|
|
 جماعة الإسلام السياسي في السودان تمتهــن المغالطة موسى فرحنا
|
"بسم اللـه الرحمن الرحيم"
جماعة الإسلام السياسي في السودان تمتهــن المغالطــة
عجبا لأولئك النفـر الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها تعليقا علي ما أدلـي به إمام الأنصار السيد/ الصادق المهدي المشهود له بالفهم الأصيل والمتجدد في مسائل التدين الإسلامي وغني عن القول أنه أحد علماء الوسطية الإسلامية والتي ظهرت لحيز الوجود كهيئة تهتم بشئون المسلمين بعد أن طفح الكيل و رأوا مـا
أصاب عقيدة التدين والفهم الصحيح لمقاصد الإسلام من غلو أدي إلي ظهور جماعات إرهابية وتكفيريــة
لا هم لها ألا تصيد ما بظنونه أخطاء توجب التكفير لمرتكبيــها ويصدرون أحكامهــم الجزافيــة هـذه دون
أتباع حتى للخطوات الشرعية التي تؤسس لمثل هذه الأحكام 0
فالأفكار التي بثها الأمام جاءت في إطار ما اعتري الساحة الاجتماعية في السودان من مفاهيم غريبـة
لبعض سمات التدين الإسلامي وما يلي ذلك من مسميات تخلع عليها وتعتمد هكذا دون تثبت أو رويـــــــة
ويتلخص ما قاله الأمام الصادق في أشياء يري أنها إسلاميا فيها هضم لحقوق كفلهــا الإســلام للمـــــرأة
وكان يجب أن توضع في سياقها الصحيح – مثل موضوع تسمية الزي الإسلامي بالحجاب بينما الحجـــاب
فاصل أو حاجــز مادي خاص بنساء النبي (صلعم) وعليهن الرضــوان ونــادي الأمــام بالستـر والحشمــة
كمتطلبات إسلامية عامة لزي المرأة وليس اعتماد زي بمواصفات محددة علي انه الحجاب وغيره يكـــون
خارج هذا الإطار- أيضا أدلي السيد واسوة بما هو متبع بالحرميــن الشريفيــن بأن تصلي المرأة بمحاذاة
الرجل وأن تشارك في تشييع الجنائز كسبا للأجر – فحالة علماء السلطان هؤلاء أشبه بحالة أؤلئك الذيـن
سفكوا دم الحسين بن علي عليهما الرضوان ويجادلون عن حرمة دم البعوض فيما إذا كان الدم السائـــل
من جراء قرصته يؤدي للنجاسة متجاهلين قضايا فـي غاية الأهمية مثل فصل جنوب السودان والتضحيـة
بمسلمي الجنوب لصالح مشروعهم الحضاري البائس ورؤيتهم القاصرة لما سيترتب علي ذلك من وجـود
اسرائلي مؤذي ومدمـر سيستفحل شره وأحقاده ويكشر عن أنيابه قريبـا بإرهاصات لا تخطها العين0
ولو أن الأمر دنيوي لكان الصمت أجدي – فالصمت عن جاهل أو أحمق شرف وفيه أيضا لصون العـرض
إصلاح ، أما تري الأسد تخشي وهي صامتة وال###### يرمي لعمري وهـو نباح - وبطبيعة الحال إذا ساء فعـل
المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهــم والإمام الصادق المهدي رجل حافظ لكتاب اللـه ومطلع علي
سنة نبيـه وقد درس هذه العلوم بجد واجتهاد وتقصي وليس ترفـا ثقافيا كما يتشدق بعض الهتيفـة وحارقــي
البخور وهو قارئ نهم متابع ومطلع علي الفكر الإنساني في شتي المجالات التي تهم الإنسان وفـوق ذلـــــك
منتج لأفكار ذات صلة وثيقة بواقع المجتمع السوداني ومشكلاته وليس ببغاء يردد ما أنتجه الآخــــرون من
فكر حتى ولو كان فكرا أصيلا وراسخا طالما إن لكل أوان حال ولكل زمان رجال وهو منهج تجديدي بالأصالة
وليس بالترقيع والانتقائية المخلة 0 وهذا هو نوع العلماء الذين يفيدون الناس – وقد علــق الدكتور/عصــام
البشير في معرض رده علي ما أدلي به السيد الإمام بأن السيد له ثقافة إسلامية عامة وما يعنيه د/ عصام ان
الأمام غير متخصص ويجب أن لا يخوض في هذا الأمر إلا أهل التخصص من أمثاله ونحن نقول لـه قضايـــا
البنوك والتجارة والمـال والاقتصـاد تسير حاليا وفقــا لما أنتجه الغرب الكافر من علــم ويتطلب الأمــر وجود
هيئات متخصصة من علمــاء مسلمين يستطيعون أن يضعــوا إجراءات وأساليب يتم استقائــها من الفكــــــر الإسلامي وهذه الهيئات تنتخب عن طريق مؤتمرات إسلامية جامعة ولا تستند فقط علي آراء أشخـاص أو
جماعة إسلامية محددة كما نري الآن فمعدل الربا في ما يسمي بالبنوك الإسلامية اعلي من المتبع لدي بنـوك
العلمانية لذا فالحاجة ماسة لعلماء من أمثال الصادق المهدي تتوفر لديهم المعرفة الواسعة في الاقتصاد والدين
ومشهود لهم بالصدق والأمانة العلمية وعدم التزلف لأصحاب السلطة الزمانية حتى ينتجوا للبشرية أفكار تنفع الناس وليس مجرد علماء متخلفون يحفظون النصوص ويجتزئونها من سياقها ليوافقـوا رضـاء الحكام0
-1-
-2-
فكما قال الشاعر: قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفـم طعــم المــاء من سقـم - فالإنسان مــن
حيث هو مكرم عند الله مسلما كان أو كافر (ولقد كرمنا بني آدم) لذا يجب أن يعرف هؤلاء إن ارث الإنسانية
الفكـري يجب أن يستفاد منه في تطوير وتنمية أفكار الناس في إطار خذ الحكمة ولو من فم كافر وان الحكمة
ضالة المؤمن كما أوضح ذلك نبي الرحمة - وآخر اسمه كمال رزق في مسجد الخرطوم يكيل الشتائم للأمام
كما لو أن الدين ملكية خاصة به هـو فبينما يتحدث الأمام حديثا راقيا ومشروعا عن ترسيخ مفاهيم الحشمـة
والحياء والتزي علي ضوء ذلك يريد أمثال هؤلاء أن يكون الالتــزام مظهــري وعلي الدنيـــا السلام ونحــن
بدورنا نسألهم لماذا سمي نبي الأمة عليه الصلاة والسلام جهاد النفس بالجهاد الأكبر وان الجهاد الفعلـــــي
المرئي بالجهاد الأصغر ؟ أما يرعوي أمثال هؤلاء ويثوبوا ألي رشدهم ويتذكـروا ما هم يحفظونه عن ظهـر
قلب بأن الأيمان أعظم درجة من الإسلام وان ألاحسان فوق الإيمان وأقرب ألي اللـه باختصار نريد إسلامــا
وإيمانا ينعكس علي السلوك والتصرف ولا نريد نفاقا مدفوع الأجر0وما عليه جمهور العلمــــاء هو كشــف
الوجه والكفين وأن أدلتهما أقوي من أدلة تغطية الوجه فالمرأة التي أتت لرسول الله (صلعم) وهو مردفــــا
الفضل بن عباس كانت كاشفة وجههـا وهو يجيبها ولم يأمرها بتغطية وجههـا لكنه علم وهو يري من وراء
ظهــره أن الفضل أطال النظر فيها فالالتفـت أليه مبتسما وأحال بكفه الشريفة وجه الفضل عن ذلــك دون أن
يوبخه والناس يعلمون الواقعة التي حدثت بين شيخ الأزهر السابق قبل وفاته عندما قال للطالبة (المكمكمـة)
بأن إظهار بطاقة الجامعة ليؤذن لها بالدخول وهي علي هذه الحال ليس صحيحا ويجب عليها كشف وجهها
حتى يتعرف عليها الحارس وأن طريقتها هذه ليست من الدين في شيء لكن علماء الإسلام السياسـي فــــي
السودان لم ينبتوا ببنـت شفـة في ذلك الوقت لأن مهاجمة شيخ الأزهر لا تخدم الخيبة السياسية المسمـــــاة
بالمشروع الحضاري وإنما يهاجمون الأمــام حتى يستمر هذا الــداء العضــال الذي جثـم علي صــدر أهــــل السودان0
ونقول للجماعـــــة التي تسمي نفسها إسلامية في هذا الوطــن إن لدينا قضايا أكثر إلحاحــا فقد أجازوا
لأنفسهم جريمة الانقلاب علي سلطة شرعية اختارها الشعب وحتى مذكرة الألف الأخيرة ما زالت تمجــــــد
هذا المسلك غير الإسلامي بحجة أن هنالك فئات أخري كانت تسعي للأنقلاب وان أوضاع الدولة ذلك الوقـت
تستلزم هذه الخطوة فان نية البعض لارتكاب خطأ لا تجيز للآخرين ارتكابه ومهما زادت أعداد المخالفيـــــن
للتصرف السليم فان ذلك لا يجعله مباحا ومقبولا لا شرعا ولا عقلا كل ذلك حدث لأن هـــــذه الجماعــــــات
تنقصها التربيـة الأسلامية الصحيحة فقد تربوا علي الهياج السياسي والوقاحة السياسية وقالوا لهم أن هذا
جهاد في سبيل الحق فمن ولاهم وجعلهم أوصياء علي المسلمين ؟– ينبغي لأمثال هؤلاء أن يحسنـــوا مـــن
تربيــة اؤلئك الرجرجة الذين أحسنوا تضليلهــم وتعميتهم عن الحق بدلا من مهاجمة الآخرين فالقضايـــــا
الأساسية أن أهل السودان يجب أن يتفقوا علي اختيار الحكام بواسطة الشعب وأن الدستور يجب أن يصـدر
في وضع ديموقراطي يمكن كل فئات وهيئات واحزاب الشعب من المشاركة وأن حراسة الإسلام واجب علـي
كل مسلمي السودان لا تحتكره فئة بعينها ودون ذلك قضايا كثر يجب البت فيها بمشاركة كل أهـل السودان
هذا هو الطريق القويم لكن المتسلطين لا يرون إلا ما يعن لهم ولله في خلقه شئون 0
موسي احمد فرحنــا
|
|
 
|
|
|
|
عمر عبد الله فضل المولى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست