|
مدير مكتب (بمكنة وزير) .!
|
إن أبشع مشاكلنا في السودان،وسبب تاخيره،هو وضع بعض انصاف الرجال وارباع المتعلمين في مكان،اكبر من قدراتهم، مكان يتطلب قدرات ومزايا خاصة لادارته،خاصة المهام ذات الاتصال بالمواطنين،وهنا نتحدث عن منصب مدير لمكتب وزير ... فمكاتب الوزراء هي عنوان للوزارة ووجهها المشرق و انعكاس مباشر للعمق الحقيقي للوزارة خاصة تجاه تعاملها مع الاعلام و الصحافيين ...فهذه المهمة تحتاج لشخص مشرق الوجه يجيد الابتسام في وجه زوار الوزير وفوق كل هذا اجادة التحدث بلباقة و احترام وتادب وتوقير للجميع ،خاصة الصحافيين،ان ما قادني الي كتابة هذه الكلمات مسلك وتعامل مدير مكتب سعادة الدكتور بابكر نهار وزير النقل و الطرق و الجسور، فالدكتور نهار وزير معروف وقيادي سياسي محنك يعرف في الوسط الصحافي باحترامه للاخرين وتواضع جم قلما تجده عند غيره من الوزراء .. فهو بحق وحقيقة رجل دولة ...هذه شهادة لابد ان تقال ......ولكن مدير مكتب الوزير المدعو (انور)، يتصرف معك لدرجة انك (تحلف ) ،بانه هو الوزير وليس غيره... فهذا يبدو انه مركب مكنة وزير ..! ولاحظت ذاك بالامس ، حينما ذهبت الي مكتب وزيرالنقل في مهمة صحفية،فقد سبق ان اتصلت على مكتبه لترتيب حوار ووعدني (المدعو ) بالرجوع الي ولكن لم يفعل ولم يتصل للاعتذار حتي ...رغم موافقة الوزير على الحوار...لذا قررت الذهاب بنفسي وقابلت سكرتيرة الوزير التي اظهرت لطفا وتعاملا راقيا،وكانت تريد ان تدخل الي مكتب الوزير بورقة كتبت عليها اسمي بعد ان سألتني من اكون اخذتها مع كرتي الذي ناولته اياها وهمت بالنهوض وقبل ان تقوم من مقامها اخذت احداهن كانت تجلس الي جانبها كرتي وذهبت به الي مكتب اخر وهو مكتب مدير مكتب الوزير، و علمت لاحقا من هي وسر وجودها بالمكتب ..! ومن ثم طلبت مني الذهاب الي ذاك المكتب وظننت انه مكتب الوزير ولكن تفاجأت بمكتب صغير يجلس فيه المدعو (انور) الذي قابلني وكأني عدو شرس ... لقد تكوم في كرسيه بطريقة غير لائقة و(شاري) البدلة في الكرسي وكأنه يريد تجفيفها والادهي، طريقة كلامه الفجة الجافة المتعجرفة...وبكل شخصنة وخشونة قال لي ان الوزير مافاضي وعليك الذهاب و ساتصل عليك لاحقا فقلت له بانك سبق وقلت لي كلاما مماثلا ولم تف بوعدك فقال مستشيظا فقال متبجحا ياخي انا ماداير كلام كتير فقلت له انا ما جاي عشان اسمع منك كلام كهذا و انا ذاتي ما بحب الكلام الكثير واخذت كرتي و انصرفت و سمعته يقول اي شيلها وامشي ،الا يفهم هؤلاء باننا دافعي الضرائب لنا حق عليهم ونستحق تعاملا راقيا ومحترما ... الا يعلم ان راتبه وسبل راحته تغذي مما ندفعه ويدفعه المواطنون ... لا ادري حتي الان سر عنجهية بعض مدراء المكاتب وتعاملهم الجاف مع الاخرين خاصة الوسط الصحافي ...لماذا دوما يجتهدون في الحؤل بينك والوزراء ...فمعظم الوزراء الذين تعاملنا معهم اكثر تواضعا و تقديرا للاخرين و الصحافة على وجه الخصوص من مدراء مكاتبهم ...اذكر مرة ان مدير احد الوزراء حال بيننا ونحن مجموعة صحافيين وبين الوزير لمدة اسبوع كامل ولكني قمت شخصيا بارسال رسالة الى هاتف الوزير بطلب مقابلة فتمت في اليوم التالي و انقلبت الاية فبدلا عن مهاتفتنا المستمرة لمدير مكتبه ليرتب لنا اللقاء الذي اجتهد بان لا يكون ظل هو يهاتفنا لبلاغنا بموعد اللقاء الذي حدده الوزير .. ! يا اصحاب السعادة الوزراء...عندما حدثت زملائ الصحافيين قال لي احدهم ان معظم مدراء مكاتب الوزراء حاجز منيع بين الوزاء و المواطنين وكانما يقع الاختيار عليهم وفقا لمواصفات تجسد هذا الدور ..بل اصبح بعضهم مغاليا لدرجة اعتقاد البعض بانه مدير المكتب هو الذي يدور الوزارة وليس الوزير، انه حقا مدير مكتب (بمكنة وزير ) امثال المدعو (انور) .
|
|
|
|
|
|