دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
في حضرة روح عثمان علي نور
|
في حضرة روح عثمان علي نور طالعت اسمه لاول مرة في العام 1986، حينما عثرت بمكتبة «المجلس القومي للآداب والفنون» العامة سابقاً، على مجلد حوى اعداد مجلة القصة كنا ثلة من الاصدقاء جمعنا الاهتمام بالأدب واصبحت «المكتبة» بالمجلس القومي منتدانا الأثير.
وقد وقفت كثيراً عند مجلد «مجلة القصة»، كانت الفكرة جميلة ومغرية بعمق، بجانب ما حفل به السفر من توثيق لمرحلة معينة شهدت بروز أسماء سمقت ، فيما بعد، في سماء الكتابة الادبية الناضجة والرائدة في السودان.
طالعت له عدداً من الاعمال القصصية بعد ذلك، وقد تصدرت سيرته مجالس عديدة جمعتني بيحي فضل الله، في منزله الكائن بأمبدة الجميعاب. حكى لي يحي باعجاب عن «قصة» إصدار عثمان علي نور لمجلة «القصة» وعن المعاناة والتضحيات الجسام التي بذلها حتى لا تتوقف المجلة، كان يحي يتحدث عنه بمحبة عالية، لاحقاً عرفت انه قد اجرى معه حواراً مطولاً مستغلاً قرب الدار، حين قرأت نص الحوار في إحدى اعداد «كتابات سودانية».
والرجل «عصامي» بكل ما تعني الكلمة، علم نفسه بنفسه، وطور إمكانياته من طور القراءة والإهتمام الى درجة الإبداع والريادة،، وقصة ذلك مكتوبة وموثقة.
لي قصة شخصية معه، والمخرج التلفزيوني فاروق سليمان، وقد جمعتني بهما غرفة في استراحة (النخيل) ببورتسودان في العام 1992، وكنت من ضمن المشاركين في مهرجان الثقافة الاول ببورتسودان، صحبة نفر كريم من أهل الأدب والفن ومن اهل الاعلام والعمل الثقافي بصورة عامة.
لم يكن ينام دون أن يطمئن على انني تناولت وجبة العشاء واستغرقت في النوم، يشاطره في الاهتمام والروح الابوية الانسانية العالية شيخ مخرجي السودان فاروق سليمان ولهما من النوادر وخفة الدم ما لم يكن يتسير لي الوقوف عليه لولا تلك الايام وذلك المهرجان.
امر آخر: سألته في تلك الايام، حين سمعته يطلب من الاستاذ جراهام عبد القادر ان يقدم له دروساً في كتابة النوتة الموسيقية، سألته عن سر حاجته لذلك، فقال لي أن استماعه للموسيقى البحتة، خصوصاً اعمال بتهوفن، قد توقف في مستوى معين، وهو يرغب في تعلم النوتة الموسيقية ليطور من مستوى استماعه، فتأمل!
رحم الله، استاذنا عثمان علي نور بقدر ماقدم واعطى. لن تكون كتابتنا عنه وافيه، بعمق محبتنا وتقديرنا له ولعمله ولكن فلتكن فاتحة ـ آمين.
|
|
|
|
|
|
|
|
|