دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
عبدالواحد كمبال يكتب : أحدوثة في ذم الزمان البخيل الدكتور / حافظ محمد فضل
|
• عبدالواحد كمبال يكتب : أحدوثة في ذم الزمان البخيل . --- حافظ محمد فضل – ------------- • وصلتني رسالة من الكاتب الصحافي السوداني المخضرم / عبدالواحد كمبال ، يرثى فيها صديق عمره الدكتور / حافظ محمد فضل .. • كمبال تعرفه أجيالا من الذين اقتحموا مهنة المتاعب في السودان وخارجه ، فقد اختار المغرب منذ سنة 1990 مقرا لأقامته ، قادما إليه من الدوحة حيث قد عمل في عدة محطات صحفية ، من ضمنها مجلة ( الدوحة )التي اسند ل/ محمد ابراهيم الشوش، مهمة تطويرها ، وتولى كمبال مسؤولية التحرير، إلى جانب عمله آنذاك في قسم الأخبار بتلفزيون قطر، ، وكان قد سبقهما الى الدوحة الأديب الكبير الطيب صالح الذي عهدت إليه مهمة (وكيل وزارة الأعلام القطرية ) . وقد عمل كمبال آنذاك مع وجوه سودانية فذة ، منهم ابراهيم الصلحي ، الذي كان من فطاحله الفن العالمي والأفريقي التشكيلي ، فقد عمل مستشارا بوزارة الإعلام القطرية ، والتحق بهم النور عثمان ابكر الأديب والشاعر السوداني المرهف ، وكان قد سبقهم أيضا للدوحة الدبلوماسي الراحل جمال محمد أحمد، لتأسيس وزارة الخارجية القطرية ، وأيضا كان هناك العقيد سوار الدهب رئيس المجلس العسكري بعد انتفاضة ابريل ، وكان ايضا هناك الدكتور الإنساني الراحل / الزين النيل ، شقيق المناضل ابراهيم النيل الذي مات في المغرب ، والأديب عبدالمنعم الأمين الذي كان يدير الشؤون البلدية بالدوحة . عبدالواحد كمبال التحق في المغرب بعدد من الصحف المغربية الى سنة1992 وبعدها تولى مراسلة وكالة الأنباء الإماراتية الى سنة 2005. وكتب مجموعة مقالات في القدس العربية والحياة والشرق الأوسط . وحاليا يمارس عمله كصحفي محترف في عدة منابر مغربية وعربية . • أحدوثة في ذم الزمان البخيل—حافظ محمد فضل (1 ) صورة ذلك الفقيه الوقور ، مطبوعة في ذاتي ، أراها دوما ، وفي كل لحظة هكذا تطلع دوما ، محاطة بهالات فالقة السحب الداكنات ، بيضاء ، تشع ، يطل منها وجهه ، الأبنوسي ذياك الصبوح بهدوء ، لازمه في الحضور والسفر حتى الأعالي .
رأيته أول مرة في حاضرة الشرق ( كسلا ) التي يتعمد نهرها القاش البخل في حضوره ، ولكنه لايخلف موعدا للسرور أو الغضب حين يأتي فائرا في كل عام . تلك ( كسلا ) مر مخلدا لها ( توفيق صالح جبريل )ومحمد عثمان جرتلي ، ومحمد سعيد ومحمد الحسن القدال ، وكجراي ، وأحمد طه ، وعبدالعظيم حركة ، وزيدان ، و إسحق الحلنقي , وكافة الحجاج إلى توتيل العتي ) ويظل البروف محمد سعيد القدال ، أبدا ذ1لك المنهمك على جدوى التدوين ، ينضض الماضي ، عارفا بالحاضر ، قافزا للغد المأمول ، في لملمة لحقب التاريخ ، وإحفوراته ، حافظا لذاكرة الوطن . بورك ( ونواصل )
عبدالواحد كمبال يكتب ... أحدوثة في ذم الزمان البخيل ( 2) حافظ محمد فضل . ------ أعود للراحل شيخنا أحمد علي بغادي ، أخذته للدار .. إستبشرت أمنا بقدومه .. نادت نسوة الحي الطيبات .. جاءنا ( الفقير ) لم تك قادرة على نطق كلمة الفقيه ، وهو الذي يرحمه الله ، كان غني الروح ، غير فقير جيب ، ولافطنة . تقاطرن آولئك الفضليات ، طلبا للبركة والتبرك ، على يد ذلك الوقور ، في بيتنا الصغير الطيني ..ماجعل لأمنا تراتبيه عالية في سلم الوجاهة الاجتماعية في الحي الفقير ( حي العرب ) . فالشيخ ، قطع الفراسخ الطوال ، لاعلى صهو جياده التي عفرت رمال الكثبان حوافرها في ( المجلد ) و( بابنوسة ) ، لكنه تصبر على إرزام قطار الغرب ، ذلك التايه ، الذي خلده ( مكي ) من ( نيالا ) حتى ( كسلا ) قال لي ( آدم ) إبنه ، في منتصف القرن الماضي ، بلغت اليفاع ، وكنا صبية في تلك المنطقة ، صغارا بدأنا تفكيك المعرفة على يديه . والسودان وقتها على اعتاب إستقلاله . جاء إلينا في تلك البوادي، إداري بريطاني. كان يدير المنطقة . أتى لوداع هذا الوالد . في بادرة من التقدير والوفاء له . كان والدنا يعامله دوما كضيف ، رغم إدراكه لواقع الحال ، ( فلكل وازرة وزرها ) . وتلك من حميد خصال أهل السودان التي بدأت التآكل في هذا العصر ، ساحبة معها حبالا طوالا للمحامد ، وإرثا جليلا كان بمقدوره حفظ أمة البلد . حكى ( آدم ) قال : طلب الضيف البريطاني الذي يزمع العودة الى بلاده ، أن يقدم بعض خدمة ، تتمثل في السماح له آخذ إثنان من الأطفال للدراسة في المدينة .. وهذا مطلب لا يرد لضيف ، كجزء من خصال أصيلة لدى أولئك النفر الأرابيب .. طلب عسير ، وقتها كان . ولكن دونه المحاذير في تلكم البقاع المسماة مدائن ذلك الوقت في البلد . فالمدارس إرتبطت في الذاكرة والمخيلة بأنها مفسدة ، وتعليمها الأكاديمي يصنع جبالا وحواجز تحول دون طيبة الأخلاق عند النشء، لكونها أتت مع المستعمرين . قال إن والدي ، تعذر له بأن الأبناء كلهم بمافيهم صغار الحي الآخرين ، على مبعدة في رعاية الأبقار . أو( سارحين) في دارجة أهل السودان الرعاة .لكن نزولا عند إلحاح ضيفه ، ( أما قيل إن الله يحب عبده الملحاح ؟؟ ) أرسل في طلب إثنان منا وكنا كثرة . جاء من إخوتنا وأبناء العمومة نفر كبار، علمنا منهم السبب والطلب، فصرنا نركض أيما ركض ، نلتمس الهرب من ذلك المستقبل الذي ليس بمقدور عقول البدايات تلك ، إدراكه . وكنا – على وأنا وآدم ، الأصغر ، الأكثر هشاشة في العظام والبدن ، نالنا التعب والرهق فوقعنا . أدركونا فأخذونا ، ومن ثم بدات رحلتنا للدراسة في مدائن عدة ، أخافتنا وبهرتنا ، تعودناها وتقافزنا على سلالم العلم حتى الجامعة ، وكانت ميزة ذياك الوقت ، حيث التعليم أكيد ، والجامعة التي ارادها ( كتشنر ) تخليدا ( لغوردون) الذي سام ( البرير ) في أفريقيا الجنوبية عذابا طويلا ، حتى انتهى في ( الصين ) البعيدة ليخمد تململ أولئك الأقوام عاد وانتهى في الخرطوم ( صريعا ) على يد المهدي ، حياة الغمام . هكذا بالصدفة المحضة ، اصبح آدم طبيبا ، واصبح على ، رجل قانون باذخ وإداري حصيف .حدثني قائلا : أتذكر كيف كان نعيكم لرحيل اثنان من دفعتنا الدراسية في كلية الطب ، كان كانا على اعتا ب التخرج ، أصاب احدهما عارض نفسي ، فازهق الآخر . رأيتموها واقعة إنسانية بالغة الفداحة . كان وصفها ( سقطت سماعتان للطب ) ماكان أحوج أمتنا السودانية لتلك السماعات مع طنين الملا ريا الهادر ، والمتوطن من أوبئة الاستواء ، وحروب الأمة وجراحاتها .
آدم الآن يعمل في بريطانيا على قمة درجات علم الطب النفسي ، ينهل من هدوء وإنسانية شيخنا الوقور الفقيه أحمد على بقادي عليه الرحمة ، وآرثا للمحامد ، المرفودة بالقراءات في أسفار الحداثة والإبداع . كتب مودعا ( حافظ الفضل ) الذي ألهته علل الناس ، عن علة سرت لحصاد شبابه ، ليلحق في الأعالي بسبحة طويلة ، انفرط عقدها ، في سنوات البؤس واليباس العجاف الأخيرة : ابو ذكرى ، الخاتم عدلان ، الدوش ، مكي عبدالقادر ، خالد الكد ، محمود مدني ، عكير ، شمس الدين عبدالله ، محمد الأزهري ، مصطفى سيدأحمد ، عثمان خالد ، على عمر قاسم ، على المك ، صلاح أحمد إبراهيم ، العميري ، هاشم ميرغني ، العاقب محمد حسن ، أحمد المصطفى ، حسن عطية ، سيد خليفة ، رمضان حسن ، النعام آدم ، وناظم حكمت ، وشقيقي عمر الطيب الدوش ، ،ابراهيم عوض ، وجون قرنق العظيم .....وحبات اخرى كثيرة ونادرة . في منتصف عام 77 ، وجدت ( حافظ محمد فضل ) في القاهرة ، يعارك ختام منهج الطبابة في كلية ( قصر العيني ) كنت في ضيافته ، ومحجوب الشعراني ، قطعنا البحر الأبيض المتوسط ، بلا عصى إلى ( برلين ) التي ما أبهى شروقها وقت ذاك ، لاهذه التي دثرها الغروب المزنر بالمافيا ، والجنز والبطالة ، والخدر . إفترقنا ، مجددا في أصقاع الكون ، كانت الخرطوم وقتذاك محفوفة بالمكاره التي تماثلها أيامها الحاضرة ، بكل هذا الجيش العرم من الإنكشارية وآفات الله الجديدة ، وهي آفات كما تعلمون كريهة ، تخترع للأرواح المشانق تستلها ، وتغتات لحوم الصغار ، كما قال صديقي حجازي . ***** عدنا ، فألتقينا مجددا في الخرطوم . وقتها وجدته يعمل في مشفاها ، حيث رأى أول أبنائي النور على يديه ذات صباح عام 1976 . قلت له : سيكون أسمه حافظ ) عله يأخذ من خصالك ( بعضها لا كلها ) النبل ، الجود، الخلق ، الوفاء ، نكران ذاتك ، استنارتك ، نضالك ، برك بالوطن كأسرة كبيرة وتلك الصغيرة خاصتك . ------- ربما بعد لقاءات كثيرة مع زميلته الشقيقة / ناهد عبدالله التي تماثله الخصال عينها ، أتيت إليه، بصحبة محجوب الشعراني ، لوداعه في الخرطوم البحرية . : الى اين ؟ سأل قلنا مجددا ، سوف نسبح في بحار الظلمات ، هذي ، لاهربا من معاناة ذاتية ، لكن معاناة الآهلين فوق طاقاتهم ، ودون إحتمالنا . لم نبلغ العقد الثالث من هذا العمر الذي تأسى من طوله ، او لطوله ، لبيد ، ثلاثتنا : حافظ، ومحجوب، وأنا
====== أراد حافظ إعانتنا ، قلنا له أتينا لتكون آخر الزين من تراب الوطن ، ودعناه ورحلنا إلى أودية بلا زرع . وعدت نهاية الثمانينات قبل كسوف شمس الوطن الثالث ، كان حافظ قد أكمل تخصصا مطلوبا في الطبابة ، ودعته بعد الكسوف الثالث على اللقاء ، هو وعمر الدوش . وها أنا أحرم من حتى نظرة أخيرة على جدثين مني . ابدعت إذ قالت : ( مامتلك ولد .. ) !! اختصرت كامل قواميس الشكر والمحامد سقطت سماعة أخرى . وتزيد الآلام، ويطول وداع الأحباء ------- عبدالواحد كمبال --- الرباط [email protected]
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عبدالواحد كمبال يكتب : أحدوثة في ذم الزمان البخيل الدكتور / حافظ محمد فضل (Re: عبدالواحد كمبال-الرباط)
|
بالنسبة ل : النور عثمان أبكر
مازال نجمآ ساطعآ في سماء الدوحة ، يكتب ، يترجم ويتواصل مع الصحاب في الأمسيات بالرأي الرصين وبالشعر تلك الموهبة التي حباه بها رب العالمين وبعض صنعة مجيدة يجيدها
عبدالمنعم علي الأمين : في التعديل الوزاري الذي حمل الشيخ حمد بن جبر آل ثاني من وزارة الشئون البلدية إلى وزارة الخارجية ليخط خطآ جديدآ موسوم بالشفافية إنتخب عبدالمنعم علي الأمين ليكون عونآ له كما كان في وزارة البلدية ومازال عبدالمنعم موظفآ مسئولآ في الخارجية القطرية وصدر له مؤخرآ كتاب يحمل بعض ذكرياته وملاحظاته الصائبة في رحلة حياة غنية
الراحل الدكتور الزين النيل :
ما مات من خلف رائعين مازالوا يملئون الدوحة بالحب والجمال واليقين الصديق الفاضل الزين النيل مديرآ في كبرى شركات التأمين في قطر وقطب أمسيات الدوحة العامرة بالمودة والمحترمة عزة الزين النيل وإبن عمهما الصديق العزيز عمر عبدالرحمن النيل
الطيب صالح : أديبنا العالمي المرموق ترنح في المدائن وترك لنا هنا شقيقه بشير صالح واحد من رموز الدوحة الساطعين علمآ ونباهة حدثني عنه أحد رموز الدوحة من القطريين {محمد صالح الكواري } بحب وتقدير وإحترام
وما زالت تحوم في الدوحة ذكرى رجال محطهم القطريين الحب والإحترام:
1- الراحل العزيز / جمال محمد أحمد 2- محمد إبراهيم الشوش 3- عبدالرحمن سوار الدهب 4- الفاتح عووضة / رئيس القضاء السابق في قطر 5- المشير عبدالرحمن سوار الدهب 6- اللواء عثمان عبدالله
ورياضيين أمجاد - أبراهومة : لاعب المريخ في العصر الذمبي للكرة السودانية - ود الكوري - الفاتح النقر
ويظل الراحل العزيز دكتور حافظ فضل فقدنا الجلل و حزننا المقيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عبدالواحد كمبال يكتب : أحدوثة في ذم الزمان البخيل الدكتور / حافظ محمد فضل (Re: عبدالواحد كمبال-الرباط)
|
Quote: • وصلتني رسالة من الكاتب الصحافي السوداني المخضرم / عبدالواحد كمبال ، يرثى فيها صديق عمره الدكتور / حافظ محمد فضل .. • كمبال تعرفه أجيالا من الذين اقتحموا مهنة المتاعب في السودان وخارجه ، فقد اختار المغرب منذ سنة 1990 مقرا لأقامته |
**************************** توضيح ****** اود ان أشير إلى أن المقدمة في موضوع الصحفي / عبدالواحد كمبال ، كتبتها بمبادرة من عندي ، عندما ارسل لى كمبال موضوعه لنشره في البورد ، ونسيت ان اضيف اسمي في نهاية المقدمة التعريفية عن كمبال قبل ان ارسله للأخونا / بكري ،والتي رأيت من الضرورة ادراجها قبل نشر الموضوع . عبدالواحد علم من أعلام الإعلام والصحافة السودانية ، عاصر اجيال عديدة ،وقلما نجد صحفي سوداني لم يسمع به ، مع هذا راينا التعريف به ، لتنوير الأجيال الصاعدة من الصحفيين والمطلعين على البورد، والذين لم تتح لهم الظروف التعرف على كمبال عن قرب والشكر له ، ولللأخوة المعقبين على ( الأحدوثة ) . --------- عمر عبدالسلام - ىالرباط
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عبدالواحد كمبال يكتب : أحدوثة في ذم الزمان البخيل الدكتور / حافظ محمد فضل (Re: عبدالواحد كمبال-الرباط)
|
Quote: ليلحق في الأعالي بسبحة طويلة ، انفرط عقدها ، في سنوات البؤس واليباس العجاف الأخيرة : ابو ذكرى ، الخاتم عدلان ، الدوش ، مكي عبدالقادر ، خالد الكد ، محمود مدني ، عكير ، شمس الدين عبدالله ، محمد الأزهري ، مصطفى سيدأحمد ، عثمان خالد ، على عمر قاسم ، على المك ، صلاح أحمد إبراهيم ، العميري ، هاشم ميرغني ، العاقب محمد حسن ، أحمد المصطفى ، حسن عطية ، سيد خليفة ، رمضان حسن ، النعام آدم ، وناظم حكمت ، وشقيقي عمر الطيب الدوش ، ،ابراهيم عوض ، وجون قرنق العظيم .....وحبات اخرى كثيرة ونادرة . |
مازالت حبات السبحة يتساقط عقدها ، قبل أن تجف الدموع حزنا على أحدهم ، تسقط حبة أخرى ،كأن لم يعد للفرح مكان
| |
|
|
|
|
|
|
|