|
Re: ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية (Re: Shams eldin Alsanosi)
|
الكتاب: السودان.. سقوط الاقنعة سنوات الخيبة والأمل المؤلف: فتحي الضوء محمد
الاهداء: الي الاستاذ محمود محمد طه.. شهيد الفكر الحر, الذي أنذرنا بقدوم الطوفان, ولم نستبين النصح ألا ضحي الغد..!! واجه الموت معتدلا بأبتسامة وضيئة, هزمت ترهات الظلاميين.. لم يدركوا بأنه ليس في الجبةإلا كلمة حق في وجه سلطان جائر
الي عبد العزيز النور خلف الله, وصحبه الاكرميين.. رمزا لشهداء (الجبهة الشرقية).. أولئك الاشاوس الذين اختلس أصحاب (الياقات البيضاء) أحلامهم قبل أن تجف دماؤهم
الي التاية أبوعاقلة.. التي أضاءت طريقا سلكه زملائهاالاخرين من نواضر الحركة الطلابية..
الي جلاديكم جميعا...ألف صفعة وصفعة.. في سفر الخروج من الجحيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية (Re: السمؤال بدرالدين)
|
Quote: السنوسي سلام لك قصب السبق عنا امبارح يادوب عترت في الكتاب وبديت اقرأ فيهو تجد نفسك امام سفر جميل لا تمتلك الا أن تقرأه بتمعن لكن تحسرت عليك يا وطني شكرا الكاتب الكبير فتحي الضوء شكرا السنوسي تسلموا |
العزيز السمؤال أعتقد أن الاستاذ فتحي قد أضاف جديدا للمكتبة السودانية كتابة سلسة مع قدرة علي الامتاع وفوق كل ذاك غذارة المعلومات ودقتها
المهم كمل الكتاب بعدين نتكلم فى الباقي
وشكرا علي المرور من هنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية (Re: Shams eldin Alsanosi)
|
الأخ شمس سلام تربيع. لا أعرفه ولم أسمع به, زميل إريترى يحمل كتابا فى يده حين تلاقينا, وجدتنى أجذب الكتاب من يده حب الإستطلاع فقط; كان الكتاب عن حرب الإثيوبية الإريترية لمؤلفه فتحى الضو محمد.
ومن تقديم الدكتور ; محمد عاشور. قال لى صديقى; الزول دا حقنا تب ما نديكم ليه!. قلت الله!هو مش مصرى ? قال; حرام عليك. فإستعرته منه, قرأته مرة فأعجبت بلغته وغزارة معلوماته فى منطقة لا أعرف عنها الكثير على رغم التأثير المباشر علينا مما يحدث فيها.
وثنيت القرأة وثلثته حتى أخذ منى عنوة لأن هناك صفوف من الإريتريين ينتظرون قرأته.
فأحببت هذا الرجل منذ ذلك الزمان وتمنيت أن لو قرأت له!!.
فقط تاكد لى منه أين يباع كتابه فى لندن أو خارج بريطانية ??. مع التحية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية (Re: ابوالقاسم ابراهيم الحاج)
|
الاستاذ فتحى الضو يطلق سلاح التدمير الشامل ضد زعيمى الحزبين التاريخيين !
د.على حمد إبراهيم
[email protected]
بكتابه بعنوان " سقوط الاقنعة – سنوات الخيبة والأمل " يكون الاستاذ فتحى الضو قد أتحف المكتبة السياسية السودانية بسفر جديد يضاف الى سفرين سابقين هما "محنة النخبة السودانية" و" حوار البندقية ".وهى اصدارات توثيقية دوّن فيها بحرقة بعض مسببات اوجاع الوجدان السودانى المأزوم سابقا وحاضرا ، ويخشى أن يكون مأزوما قابلا ومستقبلا بأن يظل قذى العيون السوداني ماكثا فيها حتى تضيع الرؤيا بصورة سرمدية ، فيتنكب الوطن الطريق ويدلهم ليل السائرين ولا تستبين الطريق .
كان من المفترض ان يكون ، أو قل كان من المتوقع ،أن يكون كتاب الاستاذ فتحى الضو الثالث هذا عبارة عن حيثيات ادانة كاملة وموثقة لقادة حكم الانقاذ. ولكنه جاء اقرب الى ادانة المعارضة الديمقراطية ممثلة فى التجمع الديمقراطى ،وادانة قاسية لفترة الديمقراطية الثالثة ولزعيمى الحزبين الكبيرين خاصة بصورة جذبت انتباه المحللين والمتابعين ،واثارت اشجان المشفقين ، وزادت من احتقان مشاعر المنتقدين الذين يحملون الزعيمين كل المسئولية عما حدث ويحدث للوطن اليوم من تهتك وتفتت . و مايحدث للشعب من ضيق مذرى فى حياته ، ومن فقد لحرياته وأمنه الاجتماعى والسياسى بسبب ما اعتبروه مماحكة وتردد وعبث من الحزبين فى ادارة شئون البلد فى المرات التى حكما فيها البلد مؤتلفين معا . و لا يستمع هؤلاء المنتقدين لدفع الحزبين بأنهما كانا يرثان حجما هلئلا من المشاكل فى كل مرة يؤول لهما الأمر بعد حكم شمولى طويل عادة ما يترك وراءه خزينة فارغة ومنهوبة على مدى فترات طويلة لا تقارن بفترات حكم الحزبين القصيرة .
اثنان من انصار رموز الديمقراطية احزابا كانت ام قيادات كان لهما رأى حاد من الكتاب ومن مؤلفه . وصف احدهما الكتاب بأنه اثبات لنهج المثقفاتية السودانيين الذين يكنون عداءا تاريخيا للحزبية انطلاقا من قناعة وجدانية ظلت ملازمة لهم منذ الازل تقول بأنهم ليس لهم مكان او مستقبل فى هذه الاحزاب. ويأتى من هذه النافذة عداؤهم الدائم للديمقراطية ولوسائطها التى هى الاحزاب .وأضاف ان هؤلاء المثقفاتية هم بعض من"افندية السياسة " الذين كانوا دائما حلفاء للشمولية والشموليين بداية من عهد نميرى ومرورا بعهد عبود وانتهاءا بعهد البشير . الشعب السودانى لا ينسى كيف تقاطر كبار المثقفين وحملة الشهادات العليا على نميرى بصفة خاصة وتزاحموا على ابوابه يمجدونه حتى كبر الوهم فى عقله الى درجة ادعاء الولاية على المؤمنين، والى تعميد نفسه اماما لهم مقابل وظائف كان يمنحها لهم فى الصباح عن طريق المذياع وينزعها فى المساء عن طريق المذياع ايضا .وقال هذا المنتقد ان الكتاب يثبت حقيقة معاشة هى ادعاء افندية السياسة امتلاك الحكمة وفصل الخطاب . المنتقد الثانى للكتاب قال ان شهادة الاستاذ فتحى الضو عن الاحزاب السودانية وزعماء هذه الاحزاب هى شهادة مجروحة باعتبار ميوله الحزبية مع مجموعات عبد العزيز خالد .وهى مجموعات تحمل عداءا مكشوفا للاحزاب السودانية وهى مجموعات كان معظمها من ذوى التوجهات الشيوعية بمافيبهم عبد العزيز خالد نفسه. ويقول صاحب هذا الزعم ان الاستاذ فتحى واصدقائه فى التحالف ورثوا هذا الضيق بالاحزاب بسبب ارثهم اليسارى القديم.
لكن ، ورغم رأى هذا وذاك فى الكتاب ، فانه لا يمكن التقليل من الاثر السئ الذى سيتركه هذا الكتاب التوثيقى الهام على مفاهيم الاجيال الصاعدة تجاه هذه الاحزاب وقياداتها ، وتحديدا على شخصيتى زعيمى الحزبين الكبيرين الذين جعلهما الكاتب محور الأساس فى الكتاب يدور حولهما ويعود اليهما المرة تلو المرة من أول الكتاب حتى نهايته ، وفى كل مرة يعود فيها الى سيرتهما يعود بحصيلة هائلة من القصص السالبة ، ويكتبها بلغة تضج بالسخرية احيانا مما ساعرضه فى حلقات قادمة.التهديم المعنوى شمل حصن المعارضة الحصين المسمى بالتجمع الوطنى الديمقراطى ، حيث يكشف الكتاب للقارئ غير الملم بخبايا وبواطن هذا الجسم الهلامى الذى عاش مهاجرا من وطنه ومن اظلافه يحلم ويهذى باقتلاع النظام من الجذور ، قبل أن ينتهى راكبا فى قعر مقطورة يغنى له ويبارك مثل تربال أنعشه نسيم الدعاش الربيعى بعد لفح الهجير المعارضة الذى لم تعد تريح بوائقها . يقدم الكتاب افادات ووثائق وروايات عن ما كان يدور فى اروقة التجمع السرية تكشف مدى ضخامة الخدعة التى تعرض لها شعب السودان من جراء تضخيم هذا الكيان الهلامى لنفسه حتى اصبح مثل عجل السامرى : جسدا له خوار وقدرات هائلة على النبيح السياسى فى البيد الجرداء وضجيج ، حتى صدق حديث نفسه وظنونها ، فمنى المنتظرين عند الرصيف باوهام "الاقتلاع من الجذور" ، "وسلم تسلم" وتركهم على محجة سوداء من الوهم تبعث على الضحك رغم الضجر المحيط بالناس والمكان.
لقد هاجر المعارضون بخلافاتهم الى أرض الكنانة ، وتركوا من خلفهم شعبا منوه بكل مثير. الاستاذ فتحى الضو الكتاب يعرى ذلك الواقع المرير ، ويزيل اقنعة الخداع من على الوجوه الخادعة بهذا السفر الضخم الذى اراد له ان لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وقد احصاها حتى يجد المخاتلون جميعا ماعملوا حاضرا .دكتور متوكل اعترض ابتداء على (كلمة الاقنعة ) فى عنوان الكتاب وقال ساخرا فى ندوة محضورة فى واشنطن اقيمت على شرف الكاتب إن السياسيين السودانيين لا اقنعة عندهم .فحالهم مكشوفة منذ الازل وكل خيباتهم مطروحة على قارعة الطريق. يهمنى فى هذه الوقفات ما جاء فى الكتاب عن ممارسات الذين اسموا أنفسهم قادة المعارضة وقادة التجمع اكثر مما جاء فيه عن ممارسات الحكام الذين اختطفوا السلطة بليل لسبب بسيط هو أن هؤلاء قالوها على رؤوس الاشهاد وبلسان كبيرهم بأنهم أخذوا هذه السلطة بقوة السلاح وسوف يحمونها بقوة السلاح وعلى من يريدها منهم فعليه أن يحمل السلاح : بمعنى آخر :انهم ماضون فى طريقهم الذى اختاروه ، وعلى الذين يرفضون هذا الطريق أن يشربوا من البحر . نعم أكرر : أن كل ما جاء فى السفر عن ممارسات الحاكمين لا يشكل مفاجأة أو خبرا للقارئ الذى اكتوى بهذه الممارساتز زهاء العقدين الآن. فممارسات الحاكمين ظلت كتابا مفتوحا ، والكتب المفتوحة هى ميادين مطروقة والمطروق مألوف. أقول هذا و لا اقلل من اهمية تدوين تلك الاحداث.
ما جاء فى سفر الاستاذ فتحى عن ممارسات قادة المعارضة فهو الخبر الحقيقى والمثير والمضحك والمبكى. وانت تقرأ سيرة هذه المعارضة فى الكتاب ، فلا بد أن يأخذك العجب والغضب والاندهاش صعودا وهبوطا. وان كنت من الذين بنوا آمالا كبارا على هؤلاء القادة المعارضين ، فلا بد أن يصيبك المرض الذى يصيب المفؤودين والموؤودين والمأزومين عادة باعتبار أنك ستكون أحد هؤلاء لا محالة .ولكننى ابدأ هذه الوقفات بما لحق بزعيمى الحزبين الكبيرين واثار مؤيديهما عله يفتح بابا للتوضيح او التصحيح اولمزيد من النقد باعتبار ان نقد الذات هو اول خطوات الاصلاح .فالى الحلقة الثانية القادمة باذن الله .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية (Re: Lucky)
|
اطلاق سلاح التدمير الشامل ضد زعيمى الحزبين التاريخيين! (2)
[email protected]
د.على حمد إبراهيم قلت فى الحلقة الاولى من هذه السلسلة إن الاستاذ فتحى الضوقد أطلق سلاح التدمير الشامل ضد زعيمى الحزبين التاريخيين ، السيدين الصادق المهدى والسيد محمد عثمان الميرغن بما كاله لهما من انتقادات واتهامات جارحة فى كتابه المسمى " سقوط الاقنعة- سنوات الخيبة والأمل". وقد خصّ الاستاذ فتحى رئيس الوزراء السيد الصادق المهدى بصورة خاصة ، خصّه بالقدر الاعظم والاقسى من هذه الانتقادات والاتهامات ، ربما لأنه كان رجل الدولة التنفيذى الذى تأتى اليه وتنتهى عنده امور الدولة خصوصا فى اللحظات الحرجة ، وعند المنعطفات الحادة التى تستلزم اصدار القرار السريع والحاسم تلافيا لخطر محدق او تصويبا لخطأ جسيم او ترشيدا يصحح المائل مما يقوم به عادة التنفيذى الأول.وقد اوردت فى فاتحة المقال الأول بعض ملاحظات المنتقدين للمؤلف وللكتاب كحق مكفول لهم .
- فى هذه الحلقة وفى الحلقات التى تليها ساعرض ما ساقه الكاتب من انتقادات وبما فيها من تفاصيل وتهم جارحة ضد السيد زعيم حزب الأمة قبل أن اعطى حيزا مما ثلا لما تعرض له السيد زعيم الحزب الاتحادى الديمقراطى حذوا بحذو ونعلا بنعل كما يقول المثل كأن الكاتب يقول أن ليس أحدا بأحسن من أحد. يبدأ الكاتب بالتركيزعلى السيد رئيس الوزراء وبصورة تجعله المسئول الاول والاخير عن ضياع دولة الديمقراطية الثالثة أو ربما جاز للبعض من خصوم السيد الصادق أن يجعلوه المسئول الأول عن كل شر حدث فى السودان بعد أن يروا أن المؤلف لم يكد يجد فضيلة واحدة يذكرها له فى هذا السفر الضخم الملئ بالاحداث. وبزعم الكاتب ، فان السيد رئيس الوزراء اضاع دولة الديمقراطية ليس لأنه قام بانقلاب ضدها ، ولكن لأنه تقاعس عن حمايتها بالتقصير الخطير فى اتخاذ القرارات الحاسمة والسريعة عندما اصبحت المعلومات التى تتحدث عن وقوع انقلاب وشيك ضد تلك الدولة لم تكن سرا مكتوما يتداوله المتآمرون خلف الابواب المغلقة ، انما كانت حديثا مشاعا فى قارعة الطريق يتداوله غمار الناس وخاصتهم. أعرض هذه الاتهامات التى ساقها المؤلف ضد السيد رئيس الوزراء وهو شحص له فى قلبى معزة يعرفها الكثيرون. وهى معزة ليست سرا مكتوما. فكاتب هذه السطور ينحدر من اسرة انصارية جهادية عريقة لبى جدودها الاوائل دعوة الامام المهدى الاولى فى مهد الثورة الاول الجزيرة أبا وخاضوا معه معركته الاولى ضد ( أبو السعود) واصبحوا أمراء للثورة فى بواديهم يبشرون بالدعوة الجديدة السامقة ويزودون عن حياضها بالرخيص والغالى.وكان من الامراء جدودى الامير ابوعسل امير البوادى القوى الشكيمة والامير بخيت عبيد ن و الامير موسى احمد البشير الفقيه صاحب تقابة القرآن الوجواجة التى كانت تشعا نورا فى القلوب على مدار الزمن الكسول ، يتقاطر نحوها الناس طلبا لنجدة من ولى الله بجاهه عند خالقه . هذا اولا . ثم اننى نشأت على تقدير خاص للسيد رئيس الوزراء تعاظم فى قلبى منذ كنت صبيا فى السياسة و لا افهم فيها كثيرا . ولكن جذبتنى اليه سيرته الوضيئة فى طهارة اليد ونظافة السريرة ونبل الاخلاق والخلق مما يعرفه عارفوه وقاصدوه . وتلك محامد تعز فى سياسىّ العالم الثالث الذين يسرقون الكحل من العين ، أو يسرقون جنا العاقر كما تقول جدتى بت وداعة رغم حرص العاقر الشديد على مولود ياتى بعد ضنك الانتظار الطويل. قصدت من هذه المقدمة أن اقول أننى أعرض فى هذه الحلقات ملخصا لانتقادات حادة ضد رجل يجل فى قلبى وزنه وأفعل ذلك وحالى يشبه حال من يقدم على الجمر يطأه وهو يعلم أن ذلك الجمر حارقه لا محالة. ولكن لا بأس . فالتداوى من الاسقام يجبر المتداوون على تجرع مر العلقم . وأول وصفات التداوى السياسى تبدأ بنقد الذات مهما كان فى ذلك من مرارة . فان صدقت اتهامات الكاتب ، فان السكوت عليها أو تجاهلها لايخدم قضية لأحد. بل ربما هدّم هذا السكوت ما تبقى وأطلق عليه عاديات رياح السموم " التى تخلى دياره عويش" على تعبير احد شعراء باديتنا الفحول . نحن قوم بدويون نلتحف الصدق مع النفس ومع الناس . ولا ننافق ،لأننا نعتبر النفاق تحقيرا للنفس وتحقيرا للذى ننافقه . لقد كنت من المتذمرين الناقدين عشية الانقلاب بسبب ما كنت أرى من نتوءات تقشعر لها الابدان على جسم النظام الديمقراطى . وكنت أضع يدى على قلبى خوفا عليه. ويوم اعلن الانقلاب لم يكن ذلك خبرا بالنسبة لى . وتلك قصة ربما احتاجت حيزا غير هذا ووقتا غير هذا. لقد اعتبرت ما قال المؤلف عن السيد الصادق المهدى نوعا من اطلاق اسلحة التدمير الشامل عليه . لأن المؤلف لم يكد يجد فضيلة واحدة يثبتها للرجل الذى تسمو مكانته فى قلبى لنظافة يده وطهارتها ولسمو نادر فى خلقه واخلاقه وتلك صفات تجلب للانسان حب الناس وتقديرهم . وكنت واحدا من هؤلاء الذين يقدرون الرجل لوجه الله ، وبلا طمع فى نيل يقدمه وقد اصبح منذ زمن طويل غير قادر على افادة نفسه ناهيك عن افادة الآخرين اذا كنت من المرضى الباحثين عن المقابل جراء مواقفهم . والحمد لله كثيرا أن عافانى من هذا الداء الخبيث واصاب به آخرين .أعرض أقوال الكاتب الصديق فتحى الضو و لا املك حق نفى ما يقول ، ولا حق تثبيت ما يقول . ولكنى اتوقع أن لا يسكت الذين بيدهم هذا الحق.اتوقع أن يجد ما أورد الكاتب اما قبولا واعترافا وتوضيحا وتبريرا .و اما رفضا واستنكارا . اما السكوت والتجاهل فلا . لأن أثر ذلك لا يقل عن تأثير ما قيل فى الكتاب الذى هو – فى يقينى بمثابة سلاح تدمير شامل ضد كل المعسكر الديمقراطى. ولكن ماذا جاء فى الكتاب؟
- " دخل عليه ضابط من ذوى الرتب الوسيطة فى القوات المسلحة، وكان يتأبط خبرا مزعجا ، تشيب له الولدان، وقد جاء تحديدا لابلاغ المهدى به، فقال الضابط :" هناك ترتيبات تجرى لتنفيذ انقلاب عسكرى لتغيير السلطة الديمقراطية!". سأله المهدى عن مصدر معلوماته. فقال الضابط : ليس هناك مصدر معين.لكنه التقط كثيرا من الهمس الذى يدور وسط ضباط المؤسسة العسكرية لدرجة اصبح ذلك فى حكم اليقين. ولكن المهدى باغته بسؤال استنكارى:" هل تفتكر ممكن ضابط يغامر ويهد الشرعية الدستورية ؟! ويجيب الضابط: ياسيد الصادق الضابط المغامر عندما يركب الدبابة لا يعرف المؤسسة الشرعية ، وكل تفكيره يكون مركزا فى اتجاه ان حياته فى خطر ، مما يحفزه لتنفيذ تلك المهمة فقط ."غير ان المهدى عاجل الضابط بسؤال آخر ينضح تواضعا:تفتكر مالذى يمكن عمله؟ ويجيب الضابط: قادة الوحدات يجب ان يكونوا ملازمين فى وحداتهم بدرجة استعداد قصوى ،وتأهب كامل.كما يمكن أن توضع كتيبةأو اكثر فى منطقة فتاشة"
- يورد المؤلف هذا الحوار الذى دار بين السيد الصادق والضابط ذى الرتبة الصغيرة الذى واضح انه جاء متطوعا لتبليغ رئيس الوزراء ببعض ما يدور من لغط ، يورده بين غابات من علامات التعجب والاستغراب، استنكافا واستغرابا أن يسأل رئيس الوزراء الضابط الصغير الرتبة ان كان يعتقد أن ضابطا ما يمكن أن يغامر و يهد الشرعية الدستورية؟ أو يسأله عما يمكن عمله لتفادى وقوع الانقلاب. والكاتب محق فى حشد علامات الاستغراب والتعجب. إذ أن عدد المرات التى قام فيها ضباط مغامرون بهد الشرعية الدستورية ، أو بمحاولات هدها ، لا تكاد تحصى! أما السؤال عما يمكن عمله ، فيبدو سؤالا فى غير مكانه . اذ أن رئيس الوزراء فى هذه الحالة بالذات هو صاحب الأمر والنهى الذى يتوقف على تصرفه السريع والحاسم أمر موت أو حياة النظام الديمقراطى الذى هو مكلف بحمايته ، ولا يمكن أن ينتظر النصيحة من ضابط صغير غير مكلف حتى لينقل ما نقل لرئيس الوزراء من معلومات ، ويمكن أن يعاقب عليها من باب الانضباط العسكرى اذا اكتشف رؤساؤه تبرعه بنقل هذه المعلومات لرئيس الوزراء لأنه خالف أسس التسلسل القيادى _ .chain of command
أما ما نصح به الضابط رئيس الوزراء من اجراءات فهى من باب البديهيات التى لا ينتظرها رئيس الوزراء من أحد .إنه القائد التنفيذى فى هذه الحالة ، وهو الذى يقرر الذى يجب عمله بالسرعة المطلوبة.أملى أن لا تكون الرواية صحيحة فى اطلاقها .اذ يكبر عندى وكبر عندى بالفعل أن يطلب رئيس الوزراء النصح من ناصح هو من مرؤوسيه الصغار جدا والذين يجب ان يكونوا لا فى العير ولا فى النفير لما يجب أن يكون فى علم وتقدير السيد رئيس الوزراء. وصف الكاتب لسؤال السيد رئيس لوزراء بالتواضع هو وصف دقيق وبليغ وجارح ويملا صفحات . يقينى ان المؤلف أورد ما اورد من مصادره الخاصة .ولا حجة عندى لكى أشكك فى صحة هذه الروايات.ولكنها تصيب من النفس مقتلا وتجعلك احيانا تقف عاجزا عن التفسير وعن الاجابة.مثل عجزى فى الاجابة على سؤال قريبى الانصارى الذى وقف منفعلا ومنتفضا حين سمع المارش العسكرى ينطلق من الراديو فى الثلاثين من يونيو وقال موجها سؤاله لى : يعنى عملوها للمرة الثالثة ؟ يعنى كل مرة نحن نخدم ونفوز ، ويجو دول مثل غربان النحس ويخطفوها مننا ومايكون عندنا غير الجعير ؟ ولم ينتظر قريبى الغاضب اجابة منى ، فقد قرر الاجابة على سؤاله مسبقا حين قال انه لن يكون عندنا غير الجعير. والجعير هى لغة بدوية تعبر عن ثغاء الخراف والنعاج وهى تمد رقابها مستسلمة للقصاب! ومثل قريبى ذهلت للبساطة الغريبة التى نفذ بها الانقلاب الانقاذى مما تداوله الاعلام المندهش والفرح والشامت.وتمضى الحكايات:
"فى يوم 25 من يونيو 1989 ، أى قبل انقلاب الانقاذ بست ايام فقط ، كانت مجموعة من ضباط الأمن ترصد اجتماعا لعدد من قيادات الجبهة القومية الاسلامية فى منزل ربيع حسن احمد فى ضاحية المنشية شرقى الخرطوم. وشاءت الصدف أن يمر السيد عبد الرحمن فرح رئيس جهاز الأمن الوطنى بالمكان فى طريقه الى منزله فى المنشية. وحرص احد الضباط أن يطلعه على مهمتهم المتلخصة فى مراقبة اجتماع مجموعة الجبهة القومية الاسلامية فى منزل السيد ربيع حسن احمد لاعتقادهم أن هذه المجموعة تخطط لانقلاب . ضحك السيد عبد الرحمن فرح وقال باستخفاف : ديل يعملوا انقلاب ؟ وتابع حديثه مع ضابط الأمن قائلا :" انتو مشغولين بالفارغة! انتو عينكم فى المايويين وهم يخططون لانقلاب وتراقبوا ناس الجبهة!وانتهى الحوار بأن أمر رئيس جهاز الأمن ضباطه بالإنصراف والاهتمام بالمايويين ."سؤال رئيس جهاز الأمن الوطنى الاستخفافى " ديل يعملو انقلاب؟" أجاب عليه الجبهجيون بأن عملوا الانقلاب فى اللحظة التى نام فيها رئيس جهاز الأمن ونام معه كل العاجزين عن فعل التمام. والدليل على انهم قادرون على القيام بانقلاب هو وجودنا هنا فى هذا الزمهرير القارص. ولا عزاء للحزانى.
حدثنى المؤلف كثيرا عن احترامه وتقديره للسيد الصادق فى معرض نفيه للاتهام بأنه تحامل كثيرا على السيد الصادق فى هذا الكتاب . وأنه كتب ما كتب بروح من التشفى المقصود لذاته.وقد رددت كوادر حزب الأمة المنتشرة فى الولايات المتحدة هذا الاتهام بقوة. وقال انه ابلغ السيد الصادق شخصيا فى احدى مقابلاته معه- ابلغه بأنه انتقده فى هذا الكتاب لحرصه على ضرورة أن نمارس جميعا فضيلة نقد الذات وضرورة أن يقبل قادتنا هذه الفضيلة .واضاف بطرافة " أن السيد الصادق رجل ديمقراطى ، ولانه كذلك فقد تفهم هذا النقد ، وقبل فضيلة ممارسة نقد الذات كضرورة من ضرورات الاصلاح . وذكر لى ضاحكا انههم كصحفيين يحبون مناكفة السيد الصادق ويحسون بأن انتقادهم له اصبح من المشهيات أو مثل الملح يضاف الى الملاح حتى لا يكون مسيخا أو (مرخيا ) بلغة ربات البيوت. بعد قراءتى الاولى للكتاب أيقنت أن الاستاذ فتحى أضاف لما كتب عن السيد الصادق ملحا كثيرا قد تجعل الكثيرين من انصاره غير قادرين على ابتلاع لقمة واحدة من ذلك الطعام الذى حرص على ألا يكون مسيخا. ولكن يقينى أن ذلك لن يغضب السيد الصادق لأن السيد الصادق شخص محصن ضد الغضب السلبى .أقول هذا ومبلغ علمى ان كوادر حزب الامة الغاضبة ترى أن الكاتب خصص كتابه للهجوم على حزبها وعلى زعيمها وأن المؤلف كتب ما كتب بلغة غاضبة وليست ناقدة كأن بينه وبين السيد الصادق خلافا شخصيا أو ثأرا قديما . احدهم اشار الى فقرة محددة فى الكتاب علمها ورقمها ووضع تحتها خطوطا حمراء كثيرة و ينتقد فيها المؤلف السيد الصادق بحدة شديدة على حديث صحفى أدلى به ذات يوم تحدث فيه عن قدرته على حماية النظام الديمقراطى اذا قبل أن يتبع اسلوبا غير قانونى كأن ينشئ مليشيات مسلحة لتكون جيشا ضاربا موازيا للجيش القومى و قال فيه تحديدا أن لديه خمسون الف مقاتل جاهزون عند الطلب فى اشارة واضحة كما يبدو الى قواعده الانصارية. المؤلف رد على هذه الجزئية من الحديث المنسوب الى السيد الصادق ،رد عليها بحدة شديدة خرجت عن المألوف وبدا كما لو كان فى مبارزة سياسية مع صاحب الحديث. فهو يصف السيد الصادق فى هذا المنعطف بأنه ينسخ أقواله ، ويجعل لكل مقام مقالا . و يتصرف مثل لاعب سيرك متمرس يتلاعب بالارقام. وذكره بغير قليل من السخرية كيف أن أنصاره لم يلبوا دعوته لهم للهجرة اليه فى الشرق عندما وصل اليه بعد تهتدون .
ويتطرق المؤلف لواقعة سرد فيها السيد الصادق ا دار بينه وبين السيد احمد سليمان اقترح فيها الاخير أن يتضامن الحزبان – الامة والجبهة القومية الاسلامية- ويقيمان معا نظاما رئاسيا عن طريق الانقلاب والقوة اذا لم يمكن ذلك بالوسائل الديمقراطية. الكاتب وصف حديث السيد الصادق باللولبية. ويصف مذكرات السيد الصادق التى جاءت فى سياقها هذه القصة ، يصفها بأنها لن تحرك شعرة واحدة فى رأس أى احد من الناس . بالفعل الكاتب اعطى نفسه هنا حقا لا يملكه جزم بأن مذكرات السيد الصادق لن تحرك ساكنا فى رأس أحد .من منا يمكن أن يجزم نيابة عن قراء بالملايين .احد الغاضبين علق بأن المؤلف تفسح كثيرا تحت الهواء الطلق واصبح يفتى كما يفتى التكفيريون فهو يعدم هذه المذكرات لأنها لم تعجبه وما لم يعجبه ، فهو لا يعجب الآخرين .
ويدلق المؤلف حبرا كثيرا فيما يسميه تأزيم السيد الصادق للواقع السياسى فى السودان عقب توليه لمسئولياته مباشرة ويتهمه بالقيام بالعديد من الممارسات السالبة التى سببت هذا التأزيم. ويورد امثلة لذلك ، ويذكر ما اسماه تنكره لبرنامجه الانتخابى وغض الطرف عن قوانين قوانين سبتمبر و عقد التحالفات وفضها لاسباب لا علاقة لها بنبض الشارع. وشخصنة المسائل مع الحزب الشريك مثل ماحدث فى موضوعى دكتور ابوحريرة ودكتور احمد السيد حمد. ويمضى المؤلف خطوات أبعد فى هجومه على السيد رئيس الوزراء ويتهمه بالهروب الى الامام. وتمثل الهروب الى الامام برأى الكاتب فى التستر على ما اسماه الكاتب بممارسات السيد مبارك الفاضل فى الفساد ونقله من وزارة الى اخرى برشاقة الفراشات. الصورة القاطعة التى يتحدث بها عن فساد السيد مبارك الفاضل لا تخلو من مجازفة . فماذا لوتقدم السيد مبارك بشكوى قانونية ضد المؤلف . ماهو دليل الاثبات حصوصا أن الانقاذ بعد انقلابها قتلت الوقت بحثا وتنقيبا فى ملفات السيد مبارك وغيره ولم تجد غير قطعة ارض منحها وزير لمواطن لكى يبنى عليها منزلا لاسرته. وبعد سرده الطويل لمثالب السيد الصادق الداخلية ، يقول المؤلف أن السيد الصادق قرر الهروب الى الامام وذلك بمد يده الى علاقات السودان الخارجية بهدف تدميرها . ويذكر أنه خرّب علاقة السودان مع مصر .و زعم أنه اسقط ثورة جده الامام المهدى على العلاقات مع مصر واورد لذلك معتمدا على قول السيد الصادق " هناك قطاع من أهلنا فى مصر يصر على رفض فهم الشعب السودانى. وهذا القطاع فشل فى فهماكبر الثورات القرن الماضى بالسودان وكذلك ثورة اكتوبر وثورة رجب"ويقول الكاتب أن مصر بادلت السيد المهدى نفس (العداء!) وأن ذلك يحدث للمرة الأولى! وأن ذلك هو أمر نشاز فى العلاقات بين الدول . بالطبع الكاتب تمدد هنا ونسى التاريخ القديم والحديث سواء بالنسبة للعلاقات بين مصر والسودان او العلاقات بين الدول. فهناك دماء سالت وتسيل وهناك اراضى احتلت واراضى ما زالت محتلة. اما العلاقات بين الدول فهى ليست دائما وردية وليست دائما أزلية كما يوحى تحليل المؤلف.
ويورد الكاتب ملابسات تشير الى تحركات دبلوماسى عربى مشبوهة عشية الانقلاب . ثم لا يلبث حتى يدلف للوضوح بدلا من الترميز ، فيقول أن السيد رئيس الوزراء كان مسئولا عن الملابسات التى أدت الى أن تكون (0مصر) هكذا بالاسم، طرفا فى هذا الحدث .أى طرفا فى الانقلاب .هكذا ورط الكاتب مصر صراحة فى ما حدث فى الثلاثين من يونيو . ولا اعتقد أن كشف هذا الأمر ، وبهذا الوضوح ، يمكن أن يسعد مصر . ولا أعتقد أنه يسعدها القول انها عادت السيد الصادق الى درجة القيام بدور( فى الحدث )مهما كانت درجة علاقاتها السالبة مع السيد الصادق.
ويواصل الكاتب سرده ، فيضيف أن السيد الصادق أزم علاقات السودان مع السعودية والكويت والعراق وبقية دول الخليج وكذلك دول الجوار الافريقى. احد الذين قرأوا الكتاب استوقفته هذه الفقرة .سألنى مستغربا ،وهو ليس من انصار السيد الصادق، سألنى "ان كانت مرّت علىّ فى عملى الدبلوماسى الطويل حالة يكون فيها رجل دولة بحجم السيد الصادق بلا فضيلة واحدة سواء فى داخل بلده او فى خارجها كما يزعم هذا الكاتب ، وهو يقيّم زعيما يجئ دائما الى السلطة على رأس الفائزين عن طريق الانتخاب الديمقراطى ". واضاف : "هل اصيبت كل الملايين التى اعتادت ان تنتخب هذا الزعيم كل مرة باصوات اعلى من جميع الفائزين؟
بالقطع الجماهير لا يصيبها الرمد الجمعى.
ونواصل باذن الله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية (Re: Shams eldin Alsanosi)
|
الاخ شمس الدين ليس هنالك من الاقنعة من سقط ولكن الكثيرون من مرتديي قناع الصحافة ( السلطة الرابعة لتمليك الحقائق ) من سقط .... لم اكمل الكتاب بعد ولقد حدثني الاستاذ عابدين حسن ( ابو الزلازل بقصة صاحب الاقنعة وشهرته في تسجيل حتي _ الونسة _ في شرائط كاسيت يخبئها في جيوبه وقد كان في السيارة بصحبته والدكتور عمر يوسف العجب فهم صاحب الاقنعة باستبدال شريط الغناء الذي بجهاز السيارة فاذا بالدكتور العمدة يصرخ فيه ماذا تفعل يا... داي تجل لي كلامي كمان انزل من العربية؟؟ القصة طويلة وطريفة ولكن ليست الحقائق في كل الونسة !! ) ليس هذا مكان ومقام نقد الكتاب او الكاتب ولكنها ملاحظات وخواطر وقد كنت انت باسمرا والقاهرة وتعلم من ذلك الكثير ارجو ان تضيف للكاتب ملاحظات تصوب بعض هفوات الكتاب و له منا التحية علي الجهد والمثابرة
| |
|
|
|
|
|
|
|