دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى
|
يكتب للمنبر الكاتب والباحث المغربيى عمر حيمري ، عدة مواضيع ..وهذا اولها ويبكي الرجال
Quote: كنا أطفالا، يصيب بعضنا البعض بجروح وخدوش بالغة ،ولكننا لا نبكي، وإن دمعت أعيننا من شد الألم أخفيناها، حتى لا يقال عنا ،أننا نبكي كالبنات .لأن في عرفنا، البكاء خاص بالنساء، ممنوع على الرجال . الرجال منا ،لا يبكون إلا من خوف الله . ولكن ذل بني صهيون لنا، والذي لم نعرف له مثيل ،حتى في جاهليتنا الأولى،ولا يوم كان الفرس والرومان سادة الدنيا . واستقبال زعمائنا لألد عدونا ،وحليف عدونا ،برقصات السيوف ، والأوسمة ،والهدايا الثمينة الذهبية منها ،والألماسية ، والسؤال عن صحة شارون، مجرم صبرا وشتيلا ، وعقود الأسلحة التي لا تنطلق، وهي أصلا لا تصلح للانطلاق وبمليارات الدولارات، لإنقاذ اقتصاده ،وإنعاش سوق شغله ...وفي الوقت الذي كان مئات الجرحى من الأطفال، والنساء، والشيوخ، ينامون في العراء ، تحت رحمة الجوع،والخوف ، والبرد القارس ،وقنابل البر والجو تتساقط عليهم كالغبار،ولم تسلم منها حتى البيوت و الأشجار و الحيوان ... أبكى الرجال . كنا ننتظر استقبال عدونا من طرف زعمائنا غاضبين، أو على الأقل مقطبين للجبين ،أو مطالبين له التدخل لوقف المجازر، التي ترتكبها إسرائيل بمباركته ،وتحت سمعه وبصره ،لا مقدمين له بناتنا لترقصن تحت قدميه، مع كل ما لذ وطاب من الأطعمة و الملذات و... التي لم يطمع يوما أحدنا أن يشم ريحها ، أو يذوق طعمها ... كل ذلك أبكى الرجال العظام . يا أمة نسيت مجدها . لم يبك الرجال العظام ، خوفا من الموت ، أو الجوع ،أو أسفا على ما فاتهم من جاه ومناصب ،هي أقرب إليهم من حبل الوريد لو انصاعوا لعدوهم وخانوا وطنهم .ولكنهم بكوا لهدم البيوت، وتشريد الأرامل،والأيتام واغتصاب الطاهرين من الرجال والنساء، وصولة بني صهيون الذين أصبحوا فوق القانون يجوعون من شاءوا، ويقتلون ويحاصرون من شاءوا. يمنعون الطعام ،والماء، والغاز، والدواء، والنور، ولو استطاعوا لمنعوا الهواء ، وبدون أي حساب أو عقاب . بكوا لتواطئ الحكومات العربية مع إسرائيل، وخوفها من إغضاب إسرائيل، وحليفتها أمريكا، وبريطانيان ،وفرنسا ،والغرب الظالم الذي أقام الدنيا ولم يقعدها، من أجل خمس ممرضات بلغاريات، كن في ضيافة ليبيا . يعشن في فيلات، مجهزة بأحدث وسائل الرفاهية ، والراحة.و الذي غزى العراق، ودمر أفغانستان، والصومال ، ولبنان ،وحاصر ليبيا، والسودان بحجج واهية وتهم ملفقة ،لا تخفى حتى على البلهاء .ولا يحرك ساكنا عندما تمارس إسرائيل القتل والتدمير، والحصار، في حق الشعب الفلسطيني الأعزل إلا من الإيمان . بكوا لظلم ذوي القربى، من المصريين، والأردنيين، الذين ساهموا في الحصار، ومنعوا حتى الريح من المرور،وقمعوا وسجنوا المتظاهرين من اجل نصرة غزة . مفضلين إغضاب مائة مليون من شعبهم، كلهم متعاطفون مع غزة,و مع شعب غزة. بدلا من إغضاب إسرائيل الشرذمة الظالمة ومن وراء إسرائيل. بكوا لتآمر عباس الصريح لاستمرار الحصار الظالم , وتقاعسه عن نصرة إخوته في غزة ، بل وتهجمه على المقاومة ،بوصفه إطلاق الصواريخ على العدو الصهيوني بالعبثية ، وعدم محاولة تحريك ضمائر أشقائه من الزعماء العرب الميتة ولو بمكالمة هاتفية. يا أمة نسيت تاريخها. تذكروا أن بني صهيون لا عهد لهم ولا أيمان ،همهم زرع الفتن ،وإشعال الحروب. وصدق الله العظيم الذي فضحهم في قوله :{كلما أوقدوا نار للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا بحب المفسدين } وقوله {أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم}.صبرا يا أهل غزةن فأنتم في النور ،وأعداؤكم من عجم وعرب في الظلام واعلموا أنها لتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .{وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون والعاقبة للمتقين }.صدق الله العظيم . ****** عمر حيمري مدينة وجدة - المغرب |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى (Re: omer abdelsalam)
|
المقال الثاني للكاتب المغربي / عمر حيمري *********************************************** العنف ضد الأصول *************************
Quote: العنف لغة هو الشدة والقوة ،وكل ما يفيد عدم الرحمة والشفقة والرفق. و ابن منضورفي لسان العرب يربطه بالإهانة والتحقير والشتم، مستشهدا بحديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم [ إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها وليعنفها] أما لاروس فقد عرف العنف بأنه خاصية وميزة، لكل ما هو عدواني ، و ينتج عنه مفعول بالقوة . و الموسوعة العالمية المعجمية، ترى أن العنف، هو فعل يمارس من طرف فرد على فرد أو أفراد آخرين، عن طريق التعنيف القولي أو الفعلي بواسطة القوة العضلية أو المعنوية الرمزية . أما منظمة حقوق الإنسان في إعلانها العالمي سنة 1993 فعرفت العنف بأنه : (فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس، ويترتب عليه أذى أو معانات المرأة سواء من الناحية الجسمانية أو النفسية أو الجنسية، بما في ذلك التعذيب بأفعال من هذا القبيل أو الحرمان التعسفي من الحرية سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة .) وفي المتداول السياسي، يقصد به استخدام القوة من أجل الردع ،والحفاظ على السلطة أو الاستيلاء عليها . وفي المتداول اليومي،غالبا ما نعني بالعنف، الاستعمال المفرط للقوة ضد من هو ضعيف وعاجز عن الرد بالمثل . وفي تصوري أن العنف هو كل سلوك أو فعل يصدر من شخص ما ،قصد إلحاق الضرر والأذى بشخص آخر، لإرضاء رغبة ،أو إشباع غريزة بدافع مادي ،أو نفسي، أو سياسي أو اجتماعي. وهو إما عنف جسدي (كالضرب – الجرح – القتل ..) وإما مادي (كالاستيلاء على الإرث والراتب – الملكية - السرقة...) وإما معنوي ( كالإهانة – التحرش - الشتم ...).والعنف في تقديري ليس ظاهرة اجتماعية كما يرى البعض، بل هو ظاهرة نفسية وغريزة عدوانية بيولوجية فطرية، تقتضيه الطبيعة البشرية .ولو لم يكن كذلك ،لما رافق القتل وسفك الدماء الإنسان منذ وجوده على الأرض. {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم مالا تعلمون .. }( سورة البقرة آية 30 ). { واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأ قتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين .فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين }(المائدة 27-30) . إن غريزة العنف ،ذات طبيعة مزدوجة ،خيرة وشريرة في نفس الوقت .ومن ثم يكون إشباعها مطلوب شرعا ، في حالة استغلالها من أجل تحقيق أهداف، خيرة ، مشروعة :كرد العدوان ، والدفاع عن الوطن ، والذود عن المقدسات ،ورفع الظلم والطغيان ،وتحرير الإنسان ...أما في حالة ارتباطها بالشر ،و الظلم ، والقهر، والاستغلال، وإلحاق الضرر والأذى بالآخرين، وزرع الفتنة أو إيقاظها ، والاعتداء على ملكية الآخر ، وحريته ... يكون إشباعها ، أو السماح، لها بالتعبير عن نفسها ،غير مشروع ،وحرام لا يجوز شرعا.إن قيمة العنف ومشروعيته، إذن مرتبطة بالهدف المراد تحقيقه. إن خيرا فخير، وإن شرا فشر. إن هناك أنواع من العنف، لا حصر لها، وما يهمني منها، هو ذلك العنف المتعلق بالأصول أو الولدين .لأن المنظمات الحقوقية، سواء منها المحلية، أو الدولية. ركزت كل اهتماماتها، على العنف ضد المرأة، والطفل. في حين أن العنف ضد الأصول، لم ينل أي حض منها.على الرغم من أننا نسمع ونقرأ يوميا ، عن ضرب ابن لأمه العجوز، بسلك كهربائي حتى الموت . أو إلقائها بالشارع ، أو التخلص منها عن طريق دار العجزة ، أو دحرجة أبيه مع الدرج ، والاعتداء عليه بالضرب ، ناهيك عن الشتم، والسب ،والتهديد له بالفضيحة، أمام الأهل والجيران ، والدخول عليه سكرانا آخر الليل، ليفزعه وأبنائه الصغار ... كل ذلك من أجل إرث، أو طمع مادي. إن مجتمعنا لم يكن يسمح لنفسه حتى بالإشارة، إلى ما يمكن أن يفهم منه، عدم احترام الوالدين، نظرا للمكانة التي يشغلها الوالدين في نظامنا الاجتماعي والديني.إلا أن الأمر تغير في ظل تربية روسو، ومونتسكيو، ووليام جيمس ، وحقوق الطفل ، وحقوق الإنسان .. .هذه التربية التي شغلتنا عن بر الوالدين، وعن أمر الله المتمثل في قوله تعالى :{ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا } (الإسراء ) .وأصبحنا اليوم، نسمع عن جريمة العنف ضد الوالدين. واحتلالها المرتبة الثالثة في مدينتنا، بعد جريمة شرب الخمر، والسرقة. مع العلم، أن العديد من الأسر، لا تبلغ ضد أبنائها، لأن ذلك يعتبر معرة في عرفنا الاجتماعي. كما أصبحنا، في ظل ما يسمى بالتربية الحديثة،لا نعرف كيف نربي أبناءنا. ففي البيت يتحدى الطفل أمه وأباه، ويستظهر عليهم، ما علق في ذهنه من مقولات، عن حرية الطفل، وحقوقه.وفي المدرسة يهدد التلميذ ، وأحيانا حتى أسرته، الأستاذ برفع دعوى قضائية ضده .لأن هذا الأستاذ، أو الحارس العام، أو المدير اضطر إلى إخراج التلميذ المشاغب، الذي يحرم أصدقاءه من الاستفادة المعرفية ، و يحدث البلبلة والصخب في فصله، وفي الفصول المجاورة لقسمه ، ومع ذلك يصر على عدم الخروج فإن سحب بالقوة، قيل ، هذا عنف في حق الطفل لا يجوز.والقانون يعقب عليه . وقد يهان أمام القضاء إن لم يعتذر وهو صاغرا. نعم في ظل هذه التربية التي تعطي السيادة للطفل، وتذل الأستاذ، تجدنا نتباكى عن سوء أحوال تعليمنا،و نتساءل عن أسباب تدهوره.لئن لم نرجع إلى ربنا، ونحترم تربيتنا القرآنية لنرى الأسوأ. ******** عمر حيمري وجدة- المغرب |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى (Re: omer abdelsalam)
|
المقال الثالث للكاتب المغربي / عمر حيمري : ونسيت نفسي عدوتي ********************************************************************
Quote: كثير ما نطلق مصطح الروح, أو القلب ،أو الفؤاد، او ا لعقل،أو الضمير،أو النفس أو الروح ،على الجانب الغامض منا، والغير محسوس فينا .محاولين بذلك تقريب هذه المفاهيم وتوضيحها إلى الذهن . خصوصا وأنها تمثل الجانب الخفي، في الإنسان، والمسؤول عن كل تصرفاته، سواء منها الإرادية :كالتفكير، والتذكر، والفهم ،والتحليل، والتعميم، والتركيب ... أو الغير إرادية كالأمور العاطفية: من كره، وحب، وخوف، وهواجس، ووساوس... هذا الجانب الغير محسوس في الإنسان، هو الجانب المهم ، والمحدد لمصير الإنسان في الدنيا والآخر .الإنسان ذو طبيعة مزدوجة فهو طين، ونفخة روح { وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين } (سورة ص آية 71-72) فطبيعة تكونه إذن، تفرض أن تكون له استعدادات خيرة، وأخرى شريرة ،وقدرة فطرية ،غريزية كامنة في ذاته, بواسطتها يميز الهدي من الضلال، والقبيح من الحسن.وهي تلك القوى الواعية المدركة التي تملك زمام الإنسان،والمتمثلة فيما يمكن أن نصطلح على تسميته بالشعور، أو الوعي والتي بإمكانها توجيه النفس البشرية نحو الطهارة والنقاوة، إن هي تشبعت بالإيمان، بخالقها، واتبعت رسالاته. وإلا هبطت بها إلى دركات جهنم ،واقتادتها إلى الويل والثبور، والظلم والظلام ، {ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها }(سورة الشمس 7-10 ) {و هديناه النجدين إما شاكرا وإما كفورا } سورة البلد آية 10 ) {إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا }( سورة الإنسان آية 2) لكن ما هي حقيقة النفس؟ وهل هي واحدة أم متعددة؟ أي هل لكل مخلوق نفسا خاصة به ،لا تصلح لغيره ؟ أم هناك نفس واحدة منتشرة في الكون على غرار النور والهواء، تحل في كل الذوات والأجساد في نفس الوقت. كثيرا ما يقع الخلط بين النفس، والروح.ويبدو لي أنهما مختلفان تماما:فحقيقة الروح غير معروفة، ولا يمكن للإنسان أن يعرف ماهيتها على الإطلاق،ولا سبيل له إلى معرفتها . لأنه لا يملك أصلا الأدوات اللازمة لمعرفتها.وما يملكه من أدوات معرفية، كالعقل والقلب، والحس، والتجربة، والحدس...قد تكون صالحة لإدراك الجانب المادي في الإنسان, وربما حتى الآثار التي تتركها الروح على الجسد. أما معرفة الروح في ذاتها، وكنهها , وعلى حقيقتها , فذاك أمر مستبعد ومستحيل { يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا .}. الروح نفحة، أو نفخة ربانية, تعمل على ربط جزيئات قبضة الطين، وتجعلها تتفاعل مع بعضها البعض، باعثة فيها الحرارة,و الحياة ،والقدرة على الحركة ،والفعل . وهي أقدم من الجسد، بدليل قوله تعالى :{ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون .} (سورة الأعراف 172) وهي جوهر قائم بذاته ، قد تستغني عن الجسد ،كما هو الشأن في حالة النوم .{ وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم... }( الأنعام 6) أو في حالة الموت .{ الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها...(الزمر 42) ولكن الجسد لا يستغني عنها بل يفسد ويتحلل بمجرد ما تفارقه الروح بصفة نهائية. أما النفس في تقديري فهي تلك العلاقة الناتجة، عن تفاعل الروح مع الجسد. فهي شبيهة بالدلالة التي هي عبارة عن علاقة الدال بالمدلول. أي العلاقة التي تربط بين الكلمة، ومعناها، وهي علاقة حتمية وضرورية. بحيث لا يمكن أن نتصور الكلمة، بدون معنى، ولا المعنى يمكنه أن يستقيم بدون كلمة.وكذلك النفس، لا تستغني عن الجسد ،ولا الجسد بإمكانه الاستغناء عن النفس . فبينهما علاقة جدلية حتمية. إن موضوع النفس، شغل الإنسان منذ أن تحداه الكون بأسراره، وظواهره، وأعجزه لغز أصل العالم، ونشأة الحياة الأولى،و مسألة الموت ،والبعث ...ففكر في محاولة إدراك نفسه أولا, باعتبارها أقرب إليه من الوجود, وظواهره.علها تكون مفتاحا لمعرفة الكون، وخالقه، والإنسان ومصيره.وهذا ما جعل سقراط يدعوا إلى معرفة النفس قائلا أيها الإنسان أعرف نفسك بنفسك.) محاولا تعريفها بكونها جوهر الإنسان الحقيقي وروحه، وهي قائمة بذاتها، في موتها خلاصها وحريتها، وما الجسم إلا آلة لها ).أما أفلاطون فكان يرى: أن النفس خالدة غير قابلة للفناء.لأنها لو لم تكن كذلك، لما نال الظالم جزاءه،و لكان الظلم أمرا عاديا . وفي رأي فلاسفة الإسلام أن النفسجوهر روحي لا يفنى بفناء البدن).فهذا ابن رشد( اعتبر أن النفس جوهر عاقل ،أو عقل فعال ،وأن وظائفها الأخرى، لم تنشأ إلا بسبب اتصالها بالبدن. ) .وهي خاضعة لمدبر أسمى منها هو صاحبها وسيدها.والمسئول عنها، وهو في تقديري العقل المشار إليه في (قد أفلح من زكاها ،وقد خاب من دساها ). إن النفس الفاسدة، الأمارة بالسوء تأمر صاحبها بالمنكر، والمعاصي، والقبائح، وتنهاه عن الطاعات،والمكرمات،وتميل به إلى الضلال، وتخرجه من النور إلى الظلمات ، وتستجيب لنزغات الشيطان وإغراءاته، وللهوى وإملاءاته ، ولقرناء السوء و فسادهم وضلالهم ،وللجهل ،والكبر ،والظلم ، والكفر ،والعلو في الأرض بغير حق ، والتسلط على الآخرين ،والتحكم في رقابهم، ولكل العوامل التي من شأنها أن تزين للنفس الأعمال الشريرة ، وتبغض لها الأعمال الخيرة، وتكره لها الإيمان، وتحبب لها الكفر، والفسوق ،والعصيان...فتجدها تتفانى في طلب الشهوات ،والملذات الدنيوية، خاضعة لإغراءات الشيطان، مستمعة لوسوسته ،عاملة بنصائحه ،مصدقة لوعوده ... {يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا}( سورة النساء آية120) غير آبهة، لا بحلال ولا بحرام .همها هو إرضاء طلبات الهو الغريزية ، والرغبات الحسية و محاولة إشباعها.فتجر صاحبها إلى الخزي والعار،والويل والثبور في الدنيا ،والندم والحسرة في الآخرة، وتقذف به في نار جهنم. إن معظم الذنوب التي يقع فيها الإنسان، إذا نحن تفحصناها نجدها من النفس الأمارة بالسوء ،لا من الشيطان، باعتبارها عاملا داخليا، أساسيا. أما الشيطان، والعوامل الأخرى، التي سبق ذكرها، ما هي إلا عوامل مساعدة، ثانوية، خارجية، تحفز على فعل الشر عن طريق تزيينه، وتدعوا إليه بواسطة الوسوسة، والإيحاء، وزخرفة القول.... { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون } ( الأنعام آية 112) .لأن كيد الشيطان كان ضعيفا كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم . { الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا } (سورة النساء آية76) . وضعفه بالأساس يكمن في أن الله سبحانه وتعالى جرده، من أي سلطة على الذين آمنوا وهذا باعتراف إبليس لعنه الله ،كما يبدو ذلك جليا و، واضحا في خطبته المسجلة في قوله تعالى { وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم }(سورة إبراهيم آية22){ قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين .قال هذا صراط علي مستقيم . إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين.وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب جزء مقسوم } (سورة الحجر آية 28- 44). إن أكبر سلطة يمكن أن تؤثر في بني آدم في تصوري على الأقل. هي السلطة المادية ، والحجة العقلية. وهذه بحمد الله، ولطفه بنا، ومنته علينا. لا يملكها الشيطان اللعين، فهو مجرد من أي سلاح مادي، أو برهان عقلي، أو سلطان حجة. يمكن استعماله لإخضاع الإنسان لوسوسته، وإجباره على طاعته.ولو كان له ذلك لما عبد الله في هذه الدنيا على الإطلاق ،ولدعى ا لعين الندية لله سبحانه وتعالى . فالشيطان لا يملك موتا، ولا حياة،ولا بعثا, ولا نشورا. ولا يملك أن يرزق الإنسان المال، ولا البنين ،ولا الطعام ،ولا الشراب ،ولا المرض، ولا الشفاء...كما لا يملك أن يمنعه من ذلك .-- بل لا يملك حتى رزقه الخاص به –{ إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه } سورة فاطر 2) . فالله سبحانه وتعالى هو الذي تكفل بتدبير حياة الإنسان المادية ،وقدر في الأرض أقواتها .{وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون }(الذاريات آية 22 -23 ). { وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين} (هود آية6) .{ والذي هو يطعمني ويسقيني وإذا مرضت فهو يشفيني والذي يميتني ثم يحيين }( الشعراء 79-81) . بالإضافة إلى افتقاد الشيطان للقوة المادية، والحجة الدامغة، والبرهان القوي، فعلاجه سهل، والقضاء عليه بسيط، ومحاربته مضمونة النصر. لأن الله سبحانه وتعالى مكننا من السلاح الذي يفتك به في زمن قياسي ، والمتمثل في قوله تعالى { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم } (الأعراف 200) وقوله إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون } ( الأعراف 201) وقوله { وقل ربي أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك أن يحضرون } (المؤمنون 97) ... إن عمل الشيطان محدود في الزمان ،فهو يعمل على أن ينسي الإنسان، ذكر ربه ،وعبادته ، كما ينسيه الأوامر، والنواهي الإلهية ،ويستغفله , حتى إذا استأنس بالدنيا، وغرق في شهواتها .أصبح قرينا له يأمره بالفحشاء ، والعري ،ويمنيه، ويعده غرورا، ويزين له الشر، والقبيح،والباطل ... {ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا فهوله قرين }(الزخرف 36). إن النسيان، سلاح الشيطان الفتاك .وهو نتاج الغفلة عن ذكر الله بالدرجة الأولى. وصدق الله العظيم إذ يقول:{فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين } (يوسف لآية 42 ) { قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره } (الكهف 63) و عمل الشيطان ،محدود كذلك في المكان، وهو الصدر {قل أعوذ برب الناس ملك الناس إلاه الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس } (سورة الناس آية 1-6 ) .لأن الصدر هو المجال الطبيعي ، للجانب العاطفي، الغريزي ،والشهواني في الإنسان، وهو المنفذ الوحيد، الذي يمكن للشيطان أن يستغله، ليأتي ضحيته عن طريق الوسوسة، والإيحاء. وقد يستعين اللعين، في ذلك بجنوده، من الإنس والجن والنفس الأمارة بالسوء... على خلاف العقل، الذي يملك من الآليات والقدرات المختلفة ، كالتفكير، والإدراك ، والذكاء ، وا لفهم، والاستيعاب ،والتعلم، والنظر، والتأمل ، والتحليل ،والتصنيف، والتجزيء ،والتعميم ، والتجريد، والتركيب، والتجريب ، والقياس، والاستدلال، والاستقراء ،والبرهنة ... ما يجعله قادرا على التمييز بين الخير والشر، وبين الحق والباطل، و ما يبعده عن الشيطان،وما يقربه إليه . بالإضافة إلى السلاح الإلهي ،الذي مد الله به الإنسان، لينحر به الشيطان اللعين ، والمتمثل في الاستعاذة بالله . { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون } (النحل 99). لكننا نلاحظ، أن شهر رمضان، كغيره من الشهور. لا يخلوا ،هو الآخر من الموبقات والشرور. كالعري، والعهر، وسفك الدماء، والربا، والقمار، والاعتداء على حرمة رمضان بالليل والنهار... فما هو مصدر هذه الشرور؟ إن لم تكن الشياطين ؟ التي تكون مصفدة، ومسلسلة ومسجونة في شهر رمضان المبارك.كما أخبر بذلك الرسول الكريم، الصادق الأمين، وهوا لنبي لا كذب. في قوله صلى الله عليه وسلم، في حديث للبخاري ومسلم ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وسلسلت الشياطين ) (الخاري 1899 ومسلم 1079) .إن مصدرها، وبكل تأكيد، هوا لنفس الأمارة بالسوء.بدليل قوله تعالى : { وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي } (سورة يوسف آية 53). و قوله :{ قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي } (سورة طه آية 96 ) وقوله { فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين } (المائدة 30) . لقد بين القرآن الكريم، أن النفس تمر بثلاثة مراحل: أولا ها الأمر بارتكاب المعاصي والمنكرات، وكل القبائح، والنهي عن الطاعات ،وكل المروءات. - كما سبقت الإشارة إلى ذلك -. لكن كيف يمكن لنا أن نميز بين الشر الصادر منا، والذي نكتسبه بفعل إيحاءات، ووسوسة الشيطان؟ وبين الأعمال الشريرة التي تصدر منا، بفعل هوى النفس، وميلها للغرائز الحيوانية المشبعة بالملذات ،المعنوية والحسية .؟ إن عمل الشيطان مقيدا بالوسوسة أثناء الغفلة والنسيان، للخطيئة وعقابها.فهو يزين ،يوحي ، يوسوس، يغري، يفتن،يعد ، يكذب يغوي، ينزغ... ولكن تنفع معه الاستعاذة بالله. أما النفس فهي تنفر من التكاليف ، وإتيان الطاعات ، وتحب الاشتغال بالباطل ،ولا تشبع من الملذات . تأتي الشر،وتعصي الله ،مستهينة ومستصغرة لذنوبها ، دون نسيان، ولا غفلة، من صاحبها ، وبإسرار منها . مع التقدير الكامل لعظمة الذنب، وللعقاب المترتب عنه، وبعلم وفهم، لشرع الله وشريعته، ولأوامره ونواهيه ...ولا تنفع معها الاستعاذة بالله .وإنما ينفع معها شغلها بطاعة الله، والخوف منه، ونهيها عن الهوى، ومخالفتها وعصيانها. { ..فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى } (سورة النازعات آية 50-51) .ويقول الإمام البصيري : ( وخالف النفس والشيطان واعصهما // وإن هما محضاك النصح فاتهم ) إن النفس تأمر بالفساد ،ولها من آليات الضغط والإكراه ، ما يمكنها من إرغام صاحبها على تنفيذ أوامرها .أما الشيطان فليس له أي سلطة على قرينه، خارج الوسوسة والإيحاء وما هو في حكمهما . إن التعاون المتين بين النفس الأمارة بالسوء ، والشيطان على الفساد والإفساد ،محدود بحدود الحياة الدنيا، أما في الآخرة ، فيكفر كل منهما بالآخر ، ويلعنه. بل ويومئذ يخطب الشيطان في أتباعه متبرئا منهم جميعا قائلا لهم:- كما ذكر ربنا على لسانه - : { إني كفرت بما أشركتموني من قبل}( سورة إبراهيم آية 22) { كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين } .(الحشر آية 16) إن النفس الأمارة ، في تصوري ليست شريرة بذاتها، و طبيعتها. بل هي مزدوجة الطبع، خيرة وشريرة في نفس الوقت . تملك من القدرات والإمكانيات، ما يجعلها تميل إلى الفضائل أو إلى الرذائل بنفس النسب. فالنفس تملك قوة غريزية بهيمية، حيوانية يحكمها منطق اللذة أو اللبيدو . كما تملك أيضا قوة العقل والفكر، الذي به تتم معرفة الخير والشر، ويميز بين والحق والباطل. يقول الدكتور محمد فاروق النبهان : [...ولهذا فإن النفوس تقبل التغيير عن طريق التربية.والنفس التي تملك قوة الغريزة المسيطرة، تملك في نفس الوقت، قوة الفكر والتمييز.وبفضل هذه القوة تنصرف النفوس ،إلى السيطرة على قوة الغرائز، معتمدة في ذلك على القوة العقلية المدركة التي تصارع، قوة الغريزة البهيمية وتسيطر عليها بالإرادة. (أثر التربية الإسلامية في السلوك الاجتماعي- كتاب دعوة الحق العدد 4 ص 38-39-السنة 1999 ) ومن ثم فهي قابلة بكل تأكيد للتوبة والإصلاح . يقول الدكتور محمد فاروق النبهان :[النفس الإنسانية في نظر بن مسكويه جوهر بسيط ،غير محسوس بشيء من الحواس ، وتختلف النفس عن الجسم في قابلية النفس تصور الأشياء المتناقضة والمتعارضة ،ولا تقبل الأجسام ذلك ،إلا بعد زوال صورتها الأولى ، ولهذا فإن النفوس تقبل التربية والتغيير والتبديل والإصلاح والتكوين ، ولا تقبل الأجسام أي تغيير في شكلها. إلا بعد زوال الصورة الأولى لها .] ( مرجع سابق ص 79) . وقد تنتبه هذه النفس إلى غفلتها، وسوء تصرفها، وتتوب إلى ربها، فتعود باللوم على صاحبها لشدة ندمها ، فتحاسبه على عدم فعل الخير، والإكثار منه، وعلى فعل الشر، وعدم الإقلاع عنه .{ولا أقسم بالنفس اللوامة ..{القيامة 2) .يتبع وهذه النفس ذات طبيعة مزدوجة خيرة وشريرة في نفس الوقت فهي تفعل الحسن والقبيح في نفس الوقت، تحب الأول ،وتكره الثاني ، فهي واقعية ، تعرف في قاموس علم النفس بالأنا . يرى سيجموند فرويد ، أن الأنا تمثل الجاني الشعوري في الإنسان، وتتكون مما هو واقعي ، وسائد في المجتمع ،كالقوانين ،والتقاليد، والأعراف ، والدين، وكل الإكراهات السياسية ، والاجتماعية ، والاقتصادية، والأخلاقية ... وهي المسؤولة عن كل تصرفاتنا، وسلوكاتنا القولية والفعلية .من وظائفها التوفيق التوفيق بين ثلاثة جوانب فينا (1) الجانب الغريزي أو الفطري أي الجانب الحيواني فينا ،(2) الجانب المثالي أو النير فينا، والذي يتكون من الإيمان ،والقيم الدينية والروحية ،والأخلاق الكريمة الفاضلة ، والقيم العليا ...وهو ما يسمى عند فرويد بالأنا العلى(3) الواقع المعيش . الأنا الأعلى وقد ترتقي هذه النفس ويقودها صاحبها إلى درجة الكمال فتؤمن بخالقها ورازقها وبرسالاته ، وتستسلم لأمر ربها وقضائه وقدره .فيحصل لها الاطمئنان، والراحة الأبدية، ويرضى عنها ربها، ويسعد صاحبها، سعادة الدنيا والآخرة. { يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية. فادخلي في عبادي. وادخلي جنتي .} (الفجر 27-30) وهذه يمكن أن نطلق عليها مصطلح الأنا الأعلى إني أخاف الله رب العالمين – الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم (النفس الأمارة بالسوء ولا هي خيرة بطبعها وإنما تصير كذلك بالإكتساب . ***** عمر حيمري وجدة - المغرب |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى (Re: omer abdelsalam)
|
الكاتب المغربي / عمر حيمري **يكتب عن { ظاهرة العري } ============================================
Quote: ظاهرة العري العري هو التجرد الكلي من اللباس .ومن ذلك قولهم يولد الإنسان عاريا.ومفهوم العري قد يطلق على كل ما من شأنه أن ; يسمح بظهور العور ة أو جزء منها.والعورة كما حددها الإسلام تختلف من الرجل إلى المرأة. فعورة الرجل تقتصر على جزء محدد من جسده, أما عورة المرأة فجسدها كله عورة إلا الوجه واليدين مع بعض الاختلاف بين الفقهاء.وخلاف العري هو الستر ولباس التقوى أي اللباس الذي يقي العورة من الظهور والكشف فلا يكون واصفا ولا كاشفا ولا شفافا . وأول عري عرفه الإنسان هو عري آدم وحواء عليهما السلام ,لقوله تعالى {{...كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما 27الأعراف}}.فالعري إذن أول معصية وخطيئة ارتكبها الإنسان بفعل تأثير وإغواء الشيطان الرجيم عدو البشرية منذ الأزل {{إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير 6فاطر}}كانت هذه المعصية السبب الأول في شقاوة الإنسان والتصاقه بالأرض ولا زالت مصدر كل الويلات التي تعاني منها البشرية .ولا زال الشيطان يعتمدها كأسلوب ومكيدة ناجعة في إضلال بني آدم وإخراجهم من النور إلى الظلمات وفي نشر الفتن بين الناس وتحطيم قيمهم الدينية ولاجتماعية وهدم مبادئهم الإنسانية وهو في كل يوم يبتكر نوعا من التعري باسم الموضة حتى تنطلي الحيلة على بني آدم ويستسلم لإملاء الشيطان .فإذا تعرى الإنسان انتصر الشيطان .فالتعري هو الجانب البهيمي في الإنسان, هو الغريزة الحيوانية قبل التهذيب .إذا سمح الإنسان لنفسه بالتعري سهل عليه ارتكاب كل ما يمليه عليه شيطانه من آثام وموبقات وفقد حس التمييز بين ما هو مقبولا أخلاقيا واجتماعيا وعرفيا وبين ما هو مرفوض وغير مقبول بكل مقاييس البشرية .وقد يجد لذلك أعذارا واهية وأفكارا عرجاء,خرقاء لا تستقيم ,كتلك التي سرحت بها إحدى المغنيات المصرية {{أنا مع العري [الشيك] البعيد عن الابتذال لا مانع من العري ولكن في حدود الاحترام}} وتقول أخرى {{إنني لم أرتدي ملابس غير عادية [ فالهوت شورت ] هو ما نلبسه في كل الناسبات خروجية ..فرح ..حفلة... فأنا لم أقدم شيئا أكثر من العادي }} أي منطق و أي عقل هذا الذي يرى العري شيء عادي, فأين غير العادي في منطق السوء هذا . هل هو التجرد الكامل من اللباس ,والمشي في الأسواق حفاة عراة ؟ إذا كان التبرج في الإسلام منهي عنه وهو دون التعري بكثير {{ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى 33الأحزاب }}فما ذا يمكننا أن نقول في التعري الكلي في الشواطئ و شبه الكلي في الأسواق والشوارع ...يقول السيد قطب رحمه الله {{لقد كانت المرأة في الجاهلية تتبرج ولكن جميع الصور التي تروى عن تبرج الجاهلية الأولى تبدو ساذجة أو محتشمة حين تقاس إلى تبرج أيامنا هذه في جاهليتنا الحاضرة }}.وهذه بعض صور التبرج كما رواها كل من مجاهد ومقاتل بن حيان . يقول مجاهد {{كانت المرأة تخرج تمشي بين الرجال ,وكانت لهن مشية تكسر وتغنج }}أما بن حيان فقال {{والتبرج أنها تلقي الخمار على رأسها وتشده فيداري قلائدها وقرطها وعنقها ويبدو ذلك كله منها .وذلك التبرج }}.أين هذا من عارضة الأزياء وملكة الجمال وهي شبه عارية قد حولت وجهها إلى لوحة زيتية تعكس كل ألوان الطيف بفعل المكياج الكيماوي الضار الذي يروج له الكذابون والمحتالون من التجار والمنتجين, تتبختر بين الرجال وهي تغمز وتلمز كل من وقعت عينها عليه عله يرشحها لتصبح أجمل فتاة أو لتصبح ملكة جمال وهو يمرغها لاشعوريا في التراب ويتخيلها في أبشع صورة يمكن أن ترى المرأة نفسها فيها. مشبعا رغبات ألهو عن طريق أحلام اليقظة .ألا تعلم ملكة الجمال هذه و عارضة الأزياء أن العري يثير غريزة حيوانية مريضة وأمورا قبيحة خلقية وخلقية واحتقارا بشعا ولا يثير جمالا ولا إعجابا. أما كليب فيديو فهو ملاذ كل فاشلة ساقطة أرادت أن تكون نجمة ,ومن ثم فعليها أن تعرض لحمها وشحمها وكل ما عندها رخيصا,وفي أقذر الأماكن لذئاب بشرية ليشبعوا منها رغباتهم الحيوانية القذرة ولو عن طريق ألاشعور والخيال المريض ... وعند ذالك فقط تكون فنانة مرموقة. وفي العري فلتتنافس المتنافسات لتلقب بالفنانة الكبيرة أو بالفنانة الواعدة وما إلى ذلك من الألقاب السخيفة التي لا معنى لها إلا في ذهن كل سخيف. إن التعري هو إذاية للمرأة قبل غيرها فهو يعرضها لمضايقات كثيرة أبسطها الكلام الفاحش والمغازلة الهابطة الدنيئة التي تخدش كبرياءها إن كان لها كبرياء .أما إن كانت ترتاح لكلام ونظرات الساقطين الشهوانية إلى جسدها المكشوف بدون أدنى شعور بالخجل فذاك من قبحها الغير المكشوف , قبحها العقلي والفكري والأخلاقي وخوائها الوجداني والروحي .استسلمت للأوهام ورمت نفسها في أحضان اللئام لنهش لحمها ورمي عظمها في مزبلة الزمان وبأس المصير . يقول الرسول صلى الله عليه وسلم{{سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العنوهن فإنهن الملعونات}}.وقال أيضا {{ ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء}}.وقال أحد الإعلاميين اليهود {{ امرأة عارية تفعل في أمة محمد ما لا يفعله مدفع رشاش }}. فالعلمانية العالمية أدركت كما أدرك إبليس قبلها أن العري سلاح فعال في إفساد الناس وانحرافهم عن فطرتهم الطبيعية فجندوا لذلك كل وسائلهم لكشف عورات الناس وأخطرها وسائل الإعلام التي تمارس العري وتدعو له كأسلوب لشد الناس إلى التلفزة و حثهم على البيع والشراء وتمرير كل دعاية ساقطة ,مغرضة .فالمرأة في يد الإعلام معول هدم لا بناء زينوا لها كل رذيلة وأن تفعل ما تشاء باسم الحرية الشخصية حتى أصبحنا نسمع من الرجال من يشتكي من عنف عري النساء وهو في تقديري أشد أنواع العنف ضد الرجال فهذا العنف أصبح يلاحقهم في الشارع ,في الأسواق ,في المؤسسات,في حافلات النقل العمومي المختلطة خصوصا أثناء الازدحام حيث تتلاصق الأجساد العارية ...وفي المؤسسات التعليمية حيث تتفنن المراهقة في اختيار اللباس القصير ,الضيق الواصف والكاشف لمفاتنها وللمناطق المثيرة للغرائز الشهوانية عند الرجال دون أن تستحيي لا من أستاذها ولا من زميلها الجالس بجانبها على مقعد متلاصق مع مقعدها .الشيء الذي يؤدي إلى ,وقد يكون هذا الفساد واقعا حقيقيا وهو الفاحشة وقد يكون نفسيا داخليا يتم على صعيد الفكر وانحرافه ,يتحين الفرصة للتعبير عن ذاته ,فإن فشل تحولت هذه الأفكار الفاسدة إلى معانات نفسية تعود على الجسم بما هو سلبي لأن الأفكار الفاسدة ولآثام هي في تصوري كائنات حية تتوالد وتتكاثر وتهاجم الفكر والعقل فتصيبه بالخلل وتقضي على سلامته .وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول{{إن الناس إذا رأوا المنكر ولم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه}}.
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى (Re: omer abdelsalam)
|
الباحث المغربي يكتب مقال جديد : : نوازل النكاح ******************************************************Quote: نوازل النكاح ---------- هناك سؤال يطرح نفسه بإلحاح وهو هل النازلة فرضية يقصد بها التعبير أواختبار القدرة الفكرية لدى الفقيه ,أو تمرين فكري يجعل الفقيه مستعدا باستمرار للفتوى .أم هي مجرد رياضة ذهنية كما يرى سعد غراب {{إنها أسئلة تقع في الكثير من الأحيان في مجلس الدرس فتصبح نوعا من الرياضة الفكرية }}أم هي تعبير صادق عن الظاهرة الاجتماعية ؟إذن فما هي المعايير التي تمكننا من التمييز بين النازلة باعتبارها قضية فقهية مجردة لا تعكس الواقع وبين النازلة باعتبارها ظاهرة اجتماعية؟ في منظوري لا بد أن تتوفر شروط خمسة في النازلة حتى يتسنى لنا أن نتحدث عنها كظاهرة اجتماعية : 1التحديد التاريخي واجغرافي للنازلة . 2لا بد أن تتكرر النازلة بنسبة معينة [لأن ذلك يساعد على تشخيص عقدة اجتماعية معينة كما أنه مؤشر على أهمية النازلة ) 3أن تكون النازلة قضية محتملة التحقيق في الواقع 4أن يكون الفقيه مهتما بالنازلة ,وبالرد عليها (وهذا دليل هام على عكسها للواقع ) تحديد مكانة النازلة ودلالتها الاجتماعية مثلا نوازل نكاح ,نوازل طهارة .....) فإلى أي حد تستطيع النوازل أن تكشف لنا نوع العلاقات التي ظلت تسود الأسرة المغربية التقليدية وخاصة تلك العلاقة التي تربط بين الزوجين ؟ وهل بإمكان نوازل العلمي أن تطلعنا على وضعية المرأة المغربية لمغرب ما قبل الاستعمار؟ إن قراءة نوازل العلمي خصوصا منها تلك المتعلقة بالمرأة التقليدية لا غناء عنها لمعرفة وضعية المرأة المغربية والمشاكل التي ظلت تجرها معها عبر التاريخ والتي مازالت تعاني من رواسبها إلى يومنا هذا رغم الإصلاحات العرجاء لمدونة الأسرة ورغم تبني الدولة قضية المرأة والدفاع عنها .فالننصت إذن إلى القضايا الفقهية باعتبارها وثيقة سوسيولوجية فريدة من نوعها والنحاول قراءتها قراءة جديدة تكشف لنا ما وراء السطور.
....(وسئل الإمام سيدي عبد القادر الفاسي عن رجل أراد أن يخطب عند آخر فسأل هل له بنات ؟فأخبر بأن له بنتين ,ثم استشار في أيهما تليق به فقيل له :الصغرى فقال: ما اسمها فقيل عائشة , فبعث من كلم والدها .ولما آنس منه القبول وجه عدلين وهوبأن مخطوبته الصغيرة من البنتين إلا أنه سماها عائشة ,فتوجه العدلان لوالدها ,فسمعا منه انكاح ابنته عائشة للخاطب المذكور , وقبل ذلك الخاطب المذكور .ثم قيل للخاطب المذكور:إن عائشة هي الكبرى والصغرى إنها هي صفية .فقال إنما خطبت الصغرى ,وشهد عدلان إنه كان يذكر لهما الصغرى إلا أنه سماها لهما بذلك الإسم ,وقال والد البنت : إنما خطبت عندي عائشة وهي الكبرى ,فهل سيدي يلزم النكاح المذكور أم لا ؟ فأجاب :أنه إذا كان اختلف الوالي ,وا لزوج عن تعيين المخطوبة مع اتفاقهما على العقد ونسيان البينة التعيين لم يثبت النكاح حتى يتفقا على واحدة معينة ولا يمين عليهما .وعلى الزوج نصف الصداق لأنه ناكح قامت عليه البينة واختلافهمافي عين المرأة لا يخرج عن النكاح وهذا مذكور في نوازل المعيار عن ابن القاسم ومثله في أحكام القاضي المكناسي عن ابن زرب (نوازل العلمي الجزء الأول ص 32) هذه النازلة تكشف عن طبيعة الواقع الاجتماعي في فترة زمنية محددة - والحقيقة أنه ليس هناك أفضل من آراء الفقهاء وفتاويهم للتعبير عن ممارسات اجتماعية معينة – فالتدليس الواضح على الزوج , وتبديل المخطوبة ,يبدو أنه كان أمرا شائعا في المجتمع نظرا لتكرار النوازل التي تناولت نفس الموضوع ,ونظرا لأن الفقيه نفسه لم يكترث بهذا التزوير والغش ,ولم يبدي أي امتعض أو استنكار له .واعتبر ذلك نكاحا صحيحا وعلى الزوج دفع نصف الصداق إن هو طلقها قبل أن يدخل بها .ويبدو لي أن هذه الفتوي وجيهة في مجتمع يسود فيه العزل الكلي بين الجنسين ولا سبيل لأحدهما أن يرى الآخر .صحيح أن الإسلام أمر بالحجاب ,ونهى عن الخلوة ولكنه أباح لها الخروج إلى مجالس العلم دون تبرج ولاعري كما تفعله بنات كلياتنا وثانوياتنا اليوم كما اباح لها الخروج إلى المساجد والقيام بكل أعما الخير يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تمنعوا إماء الله من مساجد الله ) إن الزواج من الأمور التي حث عليها الإسلام وسن لها قوانين وتشريعات من بينه الخطبة التي هي مجرد وعد ورغبة في الزواج من امرأة معينة .ومن حكمتها التعارف الكافي والكفيل بإنجاح الزواج والرسول صلى الله عليه وسلم يقر هذا الهدف من الخطبة فيقول (إذا خطب أحدكم المرأة ,فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فاليفعل - رواه أبو داود والشافعي -) وفي حديث آخر أن المغيرة خطب امرأة فسأله الرسو صلى الله عليه وسلم :هل نظرت إليها ؟ قال : لا فقال الرسول صلى الله عليه وسلم أنظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما -روه مسلم والترمذي -) وفي حديث ثالث أن رجلا من المهاجرين أتى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره أنه خطب امرأة من الأنصار فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أنظرت إليها قال لا قال إذهب وانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا -قيل زرقة وقيل ضيق رواه مسلم والنسائي) ولكن كلما ابتعد المسلمون عنعصر النبوة وكلما غاب مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكلما انتشرت الفاحشة ازداد الناس تشددا وتفننوا في عزل المرأة خوفا عليها وخوفا منها .ومن الطبيعي جدا في مجتمع رجولي ذكوري فاقد للثقة بالمرأة القطاء أو الأفعى كما يحلو له تسميتها أن يجعلها أسيرة البيت لا تخرج منه كما تقول العامة إلا لبيت زوجها أو لقبرها . وفي ظل الفصل المبر والغير مبرر شرعا بين الجنسين فقدت الخطبة الحكمة التي فرضت من أجلها وأصبحت مجرد اجراء شكلي – وهي االركن الأساسي في الزواج- وتعارف المجتمع على منع الخطيبين من رؤية بعضهما إلا في يوم الزفاف وقد يكون صدمة لأحد الطرفين أو لكليهما.إن مهمة الاختيار والخطبة أوكلت إلى غير المعنيين بالأمر وهن نساء الأسرة في الغالب إن لم يكن مجلس القبيلة . يقول الدكتور زهير حطب في هذا المضمار (وكان من نتيجة ذلك أن أصبح اختيار الزوجة من مهمات نساء الأسرة ...ويعرض اختيار نساء الأسرة على والد الشاب فيزكي الاختيار أو يلغيه وفيبلغ بعدئذ إلى الشاب الذ يأخذ علما بذلك . لم يكن إذن فرصة للفرد في اختيار قرينه -زهير حطب تطور بنى الأسرة العربية والجذور التاريخية والاجتماعية لقضاياها المعاصرة ص 126 127) وإلى يمونا هذا نجد حتى جمهرة المتعلمين والمثقفين لا يقدمون على الزواج إلا إذا بارك الآباء اختيارهم ووافقوا عليه ولا تكاد تعثر على فتات متعلمة تتزوج دون الحصول على موافقة صريحة من أهلها ورغم أن مدونة الأسرة خولت لها الزواج بدون إذن الولي فإن الإحصائيات لاتكاد تذكر إلاحالات نادرة جدا من اللواتي تزوجن من دون موافقة الولي . إن المجتمع يبالغ في عزل المرأة وحجبها بل يفضل ويختار لها القبر كمكان أمين واق لشرفها وشرب العائلة والقبيلة قبلها ولقد عبر أحد الشعراء عن هذه الحقيقة في قوله : ولم أر نعمة شملت كريم كنعمةعورة سترت بقبر وقال آخر: تهوى حياتي وأهوى موتها شغفا والموت أكرم نزال على الحرم وقال شاعر ثالث : وددت بنيتي وددت أني دفنت بنيتي في قعر لحد ورابعهم يقول : سميتها إذ ولدت تموت والقبر صهر ضامن وبيت إن مثل هذا المجتمع لانتوقع منه أن يمتثل لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسمح برؤية الخطيبين لبعضهما البعض حتى يكون الاختيار عن اقتناع وحتى تكون العلاقة الزوجية علاقة مبنيةعلى أسس متينة فلا يعبث بها عند أول اختلآف بين الزوجين . إن قاعدة تبدل الأحكام بتبدل الزمان لم يكن لها أي أثر في مجتمع تحجر فيه وصدئ ذهن وعقل الرجل وربما كان ذلك بفعل تجاوزات المراة واستهتارها بالقيم والعادات الاجتماعية .فاعتقد الرجل أن أحسن سبيل لحفض المرأة والمحافضة عليها هو عزلها مكانيا وذهنيا وعقليا .وما النازلة التي ذكرنا إلا تعبير عن مثل هذا الواقع والفتوى نفسها تتلاءم معه بل وتكرسه . ******** عمرحيمري * وجدة- المغرب |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى (Re: omer abdelsalam)
|
الصحفى والباحث المغربي عمرحيمري ..يكتب : سر الحجارة ****************************************************
Quote: سر الحجارة
لن أتعرض للحجارة من الناحية الفيزيائية أو الكيميائية, فذلك من اختصاص أهل الفيزياء والكيمياء ولكن سأتعرض إلى خصائص أخرى عجيبة وغريبة وضعها الله في الحجارة.فهي إحدى مكونات كوكبنا الأرضي الأساسية, متفاوتة الصلابة والقسوة.لا تقل قسوتها عن الحديد {{قل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم }}. ولا يفوقها في القسوة إلا قلب المشرك الكافر واليهودي الظالم.{{ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منها الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون }}[البقرة 74]. اعتمدها الإنسان في حياته اليومية ,فاستخدمها في بناء بيته ,واتخذ منها أثاثا,وأواني مطبخه ,ونحت منها تحفا لزينة منزله,وصنع منها آلة لطحن حبه,وحفر بئره,وسلاحا لقتل عدوه,وكتابا للتاريخ ,ما زالت تكتشف يوميا صفحاته المنحوتة في المقابر والكهوف بل سولت له نفسه فاتخذ منها أصناما عبدها من دون الله.وقد ورد في التاريخ أن العرب في عهد وثنيتهم كانوا يعبدون الحجر ومنه الحجر الأسود.ويقال أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما كان يطوف بالكعبة استلم الحجر الأسعد وقال:والله إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع, ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك لما قبلتك. ومع ذلك يبقى للحجر الأسعد في نفوس المسلمين, المؤمنين هيبة وقدسية, وإن كان ذلك لا يمت لعبادته أو التقرب به إلى الله بصلة. فلمسه أو الإشارة إليه ما هو إلا عبارة عن عقد بيعة مع الله يلتزم فيها العبد بطاعة الله المطلقة الغير مشروطة ,معترفا بربوبيته ,غير مشرك به أحدا في ذاته أو صفاته ولا في حكمه وشرعه ملبيا أمره في نواهيه وموجباته . والطواف بالكعبة وهي بناء حجري جعله الله ركنا من أركان الحج التي لا تجبر بدم . ويريد الله ولحكمة يعلمها أن يكون السعي - وهو من شعائر الحج {{إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما...}} بين الصفا والمروة وهما عبارة عن حجارة. ومقام إبراهيم هو الآخر حجارة {{واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى...}} ويقضي الله ولا راد لقضائه أن تكون شعيرة رجم الجمرات بالحجارة ولا تجوز بغيرها, فهي للشيطان خزي وصغار ومذلة, وللنفوس التي تشبعت بالشرور الشيطانية فنسيت ذكر الله, طردا وإخراجا من رحمة ربها. هذا وقد جعل الله الترهيب والتخويف بعذاب الحجارة وسيلة لتربية الأبناء والأهل فقال:{{يأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وألهيكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يومرون...}}ل[التحريم 6] .بل جعل الله الحجارة وسيلة للتعذيب في الدنيا والآخرة .وقد يكون التعذيب من الإنسان ,ومن الله .فمن الإنسان فهو تلك الأعمال الشاقة المتمثلة في الغالب في قطع الحجر ونقله وحملها على الأكتاف .أما من الله فلا تكون. إلا إذا تمادى الإنسان في ظلمه وطغيانه ,وعند ذلك يصب عليه صوت عذاب كما فعل بأصحاب الفيل,وقائدهم أبرهة {{وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف ماكول}}.وكما عذب الحارث بن النعمان الذي كان يقول :[اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أوإيتنا بعذاب أليم .]فما أمهله الله عز وجل حتى رماه بحجر سقط علي هامته فخرج من دبره فقتله.وأنزل الله عز وجل قوله {{سال سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعا رج}} وهي في الآخرة وقود يحرق به الظالمون لأنفسهم وللناس {{وقودها الناس والحجارة...}}.كما لا ننسى أن الله سبحانه وتعالى جعل عقوبة الزاني المحصن الرجم [وللعاهر الحجر]. والحجارة سلاح فعال عند الأقدمين والمتأخرين على السواء, وكثيرا ما يكون بسببه النصر.فهذا سيدنا داوود عليه السلام قتل جالوت بحجر رماه به كما يؤكد المفسرون ويسجل القرآن الكريم الحادثة في قوله تعالى {{فهزموهم بإذن الله ,وقتل داوود جالوت وآتاه الله الملك...}}. وكان الأقدمون ينحتون من الجبال بيوتا وكهوفا ومخابئ تكون لهم حصنا منيعا من كل معتد .وفي العصور الوسطى كانت تحاط المدينة بأسوار فخمة عالية تحمي المدينة من كل غاز معتد ,وقد تتكسر عندها حملات الجيوش العاتية, الضارية. أما في العصر المعاصر, فقد لعب الحجر في الحروب دورا لم يعرف العالم إلا في فلسطين.فمن منا لم يشاهد الطفل فارس العودة وهو يهاجم الدبابة الإسرائيلية بالحجارة وتتوقف هذه الأخيرة عن تقدمها. ومن منا من لم يشاد الجندي الإسرائيلي المدجج بالسلاح يطلق ساقيه للريح أمام طفل الحجارة. ومن منا لم يسمع أو يقرأ تصريح الطفل رامي الكحلة وهو يقول:[إنهم جبناء يختبئون خلف الحواجز الإسمنتية وهم مسلحون بالبنادق,وكل ما لدينا هو الحجارة وأضاف على أية حال قد قتل محمد الدرة ,وأنا أفضل الموت وأنا ألقي الحجارة .] فكان له ما تمنى أسكنه الله فسيح جنته. وهذا نزار القباني يثمن الحجارة في يد الأطفال فيقول: [أطفال الحجارة بهروا الدنيا وما في أيديهم إلا الحجارة
علمونا كيف الحجارة تغدو بين أيدي الأطفال ماسا ثمينا وتأتينا البشرى من خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم أن النصر يكون بالحجارة يوم ينادي الحجر والشجر فيقول يا مسلم هذا يهودي ورائي مختبئا فتعالى واقتله .ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله .فهلا فكرنا في استغلال الحجارة ؟ ******* عمر حيمري مدينة وجدة - المغرب |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى (Re: omer abdelsalam)
|
عمر حيمري يكتب : الحرب بين مفهومنا ومفهومهم ===================================
Quote: الحرب بين مفهومنا ومفهومهم لست في حاجة لصبر أغوار النفس البشرية حتى أعلم أنها تكره القتال وتعافه, ولا تأتيه إلا وهي كارهة, و في مقابل ذلك هي شديدة الحرص على الحياة مطمأنة لها.وهذه حقيقة يقرها رب الأنفس الذي خلقها فسواها. إذ يقول ((كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهم شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)).ومع ذلك فالقتال ضروري للحياة البشرية ضرورة الملح للطعام .ولولاها لما استقامت الحياة على هذه البسيطة ولفسدت الأرض وبغى أهلها بعضهم على بعض .ولربما أدى ذلك إلى انقراض النوع البشرى. وهذه حقيقة أخرى يقرها القرءان الكريم ((ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين)) إن الإسلام لم يشرع القتال لأهله إلا لرد الظلم, ودفع العدوان,وجعل كلمة الله هي العليا ,وإرجاع الحكم والملك له وحده.(( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز))سورة الحج40 يرى يوسف القرضاوي[أن قتال المسلمين هنا ليس دفاعا عن دينهم ومساجدهم فقط لكن عن الصوامع والبيع والصلوات من معابد اليهود والنصارى] .إن الاختلاف في المنظومة الاجتماعية, والاختلال في القيم الإنسانية ,والانهيار الأخلاقي يدعو إلى التدافع. حتى يعود الاعتدال ,ويظهر الحق, ويزهق الباطل. وفيما عدا ذلك((فإنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا )) .ولقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طلب ملاقاة العدو فقال((يأيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموه فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف))
لكن الإسلام دين واقعي وهو يرى أن الحرب لا محالة مفروضة عليه ومن ثم وضع لها قواعد وأوصى محاربيه بوصايا لا يجوز لهم تجاوزها . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يروي عنه أنس رضي الله عنه ((إذا غزى قوما لم يغز حتى يصبح)) (( وكان إذا جاء قوما ليلا لا يغير عليهم حتى يصبح)) لأنه صلى الله عليه وسلم كان لا يريد أن يجمع على عدوه الحرب والظلام لأنه لا يريد أن يروع المريض, والعاجز, والصبي, والمرأة, وحتى المسالم الذي لا يحمل سلاحا. لأن الله جعل الليل سكنا,وجعل الفتنة أشد من القتل. ولقد أوصى صلى الله عليه وسلم قواد سراياه وجيوشه فقال( لا تغدروا لا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا ولا تقتلوا امرأة وتقطعوا شجرا)) ((وإذا مررتم بقوم فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له)). وفوق هذا فقد أوصى بالأسير خيرا فقال ( فكوا العاني يعني الأسير وأطعموا الجائع وعودوا المريض)) وأوصى من بعده خلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم بما أوصى به. فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يستنكر بشدة قطع رؤوس العدو كما يفعل الروم والفرس بأعدائهم لأن الإسلام يحترم الإنسان حيا وميتا .ولم يجعل الحرب انتقاما وإنما تدافعا لإرجاع الحق إلى نصابه.ولقد أوصى رضي الله عنه زيد ابن أبي سفيان لما بعثه إلى الشام فقال(إني أوصيك بعشر خلال :لا تقتل امرأة ولا صبيا ولا كبيرا هرما ولا تقطع شجرا مثمرا ولا تخرب عامرا ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكله ولا تغرقن نخلا ولا تحرقه ولا تغلل ولا تخبن)) .وفوق كل هذا وصية المتعالي الكبير ((وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين))(( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم)) أين وصايانا هذه من وصاياهم ؟وأين مفهومنا للحرب من مفهومهم؟دخلوا العراق ومن قبله فلسطين و أفغانستان فعاثوا في الأرض فسادا دمروا البيوت على أصحابها روعوا الضعفاء والمعوزين انتهكوا الحرمات غير آبهين بكرامة الإنسان كإنسان خطفوا الأبرياء وعذبوهم في سجون سرية وأخرى علنية كسجن أبو أغريب وسجن كواتانامو وفضائحهما لا تخفى على أحد. سرقوا البيوت أثناء تفتيشها بحجة البحث عن الإرهاب طائراتهم تمطرا يوميا آلاف الأطنان من القنابل على رؤوس المدنيين العزل, مخلفة دمارا شاسعا .حتى الكنائس والمساجد لم تسلم من قصفهم .شردوا خمسة ملايين فلسطيني خارج وطنهم .جرفوا أرضهم وحرقوا حقولهم وأبادوا أشجارهم وجوعوا صبيانهم ثم قالوا: [مسؤوليتنا أن نحول البلد إلى ديمقراطية مستقرة مزدهرة]. يا سادة نحن لا نريد ديمقراطية ولا حقوقا إنسانية. بل نريد أمنا وخبزا وحرية معتقد ولباس. نريد استقلالا,ورؤوسا مرفوعة, ولا نريد مذلة ولا هوانا. دخلوا بغداد الرشيد ولسان حالهم يقول: دمروا الشرق أبيدوا أهله اطمسوا حضارته. ويوصي بوش جنده قائلا: يجب أن نعمل على إنهاء المصادر المزمنة للمرارة والصراع في الشرق الأوسط وقتل كل مقاوم لأنه إرهابي,فمن ليس معنا فهو ضدنا. نريدهم أمواتا أو أحياء. أصبحنا نسمع أو نقرأ يوميا أخبارا مفادها العثور على عشرات الجثث مقطوعة الرؤوس وعليها أثر التعذيب بالمثاقب الكهربائية ,واغتصاب العشرات من النساء والأطفال.بل أصبح الشخص يذبح لأن اسمه عمر حتى قالت وسائل الإعلام أن عمر هو الشخص الأقل عرضة للأمن ,يقتلون العزل وهم معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي والأرجل . الحرب عندنا لها وضيفة اجتماعية دينية وإنسانية تلتزم بأخلاقيات .أما عندهم فهي نهب وسرقة للثروات, وهدم للحضارات, وظلم واستغلال بشع للإنسان. قتل وسفك للدماء بدون تمييز. ,باسم محاربة الإرهاب, وباسم الديمقراطية وحقوق الإنسان يقتلون ويقتلون, ولا يتورعون عن ارتكاب كل قبيح وشنيع في حق الشعوب من أجل مصلحتهم. وصايانا رحمة وكرامة للإنسان ووصاياهم كذب وغدر ورشوة وخداع.يا غارة الله جدي السير مسرعة فانتصري للمستضعفين والمظلومين وانتقمي من كل معتد أثيم.يا غارة الله نحن بانتظار مددك فالنساء تسبى والأطفال تقتل والشعوب تشرد ونحن مغلوبون. يا رب فانتصر
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى (Re: omer abdelsalam)
|
عمر حيمري يكتب : الحرب بين مفهومنا ومفهومهم ===================================
Quote: الحرب بين مفهومنا ومفهومهم لست في حاجة لصبر أغوار النفس البشرية حتى أعلم أنها تكره القتال وتعافه, ولا تأتيه إلا وهي كارهة, و في مقابل ذلك هي شديدة الحرص على الحياة مطمأنة لها.وهذه حقيقة يقرها رب الأنفس الذي خلقها فسواها. إذ يقول ((كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهم شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)).ومع ذلك فالقتال ضروري للحياة البشرية ضرورة الملح للطعام .ولولاها لما استقامت الحياة على هذه البسيطة ولفسدت الأرض وبغى أهلها بعضهم على بعض .ولربما أدى ذلك إلى انقراض النوع البشرى. وهذه حقيقة أخرى يقرها القرءان الكريم ((ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين)) إن الإسلام لم يشرع القتال لأهله إلا لرد الظلم, ودفع العدوان,وجعل كلمة الله هي العليا ,وإرجاع الحكم والملك له وحده.(( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز))سورة الحج40 يرى يوسف القرضاوي[أن قتال المسلمين هنا ليس دفاعا عن دينهم ومساجدهم فقط لكن عن الصوامع والبيع والصلوات من معابد اليهود والنصارى] .إن الاختلاف في المنظومة الاجتماعية, والاختلال في القيم الإنسانية ,والانهيار الأخلاقي يدعو إلى التدافع. حتى يعود الاعتدال ,ويظهر الحق, ويزهق الباطل. وفيما عدا ذلك((فإنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا )) .ولقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طلب ملاقاة العدو فقال((يأيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموه فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف))
لكن الإسلام دين واقعي وهو يرى أن الحرب لا محالة مفروضة عليه ومن ثم وضع لها قواعد وأوصى محاربيه بوصايا لا يجوز لهم تجاوزها . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يروي عنه أنس رضي الله عنه ((إذا غزى قوما لم يغز حتى يصبح)) (( وكان إذا جاء قوما ليلا لا يغير عليهم حتى يصبح)) لأنه صلى الله عليه وسلم كان لا يريد أن يجمع على عدوه الحرب والظلام لأنه لا يريد أن يروع المريض, والعاجز, والصبي, والمرأة, وحتى المسالم الذي لا يحمل سلاحا. لأن الله جعل الليل سكنا,وجعل الفتنة أشد من القتل. ولقد أوصى صلى الله عليه وسلم قواد سراياه وجيوشه فقال( لا تغدروا لا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا ولا تقتلوا امرأة وتقطعوا شجرا)) ((وإذا مررتم بقوم فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له)). وفوق هذا فقد أوصى بالأسير خيرا فقال ( فكوا العاني يعني الأسير وأطعموا الجائع وعودوا المريض)) وأوصى من بعده خلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم بما أوصى به. فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يستنكر بشدة قطع رؤوس العدو كما يفعل الروم والفرس بأعدائهم لأن الإسلام يحترم الإنسان حيا وميتا .ولم يجعل الحرب انتقاما وإنما تدافعا لإرجاع الحق إلى نصابه.ولقد أوصى رضي الله عنه زيد ابن أبي سفيان لما بعثه إلى الشام فقال(إني أوصيك بعشر خلال :لا تقتل امرأة ولا صبيا ولا كبيرا هرما ولا تقطع شجرا مثمرا ولا تخرب عامرا ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكله ولا تغرقن نخلا ولا تحرقه ولا تغلل ولا تخبن)) .وفوق كل هذا وصية المتعالي الكبير ((وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين))(( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم)) أين وصايانا هذه من وصاياهم ؟وأين مفهومنا للحرب من مفهومهم؟دخلوا العراق ومن قبله فلسطين و أفغانستان فعاثوا في الأرض فسادا دمروا البيوت على أصحابها روعوا الضعفاء والمعوزين انتهكوا الحرمات غير آبهين بكرامة الإنسان كإنسان خطفوا الأبرياء وعذبوهم في سجون سرية وأخرى علنية كسجن أبو أغريب وسجن كواتانامو وفضائحهما لا تخفى على أحد. سرقوا البيوت أثناء تفتيشها بحجة البحث عن الإرهاب طائراتهم تمطرا يوميا آلاف الأطنان من القنابل على رؤوس المدنيين العزل, مخلفة دمارا شاسعا .حتى الكنائس والمساجد لم تسلم من قصفهم .شردوا خمسة ملايين فلسطيني خارج وطنهم .جرفوا أرضهم وحرقوا حقولهم وأبادوا أشجارهم وجوعوا صبيانهم ثم قالوا: [مسؤوليتنا أن نحول البلد إلى ديمقراطية مستقرة مزدهرة]. يا سادة نحن لا نريد ديمقراطية ولا حقوقا إنسانية. بل نريد أمنا وخبزا وحرية معتقد ولباس. نريد استقلالا,ورؤوسا مرفوعة, ولا نريد مذلة ولا هوانا. دخلوا بغداد الرشيد ولسان حالهم يقول: دمروا الشرق أبيدوا أهله اطمسوا حضارته. ويوصي بوش جنده قائلا: يجب أن نعمل على إنهاء المصادر المزمنة للمرارة والصراع في الشرق الأوسط وقتل كل مقاوم لأنه إرهابي,فمن ليس معنا فهو ضدنا. نريدهم أمواتا أو أحياء. أصبحنا نسمع أو نقرأ يوميا أخبارا مفادها العثور على عشرات الجثث مقطوعة الرؤوس وعليها أثر التعذيب بالمثاقب الكهربائية ,واغتصاب العشرات من النساء والأطفال.بل أصبح الشخص يذبح لأن اسمه عمر حتى قالت وسائل الإعلام أن عمر هو الشخص الأقل عرضة للأمن ,يقتلون العزل وهم معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي والأرجل . الحرب عندنا لها وضيفة اجتماعية دينية وإنسانية تلتزم بأخلاقيات .أما عندهم فهي نهب وسرقة للثروات, وهدم للحضارات, وظلم واستغلال بشع للإنسان. قتل وسفك للدماء بدون تمييز. ,باسم محاربة الإرهاب, وباسم الديمقراطية وحقوق الإنسان يقتلون ويقتلون, ولا يتورعون عن ارتكاب كل قبيح وشنيع في حق الشعوب من أجل مصلحتهم. وصايانا رحمة وكرامة للإنسان ووصاياهم كذب وغدر ورشوة وخداع.يا غارة الله جدي السير مسرعة فانتصري للمستضعفين والمظلومين وانتقمي من كل معتد أثيم.يا غارة الله نحن بانتظار مددك فالنساء تسبى والأطفال تقتل والشعوب تشرد ونحن مغلوبون. يا رب فانتصر
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى (Re: omer abdelsalam)
|
الكاتب والباحث المغربي يكتب موضوع جديد للمنبر ************************************************************
Quote: تعدد الزوجات وتنظيم النسل ********************************************
Quote: لتنظيم النسل أو تحديده طرق ووسائل متعددة لا يهمني منها إلا واحدة قد تبدوا غريبة لأنها ارتبطت في أذهان الناس منذ زمن بعيد بكثرة العيال . وذلك للنظر إليها نظرة شخصية ومن زاوية ضيقة .وهي وسيلة تعدد الزوجات. صحيح لقد اقترن في ذهن الناس أن التعدد يؤدي إلى كثرة النسل .ولكن في تصوري أن هذه الفرضية ,\\والتي تعتبر عند الكثيرين حقيقة مطلقة\\ هي مجرد هراء وأن الصحيح هو اعكس تماما.حقا, عندما نقارن بين أسرتين إحداهما فيها أكثر من زوجة ,ولأخرى فيها زوجة واحدة ,فمن المحتمل جدا أن يكون عدد الأطفال في الأسرة الأولى يفوق عدد الأسرة الثانية .لكن إذا انتقلنا من هذه المقارنة البسيطة والضيقة إلى مقارنة مجتمعين كبيرين \\وكلما كان المجتمع أكبرا لا وكانت المقارنة أفضل\\أحدهما يشجع التعدد ويدعو إليه ويعتبر تعدد الزوجات ظاهرة طبيعية وصحية ,كدول الخليج والمملكة السعودية....والثاني يمنع التعدد ويعاقب عليه,كالجمهورية التونسية,والمغرب بشكل قريب من المنع في مدونة الأحوال الشخصية الجديدة التي تشترط موافقة الزوجة والقاضي.فإننا سنجد الزيادة السكانية في المجتمع الأول الذي يبيح التعدد,أقل بكثير من الزيادة السكانية في المجتمع الثاني الذي يمنع التعدد إلا في الحالة التي يكثف فيها استخدام وسائل قطع النسل .ونشرها في الأوساط الاجتماعية.وتفسير ذلك عندي أن أغلبية الأشخاص الذين يعددون ,يكونون من جهة أثرياء ومن جهة أخرى متجاوزين لسن الشباب فهم إما كهولا أو شيوخا ومن الطبيعي أن تكون الخصوبة أو القدرة على الإنجاب عندهم ضعيفة وحتى الرغبة في الإنجاب تنقص عد هم.خصوصا إذا سبق لهم الإنجاب لأنهم يكونون قد برهنوا على رجولتهم لدى المجتمع.بخلاف الشباب ,الذين يتمتعون بقدرة عالية على الخصوبة ,وعلى الرغبة في الإنجاب. فإذا افترضنا مثلا أن شيخا تزوج بأربعة نساء ,فهو في هذه الحالة يفوت الفرصة على أربع شبان أكثر منه خصوبة وأقدر على الإنجاب زيادة على هذا فان غالبية المعددين للزوجات يكون هدفهم الإنجاب بالدرجة الأولى ,إما لقلة عيالهم أو لعدم إنجابهم أصلا بسبب عقمهم أو عقم زوجاتهم أو لأي سبب آخر .فيلتجئون إلى الزوجة الثانية ,والثالثة أ, حتى الرابعة مجربين حظهم ,وفي نفس الوقت مفوتين الفرصة على أربعة شبان هم أقدر منهم إنجابا هذا في حالة ارتفاع نسبة الذكور على الإناث. أما فيما يتعلق بالأثرياء فهم في الغالب قليلو الخصوبة غير قادرين على إنجاب ذرية كافية ترثهم لأسباب متعددة منها الأنانية التي تطغى عليهم وحب الاستئثار بالمال أو لكثرة أسفارهم وانشغالهم عن زوجاتهم .أو لكثر الملاهي عنهم. وفي هذا المعنى يقول :طوماس دوبل داي وهو من أنصار مدرسة الخصوبة \\ان عدد السكان يتزايد بشكل واضح قي الطبقات الفقيرة التي تعاني نقصا في الغذاء بينما يتناقص عدد السكان بصفة مستمرة بين الطبقات الثرية التي تعيش في ترف زائد وتستحوذ على كميات وفيرة من الغذاء أما عدد السكان في الطبق الوسطى ,وهي التي تقع بين الطبقتين السابقتين ولا تعاني عموما من نقص في الغذاء ,فان عدد سكانها يكون ثابتا ....وبناء على هذا فان الأثرياء لا يستطيعون إنجاب ذرية كافية تنتقل إليهم ثرواتهم....\\ بالإضافة إلى ما ذكرناه عن علاقة تعدد الزوجات بتحديد النسل , واستنادا إلى خبرتنا في الواقع الاجتماعي فانا نثبت وبشكل قاطع ,أن المرأة الواحدة تكون ميالة إلى تكثير النسل حتى تشغل زوجها عن التفكير في إضافة زوجة أخرى .لأنها بهذه الطريقة ترهقه ماديا ,وذلك بالنفقة على الأطفال ,كما ترهقه معنويا وذالك بالانشغال في تربيتهم والتفكير في مستقبلهم وتقلل فرصته في الصول على زوجة أخرى لأن المجتمع لا يحبذ تزويج صاحب العيال الكثير إلا نادرا. أما تلك التي توجد في حكم التعدد فليس لها هذا الهاجس ,هاجس إضافة زوجة أخرى ومن ثم فهي تميل إلى الاهتمام بجسمها وجمالها والمحافظة على رشاقتها غير مكترثة بكثرة الإنجاب حتى تضمن لها مكانة بين الضرائر في قلب زوجها ,كما تعتبر أبناء زوجها أبناء لها وذلك للمكانة التي لامرأة الأب في المجتمع المغربي.. وعلى هذا الأساس تكون الأسرة المكونة من عدة زوجات فليلة النسل كما ذكرن سابقا.زيادة على هذا فان الطواف على الأربعة يقلل من احتمال المصادفة مع فترة الخصوبة لدى المرأة وبالتالي يقلل من احتمال حملها . إن وسائل منع الحل كثير ومتنوعة منها ما هو جائز شرعا بإجماع الفقهاء ما لم يعتمدها المجتمع ككل وما لم تتخذها الدولة كسياسة تدعوا إليها لأن الإنجاب يعتبر فرض كفاية فإذا تركه المجتمع ككل أصبح آثما ,كما أن إيقاف النسل أو تحديده مناف لقصد المشرع من النكاح أو الزواج لأن النكاح ما شرع إلا من أجل استمرار النوع البشري .والمشرع عندما رخص للزوجين الحد من النسل وبصفة فردية كان يراعي مصلحتهما الشخصية. ولكن ليس كل ما هو مشروع للفرد مشروع للجماعة والعكس صحيح. فليس للدولة إذن الحق في الدعوة إلى تحديد النسل أو قطعه أو التدخل فيه بشكل من الأشكال كما هو الشأن في الطلاق فهو من حق الزوج أو الزوجة في بعض الأحيان ,وليس لها كذلك حق الدعاية له وصرف أموال المسلمين عليه . أما في بلادنا المغرب فقد تبنت الدولة ويا للأسف سياسة تحديد النسل تحت ضغط خارجي يمثله صندوق النقد الدولي وأصبحت تدعو له وتدافع عنه ,بل سخرت كل وسائل الإعلام للدعاية له حتى يخيل إليك أن وسائل الإعلام لا هم لها ولم توجد إلا للعازل الطبي وحبوب الهلال.
|
********** عمر حيمري وجدة - المغرب
(عدل بواسطة omer abdelsalam on 05-19-2008, 05:46 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى (Re: omer abdelsalam)
|
عمر حيمري : يكتب عن الشخصية ************************************
Quote:
من الدلالات إلى الإشكالية: (1) الدلالة اليومية : في المتداول اليومي، كثير ما نربط مفهوم الشخصية، بالقيمة التي يتمتع بها فرد ما ، داخل مجموعته ،ومن ثم نطلق لفض شخصية ،على كل من كان متميزا عن أقرانه ،مثيرا للانتباه ، بسبب أناقته ، أو جماله ، أو قوة جسده أو حديثه الجذاب ، أو ثروته ...أو له مكانة اقتصادية ،أونفوذ سياسي ،أو ديني داخل مجتمعه ...وأحيانا أخرى نطلق كلمة شخصية على الضعيف، الخنوع، المستسلم، المحتقر داخل مجتمعه بقصد التحقير، والاستهزاء بمن لا شخصية له (منعدم الشخصية)، ولا قيمة له، طبقا للمعايير المتعارف عليها ،والتي حددها مجتمعه سلفا للشخصية .وقد نستعمل لفض الشخص، كمرادف للشخصية عندما نعجب بفرد ما لتأثيره الاجتماعي ،أو لمعارضته للظالم، أو لموقفه السياسي... لكن هل صحيح أن لفض الشخصية مرادف فعلا لمفهوم الشخص؟ وهل تتعدد الشخصية بتعدد المظاهر الخارجية ؟ لا يمكن الإجابة عن هذه الأسئلة دون تحديد دقيق لمدلول الشخصية ، لغويا وفلسفيا . الدلالة اللغوية : ورد مفهوم شخص في قاموس العرب بمعنى بدن ، وضخم. (السمنة الزائدة عن الحد المتعارف ) والشخص: هو الجسيم ،والسيد ،والمشخاص هو : المختلف . و في لسان العرب ،جاء مصطلح الشخص بمعنى سواد الإنسان أو غيره من بعيد ، أي ظل الإنسان أو أي جسم آخر له ارتفاع ويظهر من بعيد . ومن هنا كان الرجل الشخيص هوا لجسيم أو السيد المرتفع الظاهر .( نلاحظ أن التحديدات المعجمية بدورها ، تركز على المظهر الخارجي، كالبروز ، والعظمة، والضخامة ... ،القابل للمشاهدة والمعاينة وهذا ما يجعلها قريبة من الدلالة اليومية للفظ . أما المعاجم الفرنسية (لاروس – روبير – لالاند ). فقد أعطت لمفهوم الشخصية معنيين : الأول مجرد عام يجعل من الشخصية مسؤولا أخلاقيا وقانونيا. والثاني مادي محسوس ويتمثل في كل المميزات والمظاهر الأصيلة و الثابتة في الفرد، والتي يختلف بها عن غيره .وعلى هذا الأساس يكون المعنى الأول عاما مشتركا بين بني البشر. (لأن كل فرد مسؤولا عن سلوكاته الأخلاقية والقانونية بغض النظر عن مكانته الاجتماعية.) والثاني خاص بالفرد ، باعتبار خصوصياته المنفردة والمعترف بها اجتماعيا .ومن هنا نستنتج أن الشخصية تكون في نفس الوقت عامة ،وخاصة ، أي مشتركة بين الأفراد، ومتمايزة فردية ،مختلفة من فرد إلى آخر.وهذا ما يؤدي إلى تعددها وتنوعها .ولقد أحصى غردون ج البورت سنة 1937 خمسين تعريفا مختلفا للشخصية .أذكر منها : { إن الشخصية هي التنظيم الدينامي ، للأنظمة السيكوفزيولوجية، التي تحدد تكيف الفرد بشكل أصيل مع محيطه}. نلاحظ أن تعريف غوردن اهتم بثلاثة عناصر هي : (1)الفرد كذات فاعلة (2) التنظيم والحركية التي تقوم بها الفرد .(3) المظهر الخارجي الذي يميز الفرد . إذن لتحديد الشخصية ، فلا بد من التعامل معها كبنية متحركة يتفاعل فيها الخاص بالمشترك . الدلالة الفلسفية لم تكن الفلسفة وهي أم العلوم، أن تدير ظهرها لمدلول الشخصية . وإن كان المصطلح يستقي مفهومه ومعناه من الفلسفة، التي يتموقع داخلها . فكانط مثلا يعرف الشخصية ، بناء على التمييز بين مصطلح الشخص ، والشخصية .( فالشخص بالنسبة إليه هو الذات أو الفرد، الذي تنيب إليه مسؤولية أفعاله ،ويتحملها .أما الشخصية ،فهي الكائن العاقل الذي يعي ويدرك نفسه وحريته، في إطار الواجب من أجل الواجب .) أما هيجل، فيربط الشخصية ، بالوعي بالحركة المطلقة للوجود ، ومن ثم فهي لا تبدأ إلا عندما تعي الذات نفسها غير محسوسة ،ولا يحدها مكان ، ولا يحتويها زمان ، بل مجردة تجريدا خالصا . والفيلسوف ديكارت ،لا يرى لظواهر الجسم وخصائصه الخارجية ، دورا في تحديد الشخصية .لأن الوجود عنده متوقف على التفكير، الذي لا يقبل الشك،.كما هو واضح في الكوجيطو: { أنا أفكر إذن أنا موجود}. فالفكر إذن هو الخاصية الأساسية والوحيدة، التي تميز الشخصية.لأن انقطاع الذات أو الأنا عن التفكير، معناه انقطاعها عن الوجود . وداروين فقد ربط الشخصية ، بالعوامل الغريزية الحيوانية ، التي اكتسبها الإنسان وطورها من خلال الصراع على البقاء. إذن إن الدلالة الفلسفية لمفهوم الشخصية ، تنبني على النظرة، والتصور الفلسفي للإنسان ،كذات واعية ، وكينونة مفكرة لها وجود، وحرية ،وإرادة ،وتدرك مسؤوليتها ،ولها مظهر خارجي يعبر عن حقيقتها .يتبع) هناك العديد من النظريات الفلسفية ،والسيكولوجية، والسوسيوثقافية ،التي اهتمت بتحديد شخصية الإنسان ، وهي تبدو مختلفة ، وغير متفقة في الظاهر. ولكنها في الواقع، تنطلق من نفس العوامل الأساسية،المكونة للشخصية والمحدد ة لها. كبنية الجسم ، وبنية العقل، والدين، والبيئة : (الأسرة – المدرسة – المجتمع الاقتصاد – السياسة ) . والعلوم الإنسانية لا تخرج عن هذا الإطار ، فهي الأخرى حاولت أن تحدد الشخصية ، انطلاقا من ثلاث منظومات أساسية هي : (1) الفرد كموجود بيولوجي مسؤول أخلاقيا، واجتماعيا ، وقانونيا (2)الفرد كبناء نفسي خاضع للنمو، وللتغير، والالتأثيرات والتجارب الذاتية والموضوعية (3) الفرد كعضو في المجتمع خاضع للتأثير والتأثر . إن طبيعة الفرد ، معقدة ومركبة ،ومتنوعة .فهو كيان أو عضو بيولوجي ،وفي نفس الوقت أنا ، أو ذات مفكرة واعية ،تتحمل مسؤولية أفعالها ،الأخلاقية والقانونية ،وهو أيضا حياة نفسية ، تنمو، وتتطور، وتتغير. تبعا لمراحل النمو الجسمي والنفسي، ولبنية الجسم ، والعقل ، ولتأثير البيئة الاجتماعية ،والسياسة والاقتصادية ،لأن الفرد يعيش وسط مجتمع يضم العديد من المؤسسات الاجتماعية ،والثقافية ،والدينية ،والسياسة ... ومن ثم فهو يؤثر فيها ويتأثر بها .وهذا ما يجعل الشخصية بنية معقدة ، ومتداخلة الأبعاد ، و مصطلحا متعدد الدلالات والمفاهيم بتعدد أنواع الخطاب ، بل أحيانا نجد دلالة مفهوم الشخصية ،تتعدد حتى داخل الخطاب الواحد . كالخطاب الفلسفي ، والخطاب السوسيولوجي، والخطاب السيكولوجي. إن هذه التقابلات ،والمفارقات ، تجعل تحديد حقيقة الشخصية مجالا يتجاذبه الفطري والمكتسب ، الطبيعي والثقافي ، والفردي والاجتماعي ، الذاتي والموضوعي ، الثابت والمتغير ، الحقيقي والمجرد ، الحتمية والحرية ،الفعل والانفعال و الخضوع والاستقلالية ... طرح الإشكالية فكيف تتكون أيضا الشخصية ؟ هل تتكون من خلال السلوك الخارجي ؟ أم في الواقع الخفي السري ؟ وهل تفسر الشخصية اعتمادا على مقومات النظام النفسي؟ أم على مقومات النظام الاجتماعي ؟ أم على أساس التوفيق بين كل هذه الأنظمة ؟ وهل الإنسان حر في اختيار شخصيته، أو ما يمكن أن يكون عليه ، وفق النموذج الذي يريده ؟ وهل بإمكانه تغيير شخصيته متى شاء؟ أم أن شخصية الإنسان تتحكم فيها الشروط النفسية الذاتية ، والاجتماعية الموضوعية؟ ما علاقة الشخصية بالغير وبالزمان والمكان ؟ وهل هي فطرية وراثية أم مكتسبة ؟ وهل الإنسان مخير أم مجبر في تكوين شخصيته ؟ ...؟ الشخصية وأنظمة بنائها (1) الأطروحة الفلسفية : إن الحديث عن الشخصية قديم ، بدأ مع أبي قراط اليوناني ،الذي أرجع اختلاف الشخصية بين بني البشر، راجع إلى اختلاف نسب السوائل الحيوية بالجسم .( كالدم – المادة الصفراء – المادة السوداء – البلغم .. ) أما أرسطوا فيرى أن الاختلاف يعود إلى قسمات الوجه ، والبناء الجسدي مثلا ذو البنية النحيفة يكون خجولا .(تبع) ******* عمر حيمري وجدة - المغرب
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى (Re: omer abdelsalam)
|
عمر حيمري : يكتب الى من يهم الأمر من المعلمين ******************************************************
Quote: منهجيات وتقنيات البحث التربوي والعلمي (بنعلا مصطفى) ميز المؤطر في البداية بين نوعين من البحث : بحث تربوي خاص بالديداكتيك ، وهو فن التدريس والتعليم ،وآخر علمي، يستهدف الوصول إلى الحقيقة . وكلاهما يحتاج إلى مناهج ،و تقنيات ، للكشف عن المعرفة أو البرهنة عليها . والمنهج هو :{ فن التنظيم الصحيح لسلسلة من الأفكار، إما من أجل الكشف عن الحقيقة حين نكون بها جاهلين ،وإما من أجل البرهنة عليها للآخرين حين نكون بها عارفين }كما يحدده أهل المنطق . بعد هذه التوطئة ،تساءل الأستاذ عن مكونات ومناهج وضع التقرير .وهل هو مجرد إعادة لما جاء به المؤطر، أم هناك إضافات لا بد منها ؟يرى صاحب العرض، ضرورة تحديد الأهداف قبل إجراء أي بحث، مع الإشارة إلى الميدان الذي نريد دراسته، والدراسات التي تناولت الموضوع من قبل وخصوصا منها النقدية. لأنها هي التي تطلعنا على الثغرات والنقص، الذي تركته الدراسات السابقة ، وانطلاقا من ذلك يمكن تحديد الإشكالية ، ووضع الفرضيات ،واقتراح العنوان ،الذي يجب أن لا يغفل الزمان، والمكان، والموضوع. خصوصا في مجال التاريخ، لأنه بدون هذه العناصر الثلاثة ، يصبح التاريخ أعرج .مثال ذلك "الهدر المدرسي خلال الستينات في المغرب " .لأن الملاحظ أن هناك علاقة تأثير وتأثر بين الإنسان والمكان .أما الزمان فيؤثر فيهما ولا يتأثر بهما . بعد هذه الخطوات ، نعمد إلى تفكيك العنوان ماذا نريد أن ندرس ؟ متى وأين؟ لماذا ؟ وبماذا؟ مع من ؟ مثال ذلك ماذا نقصد بالهدر المدرسي ؟ ماذا نقصد بالمغرب ؟ ماذا نقصد بالستينات؟ ... والسؤال المهم هو بماذا ستعالج الإشكالية ؟ هناك خطوات لا بد من مراعاتها عند دراسة أية إشكالية منها : (1) المصادر: {الاطلاع على الدراسات النقدية السابقة } (2) المنهجية المتبعة : {استحضار المدارس/ الطرق/ المنهج العام} (3) التصميم : { ضرورة حضور الإشكالية ،في مختلف عناصر التصميم - الدعائم البيداغوجية لتسهيل الفهم ، كالخطاطات - الجداول - الصور ... وفي المرحلة الأخيرة لا بد من تبرير لدواعي و أسباب معالجة الإشكالية .هل معالجة الإشكالية كان يقتضي الإتيان بالجديد ؟ أم إتمام النقص ؟ أم تصحيح الخطأ ؟أم لم شتات عدة نتائج دراسات ، حول الإشكالية الموضوع ؟ أم إعطاء نظرة جديدة للموضوع ؟... أما فيما يتعلق بإعداد التقرير فإن المؤطر يرى ، من الضروري الرجوع إلى المراجع للاستفادة منها - وضع الهوامش لأنها تفسر ، وتشرح ، تضيف ، تعقب ، تحيل ، تبسط البحث على القارئ، و تثبت الأمانة العلمية - الاهتمام بأدوات الترقيم لأنها هي التي تحدد المعنى المراد - . والتقرير ، كما هو جاري به العمل ، يجب أن لا يتعدى %10 مما قدمه المؤطر في مداخلته، مع تدخل عملية الإنتاج الذاتية ، في شكل إضافات ،وتوضيحات ، أو انتقادات ... ولا بد للمقدمة أن تتضمن موضوع التقرير، وتحتوي على الزمان والمكان . وفي الخاتمة ، يمكن الإشارة ،إلى الصعوبات والاقتراحات ، سواء منها التنظيمية ، أو المادية ، أو المعرفية. (موضوع التكوين مستقبلا) . وفي النهاية مكننا الأستاذ من وثيقة تصنيف ديوي كعمل تقني يسهل تسيير وتدبير المكتبات ، وتحيينها ،وباعتباره من أهم مشاريع المؤسسة ،التي تهدف إلى إثارة اهتمام التلاميذ بالمكتبة ،وتبسيط الوصول إلى المعلومات في أقرب وقت ، تحسيس الإدارة التربوية بأهمية المكتبة ، وبالتصنيفات الجديدة وطريقة قراءتها .
منهجيات إعداد الخريطة المدرسية (أحمد الناصري) قدم الأستاذ عرضا موجزا في البداية ،عن منهجية إعداد الخريطة المدرسية، وعن المفاهيم والمفردات المستعملة في الخريطة، وعن التخطيط وتاريخه، وكيف أنه ساعد الاتحاد السوفيتي ،على تحقيق قفزة نوعية في التقدم الاقتصادي . إن التخطيط في مرحلته الأولى ، كان يغلب عليه الجانب الاقتصادي. أما الخريطة ،فقد ارتبطت بالبعد التربوي ،وهي عملية مبرمجة ، دقيقة، مضبوطة ، ومحدودة في الزمان ،فمدتها سنة فقط ، ولذلك يطلق عليها أيضا إعداد الدخول المدرسي. (في أول يوم يكون التلاميذ على علم بأقسامهم وأساتذتهم ) . هناك أهداف أساسية للخريطة المدرسية منها 1) تعميم التعليم (2) تكافئ الفرص بين المدارس والجهات (3) الرفع من المر دودية " الرفع من نسبة النجاح والتقليص من نسبة التكرار والانقطاع "(4) الرفع من مستوى الجودة " الاكتضاض - الحجر غير مناسبة - التجهيزات ..." يمكن أن تكون هذه الأهداف متناقضة ومتعارضة ،ومن ثم يمكن للمسؤول عن المؤسسة ، أن يرتب هذه الأهداف على حسب الأولوية . في المرحلة الثانية من العرض، اهتم المؤطر بضبط مفردات ومفاهيم الخريطة المدرسية ، فوزع المشاركين إلى ورشات ،وطلب من كل فريق بأن يقوم بجرد مجموعة من المفاهيم المستعملة في الخريطة المدرسية: (كالتحضير- الإعداد - البنية التربوية .- البنية المادية - حركية التلاميذ ...) إعداد الخريطة المدرسية يتطلب مرحلتين : (1) قاعدة المعطيات : الإحصاء - واقع المؤسسة - قطاع الروافد - قطاع الاستقبال - البنية المادية - البنية التربوية - الدعم الاجتماعي (2) التوقعات : التلاميذ الجدد (يتم حسب نسب النجاح في الروافد في السنوات السابقة .) - النظر إلى مختلف التلاميذ : المكررون ، المنقولون ، الموجهون ( الهاجس الأساسي في التوقعات، هو إيجاد مقعد لكل تلميذ ، تمشيا مع سياسة ديمقراطية التعليم ) الطاقة الاستيعابية - التفكير في المواد الغير معممة - تقديم مجموعة من المعطيات عن المدارس الموجودة ، وعن الاكتضاض المتوقع ثم وضع مشروع لبنايات جديدة ...
منهجيات إعداد الخريطة المدرسية (عبد الواحد بن مومن ) بعد العرض النظري السابق ،حاول الأستاذ أن يركز على الجانب التطبيقي، لإعداد الخريطة المدرسية بناء على قاعدة المعطيات وهي : *الإحصاء الرسمي يكون في نونبر، ويشمل جميع مكونات المؤسسة وبنيتها التحتية : التلاميذ ، الأقسام ،هيأة التدريس ، هيأة الخدمات ، هيأة الإدارة ...) * إحصاء مايو ويشمل : (التلاميذ وحركيتهم ، إحصاء نونبر ، إحصاء الوضع الراهن ،المغادرون والوافدون والمنقطعون .) * إحصاء نتائج مجالس الأقسام . بعد هذه الخطوات ،طرح الأستاذ مثالا تطبيقيا لتحضير الخريطة المدرسية ، فبين في البداية طريقة الإحصاء (ترتيب الملفات - عزل الذكور عن الإناث حسب الجدد والمكررون . ثم ترتيبهم حسب السن . توقعات لتحضير الخريطة : نسب النجاح - التكرار - عدد الحجر- معدل تقريبي للوافدين - وضعية السنة المقبلة . أثناء تحضير الخريطة ، يستحسن الاشتغال بالنسب ، بدلا من الأعداد ، وكذلك الاشتغال بالعدد الزوجي أفضل من العدد الفردي .بعد مرحلة التحضير، تأتي مرحلة التعديل : تعديل الخريطة المدرسية : بين الأستاذ بشكل عملي- مستعملا السبورة - كيفية تهيئ الخريطة المدرسية ، بناء على قاعدة المعطيات السابقة الذكر ( بنية المؤسسة – الناجحون – المكررون – الوافدون – المغادرون – المنقطعون عدد الأساتذة - ...) وفي النهاية بين المؤطر كيفية حساب النسب المئوية ،واستخراج المؤشر . إن الطريقة التي تناول بها الأستاذ الموضوع ،مكنت المشاركين في التكوين، من استيعاب وفهم تقنيات إعداد الخريطة المدرسية ، والتعامل معها .
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى (Re: omer abdelsalam)
|
االباحث المغربي : عمر حبمري : يكتب عن ": المراقب التربوي ************************************************************** المراقب التربوي
Quote:
أنا المفتش، أنا المفتش ، أنا الجلاد ، أنا الجلاد ، أنا السلطان ، أنا السلطان ، بصوت عال نردد هذه الكلمات ،وأيدنا في الهواء متشابكة ، كان كل طفل منا ، يحرص على الفوز بلعب دور المفتش ،ويتفانى في إتقان تقمص شخصيته ، لأن هذا الدور يمكنه من كشف اللصوص ،والأمر بمعاقبتهم من طرف الجلاد ، بأمر السلطان طبعا. فإن هو فشل في مهمته قلبت له ظهر المجن ، ونال جزاءه من العقاب . هذه اللعبة ،قد تلخص العلاقات الاجتماعية السائدة في مجتمعنا ،والمبنية على عدم الثقة ،والريبة ،والمراوغة ، والخوف من الآخر ...ودور السلطة المنحصر في التجسس وكشف المذنب، ثم إنزال العقوبة به ...لا مجال في مجتمع هذه اللعبة للوعظ ، أو الإرشاد، أو الإصلاح ، أو التربية ...فالسلطة، والعقاب ، والمذنب ،هي أركانها الأساسية . هذه اللعبة ما هي إلا ترجمة ، وتشخيص لأفكار ترسخت ،عبر التاريخ ، في لا شعور مجتمعنا ،بفعل تراكم الظلم، والقهر ،والفساد ...ومن ثم يضل المراقب ،سواء كان تربويا ، أو ماليا ،أو أمنيا ... في شعورنا أو لا شعورنا ، يمثل الجانب السلبي في حياتنا ، والجانب الغير مرغوب فيه ... فالحذر منه مطلوب ،والتملق إليه واجب ومنافقته تدفع شره وبلواه ...ومع الأسف، فهناك العديد من المراقبين ما زال يكرس هذا التصور المشين، عن المراقب.بفعل سلوكه أللأخلاقي ،المتسم بالاستفزاز ، أو التحقير، أو التحرش، أو عدم رده السلام ،على البراعم الذين وقفوا لتحيته ، أوترك يد الأستاذ الذي تقدم لمصافحته ممدودة ، معلقة ، أمام تلامذته .وبدون استئذان منه يجلس مكانه ، ويجرده من المذكرات، مختبرا قدرته على الحفظ والاستظهار . وبفعل تقمصه دور شرطي الأمن، الذي لا يؤمن جانبه ، خصوصا عند قيامه بعملية التحقيق مع الأستاذ ، وهو كله ريبة وشك، فيما يحصل عليه من إجابات ، أو محاولة تحسيسه بالشعور بالجهل و بالدونية لجهله لبعض المعارف العامة ، التي قد تكون لا علاقة لها بالمناهج والمقررات .حتى يبدو السيد المراقب في عين الأستاذ ، فارسا مغوارا لا يشق له غبار.مثقف عارف بخبايا التربية والتعليم، ذو معرفة واسعة في كل مجال.. .فهو يختبر الأستاذ في الإعراب، والصرف، والبلاغة، والفقه، واللغات والمناهج...أثناء تقييمه لدرس الرياضيات، أو الجغرافية، أو التربية على المواطنة أوالنشاط العلمي... والتفتيش في دوالب الأستاذ عله يكتشف بعض المحرمات دفتر غير مصحح – مذكرة مستنسخة ، أو غير مرتبة - متحف غير مرتب وسائل تربوية غير متوفرة ...) وأمام هذا التجبر، والكبرياء، والغطرسة...قد يحاول البعض رشوته، أو إغرائه، أو التزلف إليه ... فكلامه أوامر ،وسخافاته توجيهات مقدسة ، لا يأتيها الباطل ... إن مفهوم المراقب ، أو المفتش ،لا يعجبني.لأنه مرتبط بالتجسس ،والكشف عن الأخطاء ، وتصيد الزلات ، وإحصاء الأنفاس ، والعقاب، والجزاء ... وأفضل عنه مفهوم المرشد التربوي، أو المساعد التربوي ،أو المشرف التربوي ، أو الموجه التربوي،أو المؤطر التربوي ، أو الملاحظ التربوي ...أو أي مفهوم آخر ، لا يوحي بالسلطة ، والوصاية،والرقابة ، والجزاء ، والعقاب ... إن عنصر المفاجأة، وتصيد الثغرات، وحب الظهور ... يجب أن يلغى من حساب المراقب.إن كانت نيته المساعدة، والنصح، والإرشاد، والتوجيه، ونقل الخبرات، والمستجدات التربوية، وليس العقاب.على المراقب أن يختار الزمان، والضر وف الملائمة للزيارة أو التفتيش. إن كان يريد أن يرى الأستاذ ناجحا في مهمته التربوية. أما إذا أراد أن يراه فاشلا. فما عليه إلا أن يقدر الضر وف الغير ملائمة للتفتيش، وما أكثرها. إن مهمة المرشد التربوي، جسيمة ونبيلة في نفس الوقت. يمكن إيجازها في التأطير ،والتقويم ، والاستشارة ، وتتبع المرد ودية داخل الأقسام ، وفي المؤسسات , والساهمة في الرفع في المر دودية ، وتقديم المقترحات، التي من شانها أن تحسن الجودة ,وتعالج الثغرات التربوية, والمنهجية ،التي يلاحظها عند فئة من المدرسين التابعين لمراقبته ، وذلك بتنظيم تكوين مستمر، يهيؤه ، ويؤطره، ويشرف عليه مع تتبع نتائجه .إلى جانب قيامه ضمن خلية من المرشدين التربويين بإنجاز بحوث ميدانية تربوية تمكنه حتما، من الوقوف على مواطن الضعف و الخلل ،وتضع بين يديه آليات العلاج . إن أهم عنصر في العملية التربوية في تصوري،هو العنصر البشري .لأن كل شيء يمكن تغييره، وصياغته، وتشكيله، حسب الرغبة من الخارج. إلا الإنسان فتغييره لا يتم إلا من الداخل. فعلى المرشد التربوي أن يكسب ثقة الأستاذ، ولا يتم له ذلك إلا إذا أبدى روح التعاون ، والتشارك ،والتشاور،والتناصح ، وحب الخير للتلميذ، والأستاذ ،والوطن ، وتخلى عن الوصاية ،والرقابة ،وأنا المفتش . فما يضير المرشد التربوي، إن هو أرسل في بداية السنة الدراسية برنامج ،وتوقيت زياراته المتوقعة ، ودروسه التجريبية، التي سيقوم بها هو شخصيا ، لا تلك التي يكلف بها غيره، إلى الأساتذة التابعين لمراقبته ؟ بدون شك أن مثل هذا السلوك، سيكون له وقع وأثر كبير على نفسية الأستاذ فيدفعه لتغيير نظرته السوداوية للسيد المفتش ،ويحفزه على البذل ، والعطاء، وحب المهنة ، والقيام بالمهمة .
******* عمر حيمري مدينة وجدة - المغرب |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى (Re: omer abdelsalam)
|
مقال جديد للباحث المغربي عمر حيمري عن : العلاقة الزوجية ************************************************************* العلاق الزوجية ********************** بسم الله الرحمن الرحيم
Quote: إن العديد من نوازل الشيخ عيسى بن علي العلمي المتعلقة بالعلاقة الزوجية في مغرب ما قبل الاستعمار تثبت أن هذه العلاقة هي علاقة قوة بين الرجل والمرأة، وليست علاقة عطف ومحبة، أو علاقة تخضع للعقل والمنطق، أو للشرع والدين، بل يبدو أن العلاقة الزوجية كان يحكمها قانون الغاب، قانون القوة. ويبدو لي أن العلاقة الزوجية كانت تتحدد انطلاقاً من عائلة الطرفين، بل من طرف قبيلتيهما، وهذا أمر طبيعي إذا أخذنا بعين الاعتبار العصبية، والنظام القبلي الذي كان متفشياً في مغرب ما قبل الاستعمار، فالقبيلة هي التي كانت أحياناً بل في كثير من الأحيان تقوم بالخطبة، وبتزويج أفراد جماعتها، فبعد جني المحصول من كل سنة تجتمع القبيلة، وتزوج من تشاء من الرجال حتى المتزوجين منهم، بمن تشاء من النساء بما فيهن الأرامل والمطلقات دون أن يكون هناك أي اعتراض أو تمرد، ولا يستطيع الرجل أن يزوج ابنه أو ابنته دون أن تعلم القبيلة أو دون أن يأخذ بمشورتها ورأيها، وإلا تخلت عنه القبيلة عند ساعة العسرة، خصوصاً وأن وضعية المرأة وقوتها تتحدد من خلال وضعية قبيلتها، فإن كانت قبيلتها ضعيفة - وهي المصدر الذي تستمد منه القوة - فعلاقتها مع زوجها تكون علاقة خضوع وقهر، وإذلال وعبودية، وهذا ما يؤكده الدكتور زهير حطب في قوله: {فمنزلة الزوجة في بيت زوجها تتوقف إلى حد بعيد على منزلة أهلها، وقوتهم بين القبائل، فإن قوتهم تنعكس نفوذاً لابنتهم بعد زواجها في محيط زوجها، أما ضعفهم فتحصده مهانة وانكسار، والزوج يعي ذلك، ويلمس نتائجه، فكثيرة هي الحروب والمشاكل التي بدأت بسبب سوء معاملة زوجة اعتبر أهلها ذلك إهانة لحقت بقبيلتهم تستوجب التأديب والمحو}(تطور بنى الأسرة العربية والجذور التاريخية والاجتماعية لقضاياها المعاصرة الطبعة الأولى بيروت 1976 ص 52). وقد حدثني أحد الشيوخ - رحمه الله - بما يعزز هذا الرأي فقال: {إن جده رفض أن يزوج ابنته لأحد القواد بحجة أنه مغلوب ومقهور من طرف القائد، ولا يريد أن يضيف إلى هذا الإذلال إذلال ابنته، ورغم تدخل أعضاء القبيلة لصالح تزويج القائد لا رغبة في مصاهرته ولكن خوفاً من بطشه [وحركته] عليهم، إلا أن الأب أصر على عدم مصاهرة القائد، فما كان من القبيلة إلا أن لجأت إلى الحيلة، فألبست المرأة لباساً رثاً وسخاً، وذروا على رأسها ووجهها الرماد، ثم ادعوا أنها حمقاء ومجنونة، فتراجع القائد عن الخطبة، ولولا نجاح هذه الحيلة لتعرضت القبيلة إلى غارة وإلى خطف للمرأة، فتزهق بسبب ذلك الأرواح، وتهتك الأعراض، ويلحق العار وأي عار بكل أفراد القبيلة، خاصة إذا عجزت عن إرجاع المختطفة، أو فشلت في الانتقام لها، إن هذه القصة تعزز بدون شك ما ذهبت إليه في أن العلاقة بين الرجل والمرأة هي بالفعل علاقة قوة تتعدى الرجل والمرأة لتصل إلى القبيلة، وأن الزواج مهمة القبيلة، وهو منوط بها وليس متروكاً لأفرادها، والنازلة التالية تؤكد هذا الطرح (سئل سيدي عيسى الماسوي بن أحمد بن مهدي البطوي الفقيه المفتي عن رجل مثل بزوجته فقطع أنفها قطعاً يوجب كمال الدية، إن لم يكن قصاصاً على شروط المثلة في قصدها، وأقر بذلك إقراراً ليس فيه إشكال هل تطلق عليه إن طلبت الطلاق أم لا؟ وبنفس وقوع المثلة وقع عليه الطلاق؟ وهل لا يطلق عليه إلا السلطان؟ أو يكفي في ذلك مسدد نصبه الناس، أو جماعة المسلمين في عدم القاضي؟) فمن خلال هذه النازلة يبدو أن الرجل قوي، ويتمتع بحماية قبيلة قوية، فهو يعمد إلى زوجته، ويقطع أنفها قطعاً، ويتبين لنا من خلال السياق اللغوي، ومن خلال المفردات المستعملة في النازلة أن جذع الأنف لم يكن عرضاً أو خطئاً، وإنما كان متعمداً ومبيتاً، بل أن روح الانتقام تكاد أن تقفز من خلال الكلمات المستعملة في السؤال مثل [فقطع أنفها قطعاً][وأقر بذلك إقراراً]، فالزوج اعترف بجريمته اعتراف المفتخر المتباهي والمنتصر، ولم يبد أي أسف أو اعتذار، بل أن النازلة لم تذكر أي اعتراض للزوج على التهمة الموجهة إليه حتى على سبيل التبرير الكاذب، أو النكران الباطل، لأنه يعلم مسبقاً أنه لن يخضع للقصاص، ولا تطاله يد القضاء، فهو في حماية قوة ما، بل ويرفض حتى الطلاق، وفي تقديري أن الزوج علم أو أحس أن هناك من ينافسه في زوجته، وربما يكون أقوى منه، أو أحس منها نفوراً، فخاف أن تفلت أو تهرب منه وهو يريد أن يمسكها إضراراً، فلجأ إلى قطع أنفها إمعاناً في تشويهها حتى لا يطمع فيها أحد، وحتى يمنعها من الزواج من غيره، يبدو من النازلة أن الزوج يرفض التطليق وهو متشبث بزوجته على الرغم من التمثيل بها ليس حباً فيها بالطبع، وإنما رغبة في التنكيل بها، نستخلص هذه الفكرة من قول السائل (هل تطلق عليه إن طلبت الطلاق أم لا؟ وهل لا يطلق عليه إلا قاضي السلطان؟)، الغريب أن النازلة بما فيها الجواب لم يركز إلا على الطلاق، وأهمل القصاص، مع العلم أن النص القرآني صريح في هذا المضمار ((وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص))، وهنا يمكن أن نطرح عدة أسئلة حول أسباب تعطيل هذا الحد منها: لماذا أعطى صاحب النازلة الأولوية للدية على القصاص؟ ما هي الملابسات التي منعت الفقيه من الإفتاء بالقصاص؟ هل العرف عطل إقامة الحدود على المعتدين؟ هل السلطان والقاضي الذي يمثله كان ضعيفاً لا يقدر على تطبيق الشريعة؟ هل العصبية القبلية كانت تقف دون إقامة الحق؟ هل النظام كان نظاماً قبلياً يستمد تشريعاته وقوانينه من أعراف وتقاليد القبيلة وليس من الكتاب والسنة؟ وإذا كان كذلك فما هو دور القاضي الممثل للشريعة الإسلامية؟ ومتى كانت القبيلة تقبل بالخضوع للشريعة الإسلامية أو لقانون السلطان؟ يبدو من خلال الرسالة التي بعث بها العلمي إلى والي السلطان؛ والتي يستقيل فيها من القضاء، ويذهب مغاضباً إلى حيث لا يدري أحد - حتى أبناءه - أن السلطان كان ضعيفاً، ولم يكن قادراً على محاربة الفساد المنتشر بين القبائل، وأن الفوضى وخاصة منها المرتبطة بالمرأة والجنس كانت عامة، وأن قانون البقاء للأقوى وليس للأصلح كما يقول داروين هو الذي كان يسيطر على الحياة الاجتماعية، في ظل هذه الظروف الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية؛ ليس غريباً أن نجد العلاقة الزوجية هي الأخرى تخضع لمبدأ القوة، خصوصاً وأن نظام تعدد الزوجات يكفل للزوج الحرية الواسعة في تغيير الزوجة متى شاء، أو التزوج عليها متى شاء، أو حتى قطع أنفها أو عضو من أعضائها إذا أراد، كما رأينا في النازلة السابقة الذكر، كل ذلك ليثبت رجولته، وأنه السيد المطاع، إلى جانب هذا يجب أن لا ننسى الإماء، واللاتي كن بمثابة منجم جنسي بالنسبة للرجل، فهو يفرغ كل طاقته الجنسية عندهن، الشيء الذي يعزز موقفه داخل الأسرة على حساب موقف الزوجة. إن وضعية المرأة أصبحت مزرية بعد القرون الوسطى نظراً لغياب الفهم الصحيح للإسلام، وللتدهور الشامل الذي عرفه الإسلام، إذ حلت العادات والتقاليد المشوبة بالإسلام محل الإسلام الصحيح، ومورست في ظل هذه العادات أصناف الاضطهاد من سب وشتم وتحقير، إلى الضرب والتعذيب، إلى التفنن في التمثيل بجسد المرأة، كما يذكر أبو الفضل العقباني مثلاً في النازلة التالية (سئل أبو الفضل العقباني عمن أخذ ناراً فألقاها في فرج امرأته، فسجنه القاضي وأمره بطلاقها وهو في السجن، ثم الآن رغم ما فعله الزوج مثلة فتطلق عليه بذلك أو لا؟ ويكون النظر للحاكم)[نوازل العلمي ص 217]، قد يقول قائل: أن هذه النازلة مجرد قضية نظرية، أي مجرد فرضية مجردة بعيدة كل البعد عن الواقع، ولكني اعتقد أنها تمثل حقيقة واقعية، لأن السائل يذكر الحكم الصادر في حق الزوج والتعزير الذي تعرض له من طرف القاضي، ومما يؤكد هذا الرأي أن أهل البوادي إلى يومنا هذا غالباً ما يلجئون إلى الكي بالنار عندما يريدون أن يعاقبوا أبناءهم، أو عندما يريدون التعبير عن الندم والتوبة والإقلاع عن فعل ما، أو عادة سيئة ومشينة كعادة التدخين، فيكوون أيديهم بالنار حتى تبقى آثار الكي ماثلة أمام أعينهم، فيتذكرون في نفس الوقت نفسياً ولا شعورياً الآلام التي ترتبت عن الكي من جهة، والتوبة والعزم عن عدم الرجوع إلى العادة المراد تركها من جهة أخرى، وفي تقديري أن الزوج ما وضع النار في فرج زوجته إلا لاتهامه إياها بالزنا، فالكي هنا نوع من التواصل، ورمز مفاده أن الفرج الذي يزني لا بد من حرقه بالنار حتى لا يعود مرة ثانية، وحتى تتذكر الزوجة وبطريقة لا شعورية الآلام والعذاب المترتب عن الإحراق كلما فكرت في الزنا فترعوي. إن التراكمات الفكرية، والقهر الاجتماعي؛ كون لدى المرأة بما فيها امرأة القرن العشرين عقدة الشعور بالدونية، مع عدم القدرة على التخلص، أو التحرر منها، خصوصاً وأن النظرة الاضطهادية كانت دائماً تجد من يعززها عبر العصور من الأدباء والفقهاء، فهذا أبو العلاء المعري مثلاً يسجل في قصيدة له وضعية المرأة في تصور الفكر والأدب العربي فيقول: وإن تعطى الإناث فأي بأس *** تبين في وجوه مقسمات يلدن أعادي ويكن عاراً *** إذا أمسينا في المتهضمات فدفن والحوادث فاجعات *** لإحداهن إحدى المكرمات ودفن الغانيات لهن أوفى *** من الكلل المنيعة والخدور كتب الطعن والقتال علينا *** وعلى الغانيات جر الذيول [الدكتور زكي المحاسن أبو العلاء ناقد المجتمع دار المعارف لبنان 1963 ص30/31]، والخوارزمي عالم عصره يذهب أبعد مما ذهب إليه معاصره أبو العلاء المعري في رسالة تعزية له يقول فيها: (لولا ما ذكرته من سترها، ووقفت عليه من غرائب أمرها؛ لكنت إلى التهنئة أقرب من التعزية، فإن ستر العورات من الحسنات، ودفن البنات من المكرمات، ونحن في زمان إذا قدم أحدنا فيه الحرمة فقد استكمل النعمة، وإذا زفت كريمة إلى القبر فقد بلغ أنية الصهر)[د. زهير حطب مرجع سبق ذكره ص196]، ولا زال لحد الآن وفي مجتمعنا من يرفض التعزية في المرأة. هذه النظرة التحقيرية للمرأة تجاوزت الأدباء والعلماء وتعدتهم إلى الفقهاء ضمائر الأمة، وما لهم من مكانة وتأثير على نفسية الناس قديماً وحديثاً وفي كل العصور، فهذا الإمام الغزالي فقيه الأمة، ومجدد أمر دينه مثلاً يقول: "فإن كيدهن عظيم، وشرهن فاش، والغالب عليهن سوء الخلق، وركاكة العقل)[إحياء علوم الدين]. ويقول أحد الحكماء معبراً عن النظرة الدونية للمرأة: "كل أسير يفك إلا أسير النساء فإنه غير مفكوك، وكل مالك يملك إلا مالك النساء فإنه مملوك، وما استرعين شيئاً قط إلا ضاع، ولا استؤمن على شيء إلا ذاع، ولا أطعن شراً قصرن عنه، ولا حوين خيراً فأبقين منه" فقيل له: "كيف تذمهن ولولاهن لم تكن أنت ولا أمثالك من الحكماء؟" فقال: "مثل المرأة مثل النخلة الكثيرة السلاء، لا يلامسها جسد إلا اشتكى، وحملها مع ذلك الرطب الطيب الخير"[د. زهير حطب مرجع سابق] لكن ما تجدر الإشارة إليه أن المرأة لم تكن دائماً العضو الأضعف في الأسرة أو المجتمع، فقد تقلدت أحياناً - وإن كانت قليلة - مكانة مرموقة في المجتمع، ولعبت دوراً قيادياً وسياسياً داخل المجتمع والأسرة قديماً وحديثاً. والمرأة البورجوازية اليوم تستمتع بنفوذ عال داخل الأسرة، ويبقى الرجل مجرد ذيل تابع لها، أما قديماً فقد كانت تستقي قوتها من قوة قبيلتها وشرف بيتها، وقد عبر عن هذا الدكتور زهير حطب بقوله: "إذا كانت الزوجة صاحبة منزلة عالية في بيتها شاورها الزوج في الأمور البيتية والمعيشية، وقدر لها رأيها، وغالباً ما كان يستجيب لرغباتها، وترك لها مجال الدخول في الحياة العامة، أما إذا كانت منزلتها وضيعة لم يكترث الزوج لشئنها أو رغبتها، وقل احترامه لها، إذ عاملها بقسوة مستعملاً السوط أحياناً لضربها"[د. زهير حطب مرجع سابق ص 53]، فالعلاقة إذن كما سبق أن ذكرت بين الرجل والمرأة هي علاقة قوة، وإن كانت هناك حدود لا تستطيع المرأة أن تتجاوزها في علاقتها مع زوجها إلا نادراً جداً، كمد يدها على زوجها وضربه، أو توجيه اللوم إليه، وإلا إذا تأكدت من انحلال رابطة الزوجية، وانتهاء العشرة الزوجية، فعند ذلك يمكن أن تحدث مثل هذه الأمور، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن وضعية المرأة هذه ليست قانوناً ثابتاً، ولا حتمية مطلقة، بل هي خاضعة للتغيير مع تغير الأزمان والمجتمعات، واختلاف الثقافة والتربية، وهذا ما أكدته كريمة الدسوقي في رسالة لها للماجستير إذ قالت: "تشير الدراسات الحديثة عن النساء إلى أن أوضاعهن وأدوارهن تختلف من عصر إلى عصر، ومن قطر إلى قطر، تبعاً لاختلافات الثقافة الفرعية أو الانتماءات الطبقية"[مجلة العلوم الاجتماعية عدد4 السنة 10 دسمبر1982]، وقريباً من هذا ذهبت مارجريت فن فقالت: "إن النظرة للمرأة في إطار الثقافة الاجتماعية ذات شقين، وأن هذه النظرة للنساء في إطار هذه الثقافة تعتمد على اعتبارهن هدفاً للجنس أو للخدمة، ونتيجة لهذه النظرة استقر التكوين الاجتماعي للمرأة على جعلها أسيرة لأمرين: أنها نموذج للجنس، ونموذج للخدمة"[كارلا مخلوف: الأحجبة المتغيرة: المرأة والتحديث في اليمن مراجعة إسحاق القطب مجلة العلوم الاجتماعية العدد4 السنة 9 ديسمبر 1981 ص 23]. إن المجتمع الذي يمجد الذكورة ينتهي إلى سلسلة غير منقطعة من التمايزات لفائدة الذكر، كما ينتهي إلى شل حركة المرأة وفعاليتها، ويحملها على اعتناق قيم وأخلاقيات وممارسات اجتماعية هي من وضع الذكر وتصوره، ويفرض عليها احترامها، وبهذا تتحول إلى ذيل تابع للرجل لا غنى عنه، وأسمى ما يمكن أن تتطلع إليه هو خدمة الرجل من كنس وطبخ وغسل، كما نفهم ذلك من النازلة التالية: (وسئل أبو عبد الله القوري عما يفعله نساء البوادي وغيرهن من أنواع اللباس، وسائر الخدمة، إذا تشاحنوا في ذلك وتشاجروا فيه هل تجبر على ذلك أم لا؟ وهل لها نصيب حق أم لا؟ وهل يجب عليها الاشتراط على الزوج أو البينة أنها عملت ذلك لنفسها أو لا؟ [نوازل العلمي ص 187]، وقد صور لنا الدكتور زهير حطب هذه الوضعية في قوله: "وكيفية تحول المرأة إلى وجود تابع للرجل منع عنها الاختلاط، وحجبها عن الناس، وجعلها أسيرة الخباء أو البيت، ومنحها إدارته، أي القيام بكل أنواع أعمال الخدمة فيه من طهي، وكنس، ونظافة، وخياطة الثياب، وإصلاح الخيمة، وتربية الأطفال، والسهر على تعليمهم، واحتفظ لنفسه بالسيادة فيه"، وعلى هذا الأساس يكون مفروضاً على المرأة قديماً وحديثاً أن تقوم بعدة أدوار، فهي خادمة مجتمع أي عاملة خارج البيت، وربة بيت، وبعبارة أصح خادمة بيت، ومنجم للجنس يستعمل لإشباع حاجات الزوج الجنسية، فإن فشلت في التوفيق بين هذه الأدوار عرضت نفسها للنقد، والرفض من طرف المجتمع، ولذلك نجد كثيراً من الموظفات يهملن واجبهن الوظيفي على حساب واجبهن المنزلي والزوجي، أو العكس، وتعلق كريمة الدسوقي على هذه الوضعية التي تعيشها المرأة، وربما تكون كريمة الدسوقي أقرب من يشعر بهذا الاضطهاد، لأنها امرأة قبل أن تكون باحثة فتقول: "ولكن أن يفرض على المرأة أن تكون متعة، وربة بيت فقط، لكي تكتمل عناصر أنوثتها فهذا يعني تخليها عن حقها المشروع في أن تكون إنساناً حراً، أما المرأة التي تعيش من نتاجها وجهدها وتصبح حرة لكن تخليها عن دورها كأنثى إنما ينقص من قدرها كامرأة، فتقع حيرى بين الطلبين، وهل تبقى أنثى مستعبدة؟ أم تتحول إلى ذكر حر؟ وهل حقيقة كل الذكور أحرار؟ هذا هو الموقف المحير لدى امرأة العصر، ولكي تحل هذه المشكلة لا بد أن تحل مشكلة الإنسان ككل ذكراً كان أم أنثى"[كريمة الدسوقي رسالة الماجستير ص317]. إن النوازل المتعلقة بالمرأة والجنس تكشف لنا مدى المعاناة التي كانت تشعر بها المرأة التقليدية - والتي ربما ما زالت تشعر بها المرأة المعاصرة -، ومدى الضغط الذي كان يمارس عليها من طرف مجتمع ذكوري في أساسه يعتبر المرأة أداة أو متاعاً ينتفع به ثم يرمى جانباً، فمتى أشبع الرجل منها نهمه الجنسي رمى بها إلى زاوية بيته أو خيمته، وأمرها بخدمته، مقنعاً إياها باستمرار بأنها كائن دوني ضعيف، لا قيمة له كسقط المتاع، وهذا ما أكده زهير حطب في قوله: "إن المرأة كانت أداة لهو الحياة وزينتها تستعمل لإشباع حاجات الرجل، عليها أن تكون دائماً بخدمته، وأن تلغي نفسها وتقبل بالواقع كما هو لأنها سيئة الخلق والطبع، وضعيفة العقل، مقصرة عن حمل المسؤولية، وهذا ما يجعل من اليسر التكهن بالمرتبة التي وضعت فيها المرأة، واكتشاف مكانتها الاجتماعية الوضيعة المحتقرة، وبقيت هذه الظاهرة سائدة حتى عهد قريب في أوساط الأسر، بل أن آثارها لا تزال حتى يومنا هذا"[د. زهير حطب ص 198]، فعلى صعيد الجنس يمكن القول: "إن المرأة تستغل أبشع استغلال في ظل مجتمع ذكوري يعتقد أن الجنس من حق الرجل وحده، وأن المرأة عليها أن تستجيب لغريزة الرجل، وتعمل على إشباعها حتى وإن كانت غير مستعدة لذلك، وإلا فهي ناشز، دون مراعاة ظروفها النفسية والصحية، وفي مقابل ذلك ليس لها أن تطالب بإشباع رغبتها الجنسية، ولا أن تتحدث عن هذا الحق الممنوع في عرف المجتمع، وهذه النازلة أحسن من يعبر عن هذه النظرة (وسئل ابن عرفة عمن راودته زوجته على المواقعة فقال: هو عليك حرام الليلة، ونوى بذلك الفعل لا تحريم الزوجة والفرج)[نوازل العلمي ص242]، فعلى الزوجة أن تكون في حالة استنفار لتلبية دعوة زوجها إلى الفراش، ولا يقبل منها اعتذار، بل على العكس من ذلك عليها أن تكون دائماً متزينة متبرجة تعمل جاهدة لجلب نظر زوجها إليها مثيرة فيه الشهوة الجنسية، يقول الإمام الغزالي: "تقدم حقه على حق نفسها، متنظفة في نفسها، مستعدة في الأحوال كلها للاستمتاع بها كيف يشاء"[إحياء علوم الدين ص 30] نفهم من كلمة يشاء الاستمتاع بالمرأة بدون قيد أو شرط، وكأنها ربو يكفي أن تضغط على أحد أزراره فيستجيب، ناسياً أن المرأة إنسانة لها مشاعر وعواطف، وأن الجنس كدافع بيولوجي له ارتباط وثيق بهذه المشاعر، وأن العملية الجنسية في حد ذاتها تتطلب المشاركة، ويعجبني تعليق د. زهير حطب فأنقله للاستشهاد: "أن تكون الزوجة مستعدة دائماً وبدون تقديم أية أعذار لتلبية نداء الجنس لدى زوجها، فإنها آلة يطلب من صاحبها أن تبقى موصلة بالتيار، مواسير مليئة بالزيوت تنتظر كبسة الزر لتنطلق بالاشتغال، وحق الزوج التمتع بها كيف يشاء، هو حق مكرس المهم هو مشيئته ورغباته وطرقه، وليس هناك أي حساب لوجود طرف آخر شريك، له ما للطرف الأول من رغبات وأحاسيس، ولا أي اعتبار آخر لطبيعة العملية الجنسية، وكونها تفترض ثنائية متبادلة"[د. زهير حطب ص 1970198]. إن الزواج نفسه في مثل هذه المجتمعات لا يطلب إلا من أجل الجنس، وليس رغبة في المعاشرة الطيبة، أو التعاون على مشاكل الحياة، أو حتى إنجاب الأبناء الذين يعتبرون عنوان الرجولة، ونفهم هذا من تعبير العامة عن الزواج الذي يقول: [فلانة تحت فلان]، وهذا تعبير دقيق في تصوري عن العملية الجنسية وليس عن الزواج، والفقهاء الذين هم لسان حال المجتمع عندما أرادوا تعريف الزواج قالوا: (الزواج عقد يملك به الرجل بضع المرأة)، ولم يقولوا مثلاً: الزواج عقد شركة بين الرجل والمرأة يقتضي بموجبه التعاون على أمورهما الدنيوية والأخروية، فمن خلال تعريف الفقهاء للزواج لم يعد هناك شك في أن الشهوة الجنسية هي المقصودة أولاً وآخراً من الزواج، بشرط أن تكون قاصرة على الرجل وحده، لأنه هو الذي يملك بضع المرأة، وأستغرب كيف أن الفقهاء لم ينتبهوا أو أغفلوا أن القرآن الكريم عندما يتحدث عن الزواج يربطه بتبادل المودة والرحمة، وأن كل من الزوجين هو ستر للآخر لقوله - تعالى-: ((هن لباس لكم وأنتم لباس لهن))، وقوله: ((ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون)) فالخطاب في هذه الآيات موجه للمرأة والرجل على السواء، أما الفقهاء ومن ورائهم العامة فإنهم يتحدثون عن الرجل وكأنه المعني بأمر الزواج وحده مع العلم أن الزواج في نظرهم كما سبقت الإشارة ما هو إلا وسيلة لتحقيق النهم الجنسي، وهذا فياض بن نجيح يقول: "إذا قام ذكر الرجل ذهب ثلثا عقله"، وبعضهم يقول: "ذهب ثلث دينه"، وفي نوادر التفسير عن ابن عباس - رضي الله عنهما – ((ومن شر غاسق)) إذا وقب تعني قيام الذكر[إحياء علوم الدين ص30]، فلماذا لم يتحدث الفقهاء عن الجنس عند المرأة؟ ولماذا لم يقولوا مثلاً: أن المرأة إذا اشتهت الجنس فقدت دينها أو عقلها كله أو بعضه، وأن على الرجل أن يلبي رغبتها متى شاءت، وألا يمانع في ذلك، كما هو الأمر بالنسبة للنازلة السابقة الذكر "وهو عليك حرام الليلة". إن القرآن الكريم عندما تحدث عن الزنا ربطه بالمرأة والرجل معاً، وأمر بعقابهما معاً وبنفس العقوبة لاشتراكهما في المسؤولية، وفي المتعة التي حرمها فقال: ((الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة))، ونلاحظ أن الآية الكريمة ذكرت الزانية قبل الزاني، وذلك في تقدير لامتلاك المرأة لمقدمات الزنا كالخضوع بالقول، والغزل والتبرج، والعري والإثارة، ولكن عندما تنوه الآية الكريمة بالعازفين عن فاحشة الزنا نجدها تشير إلى الرجال قبل النساء ((والحافظين فروجهم والحافظات))، قد نفهم من هذا أن المرأة أميل للجنس، وأن الرغبة الجنسية عندها لا تقل مما هي عند الرجل إن لم تكن أقوى عند بعضهن، ومع ذلك فإن الفقهاء ومن ورائهم العامة يصورون المرأة كمجرد وسيلة للجنس، وأن الرجل هو صاحب المبادرة، وأن دور المرأة يتوقف على الخدمة المادية والنفسية والجنسية للرجل، وهذه بعض الشواهد لفقهائنا أذكرها بتلخيص: يقول الإمام الغزالي: (... ترويح النفس وإيناسها بالمجالسة والنظر، والملاعبة إراحة للقلب، وتقوية له على العبادة) ويقول أيضاً: (تفريغ القلب عن التدبير والتكفل بشغل الطبخ والكنس، والفرش وتنظيف الأواني، وتهيئة أسباب المعيشة، فإن الإنسان لو لم يكن له شهوة لتعذر عليه العيش وحده)[إحياء علوم الدين ص30] أما أبو سليمان الدراني فيقول: (الزهد في كل شيء حتى في المرأة يتزوج الرجل العجوز إيثاراً للزهد في الدنيا)[إحياء علوم الدين ص45] ومع كل هذه الواجبات الثقيلة التي فرضها المجتمع على المرأة لم يعترف لها بأي جميل، بل أعطى عنها صورة مشوهة دعمها الفقهاء، فعلقت بأذهان الأجيال اللاحقة، وهذا ما أشار إليه الدكتور الديالمي عبد الصمد في قوله: "إن الذكورية لا تزال تقطن لا شعور المثقف نفسه"[محاضرة ألقاها لطلبة السلك الثالث بفاس بتاريخ 9/1988]، صحيح لقد صور الفقهاء والحكماء بما فيهم حكيم العامة سيدي عبد الرحمان المجدوب - المرأة تصويراً مشيناً - يقول الإمام الغزالي في وصفه للنساء: "فإن كيدهن عظيم، وشرهن فاش، والغالب عليهن سوء الخلق، وركاكة العقل"[إحياء علوم الدين ص45]، أما الإمام الشافعي - رحمه الله - فيقول: "ثلاثة إن أكرمتهم أهانوك، وإن أهنتهم أكرموك: المرأة، والخادم، والنبطي"[الإحياء ص45]، وأوصى لقمان الحكيم ابنه فقال: "يا بني اتق المرأة السوء فإنها تشيبك قبل المشيب، واتق شرار النساء فإنهن لا يدعون إلى الخير، وكن من خيارهن على حذر"[الإحياء ص45]، فهذه التراكمات من التفكير وخاصة الفقهي منه والذي قد يكون صادقاً لاسيما عندما يعم الفساد، وتنهار الأخلاق، ويغيب العدل، وتعم الفوضى في المجتمع؛ جعل الأجيال المتلاحقة لا تثق بالمرأة، ولا تطمئن إلى سلوكها، فحاصروها حصاراً شديداً، وأغلقوا دونها الأبواب، ومنعوها من التربية، لأن التربية والتعليم في تصورهم يمكنها من ممارسة شيطنتها، فكانت الطامة، وفي مقابل ذلك رضخت المرأة لمصيرها، وانصرفت للبحث عما يدعم وجودها بين ضرائرها وإماء زوجها؛ حتى يكون لها نصيب من قلبه ومن رضاه، فاهتمت بالتزين والتبرج، ولبس كل فاخر ونفيس لأنها مقتنعة لا شعورياً بأن قيمتها تقاس بمدى جاذبيتها للرجل، وهذا دور تقوم به وقد لا تكون مقتنعة به ولا مخلصة فيه، لكن إن هي فشلت في كسب بعلها نظراً للمزاحمات العديدة لجأت للسحر والشعوذة، أو إلى الخيانة الزوجية إن هي وجدت إلى ذلك سبيلاً ولو مع المحارم، كما تشير إلى ذلك النازلة التالي: (... وسئل سيدي يحيى السراج عن المرأة إذا خلت مع أخي زوجها أو عمه أو مملوكها خلوة يمكن معها الوطء هل عليها استبراء؟)[النوازل ص190]، يفهم من هذه النازلة أن المرأة في المجتمع المغربي التقليدي لم تكن تتورع عن الزنا حتى مع المحارم كأخي الزوج وعمه نظراً للرقابة الصارمة المضروبة عليها، والتي تحول بينها وبين لقاء الأجانب، ونظراً لانعدام الوازع الديني والخلقي لديها، وانشغال زوجها عنها بضرائرها، جعلها لا تتردد في إتيان الفاحشة، حتى وإن لم تجد أمامها غير المحارم. لقد صور لنا بوحديبة في كتابه (الجنس في الإسلام) وضعية المرأة الجنسية بين الرجل والأمة فقال: "إن الجارية تذهب إلى احتكار الأنوثة، والمجون، واللهو إلى كل ما يمت إلى الملذات الجسدية والروحية، وفي حين أن الزوجة تميل إلى الجدية، وهذا ما يفقدها أنوثتها وإغرائياتها"[نقلاً عن الديالمي محاضرة ألقاها لطلبة السلك الثالث 16/4/1988]، زيادة على هذا فإن المجتمع كان يشجع تعدد الزوجات، ويعتبره ضرورة ملحة بالنسبة للرجل، لا يمكن الاستغناء عنه، ويؤكد هذه النظرة حامد حشيشو في كتابه (أخبار ذات السوار)"... وليس أبلغ من ضرورة تعدد الزوجات، كفكرة عامة شائعة بين الناس في ذلك العهد من قول المغيرة بن شعبة وهو من علية القوم وقدوتهم: صاحب المرأة الواحدة إن حاضت حاض معها، وإن مرضت مرض، وصاحب الاثنتين بين حجرتين أيتهما أدركته أحرقته، وصاحب الثلاث في رستاق كل ليلة في قرية، وصاحب الأربعة عروس في كل ليلة}[أخبار ذات السوار ص53]، وقد وصل ببعض العائلات البورجوازية في المغرب التقليدي إلى فقد كل حس إنساني، فاتخذوا من المرأة دمية قدموها لأبنائهم ليتدربوا جنسياً معها يقول الدكتور الديالمي: "فحسب بعض الشهادات فقد تستطيع العائلات البورجوازية شراء أمهات لأبنائها لكي يدربوا جنسياً معها"[محاضرة يوم 16/4/88]. إن ما يمكن أن ننتظره من المرأة في مثل هذا المجتمع، وفي مثل هذا الوضع المزري الذي تعيشه؛ هو مغامرات الخيانة، والاشتراك في المكائد النسائية، هذا غير الخبث والمكر والهروب مع العشيق، والعيش معه على السفاح، انتقاماً ممن حولها لشعورها بالاضطهاد، ومن هنا فإن علاقة الزوج بزوجته وأبنائه لا يمكنها إلا أن تكون علاقة صورية مهزوزة، مشوبة بالشك والقلق، يسيطر عليها عدم الثقة والخوف من الانتقام بطريقة ما، يقول د. زهير حطب واصفاً هذه العلاقة: {فعلاقات الزوج بالزوجة أو علاقته بأولاده هي علاقة شكلية مفرغة من كل محتوى وجداني لاضطراره لتوزيع وقته على اهتمامات واسعة، وأشخاص كثيرين، فالحجم الفضفاض الأسرة يقف حائلاً دون نشوء علاقات نوعية متخصصة}[مرجع سابق ص153]، فلا مكان للحب والعاطفة في هذه الأسرة، وكيف يمكن تصور ذلك في وسط مليء بالضرائر، والإخوة غير الأشقاء، والجو المشحون بالعداوة والكراهية، والتربص للانتقام من الآخر؟ ولله دره محمد قروي التونسي إذ لخص لنا هذه العلاقة الزوجية في قوله: "من منا نحن العرب يستطيع أن يزعم بأن عائلته أو البيئة التي عاش فيها أرادته وقبلته، واعترفت بذاتيته؟ لا أحد بكل تأكيد، إذ كيف يمكن للإنسان أن يكون محبوباً عندما ينحصر وجوده في كونه شيئاً مفيداً قد جرى إنتاجه من أجل استمرار العائلة، وضمان شيخوخة الوالدين، أو من أجل إرضاء كبرياء الأب الذي يثبت رجولته بكثرة أطفاله"[نقلاً عن هشام شرابي مقدمات لدراسة المجتمع العربي بيروت 1977 ص 30. إن العائلة بنية اجتماعية لا يمكن فصلها عن المحيط الاجتماعي الذي توجد فيه، ولا سبيل لدراستها دراسة علمية إلا من خلال التطور الذي يخضع له المجتمع عبر الزمن والمكان سواء كان هذا التطور اقتصادياً أو اجتماعياً أو ثقافياً، لأن ذلك ينعكس على الأسرة، وعلى العلاقات السائدة فيها، فلكي نعرف مثلاً هل المرأة ما زالت تحمل تلك الصورة المصبوغة بالجنس التي تقدمها لنا الذاكرة الشعبية (بعض أقوال عبد الرحمان المجدوب مثلاً) ومن ورائها النوازل الفقهية، أم أنها أصبحت حرة تتمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها الرجل، وتحظى بنفس الاحترام الذي يحظى به الرجل؛ لابد من القيام بدراسة مقارنة امرأة ما قبل الاستعمار، وامرأة ما بعد الاستقلال، ولكن المشكلة الأساسية التي تعترضنا عند القيام بمثل هذه الدراسة هي مشكلة الوثائق، ومن ثم لا مفر لنا من استغلال الفقه استغلالاً ذكياً، خاصة وأن الفقه كان حاضراً في الزواج والطلاق، وفي تنظيم كل العلاقات الزوجية، ومن ثم فهو يعكس لنا الواقع الاجتماعي بل ويمثله أحسن تمثيل، يقول الدكتور الديالمي عبد الصمد: "... ولكن فيما يتعلق بالعالم الإسلامي فإن حقل الجنس غير مستقل عن الحديث الفقهي... "[محاضرة ألقاها لطلبة السلك الثالث بفاس يوم 13/2/88. يمكن أن نؤكد أن الكتابات الفقهية أو ذات الصبغة الفقهية ظلت حاضرة في المغرب التقليدي، والسؤال الذي نطرحه هو: إلى أي حد رافق التشريع الفقهي التطور الذي خضعت له المرأة والأسرة؟ وهل هذا التطور هو تطور فعلي أم مجرد تطور شكلي خاضع لمودة سرعان ما تتلاشى؟ إن التشريع المرتبط بمدونة الأسرة الحالية يبدو غير مستساغ ولا معترف به من طرف شريحة اجتماعية عريضة، لأنها ترى فيه إجحافاً للرجل من جهة، ولأنه من جهة أخرى لا يتمتع بالإلزامية الفقهية، لأنه لم يرد في صيغة فتاوى فقهية، أو نوازل فقهية، كما أنه يحمل الطابع السياسي، وكل ما هو سياسي أو يشتم منه رائحة السياسة فهو متهم عند المجتمع المغربي، ولذلك بدأ الناس يتحايلون على نصوصه، ويخضعونها لخدمة صالحهم، والفقهاء أنفسهم ظلوا مختلفين حول بعض قضايا المرأة وقد أعلنوا ذلك صراحة على منابر الجمعة، وحرضوا الناس للخروج في مظاهرات تندد بما يسمى قضية [إدماج المرأة في التنمية]، وإن كان بعضهم فضل عدم رفع صوته إما لخوف في نفسه، أو لجهل في علمه، أو لحاجة في نفسه. إن ما يجعلني أشك في جدية الدعوة إلى تحرير المرأة في عالمنا الإسلامي هو التراجع الملموس لجيل ما بعد الخمسينات والستينات، وحتى عند البعض من جيل السبعينات عما حققته المرأة بعد مرحلة الاستقلال مباشرة، ودعوته من جديد لرفض العمل والاختلاط، وذلك في اعتقادي لرفضه النموذج الغربي الذي لا يضع قيوداً ولا شروطاً لعمل المرأة واختلاطها، كما أصبحت بعض الأصوات بما فيها أصوات نسائية ترفع لتحث الرجل على تعدد الزوجات كأحد الحلول الناجعة لظاهرة العنوسة، تقول هيام دربك المصرية: "زوجة واحدة لا تكفي""كما خصصت بعض الجمعيات المدنية بالمشرق العربي جوائز مادية مهمة للمرأة الأولى التي تشجع زوجها على الزواج مرة ثانية"، وللقضاء على فاحشة الزنا التي أصبحت تهدد المجتمع بالأمراض الفتاكة وخاصة منها السيد، والتخلص من مشاكل الخادمات، وما تسببنه أحياناً من تدمير للأسرة، أو اختطاف الزوج من زوجته، وللقضاء على ظاهرة أطفال المفاتيح، وقد كتبت إحدى الباحثات تقول: "هناك أصوات كثيرة من النساء بل ومن الرجال أيضاً تنادي بالانتفاع بقدر الإمكان من نصف المجتمع الذي يتكون من المرأة، وعدم تعطيل الإنتاج في الوطن، وفتح أبواب العمل في مختلف الأعمال أمامهن، فهذه الأصوات مردود عليها بأنه حتى لو تعطل بعض إنتاج الدولة نتيجة عدم عمل المرأة فهو في سبيل تربية أجيال متمسكة بدينها ووطنها، وقيمها ولغتها، وتقاليدها العربية الإسلامية"[نقلاً عن سعيد إبراهيم: النظام الاجتماعي العربي الجديد بيروت مركز الدراسات الوحدة العربية 1982]، ويذكر الدكتور الديالمي أن المرأة المغربية إلى يومنا هذا عندما تريد أن تكتب عن الجنس فإنها تباشر ذلك باللغة الفرنسية، لأن الجنس بالنسبة للمثقفات المغربيات يشكل طابوا خطابياً، زيادة على هذا أرى أن اللغة الفرنسية هي اللغة التي تحمل الفكر الغربي التحرري، وهي لغة الأقلية من المثقفين الذين يؤمنون بالنموذج الغربي الذي يجب أن يقتدى به، لأنه رمز الحرية وطريقها، إذن فما زال المثقف المغربي لم يستطع أن يستوعب أنه بالفعل وقع تطور جدي في العلاقات الزوجية والأسرية، ولذلك فهو يرفض الكتابة عنها، فإلى أي مدى يستطيع الفقه المعاصر أن يستمر في مهمته التقليدية، وأن يساير البنية الفوقية لمجتمع القرن العشرين المغربي، خصوصاً في ظل دعوات تهميشية للفقه والفقهاء، والمطالبة بالارتباط بعولمة الأسرة في مقابل التخلي عن نظام الأسرة التقليدية؟
************ عمر حيمري - وجدة - المغرب |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى (Re: omer abdelsalam)
|
موضوع جديد للكاتب المغربي عمر حيمري : احب أمي اريد ابي --------------------------------------------------
Quote: أحب أمي أريد أبي خلق الله آدم من تراب ، وخلق منه زوجه حواء ،كما خلق عيسى من مريم. ولكن حكمة الله سبحانه وتعالى، اقتضت أن يخلق الخلق من ذكر وأنثى .{ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم }(سورة الحجرات الآية7 ). من بين الاختيارات السابقة للخلق - أراد الله، ولا راد لقضائه – أن يختار الرجل والمرأة كنواة لخلق الناس،وملء الأرض بهم . { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا }. (سورة النساء الآية 11) .فكان الرجل والمرأة ،وما يربط بينهما من علاقات مقدسة ،شرعية أساس الأسرة ، التي هي بدورها أساس الشعوب ، والقبائل ، والمجتمعات ...و مع أول ثمرة للأسرة يبدأ الحديث عن الأمومة ، والأبوة ، وما يربطهما ، من علاقات بيولوجية ، وراثية ، ونفسية بالأولاد ، ويكثر الكلام عن الحنان ،والعطف ، والرحمة ، والتضحية ، والإيثار،والبر والإحسان ، والعقوق ، والرضا ، والحقوق والواجبات لكل من الوالد ، وما ولد ... { وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا . } (سورة الإسراء الآية 23 -24) . إن الأبوة والأمومة ، لا تعني الإنجاب، أو النفقة المادية فقط . بل تعني أيضا ،الأمن النفسي ،والتربية الروحية ، والحب المجاني ، والبذل والعطاء بسخاء وبدون مقابل ، وتحمل الأذى والآلام ، وسكب الدموع ، والسهر ...لكن كل هذه المعاني السامية ،المنبثقة عن الرحمة والمودة ، التي جعلها الله بين الزوجين تتبدد ، بمجرد ما تتعرض الأسرة ، لما يفسد العلاقة الطيبة بين الزوجين - لسبب ما -( لا يهمني قي هذا المقام) ، وتتفكك الأسرة ،ويسود منطق العداوة والبغضاء، ويهيمن الكيد والانتقام ... بين الزوجين . فيتعرض الأطفال لجريمة الحرمان، من أحد الأبوين، أو كلاهما .بل قد يصبحون محل انتقام ،وتصفية حسابات بين الأب والأم . إن فصل الأبناء عن آبائهم ، يعرض الأطفال لاضطرابات نفسية ، وسلوكات اجتماعية منحرفة ...ويضعهم في خانة المتخلى عنهم ، أو اليتامى يقول شوقي : إن اليتيم هو الذي تلقى له // أما تخلت أو أبا مشغولا وما يزيد في تعاستهم ، ومآسيهم ، وحيرتهم ... شعورهم بالدونية والاحتقار أمام الآخرين ، مع عدم القدرة على التعبير عن مشاعرهم ، لأنها قد تثير البغض والكراهية لدى الوالدين ، وتعمق الخلاف بينهما .ومن ثم يلجأ الأطفال إلى الانعزال والتقوقع حول الذات ، فيصابون بالكآبة ، أو انفصام الشخصية، أو أي مرض نفسي آخر . وقد يتحيز الأطفال، إلى أمهاتهم أو آبائهم، تحت تأثير الوعد والوعيد، وقد يصابون بالحيرة والذهول، أما تشويه الوالدين لصورة بعضهما البعض عند الأطفال، والتحذير من سلوك بعضهما البعض الذي غالبا ما يوصف بالانحراف والإجرام . إن غالبية أبناء المطلقين أو المفصولين يعيشون مع أمهاتهم بحكم قانون الحضانة .ومن ثم يحرمون من آبائهم . الشيء الذي يعرضهم إلى الحرمان من الطعام ، والدواء ، وربما حتى من السكن والمدرسة ، ويفتح لهم باب التشرد والانحراف على مصرعيه . ويصبحون ورقة ضغط وانتقام يستعملها كل من الأب والأم ، بمباركة العائلة طبعا .فقد تدفع الأم ابنتها إلى الرذيلة ،والفاحشة انتقاما من الأب وإمعانا في إذلاله و تمريغ أنفته وكبريائه في التراب .وقد يلجأ الأب إلى دفع ابنه ، إلى شرب الخمر وتعاطي المخدرات ، أو استغلال ابنته كخادمة في البيوت ... إن معانات الأطفال بسبب التخويف من الأم والأب لا تنتهي ،وتصور معي شعور الطفل، وهو يلقن أساليب الشتم، والتحقير،وكل النعوت الساقطة ، في حق أبيه من طرف أمه ، - (والعكس صحح) -وأخواله ، وخالاته، وجده وجداته من أمه ، والكل يحذره صباحا ومساء ،و كلما خرج من البيت للعب أو الذهاب إلى المدرسة ، يلقن نفس الدرس: إياك أن يختطفك أبوك المجرم ،أو عمك الظالم، أو جدك المعتدي أو عمتك الفاسقة ...فكلهم رهط مفسد غير مصلح .ونفس الدرس يحاول الأب تمريره إلى الابن : إياك ثم إياك من الاقتراب من تلك الأفعى الرقطاء أمك، فهي تتربص بك لتختطفك ثم احذر أبناء الحرام أخوالك ، ولحية الشيطان جدك ،والعجوز الشمطاء جدتك ...فالكل يريد بك شرا .لا تثق في أحدهم، و لا ترد السلام على أحدهم، لأن همهم الوحيد هو أن ينزعوك مني... أنى لهذا الطفل المسكين ،أن يستوعب أن له والدين يكنان له العداوة والبغضاء من دون جرم أو إثم ارتكبه . وقد تدفعه هذه الضغوطات ، إلى محاولة إقناع نفسه بأنه السبب في انفصال والديه ، فيكفر عن ذنبه هذا ،البريء منه ، بمعاقبة ذاته برميها في عالم الرذيلة و الجريمة والانحراف ... ****************** عمرحيمري مدينة وجدة - المغرب |
| |
|
|
|
|
|
|
| |