|
Re: فى الأيدلوجيا السودانية او بروتوكولات آل سودان (مُلخص) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
ضربة البداية كان ترحيب مُدير المركز بالمتحدث الكريم
د. الباقر العفيف :- فى البداية اُرحب بكم فى هذه الامسية , ويُسعدنى جداً ان اقدم لكم الصديق القديم دكتور عبدالسلام نورالدين , وانا اعتبر نفسى من المحظوظين الذين سعدوا بصحبة قريبة مع دكتور عبدالسلام والذى شرفنا فى مدينة (مانشستر) البريطانية منذ 1995 , وعشنا معاً سنوات طويلة نلتقى فيها بشكل يومى , كانت هذه السنوات حافلة وطابعها حوار متصل , وأثارة فكرية غير مُنتهية , ونشاط جم فى الكتابة والنقاش والندوات والمنتديات . سعدنا به , واستفادنا منه استفادة جمة , ونحن نُدين له بالكثير , فهو مُعلم ومُفكر وكاتب ذو عبارة خاصة , عبارة طريفة وجميلة وعميقة . وانا واحد من اشد المعجبين بدكتور عبدالسلام نورالدين , والان هو فى السودان بعد كل هذه الفترة الطويلة , وفى مركز الخاتم عدلان , وكان معنافى نقاشات تلك الايام الراحل الخاتم عدلان , ولهذا تبدو لنا هذه الأمسية عاطفية جداً , استعادت لى بشكل شخصى ايام جميلة للغاية وكانت من اخصب الفترات التى قضينها معاً . مرحباً بك عزيزى فى هذا المكان , بعد كل هذه السنوات تعود للسودان وعندك الكثير جداً من التآملات والرؤى والافكار . اكرر الترحيب بكم وبالأستاذ عبدالله آدم خاطر الذى سوف يقوم مشكوراً بادار ة هذه الأمسية .
أ/ عبدالله آدم خاطر :- اعتماداً على قانون الصُدف , هذه واحدة من الصُدف المُميزة بالنسبة لى شخصياً . عندما كان الاخ دكتور الباقر يقدم لكم دكتور عبدالسلام , كنت اتذكر فترة ما بعد الانتفاضة والنشاط القيم الذى كان يقوم به دكتور عبدالسلام فى ذلك الوقت كمفكر وناشر للفكر , وكشخص متواصل مع كل الاطراف من اجل بناء سودان ديمقراطى . قد يتفق الناس او يختلفون وقد تحدث تقاطعات فى حياة الناس , ولكن فى هذه اللحظة انا اشعر بامتنان كبير ان يكون بيننا الدكتور عبدالسلام نورالدين , وربما فى هذه اللحظة بالتحديد اقوم بتحية ذكرى الراحل بروف احمد الطيب زين العابدين فقد كان موجوداً عميقاً وثرياً بيننا , يربط بين كل الاطراف ويُساهم فى بناء ابداعية التنوع فى السودان .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الأيدلوجيا السودانية او بروتوكولات آل سودان (مُلخص) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
د. عبدالسلام نورالدين :- أيها الاعزاء , من المفترض بعد هذا التقديم الرائع من الباقر العفيف , الصديق والزميل , وبعد التقديم المدهش من عبدالله آدم خاطر , صديقى وزميلى , من المفترض ان اقول لكم لقد انتهى كلامى , لان اى كلام أخر سيكون خذلان لما سمعتموه . من الصعب لانسان مثلى يرى امامه وعلى جانبه كثير من الاصدقاء بعضهم من عام 1962 مثل كامل ابراهيم حسن , وبعضهم قد وُلد بعد ذلك .. الكثير من الاحباب هنا , والكثير ممن قد عشت معهم اياماً وسعدت بهم وقرات لهم .. فمن الصعب والشاق ان يقفز انسان مثلى على العواطف والوجدانيات , وحتى لا يتسرب الزمن فسوف انتقل من عالم الوجدان واتحاور معكم بصورة مُباشرة فى قضايا شخصية مع خالد محمد ابراهيم , مع عالم عباس , ومع عدد كبير منكم . الموضوع الليلة هو موضوع عام للغاية , موضوع لماذا فشل الاستقلال ؟ , سؤال فى غاية البساطة والسهولة , بحكم المهنة كمدرس فلسفة فاننى لا استطيع ان اقفز على المهنة التى زاولتها زمناً طويلاً , نعرف ان نهايات الفلسفة هى قضايا المُطلق والعقل والبدن والفكر الذى يُفكر , لكن بداية الفلسفة هما (1) السؤال (2) الدهشة , وفى هذا الحديث وليست المحاضرة , سوف اقوم بمحاولة ان لا اخرج عن السؤال والدهشة . يطل ويظل السؤال الاول دائماً , لما ظل السودان ومنذ اليوم الاول لرفع العلم عام 1956 وحتى اليوم يعدو بانتظام لا يتخلف الى الخلف وفى كل الميادين والفضاءات والاتجاهات ؟ . لما ظلت حرب فى جنوب السودان منذ 1955 وحتى 2005 دائرة باستثناء الفترة التى اعقبت أديس ابابا 1972 – 1983 ؟ . ولما القت الحرب المشئومة اوزارها بين الشمال العربى المسلم والجنوب المسيحى الزنجى كما يُصنفها ويصفها الاعلام الدولى والمحلى , لما اندلعت مرة أخرى وبوحشية اكثر تطرفاً من ذى قبل فى هوامش الشمال المسلم نفسه لتُجسد اكبر كارثة شهدتها الانسانية مع مطالع الالفية الثالثة , ثم انداحت الدوائر المشئومة بعد الانفصال لتُغرق جبال النوبة وجنوب النيل الازرق . هل لكل سؤال جواب ؟ . هل لعب فى عشية الاستقلال عامل الغياب للكتلة الاجتماعية الكبرى ذات بنية اقتصادية متجانسة ورؤية مستنيرة واسعة الافاق يتمثل لها تنمية الانتاج فى كل السودان بتعدده القومى والدينى والثقافى , تحققاً لوجودها الذاتى وتأكيد لطموح شرائحها وتطلعات فئاتها وتجمعاتها المدنية والريفية , هل لعب هذا الغياب دوراً . هل لعب ان ياتى الاستقلال خالياً من المحتوى وليس له من جوهر التحرر سوى الشعارات والهلاميات دوراً؟ . هل لعب غياب المشروع السياسى الشامل منذ نشات الحركة الوطنية ونهوضها فى 1938 , 1945 , 1948 , 1956 , دوراً حاسماً فى ان تكون مقدمات الاستقلال خاطئة وبدايته زائفة واحزابه عرجاء يقودها قعودها ؟ . هل لعب دوراً التحيز الاقليمى مع الاستعلاء العرقى والدينى والثقافى للذين آل اليهم الاستقلال دوراً فاعلاً فى التدهور الاقتصادى والاجتماعى الذى نشب ونسل التنابذ بين القوميات والاثنيات والاقاليم والجماعات ؟ .. وطغت ثقافة الكراهية وشاعت لتصبح ميسماً وقالباً لخطاب توجهات المركز ذات الجذور الضاربة , والذى شحذ الاقتتال , وكان من نتائجه ان يُفضل سكان الجنوب وبمشيئتهم الحرة وباجماع لا يتحقق كثيراً ان يُعلنوا وعلى مشهد من كل العالم انهم لا يقبلون العيش مع هذا الاخ المُفترض والذى لا يحمل لهم سوى غير الحب . هل بمستطاع السودانين , وبشكل خاص تلك الشرائح والفئات وتجمعات الانتاج فى المدن والريف وقوى الهامش التى خسرت وخسرها الاستقلال بمقدماته الخاطئة وبداياته الزائفة ودولته التى اصبحت بوتقاً لارث سالب , هل بمستطاعها ان تستجمع كل قواها بنظر جديد حول مشروع شامل مدروس يتخطى خيبات الماضى ؟ . هل يملك السوداني فى الشمال بعد ان هرب منه الجنوب بانسانه وثرواته , هل يملك تلك المواهب المكتسبة والتى تتمثل فى الخيال الاجتماعى الواسع والوعى العميق بكل ابعاد الازمة التى تحاصره بضرواة من كل الاطراف ؟ . وقبل ذلك هل يملك السودانيون ارادة التغيير التى تنبع من ذلك الواقع ؟ , وهل يُتاح لهم الجمع بين التخطيط والتنفيذ ؟ , علماً بان كل الخطط الخمسية والعشرية التى صاغتها الحكومات التى تبنت الديمقراطية والأخرى العسكرية منذ الاستقلال , قد كان مآلها جميعاً الفشل الماحق . هل يملك السودان الذى تبقى بتكونه الجغرافى وتعدده الاثنى والقومى والثقافى والدينى , هل يملك مقومات أمة سودانية تستجمل نفسها بهدواء وعقل وارادة وتخطيط فى سياق مشروع ناهض يستشرف المستقبل ؟ . هل للسودان فى الافق المنظور مستقبل ؟ . كل هذا جزء من السؤال .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الأيدلوجيا السودانية او بروتوكولات آل سودان (مُلخص) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
يواصل د. عبدالسلام نورالدين :- اما عن الدهشة , فاننى بصراحة قد عجبت اليوم من ان تبدأ هذه الندوة تماماً فى موعدها , لان خبرتى مع السودانيين على الاقل خارج السودان حيث عملت فى عدد من المواقع وجدت ان 90% من الاجتماعات والمنتديات لا تبدا فى الوقت المقرر ويأتى السودانيين بعد ساعة من الوقت المحدد , لماذا ؟ , فى السودان يمكن ان تكون هناك اسباب معقولة او معروفة مثل وسائل المواصلات والزيارات الكثيرة , الاهل , الاصدقاء , المآتم والاعراس , ولكن خارج البلاد ظل السودانيين يتبعون نفس العادات فى الحضور المتأخر , ويمكن ان نقول ان تأتى متأخراً افضل من ان لا تأتى ابداً . اذا كان هذا هو سلوك السودانى المتعلم فى خارج السودان فما الذى يُغذى مثل هذا السلوك ؟ . تعرفون ان السودانى قد اصبح فى الجزيرة والخليج نموذج للكسل والخمول ووجدنا الرسوم الساخرة التى تسخر من ذلك السودانى الذى لم يكتشف انه مشلول الا بعد ثلاثة ايام لانه لم يتحرك قط , وهذا يدعو للدهشة . لماذا فشلت كل الحملات الضارية فى تغيير موقف السودانيين والسودانيات من الخفاض الفرعونى ؟ فمنذ الاربعينات على ايام الاستعمار حاولت الادارة البريطانية بكل ما تملك من نفوذ ومع ذلك فشلت فى محاربة هذه العادة , ما الذى يُحرك هذه العقلية السودانية ؟ , نموذج للخمول والكسل فى جهة , ولا تستطيع كل القوى من تعليم وتنوير فى تغيير السلوكيات التى تربى عليها من جهة أخرى , ومع ذلك فان هذا الكسول الخامل وفى اللحظة التى يموت فيها شخص يتحول الكل الى بيت نمل او خلية نحل وكل شخص يعرف على وجه التحديد ماذا ينبغى ان يفعل وكل شيء يتم بدقة دون اوامر او ارشادات , وبعدها تعود الساقية السودانية كما كانت . كيف تدور ساقية الحياة السودانية ؟ , تبدو الحياة السودانية على الاقل فى ذلك الجزء الذى تبنى العروبة والاسلام كهوية وايدلوجيا كأنها ساقية لعائلة مُمتدة تدور الى ما لا نهاية حول المناسبات والمجاملات لدعم الصلات والعلاقات الاجتماعية عبر (السماية) والختان ونصب خيم عقد القران واسابيع (النفاس) والاربعين والحوليات ووداع واستقبال الحجيج , اما الموت فيمثل مركز الثقل لدوران الساقية حول ذاتها والتى بدورها تقوم باعادة انتاج نفسها فتنبثق البكائيات والمناحات الفاجعة , ونجد اغانى السيرة التى تخرج عصراً لتتجه صوب البحر , وفراق الاحباب الاليم , يا مسافر وناسى هواك , شجن خاص بالسودانيين ,. ساقية لا تصب حول العمل والانتاج والتنمية وتراكم الثروة القومية , وانما حول الاستهلاك والعلاقات الاجتماعية وطقوسها , والحال كذلك نجد السماسرة والذين يستثمرون فى العلاقات والتواصل الاجتماعى فى مقدمة اثرياء البلاد , لقد حفظت لنا اغانى الشكر والمناحات والوداع والانتظار على ابواب المستشفيات ومحطات القطارات تراثاً بديعاً يُمكن الرجوع اليه فى هذا الحقل الذى تفرد به السودانيون , تفرداً ليس فى العمل وصناعة الثروة واعادة انتاجها وتوزيعها . لنفس هذه الاسباب فقد تحول استقلال السودان الى (عزومة) كبرى وليس مشروع سياسى شامل فى بلد متعدد الثقافات والاثنيات واللغات والاديان , واضحت القيادة فى الاحزاب السياسية الكبيرة وجاهة اجتماعية فى المقام الاول . حول هذا النهج فى اسلوب الحياة , او الطريقة التى تدور بها ساقية الحياة فى السودان لابد ان تكون خلفها منظومة من التفكير ونمط من السلوكيات المترسبة وليس بالضرورة ان تكون هناك ايدلوجيا مكتوبة , بالاضافة لغياب كتلة اجتماعية تاريخية ومشروع سياسى شامل , كل هذا قاد الى خلق بروتوكولات سودانية . ماهى سمات هذه الايدلوجيا السودانية , ومتى نشأت ؟ , فى الممالك النوبية القديمة والتى اصبحت فى القرن الثالث عشر جزءً من السلطنة الزرقاء ثم دخلت فى حوزة وادى مصر بعد ذلك فى القرن التاسع عشر فى عهد محمد على باشا والذى رسم قصراً دولة قومية اطلق عليها أسم السودان . ويبدو ان استغراق الممالك الشمالية فى عوالمها لزمان طويل وتحولاتها غير المنسقة من الديانات الارضية الى المسيحية وعزلتها من الحضارة العربية الاسلامية ابان نشأتها , وتباعد تلك الممالك السودانية من حركة الثقافات الافريقية فى شرق وغرب القارة حتى فوجئت فى لحظة مُباغتة باجتياح جيوش محمد على باشا 1821 لذلك الاستقرار والتباعد والعزلة التاريخية , قد منحت للسودان ان ينسج تصورات ورؤى وانساب وانماط من الوعى اسطورية لا تتسق مع طبائع الاشياء , ولا تتسق بالطبع مع حقائق وواقع العالم الذى يُحيط به . ثم نمت تلك التصورات عبر التاريخ بمعالجاتها الحادة لتشكل ايدلوجيا أسطورية فيما بعد لها منطقها وديالكتيكها الخاص . وقد اسهمت عزلة ممالك السودان التاريخية فى صياغة تصورات شعبية شاملة يُمكن ان نطلق عليها بتحفظ اسم بروتوكولات آل سودا ناو بمصطلح اكثر دقة الايدلوجيا السودانية والتى لها الكثير من السحر والجاذبية والجدل ونفوذ لا يُقاوم وتجليات واشراقات , ومن عجائب قيم تلك الايدلوجيا السودانية ان لا يراها غير السودانيين . تنطلق الايدلوجيا السودانية من مسلمات غير قابلة للمراجعة او النقد او الدحض , بالاضافة الى الزعم ان لغة اهل السودان الدارجة هى فصحى بالقياس لجميع اللهجات الأخرى , اما القلب السودانى فعامر بالايمان ولا اسلام يعلو فوق اسلام السودانيين , والمرأة السودانية اكثر نساء العالم نضرةً وبهاءً واكبرهن عجزاً واطولهن شعراً , سيدة وجمالها فريد خلقوها زى ما تريد . لون الامتياز الذى تمجده الايدلوجيا السودانية , فهو اللون الاخضر الليمونى والذى يجمع فى بوتقة متدرجة بين الخضرة والحُمرة ويضرب بشفافية للسواد غير الفج , وهو لون الوسط بين الغجر والعبيد , وهكذا فان البشر سودانياً ينقسمون لثلاثة فروع , سودانيون فى المرتبة العليا بلونهم الاخضر الليمونى , ثم الغجر , ثم العبيد , وليس من منطقة وسطى مُحايدة , وكان حتماً ان يُفجر هذا التفوق اللونى احساساً لا ترجع فيه بتفوق الذاتية والشخصية السودانية على بعض السودانيين وكل البشر الأخرين . كثيراً ما تواجه الحيرة بعض السودانيين الذين يعبرون الى ما وراء البحار ويتوجب عليهم ملء استمارات يُحددون فيها انتمائهم اللونى اهم بيض ام سود أم اسيويين , المعضلة هنا انهم يتصورن انفسهم ليسوا بيض او سود , وكان يجب ان يتم ذكر اللون الاخضر الليمونى فى تلك الاستمارة . اليس من عجب اعاجيب أنساب اهل السودان التى لا تنتمى مباشرةً الى معاوية بن سفيان او عبدالملك بن مروان او خالد بن الوليد , اين ذهب احفاد بلال مؤذن الرسول ؟ ولماذا اختفى احفاد سلمان الفارسى ؟ الم يكن لابو لهب احفاد ؟ لماذا لم يمر واحد منهم على الاقل ببلاد السودان ؟ . الايدلوجيا السودانية لها مواصفات وتقاليد خاصة وسياسات واساليب فى صناعة الطعام وازمنة تقدم وتقهقر . نعود للسؤال لماذا فشل استقلال السودان ؟ , ولماذا استطاع الاحتلال البريطانى فى 15 عاماً ان يمد شبكة للخطوط الحديدية من حلفا الى الخرطوم الى الابيض الى القضارف الى بورسودان , وبعد الاستقلال امتد الخط فقط من الرهد الى نيالا والى واو ثم توقف بعد ذلك وتدهورت الخطوط بانتظام وتدهور مشروع الجزيرة , وعندما خرج الانجليز كان السودان جزء من الاقتصاد العالمى والان بلغت ديون السودان 36 مليار دولار امريكى , هل هو السلوك السودانى ؟ , هل هى الدويلات السودانية التى جاءت بعد الاستقلال ؟ , هل هو غياب المشروع السياسى الشامل ؟ , أم هى الايدلوجيا السودانية التى تدور حول العلاقات ؟ الاجتماعية وليس الانتاج والعمل ؟ , أم انها كل هذه العوامل مُجتمعة ؟ . لماذا فشل استقلال السودان ؟ , وهل لهذا السودان مستقبل ؟ .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الأيدلوجيا السودانية او بروتوكولات آل سودان (مُلخص) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
مُداخلات
أ/ أروى الربيع :- ما اثارته الدهشة فى كلام دكتور عبدالسلام قام بتحريك بعض الاسئلة عندى رغم انه ليس بالضرورة ان تكون هناك اجابات كما قال . هل تم بناء حكم فشل استقلال السودان وفق ايدلوجيا آل سودان ؟ , والسؤال الثانى هل لم يكن ازدهار وعى آل سودان مرتبط بالثقافة التى تمارس صفة القهر والالزام والجبر فى تكوين مفاهيم ايدلوجيا آل سودان ؟ , سؤالى الثالث حول ارتباط الوعى باعتباره مؤشر للايدلوجيا بالحرية والى اى مدى تم هذا الارتباط ؟ , السؤال الرابع حول ان ايدلوجيا آل سودان هى ايدلوجيا اسطورية فهل من الممكن ان تتحول من طور الاسطورية والدهشة وتحدث لها طفرة بخلق ارضية صلبة للاجابة عن الاسئلة ؟ .
د. محمد يوسف :- التناول الذى عرضه علينا الدكتور عميق وغنى كالعادة ويطرح الكثير من القضايا . هناك أشكال يتعلق بالمفاهيم , فعندما اتحدث عن آل سودان ماذا اقصد بهذا الاصطلاح ؟ , فى السودان هناك الكثير من الناس , والكثير منهم ليسوا لهم علاقة بالعرب وهم الاغلبية , فهل الكلام مقصود به الذين يدعون انهم عرب ؟ . وهناك استشكال فى الوقت وضبط الوقت , لانه كلام عمومى , اهلى فى الجزيرة واقع مجتمعهم الزراعى لا يسمح لهم بالمماطلة والتأخير , وبهذا لا يمكن تعميم حالة الانحلال الوقتى على جميع مكونات المجتمع السودانى .
د. عبدالباسط ميرغنى :- فى محور التفكير والسلوك , ونحن فى علم النفس نعتقد ان سلوك الانسان هو نتاج طبيعى لتفكيره , وان ما يكتسبه الانسان من النفكير هو ما يؤدى الى السلوك . وفى الجانب المفاهيمى , هل السلوك دائماً له خاصية العمومية بالطريقة التى طرحها المتحدث ؟ القضية الثانية هى ربط القضايا فى السودان بمراحل العبور من الولادة حتى الموت وهذه الطقوس المتنوعة المختلفة تدخل فيها قضايا المرضى والا مرضى . فى 1936 كان فرويد وغيره يتحدثون عن دور الدين فى عملية سلوك الانسان كان الاستاذ الدكتور التيجانى الماحى يتحدث عن الارواح الشبحية التى تتملك الانسان وتتقمصه والتى تلعب دوراً كبيراً فى المفاهيم السلوكية فى البنية الاجتماعية . هذا الطواف الفكرى فى الندوة كنت اتمنى ان يبدأ بالفكرة الفلسفية عند عبدالسلام نورالدين ثم ببعد ذلك يتم الحديث عن وصف السلوك بان الانسان السودانى كسول , واعتقد ان هناك اكذوبة كبيرة حول كسل الانسان السودانى وللاسف اننا قد بدانا فى تصديقها والقيام باعادة انتاجها .
د. اسماء النعيم :- سؤالى الاول , ما المقصود بآل سودان ؟ لانك تتحدث فقط عن اهل الوسط وهم الذين لديهم الادعاء بانهم عرب وفى اغلبية السودانيين ليس هناك هذا الادعاء . فى موضوع الزمن انت تتحدث كأن الموضوع بالنسبة لك تاريخ , واعتقد ان المجتمعات التى تميل نحو الحداثة يقل الاهتمام بالطقوس فى الافراح والاتراح , والقضية الاساسية انه ليست هناك دولة فى العالم لا يحدث فيها تغيير اجتماعى فى الثقافة والسلوك .
د. محمد المهدى بشرى :- انا لا اقبل حديث عبدالسلام نورالدين بشكل عام رغم ان لديه منهج فلسفى واعرف العمق الذى يتناول به القضايا , ولديه دراسات هامة فى نقد العقل البدوى ودراسات عن المتنبى . حديثه فى الندوة اغلبه تجريدى ومن قمع الانقاذ لنا اصبحنا نكره انفسنا , الحديث الذى ذكره تردده بعض النخب او الجماعات الصفوية , ولا يمكن ان يتم طرح سؤال مثل لماذا فشل الاستقلال , فى البداية يجب ان تقول لى هل فشل الاستقلال أم لا ؟ .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الأيدلوجيا السودانية او بروتوكولات آل سودان (مُلخص) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
د. عبدالسلام نورالدين:- شكرى للذين تكبدوا مشاق الحضور وفى تصورهم ان يستمعوا لشيء مفيد , ولا يتصورن بالطبع ان يأتى ما يُقال مطابقاً لتصوراتهم . انا حاولت تجنب اصدار الاحكام والتعميم , وقد صدرت بعض الاراء التى تتحدث عن التعميم فى بعض القضايا التى طرحتها , على سبيل المثال سؤالى هو لماذا فشل الاستقلال وليس لكل سؤال جواب , وهناك بعض الاسئلة لها اجابات لكن الاجابات التى تم تقديمها ليست كافية , هل يمكن معرفة العالم ؟ , نعم يمكن معرفة العالم ولكن ما نعرفه عن العالم جد قليل . لماذا فشل الاستقلال ؟ , انا وضعت اجاباتى فى صورة اسئلة , حيث فى تصورى ان السودان غابت فيه كتلة اجتماعية كبرى يتمثل لها الاستقلال فى بناء مجتمع جديد والذى حدث ان الفئات التى آل اليها الاستقلال كانت تنظر الى مشروع الجزيرة والسكك الحديد وغيرها باعتبارها غنيمة والصراع كان يدور حول توزيع الغنائم وعندما نضبت الغنيمة دخلنا فى الحلقة الشريرة التى تمددت وعبرت عن انهيار كامل بالنسبة للسودان وما يحدث الان هو تعبير مُكثف عن ذلك الانهيار , والسبب الحقيقى هو انعدام كتلة تاريخية اجتماعية وهذا ليس تعميماً . والغياب للفئات الاجتماعية يمتد لما قبل الاستقلال , والكتلة التى اتحدث عنها طموحها يعنى تطوير السودان , والذى حدث هو تحقيق طموحاتها الصغرى مما قاد للانهيار . عن مسألة العمل فى السودان فان الفكرة فى الورقة ان الحياة فى كل العالم تدور حول العمل والانتاج ثم تأتى مسالة توزيع الانتاج , الفئات والشرائح الوسطى التى خلقها الاستعمار هى التى تعبر عن هذه الايدلوجيا , والثروة تتركز فى يد الذين يقبعون فى حواضر المدن الكبرى , وفى هذه الحواضر تدور ساقية الحياة حول العلاقات الاجتماعية وليس حول العمل والانتاج وهو ما قاد الى التدهور والى مزيد من التدهور فى المستقبل , وللخروج من هذا يجب ان تدور الحياة حول العمل وعلاقات العمل والانتاج وعلاقات الانتاج . التصورات الاسطورية ليست خاصية سودانية فقط , فى تاريخ الفكر الفلسفى فان العلم نفسه قد نشأ من تصورات دينية واسطورية , لكن استطاع العلم ان يستقل من الخرافات والاساطير واستطاع ان ينهض اجتماعياً , وفى السودان ومع كل الانجازات لعقلانية والتوجهات ذات الطابع الاستنارى حدث التقدم الى الخلف مع تقدم الفئات التى ليس لها مشروع وهيمنت على مفاصل الثروة والسلطة . العودة فى كل المدن للاثنيات والتحيز الاقليمى والعرقى , هو تعبير مباشر عن غياب المشروع السياسى الشامل , الانسان الذى حاولت ان انظر له هو الانسان الذى يُنتج ولكنه خارج الانتاج , والاخر الذى يُهيمن على الثروة والسلطة ويقوم بتحويل هذا الامتياز للصالح الشخصى والاقليمى والاثنى . هذه الورقة ليست دراسة اقتصادية , هى محاولة صياغة سؤال والاجابة عليه قد تكون تحليل ساخر , عندى كتابة قديمة عن (دلدوم ابو قرجة) وهى فى الواقع رواية , هى نفس حديث اليوم عن السؤال الذى يُولد دهشة , والدهشة التى تدفع السؤال الى الخارج , مثلاً اقول ان السودانيين اقل الناس انتاجاً حتى فى الفكر , هل هذه القضايا والملاحظات تستحق منا النظر ؟ , السودانيين شجعان جداً فى المشاجرات ولكنهم اكثر جُبناً فى مواجهة وقائع الحياة بعقولهم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الأيدلوجيا السودانية او بروتوكولات آل سودان (مُلخص) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
Quote: الموضوع الليلة هو موضوع عام للغاية , موضوع لماذا فشل الاستقلال ؟ , سؤال فى غاية البساطة والسهولة , بحكم المهنة كمدرس فلسفة فاننى لا استطيع ان اقفز على المهنة التى زاولتها زمناً طويلاً , نعرف ان نهايات الفلسفة هى قضايا المُطلق والعقل والبدن والفكر الذى يُفكر , لكن بداية الفلسفة هما (1) السؤال (2) الدهشة , وفى هذا الحديث وليست المحاضرة , سوف اقوم بمحاولة ان لا اخرج عن السؤال والدهشة . |
العزيزات والاعزاء فى مركز الخاتم تحية طيبة استمتعت جدا بما قاله د عبد السلام و(اندهشت)، كذلك كانت الاسئلة والمداخلات بالعمق الكافى فلهم ولهن التحية. ما لفت انتباهى امر تناول المتحدث لموضوع الفلسفة بطريقة تبعده عما يعرف بفلسفة الادراك (الحداثية) الى ارتباط اكثر باللغة والثقافة (اتجاه ما بعد حداثوى سودانى عميق) حيث يكون دور الفلسفة طرح التساؤلات الصحيحة وادهاش المستمع فيما كان يبدو من قبل عاديا لديه! فى تقديرى ان مفردة ايديولوجيا هنا جاءت تطابق معنى الغامض فى حياتنا الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، او الخيط الناظم للفوضى البادية للعيان كما كان يسميها المرحوم الخاتم ، وهو مفهوم يتخطى الفهم الماركسى الكلاسيكى وان كان ماركس هو اول من اطلق المصطلح للتعبير عن الوعى الزائف ! دور الاسطورة فى عملية المعرفة دائما ما يكون شيئا مدهشا!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الأيدلوجيا السودانية او بروتوكولات آل سودان (مُلخص) . (Re: طلعت الطيب)
|
Quote: لماذا فشلت كل الحملات الضارية فى تغيير موقف السودانيين والسودانيات من الخفاض الفرعونى ؟ فمنذ الاربعينات على ايام الاستعمار حاولت الادارة البريطانية بكل ما تملك من نفوذ ومع ذلك فشلت فى محاربة هذه العادة , ما الذى يُحرك هذه العقلية السودانية ؟ , نموذج للخمول والكسل فى جهة , ولا تستطيع كل القوى من تعليم وتنوير فى تغيير السلوكيات التى تربى عليها من جهة أخرى , ومع ذلك فان هذا الكسول الخامل وفى اللحظة التى يموت فيها شخص يتحول الكل الى بيت نمل او خلية نحل وكل شخص يعرف على وجه التحديد ماذا ينبغى ان يفعل وكل شيء يتم بدقة دون اوامر او ارشادات , وبعدها تعود الساقية السودانية كما كانت . كيف تدور ساقية الحياة السودانية ؟ , تبدو الحياة السودانية على الاقل فى ذلك الجزء الذى تبنى العروبة والاسلام كهوية وايدلوجيا كأنها ساقية لعائلة مُمتدة تدور الى ما لا نهاية حول المناسبات والمجاملات لدعم الصلات والعلاقات الاجتماعية عبر (السماية) والختان ونصب خيم عقد القران واسابيع (النفاس) والاربعين والحوليات ووداع واستقبال الحجيج , اما الموت فيمثل مركز الثقل لدوران الساقية حول ذاتها والتى بدورها تقوم باعادة انتاج نفسها فتنبثق البكائيات والمناحات الفاجعة , ونجد اغانى السيرة التى تخرج عصراً لتتجه صوب البحر , وفراق الاحباب الاليم , يا مسافر وناسى هواك , شجن خاص بالسودانيين ,. ساقية لا تصب حول العمل والانتاج والتنمية وتراكم الثروة القومية , وانما حول الاستهلاك والعلاقات الاجتماعية وطقوسها , والحال كذلك نجد السماسرة والذين يستثمرون فى العلاقات والتواصل الاجتماعى فى مقدمة اثرياء البلاد , لقد حفظت لنا اغانى الشكر والمناحات والوداع والانتظار على ابواب المستشفيات ومحطات القطارات تراثاً بديعاً يُمكن الرجوع اليه فى هذا الحقل الذى تفرد به السودانيون , تفرداً ليس فى العمل وصناعة الثروة واعادة انتاجها وتوزيعها . لنفس هذه الاسباب فقد تحول استقلال السودان الى (عزومة) كبرى وليس مشروع سياسى شامل فى بلد متعدد الثقافات والاثنيات واللغات والاديان , واضحت القيادة فى الاحزاب السياسية الكبيرة وجاهة اجتماعية فى المقام الاول . حول هذا النهج فى اسلوب الحياة , او الطريقة التى تدور بها ساقية الحياة فى السودان لابد ان تكون خلفها منظومة من التفكير ونمط من السلوكيات المترسبة وليس بالضرورة ان تكون هناك ايدلوجيا مكتوبة , بالاضافة لغياب كتلة اجتماعية تاريخية ومشروع سياسى شامل , كل هذا قاد الى خلق بروتوكولات سودانية . ماهى سمات هذه الايدلوجيا السودانية , ومتى نشأت ؟ , فى الممالك النوبية القديمة والتى اصبحت فى القرن الثالث عشر جزءً من السلطنة الزرقاء ثم دخلت فى حوزة وادى مصر بعد ذلك فى القرن التاسع عشر فى عهد محمد على باشا والذى رسم قصراً دولة قومية اطلق عليها أسم السودان . ويبدو ان استغراق الممالك الشمالية فى عوالمها لزمان طويل وتحولاتها غير المنسقة من الديانات الارضية الى المسيحية وعزلتها من الحضارة العربية الاسلامية ابان نشأتها , وتباعد تلك الممالك السودانية من حركة الثقافات الافريقية فى شرق وغرب القارة حتى فوجئت فى لحظة مُباغتة باجتياح جيوش محمد على باشا 1821 لذلك الاستقرار والتباعد والعزلة التاريخية , قد منحت للسودان ان ينسج تصورات ورؤى وانساب وانماط من الوعى اسطورية لا تتسق مع طبائع الاشياء , ولا تتسق بالطبع مع حقائق وواقع العالم الذى يُحيط به . |
اعلاه بعض الاجابات الساخرة للتساؤلات التى طرحها د عبد السلام ويبدو ان طابع التشاؤم والواقعية فيها لن يعجب الكثير من الناس لانهم اعتادوا على تيارات الحداثة ذات النبرات التفاؤلية ! حتى صحينا ذات صباح على انقلاب الجبهة القومية الاسلامية! يعلم الناس ان انقلاب الانقاذ ليس مجرد انقلاب عادى ، انه تعبير عن ازمة عميقة الجذور لذلك كانت مالاته بالخطورة التى شهدناها طوال اكثر من عقدين اشكر ادارة المركز على نقل الندوة واتمنى ان يدور تداول حولها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الأيدلوجيا السودانية او بروتوكولات آل سودان (مُلخص) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
طبعا الشكر موصول لمركز الخاتم عدلان على هذه البئة الحوارية التى ينتجها استمرارا. المحاضرة التى قدمها الدكتور عبدالسلام لم تختبر الأزمة السودانية بعمق ولم يستطع تشريح العوامل التى ادت الى التخلف تشريح المفكر القادر على الأمساك بكل الظواهر والمتغيرات فى حياة الشعوب. وكأنه وهو يحلل الأزمة السودانية يدين المجتمع من خلال السلوكيات المرفوضة دون النفاذ الى عمق الأزمة والمرتبط بالتغيير التاريخى وأدواته. فاالكسل مثلا ليس شيئا موروثا أو جينيا أنما يرتبط أساسا بالأنظمة والأنماط التى ينتجها العامل الأقتصادى ولهذا فغالبية السودانيين قئات منتجة وفاعلة فى دول الأغتراب العربى وغبرها من الدول نتيجة للمتغير الأقتصادى والذى صاروا ضمنه. أذن تشخيص الظواهر يجب أن يرتبط بالأسباب وليست النتائج.أعتقد ان الدكتور عبد السلام يكرر السائد هنا والمتناول يوميا والذى لا يتعدى توصيف الظواهر وليس تشخيصها. الشاهد أن بناء الدولة السودانية ارتبط بوعى متخلف غير قادر على فهم تناقضات الواقع وتعقيداته وساطلق على هكذا عقل العقل المستقيل. ولهذا فمردود هذا العقل تجلى فى حالة التراجع الحضارى التى يشهدها السودان وقد شهدها منذ الاستقلال. الأشارة الرمزية الى الأوهام التى تتخلل البعض من خلال منظور الهوية سببه الأنغلاق الذى سببته السياسات المحدودة. من هذا المنطلق فأن سيطرة بعض القيادات من ابناء الشمال على مصائر هذا البلد يجب أن ينظر اليه من خلال دور النخبة وليس الكم الشمالى الكلى والذى تأذى هو الآخر كما الأطراف من دور هذه النخبة. الأسئلة المطروحة موضوعية ولكن الاجابابات غير كافية
شكرا أحمد محمود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الأيدلوجيا السودانية او بروتوكولات آل سودان (مُلخص) . (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: لماذا فشلت كل الحملات الضارية فى تغيير موقف السودانيين والسودانيات من الخفاض الفرعونى ؟ فمنذ الاربعينات على ايام الاستعمار حاولت الادارة البريطانية بكل ما تملك من نفوذ ومع ذلك فشلت فى محاربة هذه العادة , ما الذى يُحرك هذه العقلية السودانية ؟ , نموذج للخمول والكسل فى جهة , ولا تستطيع كل القوى من تعليم وتنوير فى تغيير السلوكيات التى تربى عليها من جهة أخرى , ومع ذلك فان هذا الكسول الخامل وفى اللحظة التى يموت فيها شخص يتحول الكل الى بيت نمل او خلية نحل وكل شخص يعرف على وجه التحديد ماذا ينبغى ان يفعل وكل شيء يتم بدقة دون اوامر او ارشادات , وبعدها تعود الساقية السودانية كما كانت . كيف تدور ساقية الحياة السودانية ؟ , تبدو الحياة السودانية على الاقل فى ذلك الجزء الذى تبنى العروبة والاسلام كهوية وايدلوجيا كأنها ساقية لعائلة مُمتدة تدور الى ما لا نهاية حول المناسبات والمجاملات لدعم الصلات والعلاقات الاجتماعية عبر (السماية) والختان ونصب خيم عقد القران واسابيع (النفاس) والاربعين والحوليات ووداع واستقبال الحجيج , اما الموت فيمثل مركز الثقل لدوران الساقية حول ذاتها والتى بدورها تقوم باعادة انتاج نفسها فتنبثق البكائيات والمناحات الفاجعة , ونجد اغانى السيرة التى تخرج عصراً لتتجه صوب البحر , وفراق الاحباب الاليم , يا مسافر وناسى هواك , شجن خاص بالسودانيين ,. ساقية لا تصب حول العمل والانتاج والتنمية وتراكم الثروة القومية , وانما حول الاستهلاك والعلاقات الاجتماعية وطقوسها , والحال كذلك نجد السماسرة والذين يستثمرون فى العلاقات والتواصل الاجتماعى فى مقدمة اثرياء البلاد , لقد حفظت لنا اغانى الشكر والمناحات والوداع والانتظار على ابواب المستشفيات ومحطات القطارات تراثاً بديعاً يُمكن الرجوع اليه فى هذا الحقل الذى تفرد به السودانيون , تفرداً ليس فى العمل وصناعة الثروة واعادة انتاجها وتوزيعها . لنفس هذه الاسباب فقد تحول استقلال السودان الى (عزومة) كبرى وليس مشروع سياسى شامل فى بلد متعدد الثقافات والاثنيات واللغات والاديان , واضحت القيادة فى الاحزاب السياسية الكبيرة وجاهة اجتماعية فى المقام الاول . حول هذا النهج فى اسلوب الحياة , او الطريقة التى تدور بها ساقية الحياة فى السودان لابد ان تكون خلفها منظومة من التفكير ونمط من السلوكيات المترسبة وليس بالضرورة ان تكون هناك ايدلوجيا مكتوبة , بالاضافة لغياب كتلة اجتماعية تاريخية ومشروع سياسى شامل , كل هذا قاد الى خلق بروتوكولات سودانية . |
بعد المداخلتين العميقتين لكل من الاساتذة احمد والشقلينى، رأيت اضافة ملاحظة تتعلق بما فهمته من نص د عبد السلام حول الكسل السودانى، اذ لا اعتقد على الاطلاق انه يقصد الكسل الجينى او الكسل كطبيعة ثابتة يروج لها البعض وتنعكس بشكل سلبى على المواطن السودانى ولكنه لاحظ عن حق غياب الجد والنشاط السودانى فيما يتعلق بالعمل والانتاج وحضوره بقوة فى المناسبات الاجتماعية !! وهى ملاحظة دقيقة طرحها كأحد (تساؤلاته المدهشة) التى تحتاج لاعادة تفكير فى الامر وتداول حوله ، هذه الظاهرة تتم داخل (سياق الحياة السودانية) وفى اطارها !! صحيح ان النخب مسؤولة عن الاخطاء والسياسات التى قادت الى الانهيار الذى بدأ بانقلاب الانقاذ وانتهى الى ما انتهى اليه ، لكن فى تقديرى ان ما يعرف بالثقافة الجماهيرية او العامة mass culture هى التى تساعد على ذلك ، بل تلعب دورا كبيرا فيه ولذلك لابد من كشفها واعادة تفكيكها لابراز عيوبها ونقدها بقوة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الأيدلوجيا السودانية او بروتوكولات آل سودان (مُلخص) . (Re: طلعت الطيب)
|
Quote: هل لعب غياب المشروع السياسى الشامل منذ نشات الحركة الوطنية ونهوضها فى 1938 , 1945 , 1948 , 1956 , دوراً حاسماً فى ان تكون مقدمات الاستقلال خاطئة وبدايته زائفة واحزابه عرجاء يقودها قعودها ؟ . هل لعب دوراً التحيز الاقليمى مع الاستعلاء العرقى والدينى والثقافى للذين آل اليهم الاستقلال دوراً فاعلاً فى التدهور الاقتصادى والاجتماعى الذى نشب ونسل التنابذ بين القوميات والاثنيات والاقاليم والجماعات ؟ .. وطغت ثقافة الكراهية وشاعت لتصبح ميسماً وقالباً لخطاب توجهات المركز ذات الجذور الضاربة , والذى شحذ الاقتتال , وكان من نتائجه ان يُفضل سكان الجنوب وبمشيئتهم الحرة وباجماع لا يتحقق كثيراً ان يُعلنوا وعلى مشهد من كل العالم انهم لا يقبلون العيش مع هذا الاخ المُفترض والذى لا يحمل لهم سوى غير الحب . هل بمستطاع السودانين , وبشكل خاص تلك الشرائح والفئات وتجمعات الانتاج فى المدن والريف وقوى الهامش التى خسرت وخسرها الاستقلال بمقدماته الخاطئة وبداياته الزائفة ودولته التى اصبحت بوتقاً لارث سالب , هل بمستطاعها ان تستجمع كل قواها بنظر جديد حول مشروع شامل مدروس يتخطى خيبات الماضى ؟ . |
تساؤلات مهمة تمت الاشارة ايضا فى هذه الندوة الى السكة الحديد ومشروع الجزيرة كمؤسسات انتاج حديثة خلفها الانجليز والتى اصابها الضعف التدريجى حتى تلاشت تقريبا فى عهد الانقاذ وهى ملاحظة مهمة اخرى ربما أعود اليها فى وقت لاحق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فى الأيدلوجيا السودانية او بروتوكولات آل سودان (مُلخص) . (Re: منوت)
|
التحدث من خلف أسم المركز حركة سخيفة وبايخة جدا. نرجوا من الشخص الذي يناقش باسم المركز أن يستخدم أسمه، أو على الأقل التوقيع في أي مداخلة يقوم بها لأن ذلك فيه تضليل واضح للقراء.
المحاضرة ممتازة. ولكن يجب على مركز الخاتم عدلان أن يهتم بتثقيف الشباب ويجب أن لا يكون المركز محتكرا لكبار السن الذين فشلوا في أحداث تغير حقيقي في السودان. يجب أن يتم أستثمار حقيقي في الشباب.
| |
|
|
|
|
|
|