كصرخة الميلاد، مشاركتي الأولي بكائية

أولا السلام عليكم إخوة المنبر الكرام.
و أجزل الشكر للأخ بكري أبو بكر علي تشريفي بعضوية المنبر المميز.
و تحاياي العميقة لأخي منصور المفتاح وسفيرنا في الأسافير و لبقية العقد النضيد.

مشاركتي الأولي رثاء لعمنا بدري مقبول بدري الذي رحل قبيل قفلة المولد النبوي الشريف. كان الرجل رمزا كبيرا لنا و قد رحل عنا بغتة رغم معاناته الممتدة مع خليط من الأمراض قاساها الرجل ببسالة.

كان الفقيد معلما و قاضبا و مأذونا و شيخ طريقة و كان فارسا و شاعرا و من نافلة القول أنه كان كريماأجواد.
رحمه الله و أسكنه فسيح جنانه.

رثاء للفقيد
ليساعدني أساطين العربية بالمنبر بالتصحيح معنا و مبني و وزنا.

خليلي بسم الله أبدأ صابرا مقالي بالتهليل و الحمد و الشكر
فلا رب غير الله يرجي نواله و لا غيره أرجو ولا أوكلن أمري
و أحمده حمدا يوافي مزيده و أشكره في اللين و الضيق و العسر
تبارك رب العرش ماض قضاؤه علي كل نفس حكمه صادر يجري
يميت و يحيي في كتاب مؤجل يذاع غداة اليوم ما كان في السر
علي أنني رغم اليقين ملوع و رغم عظيم الفقد باق علي الصبر
فقد فقد السودان إحدي قلاعه و قد فقد التاريخ أستاذه بدري
و قد فقد الإحسان و الجود و القري منارة علم مثلما الأنجم الزهر
شفيفا لطيفا باسما متبسما جميل حديث طيبا واسع الصدر
جمعت من الأوصاف ما أنت أهله و حزت من الألقاب مستوجب الفخر
فأنت أديب عالم متبتل و أنت خطيب حاز قيثارة النثر
و أنت عليل مات من غير علة و أنت كريم عاش حينا من الدهر
نحلت فلم تفرق و مت مهللا و قد مات بالتهليل من عاش للذكر
لقد شيعتك الناس باكين كلهم فكان وداعا دامعا باسق القدر
مهيبا رهيبا خاشعا متفردا كثيفا يحاكي سيره فورة البحر
أتي كل باك فيك يبكي لنفسه فلا تسمعن غير النحيب من الصدر
علي كل حي بان دمع و آهة و من كل حي جاء حتي ذوي العذر
فمن لضيوف الليل بعدك منزلا ومن يطرب الآذان داع إلي الفجر
عليك من الرحمن ود و رحمة تنير لكم درب الصراط من القبر
و تنجي لنا من كل شر بحق من نرجيه ذخرا في القيامة و النشر
و أختم قولي بالصلاة معظما علي خير خلق الله في السر و الجهر

رحمه الله رحمة واسعة.