارتحلت ، تحركها غريزة الفناء ويستفيد منها مجرمون أشرار ، يشجعهم مثقفون مزيفون ، فهمهم قاصر وأخلاقهم مفقودة . إنها ثقافة تجعلنا نمجد الطغاة والمجرمين وقطاع الطرق ، وتتيح الفرص السهلة لكل متوحش جاهل أن يحكمنا ويتربع على قلوبنا . أنها الثقافة التي بررت للحكام الفاشلين فشلهم وزادت من طغيانهم وفسادهم ، فلم يعد أحد يطالبهم بالرخاء والازدهار ، بل بالمزيد من العداء والحرب . وهو مطلب بستطيع أي أخرق أن يحققه بامتياز.
|
عبد الناصر اظهر وبان نحتاجك بيننا وان تعلي من شأن قيمة المقاومة السلمية ونبذ العنف
| |
|
|
|
|
|
|
|