فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع من زاوية مستقيمة في زمن أعوج

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 09:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-08-2012, 10:54 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع من زاوية مستقيمة في زمن أعوج

    تركت الخاص والعام وبعض الواجب والمستحب ودعوت بعض أفراد الأسرة والأصدقاء
    لنترافق لقاعة الصداقة بالخرطوم لحضور جائزة الطيب صالح للإبداع الدورة الثانية يومي
    15 – 16 فبراير 2012م .. ضجت القاعة بحضور لم تلههم تجارة ولا بيع ولا غضب مقيم
    عن الحضور إلى هذا المكان الذي كادت جنباته أن تمتليء بالحضور على غير ما درج عليه الناس
    في الفعاليات الثقافية التي متنها الكلام ..

    تصدرت القاعة لوحة كبيرة رسم عليها وجه الطيب صالح وكتب عليها:

    الأمر الذي فات على هؤلاء الناس جميعا أن المكان يتسع لكل هذه الأشياء

    سأوافيكم بكل ما سجلت من تلك الفعالية لو صبرتو عليّ لكيلا نسمح لبعض المعاني المهمة
    الملهمة أن تتسرب في لجة المعارك

    (عدل بواسطة Mohamed Abdelgaleel on 03-08-2012, 12:02 PM)
    (عدل بواسطة Mohamed Abdelgaleel on 03-09-2012, 07:18 PM)

                  

03-08-2012, 11:51 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع من زاوية مستقيمة في زمن أعوج (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    لن أنسى شيرين أبو النجا المصرية القادمة من ميدان التحرير
    معبأة ضد الخوف والإحراج الذي تعج به مثل هذه الفعاليات فـي
    مثل منبرنا قالت فيما قالت:

    كل السلطات تشبه حليمة وكلنا مثل آمنه نقبل المغشوش

    أنتقد أحد الحضور شيرين وقال ما معناه أن ورقتها ضعيفة ولا تستحق حتى التذكرة التي جاءت
    بها؟

    وعندما سنحت لها الفرصة قالت الناس كلها جات في الاستراحة بتعتذر لي عن الاخ المرمط بي الأرض
    ده .. لكين أنا مش زعلانة ولا حاقة .. لأنو الاخ ده قال ده مش نقد .. أقول ليهو:

    لا
    ده نقد أدبي ونقد ثقافي .. بس إنتا عايز تدلع علينا شوية
    فضجت القاعة بالتصفيق ولوازمه في مثل هذه الحالة.
                  

03-08-2012, 12:17 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع من زاوية مستقيمة في زمن أعوج (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    لا بد أن المشاركين في الفعالية من المشرق والمغرب العربي ينتظرون سماع
    صدى أصواتهم من الخرطوم وبينهم ومن جاء يحمل رسالة توعوية لا تقبـــــل
    التجاهل ولا الإغراق في شبر السياسة الفاقع لونها ولا تسر أحدا.
                  

03-10-2012, 10:21 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع من زاوية مستقيمة في زمن أعوج (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    "إنني لست ريشة في مهب الريحولكني مثل تلك النخلة، مخلق له أصل،
    له جذور وله هدف".
    الطيب صالح

    =============================================================
    شيرين أبو النجا .. كانت إحدى نجوم جائزة الطيب صالح العالمية
    للإبداع الكتابي إبتدرت ورقتها بعنوان: باب للقمع وباب للمستقبل
    بما يلي:


    ليست مصادفة أن يكون موطن الكواكبي صاحب "طبائع الاستبداد ومصارع
    العباد" 1902 هو حلب ، وبالتالي لم يكن غريباً أن يكون السم قد دس
    له في فنجان القهوة الذي احتساه بمصر، فالمنطقة كلها كانت تحكم
    بنفس منظومة الاستبداد العثماني الذي لم يتغير حتى يومنا هذا ، سوى
    أنه اكتسب الاسم العربي. إلا أن عبدالرحمن الكواكبي قد صور في كتابه
    الفريد صور الاستبداد كافة،وصفات المستبد وكأنها منظومة أحادية، لا
    تجد ما يقف أمامها أو يحاورها ويشتبك معها ، منظومة تصول وتجول في
    الساحة بكل حرية. وأكد أن "أشد مراتب الاستبداد التي يتعوذ بها
    الشيطان هي حكومة الفرد المطلق، الوارث للعرش، القائد للجيش، الحائز
    على سلطة دينية". (طبائع الاستبداد 28). وفصل الكواكبي في كتابه العلاقة
    بين الاستبداد والدين، العلم،المجد، المال، الإنسان، الأخلاق ، التربية
    والترقي. وعلى عجالة وفي الفصل الأخير من الكتاب تكلم عن وسائل التخلص
    من الاستبداد . على كل على الفرنسي ميشيل فوكو أن يقدم بعد ما يزيد على
    ستين عاماً مبحثه الرئيسي في تحليل خطاب السلطة والاستبداد، فأوضح أن لكل
    مركز سلطة أطرافاً تنشأ فيها نقاط مقاومة، كل سلطة تفرز مقاومة، حتى يغدو
    الاثنان وجهان لعملة واحدة: السلطة/الاستبداد والمقاومة/ النضال. ما بين
    الاستبداد والمقاومة، ينفتح باباً للقمع والمستقبل، في علاقة شد وجذب لا
    تتوقف إلا بتوقف الحياة. وهي الحقيقة التي أكدتها كافة الصور التي تبثها
    الفضائيات على مدار الساعة، حيث يصل الاستبداد إلى أعلى نقطة فتخرج الحشود
    الثائرة الباحثة عن معنى الوجود، مطالبة بالحرية.
                  

03-10-2012, 10:31 AM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع من زاوية مستقيمة في زمن أعوج (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: على كل على الفرنسي ميشيل فوكو أن يقدم بعد ما يزيد على
    ستين عاماً مبحثه الرئيسي في تحليل خطاب السلطة والاستبداد،


    Quote: فأوضح أن لكل
    مركز سلطة أطرافاً تنشأ فيها نقاط مقاومة، كل سلطة تفرز مقاومة، حتى يغدو
    الاثنان وجهان لعملة واحدة: السلطة/الاستبداد والمقاومة/ النضال. .


    Quote: ما بين
    الاستبداد والمقاومة، ينفتح باباً للقمع والمستقبل، في علاقة شد وجذب لا
    تتوقف إلا بتوقف الحياة. وهي الحقيقة التي أكدتها كافة الصور التي تبثها
    الفضائيات على مدار الساعة، حيث يصل الاستبداد إلى أعلى نقطة فتخرج الحشود
    الثائرة الباحثة عن معنى الوجود، مطالبة بالحرية.
                  

03-10-2012, 12:47 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع من زاوية مستقيمة في زمن أعوج (Re: أحمد الشايقي)

    الاخ - أحمد الشايقي .. تحياتي .. سارت شيرين في ورقتها على مهل في العلاقة
    بين القمع والمستقبل لتكشف دور المبدع والإبداع تاريخيا وآنياً بلغة واثقة وثوق
    قادم من ميدان التحرير .. قالت:

    كانت الرواية الفلسطينية هي من أول الروايات التي رصدت القمع الممنهج أثناء
    عملية سرقة الوطن. ولأن القمع الصهيوني لن يصمد بمفرده، فكان لابد أن تسانده
    الظروف كافة كما صور غسان كنفاني الوضع في "رجال في الشمس"وهو نفس
    ما فعلته بشكل مغاير سحر خليفة بعد ذلك عندما كتبت "حبي الأول" وفضحت
    كافة الأطراف التي تواطأت على ضياع فلسطين. بقيت فلسطين في القلب من
    سردية القمع، ورغم كافة المغريات "القمعية" التي تتوافر للكاتب العربي، حافظت
    فلسطين على مكانتها كأكبر باب للقمع. ربما لم يضاه فلسطين في هذه المكانة سوى
    أدب السجون والمعتقلات ، وهو ما يختلف عن السيرة الذاتية، لكنه يستلهم التجربة
    المضنية التي تهدف لكسر الإرادة وإذلال الكرامة عبر إذلال الجسد والروح، والأهم
    هو إلغاء العقل الذي اعتنق خطابا مخالفا لخطاب السلطة.
                  

03-10-2012, 12:59 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع من زاوية مستقيمة في زمن أعوج (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    محمد الجليل
    شكرا لهذه الخيوط المتقنة الربط من شيرين
    ننتظر ما تبقى
    ونامل ان تعود العصافير
    التى قال مصطفى سيد احمد ان "جيتها قربت "
                  

03-10-2012, 01:39 PM

صديق الموج
<aصديق الموج
تاريخ التسجيل: 03-17-2004
مجموع المشاركات: 19433

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع من زاوية مستقيمة في زمن أعوج (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    محمد عبد الجليل ......سلام

    اتابع بعينى صقر وليت لك ايطلاء نعامة..
    ولكننى فى زمن الحزن الكبير و الاحباط الاكبر
    صرت لا ارى الا الاسود او الابيض
    حاول انت ان تضيف الف لون ولون كما عودت الناس بكتاباتك الباذخة
    ففى محاولاتك ان تحمل الحرف بالحلال مليون عشم ..
    مع انى اراك وشيرين كذبابتين تحاولا اهداء الوجود فراشة
    حروفى وان كانت محبطة فهى بعض ما اعانى واشعر فلا تلتفت اليها وواصل
    وكان تعب منك حرف فى اللغة زيد فى الامل بترتاح ضل العشم اريح ...
    ويبقى الود
                  

03-11-2012, 07:06 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع من زاوية مستقيمة في زمن أعوج (Re: صديق الموج)

    كتب الأكرم : صديق الموج
    Quote: مع انى اراك وشيرين كذبابتين تحاولا اهداء الوجود فراشة


    حبيبنا" صديق "
    .. ماذا جرى ؟!

    بصورة بلاغية تكتب ، ولكنا قرأناالذمّ !

    *
    تحية لصديقنا في مرافئ الكتابة وعذوبة السرد والنقل :
    صاحب الملف ، ليدم هو بألف خير ، إلى أن نعود

    *



                  

03-12-2012, 11:55 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع من زاوية مستقيمة في زمن أعوج (Re: عبدالله الشقليني)

    الأستاذ/ عبدالله الشقليني - تحياتي، أنا مثل عمنا عوض الله ود الحسن
    لا يلوي على شيء إلا بعد أن يكمل ما قرر إيراده وهو كثير
    ولبشرى الفاضل فيه نصيب نجومية المحفل رغم كل شيء فبينما كان يتحدث قال أحد
    الحضور الجالسين قريبا مني .. هي دي فعاليات الطيب صالح والله مهرجان
    للمعارضة .. فالنمد الحبل .. ريثما تستحكم الحلقات:

    واصلت شيرين أبوالنجا حديثها قائلة:

    ولكن ماذا تسرد رواية القمع تحديداً؟
    من أشهر أشكال السرد هو السرد التاريخي، فما فعله خالد خليفة السوري
    في "مديح الكراهية" هو رصد لأحداث القمع الطائفي التي وقعت في حلب وحماة
    في بداية التسعينيات، وهناك سرد قمع الحركات الثورية كالعمال والفلاحين،
    وهو ما فعله محمد المنسي قنديل في "إنكسار الروح" حيث صور قمع العمال
    في مدينة المحلة، وهناك بالطبع التعذيب الجسدي والإهانة وهو ما بدأتـــه
    رواية "الكرنك" لنجيب محفوظ ، وسار على دربه العديد من الكتاب. وهي كلها
    سرديات تشبه سرديات العبودية في أدب السود، حيث كان السيد يحول جسد العبد
    التابع إلى مساحة لممارسة التسيد الكامل من أجل إخضاع العبد كما فعل المغربي
    سالم حميش في "محبوبتي" . قد تسرد روايةالقمع ايضا سيطرة السلطة على المكان
    عبر ترويض الفكر، ومن هنا تتجلى صفات الازدواجية والنفاق، وقد رسم أمير تاج
    السر هذا النوع من القمع في "توترات القبطي".أماخطوط النار لفواز حداد قفد تناولت
    شكلا آخر للسيطرة، وهي محاولة السلطة الأمريكية تغيير وانتزاع مفاهيم المجتمع
    العراقي من أجل إثبات براءة ضابط متهم بالإغتصاب. فظلت الرواية بأكملها تدور
    في منطقة الالتفاف حول المفاهيم الثقافية التي يشتبك معها المترجم البطل. أما
    أحد أهم سرديات القمع والتي تحتاج بعض الوقت لترسي لها مكاناً في الروايـــة
    العربية فهو إستعداء أهل المكان على بعضهم البعض مما ينتج عنه "الثورة
    المضادة" كما صور المصري أحمد صبري أبو الفتوح في "أجندة سيد الأهل". عندما
    تزداد عبثية السيطرةالفكرية والثقافية يبدو الشعور بالإغتراب وكأنه أحد اشكال
    القمع التي لا بد أن يسجلها الكاتب ، فيتمكن من إظهار طرد المكان لأهله
    كما
    فعل الحبيب السالمي في "نساء البساتين".

    ظهرت أخيرا الرواية التي تقام عبر تمثل عقلية رجل الأمن، فأظهرت انعزاله
    وتعاليه التام وانغماسه في ذاته بشكل مطلق حتى أقترب من حلقة جنون العظمة
    كما فعل عزت القمحاوي في روايته "الحارث" ، أو أظهرت أوهامه عن شكل عبثي
    بائس كما فعل أمير تاج السر في "العطر الفرنسي"، أو "صلصال" ، أو حتى حاولت
    أن تظهر إمكانية أنسنته ، كما فعلت روزا ياسين في "بروفا" . تبدو السرديات
    التي تقتحم عقلية السلطة ومنطلقاتها "المحرمة" وكأنها تقاوم الخطاب الاحادي،
    فتدق الرواية مسماراً إضافياً في نعش الإستبداد عبر كشف الهشاشة والإستيلاء على
    التمثيل ..

    يتبع ..
                  

03-14-2012, 07:42 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع من زاوية مستقيمة في زمن أعوج (Re: عبدالله الشقليني)

    الاستاذ/ عبدالله الشقليني .. أكرمه الله ونعمه

    أتابع متابعاتك الشفافة لفعاليات الجائزة وإفرازاتها
    فلكثرة ما توهط فينا الاحباط أصبحنا لا نلتقط إلا ما
    نرى فيه مبررا للهزائم المتلاحقة التي ليس آخرها
    إنفصال الجنوب .

    لفعاليات جائزة الطيب صالح وجوه طمرها النقع المثار
    هنا وهناك .. أليس من المهم أن نسلط الضوء على تتبع
    الأوراق التي أعدتها أقلام عهدنا بها عميقة ومستقيمة؟
                  

03-12-2012, 10:02 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع من زاوية مستقيمة في زمن أعوج (Re: صديق الموج)

    الصديق / صديق الموج - تحياتي،
    (قصدي أن أضحك ولكني بكيت) .. لعلي أستل من جوف العدم كليمة مضيئة تكون
    موئلاً للثقة في جوف عشم الحالمين بأن العالم يتغير والوطن

    كنت في الصف الثالث من صدر قاعة فعاليات
    جائزة الطيب صالح وبجانبي أختي وإبنتي وإبني وبعض محبي الشغب من أبناء
    قريتنا وما كانوا يتوقعون أن اقودهم لأقل من كلام يسرهم أن يسمعوه .. فخرجوا
    وهم يلهجون بالشكر لكلام شيرين وبشرى وآخرين لم تلههم زين عن رفض الكلام
    (المغتغت وفاضي وخمج) .. وواصلت شيرين حديثها قائلة:

    نجحت الروايةالعربية على مدار العقد الماضي في نسج اشكال القمع التي تقع،
    فوحدت المتشرذم والمفتت في منظومة واحدة ترسم صورة كاملة تعمل في تقنياتها
    بشكل مفارق فتمنح صوت السلطة المساحة الأصغر[/B]. بل إن الرواية العربية نجحت
    في تصوير الفجوة الحادثة بين خطاب وفعل السلطة مما يكشف اقدم آليات الزيف،
    ويتماهى مع واقع كائن، فيمتلك القاريء ذريعة محاسبة السلطة في أحسن الأحوال،
    أو يتمكن من صياغة علامات إستفهام في الفزع والهلع الذي يسيطر على السلطة
    فيدفع بها إلى إرتكاب حماقات ترسم نهاياتها
    .
    تبدأ نهاية السلطة دائما في
    الروايةالعربية من الخوف على فقد المكتسبات والنفوذ، ومن الاستخفاف بتلك
    الكتلة المسماة "الجماهير" ولذلك ابدعت الرواية في تصوير السيطرة الفكرية
    التي تسعى لها أية سلطة لتضمن ولاء الجماهير، أو بالأحرى أفكارهم. إلا أن
    السلطة أبدعت أيضا - كما صورها الكاتب - في إذلال الجسد من منطلق سياسي أو
    منطلق أيديولوجي يرتكز على سلطة دينية. في كل أشكال السلطة القمعية القامعة
    تبدت سمات محددة لمفهوم "الشر" كما يصفه البريطاني تيري ايجلتون: غياب
    المعنى تماماً في الخطاب السلطوي والانعزال الكامل عن غليان الواقع والتعالي
    المطلق على الآخر، وهو ما صوره أخيراً الجزائري بشير المفتي في عمله "دمية
    النار".

    ولا زال حديث الفعاليات طفل يحبو يا صديق
                  

03-11-2012, 12:38 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع من زاوية مستقيمة في زمن أعوج (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    قربت شديد يا سلمى لترتاح تحت ضل الدليب أريح سكن
    منحك الله العافية والوطن

    ثم قالت د. شيرين أبو النجا، بصوت ملؤه الثقة:

    تنوعت أشكال سرد القمع (عنف السلطة) في الرواية،
    فما بين تسجيل أحداث كما ظهر في الرواية العراقية
    منذ الإحتلال الأمريكي، وخلق ثنائية الجاني/الضحية،
    تمكنت الرواية العربية من ايصال رسالتها المؤلمة
    لقاريء يرى في القراءة فعلاً ثورياً بإمتياز.

    إن مجرد رصد وتسجيل "ماحدث" هو في حد ذاته أحد
    أشكال المقاومة، إذ تعتمد السلطة دائما على
    تزييف التاريخ ومحو الذاكرة. بهذا يرسم الكاتب
    شكلاً انتقاميا من السلطة التي تلاحقها جرائمها.
    فيزداد غضبها من الكلمة المكتوبة والمقروءة.
    لا عجب أن تشتد رقابة السلطة على الأدب والفنون
    كلما ازداد استبدادها
    . بهذا تصبح اشكالية
    رواية القمع كامنة في تسميتها: ما إذا كانت
    رواية قمع أم رواية مقاومة.

    يتواصل حديث شيرين لاحقا ايها الأصدقاء
                  

03-11-2012, 08:09 PM

صديق الموج
<aصديق الموج
تاريخ التسجيل: 03-17-2004
مجموع المشاركات: 19433

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع من زاوية مستقيمة في زمن أعوج (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: حبيبنا" صديق "
    .. ماذا جرى ؟!

    بصورة بلاغية تكتب ، ولكنا قرأناالذمّ !


    شقلينى يا شفيف .......سلام تربيع

    الم اقل لكم لا تكترثوا لما اكتب؟
    شكراً لك ولا اقصد الذم ولكه المدح فيما يشبه ما أحسست،،،
                  

03-12-2012, 12:17 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع من زاوية مستقيمة في زمن أعوج (Re: صديق الموج)

    لصديق أسباب ولي أسباب .. سنكترث يا صديق .. ولكن دافع
    أن نقول ما نريد يسبق حساسية الإكتراث .. ولا زالت شيرين
    تتحدث من قاعة الصداقة في الخرطوم، حتى بعد أن أصابها رذاذ
    أحد من لا يعجبهم إلا نعيق الصوت الواحد .. قالت:


    إلا أن الإستبداد الذي صورته الرواية العربية ليس قاصرا على
    استبداد السلطةالسياسية، بل امتد منذ زمن ليكشف القمع المرتكز
    على أرضية إجتماعية ، فكانت الرواية النسائية والتي أثارت
    جدلا لم ينته حتى يومنا هذا بسبب مناهضة قارئيها (ونقادها)
    لرسالتها ليس إلا، وكانت الرواية التي صورت مجتمع القرية -
    "الكونج" لحمور زيادة - على سبيل المثال - المغلق الذي يمارس
    الحساب العسير ضد كل من يخرج عن قواعد الجمعية. وفي بعض
    الأحيان جمعت الرواية بين النوعين كما فعلت سحر خليفة في
    "باب الساحة".

    اياً كان شكل ونوع القمع الذي تصوره الرواية، لا يمكن إنكار الوجع
    الذي يسببه السرد، لكنه في الوقت ذاته يفتح باباً للمستقبل ، لضوء
    ما في نهاية النفق. لا ندري ..ما إذا كان هذا الضوء هو لقطار
    سيصطدم بنا أم يحملنا لمسار جديد هو السؤال، وهو ما يؤدي إلى
    التأمل في العلاقة بين زمن السرد والزمن الواقعي . ومن هنا يمكن
    النظر إلى تلك الرواية بوصفها تقدم باب القمع الذي يفضي إلى باب
    المستقبل.
                  

03-13-2012, 08:30 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع من زاوية مستقيمة في زمن أعوج (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    "إنني لست ريشة في مهب الريح ولكني مثل تلك النخلة، مخلوق
    له اصل، له جذور وله هدف"

    موسم الهجرة إلى الشمال
                  

03-13-2012, 11:02 AM

عائشة موسي السعيد
<aعائشة موسي السعيد
تاريخ التسجيل: 07-10-2010
مجموع المشاركات: 1638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع من زاوية مستقيمة في زمن أعوج (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    لك التحية ولضيوفك الأجلاء يامحمد...
    وجودهم يعني الكثير بصرف النظر عن اللغة الاصطلاحية واشاراتها..
    وهكذا المثقف السوداني
    ان خالف أو آلَف
    زاد وأثرى!!

    نتابعك وكأننا نستمع لأول مرة!
    وكأنك تقارع ابو النجا في الأسلوب الأدبي الشيق!

    نيابة عن لجنة الأمناء بكامل هيئتها، وبلا تفويض ، فقليلاً مانختلف في هذه الأمور،
    نسعد بسردك للفعالية من الجانب المقابل لمنصة القاعة
    ولما يثيره هذا السرد من نقاش يثري الراجع من ردة الفعل ونرجو ان يكون له الأثر في الدورات القادمة
    فمن جانبي سأنقل كل مايدور هنا لجلسة التقييم لهذه الدورة.
    وأرجو واتمنى ان نرتفع جميعاً لهذا المستوى من الشفافية في إبداء الرأي والأريحية في تقبل النقد مما يعكس
    العافية في الدوائر الأدبية والثقافية.

    عموماً
    نأسف للمقاطعة ولكن أردتك ان تعرف ان القاعة مازالت ملأى بالرواد.
    لك الشكر
    وعلى الطيب صالح السلام.....
    فهو ما كان ريشة في مهب الريح...
    بل نخلة ضاربةً في السماء
    غائصة بثبات في جوف الأرض!
                  

03-13-2012, 11:03 AM

عائشة موسي السعيد
<aعائشة موسي السعيد
تاريخ التسجيل: 07-10-2010
مجموع المشاركات: 1638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع من زاوية مستقيمة في زمن أعوج (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    لك التحية ولضيوفك الأجلاء يامحمد...
    وجودهم يعني الكثير بصرف النظر عن اللغة الاصطلاحية واشاراتها..
    وهكذا المثقف السوداني
    ان خالف أو آلَف
    زاد وأثرى!!

    نتابعك وكأننا نستمع لأول مرة!
    وكأنك تقارع ابو النجا في الأسلوب الأدبي الشيق!

    نيابة عن لجنة الأمناء بكامل هيئتها، وبلا تفويض ، فقليلاً مانختلف في هذه الأمور،
    نسعد بسردك للفعالية من الجانب المقابل لمنصة القاعة
    ولما يثيره هذا السرد من نقاش يثري الراجع من ردة الفعل ونرجو ان يكون له الأثر في الدورات القادمة
    فمن جانبي سأنقل كل مايدور هنا لجلسة التقييم لهذه الدورة.
    وأرجو واتمنى ان نرتفع جميعاً لهذا المستوى من الشفافية في إبداء الرأي والأريحية في تقبل النقد مما يعكس
    العافية في الدوائر الأدبية والثقافية.

    عموماً
    نأسف للمقاطعة ولكن أردتك ان تعرف ان القاعة مازالت ملأى بالرواد.
    لك الشكر
    وعلى الطيب صالح السلام.....
    فهو ما كان ريشة في مهب الريح...
    بل نخلة ضاربةً في السماء
    غائصة بثبات في جوف الأرض!
                  

03-13-2012, 12:16 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع من زاوية مستقيمة في زمن أعوج (Re: عائشة موسي السعيد)

    الأستاذة/ عائشة موسى السعيد - تحياتي لك، كان وجودك بين المحكمين أحد أسباب
    عشمي والذي تطور لحضور هذا الحدث الثقافي الضخم.. شكري وتقديري.

    كنت أريد أن أكتفي بما التقطته أذني وسجله قلمي، غير أني تراجعت عن ذلك ورأيت
    أن أعود للمعلومات من مصادرها في الدفاتر الخضر التي حوت تفاصيل أوراق بعــض
    المتحدثين، والتي وزعت للحضور أثناء الجلسات.

    بالنسبة لدفتر التسجيل فهو عصاي والـ (باك اب) يساعدني على المتابعة واستخدمه
    عند الحاجة لإضافة الردود وغير ذلك من الحديث خارج النص وهذا في الغالب ما يشع
    بألق حيوية جمهور الحضور ورهانهم المكشوف على الكلمة تحي الموتى وتقيل عثرات
    الوطن فينهض مشرقا وموحدا وفيه (متسع للجميع).
                  

03-14-2012, 10:39 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع من زاوية مستقيمة في زمن أعوج (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    كانت ورقة البروف محمد المهدي بشرى قصا لدرب الرواية في السودان
    من بداية أربعينيات القرن الماضي حيث قال:


    في دراسة محمد أحمد محجوب عن الحركة الفكرية في السودان الصادرة عام 1941

    يقول المحجوب:

    "مواضيع الشعر الجيد في هذه البلاد كثيرة .. ) وأنظر إلى تلك القصص الغرامية
    أمثال قصة تاجوج التي إذا وجدت من يأخذها ويهذب وحشيتها ويضع فيها من الخيال
    ما يكسبها رونقاً لكانت مثارا لإعجاب الأمم الأخرى بشعرنا واهتمامها بآدابنا"
    وسرعان ما وصلت رسالة المحجوب إلى المبدع السوداني، فقد فهم الشاعر محمد عثمان
    هاشم الرسالة واختار قصة تاجوج والمحلق ليتكيء عليها ويعيد كتابتها وهو يبدع
    واحدا من النصوص السردية السودانية الرائدة.

    ويمكن القول أن الرواية السودانية ظلت منذ مرحلة الريادة تبحث عن تأصيل وعن هوية،
    فاختار محمد عثمان هاشم كاتب أول نص سردي فلولكوري وانتبه إلى قيمة التراث
    وعمل على تحويل أسطورة تاجوج التي جرت أحداثها في شرق السودان إلى نص سردي
    أعطاه عنواناً تاجوج: مأساة الحب والجمال، وانتبه معلم المدرسة الأولية خليل
    عبدالله الحاج إلى الفقر والفقراء فكتب روايته الرائدة : إنهم بشر، لكن أبوبكر
    خالد خريج دار العلوم وأستاذ اللغة العربية آثر التوغل عميقا في طبقة الأفندية
    أو البرجوازية الصغيرة التي بدأت في الصعود مع ظهور نمط السودان الحداثي
    المستعمر، وجاءت روايته الأولى: بداية الربيع تصور أحلام وأشواق الأفندية. أما
    شوقي بدري فقد انتبه بحسه الثوري للتمييز العرقي في المجتمع والقمع الذي يلهب
    ظهور الأرقاء ، لذا كتب روايته الأولى والوحيدة: الحنق، وهي صرخة ضد الظلم الطبقي
    والعرقي، أما المعلمة خريجة كلية المعلمات إبنة مدينة الأبيض: ملكة الدار محمد فقد
    حرصت على تصوير واقع المرأة وما ترزح تحته من قهر . جاءت روايتها الرائدة الفراغ
    العريض لمناصرة بنات جنسها، وهذه هي روايات الرواد وهي جميعها باستثناء رواية تاجوج
    تدور أحداثها في مدينة أمدرمان، وكتابها جميعا باستثناء ملكة الدار نشأوا وترعرعوا
    في المدينة، أما ملكة الدار فقد ولدت ونشأت في مدينة الأبيض في غرب السودان ولكنها
    عاشت ردحاً من شبابها في أمدرمان حيث تعلمت في كليةالمعلمات .

    استطاعت ملكة الدار محمد بروايتها الهامة أن تنتمي لرهط رواد الرواية السودانية،
    ولولا ظروف وملابسات غامضة لكانت رواية الفراغ العريض أول رواية سودانية مطبوعة، وقد
    أشار مختار عجوبة إلى هذا الأمر في دراسته عن القصة القصيرة السودانية.

    نواصل
                  

03-19-2012, 11:04 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع من زاوية مستقيمة في زمن أعوج (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    يواصل البروف محمد المهدي بشرى:

    لم يكن غريبا أن تكون رواية الفراغ العريض هي صرخة الأنثى ضد الظلم والقهر قبل أن تنال البلاد
    استقلالها عام 1956، تبدأ الرواية ومنى الشخصية المحورية في الرواية تتهيأ مع أسرتها للعودة إلى
    أم درمان، ومنى تعيش هي وأمها في كنف الجد الذي يعمل بالتجارة، والأب ترك زوجته وابنته وهاجر
    إلى السودان الفرنسي ليعمل بالتجارة، فمنذ البداية نحن مع الآخر الذكر، تقول منى مخاطبة صديقتها
    "لم يعد (الأب) بعد رغم مضي ثماني سنوات على فراقه لنا – وهو يا صديقتي يتراءى لي دائماً" وهكذا
    لم يبق من الأب سوى الذكريات أو الطيف، وعندما تصل الأسرة إلى أم درمان تجد منى نفسها وسط الأسرة
    الكبيرة الممتدة التي تتحرك في فضاء المنزل الأمدرماني التقليدي، وسرعان ما تتكشف لمنى دونيــة
    الأنثى ، فالمرأة الجميلة نعيمة لم يبق أمامها سوى خدمة الأسرة بعد أن هجرها الزوج لأنها لم تنجب،
    يقول الراوي "ومنى تنقل بصرها بينهم، فتحس الميل اليهم (....) وتعلم أيضاْ أن المرأة الوسيمة التي
    يبدو عليها الأسى، والتي انصرفت لتعد لهم الطعام والشراب هي نعيمة زوجة عمها عمر التي لم تنجب
    له أطفالا فتزوج عليها أخرى وترك ابنة خالته وشريكة حياته الأولى مع حماتها (أمه) تقوم على خدمتها
    في تفانٍ وإخلاص تداري ما تلقى من عذاب الصبر وجحيم الغيرة وراء ذلك الرضى الذي يبدو على وجهها
    الوسيم القسيم" ونلاحظ تعاطف السارد الذي يختبيء خلف منى مع المرأة، ومن خلال هذا التعاطف نحس
    بوعي السارد الأنثى بالتفرقة النوعية، ولا شك أن هذا وعي مبكر، وعي بالذات الفردية، الذات الذكر، الآخر
    الأنثى، وهذا الوعي هو ما قادها للتمرد ضد المجتمع الذكوري، واقتحمت منى مجال التعليم مثلها مثل
    الكاتبة، والتطابق بين الشخصيتين كبير إلى درجة أن بعض الكتاب ذهب إلى أن رواية الفراغ العريض هي
    سيرة ذاتية لكاتبتها وأن منى البطلة هي الكاتبة، من هؤلاء الكتاب النور عثمان أبكر وإبراهيم إسحق، يقول
    إبراهيم إسحق أترى يضير ملكة الدار شيئاً إن قلنا أنها كتبت نفسها؟ كلا قطعاً (...) الذي يضير ملكة
    الدار هو أن نقول أنها كتبت سيرة ذاتية."ويقول في جانب آخر "غير أن القاريء يستطيع أن يرى بنفسه
    أن الفتاة الإقليمية في بداية الفراغ العريض قد تكون ملكة الدار محمد في مدينة الأبيض، وأن أجزاء
    الرواية التي تتعرض للتركيب الاجتماعي في أم درمان لا يختلف عن معيشة المؤلفة وأسرتها في
    حي السوق بنفس المدينة".

    ويمضي الذكر أو الأب في قهر الأنثى – الآخر وإذلاله، وعندما عرف أن واحداً من أصدقائه يقيم
    علاقة عاطفية بريئة يعتدي على أخواته ضرباً وركلاً، يقول الراوي: إن سيد عندما وجد هدية صديقه
    صلاح إلى أخته سعاد هجم عليها "وهوى بكفه على صدغها يصفعها مرة ومرة حتى سقطت على
    الأرض، فتركها ليتحول إلى أختيه يصفعهما ويضربهما بيديه ورجليه، ويقذف ثلاثتهن بكل ما تصل
    إليه يداه" بالطبع لم يكن أمام الآخر إزاء كل هذا العنف سوى الاستسلام، يقول الراوي "وهن (البنات)
    لذلك مذهولات، لا يستطعن الدفاع عن أنفسهن، ولا الهروب من ضرباته، ولا حتى مجرد رفع أصواتهن
    بالعويل والصراخ". هذا المؤسسة البطريركية تجذرت في المجتمع وأصبح القبول بها أمراً لا مفر منه،
    فها هو سيد الإبن المدلل للأسرة يرفض أن تلتحق أخته بكلية المعلمات لتدرس وتعمل مدرسة فيما بعد،
    والمفارقة أن سيداً شخص تعلم ولا بد أنه يعرف قيمة العلم، لذا لم يكن غريباً أن تنحاز الجدة للضفة
    الأخرى للذات وترفض خروج سارة والتحاقها بكلية المعلمات، فالجدة تتحدث بصوت الأنا – وتحذر
    أم سارة التي لا ترى غضاضة في خروج ابنتها للتعليم، تقول الجدة "إن سيداً أعطى كلمة رجل، وهي
    إنه لو التحقت سارة بالمعهد أو بأي مدرسة بعد اليوم ليخرجن من هذه الديار ويقطع كل صلة له بهذه
    المدينة، ومن أنتن حتى نضحي بسيد من أجل رضائكن؟ إنكن مجتمعات لا تساوين قلامة ظفره" . لكن
    السلطة البطريركية لا تقهر الآخر/الأنثى فحسب بل تقهر الأبناء كذلك، فها هو صلاح يهرب من قهر
    أبيه حاج عمر التاجر الثري، لكن المفارقة أن صلاح يبدل سيداً بسيد آخر هو المستعمر، ويلتحق صلاح
    بالجيش ليعمل مجنداً مؤقتاً ويسافر في معية الجيش البريطاني إلى ليبيا، وعندما يعود إلى الوطن يفاجأ
    بأن حبيبة العمر قد رحلت عن هذه الدنيا ، وبعد سنوات طوال يعود والد منى من غربته لكنه سرعان ما
    يقرر العودة إلى تلك الغربة حيث عمله وأسرته الجديدة، وهو يرى ضرورة مرافقة زوجته وابنته له خاصة
    وهو لم يقبل أصلاً أن تعمل ابنته معلمة، يقول الراوي إن الأب "يرى في قيام فتاة في مثل سنها وانتقالها
    من مكان لآخر منقصة وذلاً وتهاوناً بحق الأسرة وبسمعة الرجال"
    وتمضي الأيام وتجبر منى على الزواج من ابن عمها سيد الذي يقع فجأة في حبها لكنه لا يأبه بعواطفها، وهكذا
    تصبح بين ترك عملها كمعلمة ومرافقة أبيها أو الزواج من سيد والبقاء في أم درمان. وترفض منى كلا
    الأمرين، وتقول لأبيها بكل جرأة وشجاعة "هناك بعض الاعتراضات من جانبي (...) بسبب اختياركم للزواج
    أولا هو أخي وثانياً إنني لا أستطيع احتمال تصرفاته" لكن الأب أو الأنا/الذكر يرد بكل صلف "لا أولاً ولا
    ثانياً، لقد انتهى الأمر وارتضينا كلنا، وليس هنالك من الرجال من يعرف قدرك ويحفظ حقوقك مثل ابن عمك
    سيد". وكما هو متوقع يتم الزواج وتعمل منى ما في وسعها للتأقلم مع حياتها الزوجية، ولكن الراوي/الكاتبة
    لا يتعاطف أصلاً مع صلاح الذي يفشل كزوج ويتحول إلى مقامر مدمن للسكر، بل ويهمل زوجته منى،
    وتحلم منى بإحياء جذوة الحب القديم لكن صلاح لا يأبه ويكشف عن شاب مغامر يلهو بالعلاقات العاطفية.
    نخلص للقول أن جميع الشخصيات الذكورية التي صورتها الكاتبة سلبية، بل في بعض الحالات غير سوية
    وتعاني من ضعف وارتباك مثل سيد، وكأنما تقول الكاتبة إن الذات/الذكر ليس بالصرامة والقوة التي تبدو
    عليه وأن الآخر ليس هو الأنثى بل هو الذكر المنهزم الذي يرفض تعليم المرأة وتحررها وينحاز للإستعمار
    ويقاتل في صفوفه، هو الذكر الذي لا يقدر العواطف النبيلة بل ينحاز لنموذج سعدية المرأة المطلقة اللعوب،
    فالرسالة واضحة والكاتبة تشيد معمارها السردي بشكل تقليدي والشخصيات مسطحة بلا عمق نفسي مسلوبة
    الإرادة إزاء سيطرة السارد الشاملة، لكن كل هذا لا يقلل من قيمة رواية كتبت في أوائل الخمسينيات حسبما ذكر
    ابراهيم اسحق، ومن أسف أن الرواية لم تطبع إلا بعد عقدين من الزمان عام 1970 ، وهذا ما يؤكد ريادة
    الكاتبة التي صارت مثل أم منى ضحية قهر الرجل وجبروته، ورويداً رويداً تتكشف لمنى دونية المرأة، وأنها
    هي الآخر للذات الذكر، فها هو سيد ابن عمها الابن الوحيد مع أختين ، ويصف الراوي سيد وصفاً مسهباً
    "فتى لم يتجاوز ربيعه السابع عشر في بداية دراسته الثانوية ، طويل نحيل يتدفق حيوية ونشاطاً ويفيض جرأة
    واعتداداً". وهكذا يهييء السارد ليكون سيد اسماً على مسمى خاصة وهو الحفيد البكر، يقول الراوي أن سيداً
    "يحاول دائماً أن تبدو على وجهه علامات الصرامة والحزم، يحاول ذلك ويتعمده منذ أن شب وتفتحت واتسعت
    مداركه، وأحس بأنه نسيج وحده بين أفراد الأسرة". وليس صدفة أن تكون منى هي منظور السارد، وليس خافياً
    كذلك أن منى تحمل الكثير من ملامح الكاتبة نفسها، فكلاهما درس وتدرب بكلية المعلمات بأم درمان، وعمل فيما
    بعد في حقل التعليم.
                  

03-19-2012, 11:22 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع من زاوية مستقيمة في زمن أعوج (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    يواصل البروف محمد المهدي بشرى:

    لم يكن غريبا أن تكون رواية الفراغ العريض هي صرخة الأنثى ضد الظلم والقهر قبل أن تنال البلاد
    استقلالها عام 1956، تبدأ الرواية ومنى الشخصية المحورية في الرواية تتهيأ مع أسرتها للعودة إلى
    أم درمان، ومنى تعيش هي وأمها في كنف الجد الذي يعمل بالتجارة، والأب ترك زوجته وابنته وهاجر
    إلى السودان الفرنسي ليعمل بالتجارة، فمنذ البداية نحن مع الآخر الذكر، تقول منى مخاطبة صديقتها
    "لم يعد (الأب) بعد رغم مضي ثماني سنوات على فراقه لنا – وهو يا صديقتي يتراءى لي دائماً" وهكذا
    لم يبق من الأب سوى الذكريات أو الطيف، وعندما تصل الأسرة إلى أم درمان تجد منى نفسها وسط الأسرة
    الكبيرة الممتدة التي تتحرك في فضاء المنزل الأمدرماني التقليدي، وسرعان ما تتكشف لمنى دونيــة
    الأنثى ، فالمرأة الجميلة نعيمة لم يبق أمامها سوى خدمة الأسرة بعد أن هجرها الزوج لأنها لم تنجب،
    يقول الراوي "ومنى تنقل بصرها بينهم، فتحس الميل اليهم (....) وتعلم أيضاْ أن المرأة الوسيمة التي
    يبدو عليها الأسى، والتي انصرفت لتعد لهم الطعام والشراب هي نعيمة زوجة عمها عمر التي لم تنجب
    له أطفالا فتزوج عليها أخرى وترك ابنة خالته وشريكة حياته الأولى مع حماتها (أمه) تقوم على خدمتها
    في تفانٍ وإخلاص تداري ما تلقى من عذاب الصبر وجحيم الغيرة وراء ذلك الرضى الذي يبدو على وجهها
    الوسيم القسيم" ونلاحظ تعاطف السارد الذي يختبيء خلف منى مع المرأة، ومن خلال هذا التعاطف نحس
    بوعي السارد الأنثى بالتفرقة النوعية، ولا شك أن هذا وعي مبكر، وعي بالذات الفردية، الذات الذكر، الآخر
    الأنثى، وهذا الوعي هو ما قادها للتمرد ضد المجتمع الذكوري، واقتحمت منى مجال التعليم مثلها مثل
    الكاتبة، والتطابق بين الشخصيتين كبير إلى درجة أن بعض الكتاب ذهب إلى أن رواية الفراغ العريض هي
    سيرة ذاتية لكاتبتها وأن منى البطلة هي الكاتبة، من هؤلاء الكتاب النور عثمان أبكر وإبراهيم إسحق، يقول
    إبراهيم إسحق أترى يضير ملكة الدار شيئاً إن قلنا أنها كتبت نفسها؟ كلا قطعاً (...) الذي يضير ملكة
    الدار هو أن نقول أنها كتبت سيرة ذاتية."ويقول في جانب آخر "غير أن القاريء يستطيع أن يرى بنفسه
    أن الفتاة الإقليمية في بداية الفراغ العريض قد تكون ملكة الدار محمد في مدينة الأبيض، وأن أجزاء
    الرواية التي تتعرض للتركيب الاجتماعي في أم درمان لا يختلف عن معيشة المؤلفة وأسرتها في
    حي السوق بنفس المدينة".

    ويمضي الذكر أو الأب في قهر الأنثى – الآخر وإذلاله، وعندما عرف أن واحداً من أصدقائه يقيم
    علاقة عاطفية بريئة يعتدي على أخواته ضرباً وركلاً، يقول الراوي: إن سيد عندما وجد هدية صديقه
    صلاح إلى أخته سعاد هجم عليها "وهوى بكفه على صدغها يصفعها مرة ومرة حتى سقطت على
    الأرض، فتركها ليتحول إلى أختيه يصفعهما ويضربهما بيديه ورجليه، ويقذف ثلاثتهن بكل ما تصل
    إليه يداه" بالطبع لم يكن أمام الآخر إزاء كل هذا العنف سوى الاستسلام، يقول الراوي "وهن (البنات)
    لذلك مذهولات، لا يستطعن الدفاع عن أنفسهن، ولا الهروب من ضرباته، ولا حتى مجرد رفع أصواتهن
    بالعويل والصراخ". هذا المؤسسة البطريركية تجذرت في المجتمع وأصبح القبول بها أمراً لا مفر منه،
    فها هو سيد الإبن المدلل للأسرة يرفض أن تلتحق أخته بكلية المعلمات لتدرس وتعمل مدرسة فيما بعد،
    والمفارقة أن سيداً شخص تعلم ولا بد أنه يعرف قيمة العلم، لذا لم يكن غريباً أن تنحاز الجدة للضفة
    الأخرى للذات وترفض خروج سارة والتحاقها بكلية المعلمات، فالجدة تتحدث بصوت الأنا – وتحذر
    أم سارة التي لا ترى غضاضة في خروج ابنتها للتعليم، تقول الجدة "إن سيداً أعطى كلمة رجل، وهي
    إنه لو التحقت سارة بالمعهد أو بأي مدرسة بعد اليوم ليخرجن من هذه الديار ويقطع كل صلة له بهذه
    المدينة، ومن أنتن حتى نضحي بسيد من أجل رضائكن؟ إنكن مجتمعات لا تساوين قلامة ظفره" . لكن
    السلطة البطريركية لا تقهر الآخر/الأنثى فحسب بل تقهر الأبناء كذلك، فها هو صلاح يهرب من قهر
    أبيه حاج عمر التاجر الثري، لكن المفارقة أن صلاح يبدل سيداً بسيد آخر هو المستعمر، ويلتحق صلاح
    بالجيش ليعمل مجنداً مؤقتاً ويسافر في معية الجيش البريطاني إلى ليبيا، وعندما يعود إلى الوطن يفاجأ
    بأن حبيبة العمر قد رحلت عن هذه الدنيا ، وبعد سنوات طوال يعود والد منى من غربته لكنه سرعان ما
    يقرر العودة إلى تلك الغربة حيث عمله وأسرته الجديدة، وهو يرى ضرورة مرافقة زوجته وابنته له خاصة
    وهو لم يقبل أصلاً أن تعمل ابنته معلمة، يقول الراوي إن الأب "يرى في قيام فتاة في مثل سنها وانتقالها
    من مكان لآخر منقصة وذلاً وتهاوناً بحق الأسرة وبسمعة الرجال"
    وتمضي الأيام وتجبر منى على الزواج من ابن عمها سيد الذي يقع فجأة في حبها لكنه لا يأبه بعواطفها، وهكذا
    تصبح بين ترك عملها كمعلمة ومرافقة أبيها أو الزواج من سيد والبقاء في أم درمان. وترفض منى كلا
    الأمرين، وتقول لأبيها بكل جرأة وشجاعة "هناك بعض الاعتراضات من جانبي (...) بسبب اختياركم للزواج
    أولا هو أخي وثانياً إنني لا أستطيع احتمال تصرفاته" لكن الأب أو الأنا/الذكر يرد بكل صلف "لا أولاً ولا
    ثانياً، لقد انتهى الأمر وارتضينا كلنا، وليس هنالك من الرجال من يعرف قدرك ويحفظ حقوقك مثل ابن عمك
    سيد". وكما هو متوقع يتم الزواج وتعمل منى ما في وسعها للتأقلم مع حياتها الزوجية، ولكن الراوي/الكاتبة
    لا يتعاطف أصلاً مع صلاح الذي يفشل كزوج ويتحول إلى مقامر مدمن للسكر، بل ويهمل زوجته منى،
    وتحلم منى بإحياء جذوة الحب القديم لكن صلاح لا يأبه ويكشف عن شاب مغامر يلهو بالعلاقات العاطفية.
    نخلص للقول أن جميع الشخصيات الذكورية التي صورتها الكاتبة سلبية، بل في بعض الحالات غير سوية
    وتعاني من ضعف وارتباك مثل سيد، وكأنما تقول الكاتبة إن الذات/الذكر ليس بالصرامة والقوة التي تبدو
    عليه وأن الآخر ليس هو الأنثى بل هو الذكر المنهزم الذي يرفض تعليم المرأة وتحررها وينحاز للإستعمار
    ويقاتل في صفوفه، هو الذكر الذي لا يقدر العواطف النبيلة بل ينحاز لنموذج سعدية المرأة المطلقة اللعوب،
    فالرسالة واضحة والكاتبة تشيد معمارها السردي بشكل تقليدي والشخصيات مسطحة بلا عمق نفسي مسلوبة
    الإرادة إزاء سيطرة السارد الشاملة، لكن كل هذا لا يقلل من قيمة رواية كتبت في أوائل الخمسينيات حسبما ذكر
    ابراهيم اسحق، ومن أسف أن الرواية لم تطبع إلا بعد عقدين من الزمان عام 1970 ، وهذا ما يؤكد ريادة
    الكاتبة التي صارت مثل أم منى ضحية قهر الرجل وجبروته، ورويداً رويداً تتكشف لمنى دونية المرأة، وأنها
    هي الآخر للذات الذكر، فها هو سيد ابن عمها الابن الوحيد مع أختين ، ويصف الراوي سيد وصفاً مسهباً
    "فتى لم يتجاوز ربيعه السابع عشر في بداية دراسته الثانوية ، طويل نحيل يتدفق حيوية ونشاطاً ويفيض جرأة
    واعتداداً". وهكذا يهييء السارد ليكون سيد اسماً على مسمى خاصة وهو الحفيد البكر، يقول الراوي أن سيداً
    "يحاول دائماً أن تبدو على وجهه علامات الصرامة والحزم، يحاول ذلك ويتعمده منذ أن شب وتفتحت واتسعت
    مداركه، وأحس بأنه نسيج وحده بين أفراد الأسرة". وليس صدفة أن تكون منى هي منظور السارد، وليس خافياً
    كذلك أن منى تحمل الكثير من ملامح الكاتبة نفسها، فكلاهما درس وتدرب بكلية المعلمات بأم درمان، وعمل فيما
    بعد في حقل التعليم.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de