عصام ابوالقاسم عبد الواحد ، مواليد العام 1978م ، خشم القربة ، طالب بكلية الموسيقى والدراما جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ، قسم الدراما شعبة النقد ، نشرت اول قصة قصيرة له بالصفحة الثقافية لصحيفة المشاهد في العام 1998م وكانت بعنوان " جارنا " تكشفت من خلالها موهبته العالية في فن القصة القصيرة وتوالت مساهماته بعد ذلك في الملفات الثقافية لصحيفة البيان ، الايام ، الحرية ، الخرطوم ، الاضواء . انتاجه الابداعي ليس غزيرا بالضرورة ، بيد انه يتميز بجودة نوعية ، كما اثبت كفاءة عالية في الكتابة النقدية من خلال عمود رأي اسبوعي كان يكتبه بالملف الثقافي لصحيفة الاضواء وايضا تبدت امكاناته في معالجة المادة الصحافية من خلال تعاونه مع القسم الثقافي بالاضواء ، نشط ثقافيا وهو مؤسس منتدى النقد الاسبوعي بكلية الموسيقى والدراما، هنا نص له ، نشر بالملحق الثقافي بمجلة الخرطوم الجديدة ، نرجو من البورداب الكرام ضم صوتهم الينا لمنحه عضوية البورد قصة قصيرة روح عصام ابو القاسم عبد الواحد لا يمكنك تصور ذلك....! لقد كان جحيماً لا يوصف .. حقيقية، كيف ــ فقط ـ بامكاني ان اصف لك ذلك؟ ياااه.. كل تلك البلايا التي لا تطاق ، والتي انهالت عليّ باستمرار. لقد غلبني النوم طوال الوقت.. صوت المغني الصاخب، ضجيج الاورغن، دوي الرصاص، الصيحات، الصفير الغليظ، ودائماً، مشاعر الخيبة الثقيلة المركزة بقلبي.. اضطرابي..النار المؤججة الجائلة بداخلي. آه كل تلك الاشياء.. كل تلك الاشياء، وصورتك .. صورتك التي كنت اراها باستمرار وامضة ، خلال الظلمة ، صورتك .. وانت معي في تلك المساءات الحلوة ، بأماكن عديدة، هنا وهناك ، وعيناك الضاجتان بالافراح.. دائماً تلمعان بوجهك الصغير المرح، الذي طالما لعقته بأكمله . تلمعان.. تلمعان، لحظة ثم اراني امام صورتك وانت مع عريسك الآن ، تجلسين بكوشتك المزدانة الحافلة الزينات ، في فستان زفافك الياسميني ، بالجمال كله. ومن حولك صديقاتك، معارفك و... و، وخلال ذلك باستمرار، المغني الصاخب، الزغاريد، الصيحات ، القيامة بذاتها... ازدرد ريقي حامضاً ثقيلاً ، اتقلب في فراشي المحموم، بتعاسة تامة ادفن وجهي في وسادتي.. لكن كأنني لم افعل شيئاً! اعرف انني لن استطيع نقل ذلك ..اعرف .. اعرف.. ما اصعب ذلك؟ وفي وقت ما قمت وجلست بطرف فراشي، ورحت افكر باشياء عديدة لا اذكرها الان.. كانت كأنها الهلوسة. وطوال الوقت حالتي مضطربة وهائجة . لكن بوسعي ان اتذكر ، بصورة ما ، انني كنت افكر.. افكر افكر في ... بعد ان ترحلين ، هكذا ، برفقته الى الخارج حيث يعمل هو -كما قيل- في احدى الشركات الكبرى.. كنت افكر.. افكر: ترى هل ساخطر.. سأخطر ببالك؟ واذكر ذلك الحنين الغامض الذي غمرني وقتها ، ورحت اتساءل .. تراني ساخطر ببالك حقاً؟.. هل سيحدث ذلك؟ فجأة تلوح لك صورتي ، مثل نسمة رقيقة ، سريعة وعابرة.. في مكان ما ، في زمان ما .. ببيته .. الهناك بالخارج. ياه! ما احلى ذلك! تراني اخطر؟ ام انك لن تدعي لذلك مجالاً.. لا ...لا.. ابداً ، لانك ، كما كتبت لي في اخر رسائلك ، الغيتني من مشاعرك.. اغلقت دوني ابواب عوالمك ، حرقت رسائلي المغشوشة اليك، كما كتبت لي. منذ ذلك اليوم.. ذلك اليوم المشؤوم ، حين تفاجأت بنا، انا وتلك الفتاة التي لا اذكر اسمها الان في تلك الظهيرة، بحجرتي... تفاجأت بنا عندما دفعت الباب، ، ورأيت اننا (....) انا وتلك البنت، وسقطت من يديك الرقيقتين ، تلك الهدايا الجميلة (الصابون والعطور والفانلات الصوفية الراقية.. الجنز) والتي جلبتها لي اثر عودة ابيك من الخارج. آه حبيبتي! روح.. !؟ انها روح غريبة خفية .. تدفعني دفعاً لهذه البلايا. ولا يد لي بذلك !! روح .. كيف يمكنني ان اصفها لك؟ آه على اية حال، روح .. روح لعنة شيطانية ، نفثة من وادي الجن.. لا اعرف ..لا .. لا اعرف...، قوية لا املك الا ان اكون اسيرها .. رهن اشارتها وخروجها..، تتملكني فجأة واجدني محموماً ، بحمى مهلكة ، واجدني ..ابحث .. ابحث عن فتاة.. عن ابليسة من نار ، لا اذكر اسمها ، عادة عقب فوات هذه البلية مني، حيث لا وقت محدد، اعرفه، لذلك وفيما انا ابحث فإنني احس كأنني ممتلئ بسر سحري غامض، وانني في مشي كأنني اطفو، بمسرة عميقة، فوق سطح مياه سحرية ناعمة ، طفواً رخياً حالما، واشعر خلال ذلك، بالخدر اللذيذ الممتع يسري في اوصالي، وتتبدل الاشياء لعيني، بالوان شتى متداخلة ، للحظة ثم تستقر ، الاشياء كلها ، بلون كابي واحد هادئ ... هادئ وحلمي... لقد اعتقدت دائماً انه مرض يا حبيبتي، مرض خبيث ابقيته خبيئاً في نفسي ! عقب ذلك فجأة، انهمر الرصاص غزيراً اخافني حقا. وحدت الزغاريد ، والصيحات و... و.. ، وقمت واقفاً ، في الظلمة ، مصدوماً بمشاعر متناقضة قاسية. وفكرت لحظتها انك حضرت لتوك من الكوافير، وحضرت امام عيني في فستان زفافك.. نزلت من العربة الصغيرة الفارهة المنورة والتي زينت بشغل السلفان وجريد النخل، واخذ بيدك الناعمة . هو ، وسرتما يداً بيد، في الجو البهيج من حولكما .. الزغاريد.. ايقاع الاورغن، الصيحات و... و.... آه.. كم كان ذلك قاسياً عليّ انا الكائن الوحيد البائس بالحجرة المطفأ نورها والمغلقة نوافذها ..هناك بمكان ما ، في غير مركز العالم : ساحة منزلكم. واستبدت بي رغبة ملحة للخروج لمشاهدتكما ..معاً ، الآن ، ولم افكر كثيراً. فتحت الباب وهرولت مهسهساً بايقاعات الاورغن المجنونة.. ثم ، وقبل ان اصل الى ساحة منزلكم فجأة، فيما كنت امر بزقاق الشيخ علي، فجأة وقفت وقفة لا ارادية ، شعرت بركبتي لا تقدران على حملي، وجلست وقد زادت خفقات قلبي، مشوشاً ، مضطرباً، وفح جلدي بالحمى .. الحمى الغريبة إياها، وشعرت كأنني ممتلئ بذلك السر السحري.. ادركت الحال. تلفت حولي فرأيت .. رأيت فتاة ما .. ابليسة ..لا اذكر اسمها الآن، قدمت باتجاهي من ساحتكم ، اذكر ، وكأنها تقصدني . وامكنني لحظتها ، فقط، ان اقوم بساقين سهلتين واتجه، وكأنني اطفو ، بمسرة عميقة، فوق سطح مياه شيطانية ناعمة ، طفواً رخياً سلساً ، واتجه اليها . كانت الفتاة النارية .. الحامية سهلة ومبادرة.. انساقت لي من لحظة فقط، في الحق .. مثلها مثل كل اللائي يقعن في طريقي وانا بروحي .. ببلوتي هذى . وكأنها كانت تعاني الشئ نفسه، او كأن لروحي الغريبة .. سطوتها حتى على غيري. ايميل عصام : [email protected]
الاستاذ الصادق الرضي دائماً تكون سباقاً في الاهتمام بالمبدعين وهمومهم وكم أود أيضاً أن أعبر عن رأيي في حاجة المنبر لقلم مثابر ونشط ومبدع كقلم الاستاذ عصام أبو القاسم أضم صوتي إلى صوتك تحياتي لك ولعصام
12-15-2004, 05:36 AM
Alsadig Alraady
Alsadig Alraady
تاريخ التسجيل: 03-18-2003
مجموع المشاركات: 788
العزيز مامون التلب شكرا لمرورك الجميل من هنا لم نعد نراك كثيرا الحق انه من الواجب ان نساهم في ان يتحقق التواصل دائما بين مختلف الاجيال والتيارات ، نتمنى ان يمنح عصام العضوية باسرع ما يمكن حتى يتمكن من اطلاق صوته وتقديم عطائه
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة