وعبد الله الشيخ يقرأ ويسمع و يبكي ايضا .. ( الاهداء لهاشم كرار )

Quote: خط الاستواء عبد الله الشيخ (ولا تسمع الاذنان الا من القلب)..! يقول التاريخ ان بشار بن برد اشعر فى امرأة ، من اجل ان يبقى عاشقاً ، وسيقول التاريخ ان بشار الاسد قتل شعبه ، من اجل ان يبقى حاكماً..! خلد التاريخ كلمات بن برد بينما تبخرت اقاويل و(اصلاحات) بشار الاسد مع دخان البارود الذى احرق به مدائن الشام..! قال بشار بن برد في حب عبدة : ( فقلت دعوا قلبي وما اختار وارتضى فبالقلب لا بالعين يبصر ذو الحب فما تبصر العينان في موضع الهوى ولا تسمع الاذنان الا من القلب).. بشار بن برد ذلك الاعمى ، الاعجمي ، المتهتك..كم كان دميماً ، وضخماً ، وجريئاً ايضا..! كان كل هذا وذاك ، لكنه مع كل تلك الصفات البشعة كان مسالماً ، لم يبني جيشاً من القناصة او الشبيحة او البلطجية لتقتيل اهل البلاد.. عاش متزوداً من زاد البسطاء ، حالماً باحلام الضعفاء ، ولما نادته الحياة قال نعم..عاش ببساطة ، لكنه لم يمت ببساطة ..! عاش سبعون عاماً فى هذه الدنيا قبل ان يقتله الخليفة العباسي المهدي متهما اياه بالزندقة..! وهذا حال الدنيا ، يخلد فيها ذكر القتيل ، ويطمر النسيان ذكر القاتل ، حتى لو كان سلطاناً وارثاً للحكم من ابيه ، أو منقلباً على الشرعية بتلك الدعاوي.. ولد بشار بن برد اعمى، ورضي بتلك العاهة بعد ان خبر الدنيا ،فقال انه يحب عاهته تلك لانها تحجب عنه رؤية من يكره .. لبشار هذا نهم على الملذات ،، له اقباله على المتعة من اكل وشرب و خمر ونساء وغناء، لكنه لم يقترب من حق الناس .. كان جريئاً الغزل، فاحشاً فى الهجاء ،، يهجو من لا يعطيه ، و يسخر من عصره الاموي انتقاما لاحتقار بني جنسه من الفرس ..عندما تبدل الزمان و جاءت دولة العباسيين تم تقريب الفوارس اعترافا بدورهم في الاجهاز على دولة الامويين، هناك انطلق بشار بن (يرجوخ) ، وهكذا اسمع الفارسي،، فى فضاءات الحرية ..ربما كان قبحه وراء تلك الجرأة في التهام الحياة والتمادي فى القسوة على الرزايا التي وجد نفسه فيها.. لكنه ، على اية حال كان رجلاً فى حاله ، لم يسفك دماً .. انشد اكثر من اثني عشر الف قصيدة ، لكن ما وصل الينا من شعره قليل لأن الرقابة الدينية والسياسية والاجتماعية في عصره حذفت الكثير بعد وفاته لكونه متهم بالزندقة ولأنه صريح جداً فى الغزل والهجاء..! كان يعبر عن انغماسه الحسي فى عوالم بالنساء من معايشته لتلك العوالم بالمخالطة والخبرة..ذلك الاعمى المتهتك المسالم ،ما كان يشتهى سفك دم ولا سلب خزائن، كان يجد لذته فى نشيد الصبابة : ( يا قوم اذنى لبعض الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين احيانا).. انه يطرب لهذا : (فحركت عودها ثم انثنت طربا تشدو به ثم لا تخفيه كتمانا فهو الذي يقول: (لا يقتل الله من دامت مودته والله يقتل اهل الغدر احيانا)..! يا لها من رقة وبساطة وحواريات ، تعبر عن شخص فنان له ولع بجرير..! كان بشار بن برد يتحسر لان جرير استصغر الفرزدق ولم يرد عليه هجائه.. كان ذلك الاعمى الاعجمي المتهتك يطلب من غانيته ان تنشد قول جرير: ( ان العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحيين قتلانا)..! هل ترى يفعل الاعمى المتهتك ذلك لان له اقوالاً ،على منوال جرير..!؟ و ما العيب فى ذلك..؟ ما العيب فى اعجاب الشاعر بنفسه، اذ لم يكن قاتلاً ولا سارقاً لشعبه..؟

Quote: التحية للكاتب العميق الابداع, عبدالله الشيخ كارلوس,