دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
أفريكــــــوم
|
أفريكوم اتجاه جديد في العلاقات الأمريكية- الإفريقية GMT 14:00:00 2007 الأربعاء 31 أكتوبر إبراهيم علي إبراهيم
--------------------------------------------------------------------------------
استضاف معهد أمريكان انتربرايس" احد القلاع الفكرية للمحافظين الجدد"، في صباح العشرين من سبتمبر الماضي مؤتمرا في غاية الأهمية حول تأسيس قيادة "افريكوم". وهذا المعهد معروف بدوره المهم والخطير الذي يلعبه في الكثير من القضايا الدولية وذلك برفده للإدارة الجمهورية الحالية بالمشورة وصياغة السياسات التي بلغت حد الترتيب لغزو الدول وإعادة صياغة الخارطة الدولية. ولأني من المداومين على متابعة أنشطته وتحليلها، فقد أطلقت عليه اسم "المطبخ" حيث شهدت فيه وتابعت ولادة "سياسة" أو "عملية طبخ" غزو العراق خطوة بخطوة وفكرة بفكرة، وفيه شاهدت احمد شلبي يحمل أوراقه بصحبة المفكر عدنان مكية يتقدمهم "أمير الظلام" ريتشارد بيرل الذي قدمه للمحافظين الجدد، ليعرض أفكاره حول ضرورة إزالة نظام صدام حسين بالغزو العسكري.
تركزت فعاليات المؤتمر الذي اتسم بالزحام الشديد حول قضايا الأمن الإفريقية والعلاقات الأمريكية الإفريقية وذلك على ضوء قرار الإدارة الأمريكية بتأسيس قيادة عسكرية لإفريقيا تعرف باسم "افريكوم" تضاف إلى القيادات العسكرية الأمريكية الخمس المنتشرة في العالم. وتحدث في المؤتمر عدد من الخبراء والقيادات العسكرية الأمريكية، والقيادات العسكرية الزائرة من دول إفريقية مثل إثيوبيا ورواندا، وغانا، وكينيا وليبريا. وتم تقسيم الحوار إلى ثلاث محاور هي: المستجدات حول افريكوم ودورها، وأولويات الأمن الإفريقي، ونماذج التعاون الأمريكي الإفريقي في مجال الأمن.
وكان الرئيس بوش قد أعلن في فبراير الماضي تأسيس قيادة عسكرية جديدة خاصة بإفريقيا، كما قام في شهر يوليو الماضي بتعيين الجنرال وليام وورد كأول رئيس للقيادة العسكرية الأمريكية الجديدة، ينوب عنه نائب مدني بدرجة سفير من وزارة الخارجية، كما سيتم تعيين عدد من الموظفين المدنيين في مقر الرئاسة، مما يضفي على القيادة بيروقراطية من نوع جديد. ومن المقرر أن تبدأ افريكوم في القارة عملها في أكتوبر 2008، حيث تعمل قيادتها حاليا من مدينة شتوتغارت بألمانيا.
وإذا كان أمر تأسيس القيادات العسكرية الأمريكية الخمس الموجودة حول العالم قد أملته ظروف الحرب- مثلما حدث مؤخرا في تأسيس القيادة العسكرية الوسطى التي جاء تأسيسها كنتيجة لقيام الثورة الإيرانية وأزمة الرهائن الأمريكان وظهور وصعود صدام حسين في العراق كخطر يهدد المنطقة- فإن تأسيس افريكوم أملته ظروف وتداعيات أحداث 11 سبتمبر الإرهابية، حيث صدر قرار تشكيلها بصفة أساسية من اجل تطبيع العلاقات مع إفريقيا للمساعدة في حل القضايا العسكرية والأمنية والإنسانية معا. وحاليا تتولى تنسيق المصالح العسكرية الأمريكية في إفريقيا ثلاث قيادات، حيث تخضع العمليات العسكرية في القرن الإفريقي للقيادة الوسطى، بينما تقع إفريقيا جنوب الصحراء في نفوذ القيادة العسكرية في أوروبا، في حين تتولى قيادة المحيط الهادي عمليات الجزر الواقعة قبالة السواحل الجنوبية الشرقية لإفريقيا. وبقيام افريكوم ستخضع كل أنحاء القارة الأفريقية لها، باستثناء مصر التي ستستمر تبعيتها للقيادة الوسطى. ويعني هذا أن السودان سيتبع في المستقبل القريب لأمر قيادة افريكوم الجديدة ومن ثم خروجه من نفوذ القيادة الوسطى المسئولة عن الشرق الأوسط.
وحسب ما هو معلن فإن الأهداف من وراء تأسيس افريكوم تكمن في مساعدة وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" في القيام بمهامها بشكل جيد ومكتمل بناء على معلومات متحصل عليها من الأرض، والمساعدة في بناء القدرات الأمنية للدول الإفريقية، والمساعدة في الجهود الإنسانية والصحية والإنمائية. أو " لتنسيق المصالح الأمنية والعسكرية للولايات المتحدة في جميع أرجاء القارة" على حد قول الرئيس بوش.
ويعكس إسراع الولايات المتحدة في ترتيب وجودها العسكري في إفريقيا مدى تزايد أهمية القارة وظهورها كلاعب استراتيجي في مجالين من أهم المجالات لأمريكا هما: محاربة الإرهاب الذي اتخذ له قواعد في إفريقيا، وحماية الاستثمارات الأمريكية في القارة التي زادت إلى ثلاثة أضعاف في عهد الرئيس بوش وتأمين النفط الذي يصل منه للولايات المتحدة حوالي 22% من احتياجاتها.
هذه الخطوة لها دلالات كبيرة على أن الارتباط الأمريكي مع إفريقيا يدخل الآن مرحلة جديدة في مجال التعاون الأمني والعسكري والاقتصادي، بصورة قد تعمل على تشكيل مستقبل إفريقيا إلى "الأسوأ أو الأحسن"، فإن ذلك يعتمد على الطريقة التي ستدار بها هذه العلاقة الجديدة. وستكون "افريكوم" وعملها هي الأداة الأساسية لهذه العلاقة والمؤشر لاتجاهات الإستراتيجية الأمريكية الأمنية الجديدة.
أثار تأسيس قرار افريكوم الكثير من الجدل والقلق حيث ينظر لها عدد من الخبراء الأوروبيين والأفارقة على أنها تجسيد لعسكرة العلاقات الأمريكية الإفريقية، وانعكاس للامبريالية الأمريكية المفرطة، مما يعيد إلى الأذهان ما شكلته الحقبة الاستعمارية الأوروبية في الذاكرة الإفريقية واستهلاك الموارد البشرية والطبيعية للقارة. كما ينظر لها البعض على أنها امتدادا للوجود الأمريكي في العراق وأفغانستان، أو على الأقل تعزيزاً للروابط الأمريكية مع الأنظمة البغيضة في إفريقيا.
كذلك ثار جدل آخر حول الأهداف الأمريكية الحقيقية وراء تأسيس افريكوم حيث يقول البعض أن الهدف منها هو موازنة الوجود الصيني المتزايد في إفريقيا، في حين يقول آخرون أن غرضها هو تامين المصادر الطبيعية في إفريقيا من نفط وغاز وغيره. كما يثور خلاف من نوع آخر حول مقر هذه القيادة الجديدة، فرغم أن الولايات المتحدة قد نفذت مناورات عسكرية مهمة عرفت باسم فلينتلوك شاركت فيها ثلاث عشرة دولة افريقية، ومناورات أخرى خاصة بمكافحة الإرهاب مع دول المغرب العربي عرفت باسم " الشراكة عبر الصحراء لمكافحة الإرهاب" إلا أن الجزائر رفضت استضافتها وترددت كل من المغرب وتونس في الوقت الحالي، في حين تقدمت دول مثل ليبريا وجيبوتي إثيوبيا لاستضافة هذه القيادة، وتردد مؤخرا اسم موريتانيا كمرشح قوي لاستضافتها بشكل مستديم.
وتواجه افريكوم تحديات كثيرة تتعلق بالفقر المدقع الذي تعاني منه القارة، والحروب الأهلية المندلعة في بقاع كثيرة منها، والحروب الدولية في القرن الإفريقي، كما تواجه تحديات في التعامل مع الدول الفاشلة والمنهارة مثل الصومال حيث فشلت جميع بعثات عمليات حفظ السلام الدولية، وأصبحت الأوضاع أكثر تعقيدا من أن يتعامل معها عسكريا فقط.
ويرى مورو دي لورينزو الخبير بمؤسسة أميريكان انتربرايس لكي تنجح افريكوم في أداء مهمتها وتحقيق المصالح الأمريكية والإفريقية على السواء فعليها القيام بالاتي: - أولا :توسيع فرص التعليم والتدريب للضباط الأفارقة مع التركيز على العلاقات العسكرية والمدنية والتخطيط الاستراتيجي والتنمية. - ثانيا: أن تكون المعدات التي تمنح للجيوش الإفريقية قادرة على دعم عمليات الإغاثة من الكوارث وعمليات حفظ السلام. - ثالثا: أن تركز افريكوم على دعم قدرات الجيوش الإفريقية في مجال عمليات حفظ السلام. - رابعا: يجب ألا يتم إهمال قوى الأمن المحلية التي لها قدرات كبيرة على إعاقة أو حماية حياة الأفارقة على السواء.
وفي حين تطمع الإدارة الأمريكية أن ينظر الأفارقة لافريكوم باعتبارها الوكيل الأمريكي للأمن والتنمية في القارة، تسود تعقيدات فكرية وسياسية حول قدرة الولايات المتحدة على إدراك "المفهوم الإفريقي للأمن" ومدى فهمها للاولويات واستجابتها للمصالح الإفريقية الأمنية من وجهة النظر الإفريقية أيضا وليست الأمريكية فقط. لذلك يتوجب على الإدارة الأمريكية توجيه كافة مصادرها نحو معالجة التحديات الأمنية التي تواجهها الدول الإفريقية لخلق أجواء آمنة للنمو والازدهار. ويمكن لافريكوم أن تخدم مصالح الطرفين إذا استطاعت تقديم الخدمات اللازمة لبناء مؤسسات أمنية لدعم التحول الديمقراطي وبناء دول ديمقراطية.
إبراهيم علي إبراهيم محامي متخصص في شئون الكونغرس واشنطن
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أفريكــــــوم (Re: ابراهيم على ابراهيم المحامى)
|
أخي الاستاذ إبراهيم تحياتي ، وشكرا على إطلاعنا ومدنا بما يدور في ذهنية الأمريكان وخططهم في أكثر بقاع الدنيا تخلفا وجوعا وقتلا وحروبا ونزوحاوإضطرابا ... إذا كان ما تم سرده يمثل وجهة النظر الأمريكية فما هي وجهة النظر الأفريقية هل لنا بأسماء الدول الإفريقية التي تبدى استعدادا لاستقبال واستضافة تلك القواعد ؟ وتلك التي تعترض على ذلك الطرح إن وجدت؟ بالمقابل هل ستكون تلك القواعد نعمة في بناء استقرار ورفاهية أفريقيا ام نغمة لكون أمريكا ومصالحها مقدمة على مصالح تلك الشعوب وغيرها من شعوب العالم مودتي دائما الشفيع إبراهيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أفريكــــــوم (Re: ابراهيم على ابراهيم المحامى)
|
Quote: أولا :توسيع فرص التعليم والتدريب للضباط الأفارقة مع التركيز على العلاقات العسكرية والمدنية والتخطيط الاستراتيجي والتنمية.
|
That what is scaring me... training in what? another torture school like the Schools of the Americas?
thanks for your important post and in-depth analysis...
mohamed elgadi
| |
|
|
|
|
|
|
|