|
يا للمهانة والذل والهوان ! أيام لاتنسى !
|
على الرغم من تأخر الوقت على هذا الموضوع وفوات الأوان .. ولكنها أحداث ومواقف من تأريخ الحركة الرياضية السودانية لا يمكن أن تنسى ولن تنمحي من الذاكرة العربية ولا السودانية ! شى لا يصدقه عقل مدرك وعارف وملم بتاريخ ومكانة الرياضة السودانية في العالمين العربي والإفريقي .. وفي العالم أجمع ! ... والذي حدث في الدورة العربية 2011 لايخفى على أحد ، وما أكثر التعليقات والمقالات والكتابات المنثورة في المنتديات والصحف والمجلات حول هذه الفجيعة والكارثة التي ألمت بأعرق بلد رياضي بإفريقيا والعالم العربي ! حينما حل في مؤخرة الترتيب بلا منازع !
يا سبحان الله ! .................. أهذا هو السودان الذي نعهد ، أم بلد آخر لا صلة له بهذا القطر المجيد ( حسن السمعة وعالي المكانة ) في جميع المجالات ، وإلى عهد قريب ! من بضعة عقود إلى الوراء !
هل يا تُرى حقت علينا النذارة التي أطلقت من قبل ! ومن قبل مجىء أوانها وحدوثها بسنوات طويلة ! حينما أطلقت علينا عبارة : ( رجل إفريقيا المريض ! )
وهل يا تُرى أضحى هو الآن بكل حق وحقيقة ( رجل إفريقيا والعرب المريض جداً ! ) ....... حينما أشتد واستفحل مرضه هذا العضال !
الذي حدث من مهازل وهوان في الدورة العربية 2011 ، ومن نتائج هزيلة على جميع الأصعدة ، يكشف بما لايدع مجالاً للشك ما آل إليه الحال ! .... والمفجع أكثر من هذا ، والذي زاد الطين بلة ( وخمجه خمج ) وزاده على الخمج خبوب ! ، كثير من السلوكيات التي لا تشبهنا ، والتي يتحدث عنها الناس !.. مما نزل بأسهم الشخصية السودانية إلى حد مريع لا يتصوره أحد ولم يك في الحسبان !.. وبالدارجي البسيط كده : ( زي الكأننا أصبحنا مضرب مثل للقاصي والداني والقريب والبعيد ، بالهيافة وقلة القيمة والمقدار ! )
حتى المظهر العام لم يك موفقاً ،، وكان بعيداً جداً عن المأمول .... وتجدني أستغرب جداً الطريقة التي دخل بها الوفد السوداني طابور العرض الإفتتاحي للدورة العربية ورفع اليدين والصياح بتلك الطريقة الهستيرية الغريبة جداً والملفتة للنظر ! حتى أنك يهيىء لك أنهم سوف يحصدون الميداليات من أول يوم بلا أى منازع ! ............... ثم يفاجأ الناس وتفاجأ الأوساط الرياضية ، ويًفاجأ اللاعبين العرب بالعكس تماماً ! ........ لتحق علينا مقولة أخرى أدق وصفاً وأكثر إيلاماً : ( نمر من ورق ! )
وبعيداً عن هذا الحدث المريع ، أرجو أن أرجع بالقارىء الكريم قليلاً إلى الوراء لكي أذكر بالتالي :
في سنة 1976 حينما حللت لأول مرة بمدينة جدة بالسعودية في طريقي للرياض ، قال لي أحدهم : أنه وجد شوارع جدة مليئة بأسماء اللاعبين السودانيين التي كُتبت على جدران المنازل ! ونُقشت على أسوار الميادين ! حيث كان من العادي جداً أن تجد إسم جكسا أو الدحيش أو سبت دودو على جدار من الجدران ! حينما كان مجرد حلول فريق سوداني ، أو أى نجم رياضي سوداني على أرض عربية أو إفريقية ، أمر يثير الدهشة ويدعو إلى الإعجاب ! وحدث في حد ذاته فريد وكافي لتحولق الناس حولهم وإكتظاظ الأمكنة بالجماهير المندهشة وبالمعجبين ! .... وكان أمراً مذهلاً للكثيرين ، تسبقه ضجة كبيرة وهيلمانة إعلامية وزحمة ناس وعالمين ودنيا ، جايين عشان يشوفو أولئك العمالقة الذين سبقتهم سمعتهم الكبيرة التي وصلت عنان السماء !
وشارك السودانيون في تأسيس أغلب الفرق الخليجية والإتحادات والأجهزة الرياضية ،، وكانوا إلى عهد قريب كبار المدربين والمخططين والخبراء الدوليين والرياضيين ! وانتقلت الحركة الرياضية السودانية يوماً ما بحذافيرها وصولجانها وكل خبراتها ، إلى الدول العربية ! وصدر السودان الخبراء والفنيين والأساتذة الدوليين واللاعبين المحترفين إلى أغلب الدول العربية ، من الخليج إلى الشام ! وحتى مصر العريقة لم تخل من عمالقة السودان الموهوبين المتفوقين الأكفاء ! ... ففي دولة الإمارات وحدها كان مالا يقل عن مئات اللاعبين والمدربين ! خل عنك السعودية وعمان وقطر والبحرين ! وما الغزال الأسمر ( عمر النور ) ، وقرن شطة ، وقلة ، وبشارة ، وسبت ، وحسن دقدق ، وسانتو ، وعلى قاقرين ، والدحيش ، وكسلا ، وفوزي التعايشة ، وفوزي المرضي ، وحموري ، وكوري ، والفاتح النقر ، وعبدالحميد كباشي ، ومصطفى النقر ، وعماد خوجلي ،،،،، عنك ببعيد ! ........ وكثيرين لا يعدوا ولا يحصوا ! خلي عنك جيل السد العالي وقطر وصديق منزول !
1977 م تقابلت صدفة في أحد الفادق الكبرى حينذاك ، مع الكابتن ( علي إسماعيل ) لاعب السودان القومي لكرة السلة .. فتعانقنا طويلاً ، وسألته عن سب وجوده بالرياض ، فقال : عاملين جولة ياكبتن في دول الخليج ! وكان منتخب السودان لكرة السلة والحائز على كأس إفريقيا ، بمثابة ( تيم هارلم ) الدول العربية ! .... قال لي ( ماشين من هنا البحرين ، وقطر ، وعمان وعاملين لفة طويلة ) .. علمت فيما بعد أن تلك الجولة فعلت فعل السحر في المنطقة العربية ! وظلت حديث الشارع والمجالس لفترة طويلة ! ..... ولا غرو ، فلقد كان فريق قمة طول وأجسام ورشاقة وخفة وتمكن وحرفنة تكاد تفوق مايكل جوردون (ذاتو) ! ولا غرو ، فلقد كان ضمن ذاك الفريق المرحوم وليم أندرية ، وأعيسر ، وغيرهم من الأفذاذ !
1982 م نزلت بمطار الدوحة ذات مرة ، فإذا باللاعب الكبير البطل العالمي ( الكشيف ) بطل ألعاب القوى ، و ( موسى مدني ) بالمطار ،،، جاؤوا كمدربين لألعاب القوى .. سبقتهم سمعتهم الكبيرة وإنجازاتهم العالمية في مضمار ألعاب القوى !
1960م إلى 1980م بالتقريب ،، كل المدارس الإبتدائية والمتوسطة والثانوية عل نطاق واسع في السودان ، تزخر بالمعدات الرياضية .. أدوات الجمباز .. ملاعب كرة الطائرة والسلة .. صالات رياضية ... طاولات (البينج بونق) كرة الطاولة ... منافسات رياضية ... دورات ... حصص رياضة ... معلمين رياضة أكفاء !
الستينات .... السبعينات .... الثمانينات ..... التسعينات ،،، لفيف من الخبراء الدوليين ، والفنيين ، والمدربين الأكفاء ،، ومعلمي ومعلمات الرياضة يعملون كخبراء بالدول العربية !
ونواصل كان الله هون ..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا للمهانة والذل والهوان ! أيام لاتنسى ! (Re: مامون أحمد إبراهيم)
|
Quote: في سنة 1976 حينما حللت لأول مرة بمدينة جدة بالسعودية في طريقي للرياض ، قال لي أحدهم : أنه وجد شوارع جدة مليئة بأسماء اللاعبين السودانيين التي كُتبت على جدران المنازل ! ونُقشت على أسوار الميادين ! حيث كان من العادي جداً أن تجد إسم جكسا أو الدحيش أو سبت دودو على جدار من الجدران |
الأخ مامون , تحياتى فى عام 1983 كنت فى لندن فى كورس متقدم للأعمال المصرفيه وإدارة الأعمال تحت إشراف جمعية المصرفيين العرب , كان معى مجموعه من الإخوه المصرفيين من دولة الأمارات , كانوا دوماً يتحدثون لى مبدين إعجابهم الشديد باللاعبين السودانيين الذين كانوا يلعبون بفرق دولة الأمارات فى ذلك الحين وهم :- الفاضل سانتو محجوب الضب وحمورى هل من سودانى اليوم حلَ محل هؤلاء العمالقه؟ أو من يحل محلهم؟ آمل ذلك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا للمهانة والذل والهوان ! أيام لاتنسى ! (Re: ABDALLAH ABDALLAH)
|
Quote: فى عام 1983 كنت فى لندن فى كورس متقدم للأعمال المصرفيه وإدارة الأعمال تحت إشراف جمعية المصرفيين العرب , كان معى مجموعه من الإخوه المصرفيين من دولة الأمارات , كانوا دوماً يتحدثون لى مبدين إعجابهم الشديد باللاعبين السودانيين الذين كانوا يلعبون بفرق دولة الأمارات فى ذلك الحين وهم :- الفاضل سانتو محجوب الضب وحمورى |
العزيز عبدالله عبدالله ، سلام وتحية ..
واللاعب الفذ الفنان / محمد حسين كسلا ،، الذي سمي بإسمه لاعب المنتخب القومي الإماراتي الكبير ( كسلا ) ! والمايسترو العالمي المبدع ( بشارة ) ونجم الدين ، ونوح ، و فوزي المرضي الأسد ، ومئات اللاعبين المكتملين !
ده كان نتاج لى بلد كانت على الأقل بصحة وعافية وفيها أجهزة وإدارات سليمة ومتمكنة ومزدهرة بمقاييس الزمن داك !
الناس كانت مرتاحة يا عبدالله ومعافية ، قبل أن تحل عليهم لعنة الأنظمة والإدارات المتخبطة ، وتدور عليهم الدوائر !
ويا له من عز ونعيم ... يا لها من أيام !
ولكنها حتماً تعود .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا للمهانة والذل والهوان ! أيام لاتنسى ! (Re: مامون أحمد إبراهيم)
|
Quote: العزيز عبدالله عبدالله ، سلام وتحية ..
واللاعب الفذ الفنان / محمد حسين كسلا ،، الذي سمي بإسمه لاعب المنتخب القومي الإماراتي الكبير ( كسلا ) ! والمايسترو العالمي المبدع ( بشارة ) ونجم الدين ، ونوح ، و فوزي المرضي الأسد ، ومئات اللاعبين المكتملين !
ده كان نتاج لى بلد كانت على الأقل بصحة وعافية وفيها أجهزة وإدارات سليمة ومتمكنة ومزدهرة بمقاييس الزمن داك !
الناس كانت مرتاحة يا عبدالله ومعافية ، قبل أن تحل عليهم لعنة الأنظمة والإدارات المتخبطة ، وتدور عليهم الدوائر !
ويا له من عز ونعيم ... يا لها من أيام !
ولكنها حتماً تعود . |
الأخ مامون ليت عقارب ساعات الزمن تعود بنا الى الوراء. كنا ندخل دار الرياضه فى المساطب الشعبيه بى ( 6 ) قروش لنتفرج على هؤلاء العمالقه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا للمهانة والذل والهوان ! أيام لاتنسى ! (Re: مامون أحمد إبراهيم)
|
كثيراً ما أحتار في كيقية تقريب الصورة للأذهان ، للأجيال التي لم تشهد تلك العقود الزاهية من تأريخ السودانيين والمجد الكبير الذي كان ، لأناس كانوا مكتملين ومبدعين ومتفوقين في كل شىء ! فقط كان ينقصهم قليل من الحظ وحسن الطالع ليتقدموا في ركب المدنية والحضارة والتقدم نحو سلم الإلاتقاء والتقدم والإنخراط بخطا ثابتة وواثقة نحو المدنية الحديثة والبناء والتعمير ، واللحاق بالأمم المتقدمة ! .. ولقد كان السودان العريق القديم سباقاً في المحيط الإفريقي والعربي في الدخول في منظومة المدنية الحديثة ! .... نظام تعليمي قوي لا بأس به .. أى نعم لم يك الأمثل بالنسبة لبلد يمتلك مقومات زراعية وثروة حيوانية هائلة ! ولكنه على الرغم من هذا إستطاع أن يخرج كبار العلماء والخبراء والأطباء والمهندسين والمتخصصين والفنيين في العالمين الإفريقي والعربي !
وبما أن الحديث هنا عن المجال الرياضي ، كان النبوغ والتفوق للرياضيين السوداننين في تلك العقود الماسية من الثلاثينيات إلى السبعينات ، أمراً مشهوداً في كل العالم ! ..... ولتقريب الصورة أكثر للأذهان التي لم تر رأي العين ، أدلل على رؤيتي هذه بالآتي :
حرمت مسألة تخلف التقنيات الحديثة في التصوير والتسجيل ، قطاعات كبيرة من الأجيال التي تلت تلك المرحلة ، من متعة المشاهدة ! وذلك لعدم توفر الإمكانات المتقدمة لتسجيل أفلام تحفظ تلك الأنشطة الرياضية والإبداعات المتفوقة المذهلة والإمكانات الكبيرة للرياضيين السودان في ذاك الوقت ! ... فمن سؤ حظ هذه الأجيال أن لا تشهد صديق منزول ، أو طلب مدني ، أو سبت دودو ، ولا تعاصر سمير صالح ، أو نجم الدين ، أو على سيدأحمد ، ونصر جبارة ، أو جكسا والدحيش ، والجيلي عبد الخير ، وأحمد أبكر ، ومحسن جكسا ، على سبيل المثال لا الحصر !.... ومن سؤ الحظ أن لا ترى وليم أندرية ، أو إعيسر ، ومحمود آدم منزول ... وأن لا تشهد موسى مدني والكشيف وطاهرة .. وأن لاترى الرباع أحمد منقزة ، ومدرب الجمباز المبدع مهدي علي وفتيته المذهلين ! ، أن لا ترى الدراج المبدع الخرافي الطاهر العجلاتي !
ولكي أقرب الصورة أكثر فأكثر ، أستشهد بمقارنة تكاد تكون واقعية جداً وهى أن كل رياضي مبدع في السودان يمكنك أن تجعل قصاده مبدع آخر من المجال الفني ! ولأن المبدعين في مجال الموسيقى والغناء مثلاً ، عادة ما يكونوا أطول عمراً لأن مجال إبداعاتهم لا تحتاج إلى قوة عضلية أو جسمانية بالقدر الذي يحتاجه الرياضي ، فيمكن أن نقول مثلا ً أن اللاعب الفذ صديق منزول صنو للفنان برعي محمد دفع الله .. فهو يشبهه تماماً ! وكلاهما في الموردة ! ..... وأن اللاعب الفنان ذو الرأس الذهبية : برعي أحمد البشير هو : عبدالرحمن الريح ! .... وأن ( جكسا ) هو زيدان ! وإبراهومة الكبير هو محمد الأمين ! و( الدحيش ) هو إبراهيم عوض ، وكمال عبدالوهاب هو ( الموصلي ) ، و ( ماجد ) هو الشفيع ! و ( كسلا ) هو عبدالكريم الكابلي ! فهل يا تُرى وضحت الصورة ؟!! ......
وأقرب مثال للذين يريدون صورة قريبة لمستوى الكرة السودانية مثلاً ، فليشاهدوا مباريات كأس العالم 1982 .. فهي أقرب مشاهد لمستوى اللاعبين السودانيين ... كما يمكنهم أن يشاهدوا فيديوهات مشاركات منتخب الكويت في كأس العالم ، أيام جاسم يعقوب وفيصل الدخيل ... في تلك الفترة التي شهدت فيها كل المنطقة تفوقاً سودانياً لا قياس له ! ..... بدليل تفوق الفرق السودانية على الغربية والإفريقية في تلك الفترة ! وبالثلاثة والأربعة والخمسة والستة والسبعة ! ......... ( حاول القادسية الكويتي في تلك الفترة ضم اللاعب الأسطورة عزالدين الدحيش ،، بعد تغلب الهلال السوداني على القادسية الكويتي بالأربعة ! )
هى هى نفس تلك البيئة الصالحة التي أنتجت أولئك القوم المتفوقين الأفذاذ !
ونواصل .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا للمهانة والذل والهوان ! أيام لاتنسى ! (Re: مامون أحمد إبراهيم)
|
أمدرمان .. ميدان الربيع .. مطلع السبعينات ... الثالثة عصراً .. تدريبات يومية لفرق السودان القومية لألعاب القوى .. قفز بالزانة .. قفز عالي .. رمي جلة .. رمي قرص .. رمح .. منافسات جري .. مسافات قصيرة .. تدريبات لعداءين مسافات طويلة ......... مهرجانات ألعاب القوى دورية ... لاعبون من أوروبا الشرقية ، الإتحاد السوفيتي .. الصين .. عداءين من إفريقيا ...... وحركة دائبة وفرق عالمية وأنشطة على مدار السنة !
أذكر في يوم ذهبنا مبكراً قبل الساعة الثالثة عصراً في إنتظار لاعبي الفريق القومي لألعاب القوى .... حضر المدربون مبكراً كالعادة لتجهبز المضمار وتخطيط الملاعب وتركيب الشبك وو ضع الأدوات اللازمة للتدريب ... وفي أثناء تلك التجهيزات كنا على علاقة حميمة مع طاقم التدريب واللاعبين ،، وكان يتدرب أبناء الأحياء المجاورة للميدان معهم كنوع من التسلية قبل بدء التدريبات الرسمية للاعبين القوميين !...... حدث ذات مرة ، وبعد أن جهز المدرب ملعب القفز العالي ، مرور أحد العمال العابرين ووجد الأولاد يتدربون على القفز ... فتوقف للمشاهدة ... فطالب منه المدرب الإشراك في القفز .. فوافق الشاب ... فقفز القفزة الأولى بكل سهولة ... وبالتالي تمت تعلية الحاجز ... فقفز القفزة الثانية بنجاح %100 ، فتمت تعليت الحاجز مرة أخرى ! وهنا إنتبه المدربون لمقدرات الفتى ، وبدأ المدرب في تعلية الحاجز ثم تدوين القراءات في محضر يحمله بيده ! ثم بدت عليه جدية عارمة ، وبدأ في إستبعاد الآخرين عن الملعب ،، للتركيز أكثر على الفتى ! ثم بدأ يتهامس المدربون ! والفتى يقفز من الحاجز درجة فدرجة ! إلى أن وصل إلى مرحلة عالية جداً ! .... وفجأة توقف التدريب وأحاط المربون بالفتى ، بعد أن أخذوه بعيداً عنا قليلاً ... وكانوا يتكلمون معه بإهتمام شديد وجدية بائنة !
إلتقطت مسامعنا بعض ما دار من حديث مع ذاك الفتى الخارق : ( نحن عايزنك تجي بكرة هنا في نفس المواعيد .. نحن حنختارك في الفريق القومي لتمثيل السودان .. وبكرة لما تجي حتلقى ملابسك وأدواتك جاهزة )..
ذهب الفتى الجنوبي في سبيله ! ونحن قتلنا الفضول ! فسألنا المدرب عن مادار بينه وبينهم ... قال المدرب في حماس شديد : ( الزول ده عمل الرقم القياسي 1 )
إنتظرناهو تاني يوم فلم يأت ! ... تالت يوم ، لم يأت ! رابع يوم لم يأت ! ....... ولكن كان مثله الكثير الكثير عند ذاك الزمان الجميل !
| |
|
|
|
|
|
|
|