شهادت جيل ادبي جديد حول الصحافة الثقافية السودانية وسؤال المنبر
إضاءة نقرأ لهم منذ عدة سنوات ، في الملاحق الثقافية بالصحف ، اسماء جديدة دم جديد في شرايين الساحة الشعرية والقصصية ولكن لا احد يكتب عنهم شيئا لا احد يوجه لهم سؤالا ، في المساحة التالية كان لنا معهم هذه الوقفة حيث تجد شهادات بعضهم وهم جزء من هذا الجيل الذي نرجو ان نلقي عليه الضؤ لاحقا * شعراء جدد وليد عبد الرحمن : مركزية ذاكرة يقول وليد عوض عبد الرحمن: الكثير من الاشياء بالطبع، اهمها ان الانسان يخطو بردود فعل النشر خطوته التالية باصطحاب خلفية الحوار المبني على النصوص المنشورة والتقييم غير الحكمي.. هذا طبعاً بعد فضل التقديم للقاريء. الملفات الثقافية - مع ملاحظة انها المنبر الوحيد الآن - قدمت وتقدم نصاً ادبياً جديداً له قضايا واشكالات خاصة، نص يكتب (الآن) بكل ما تعني هذه المفردة من خصوصية. هذه الملفات ينبغي - لكي تؤدي دورها - ان توازن بين شيئين: الهم الصحفي اليومي من خلال القضايا الثقافية الضاغطة على الاعصاب ومتابعة وتوصيل ابداع العالم ثم منحى استراتيجي من خلال كونها متخصصة تصدر مرة كل اسبوع هذا يقودنا الى اشكالية غياب المجلة الثقافية التي لا اتصور ان ينوب عنها اي شكل، ومشاكل النشر المزمنة في السودان والتي تكرس الشفاهية، الشفاهية لا يعرف المستقبل من خلالها الغائب جسدياً. طبعاً كل ما سردت واكثر مظهر للاشكالات الثقافية انما جوهر اي تقهقر ثقافي في اي واقع له اسباب تاريخية، والكلام هنا - لا شك - ينحو منحى خاص تشريحي، في تناول (السودان الثقافي) بالتحديد، هذا البلد الذي ما كان ينبغي له ان يتخلف بثروته الحضارية الهائلة، لا ينبغي لنا ان نعتبر التخلف خصوصية يظلمها التوثيق التاريخي، والسؤال في ذهني الآن: هل ستكون حركتنا الثقافية الابداعية غير متأثرة بهذا الشكل المتشظي للسودان؟!. ويستطرد: الاسباب الحقيقية لخفوت الابداع ودور المثقف ترتبط باشياء مثل انعدام الحريات، والتغول السياسي، والثقافة الاحادية للدولة، التي ليست بالضرورة حكومة الانقاذ بقدر ما اعني بها الدولة منذ عام 1821م والتي وصلت في نهاية القرن العشرين، الى كبت حقيقي، مع اصرار البعض على عدم تميز السودان العربي عن الآخر غير العربي - على الاقل - دعك من الكلام عن الاقصاء والتهميش الذي يمارس ضد العربي الذي يشكل الاغلبية والجذور الاكثر ارتباطاً بالمكان في زمن اصبحت فيه الحكومات تربي الاجيال عبر تحكمها في وسائل الاشعاع الثقافي، بالتأكيد للديمقراطية ودورها في ابداع ما ينبغي ان يكون، ودورها في تحييد حراس البث الابداعي تحت ستار الرقابة الاجتماعية لخدمة ايدلوجيتها. يكاد المرء احياناً ان يتحول عن خياره الثقافي الابداعي لشدة ضغط السياسي عليه، وقد حدث ذلك مع كثيرين فاصبح اغلب ادبنا وفننا هتافاً تذروه عجلة التاريخ فهل نتحدث عن الحركة الثقافية بمنأى عن كل هذا؟!. ثم يختم «وليد» شهادته بـ: ازاحة العقبات هي ممارسة الحياة، لا عقبات تقف امام طموح الذي حدد خياراً طالما بقى حياً فمهمته ان يبدع رأيه ورؤيته عن الانسان وللانسان (بمركز ذاكرته، بعيداً عن تبني دور المفكر في النص الابداعي). الاصمعي باشري :جرأة على المواصلة اما الاصمعي باشري فيقول: اولاً اود ان اشير الى ان الهدف الاساسي من عملية النشر هو استنهاض الحركة الثقافية في السودان والتخفيف من حدة معاناتها، لان النشر عبر الصحافة الثقافية يساهم في خلق منبر نظيف ومضيء للمبدعين، واعتقد ان الجيل الجديد من هؤلاء المبدعين يمتلك طاقة لا تقل ابداً عن طاقة الرواد ولكن للاسف الشديد هناك تناسب عكسي بين العدد الكبير منهم - والذين يتكاثرون يومياً - وبين مساحة النشر (ربك.. كنانة.. كوستي) زيارة ميدانية واحدة منكم تلكفي لاثبات صحة ما ذكرت، فبالاضافة الى عوامل الجغرافيا وانعدام وسائل الاتصال المباشر كعائقين اساسيين ولعل هنا يكمن دور المحرر الثقافي في تجاوز هذه العوائق واثبات حسن النوايا بمثل هذه الزيارات حتى لا تسوء نيه الجيل الجديد بتعاظم عنصر القهر الثقافي وغياب المؤسسة الديمقراطية اللازمة لنمو وتطور تجربة النشر، ثمة اصدقاء كثيرون اصيبوا بطاعون الاحباط من جراء عدم الاهتمام بمسالة النشر فذهبت اوراقهم ادراج الريح، وآخرون تيقنوا بنصيبهم من ميراث الزهد السوداني فدفنوا رؤوس اقلامهم في رمل السخرية من القدر وانا منهم لولا اصرار بعض الذين اوجدوا لكتاباتي بصيص ضوء تمثل في المساحة التي افردها الرائعون مثلكم من خلال صفحاتكم الاسبوعية او شبه الاسبوعية، وهي على قلتها لم تقف ضدنا فمنحتنا الجرأة على المواصل، اما على الصعيد الشخصي فقد اضافت لي هذه التجربة الكثير، منها الدفعة المعنوية الكبيرة وتعميقها لهاجس الكتابة عندي بشكل جاد لاكون اكثر مسؤولية تجاه فعلى الابداعي وخصوصية صوتي الشعري، وكما ذكرت آنفاً فان هذه الصفحات الثقافية - على قلتها - ردمت قليلاً من الفجوة الكبيرة التي يعيشها القاريء السوداني وهي طبعاً غير مقنعة ولكن شيء افضل من لا شيء، ويبقى طموحنا اكبر بحضور المشهد الثقافي من خلال ملاحق يومية متخصصة وذات طرح جاد لهموم واهتمام الحركة الابداعية بالوانها المختلفة لا سيما النقد الموازي فهو التفعيل الحقيقي لمزيد من الانتاج ولعل اقرب مثال ما نشده في ساحة الصحافة العربية مثل اخبار الادب التي تصدر عن مؤسسة اخبار اليوم المصرية وملاحق ذات صفحات عديدة وبصور مستقرة لدى (السفير اللبنانية) و(عكاظ السعودية) وغيرها، ولا اظن ان هنالك شحاً في الانتاج الابداعي حتى نصرف النظر كلية عن ملاحق متكاملة ومستقرة ويقيني تسده حركة الابداع الوطني المهاجر مثل مجلة (كتابات سودانية) اذ اكدت انه لا خوف على نجاح المجلة المتخصصة في هذا المجال، وايضاً هنالك نافذة فتحها الفضاء، للنشر الالكتروني وهذه لعمري قد خلصتنا من عقدة زبانية مؤسساتنا الثقافية وجهلهم وبيرقراطيتهم تجاه النشر، اخيراً يبقى الامل في انجاز المزيد من الملاحق والاصدارات بانواعها ودمتم حلماً يمنحنا القدرة على انجاز مشاريعنا معاً في الفكر والشعر والحقيقة. مأمون التلب : مهارة الاصابع - مهارات الخيال مامون التلب يفيدنا ايضاً: لا تكمن الاهمية الحقيقية في النشر عبر الملفات الثقافية في النشر نفسه - اي الوصول للجمهور - بقدر ما تكون الاهمية في المسؤولية التي يولدها هذا النشر واقصد هنا المسؤولية تجاه فعل الكتابة نفسه. عن تجربتي الشخصية لم اكن اتصور ان ظهور اسمي فجأة على صفحات الجريدة سيصيبني بالرعب، حيث تحولت قراءاتي لما اكتب، اشد صرامة - نقدياً - من السابق. وهذه المسؤولية عبارة عن سؤال: لقد طرحت نفسك ككاتب وماذا بعد؟! هذا يلزمك بتطوير مهارة الاصابع باستمرار والتي دائماً ما تكون اقل بكثير من مهارات الخيال، اي كيف تصوغ رؤياك الخاصة بالمهارة التي تؤازي طرحك ككاتب؟! وهذا اهم جانب ايجابي بالنسبة لي، ومن ناحية ان يعرفك الملف لقراء جدد فقد كان لدي اعتقاد احياناً بان الذين يتابعون ما ينشر هم الاصدقاء الذين يتابعون الكتابة في وقتها - اي النص لحظة الميلاد - وهذا ما جعلني اتوقف عن النشر لفترة، لكنني اكتشفت بعض المهتمين - رغم قلتهم - تابعوا ما نشر وهذا يعتبر انتصاراً للتجربة. في الفترة الاخيرة اكتشفت ان اغلب النصوص التي وددت نشرها لا تستطيع القفز الى صفحات الملفات الثقافية وهذا يطرح السؤال: هل نشكو من ضيق مساحة الملف ام طول النصوص التي نكتبها؟!. طبعاً هذا التساؤل يبدو مضحكاً ولكنه يفضح فقداً للمنبر المتخصص (مجلة، كتاب، جريدة ثقافية متخصصة) وعدم توفر هذا المنبر يفقد الكاتب ثقته في جدوى الكتابة نفسها فالكتابة حياة وهذا يعني فقدان الثقة في الحياة الحقيقية للكاتب. اعتقد ان هنالك منبراً واحداً جاداً (كتابات سودانية) ولكن متابعة العالم الخارجي وحركته الثقافية تصيب بالاحباط، فرغم ما يعانونه من السلطة والانظمة القاهرة فان انتاجهم ومنابرهم تنعش الحياة البائسة، ربما عندنا يتم التجاهل من الجهات الرسمية وايضاً عرقلة الجهود عن طريق قوانين النشر الصارمة وتحجيم المنابر العامة. في النهاية اعتقد ان مجهودات الصادق الرضي (الايام - الاضواء) ، عثمان شنقر (الايام)، اسامة عباس وازهري الحاج (الحرية سابقاً) وغيرهم من مساهمين في رعاية الملفات في الصحف، هي مجهودات مقدرة وقد ساهمت في خلق المسؤولية داخل اصوات عديدة وابرزتها بقدر ما تستطيع. * * قصاصون جدد عصام أبو القاسم :كأنك لا تفعل ليس، بالتأكيد ـ مثل ذلك الشعور الذي تحسه حالما ترى الى سطوع اسمك، هكذا.. للمرة الأولى! بصحيفة ما. ليس مثل ذلك الشعور اي شعور! في حضوره القوي والعنفواني بذاتك. في ما يضوعه بروحك من روائح. في ما يستغرقه من وقت وقيت في وفي.. الخ. ومن بعدها..؟ الأجمل ياسيدي، كان قد مضى«اذا حورنا قولاً لأحدهم» ما سيحدث هو انك ستظل تنشر. بالأدق سيحلو لك ان تنشر وتنشر، ثم رويداً رويداً يتنامى بداخلك السؤال المقلق يتنامى بسرعة: ـ لمن تنشر؟ ـ من يقراؤك في هذا الوقت من الليل؟ هل ثمة غير بنت الخالة المصابة، على نحو مخفَّف، بذات دائك، هل ثمة غيرها: اميمة او ذاك الصديق.. او.. او.. الى: من لا يتجاوز عددهم اصابع اليدين؟ هكذا، مثلما فعل بكثيرين غيرك، سيقلقك السؤال. ام انه ببطء شديد، سيقتلك؟ اثناء ذلك بلا شك، ستكف عن ان تكون ذاك الغبي الذي يتساءل دائماً وقد أعياه السهر وغلبته اللغة.. الهذيانات وما لا ينتهي من محاولات القنص الخائبة. ـ اين النص الجديد؟ وسيداريك الغباش المقيم ـ النشر بالملاحق الثقافية لا يخلق أي فرق عزيزي الصادق، بإستثناء ما ذكرته فيما يتعلق باللحظة البكر«فكرة النشر لأول مرة» ستظل تنشر وتنشر.. و.. كأنك لا تفعل! والوحيد الذي سيحاول هز ثقتك الكاملة بهذه الحقيقة، من وقت لآخر بعيد، هو«قريبك» حين تصادفه واحدة من قصصك في احدي مطالعاته النادرة. حيث لن يعوزه نبل ان يسرّك، فيبدي لك اعجابه واعتزازه: كيف انك ـ قريبة ـ صرت تكتب بالصحف؟! ياللحب! غير ذلك، عزيزي الصادق، سيمر الكثير من الوقت الى ان تفاجأ ـ في حال انك داومت على النشر ـ بأن هناك من يعرفك! نعم، غير قريبك ذاك.. وغير الحبيبة. وهاهو يحاول ان يتذكر عنوان القصة التي قرأها لك. يمر بعض الوقت.. وهو يلح في التقصي بذاكرته. تذكر له انت، واحدة فواحدة، قصصك.. تسأله عما تحكي القصة؟ تحاول اسعافه«في الحق اسعاف نفسك» بعنوانها.. ولكن! وقبل ان يحكي لك عما تحكيه القصة سوف يلجم كل ما يصدح بنفسك المستعذبة انها وجدت أخيراً من قرأ مبثوثها. سيقول لك انه يدعى«فلان»، وانه هو الآخر: قاص. فتقاطعه مسرعاً كمن أخذ فجأة: اذكر..اذكر.. وتذهب ببصرك الى سقف المقهى في محاولة لتذكر عنوان القصة التي صادفك اسمه بها و.. ، بالأخير، سيذهب ببصره الى...، في محاولة للتذكر، ويبقى بينكما: الصمت. بلا شك العزيز الصادق، الأسلم الآن هو ان اقول: لكن الملاحق الثقافية عرفتني بـ«ستيها قايتانو، جمال غلاب، رفيدة مبارك، مأمون التلب، وغيرهم. ولابد ان هذه المعرفة اضافت لي، بصورة ما، لكن ليس بقدر ما ينبغي، وما ينبغي فحسب؟!. الأسلم ايضاً هو ان اقول ان الملاحق الثقافية لا يمكن لها، بأي حال، ان تنجو من القدر السيئ الذي يعيشه الثقافي. ان لم تكن هى بحد ذاتها دليله العياني، وهو قول نثبته بالرغم من اننا نعتقد ببعض النيات الطيبة. اذن شرطنا الثقافي او بالأصح الشروط الصعبة التي تسيج الثقافي، هى من الضخامة والإمتداد بما يبدو معه الحديث عن أي اشراق«في هذه الظلمة الدامسة ربما» ضرب من ضروب الغش والكذب... و.. متى لم تكن تلك هى الحقيقة. بالأخير، العزيز الصادق، انت تعرف ايضاً فيما يتعلق بنشر المادة الأدبية من خلال الصحف السيارة. انت تعرف ما يصيب المادة الأدبية، جراء ذلك.. اذ ان عمرها ـ مثلاً ـ سيكون يوماً او بعض يوم. تعرف ايضاً انه ليس هناك أي مقابل مادي«في حين تثمن مواد السياسة والرياضة» هذا غير ان اعتبار عدم احتمالية الصحف لبعض المواد الأدبية.. يفقر الملحق الثقافي فيبدو ـ في أحسن احواله ـ نتفاً ومقاطع باهتة.. غير ان صمود وصبر بعض الملاحق الثقافية يحفز المرء ويدفعه دفعاً لأن يتمنى لها التقدم. وفي البال والخاطر تساؤل: ومن يعرف ربما بدت في وقت ما دليلنا الوحيد على اننا عشنا هذا الزمن؟! محمد عبد الجليل جعفر : توأم سيامي جاءت كتابتي للقصة في مرحلة متأخرة بعض الشيء بالقياس مع تجربتي في الشعر اذ بدأت كتابة القصيدة ربما في بواكير مرحلة الدراسة المتوسطة، ولكن نستطيع ان نقول بأن البداية الحقيقية بشكل اشعرني باعتراف الآخرين بي كشاعر، كان في المراحل الثانوية، شجعني الكثيرون، يحضرني الآن، مثلاً، الصديق قرشي عوض ـ صحافي والأستاذ محمد احمد الفيلابي الناشط في الجمعية السودانية لحماية البيئة، ويعود للأخير الفضل في ان تظهر بعض اعمالي كمقدمة لبرنامج اذاعي كان يقدمه باذاعة عطبرة بجامعة الخرطوم في اواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات ـ اسف جداً: اعرف ان الإفادة المطلوبة حول تجربتي في القصة فحسب، ولكن المعضلة عندي ان الشعر والقصة في تجربتي توأم سيامي لا يمكنني الفصل بينهما، وللصديق عبد العزيز بركة ساكن رأي اوافقه فيه تماماً يقول ان القاص هو بالأساس شاعر وبمعنى آخر ان الشاعر ينجح في القصة أكثر من القاص غير الشاعر، وبالطبع المسألة هنا نسبية. ربما تندهش اذا قلت لك انني أكتب القصة بكثير من التوجس والإرتباك وبصراحة لولا تشجيع استاذي وصديقي الشاعر«ميرغني ديشاب» ثم الصديق عبد العزيز بركة ساكن ربما كنت قنعت من الغنيمة بالإياب، حيث انني لم اكتشف الا متأخراً بأن المنظرين للقصة ربما حتى على مستوى بعض الدوريات العربية«بعضها توقفت» ينطبق عليهم المثل القائل:«الـ ... في البر عوام» القصة في تقديري تجربة فردية في المقام الأول. انا لا أفهم في نظريات النقد الحديث كثيراً وربما ولا قليلاً ومع ذلك لا أكتب القصة اعتماداً على ما يسمونها الموهبة وحدها، بل استدعي خبرات الإطلاع المتفرق لي في الفلسفة، التاريخ، علم النفس، تجارب الروايات العالمية، ربما والسير الذاتية وأدب الرحلات، ثم الإلتقاط اليومي لكل موقف يستحق ولكل مفردة موحية، بالطبع ليس بشكل متفرغ والا كما يقول الكاتب«معاوية محمد نور» لا أحد يرضى بدور المتفرج في الحياة ولكن ربما كان لما يسمونها«الموهبة» دور في هذا الرصد الفوتغرافي التلقائي للحدث الذي يعبر عن نفسه فيما بعد في منتوج القصة او الشعر. كان لصحيفة «الأيام» الفضل عليَّ في تقديمي كقاص نشرت عدة أعمال جلها في صحيفة«الأيام» والبعض منها في صحيفة«الأضواء» وبالخلاص لدىّ مجموعة قصصية منها ما نشر بالصحف وما لم ينشر. المنابر المتاحة تكاد تكون معدومة لولا الملفات الثقافية في الصحف، والصحيفة اليومية في تقديري زهور ليوم واحد ومن طبيعة العمل الأدبى انه يحتاج ليوم واحد ومن طبيعة العمل الأدبي انه يحتاج الى اعادة قراءة مرة ومرتين وثلاث.. لذا فلا يمكنني الإحتفاظ بمئات الصحف والمنبر الذي يجب ان يؤسس في تقديري، هى المجلات الثقافية، المتخصصة كتلك التي«تربينا» عليها في مراحل مبكرة مثل«الخرطوم ـ الثقافة السودانية ـ حروف ـ المحتوى ـ آداب» فقدنا هذه المنابر لعذر اقبح من الذنب«الإمكانات» علماً بأن منصرف مسؤول واحد من وقود عربات وفاتورة موبايل وتلفون وسفريات.. الخ كفيل بتأسيس مجلة ثقافية. اضف الى ذلك ضعف المسرح المثقل بهمومه والطبع المسرح من أهم منابر النشر الثقافي، ثم جاءت المنتديات الثقافية التي تقام بالمراكز الثقافية وهى ظاهرة صحية على أية حال ولكن اخشى على هذه التجربة من داء الشللية ذلك الداء الذي اقعد بالرياضة. اما الإذاعة والتلفزيون، فلا مجال للحديث عن الثقافة في هذين المنبرين، فالتلفزيون محتكر لكتاب وشعراء«ساحات الفداء» ومحتكر كذلك لشعراء الغناء فحسب بعيداً عن الوعي الخلاق، أهل الإقطاعية«الإذاعة والتلفزيون» يحبون الشعر المتمسح بالخطاب الرسمي كقطة وديعة على هامش مائدة عامرة واسمح لي ان استدرك ما قد يساء فهمه فأنا اقصد فقط ذلك النوع من الغناء المتوقف عند محطة«جلسن شوف ياحلاتن» او المتخصص في تسطيح العواطف والأفكار، أأمل الا اكون قد اطلت في مقام يتطلب الإيجاز وعموماً معضلة المنابر بالإضافة الى اختلاف المشروع الإبداعي السائد ومعضلات التجاوز يحتاج الى نقاش واسع ومفتوح!
جورج شكرا لك انت على الاطلالة والتعليق قال المجذوب ، عمدة الشعر السوداني ، من قبل : انني احلم بجيل يجعل الكتابة جزءا من العيش كشرب الماء ونحن من خلفه نحلم ايضا ربما كان القادمون الجدد طلائع الغد المضئ شكرا لك مرة اخرى
الصادق التحيات النواضر احيك على هذه الشهادة والتي تاتي منك حقيقية من اجل هذا الجيل المبدع كما وارجوا ان تبحث لي عن محمد اسماعيل وترسل لي اخبارو وايضاً بعض نصوصه انا مهتم بهذا الامر شديد وفي الغالب سوف اتصل بك على الهاتف خلال هذا الاسبوع
01-21-2004, 01:28 PM
Mahmed Madni
Mahmed Madni
تاريخ التسجيل: 04-12-2003
مجموع المشاركات: 244
العزيز الصادق وليد عبدالرحمن، مأمون التلب،عصام أبو القاسم ومحمد عبد الجليل جعفر وغيرهم كثيرون وكثيرات، هم الآن رغم كل شيء داخل المشهد/خارجه. هم داخل المشهد عبر حضورية الفعل بشقيه - الكتابة والنشر - وخارج المشهد من خلال تغييبية الذاكرة السائدة بشقيها أيضاً- الإلغاء والتثبيت -. وبالرغم من أنهم يكتبون وينشرون أعمالهم في الصفحات الثقاقية إلا أن ذاكرة التغييب السائدة ترى أن المطلوب اثباته هو وجودهم داخل المشهد.فتلك الذاكرة ترفض بصورة قاطعة مفهوم التراكم الذي يستهدف - حسب توهمها- جوهرية دولة المدينة وقطعية توقف الومض عند القرن الرابع الهجري، لأن كل ماتلا ذلك إن كان مقبولاً لديهافلأنه انعكاس لذلك الومض الذي توقف وليس ومضاً في ذاته وبذا يصبح- داخل المشهد- أما إذا ادعى أنه ومضٌ فهو ليس فقط - خارج المشهد - بل غير موجود تماماً إن لم يُزندق. المحزن أن كثيرين ممن يؤمنون بفكرة التراكم والإضافة والتجديد والإبداع والإنقلاب والثورة والحداثة...الخ يترددون مائة مرة قبل أن يشيروا مجرد إشارة إلي أن - البغلة في الإبريق - لذا يجدهؤلاء الشابات والشبان في أنفسهم جيلاً بلا آباء كما قال عاطف خيري يوما ما. هنا لا أزمع تقديم قراءة لأعمالهم ولا إطلاق أحكام قيمية بقدر ما أشدد على أننا نتحدث عن مشهدٍ ثقافيٍ ناقصٍ مالم يشتمل على هؤلاء وغيرهم، وأن المشهدية الثقافية لاتحددها هذه الكتابة أو تلك ولا قراءة دون أخرى بل تتألف من من متنوعات ومختلفات ومتناقضات أو متصارعات حتى.ولا شك في أن التغييبيين_الإقصائيين إن شئتم - الذين معظمهم من متسرعي وسريعي النشر ودائمي الإطلال عبر الإذاعة والتلفزيون هم - جزء - من ذلك المشهد وليس كله. أخلص إلى نقطة رئيسة تحدثت عنها الشهادات وهي الإصدارة الثقافية المتخصصة مجلةً أو جريدة، وهنا لاأزيد على ماقالوه عن المؤسسات الرسمية بل أنحي بجزءٍ كبير من اللائمة على المبدعين والمثقفين المتواجدين في الخارج وبالذات في البلاد التي تتيح فرصة لتكوين فائضٍ مالي وشخصي الضعيف أحدهم لماذا لايبادرون وبصورة عملية لتأسيس إصدارة واحدة فقط قد لاتحقق ربحاً مادياً يذكر أو لايذكر ولكن مكاسبهم/نا الحقيقية من ورائها لاجدال في ضخامتها بدلاً من التباكي والهتاف الدائري هناوهناك؟ لماذا لانرى في منظمات المجتمع المدني إلا الأحزاب والنقابات وجمعيات حقوق الإنسان والأندية الرياضية فقط؟. أذكر للتاريخ أن الصديق الدكتور بشرى الفاضل قد طرح أمراً كهذا في منتدى السودانيين بجدة إذ اقترح تأسيس دار نشرٍ و أخجل الآن من تذكر أنني كنت أحد المتكاسلين غض النظر عن عذري، كما أن الصديق أمين محمود- زوربا- قدم اقتراحاً آخراً على مستوىً أضيق . لأننى أطلت سأتوقف هنا ..ولكن.. أخي وصديقي الصادق- كم كنتَ وحدَك يا ابن أمي؟ كم كنتَ وحدَك؟
الصديق الرائع جداً محمد مدني هكذا انت دائما ما تلمس الاشياء حيث ينبقي ان أن يكون الكي والادق وحده الان يعاند هذا الزمن العتلي القبيح هذا الجيل المدهش جدا يحتاج أن ناخذ بيده جميعاً وكما ذكرت هي مسؤلية المبعين الذين اكتوا بنفس الفعل هذا الهامش الان هو اعمق وقادر عن التعبير بشكل مدهش حد انه يلجم كل هولاء الكبار ولا اتوقع ان يقف سيل الابداع هذا فالغرب لم يعد قادراً على انتاج ادبي مثير او مشقف من شقف ولكن للعالم الثالث الكثير جداً من الذي لم يظهر في عالم الابداع بعد اما بخوص دار النشر فلن ابتلع لساني وكنت انتظر الصادق هنا وعلاء شاموق لكي نبداء سوياً وسوف احيلك الى هذا البوست لن يكون هنا وهناك اي تخازل من فكرة هذه الدار وسوف ننجزها معاً اعجبتني فكرة الاصدارة جداً وسوف اقتح معك حواراً عبر الميل لكي نقوم سوياً بعملها نحن والاصدقاء اتمنى ان يعود بشرى الفاضل قريباً من السودان لكي نوال التشاور معه حولها ايضا كما اتمنى من بكري وخالد ابا رفع هذا البوست لكي يستمر التوال فيه بدرجة اعلى
الحبيب هدهد كما ترى نحاول من خلال حواراتنا مع بعضنا البعض ان نضئ بعضا من همومنا المتكاثفة وقضايانا الحقيقية ، احييك حتى نلتقي قريبا الاخ محمد اسماعيل موجود وستصلك اخباره ايضا ساعطيه عنوانك الالكتروني الحبيب محمد مدني : تشتهيك المدينة شوارعها وناسها ، انا على الاخص لن اضيف لمداخلتك القيمة وتلك نار ربما اصطلينا بها جميعا ولكن ارجو ان نتمكن من تفعيل مبادراتنا وافكارنا نحو الخروج من هذا النفق من خلال ما يمكن انجازه من تواصل في القريب العاجل ولي ولك الله ايها الحبيب الشاسع لا بأس ياهدهد ، وانا على استعداد بخصوص اي محاولة لتأسيس منبر من الخارج او الداخل وربما كان بامكاني الاسهام بالكثير المفيد فليتواصل التواصل
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة