|
مزاح النبي صلى الله عليه وسلم مع من حوله ....
|
مزاح النبي صلى الله عليه وسلم معظم الأحاديث منقولة عن الشبكة الإسلامية islamweb.net
الرسول صلى الله عليه وسلم بشر فاق البشر بكمال إنسانيته ، حيث جمع فيها عبوديتي الرضا و الحزن بموت ابنه ابراهيم ، رضا بما قسم الله وحزن كما يحزن البشر عندما يفجع في أبنائه. وهو كذلك يجوع ويعطش يصوم ويفطر ، يتعطر ويتزوج النساء ، يفرح ويبكي يحزن ويمزح.. فسيرته ناصعة نصوع الشمس وباهية كبهاء شخصه ودينه . ولا تحتاج مني لتوضيح أو إضافة ، إنما هي من باب تذكير الأحباب من" البورداب" رجالا ونساء ، شيبا وشبابا ، أطفالا وكهولا . وأظن ما نفتقده الآن هو القدوة التي على آثار أقدامها نضع أقدامنا حذو القذة بالقذة .. ونرى الشباب الآن يتحسرون على قدواتهم التي تساقطت كما تتساقط الأوراق الصفراء في الخريف ... ولكن نذكر بأن قدوتنا التي ارتضيناها هي الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبمناسبة الشهر الفضيل أحببنا أن نتشارك جميعا في شمائل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم و سوف يكون هذا البوست عن مزاح النبي صلى الله عليه وسلم ... فرجل الدين ، الداعية أو ا لواعظ في المجتمع الإسلامي يبدو متقطب الوجه ، محمر العينين ، منتفخ الأوداج وغيرها من الصفات التي نحتاج فيها إلى مرافقة المعجم لتفكيك طلاسم هذه الصفات الفجة ، أو كما يبدو كثير من الدعاة ..... هونوا عليكم ، فهنالك كثير من الدعاء اتسموا بالنفس البارد ، الروح الحلوة ، السمت الجميل والمزحة الظريفة ، وإن كان هنالك مجموعة جعلت من الدين والمزاح اتجاهين متعاكسين . ما يهمنا من هذا البوست هو التعرف على كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه وكيف كان يمزح معهم ، رغم أنه لا يقول إلا حقا ... لكن لا يتعارض الحق مع المزح ، فقد يكون المزح حقا .
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : يا ذا الأذنين) رواه أبو داود والترمذي حكى لي صديق في دولة الإمارات- وكان مشهورا بأذنيه الكبيرتين - أنه اضطر لنقل خبر سيء لصديقه بخصوص إنهاء خدماته ، تشجع الرجل وأخبر زميله بأن خدماتك قد انتهت ، رد عليه صديقه قائلا " بالله اضنيك الكبار ديل غير خبر التفنيشات بتجيب شنو !" ، ما زال هذا الصديق يذكر هذا الكلام ويضحك عليه . فالقصد من المزحة هو إدخال البهجة إلى من تحب ، لا تعكير صفو حياته وقلبها رأسا على عقب .. وأتى رجلاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله احملني قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إنا حاملوك على ولد ناقة ، قال : وما أصنع بولد الناقة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وهل تلد الإبل إلا النوق) . رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني . تذكرت إبني أبي الذي يمازح في الصغيرة والكبيرة ، عندما طلبت منه سكب نصف كوب ليمون على كوب كان أمامه ، لقنني دروسا في القياس والمقاييس و المو اصفات والجودة ، يصب الليمون يفوق منتصف الكوب ، يرجع بقيته إلى " الجق" ، يعيد ذلك مرارا وتكرارا ، إلى أن يصب لك نصف الكوب بالتحديد ، عندما تغضب عليه ، يقول لك بكل برود : أنت طلبت ذلك ... تمر الأيام في الغربة ، يحفر الأبناء في الذاكرة من الكلام الجميل بقدر ما يمزحون معنا .... وعن أنس قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا ، وكان لي أخ يقال له أبو عمير ، وكان إذا جاء قال : يا أبا عمير ما فعل النغير ) رواه البخاري ومسلم . والنغير هو طائر صغير كان يلعب به وهي من القصص المشهورة التي نتناقلها ، إنما أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض ، أقرب الطرق لقلوب الرجال هي عبر أطفالهم ، كيف كانت " حبوباتنا" معنا ، مزح ، حكايات ، عبر ، مراسيل وغيرها . وطعن صلى الله عليه وسلم مرة أحد أصحابه بقضيب في يده مداعبة له ، فعن أسيد بن حضير قال : (بينما هو - يعني أسيد - يحدث القوم ، وكان فيه مزاح ، يضحكهم ، فطعنه النبي صلى الله عليه وسلم في خاصرته بعود ، فقال : أصبرني - أي اجعلني اقتص منك - ، فقال : اصطبر ، قال : إن عليك قميصا ، وليس علي قميص ، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم عن قميصه ، فاحتضنه ، وجعل يقبل كشحه - ما بين الخاصرة والضلع - ، قال إنما أردت هذا يا رسول الله) رواه أبو داود ، وصححه الألباني. بالله عليك ، إن كان جندي بشريط واحد هل يقبل أن يقتاد منه مظلوم ! وكان يبتسم صلى الله عليه وسلم في وجوه أصحابه ، ويسمعهم الكلام الطيب ، ويتقبل شكواهم بصدر رحب وأدب جم ، فعن جرير رضي الله عنه ، قال : (ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ، ولا رآني إلا تبسم في وجهي ، ولقد شكوت إليه إني لا أثبت على الخيل ، فضرب بيده في صدري وقال اللهم ثبته ، واجعله هاديا مهديا) . رواه البخاري. تبسمك في وجه أخيك صدقة ، ابتسامة لا تكلفك الكثير ولكنها تبعث الكثير في نفوس زملائك ومن حولك ... وكان صلى الله عليه وسلم يمزح مع أقاربه ، فيأتي علياً ابن عمه وزوج ابنته ، وهو مضطجع في المسجد، بعد أن سأل عنه فاطمة رضي الله عنها ، فقالت كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج ، فيقول له : (قم أبا التراب قم أبا التراب) . رواه البخاري ومسلم . اليوم النسيب في حياتنا ليس بحبيب بل هو عدو قادم والحماة أفعى يخاف منه الجميع ، أين نحن من هديه صلى الله عليه وسلم ؟ أما مزاحه مع أهله ، ومداعبته لزوجاته ، وبناته ، فكان لهم نصيب وافر من خلقه العظيم في هذا الجانب المهم ، فكان يسابق عائشة رضي الله عنها ، ويقر لعبها مع صواحبها فعنها رضي الله عنها قالت : (كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل يتقمعن منه فيسربهن إلي فيلعبن معي) . رواه البخاري. ما أجمل أن تمازحي زوجك ويمازحك ، والكل يتمنى هذه اللحظة ، حتى في المنزل الحياة غلب عليها طابع الجد والجمود إلا من رحم ربك ... أما بالنسبة للصغار ، واعتنائه صلى الله عليه وسلم بهم، ومداعبته لهم ، فيظهر واضحاً جلياً فيما ورد مع الحسن والحسين رضي الله عنهما ، فعن عبد الله بن شداد عن أبيه قال : (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء ، وهو حامل حسنا أو حسينا ، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه ، ثم كبر للصلاة فصلى ، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها ، قال أبي: فرفعت رأسي، وإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو ساجد ، فرجعت إلى سجودي ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال الناس : يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر ، أو أنه يوحى إليك ، قال : كل ذلك لم يكن ، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته) . رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني. كم مرة ننتهر أبنائنا عندما يجولون ويصولون في المجلس ، كم مرة ضربناهم على أفعال هي قمة البراءة !
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يمازح العجوز، فقد سألته امرأة عجوز قالت: يا رسول الله! ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا أُم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز، فولت تبكي، فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول: (( إِنّآ أَنشَأْنَاهُنّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً)) [ الواقعة 35 – 37 ] رواه الترمذي في الشمائل وحسنه الألباني .
فالمزاح أ حبابي الكرام دين من المفترض أن ندين به حتى ندخل البهجة على من حولنا ..
|
|
|
|
|
|