|
هكذا يكون الصديق ، اهداء الى حبيبي وصديقي د. سيد أحمد ابراهيم دردق" NJ
|
هكذا يكون الصديق : اهداء الى حبيبي وصديقي د. سيد أحمد ابراهيم دردق " نيوجرسي".
سيرة ذاتية مبسطة: سيد أحمد ابراهيم مواطن سوداني بسيط مملوء بحب السودان ودفء كردفان ومن مواليد مدينة سودري وينطبق عليه قول الشاعر " مقتول هواك أنا يا كردفان مقتول هواك أنا من زمان"
أتى الى جامعة الخرطوم ، كلية العلوم عام 1983 قسم الرياضيات . لكنه كان طموحا بلا حدود ، فلم يكن مقتنعا بدراسة العلوم في وقتها فقرر الامتحان مرة ثانية لدخول كلية الطب ورغم المعوقات الا أنه أتى بنسبة جيدة لكنها لحسن حظه لم تؤهله لدخول كلية الطب بنفس الجامعة، فقرر الاستمرار في هدوء في كلية العلوم بين الرياضيات والكيمياء الى أن تخرج من الكلية في نفس العام الذي تخرجت فيه 1987 واستمر يتمدد هذا الطموح ليملأ جوانحه فعمل في منظمات العمل الطوعي بالسودان وخصوصا action aid وعندما سأله زميلنا وحبيبنا الأخ محمد أحمد عبد الرحمن " الكشة" عن محل شغله فقال له action aid فرد عليه محمد أحمد " انت يا سيد أكشن أيد دي قرية في كردفان والله شنو!" بعدها عمل في منظمات انسانية آخرى تابعة لجنوب كردفان ومنها الى الولايات المتحدة ، واشنطن بالتحديد وبدأ رحلة شاقة لا يمكن وصفها الا بواسطة شخص كابد شظف العيش في الولايات المتحدة الأمريكية فعمل عاملا بطلمبات البنزين وبتوزيع البيتزا بكل فخر ودون خجل وتطور به الأمر قليلا فعمل auditor بفنادق أمريكا ومن ثم محاسبا في city bank وحارسا ليليا في الجامعة دون أن يغيب عن خاطره الهدف الأساسي الذي من أجله ذهب الى أمريكا وهو الدراسات العليا في مجال الكيمياء ولم يكن الأمر بهذه السهولة ولكن كثيرا من العثرات اعترضت طريقه دون أن تهز فيه عزيمة أو تقلل فيه عزما وبدأ مشوار دراسته العليا ينحو منحى صحيحا بعد أن اختار مجال الكيمياء العضوية ليتم تسجيله في جامعة howard و ليواصل بحثا عجز عنه مجموعة من زملائه اكماله لسنوات عديدة فقبل التحدي دون خوف أو وجل واستمر الأمر سنين عددا الا أن أتت ساعة النجاح فنجح في مشروع تخرجه بعد محاولات مستميتة من زملاء له آخرين واعجاب شديد من مشرفه وحتى لا نخوض في التفاصيل بدأ يقطف ثمار شقاؤه وحصيلة جهده فتم تعيينه في شركة Colgate Palmolive بعد اكماله لدرجة الدكتوراة في الكيمياء العضوية مباشرة وظل سيد يعمل الى هذه اللحظة بوظيفة senior scientist بهذه الشركة العملاقة.
هكذا تكون الصداقة:
طيلة فترة الجامعة كان سيد صديقا حميما ، ينطبق عليه القول"الصديق وقت الضيق". عمل طيلة هذه الفترة على مد جسور الصداقة بين أسرتينا فاستمر هذا التواصل منذ بدايات الثمانيات الى الآن . حاول تكرارا ومرارا مساعدتي لدخول الولايات المتحدة بغرض الدراسة و ارسل لي القبول من جامعة howard لكن ارادة الله وقفت حائلا دون أن أذهب الى الولايات المتحدة. أتذكر تماما عندما كان سيد دردق موظفافي action aid ، أتذكر محاولاته الدؤوبة لايجاد وظيفة لي مناسبة في أي مكان يليق بي. بل ظل يمد يد العون المادي والمعنوي طيلة فترة " العطالة" ونحن نحمل أوراقنا بحثا عن عمل شريف.
وعندما علم الأخ سيد بمحاولاتي لاكمال دراساتي العليا بجامعة لندن ، مد يد العون من خلال تزويدي بجميع المراجع والمصادر التي أحتاجها وبفضل الله سبحانه وتعالى ومن ثم جهود الأخ سيد ودعاء الوالدين تم بفضل الله حصولى على درجة الماجستير في علوم نظم المعلومات الجغرافية وكما يقال في المثل" بعد ما شاب دخلوه الكتاب".
لم يستمر الحال هكذا بل ظل سيد يتصل بي على الدوام مستخدما جميع وسائل الاتصال الممكنة حتى يبقى حميم الصداقة ملتهبا.
وفي كل مرة يزور فيها سيد السودان يأتي ليقضي معي بعض الأيام أياما لا يمكن وصفها أيام تشع بهجة وحنينا وطمأنينة. وأظل أرقب هذه الزيارة كل عام.
أخوتى وأحبتي مهما حاولت أن أصف هذا الشخص يعجز لساني عن ذلك فهو انسان بمعنى الكلمة يشع انسانية ويفيض محبة وشخص يمتاز بشخصية متماسكة واذا ظللت أتحدث عنه دهور فلن أوفيه حقه فله مني التحية أين ما حل وأينما رحل مع تمنياتي له الخالصة بالتوفيق والسداد في كل ما يخطوه وان يحفظه الله ويرعاه . كان سيد دوما عونا لوالديه وأخواته بنينا وبناتا عاملا على نمائهم وازدهارهم وبالمناسبة كل أخوته وأخواته نجوم تلمع في سماء الأسرة من أجل العيش الكريم وأنتهز هذه الفرصة لأحيه وأحى أسرته قاطبة سائلا المولى عز وجل أن يجمعه بمن يحب من أهل وأصدقاء.
كل هذه الكلمات التي انداحت عفوا لا تعبر عن هذا الشخص الكريم فليعذرني ان لم أوفه حقه وليتخذه أبناءنا مثالا حيا للمثابرة والنجاح واجتياز الصعاب.
ولكم مني خالص الشكر.
|
|
|
|
|
|