|
|
 الإعلام والمعقبين !
|
لفت نظرى فى البيان الرسمى حول المباحثات بين السودان وجنوب السودان التى اختتمت بالخرطوم الجمعه انه وخلافا للنقاط التى اشير اليها بكلمة (اكد ) الطرفان فانهما وحين الحديث عن الاعلام اعلن البيان المقتضب والواضح – بدا لى انه كتب بلغة دقيقة ومنسجمة بلا اطالات– ان الجانبان (اتفقا ) على تحفيز مناخ الثقة بين البلدين عبر مسئولي الإعلام في البلدين ، وبدا لى جليا ان ثمة انزعاج لمنهجية التعاطى الاعلامى والصحفى مع سابق مخرجات تفاهمات الخرطوم وجوبا وثمة هاجس مما هو مقبل ويبدو ان عبرا وافية قد استخلصت من المآزق الاخير الذى حاق باتفاق الاحرف الاولى والذى كاد ان يؤدى بالاتفاق جملة الى مهاوى التضليل لولا ان تداركه رحمة التوضيحات والتنبيهات الطارئة العجلى .
ولعل هذه الانتباهة المتاخرة تجعل البلدين الجارين يتجهان لبحث مشتركات اعلامية فى نواحى التخطيط والخط السياسى لدعم عملية السلام فى حالها الجديد (بين دولتين ) ، فقد اهمل الاعلام الذى استخدمه الطرفين كل حسب رؤيته ليكون وسيلة ضغط او تشهير، وفى احسن الحالات مفسر لبعض الظواهر والوقائع غير المفهومة ،فكان ان تحول النقل عن الاتفاقية وتطوراتها الى ذخيرة حية انتاشت المواقف شمالا وجنوبا، ثم لما وجدت ان اهدار دم الاتفاقية جائز صوبت غدارتها الى الشخوص وتصيدت نشطاء مسيرة السلام فمن كان فى صف الحركة الشعبية فهو صائل ، غائل ، عميل ومن كان فى صف المؤتمر الوطنى ، لين منبطح متهم فى وطنيته !
ولو ان لنا مقترح فسيكون بتطوير التوجه الايجابى نحو الاعلام بمظنة بناء الثقة ، وتعقيم الاجواء النفسية فى شان مردود عملية التباحث والموضوعات المرتبطة بها ،فان مقترحنا يكون بالالتفات بشكل اكثر جدية للخطاب الاعلامى، وهذا عمل لا يرسم تفاصيله الدقيقة مسئولى الاعلام بالبلدين ،اى وزيرا الاعلام بدليل انهما فى الازمة الاخيرا لم يتحدثا ولو تحدثا لما سمع لهما احد ، ولكنه عمل ابتداء يتحقق بانجاز انضباط سياسى وتعبيرى – ان صح الوصف – للقيادات المعنية بملف السلام فى جوبا والخرطوم وبعدها ضبط افواه المتطوعين بالافتاء والتنظير وتحديد اتجاهات المواقف لمجرد ان احدهم عضو بالمكتب السياسى هنا او الامانة العامة هناك وهؤلاء المتطوعون تفتقت اذهان خزانة التوصيفات ببلادنا لتسميتهم باوصاف (القيادى البارز ) وهو تعبير يطلق عادة لمن لا يملك وظيفة محددة وكل كسبه ان شهرته اتت حينا من الدهر لتقلده امانة وتقديمه فى وظيفة حزبية قد يكون صرف عنها فترك المقعد وسار باللقب .
القمة المرتقبة بين البشير وسلفاكير ، وما يليها بل وما يسبقها ثم الجولة التالية للتفاوض كلها مساحات لاستزراع واقع اعلامى جديد يتطلب التفاتة سريعة وناجزة الاداء وهى التفاتة خاصة بالنسبة للخرطوم يجب ان تطال منابر (شبه اعلامية ) وهى المساجد ، التى واضح ان جهات ما بدات فى توظيفها ، وهى منابر لها قوتها وجمهورها وهى الان لا تبدو على حياد ، بل وتفرط فى التأويل ، ولئن كان النشر الصحفى يمكن استدراكه بالتصحيح والتوضيح وحتى المقال المكتوب – كما فعل سيد الخطيب – فما الفكرة مع الخطباء فى منابر الجمعه .
اقترح للحكومة تعيين (معقبين ) لايام الجمع من عضوية الوفد المشارك فى المباحثات او قطاعها السياسى طالما ان الخطب صارت يوما تتحدث عن نيفاشا ويوما اخر عن (نقد ) واياما عن صلاة المطربين !
|
|
  
|
|
|
|
محمد حامد جمعه
Ridhaa
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست