|
ابناء المغتربين- بقلم الاستاذ بابكر عيسى -مدير تحرير الراية القطرية
|
مع الأحداث.. أبناء المقيمين بقلم/ بابكر عيسى: قضيةٌ ظلت تؤرقني فترة من الزمن، وقد أثرتها مع العديد من الأصدقاء والمسؤولين علّنا نجد لها مخرجاً كريماً يحفظ ماء وجه المعنيين ويساعد أولياء أمورهم في منحنيات الحياة التي باتت تتصعب، وتفتح لهم كوّة أمل بعد أن بات أفق حياتهم مسدوداً بانعدام الفرص وندرة الخبرة وزيادة العرض على الطلب في سوق العمل الذي بات يتطلب مهارات خاصة قد لا تكون متوفرة عند أكثرهم. القضية هي أبناء المقيمين بالدولة من مختلف الجنسيات، وهم الذين ولدوا على أرض قطر وأصبحت بالنسبة لهم هي الوطن والملاذ، ولا يعرفون الكثير عن بلادهم الأصلية، وهؤلاء عادة ما يدرسون كل المراحل التعليمية في المدارس القطرية المختلفة، وقليل منهم يوفق في مواصلة دراسته الجامعية وإن كانت الأغلبية تكتفي بالشهادة الثانوية وتبحث لنفسها عن مكان في سوق العمل فلا تجد فرصاً مواتية ولا جهات يمكن أن تتبناهم تحت مسمى "مواليد الدوحة" فتكون الشوارع والمولات والمقاهي هي ملاذهم الأخير بكل ما يحيط بهذه الأمكنة من مخاطر يمكن أن تقودهم إلى طرق مسدودة. حاولت جاهداً أن أحصل على إحصائيات عن أعداد هؤلاء الشباب الذين يسهل رصدهم في المولات التجارية أو في مقاهي أطراف المدينة، كما حاولت معرفة أعداد الذين تورطوا في سرقات أو جرائم مخدرات مختلفة، والذين إذا قررت السلطات إبعادهم عن البلاد لن يجدوا مأوى في بلادهم الأصلية ويصبحوا صداعاً مزمناً في رؤوس آبائهم المتمسكين بسبل كسب عيشهم هنا في قطر. هؤلاء الشباب أينما يتوجهون إلى مواقع العمل يجدون الفرص محصورة فقط بالقطريين، وهذا من حقهم، ولكن أبناء المقيمين الذين ولدوا في قطر وقضوا فيها السنوات الطوال وحصلوا من خلالها على التعليم والرعاية الصحية والمشاركة في الحياة العامة من خلال الأندية الرياضية يجب ألا نتركهم إلى الطرقات حتى لا تدفع بهم إلى دروب الانحراف وهي عديدة ومتيسرة، ويمكن إعطاؤهم فرصة في التقديم لمواقع العمل بعد القطريين وذلك بتسميتهم "مواليد الدوحة" خاصة أنهم تشربوا قيم وعادات المجتمع القطري وأصبحوا جزءاً من النسيج العام. هذه القضية التي أطرحها اليوم أتمنى أن تحظى باهتمام المسؤولين بوزارتي الداخلية والشؤون الاجتماعية وأن يكون هناك توجه للاستفادة من طاقاتهم وإمكاناتهم وأن تُفتح لهم فرص التدريب لتأهيلهم لوظائف في قطاعات تحتاجها الدولة، فهم أولى من الأجانب والغرباء الذين يأتون للبلاد لأول مرة دون دراية بالخريطة الاجتماعية ولا معرفة بالعادات والتقاليد ولا قدرة على التواصل مع أهل البلاد الأصليين. هذه القضية يجب ألا تكون حكراً على شريحة الشباب من الذكور وإنما يجب أن تشمل الجنسين، فأعداد الفتيات في تكاثر وتزايد مستمر ولا يجدن أي فرص للتدريب أو للتأهيل والعمل حتى في المواقع الخدمية، وتستوجب القضية قدراً من البحث والاهتمام خاصة أن قطر مقبلة على سنوات من الانفتاح، وبقدر حوجتها إلى عمالة مؤهلة وخبيرة في مجال عملها فإنها بالمقابل ستكون في حاجة إلى عمالة وسيطة وأعتقد أن شريحة أبناء المقيمين من الجنسين يمكن أن تسد هذا الطلب ولنا قدوة في تجربة المتطوعين في قطر وهي تجربة رائدة. جريدة الراية - الجمعة 13 يناير 2012
|
|
|
|
|
|