دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
مرحبا بكم في " ثقافة الاضواء
|
ختام إحتفالية مركز عبد الكريم ميرغني بـ«سوق حلايب»
محجوب شريف: رأس مال المشروع استنفار القيم الحية داخل الناس
معمر مكي: المشروع إمكانية حقيقية دعمت بخبرات وجهود مبدعة
بدرية محمد: هناك فرق بين«عمل يدوي حرفي» و«ثقافة عمل يدوي»
عبد الله الكير: نسينا هنا كل ما عانيناه من شقاء وألم كان يوم الثلاثاء 20مايو2003م ، بـ«هكر» مشروع ثقافة العمل اليدوي، بسوق حلايب الثورة ام درمان، يوماً مفتوحاً للأطفال وللكبار ايضاً، كما هو مقرر ضمن برنامج إحتفالية مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بام درمان بذكرى تأسيسه الخامسة، التي انطلقت في الخميس15مايو 2003م وشهدت عدة فعاليات ثقافية وجدت حفاوة واحتفاءً من قبل جمهور عريض التف حول المركز وانشطته المتميزة بحضور دائم ومكثف.
اذن وبإشراف مباشر من الأستاذ الشاعر الكبير«محجوب شريف»، كانت فعالية يوم الثلاثاء ، بسوق حلايب، كختام رائع ومعبر لإحتفالية المركز بذكراه الخامسة.
كانت ساحة واسعة امام ورشة «هكر»، ميداناً للإحتفال البسيط العميق، الذي شهدته صفوة من أهل الفكر والثقافة والإبداع بجانب المهتمين والمتابعين للأنشطة الثقافية التي ينظمها المركز، عدا الأسر وجمهور تكون تلقائياً من العاملين بـ«سوق حلايب» ومرتاديه والمارة.
كان برنامج اليوم عبارة عن ألعاب شعبية تميزت بالطرافة وتجاوب معها الجمهور بصورة مدهشة وهي ألعاب مثل«جر الحبل» وخلافه، كما جرى تقديم بعض الأطفال الذين انتجوا ألعاباً جميلة من مواد محلية بسيطة مثل الطفل«موسى المعز» الذي صنع طائرة بمشاركة اخيه الأصغر،واقيم مزاداً مصغراً لما انتجه الاطفال من لعب ونماذج مدهشة، يدوياً، ايضاً جرى تقديم«عجلة» بمكتبتها المتحركة لأحد المعاقين الذين شهدوا الإحتفال، مجاناً، والعجلة صنعت محلياً بالورشة وحملت اسم الشاعر الكبير«محمد المهدي المجذوب».
حضور متميز
كان هناك حضور مكثف من مفكرين ومبدعين وإعلاميين شهد الإحتفال والمعارض ووقف على التجربة في جوانبها المختلفة وأشاد بها وقد كان من بين الحضور د/حسن ابشر الطيب، د/عبد الله علي ابراهيم، ود/عبد القادر الرفاعي ،الشاعر محمد الحسن سالم حميد، الشاعر ازهري محمد علي بصحبة اسرته الكريمة، الفنان ابو عركي البخيت ، الفنان التشكيلي عصام عبد الحفيظ، الفنان الشاب«عاطف انيس» ومن الإعلاميين كان هناك الأستاذ«نجيب نور الدين» و«خالد فضل» ونفر كريم آخر ربما لا تفي المساحة لحصرهم.
نموذج لموهبة إبداعية
«عبد الله الكير» يسكن الثورة ام درمان الحارة«34»، وهو من منطقة«ابيي»، سمع عن مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي وثقافة العمل اليدوي والورشة من أحد ابناء حارته شجعه ودعاه الى الإلتحاق بالورشة، وقد تحركت داخله الرغبة في التعبير عن فنان يكمن داخله والرغبة في العمل والتعلم، وكان ان إلتحق بالورشة في بداية العام2001م،«عبد الله الكير» يقول لي: «ما وجدناه في الورشة لم نجده مطلقاً في حياتنا وقد كنا فقدنا الأمل في التعبير عن انفسنا، وجدنا هنا كل الإهتمام والتوجيه من استاذ محجوب شريف واستاذ معمر مكي واستاذ السر واستاذ كمال واستاذ شرف وأستاذ بكري وأستاذ سفيان». يقول عبد الله: «نسينا كل ما واجهنا من شقاء وعانينا من ألم ووجدنا العطف والحنان، ومثلما وجدنا هؤلاء الناس الذين وقفوا معنا وساعدونها وعلمونا نستطيع الآن ان نساعد الناس وان نقف مع المساكين دون أي تفريق في الأديان والقبائل».
عبد الله قال لي أنه بدأ برسم المناظر الطبيعية «طبيعية البلد» وان الأستاذ«ياسر علي» علمه كيف يجود الرسم وكيفية استخدام الظلال، وعن علاقته بالنحت يقول انه وجد بعض الحجارة وبإستخدام بعض الآلات البسيطة بدأ في تكوين وجه على الحجر، حضر استاذ محجوب شريف إثر فراغه من العمل وسأل عن الوجه الجديد ومن اين جاء، يقول لي عبد الله ان الأستاذ شجعه كثيراً على الإستمرار.
حين حضرت«إليزابيث» زوجة رئيس القضاء البريطاني في زيارة للمركز قدم لها«عبد الله الكير» لوحة من إبداعه تعبر عن التعايش في المجتمع السوداني والتعايش في العالم، وقطعة نحت باسم«حمامة السلام» كهدية باسم الورشة والمركز، فبعثت له برسالة شكر بعد عودتها الى لندن وازاميل وأدوات نحت كاملة، مثلما كان قد بعث له من قبل الأستاذ محمود صالح راعي المركز بعد ان شاهد أعماله وأعجب بها ارسل له ادوات نحت كاملة ايضاً وألوان مختلفة واوراق رسم.
«عبد الله» شارك بمعرض نحت وتلوين كامل، لفت إنتباه الحضور بقوة وقدمته الورشة كنموذج من نماذجها الساطعة.
صدق النوايا ونكران الذات
«معمر مكي عمر الأمين» ـ فنان تشكيلي، استاذ ومشرف مقيم بالورشة، يقول :
بدأ التطبيق العملي لفكرة نفاج ـ ثقافة العمل اليدوي«هكر»قبل عامين تقريباً والفكرة تنهض على إعادة المهمل والمركون من القيم والأشياء الى دورة الحياة من جديد وفق تصور يهدف الى استحداث وسائل إبداعية مختلفة لدحر الكارثة الإنسانية الكبيرة التي يتعرض لها ملايين الأطفال من الفاقد التربوي وضحايا الفقر والنزوح بسبب الحرب والجفاف والتصحر.
مر المشروع بالعديد من المراحل وهو في تطور مستمر، قوته الدافعة الأساسية الوجدان الحي لهذا الشعب العظيم الذي استوعب وبدون تردد فكرة تجميع المهمل والمركون بل تعداه الى ماهو قيم ونادر، جعلت من المشروع إمكانية حقيقية، دعمت بخبرات وجهود مبدعة من مختلف المهن والتيارات الإبداعية انصهرت معاً في عمل انساني نبيل كانت قيمته الأساسية الصدق في النوايا ونكران الذات والفاعلية الإبداعية الحرة والملتزمة بقضايا الطفل.
نهض العمل على اساس«جملون» يحتوي المهن البسيطة وغير المؤذية للطفل«النجارة ـ السباكة ـ الميكانيكا ـ الصناعات الجلدية» وغيرها من المهن المعروفة. يتم تعليم الأطفال اساسيات هذه المهن مع التكفل بإعاشتهم وعلاجهم.
استوعب النفاج منذ بدايته وحتى الآن.«50» طفلاً من مناطق الأطراف وقد استوعب المشروع داخله عدداً من المشروعات مثل«ثمن المشوار حكاية» خدمة مجانية للجد والحبوبة يقوم بترحيلهم حيث يريدون مقابل حكي للخبرات وللتراث ونقله بعد ذلك وتفريغه وصياغته بهدف سلسلة كتب«ثمن المشوار حكاية».
هناك العديد من البرامج المختلفة التي يجري تنفيذها، وتجربة«عبد الله الكير» نموذج لذلك الطفل الذي وجد رعاية صادقة وهو طفل موهوب التصق بالمشروع منذ تأسيسه وهو طالب الآن يدرس وينمي معارفه الجمالية في نفاج بكل جد بعد الرعاية التي وجدها مع مجموعة التشكيليين المتطوعين في المشروع.
تحقق ذات
«بدرية محمد عبد الرحمن»، خريجة جامعة النيلين، كلية الآداب فلسفة عام1994م ـ خبيرة في مجال الصناعات الجلدية والتدريب في هذا المجال، تقول:
ساهمت في مجال التدريب في عدة مواقع الى ان استقر بي المقام في نفاج ثقافة العمل اليدوي في فبراير 2002م، البرنامج يستهدف ضحايا الفقر والنزوح والفاقد التربوي وقد تم تأسيس فصل بداخل مدرسة لإستيعاب عدد«38» دارسة في أقسام عمل مختلفة لتعليمهن مهارات يدوية، تتراوح أعمار الدارسات ما بين«10 ـ 18» سنة كانت البداية بتدريب البنات على صناعات جلدية بالإضافة الى قسم خاص بالثقافة الغذائية ومن داخل القسم نشأت وحدة تهتم بتصنيع الحلويات والمعجنات للمساهمة في دفع متطلبات الحياة اليومية للدارسات واستمرار القسم من «صناعة بسكويت ـ خبائز ـ اشياء اخرى».
لمسنا من خلال العمل اليومي مع الدارسات، ضرورة تطوير الجانب الأكاديمي لهن بعد ان علمنا بأن السبب الأساسي لإنقطاعهن عن التعليم هو الجانب المالي وبالفعل تم استيعاب 8 بنات، جلسن لإمتحان الأساس وكانت النتائج مرضية جداً بعد ان ضغطنا مجهود عدة سنوات في عام واحد لفترات متفاوتة بين عام واربعة اعوام.
المعرض يشمل أعمالي التي قمت بصنعها في فترات مختلفة ويشمل الجزء الثاني منه أعمال الدارسات في فترة التدريب، أي نتائج تعلمهن مهارة وصنعة تقيهن شر الفقر والحاجة.
تجربتي مع النفاج لها معنى كبير، ما يميزها انني ما عدت أبحث عن الهوية لأني تحققت فيه من ذاتي ووجودي هنا ليس وظيفة او سعي لمكاسب ذاتية، هنا تعلمت واستوعبت مفهوم العمل الجماعي والعمل من أجل الآخرين.طبيعة عملي أخذت شكلها الواضح بالنسبة لي لأستوعب الفرق الكبير بين«عمل يدوي حرفي» و«ثقافة عمل يدوي».
إستنفار القيم الحية
الأستاذ الشاعر«محجوب شريف» على رأس القائمين بالمشروع تحدث معنا حول المشروع:
قد يتساءل الناس حول العلاقة بين ثمن المشوار حكاية وبين الإهمال والركن، وهناك علاقة.
هناك اشياء في ازقة البيوت والمؤسسات ذات جدوى ويمكن إعادة صياغتها ـ الأطفال ضحايا الحروب والفاقد التربوي، الحبوبة مع مشاغل الحياة ودخول اجهزة التلفزة تحولت الى مهمل ومركون وهي ذات مخزون ثقافي ـ تفتقد ولدها واحفادها.
«ثمن المشوار حكاية» ـ الحنطور او البص اخرجناها به، واخرجنا من خلال المشوار المهمل والمركون في ذاكرتها، والذي يتحول على ايدي فنان تشكيلي الى كتاب وهذه إمكانية نشر تثري المساحة وتفتح نفاجاً للتواصل.
«الكبرت عليه وفاض عن الحاجة» هناك من يحتاج إليه، عجلة المعاق الفقير الذي يزحف في الأسواق لسنوات طويلة ومجموعة الكتب مساهمة لأجل ان يصبح صاحب مهنة ووسيلة لرفع إحساسه بإنسانيته.
رأس مال المشروع الحقيقي هو استنفار القيم الحية داخل الناس وأهم مافي الفكرة ان المسألة ليست محتكرة وليست ربحية وليست مسيسة، ان تسييس العمل الخيري خيانة حقيقية.
المشروع مفتوح لكل الناس بغض النظر عن اللون، الدين والقبيلة.
نحن نعلم ان الأزمة أكبر ولكن ما نقدمه عبارة عن نماذج إنتشارها يخلق إمكانية عمل تطوعي سوداني جديد وقد اشركت التجربة قطاعات واسعة من الناس دون حساسيات وهواجس. هذه هي المادة الرئيسية للملف الثقافي الذي اشرف على تحريره بصحيفة الاضواء عدد الامس ، يمكن متابعة الملف كل ثلاثاء www.aladdwaa.com ويمكن للاخوة البورداب المساهمة بالاراء والملاحظات ، اضافة للمساهمات الادبية والفكرية عبر عنواني [email protected]
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مرحبا بكم في " ثقافة الاضواء (Re: Alsadig Alraady)
|
مرحبا بك الاستاذ الشاعر الصادق الرضي بعد غيبة من المنبر افتقدناك خلالها
وشكرا لك على الموضوع، والشكر الكبير لأهل مركز عبد الكريم ميرغني، تلك المبادرة الاهلية الانسانية العظيمة وعلى راسها رجال مثل محجوب شريف، وبهم تبقى هذه الامة معطاءة وحبلى وواعدة بالكثير الجميل
| |
|
|
|
|
|
|
|