غازي صلاح الدين سلم البشير مذكرة "شديدة اللهجة" تطالب بإصلاحات جوهرية

Quote: اشتعلت حرب مذكرات عنيفة داخل حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، في وقت استفحلت فيه الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد، بسبب انفصال الجنوب، فيما أكدت مصادر مطلعة لـ«البيان»، أن ترتيبات جدية تجرى في تكتم شديد لعقد مؤتمر عام للحركة الإسلامية السودانية، يتوقع التئامه أغسطس المقبل، دون أن يتم الاتفاق على مقر انعقاده. وعلمت «البيان» من مصادر مطلعة في الخرطوم، المنشغلة حالياً بمذكرة إصلاحية دفع بها المجاهدون (مدنيون قاتلوا في الجنوب قبل اتفاقية نيفاشا)، للرئيس السوداني عمر البشير، وسبعة من قيادات حزبه الكبار، أن أحد أبرز مستشاريه والقيادي البارز بالحركة الإسلامية د. غازي صلاح الدين سبق وأن سلم الرئيس البشير مذكرة شديدة اللهجة تدعوه لإجراء إصلاحات جوهرية في بنية الدولة، مضيفة أن الرجل يعكف حالياً على إعداد مذكرة أخرى عن الحركة الإسلامية وتأثير السلطة فيها، مشيرة إلى أن مذكرة صلاح الدين موجهة إلى عامة منسوبي الحركة الإسلامية عكس الأولى التي استهدفت قيادة التنظيم. وكشفت المصادر ذاتها أن مجموعة أخرى من أعضاء الحركة الإسلامية يعكفون الآن على الترتيب لعقد مؤتمر عام للحركة الإسلامية، متوقعة أن يضم قيادات من الموالين للزعيم الإسلامي المعارض حسن الترابي وآخرين من تنظيم الإخوان المسلمين الذي يتزعمه الشيخ صادق عبدالله عبدالماجد، مبينة أن المجموعة أعدت ورقة عمل حملت رؤية نقدية لمسيرة الحركة خلال العشرين عاماً الماضية ووزعت على أربعين من قيادات الصف الأول بغرض إبداء وجهة نظرهم فيها. وأكدت المصادر أن أغلبية التنظيم من المجموعات التي لم تشارك في السلطة بشكل مباشر وإن كانت تدعمها، بجانب آخرين آثروا الابتعاد عقب انشقاق الترابي. وحول المذكرة التي نشرتها الصحف الصادرة في الخرطوم مؤخراً، قالت المصادر لـ«البيان» إنها تمثل المذكرة الثالثة لفئة المجاهدين، لافتة إلى أن كل هذا الحراك يكشف بشكل واضح حالة التململ القوية وعدم الرضا داخل صفوف حزب المؤتمر الوطني الحاكم. وأعلن مستشار الرئيس السوداني إبراهيم أحمد عمر في تصريحات، أن المذكرة التي يقف وراءها ما يسمى بشريحة المجاهدين سلمها أربعة من القيادات المعروفة لمساعد الرئيس نافع علي نافع، لكنه استبعد أن تؤدي إلى انشقاق جديد في صفوف الحركة الإسلامية السودانية، مؤكداً اعتزام الحزب الحاكم مناقشة ما يرد فيها من قضايا تتصل باستشراء الفساد وفصل الحزب عن الدولة، مشيراً إلى أن معظم القضايا التي وردت في المذكرة نوقشت داخل الحزب أثناء انعقاد المؤتمر العام للحزب، وأضاف: «القضايا التي ذكرت فيها ينبغي مواجهتها وحلها حتى وإن أدى لنشوب خلافات».