|
هذا هو آخر سفر لبلاد بعيدة بمتاع كثير، هو حبنا الكبير.. يا كبير...
|
هاتفتني رقية شقيقتي الكبرى بصوت باك ومنتحب وبدون مقدمات:
يا حليل وردي يا أزهري..
ثم رسالة قصيرة وصلت من بنتي ملاذ تعزيني فيها في عمو وردي
ثم إنهالت المحادثات والرسائل وأنا مع يقيني وإيماني وتسليمي بقضاء الله وقدره وتوقعي لكل شئ، خاصة في الأسابيع الأخيرة ومنذ دخوله المستشفى، إلا أن الخبر احزنني وصعقني وألمني كثيرا. هم يقولون دائما أن لحظة الفراق قاسية ويجزع فيها ومنها ولها الإنسان. نعم أدركت هذا الفهم مساء الأمس وتذوقته بخبر رحيلك الذي أتي صاعقا ومؤلما جدا يا كبير....
وأدركت أن هذا هو آخر سفر لك، يا كبيرنا.... ولبلاد بعيدة ولكن هذه المرة بمعيتك متاع كثير، هو حبنا الكبير وشهادتنا التي نشهد فيها أمام الله أنك كنت راية عالية خفاقة فينا وكنت لنا الحادي والشادي والدليل.
لك الرحمة والمغفرة وحسن القبول ولنا الصبر الجميل...
ياكــــــــــــــــــــــــــــــبير....
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هذا هو آخر سفر لبلاد بعيدة بمتاع كثير، هو حبنا الكبير.. يا كبير... (Re: Azhari Nurelhuda)
|
تذكرت هذه الأبيات بالأمس وأناجالس غريب حزين ووحيدأتلقى تعازي الأهل والأصدقاء في كبيرنا، عندما تجمعنا نحن مجموعة من الموسيقيين السودانيين معه في أحد المنافئ البعيدة جدا عن الوطن. وطلبنا منه أن يغني (عصافير الخريف) من بعد سنوات من الغربة والشتات. وعندما حاول أن يملأ رئتيه بالهواء ليغني الجزئية التي تقول:
وأنا عارفه ده ما آخر سفر لبلاد بعيدة بدون متاع
وكان الجميع بما فيهم كبيرنا في حالة وجد وشجن وشوق كبير للوطن،لا حظنا أنها لم تخرج كعادتها منه وإنما حبستها عبرة. فما كان من الجميع إلا أن إنفجر باكيا بما فيهم قائد المجموعة الذي كان صارما يومها.
بالأمس فقط سافر كبيرنا سفرته التي كانت في خاطره والتي أبكته ذلك اليوم... سافر لبلاد بعيدة بمتاع الوفاء والشكر والعرفان لما قدمه للوطن ولنا طيلة رحلة العطاء الطويل.
رحمك الله يا كبير...
| |
|
|
|
|
|
|
|