|
عندما يبول البعوض
|
عندما يبول البعوض
الكل يعلم أنّ أنثى البعوض هي المسئولة عن امتصاص دم الإنسان . لكن هل سألنا أنفسنا لماذا الأنثى هي التي " تعض " الإنسان وليس الذكر؟ . الإجابة عن هذا السؤال في غاية البساطة وهي أنّ هذه الأنثى تحتاج لدم الإنسان ( أو الحيوانات الأخرى) كمصدر من مصادر البروتين اللازم لتطور بويضاتها . بينما الذكر لا يحتاج إلى هذا الدم ويستعيض عنه برحيق الأزهار.
وفي هذه " العضة " تأخذ البعوضة أضعاف وزنها بكثير من دم الإنسان ممّا يزيد وزنها و يقلل قدرتها على المناورة والحركة ويعرضها للافتراس!.
لكن هل تعلم صديقي أنّ البعوض ماكر في لدغه للإنسان ، بمعنى أنّ له مادة مخدرة يقوم بإفرازها ، لا تجعل الإنسان يشعر بالعضة إلا بعد مغادرة البعوض للجسم ، فتبدأ بعدها " الحكة " دون فائدة . لكن الغريب في الأمر هو أنّ هذه البعوضة تتبول أثناء عضها للإنسان ولا ينفع معها عبارات " ممنوع التبول" ، بل تتبول مع سبق الإصرار والترصد.
لكن لماذا تتبول هذه البعوضة أثناء عضها للإنسان ؟
وجد أنّ هذا الوزن الزائد ناتج عن الماء والأملاح الموجود في دم الإنسان . ولكي تستطيع هذه البعوضة التخلص من الوزن الزائد الذي يعيق حركتها ، فإنها تكون مضطرة للتبول بعد ثواني معدودة من امتصاصها للدم. ويتم ذلك بإخراج بول غني بأملاح الصوديوم عن طريق فتحة الشرج وبعد عشرين دقيقة يمكنها التخلص تماما من 60 % من الماء والملح الموجود في البلازما.
وفي بحوث سابقة تمكن عالمان من جامعة " كورنيل" من إثبات أن تناول الدم يؤدي إلى إفراز هرمون يؤدي إلى زيادة إفراز الماء والملح في جهازها الدروي ولكنهما لم يتمكنا من معرفة هذا الهرمون أو بالأحرى فصله .
في هذا العام أتى كل من د . جيوف ، د. ديف ( جامعتي لندن ونيفادا)ووجدا أنّ هنالك هرمونان متهمان للقيام بهذا العمل ، أحدها يحتوي على 31 حمض أميني والآخر 44 حمض أميني ، ولقد تم إطعام البعوض دما لحصان عبر أنبوب خاص وقد تم جذبها بروائح الجوارب الملصقة بهذه الأنابيب ( البعوض ينجذب غالبا لعظام الكاحل اعتمادا على حاسة الشم). وقد تم التوصل إلى أن الجزء المتكون من 44 حمض أميني هو المسئول عن إدرار البول عند البعوض وهذا في حد ذاته يعتبر إنجازا علميا في الطريق الصحيح الذي يمكننا من مكافحة البعوض ، أو معرفة قدرته على مقاومة المبيدات.
مجرد فكرة !
إذا منعنا البعوضة من التبول على أجسامنا فمن السهل قتلها والانتقام من أفعالها !
المعلومات العلمية في هذا البوست مأخوذه بتصرف من مجلة بيرك بيك bbk magazine ، جامعة لندن ، إصدار ربيع 2006 ، المجلة الدورية التي تأتيني من جامعة لندن ، كأحد طلابها القدامى . لمن أراد المزيد عن هذا الموضوع عليه مراجعة الموقع : www.bbk.ac.uk/bcs
|
|
|
|
|
|