بشير بكار:لا علاقة ل(حق) بالجمهوريين ولا بالشيوعيين حوار:عبدالله الشيخ

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 09:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-27-2012, 06:38 PM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بشير بكار:لا علاقة ل(حق) بالجمهوريين ولا بالشيوعيين حوار:عبدالله الشيخ

    الأستاذ بشير بكار:لا علاقة لحركة (حق) بالجمهوريين، ولا بالشيوعيين





    http://alakhbar.sd/details.php?articleid=9783


    حوار:عبدالله الشيخ: الأستاذ بشير عيسى بكار، الذي انتخب رئيساً لحركة القوى الجديدة في مؤتمر (حق) الأخير المعقود في 29- 31 ديسمبر 2011م.. تروي والدته انه وُلد (فى عز الخريف).. شهادة ميلاده مدونة بتاريخ 1/1/1952، نشأ وترعرع فى البطانة، درس فى قرية الطندب، ثم رفاعة، وادي سيدنا الثانوية القديمة وحنتوب الثانوية.. تخرج عام 1976 فى معهد المعلمين العالي (كلية التربية)، وعمل مدرساً للغة الفرنسية والانجليزية قبل انتقاله للعمل فى وزارة الخارجية سكرتير ثالثاً ثم ثانيا، عمل بكار فى انجمينا وواشنطن قبل احالته الى المعاش في كشف الدبلوماسيين الشهير في نوفمبر 1989.. شغل وظائف عديدة: خبير إعلامي بسفارة قطر فى واشنطن، ومراقباً في بعثة الأمم المتحدة لمراقبة الانتخابات جنوب أفريقيا عام 1994، وضابط تسجيل في بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية. وهو أحد مؤسسي فرع التجمع الوطني الديمقراطي بواشنطن ونائباً لرئيس لجنته التنفيذية لبعض الوقت، وهو صاحب مبادرة إنشاء حركة القوى الحديثة عام 92 وأحد مؤسسي حركة (حق) 95 وعضوا في قيادتها الجماعية.. قاد بكار عملية إعادة توحيد الحركة في 2009. الأستاذ بشير بكار الذي كان عضواً نشطاً في حركة الأخوان الجمهوريين، يعمل ويقيم بنيويورك منذ عام 1997 وهو اب لاربعة من البنين والبنات..

    أجرت (الاخبار) هذا الحوار مع بكار عقب انتخابه رئيساً لحركة حق.. وحركة (حق) وهي من التنظيمات السياسية الجديدة أصابها من التشظي ما أصاب الكيانات الحزبية السودانية في هذه المرحلة التاريخية (السوريالية)..!
    * حركة حق حركة صفوية، وهي تتصدع وتتشقق، من المسؤول عن ذلك؟
    ــ أولا ينبغي التذكير بأن الخلافات والانقسامات من طبيعة البشر والمنظمات السياسية، وفي هذا المقام أذكّر دائما بحروب الفتنة الكبرى بين الصحابة بعد التحاق النبي بالرفيق الأعلى، لكن تلك الفتنة لم توقف عجلة التاريخ ولا الحياة.. على ركام تلك الحروب وغيرها مما صحب الدولة الإسلامية طوال التاريخ قامت حضارة كانت أعظم الحضارات في وقتها.

    ثم إن حق، وهي لا تزال تنظيما ناشئا، تعتبر من أقل الأحزاب السودانية انشقاقا.. السياسة دائما تجمع الصالح والطالح، وكثيرا ما تجذب الانتهازيين والباحثين عن المجد والشهرة.
    أقول هذا ليس للتبرير وإنما لوضع المسألة في منظورها الصحيح، اي المنظور العام والأوسع، باعتبارها ليست ظاهرة تنفرد بها حق.. ومع ذلك، فإن ما تقوله عن حق صحيح بوجه عام..

    *على من تقع مسئولية تشظي وتصدع الحركة؟
    ــ المسؤولية عن تصدع حق مسؤولية جماعية وتضامنية بين القيادة والقاعدة، لكن القيادة بطبيعة الحال تتحمل المسؤولية المباشرة والقسط الأكبر، لأنها مفوضة، والقاعدة في الغالب مقيدة بقرارات القيادة ومبادراتها أو عدمها،، ولا ننسى أيضا أن ظروف التخلف السياسي العام، وظروف القمع، والاختراقات الأمنية، وقلة الإمكانيات، وظروف الشتات بين الداخل والخارج، كل هذا وذاك، يلقي بظلاله على نشأة حركة حق وتطورها.

    * الاعلان عن نشأة تنظيم حق يُنظر اليه من جانب الكثيرين كما لو انه كان انفعالاً باحداث ظرفية..!
    ــــ حق كانت تمر بفترة طفولة ومراهقة سياسية، أؤكد لك أنها بعد الفرز الأخير قد بدأت أولى خطواتها نحو النضح.. سنعد دراسة نقدية مفصلة، دراسة موضوعية وصادقة لتجربة حركة حق، سلبياتها وإيجابياتها وسننشرها على الشعب للاستفادة منها، نحن نؤمن بأن السياسة بدون تربية ديمقراطية وبدون أخلاق تصبح وبالا على الشعوب، وهذا ما نلمسه في واقعنا اليوم.. نحن الآن نمر بعملية فرز، وعازمون من خلال تجربتنا على تقديم وإبراز أفضل ما في الإنسان السوداني
    حركة حق فى الوقت الراهن منقسمة إلى قسمين أحدهما بقيادة هالة عبد الحليم، و القسم الآخر بقيادتي.. هناك نزاع قانوني حول الاسم، وسيتقرر على أساس الفصل فيه ما اذا كنا سنحتفظ بالاسم أم نختار اسما جديدا.

    * قرأت البيان الختامي الذي اصدرتموه بالخرطوم مؤخراً، يلاحظ ان تشخيصكم للازمة السودانية يقترب كثيراً من تشخيص المؤتمر الشعبي للأزمة !
    ــ إذا كان المقصود بالتشابه هو الاتفاق على ضرورة إسقاط النظام - حسب الموقف المعلن للمؤتمر الشعبي - فإن التشابه تقريبا ينتهي عند هذا الحد. أما فيما يتعلق بما يعقب النظام وتصور مستقبل الحكم في السودان، فإن المؤتمر الشعبي لم يطرح رؤية واضحة فيما يتعلق بعلاقة الدين بالدولة، والموقف من تطبيق الشريعة، أو بالأحرى استغلال الشريعة أسوأ استغلال لأغراض سياسية ودنيوية بحتة، وعلى تحديد هذه الرؤية يقوم الدستور وتتحدد طبيعة الدولة.

    نحن موقفنا واضح وهو ضرورة الفصل بين الدين والدولة، وذلك يعني أن تكون الدولة محايدة تجاه أديان ومذاهب مواطنيها، وغير منحازة إلى أي مذهب معين أو دين معين دون المذاهب والأديان الأخرى.. نحن أمامنا نموذج الدولة السنية الوهابية في أسوأ صورة قدمتها حركة طالبان الأفغانية، وأمامنا نموذج الدولة الشيعية في إيران، حيث تحولت إلى كابوس أسوأ من كابوس حكم الشاه. وأمامنا نماذج لدول إسلامية ذات دساتير علمانية تنعم بالاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي أكثر من الدول العربية بكثير، منها تركيا، التي يحكمها حزب إسلامي في إطار دستور علماني، وكذلك ماليزيا وإندونيسيا.. بل إن كل الحكومات الوطنية السابقة كانت حكومات علمانية بالمعنى الذي شرحناه، و كلها كانت أقل سوءا بكثير من حكومة الإنقاذ الإسلامية زعماً..

    • هل لديكم ثقة فى التعامل مع د. الترابي؟
    • أود أن أقرر أن المؤتمر الشعبي، للأسباب التاريخية المعلومة، وللفراغ السياسي الناتج عن جمود وتفسخ الأحزاب التقليدية، أصبح رقما في المعارضة السودانية لا يمكن تجاهله. وإذا ما عمل المؤتمر الشعبي بجدية في مواجهة النظام، فإن ذلك سيكون في مصلحة البلد والقوى الأخرى التي تقاوم النظام. ولكني أرى تصريحات كثيرة ولا أرى فعلا حقيقيا فيما يتعلق بالتعبئة العامة وتصعيد المواجهة الشعبية للنظام.

    كل هذا لا ينبغي أن يجعلنا ننسى أن د. الترابي هو المسؤول الأول عن صعود الأخوان المسلمين في السودان، وتربيتهم، وووصولهم إلى السلطة عن طريق الانقلاب، وعن المشاركة لمدة عشر سنوات في سياسات النظام القمعية والمدمرة. الإسلاميون جاءوا إلى السلطة بدون برنامج واضح غير شعارات الحاكمية لله وتطبيق الشريعة الخ. وكان هناك غياب شبه تام للتربية والتزام القيم الجوهرية للإسلام. الغاية تبرر الوسيلة. إذا كان الله معنا فكل شيء مباح. وكل من عارضنا فقد عارض الله، وبالتالي فإن دمه وماله وعرضه مباح. جاءوا إلى السلطة بذلك الفهم ولذلك دمروا البلد ودمروا أنفسهم. لكن أولويتنا الآن ليست محاسبة الترابي أو عزله. أولويتنا هي إزالة النظام القائم وإرساء البديل الديمقراطي الصالح. وأمامنا مسيرة طويلة نحو إرساء الديمقراطية وتحقيق الاستقرار السياسي حتى بعد إزالة النظام الحالي.

    * ما الجديد في مؤتمر حق الأخير؟
    ـ أهم الجديد في مؤتمر حق الأخير أنه حدث فرز وتمايز، بين الغث والسمين، بين الأصيل والزائف، وبين الجد والهزل، وسيزداد ذلك ظهورا بمرور الأيام والشهور. ثم أنه فى المؤتمر الاخير بدأت تتبلور رؤية حركة حق بشكل أوضح وبدأت أولى الخطوات لصياغة برنامجها الوطني بشكل واضح ومفصل وإنزاله إلى واقع الناس، وسيبدأ بذلك خروج حق من صفويتها التي أشرت إليها في السؤال الأول، والتحامها بالشعب في الشوارع والأحياء والجامعات والقرى والأسواق.. هذا هو التحدي الذي يواجهنا، ونحن عازمون على مواجهته والتغلب عليه.

    * كيف يمكن لـ (حق) أن تتحول إلى حزب جماهيري..؟ كم من الوقت يستغرق ذلك..؟
    ـ طريق حق لكي تكون حزبا جماهيريا، يتمثل في تطوير وتبسيط خطابها لكي يكون مفهوما وواصلا إلى جماهير الشعب المتطلعة إلى التغيير، ملامسا لواقعها ومقدما حلولا لمعالجة قضايا ذلك الواقع، في شكل برنامج وطني لتغيير النظام ولإعادة بناء السودان من الرماد، بإعادة الحقوق إلى أصحابها وبإقامة العدل وسيادة حكم القانون والتمتع بالحرية والحياة الكريمة لجميع مواطني السودان. وفي السودان ما يكفي من الموارد لتحقيق ذلك، لولا الفساد وسوء الإدارة. والأمر الأهم هو تقديم نموذج ديمقراطي جديد حقا من حيث السلوك والممارسة.

    * فى مبادرتك في واشنطن لتكوين إحدى الفصائل التي شكلت حق لاحقا كنت قد اطلقت مسمى (القوى الحديثة) على التكوينات السياسية والنقابية التى نشطت بعيداً عن الكيانات التقليدية، هل (حق) تمثل هذه القوى الحديثة أو الجديدة..؟

    ــ حركة حق ليست وحدها في الميدان.. نحن داعون إلى مؤتمر للقوى الجديدة، بما فيها قوى الهامش وعناصر الاحزاب التقليدية المعارضة لمواقف وسياسات القيادات التاريخية التي أثبتت فشلها وقررت مشاركة النظام في الحكم وهو يكاد يلفظ آخر أنفاسه. السودان لا توجد فيه أحزاب ديمقراطية حتى الآن. ومن تلك القوى التي نقصدها المثقفون الوطنيون وجماهير الشعب ذات المصلحة في التغيير من مختلف الفئات، الطبقة الوسطى التي أفقرها وسحقها النظام، الموظفون والعمال والمهنيون والمعلمون إلخ، والكثير من عناصر القوات النظامية التي تعاني من الفقر والقهر مثل بقية الجماهير. فإما حدث إصلاح حقيقي في الأحزاب التقليدية، ونحن نرحب به، وإما ظهرت كتلة تاريخية جديدة وشكلت حزبا ديمقراطيا اجتماعيا جامعا لأبناء السودان من كل الجهات والمواقع، وهذا ما نسعى إليه في نهاية المطاف.
    نحن لسنا مستعجلين على الحكم. ولكننا مستعجلون على أن يكون هناك تغيير حقيقي للخروج من نفق الأزمة المستحكمة، نحو الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحكم القانون وحقوق الإنسان. وسنعمل مع كل من يتفق معنا على هذه الغاية ويعمل بجدية نحو تحقيقها، وأتوقع في خلال خمس سنوات أن يظهر التنظيم الديمقراطي الجامع الذي نسعى إليه.

    * أين تقف حركة حق..؟ هل انتم يمين، أم يسار، أم وسط..؟
    ـــ نحن حددنا في المؤتمر نهجنا العام في السياسة والاقتصاد بنهج الديمقراطية الاجتماعية. وللديمقراطية الاجتماعية تجارب معروفة في العالم، فهي وسط بين اشتراكية الأحزاب الشيوعية التي تتمثل في ملكية الدولة وسيطرتها على كل النشاط الاقتصادي ورأسمالية الأحزاب الغربية اليمينية التي تؤمن بحرية السوق شبه المطلقة.

    الديمقراطية الاجتماعية التي نعنيها تسمى أيضا بالطريق الثالث.. على هذا النحو يمكنك أن تسمينا وسطا أو يسار الوسط.. نحن نؤمن بأهمية الاقتصاد المختلط الذي يضطلع فيه القطاع العام بمشاريع البنية الأساسية الكبرى والمشاريع الانتاجية الكبرى وتوفير الخدمات الأساسية لشعب ما زالت الأغلبية العظمى منه تموت من الجوع وسوء التغذية وتفتقر إلى التعليم والعلاج. وهناك دور مهم للقطاع الخاص من الداخل والخارج في مختلف مجالات التنمية والاستثمار يجد منا التشجيع والتسهيلات ولكن بشروط وترتيبات تحقق أكبر قدر من المصلحة للشعب، وسنعمل على تطوير القطاع التعاوني من خلال التوعية والتدريب، ليطلع بدور أوسع في الاستثمار التعاوني والخدمات التعاونية ومختلف المجالات.

    * ما علاقة حركة حق بالجمهوريين؟ و ما علاقتها بالشيوعيين؟
    ــ ليست لـ(حق) علاقة بالجمهوريين سوى أن اثنين أو ثلاثة من المشاركين في تأسيسها كانوا من الجمهوريين، وليس لها علاقة بالشيوعيين سوى أن مجموعة صغيرة من مؤسسيها كانوا قد استقالوا من الحزب الشيوعي بعد أن نبذوا النهج الماركسي.. الأغلبية من عضوية حق شباب لم تكن لهم انتماءات سياسية سابقة.. الجمهوريون والشيوعيون السابقون لم يؤسسوا حق أو يدخلوها بصفتهم جمهوريين أو شيوعيين، وإنما بصفتهم أفرادا وطنيين ضاق بهم تنظيمهم السابق..

    * لكنك جمهوري..
    ــ في حالة الجمهوريين، فان الجمهوريين حلوا تنظيمهم وأوقفوا حركتهم، وفي حالة الحزب الشيوعي فإن الحزب قد ضاق بتطلعات من خرجوا منه لشعورهم بضرورة تغيير طريقة التفكير واساليب العمل بعد انهيار المعسكر الشيوعي وفشل التجربة السوفييتية.

    * باعتبارك أحد تلاميذ الأستاذ محمود.. أين الفكرة الجمهورية الآن؟
    ـ بعد إعدام الأستاذ محمود قرر كبير القياديين، الأستاذ سعيد الطيب شايب، عليه رحمة الله، حل التنظيم وتوقف الحركة، باعتبار أن الفكرة الجمهورية مسألة دينية وروحية في المقام الأول وليست سياسية، وأنه لا يوجد إذن بالحركة والدعوة بعد رحيل صاحب الفكرة.. كان سعيد يريد الحفاظ على أرواح الجمهوريين.. كان هناك أعضاء من القيادات الأولى والوسيطة معارضين لحل التنظيم وتوقف الحركة، وكنت من بينهم، لكن مضى الخط الذي اختطه سعيد ولا تزال عليه النواة الكبرى من الجمهوريين.. لو أن الجمهوريين صمدوا على الطريق الذي تركهم عليه الأستاذ وأوصاهم به، لتغير مسار التاريخ في السودان، وبالتالي من الأرجح أن يكون قد تغير مسار التاريخ في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي. الفكرة الآن موجودة في الكتب وفي حياة التلاميذ، وخاصة الأفراد الذين يباشرون الدعوة إليها والدفاع عنها في مواقع مختلفة.

    * أين الجمهوريون اليوم..؟
    بمضي الزمن بدأ الجمهوريون يتحركون كأفراد، منهم من اختار إطارا جديدا للعمل، مثلي ومثل الباقر العفيف وحيدر بدوي. ومنهم من أنشأ موقعا إسفيريا للتواصل بين الجمهوريين أسماه الصالون، مثل عمر هواري وآخرين، وأنشأ موقعا للفكر الجمهوري يسمى "الفكرة"، تجد فيه سيرة الأستاذ ومعظم مؤلفاته ومواد أخرى عن حركة الجمهوريين. ومنهم من يشارك بالكتابة في الصحف والمواقع الإسفيرية مثل عمر القراي وياسر الشريف وآخرين كثيرين. ومنهم من ألف كتبا فكرية، خالد الحاج، كان قد وعد بإصدارها الأستاذ – الإسلام ديمقراطي اشتراكي والعهد الذهبي للإسلام أمامنا. وهناك الأكاديمي البارز بروفيسور عبدالله النعيم، الذي ترجم عددا من كتب الأستاذ محمود ووجدت رواجا طيبا في الخارج. وخرج عبد الله بعد دراسة ميدانية واسعة في العالم العربي والإسلامي باجتهاد عن الإسلام وعلمانية الدولة، يرى أنه لا تناقض بين المقاصد الكلية للإسلام وعلمانية الدولة، ريثما يحين وقت الدولة التي يدعو إليها الجمهوريون، بانتصار ما يسمونه المرحلة العلمية من الإسلام، حيث يعود الإسلام نهجا للحياة لكل البشر، ويقيم دستورا إنسانيا يتساوى أمامه جميع البشر، بغض النظر عن العقيدة أو العنصر أو الجنس. هذه المرحلة لا تجيء إلا عن طريق الإقناع وتقديم النموذج الفردي والجماعي المقنع وبعبارة أخرى، نموذج لحضارة جديدة يتطلع إليها العالم.

    طوال فترة السبعة والعشرين عاما الماضية التي أعقبت رحيل الأستاذ، ظل هناك نقاش وجدل محتدم وسط الجمهوريين حول الحركة الخارجية أو عدمها والإكتفاء بالحركة الداخلية المتمثلة في العبادة على النهج النبوي وجلسات الإنشاد الديني. والآن هناك جدل أثاره كتاب النعيم عن الإسلام وعلمانية الدولة. وكان قبل ذلك جدل حول إنشاء مركز الأستاذ محمود الثقافي في منزله الذي كان يعيش فيه. ورويدا رويدا يبدو أن قطاعا معتبرا من الجمهوريين يتجه الآن نحو بلورة رؤية للحركة ليعودوا إلى المساهمة في العمل العام بصورة جديدة.. هذه الرؤية لم تكتمل بلورتها بعد.

    * ما هو المطلوب من السودانيين شعباً وقيادات..؟ هل مطلوب منهم الإقدام على طريقة الأستاذ محمود فى المواجهة كشرط لتحقيق الخلاص..؟
    ــ طبعا، إقدام الأستاذ محمود مطلوب من أي سياسي يتصدى لقيادة الناس في هذه الأزمنة الصعبة.. الأستاذ محمود دعا الجمهوريين إلى فداء الشعب السوداني، مثلما فداه هو، لكن الجمهوريين - القيادات التي كانت على رأسهم - لم يستطيعوا السير في طريقه الشاق.. قلنا لهم (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) ، لكن لا تطلبوا من بقية الجمهوريين أن يقفوا مكتوفي الأيدي.. طريق الأستاذ محمود شاق. انه طريق التزام النضال السلمي في مواجهة الحكام الظلمة حتى الموت، ومواجهة الموت بابتسامة.. هذا طريق يندر سالكوه.

    * هل الفداء مطلوب من القمة أم من القاعدة ..؟
    ــ السودانيون قالوا الموت في وسط الجماعة عرس.. عندما تكون هناك حركة جماهيرية تشعرك بأنك إن مت لن تموت سدى، وإنما سيكون هناك من يحمل الراية من ورائك، هنا يسهل الإقدام على الموت للمخلصين من القادة في سبيل خلاص الشعوب المضطهدة والمغلوبة على أمرها.. من لم يمت بالسيف مات بغيره.. وقديما قال أبو الطيب المتنبي :
    ( ولو أن الحياة تبقى لحي لعددنا أضلنا الشجعانا
    واذا لم يكن من الموت بد فمن العار أن تموت ج بانا)..

    لقد رأينا كيف أن التونسيين والمصريين والليبيين قدموا كثيرا من التضحيات عندما توحدت إرادة الشعب، ونرى الآن السوريين يموتون كل يوم بالعشرات، وستجيء اللحظة التي تتوحد فيها إرادة الشعب السوداني على إزالة النظام وإرساء البديل.. لكننا لا نريدها أن تكون تكرارا لتجربتي أكتوبر وأبريل، كما سلفت الإشارة.

    * كيف تخرج أنت من براح الفكرة الجمهورية إلى التعامل مع الواقع من خلال كوة تنظيم ضيق..؟
    ـ أنا لم أخرج من براح الفكرة، بل حملت براحها معي. صحيح، إنني لم أعد ذلك السالك الصوفي الذي كان، لكني ما زلت متمسكا جهد الطاقة بالقيم الإنسانية التي تعلمتها من الفكرة والحركة الجمهورية. الورع المفرط عند السالك الصوفي، الذي قيل عنه إنه يترك سبعين بابا من الحلال خوف باب واحد من الحرام، أحيانا يعوق التفكير الحر والعملي والخلاق، والأخذ بالأسباب فيما يتعلق بالعمل العام اعتمادا على الإرادة الإلهية، بينما لا يتعطل العمل عن طلب الرزق يوما واحدا.. أنا ما خرجت إلا من إطار ضيق اختاره الجمهوريون لأنفسهم بعد رحيل الأستاذ.. الأستاذ محمود، رغم أن دعوته دينية في المقام الأول، لم يتوقف يوما من الأيام عن متابعة ومعالجة الشأن العام.. الدين والعمل العام عنده لا ينفصلان.. ومن أجل الشأن العام قدم نفسه فداء للشعب السوداني في مقاومة قوانين سبتمبر التي أذلت الشعب السوداني ولم يجد منها غير القتل والقطع والجلد، وشوهت الإسلام ونفرت عنه وهددت وحدة البلاد.. مجيء الإسلاميين إلى السلطة وممارساتهم خلال الاثنتين وعشرين سنة الماضية كان أسوأ بما لا يقاس من حكم نميري.. قيادة الجمهوريين آثرت التقية.. وأنا واثق من أن هذا الموقف ما كان سيحدث في زمن الأستاذ..

    كنت أول المبادرين بالدعوة إلى إنشاء أحد المكونات الرئيسية لحركة حق ومنه استمدت اسمها بتعديل طفيف، وظللت اتخذ موقعا جانبيا فيها لاعتبارات لا يتسع المقام لذكرها هنا.. عندما احتاجت لي في عملية التوحيد توليت قيادة الحديثة حتى تمت عملية التوحيد.. ولما احتاجت لي هذه المرة الأخيرة للإسهام في تصحيح مسارها وعدم إهدار مجهود وتضحيات بذلت طوال 16 سنة، تصديت لتحمل المسؤولية.. حركة حق هي نتيجة لجهد كل من بذلوا فيها كثيرا من التضحيات.. ان ضيق أو اتساع رؤية الحركة يتوقف على مدى قدرتنا على إعادة بنائها حتى تصبح تنظيما قوميا جامعا.. نحن لا نتبع قالبا أو نموذجا ضيقا مسبق الصنع وإنما نخلق نموذجنا ونطوره، وكل من ينضم إلينا يساهم في ذلك، ولا نتوقع منه أن يكون مجرد تابع..

                  

01-27-2012, 07:54 PM

قاسم المهداوى
<aقاسم المهداوى
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 8640

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بشير بكار:لا علاقة ل(حق) بالجمهوريين ولا بالشيوعيين حوار:عبدالله ا (Re: Amjad ibrahim)

    سلااام يا امجد
    انا اصدقك
    ولكن هذه التنظيمات والاحزاب الحركات الحضرية اعنى ( التى نشأت فى المدن )
    لا تشترك مع الاخرين فى الهم الخاص فقط الاشتراك فى الهم العام
    الا وهو
    الديمقراطية
    الحريات
    حقوق الانسان
    التداول السلمى للسلطة
    هذه هموم نشترك فيها مع اهل الحضر
    ولكن تبقى هنالك هوم خاصة
    الا وهى
    الصحة
    التعليم
    السكن اللائق
    التنمية البشرية
    ثم التنمية الجغرافية ... ميكنة الزراعة وتوطين الرعى ؟؟؟
    هذه هموم لا يشترك معنا فيها اهل الحضر ولا كيف ؟؟؟
    لان اهل الحضر تجاوز الفرد منهم هذه المتطلبات الاوليه لحياة الانسان
    ولا كـــــــــــــــيف برضو




    قاسم المهداوى
                  

01-28-2012, 00:42 AM

b_bakkar

تاريخ التسجيل: 04-01-2004
مجموع المشاركات: 1027

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بشير بكار:لا علاقة ل(حق) بالجمهوريين ولا بالشيوعيين حوار:عبدالله ا (Re: قاسم المهداوى)



    حق كانت تمر بفترة طفولة ومراهقة سياسية، أؤكد لك أنها بعد الفرز الأخير قد بدأت أولى خطواتها نحو النضح.. سنعد دراسة نقدية مفصلة، دراسة موضوعية وصادقة لتجربة حركة حق، سلبياتها وإيجابياتها وسننشرها على الشعب للاستفادة منها، نحن نؤمن بأن السياسة بدون تربية ديمقراطية وبدون أخلاق تصبح وبالا على الشعوب، وهذا ما نلمسه في واقعنا اليوم.. نحن الآن نمر بعملية فرز، وعازمون من خلال تجربتنا على تقديم وإبراز أفضل ما في الإنسان السوداني


                  

01-28-2012, 01:48 AM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بشير بكار:لا علاقة ل(حق) بالجمهوريين ولا بالشيوعيين حوار:عبدالله ا (Re: b_bakkar)

    سلام جميعا

    عزيزي قاسم، شكرا على مرورك، كلنا في الهم شرق، لا اتفق معك انه في هم عام و هم خاص
    الهم واحد هو تقاعس الدولة عن أداء مهامها الاساسية تجاه المواطن

    ما يمكن ان اتفق معك فيه هو ان تنظيمات القوى الجديدة لم تستطع ان تحافظ على جذورها
    في الريف، مثلا حركة حق كان لها وجود جيد في القضارف، و مدني و الابيض، و لم تستطيع
    تطوير هذا الوجود، حتى بالنسبة للحضر فشلنا في تكوين فرع في امدرمان و بحري بصورة فاعلة

    لكن يا قاسم ما تنسى اننا جميعا نعمل في وسط معادي للغاية و حركة الناس في الارياف سهلة الرصد
    و الكثير من المناشط تقتل في مهدها، اما في المدن فاسهل نسبيا لسهولة الحركة في الجامعات

    على كل هناك تجارب لحق ناجحة لحد كبير، و هناك احزاب اخرى لها وجود، الحركات الجهوية
    مع انها حركات حديثة نمت في الهامش إلا انها لم تطرح حقوق حقيقية لهذا الهامش
    و عندما تصالحت مع السلطة اترضيت بمناصب تشريفية كنائب رئيس و مستشار و غيره
    و كان الاعقل لها ان تطلب ادارة ولاياتها و توفير مالية لذلك

    على كل المثابر يا قاسم هي مفتاح النجاح، قد نكون فشلنا عشرة او عشرين مرة، لكننا
    في كل يوم نتعلم شيء جديد و العترة بتصلح المشية

    كل الود
    اخوك أمجد
                  

01-28-2012, 03:04 PM

b_bakkar

تاريخ التسجيل: 04-01-2004
مجموع المشاركات: 1027

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بشير بكار:لا علاقة ل(حق) بالجمهوريين ولا بالشيوعيين حوار:عبدالله ا (Re: Amjad ibrahim)


    نحن حددنا في المؤتمر نهجنا العام في السياسة والاقتصاد بنهج الديمقراطية الاجتماعية. وللديمقراطية الاجتماعية تجارب معروفة في العالم، فهي وسط بين اشتراكية الأحزاب الشيوعية التي تتمثل في ملكية الدولة وسيطرتها على كل النشاط الاقتصادي ورأسمالية الأحزاب الغربية اليمينية التي تؤمن بحرية السوق شبه المطلقة.

    الديمقراطية الاجتماعية التي نعنيها تسمى أيضا بالطريق الثالث.. على هذا النحو يمكنك أن تسمينا وسطا أو يسار الوسط.. نحن نؤمن بأهمية الاقتصاد المختلط الذي يضطلع فيه القطاع العام بمشاريع البنية الأساسية الكبرى والمشاريع الانتاجية الكبرى وتوفير الخدمات الأساسية لشعب ما زالت الأغلبية العظمى منه تموت من الجوع وسوء التغذية وتفتقر إلى التعليم والعلاج. وهناك دور مهم للقطاع الخاص من الداخل والخارج في مختلف مجالات التنمية والاستثمار يجد منا التشجيع والتسهيلات ولكن بشروط وترتيبات تحقق أكبر قدر من المصلحة للشعب، وسنعمل على تطوير القطاع التعاوني من خلال التوعية والتدريب، ليطلع بدور أوسع في الاستثمار التعاوني والخدمات التعاونية ومختلف المجالات

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de