|
حول أيقاف ضخ نفط الجنوب والتراجع عنه ... خبط عشواء .. الصادق الرزيقي..
|
ليست القضية أن جوبا تراجعت عن قرارها بوقف ضخ نفطها، ريثما تنجح جهود اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى بقيادة ثابو مبيكي في الوصول لاتفاق بين السودان وجنوب السودان، إنما المهم في القضية كلها أن الموقف الداخلي الضاغط في الدولة حديثة الولادة وحقائق الأشياء ونصائح الحلفاء من الخارج، شكّلت إطاراً جديداً ولسعة تنبيه حادّة لا بد من استعادة الوعي بوخزتها.. كل الحسابات السياسية والاقتصادية والعوامل الموضوعية وراهِن الجنوب ومعطياته، أشارت للنار التي بدأت تتّسع دوائرُها الجهنمية وستحرق كل شيء، إذا استمرَّ حبس النفط في باطن الأرض أكثر من ذلك وتناقصت الاحتياطات الموجودة وتحولت الوعود الخارجية إلى سراب، وعندها لن تجد الدولة الجديدة ما تأكله سوى سفّ التراب وأكل الطين والعشب! ما جرى كان موقفاً متعجِّلاً طائشاً من حكومة الجنوب التي تعاملت في علاقتها مع السودان ومع مصالحها في ملف النفط، بمزيج من عُقد قديمة وتعنُّت متشنِّج وعَدَمي، دون مراعاة لأية اعتبارات ترتبط بمصلحة شعب جنوب السودان، وقد حاولت الأيدولوجيا المتطرفة وتوجهات القيادات العميلة للدوائر الصهيونية تغليب مرادات القوى الدولية التي تريد استخدام دولة الجنوب لإضعاف السلطة في الخرطوم، على منفعة أهل الجنوب ومصالحه وارتباطاته الاقتصادية والتجارية مع السودان..
|
|
|
|
|
|